Ô‡‹»€a@k„bv�€a@¿@Ú–Ó–Ç@|fl˝fl @LÔ„aá‡ó€a@tÏÀaÎ@Ô„biã€a@k�‘€a@ቫ@ @ãÁbƒ€a@Ô‡‹«@¿@µ‘‘z�æa@�yÎ@Lµœäb»€a@Êb�‹� Âfl@∂βa@Ú‘j�‹€@ÍÜbíäg@ãz�i@Âfl@paã�”Î@@†bj€aÎ @�Ëì€a@k�‘€a@ȉia@Ò��@¿@›r‡nm@Èibzñc@ @Ô–íbÿæa@ã–»u@ÑÓì€a ISBN 9961 60 973 6 9 789961 609736 < <‚·_<°Úù]<ç–Ö]<éÖ] << < <íËéË}<xÚøÚ < <êÞ^e†Ö]<gŞÏÖ]<‚ßÂ<êÛ×ÃÖ]<gÞ^¢]<» < <°ÏÏ]<uæ<H<°Ê…^ÃÖ]<á^Ş×‰<HêÞ]‚Û’Ö]<pçÇÖ]æ < <à^fÖ]æ<†â^¿Ö]<êÛ×Â<» < <êË^Ó¹]<êÎ^fÖ]<‚fÂ<éÖ] << < <êË^{{{{{Ó¹] << < <å^…c<†<àÚ<l]†ŞÎæ < <äe^v‘_<àÚ<±æù]<íÏfŞ×Ö < <ãÖ]<gŞÏÖ]<äße]<ì‰<»<ØnÛji < <êË^Ó¹]<†ËÃq<éÖ] < < < < < < < < << << ﺩﺍﺭ ﺍﳍﺪﻯ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ- ﻋﲔ ﻣﻠﻴﻠﺔ 1 < <†{Ó<íÛ{×Ò ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﲪﺪﺍ ﻛﺜﲑﺍ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﳌﻌﺘﱪ،ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﺇﱃ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻟﻴﻮﺙ ﺍﻟﻮﻏﻰ ﲪﺎﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳑﻦ ﺃﳊ ﺪ ﻭﻛﻔﺮ ،ﻭﺑﻌﺪ: ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻤﲔ ﰲ ﺧﻂ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻣﻼﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﳑﺎ ﲝﻮﺯﰐ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﲣﺺ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫﺓ :ﺍﻟﻄﻴﺐ ﲪﺎﺩ ﺍﻷﻣﲔ ،ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺟﻠﻲ ،ﺃﲪﺪ ﳏﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﺧﻀﺮ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ،ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﺎﻣﺮ ،ﻋﻠﻲ ﲪﺎﺩ ﺍﻷﻣﲔ، ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﻭﺍﳋﻄﻮﻁ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﺡ ﺍﳌﻌﻠﹼﻰ ﻭﺍﻟﻨﺼﻴﺐ ﺍﻷﻭﻓﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳉﻠﻴﻞ ،ﻭﺻﺤﺒﲏ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ﺃﻣﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ـ ﻫﻮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺃﲪﺪ ﻓﻮﺯﻱ ﳒﻞ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻷﻡ ،ﻭﻗﺪ ﺣﺒﺎﻩ ﺍﷲ ﲜﻤﺎﻝ ﺍﳋﻂ ،ﻗﺎﻡ ﺑﺮﺳﻢ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ،ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﻓﺼﻮﻟﻪ ﻭﺃﺑﻮﺍﺑﻪ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﳜﺘﺺ ﺑﺎﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ/ﻣﻮﺳﻰ ﲝﺮ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﻭﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﺬﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺪ ﰲ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﲣﺰﻳﻨﻪ ﰲ )ﻗﺮﺹ ﻣﺮﻥ( ،ﻓﻠﻪ ﻭﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ. ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ. א << << << 3 <]݆Òù]<Ôéfl fÞæ<<Ü¿Âù]<]<Ù牅<î×Â<Ø‘<Üã×Ö <Ü׉æ<äfv‘æ<äÖa<î×Âæ<‚Û¦<^Þ‚é‰ ﻟﻘﺪ ﺍﻟﺘﻤﻌﺖ ﰲ ﺫﻫﲏ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﻀﻤﲔ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﳌﻮﺩﻉ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﲟﻄﺒﻌﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﳍﺪﻯ ﺑﻌﲔ ﻣﻠﻴﻠﺔ ،ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﳌﻘﺘﻀﺒﺔ ،ﻭﳓﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺒﺔ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﰲ ﺿﻴﺎﻓﺔ ﺍﳌﻮﱃ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺣﺒﻴﺒﻪ ﻭﳎﺘﺒﺎﻩ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭﻣﻮﻻﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﲟﻌﻴﱵ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﳊﺎﺝ ﻣﻬﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻠﻢ ﱄ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﰲ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﳊﺞ ﺍﻟﻔﺎﺭﻁ 1427/1426ﻫـ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻟـ2007-2006ﻡ ،ﻭﺍﳊﺎﺝ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻠﻮ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ،ﻭﺍﺯﺩﺍﻥ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﺑﺘﻮﺍﺟﺪ ﺣﻔﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﳒﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺩﻓﲔ ﺍﻟﺒﻘﻴﻊ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ. ﻓﺎﳊﻤﺪ ﻟﻠﹼﻪ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻠﹼﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺩ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻭﺗﻴﺴﲑﻩ ،ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺧﲑ ﻭﳏﺒﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺃﲰﻌﻨﺎ ﺻﻮﺕ ﻣﺆﻟﻒ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻷﻣﲔ ﻫﺎﺗﻔﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﳓﻦ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﺑﺄﻧﻮﺍﺭ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ ﻭﺟﺎﺯﻯ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﺍﳊﺎﺝ ﺫﻳﺎﺏ ﻗﻼﺏ ﺫﺑﻴﺢ ﺻﺎﺣﺐ ﺩﺍﺭ ﺍﳍﺪﻯ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﻭﺃﻭﻓﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ ،ﺇﺫ ﻣﺎ ﻓﱴﺀ ﻳﻮﺍﺻﻞ ﻧﺸﺮ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭﻫﻮ ﻭﺇﻳﺎﻧﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ. ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ :ﺗﻨﺸﺮ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻟﻨﺴﺐ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪﺱ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﺳﺮﻩ ﻣﻦ ﺟﻬﱵ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﲔ ﺭﲪﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﺗﻌﺎﱃ. ]< <Ü׉æ<äÖaæ<äé×Â<]<îב<‚Û¦<^Þ÷çÚ<^Þ‚é‰<^ãfu^‘<…]çÞ`e<ì…çß¹]<íß肹 ]< <2007<ÛŠè<5<{{Ö<ÐÊ]ç¹]<{{â1427<ì‚ÃÏÖ]<æƒ<25<ð^Ãe…ù ]< <ä× Ö]<±c<ÏËÖ <]< <äÞ]†ËÆæ<åçËÂæ<äj·…<êq]fl†Ö << <ç·<kèa<܉^Ï×e 4 ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﻟﻒ ﻧﺴﺒﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻓﻬﻮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻋﻨﻪ ﺳﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﻭﺣﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺃﺑﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻬﻮ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺎﺩﺡ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺯﻳﺎﺩ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ ﺍﻟﺘﻠﻤﺴﺎﱐ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻌﺪ ﺍﳋﻔﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﳋﻄﺎﻑ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺩﺍﻭﻭﺩ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﻱ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﲨﻌﲔ ﻭﻧﻔﻌﻨﺎ ﻢ ﰲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻭﺩﻧﻴﺎﻧﺎ ﺁﻣﲔ. ﻭﻧﺴﺒﻪ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻓﻬﻮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﻤﻴﻢ ﺍﻟﺮﻛﺎﰊ ﺍﳌﺎﺷﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺼﻞ ﻧﺴﺒﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪ ﺍﳊﺴﲔ ﻓﻬﻮ ﺧﻞ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺒﻬﺎﺭﻱ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻤﺮ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﳊﺎ ﻭﻣﺮﺷﺪﺍ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻭﻟﻪ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺘﻮﻡ ﻭﺩ ﺑﺎﻧﻘﻲ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺎﺑﺪﺓ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﻭﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺘﻮﻡ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻼﺯﻡ ﺃﻭﺭﺍﺩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ. 5 ﺍﻟﻀﻮ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﻲ 1ـ ﺍﻳﻠﺒﻤﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻗﺮﻳﺔ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ،1939ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ 2ـ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ :ﻣﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. 3ـ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ :ﻛﻮﺳﱵ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ 4ـ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻗﻤﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻜﺘﻴﺎﰊ ،ﺷﻴﺦ ﻣﻌﻬﺪ ﻛﻮﺳﱵ. 5ـ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻡ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. 6ـ ﻋﺪﺓ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﺄﻫﻴﻠﻴﺔ: 7ـ ﺑﺎﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻷﺳﺎﺱ. 8ـ ﻣﻌﻬﺪ ﲞﺖ ﺍﻟﺮﺿﺎ 9ـ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ. -10ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ـ ﻛﻮﺳﱵ < < < < < < < < < < 6 < < < < < < < < < < << << ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻ ﹼﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻚ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻭﻧﺒﻴﻚ ﺍﻷﻛﺮﻡ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ < <íÚ‚{{ÏÚ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﳌﻮﺻﻮﻑ ﲜﻤﻴﻊ ﺍﶈﺎﻣﺪ ،ﺍﻟﻐﲏ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﳌﺎﺟﺪ ،ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻠﺪ ﻭﱂ ﻳﻮﻟﺪ ،ﺍﻷﺯﱄ ﺑﻼ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺡ ،ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻼ ﺎﻳﺔ ﻭﻻ ﺁﺧﺮﻳﺔ. ﳓﻤﺪ ﻭﻧﺸﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﺰﻳﻞ ﻧﻌﻤﺎﺋﻪ ،ﻭﻛﺮﱘ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﻋﻈﻴﻢ ﺁﻻﺋﻪ ،ﻭﻧﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﺍﳌﱰﹼﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻭﺍﻟﻐﲑﻳﻪ ،ﺍﳌﺘﻌﺎﱄ ﻋﻦ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻭﺍﻻﲢﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﻌﺪﻟﻴﺔ ،ﻭﻧﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺼﻪ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ،ﻭﻛﺴﺎﻩ ﲟﺤﺎﺳﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ، ﻭﺃﻓﺎﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻗﺪﺳﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻮﻣﺎ ﻟﺪﻧﻴﺔ ،ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﳌﺘﺼﻔﲔ ﺑﺎﶈﺎﺳﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ. ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ: ﻓﺈﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ،ﺃﻫﻞ ﺍﻟﱰﺍﻫﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﻘﺎﻣﺎﻢ ﻭﺃﺣﻮﺍﳍﻢ، ﻭﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺳﲑﻫﻢ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﺩﺏ ﺑﺂﺩﺍﻢ ،ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻖ ﺑﺄﺧﻼﻗﻬﻢ ﻭﺷﻴﻤﻬﻢ ،ﻭﺍﻗﺘﻔﺎﺀ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﺍﳌﺮﺿﻴﺔ ،ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻤﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺣﱴ ﻳﺮﻗﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﺩﺑﺎ ﻭﺳﻠﻮﻛﺎ ﻭﺃﺧﻼﻗﺎ ﺭﺗﺒﺎ ﻋﻠﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ " : ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ". ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒـﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟـﺎﻝ ﻓــﻼﺡ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﺇﻥ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﻬـﻢ 7 ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻮﺍﻝ ﻗﺪ ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻛﺾ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ،ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﻣﺆﻟﻔﺎ ﳛﻮﻱ ﻣﺂﺛﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﻭﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﺎﻢ ﻭﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ﻭﻛﺮﺍﻣﺎﻢ ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﻢ. ﻭﻗﺪ ﺁﻟﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻷﻥ ﺟﻠﹼﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺷﻴﺨﻲ ﻭﺳﻨﺪﻱ ﺇﱃ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺑﻌﻀﻪ ﲰﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺤﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺩﺭﺓ ﺍﶈﻘﻘﲔ ﺧﺎﲤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ،ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺑﲔ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺑﻌﻀﻪ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﺓ ﻋﺪﻭﻝ ﻳﺮﺩ ﺍﺳﻢ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻼﻝ ﻓﻘﺮﺍﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﺑﻌﻀﻪ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ﻭﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻨﺪﻳﺔ ،ﺍﳌﺮﰊ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻮﻯ ﻣﻦ ﻓﻴﻮﺿﺎﺕ ﺷﻴﺨﻪ ﻼ ﺳﻠﺴﺒﻴﻼ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺣﺬﻕ ﻓﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺴﺎ ﺣﱴ ﺍﻋﺘﻠﻰ ﻋﺮﺿﻪ ﻓﺼﺎﺭ ﻋﹶﻠﻤﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺫﻭﻗﺎ ﻭﻓﻬﻤﺎ ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﺎ ﻭﻋﻠﻤﺎ ﻣﻌﲎ ﻭﺣ ﻗﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺯﻳﺎﺭﺍﰐ ﺍﳌﺘﻜﺮﺭﺓ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﰱ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﺍﳊﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﲔ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﱄ ﲝﻖ ﺑﻠﺴ ﻤﺎ ﺷﺎﻓﻴﺎ ،ﻭﺗﺮﻳﺎﹰﻗﺎ ﻣﻌﺎ ﹰ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻏﻮﺍﺋﻞ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ،ﻭﻫﻮ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻜﺎﺷﻔﻲ .ﻭﻗﺪ ﺗﻠﻘﻴﺖ ﻋﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ ﻋﻨﺪ ﺯﻳﺎﺭﺍﰐ ﺍﳌﺘﻜﺮﺭﺓ ﳉﻨﺎﺑﻪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺘﺤﻔﲏ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ ،ﻭﻟﺬﻳﺬ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻧﻈ ﻤﺎ ﻭﻧﺜ ﺮﺍ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻪ ﺣ ﹶﻜﻤﺎ ﻋﻼﺟﻴﺔ ،ﻭ ﺩ ﺭﺭﺍ ﻧﻮﺭﺍﻧﻴﺔ ،ﺃﻧﺎﺭﺕ ﱄ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻭﺃﺯﺍﻟﺖ ﻋﲏ ﻛﻞ ﺗﻌﻮﻳﻖ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻛﺸﻔﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺎ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺁﺩﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﳌﻨﺘﺴﺒﲔ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺆﺧﺪ ﻣﻦ ﻛﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺃﺣﻴﺎﺀﺍ ﻭﺃﻣﻮﺍﺗﺎ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻳﺪﺭﻳﻪ ﺃﻫﻠﻪ ،ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﳓﻈﻰ ﲟﺤﺒﺘﻬﻢ ...ﺁﻣﲔ. 8 ﻓﺈ ﹼﻥ ﻣﺎ ﺿﻤﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺣﻘﺎﺋﻖ ﻭﺁﺛﺎﺭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇ ﹼﻻ ﳊﻈﺎﺕ ﻗﺪ ﻋﺎﻳﺸﺘﻬﺎ ﺃﻭﲰﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺜﹼﻘﺎﺓ ﺧﻼﻝ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻗﺪ ﺗﻄﻮﻝ ﺟﻠﺴﺎﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﻭ ﺗﻘﺼﺮ ﻛﺎﻥ ﺷﻐﻔﻲ ﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ،ﻗﺪ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻭﺃﻳﺎﻡ ﻓﺄﻋﻴﺪﻫﺎ ﳊﺎﻛﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ،ﻛﻨﺖ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻛ ﹼﻞ ﺍﳊﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﻣﺎ ﻳﺴﺮﺩ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﺄﺳﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳌﻮﺍﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﻀﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻨﻬﺎ. ﻛﻨﺖ ﺃﺧﻔﻲ ﻣﺎ ﺃﲰﻌﻪ ﻋﻦ ﻏﲑﻱ ،ﺑﻞ ﺃﻃﻮﻳﻪ ﺑﲔ ﺟﻮﺍﳓﻲ ،ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺃﺑﺪﻳﻪ ﺇ ﹼﻻ ﻟﻘﹼﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺧﻮﺍﱐ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﺃﻭ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﳍﻢ ﺷﺤﻨﺔ ﺭﻭﺣﻴﺔ ﺗﻜﺴﺒﻬﻢ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﺰﻡ ،ﻭﺍﳊﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﲑ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻷﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻗﺒﺴﺎﺕ ﻧﻮﺭﺍﻧﻴﺔ ﺗﻀﻲﺀ ﺑﺼﺎﺋﺮ ﻣﺴﺘﻤﻌﻴﻬﺎ ﻓﺘﻬﺪﻳﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﺑﻞ ﲣﻄﻮ ﺎ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ، ﻭﻣﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ. ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻓﻜﹼﺮﺕ ﰲ ﺃﻥ ﺃﺩ ﻭﻥ ﺟﺰ ًﺀﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﻟﻴﻘﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﻭﺳﲑﻫﻢ ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻷﺛﺮ ﰲ ﺗﻄﻬﲑ ﻗﻠﻮﺏ ﻣﺮﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺇﺻﻼﺡ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ، ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ،ﻭﺬﻳﺐ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ،ﺣﱴ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﺃﻋﻼﻣﺎ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ،ﻭﺃﺋﻤﺔ ﻣﺮﺷﺪﻳﻦ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ. ﻷﻥ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻫﻢ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻘﺎﻣﺎ ،ﻭﺃﺭﻓﻌﻬﻢ ﻗﺪ ﺭﺍ ،ﻭﺃﺛﺒﺘﻬﻢ ﻗﺪﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻮﻥ ،ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﺑﺎﷲ، ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺑﺸﺮﻉ ﺍﷲ ،ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﱠﻠﻢ ،ﻓﻬﻢ ﺧﻠﻔﺎﺀ ﺍﷲ ﰲ ﺃﺭﺿﻪ ،ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻋﻪ .ﻟﻘﺪ ﺗﺪﺛﺮﻭﺍ ﺑﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ،ﻭﺍﻗﺘﻔﻮﺍ ﺃﺛﺮ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ 9 ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ... ،ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺍﳊﻖ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺣﱴ ﺑﹶﻠﻐﻮﺍ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻭﻋﲔ ﺍﻟﻴﻘﲔ ،ﻓﻘﺎﺩﻭﺍ ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﱘ، ﻭﺍﶈﺠﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻋﻠ ﻤﺎ ﻭﻋﻤﹰﻠﺎ ﻭﺗﻘﻮﻯ ﻭﺯﻫ ﺪﺍ ﻭﻭﺭ ﻋﺎ ﻭﻋ ﱠﻔﺔ ﻭﺻﺪﻗﺎ ﻭﺣﻴﺎﺀﺍ ﻭﺧﻠﻘﺎ ﻭ ِﺣﹾﻠ ﻤﺎ ﻭﺇﻳﺜﺎ ﺭﺍ ،ﻓﺘﺴﺎﻣﺖ ﳘﻤﻬﻢ ،ﻭﺗﻌﺎﻟﺖ ﻋﺰﺍﺋﻤﻬﻢ ،ﺣﱴ ﺍﺭﺗﻘﻰ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﻭﻭﺻﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺩﺭﻛﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ،ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﻫﺪﺍ ﹰﺓ ﻟﻐﲑﻫﻢ ،ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳊﻖ ﻧﺎﺻﺤﲔ ﻭﻣﺮﺷﺪﻳﻦ ،ﻓﻤﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﲔ ﺧﺎﰎ ﺍﶈﻘﻘﲔ ،ﻭﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ،ﻭﻏﻮﺙ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ ،ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺑﲔ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﺳﻨﺪﻱ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺖ ﺃﻥ ﺃﺫﻛﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﻬﻮ ﺩﺭﺓ ﻋﺼﺮﻩ ﻭﻭﺣﻴﺪ ﺩﻫﺮﻩ ،ﻓﻘﺪ ﺭ ﻣ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻭﻗﻄﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﲝﺮﻩ ﺍﶈﻴﻂ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ،ﻭﳕﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻭﻗﻄﻮﹰﻓﺎ ﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ﳌﺮﻳﺪﻳﻪ ﻭﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺟﺰ ًﺀﺍ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺋﺤﻪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻭﺟﺮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺗﺒﺼﺮﺓ ﻟﻨﺎ ،ﻭﻟﺘﻔﻬﻴﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﻮﺍ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺎﺩﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻭﺟﻪ ﺣﻖ ﻭﻟﻴﺪﺭﻛﻮﺍ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻳﻘﺼﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺋﻤﺔ ﻏﲑﻫﻢ. ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻨﺤﻰ ﻭﺍﺣ ﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﺳﲑﺗﻪ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ﻭﺯﻫﺪﻩ ﻭﻭﺭﻋﻪ ﻭﲨﻴﻊ ﻣﺰﺍﻳﺎﻩ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ،ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ. ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺟﺄﺕ ﺑﻘﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻮﻗﺖ ﺁﺧﺮ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ،ﻭﺍﻗﺘﺼﺮﺕ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻧﺰﺭ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺤﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻭﻗﺪ ﲣﱠﻠﻞ ﺑﻌﺾ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﺼﻮﻝ ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻣﻌﻬﺎ. ﰒ ﺫﻛﺮﺕ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﺘﻌﻠﻘﻬﺎ ﲟﺎﺩﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺩﻟﻴﻼ ﺷﺎﻓﻴﺎ ﻭﺑﺮﻫﺎﻧﺎ ﻭﺍﻓﻴﺎ ﳌﻦ ﺭﺍﻡ ﺫﻟﻚ ،ﺃﻭ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺑﻪ ﺍﳊﺠﺔ ،ﻭﻏﻤﺮﻩ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﻓﻘﺮ ٍﺓ ﻣﻦ ﻓﻘﺮﺍﺗﻪ ،ﺃﻭ ﺭﻛﺐ ﻓﺮﺱ ﺍﻟﻠﹼﺠﺎﺝ ،ﻭﺃﻗﻌﺪﻩ ﺍﻟﻌ ﻲ ﻭﺃﺭﺍﺩ 10 ﺍﳌﺨﺮﺝ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺣﺚ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﻔﻲ ﻏﻠﻴﻠﻪ ،ﻭﻳﺮﺩﻩ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﺑﺼﲑﺓ ،ﻭﻣﻨﺼﻔﺎ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﺇ ﹼﻻ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﻭﻟﻜ ﻦ ﺍﷲ ﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ،ﻓﺎﳌﺒﺎﺣﺚ ﻛﻠﹼﻬﺎ ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺍﳌﺒﺎﺣﺚ ﻫﻲ: 1ـ ﺍﳌﻌﺠﺰﺓ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. 2ـ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ. 3ـ ﺍﻟﺘﱪﻙ ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ. ﰒ ﺑﻴﻨﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻭﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﻭﺳﲑﺓ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺸﻬﲑ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻣﻊ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺳﲑﺗﻪ ﻭﺻﺤﺒﺘﻪ ﻟﺸﻴﺨﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻭﳏﺒﺘﻪ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﻭﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻣﻘﺎﺻﺪﻩ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ،ﻭﺃﻇﻬﺮﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻇﻬﺮﺕ ﱄ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻭﺍﻟﱵ ﲰﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺜﻘﺎﺓ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺤﺒﻮﻩ ﻋﻘﻮﺩﺍ ﺃﻭ ﺟﺎﻟﺴﻮﻩ ﺣﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺃﻭ ﺳﻜﻨﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﻣﻮﺍﻃﻨﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻏﲑﻫﻢ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﺮﺑﻄﻬﻢ ﺑﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺃﻭ ﺍﳌﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ. ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻣﺎﻧﺔ ،ﻓﻼ ﺗﺆﺧﺪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ،ﻓﻼ ﺟﺮﻡ ﺃﻥ ﳛﺘﻮﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﺍﳊﺠﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻭﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﳋﻠﻒ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺑﺎﷲ ،ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻜﻞ ﻋﻤﻞ ﺳﻨﺪ ،ﻭﻟﻜﻞ ﻗﻮﻝ ﻋﻀﺪ ﻳﺴﺘﺄﻧﺲ ﺑﻪ ﺍﳌﻨﺼﻔﻮﻥ ،ﻭﻳﻄﻤﺌﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﶈﺒﻮﻥ ،ﻭﻳﺪﻓﻊ ﺷﺒﻪ ﺍﳌﻐﺮﺿﲔ. ﻓﺈﻥ ﳎﺎﻟﺲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻷﺎ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ،ﻭﻣﻌﺎﻗﻞ ﻓﻜﺮ ،ﻭﷲ ﺩ ﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: 11 ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻃـﺮﻳ ﻖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ِﺩﺍﺭﺳﺔ ﻭﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻴﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﻯ ﺣﱴ ﺃﺭﺍﻫﻢ ﻭﺃﻧﻰ ﱄ ﺑﺮﺅﻳﺘﻬـﻢ ﺃﻭ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻷﺫﻥ ﻣﻨﻲ ﻋﻨﻬﻢ ﺧ ﱪﺍ ﻣﻦ ﱄ ﻭﺃﻧﻰ ﳌﺜﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺰﺍﲪﻬـﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﱂ ﺃﻟﻖ ﺎ ﻛـﺪ ﺭﺍ ﺃﺣﺒﻬﻢ ﻭﺃﺩﺍﺭﻳﻬﻢ ﻭﺃﺅﺛﺮﻫــﻢ ﺻﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﻔـ ﺮﺍ ﲟﻬﺠﱵ ﻭﺧﺼﻮ ﻗﻮﻡ ﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﺴﺠﺎﻳﺎ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺟﻠﺴﻮﺍ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻋﻞ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﻋﻄ ﺮﺍ ﻳﻬﺪﻱ ﺍﻟﺘﺼ ﻮﻑ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﻇﺮﹶﻓﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺂﻟﻒ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺍﻗﲏ ﻧﻈ ﺮﺍ ﻫﻢ ﺃﻫ ﹸﻞ ﻭﺩﻱ ﻭﺃﺣﺒﺎﰊ ﺍﱠﻟﺬﻳﻦ ﻫ ﻢ ﳑﻦ ﳚ ﺮ ﺫﻳﻮﻝ ﺍﻟﻌ ﺰ ﻣﻔﺘﺨــ ﺮﺍ ﻻ ﺯﺍﻝ ﴰﻠﻲ ﻢ ﰲ ﺍﷲ ﳎـﺘﻤ ﻌﺎ ﻭﺫﻧﺒﺎ ﻓﻴـﻪ ﻣﻌـﻔﻮﺭﺍ ﻭﻣﻐﻔﻮ ﺭﺍ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﷲ ﻷﻢ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺮﲪﺔ ،ﻭﻣﻨﺎﺑﻊ ﺍﳊﻜﻤﺔ، ﻗﻠﻮﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺿﺎﻣﺮﺓ ،ﻭﻇﻮﺍﻫﺮﻫﻢ ﺑﺎﻷﻧﻮﺍﺭ ﻋﺎﻣﺮﺓ ،ﻭﳎﺎﻟﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻏﺎﻣﺮﺓ ،ﻓﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﻭﺧﺎﺻﺘﻪ ،ﻳﻔﻴﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﻗﺪﺳﻪ، ﻭﳚﻠﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻁ ﺃﻧﺴﻪ ،ﳚﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻧﻮﺍﺭﻩ ،ﻭﻳﺘﺤﻔﻬﻢ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭﻩ ،ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﲡﻮﻝ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻓﺘﺄﰐ ﺑﺪﻗﺎﺋﻖ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ،ﻭﺗﺪﺭﻙ ﻏﻮﺍﻣﺾ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ،ﻻ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻳﻌﻴﺒﻬﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻳﻀﻨﻴﻬﺎ ،ﻻ ﲢﺪﻫﺎ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ،ﻭﻻ ﺗﻌﻮﻗﻬﺎ ﺍﻷﺟﺮﺍﻡ، ﻓﻬﻲ ﺳﺎﺋﺤﺔ ﰲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ،ﺗﺴﺮﻱ ﻭﺗﻐﺪﻭ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﷲ ،ﳍﺎ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺑﺈﻣﺪﺍﺩﻫﺎ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪ ،ﳍﺎ ﳎﺎﻟﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲢﻞﹼ ،ﺗﱪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﺍﳊﻞﹼ ،ﻓﻄﻮﰉ ﳌﻦ ﺻﺤﺒﻬﻢ ،ﻭﺍﺳﺘﻤﻊ ﳌﻦ ﺻﺤﺒﻬﻢ ،ﻭﺍﺳﺘﻤﻊ ﻷﻗﻮﺍﳍﻢ، ﻭﺍﻗﺘﻔﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ،ﻭﻛﺴﻲ ﻣﻦ ﺣﻠﻞ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ،ﻭﺃﻓﻴﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭﻫﻢ. 12 ﻫﻢ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﺸﻘﻰ ﻢ ﺟﻠﻴﺴﻬﻢ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻈﻬﺮﺍ ﳍﺬﺍ ﺍﻷﺛﺮ ،ﻭﺟﺎﻟﻴﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﳋﱪ ،ﻓﻠﻠﻪ ﺩﺭﻩ: ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺜﺒﻮﺕ ﺑﻐﻴـﺮ ﻫـﺰﺍﺭ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﳝـﺤﻲ ﻟــﻸﻭﺯﺍﺭ ﺴﻬـﻢ ﻭﺍﶈـﺐ ﻭﺍﻟـﺰﺍﺭ ﺟﻠﻴ ﻱ ﰲ ﺍﻷﺧﺒـﺎﺭ ﻻ ﻳﺸﻘﻰ ﻣﺮﻭ ﻓﺎﲰﻌﻮﺍ ﻳـﺎ ﺃﻭﻟـﻲ ﺍﻷﻟﺒـﺎﺏ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﳜﻠـﻖ ﻣﻨـﻪ ﺳﺤﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺑﻠـﺪ ﺍﻟﻜﻔـﺮ ﺿﺒـﺎﺏ ﻭﺍﻟﺬﹼﺍﻛﺮﻫـﻢ ﻳﻨﻴـﻠﻪ ﺛـﻮﺍﺏ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﳌﻮﺻﻠﺔ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺇﻥ ﺻﺪﻕ ﺗﺎﺑﻌﻬﺎ ﻫﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﺪﺭ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﲔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳِﺌ ﹶﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﳌﻬﺪﻭﻳﺔ ،ﻭﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﻭﺻﻮﻻ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ؟ ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: " ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﳌﻬﺪﻭﻳﺔ ،ﻭﺻﺪﻕ ﺎ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻓﺬﻣﺘﻪ ﺑﺎﺭﺋﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﻄﹼﺮﻳﻖ ﻭﺻﺪﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻓﺈﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻛﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻥ". ﻳﺎ ﻣﻦ ﺭﻣﺖ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﺃﻭﺻﻴﻚ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﺧﺼﺎﻻ ﰲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻬﻮ ﺍﻷﺑـﺮ ﻋﺎﳌﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺪﻗﹼﻘﺎ ﻭ ﻣﻘـﺮ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮ ﻭﳝﻴـﺰ ﺑﲔ ﺣﻼﻟﻪ ﻭﺣﺮﺍﻣـﻪ ﻭﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﻳﻨﻘﺬﻩ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻜﺮ ﺧﺼﺐ ﺍﻷﻧﺎﻣﻞ ﻟﻠﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﻭﻳﻼﻗﻲ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﺑﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﺸـﺮ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻻ ﻟﻪ ﻗﺪﺭ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻄﹼﲔ ﺃﻭ ﺍﳉﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﳊﺠـﺮ 13 ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﺗﻔﻴﺾ ﻧﻮﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺌﺪﺓ ﻭﺍﻟﻨﻬﻰ ،ﻓﺘﻤﺘﻠﺊ ﻧﻘﺎﺀ ﻭﺻﻔﺎﺀ ﺗﺪﺭﻙ ﺑﻪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ،ﻭﻏﻮﺍﻣﺾ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ،ﻓﺘﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﳏﻤﺪ ﻭﻗﻴﻊ ﺍﷲ ،ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ "ﺍﻟﱪﻋﻲ": ﻓﺈﻥ ﱂ ﲡﺪﻫﻢ ﻓﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﻳﻜﻔﻴـﻚ ﺟﺎﻟﺲ ﺃﻭﱄ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﺳﺘﺄﺛﺮ ﻣﻮﺩﻢ ﺍﻟﺼﺎﳊﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﻟﺴﺘﻬﻢ ﻧﻔــﻌﻮﺍ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: א ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﻭﺟﻠﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻳﺆﺫﻳﻚ א * א 1 א א *. ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﰲ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺑﺎﳊﺠﺞ ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺔ ،ﻭﺍﻷﺩﻟﹼﺔ ﺍﻟﺴﺎﻃﻌﺔ، ﻭﺑﺎﻟﱪﺍﻫﲔ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ ﻭﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻨﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺃﻗﻮﻝ ﻭﺑﺎﷲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ. < < < < < < < < < 1 א א *א א < < < < < < < < < ،א ).(64 ، 63 ،62 14 א א < < < < < < < < اﻟﺒﺎب اﻷول اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﳌﻌﺎﺟﺰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ <اﻟﻔﺼﻞ اﻷول: ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻟﻠﺜﺎﻡ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﺍﻟﺘﱪﻙ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﳋﺎﻣﺲ :ﺍﻹﻃﻼﻕ ﺍﻟﻠﹼﻔﻈﻲ ﻟﻠﻔﻌﻞ << < < < < < < < < < < اﻟﺒﺎب اﻷول: اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ’^< <°£ ]Ć Ö]<l^Ú]†Òæ<ð^éfÞù]<ˆq^ù<íé†Ö]<íÖù 15 ﲤﻬﻴﺪ: ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻛﺮﻣﻬﻢ ﺑﺈﻛﺮﺍﻣﻪ، ﻭﺍﺟﺘﺒﺎﻫﻢ ﻟﻘﺮﺑﻪ ،ﻭﺃﲢﻔﻬﻢ ﺑﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻫﻲ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺩﻳﻨﻪ ﺍﻟﻘﻮﱘ. ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺮﻡ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺮﺳﻮﻝ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺁﺗﺎﻩ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﺁﺗﻰ ﺑﻪ ﻧﺒﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ. ﺃﻭﻻ ـ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ: ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: א א *א א ﺃ א א א א * א 1 א א *. ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﻧﻌﺖ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀﻩ ﺑﻨﻌﻮﺕ ﲣﺼﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﳋﻠﹾﻖ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﺍﳋﺎﻟﺺ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﳌﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﹶ ﻻ ﻳﺸﻮﺎ ﺷﻲﺀ ،ﰒ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺧﺼﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮﻯ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻭﻣﻦ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﱃ ﺍﷲ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ،ﻭﻭﺍﻻﻩ ﺍﷲ ﺑﺈﺣﺴﺎﻧﻪ ﻭﺇﻟﻄﺎﻓﻪ ،ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻫﻮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،ﺃﻭ ﺗﺮﻯ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺻﺎﱀ ﻣﺜﻠﻪ ،ﻭﻫﻲ ﺑﺸﺎﺭﺍﺕ ﻛﺸﻔﻴﺔ ﻣﻨﺎﻣﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻛﺸﻔﻴﺔ ﻋﻴﺎﻧﻴﺔ. ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﳚﺮﻳﻬﺎ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﻋ ﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻞ : 1ـ ،א ).(64 ، 63 ،62 16 א א 1 א ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ: א א ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: א * א א א א א א . א א א א א 3 א א א א ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺇﻛﺮﺍﻡ ﺍﷲ ﳌﺮﱘ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺇﳝﺎﺎ ﻭﺗﻘﻮﺍﻫﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺍﳌﻘﺮﺑﲔ ،ﻭﻫﻲ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﲟﻌﺠﺰﺍﺕ ﻷ ﹼﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﺘﺨﺬ ﺭﺳﻮﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻢ ﺻﺎﳊﻮﻥ ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺄﻧﺒﻴﺎﺀ. ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ : ﺍﳋﱪ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻓﻜﺜﲑ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﱪ ﺍﻟﻐﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﻋﻦ ﺳﺎﱂ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ،ﻭﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ،ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ" :ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺛﻼﺛﺔ ﺭﻫﻂ ،א 1ـ 3 א 2 )(26 ، 25 ،א א א א א 2 ).(17 16 17 א :א א ).(37 ﳑﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻓﺂﻭﺍﻫﻢ ﺍﳌﺒﻴﺖ ﺇﱃ ﻏﺎﺭ ﻓﺪﺧﻠﻮﻩ ،ﻓﺎﳓﺪﺭﺕ ﺻﺨﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﻭﺳﺪﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ :ﻭﺍﷲ ﻻ ﻳﻨﺠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺇ ﹼﻻ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﺑﺼﺎﱀ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ :ﻛﺎﻥ ﱄ ﺃﺑﻮﺍﻥ ﺷﻴﺨﺎﻥ ﻛﺒﲑﺍﻥ، ﻭﻛﻨﺖ ﻻ ﺃﻏﺒﻖ ﻗﺒﻠﻬﻤﺎ ،ﻓﻨﺎﻣﺎ ﰲ ﻇ ﹼﻞ ﺷﺠﺮﺓ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻠﻢ ﺃﺑﺮﺡ ﻋﻨﻬﻤﺎ ،ﻭﺧﻠﻴﺖ ﳍﻤﺎ ﻏﺒﻮﻗﻬﻤﺎ ،ﻓﺠﺌﺘﻬﻤﺎ ﺑﻪ ﻓﻮﺟﺪﻤﺎ ﻧﺎﺋﻤﲔ ،ﻓﻜﺮﻫﺖ ﺃﻥ ﺃﻭﻗﻈﻬﻤﺎ، ﻭﻛﺮﻫﺖ ﺃﻥ ﺃﻏﺒﻖ ﻗﺒﻠﻬﻤﺎ ،ﻓﻘﻤﺖ ﻭﺍﻟﻘﺪﺡ ﰲ ﻳﺪﻱ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﺳﺘﻴﻘﺎﻇﻬﻤﺎ ﺣﱴ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻔﺠﺮ ،ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻈﺎ ﻓﺸﺮﺑﺎ ﻏﺒﻮﻗﻬﻤﺎ ،ﺍﻟﻠﻬ ﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﻭﺟﻬﻚ ﻓﺎﻓﺮﺝ ﻋﻨﺎ ﻣﺎ ﳓﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ،ﻓﺎﻧﻔﺮﺟﺖ ﺍﻧﻔﺮﺍﺟﺎ ﻻ ﺐ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻨﻪ .ﰒ ﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ :ﻛﺎﻧﺖ ﱄ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻢ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺣ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱄﹼ ،ﻓﺮﺍﻭﺩﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﺎﻣﺘﻨﻌﺖ ﺣﱴ ﺃﳌﹼﺖ ﺎ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﻓﺠﺎﺀﺗﲏ ﻭﺃﻋﻄﻴﺘﻬﺎ ﻣﺎﻻ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﲣﻠﻲ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﲔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﺭﺕ ﺾ ﺍﳋﺎﰎ ﺇ ﹼﻻ ﲝﻘﹼﻪ ،ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ :ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﻌﻬﺎ ،ﺍﻟﻠﹼﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﻭﺟﻬﻚ ﻓﺎﻓﺮﺝ ﻋﻨﺎ ﻣﺎ ﳓﻦ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺎﻧﻔﺮﺟﺖ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ،ﻏﲑ ﺃﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻨﻬﺎ. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ﺛﺎﻟﺚ " ﺍﻟﻠﹼﻬﻢ ﺇﱐ ﺍﺳﺘﺄﺟﺮﺕ ﺃﺟﺮﺍﺀ ﻓﺄﻋﻄﻴﺘﻬﻢ ﺃﺟﻮﺭﻫﻢ ﻏﲑ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﻭﺫﻫﺐ، ﻓﺎﺳﺘﺜﺮﻣﺖ ﺃﺟﺮﻩ ﺣﱴ ﻛﺜﺮﺕ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ،ﻓﺠﺎﺀﱐ ﺑﻌﺪ ﺣﲔ ﻭﻗﺎﻝ :ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃ ﺩ ﱄ ﺃﺟﺮﰐ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻛﻞ ﻣﺎﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺃﺟﺮﺗﻚ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ ﻭﺍﻟﺮﻗﻴﻖ، ﻓﻘﺎﻝ :ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﺗﺴﺘﻬﺰﺉ ﰊ؟ ﻓﻘﻠﺖ :ﺇﱐ ﻻ ﺃﺳﺘﻬﺰﺉ ﺑﻚ ،ﻓﺄﺧﺬ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﹼﻪ، ﺍﻟﻠﹼﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﻭﺟﻬﻚ ﻓﺎﻓﺮﺝ ﻋﻨﺎ ﻣﺎ ﳓﻦ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺎﻧﻔﺮﺟﺖ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﳝﺸﻮﻥ". ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳋﱪ ﺍﻷﻭﻝ. 18 ﺍﳋﱪ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺏ ﺃﺷﻌﺚ ﺃﻏﱪ ﺫﻱ ﻃﻤﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﺑﻪ ﻟﻪ ﻟﻮ ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻷﺑﺮﻩ ،ﻭﱂ "ﺭ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺷﻲﺀ ﻭﺷﻲﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﺴﻢ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ" ﺍﳋﱪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻗﻮﻝ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺑﻴﻨﺎ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﻮﻕ ﺑﻘﺮﺓ ﻗﺪ ﲪﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺎﻟﺘﻔﺘﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﺇﱐ ﱂ ﺃﺧﻠﻖ ﳍﺬﺍ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﻟﻠﺤﺮﺙ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ :ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ! ﺑﻘﺮﺓ ﺗﺘﻜﻠﻢ؟! ،ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ :ﺁﻣﻨﺖ ﺬﺍ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ". ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﻋﻦ ﻗﻴﺲ ﻗﺎﻝ ) :ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻭﺳﻠﻤﺎﻥ ﻳﺄﻛﻼﻥ ﻣﻦ ﺻﺤﻔﺔ ﺇﺫ ﺳﺒﺤﺖ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ(. ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: )ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﺩﻓﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﺑﺎﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ﺷﻬﻴﺪﺍ ،ﻭﻫﻮ ﺧﻄﻴﺐ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ،ﻭﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﳉﻨﺔ ﻓﺴﻤﻌﻨﺎﻩ ﺣﲔ ﺃﺩﺧﻠﻨﺎﻩ ﺍﻟﻘﱪ ﻳﻘﻮﻝ :ﳏﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ،ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ،ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ،ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟ ﱪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ،ﻓﻨﻈﺮﻧﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻣﻴﺖ( .ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭﻏﲑﻩ. ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﰲ )ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ( ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ) :ﻣﺎ ﲰﻌﺖ ﻋﻤﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺸﻲﺀ ﻗﻂ ﻻ ﺃﻇﻨﻪ ﻛﺬﺍ ﺇ ﹼﻻ ﻛﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﻈﹼﻦ ،ﻋﺮﺽ ﺟﻴﺸﹰﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻬﻢ ،ﹼﰒ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻬﻢ ،ﰒ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻓﺘﺒﻴﻦ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﺎﺗﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻗﺎﺗﻞ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ(. 19 ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﻣﻦ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻭﺟﻬﺰﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩ ﻓﺎﺭﺱ ،ﻓﺎﺷﺘ ﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺴﻜﺮﻩ ﺍﳊﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺎﻭﻧﺪ ﻭﻫﻮ ﳛﺎﺻﺮﻫﺎ ،ﻭﻛﺜﺮﺕ ﲨﻮﻉ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ،ﻭﻛﺎﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻳﻨﻬﺰﻣﻮﻥ ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﺼﻌﺪ ﺍﳌﻨﱪ ﻭﺧﻄﺐ ﰒ ﺍﺳﺘﻐﺎﺙ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺧﻄﺒﺘﻪ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻳﺎ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﳉﺒﻞ ،ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺮﻋﻰ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻗﺪ ﻇﻠﻢ ،ﻓﺄﲰﻊ ﻋ ﺰ ﻭﺟ ﹼﻞ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﻭﺟﻴﻮﺷﻪ ﺃﲨﻌﲔ ﻭﻫﻢ ﺑﺒﺎﺏ ﺎﻭﻧﺪ ﺻﻮﺕ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻓﻠﺠﺄﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﻞ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ :ﻫﺬﺍ ﺻﻮﺕ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ،ﻓﻨﺠﻮﺍ ﻭﺍﺳﺘﻨﺼﺮﻭﺍ. ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻛﻼﻡ ﻃﻴﺐ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻠﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺍﳊﺮﺍﱐ ﺍﳊﻨﺒﻠﻲ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺃﻭ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺘﺤﺚ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ،ﻓﺄﺭﺩﺕ ﻣﻦ ﻧﻘﻠﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺃﻧﻘﻠﻪ ﺑﺮ ﻣﺘﻪ ﻟﺘﺘﻤﻴﻢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ، ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻨﺺ .ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ) :ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻥ ﷲ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ،ﻓﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ א ﺍﻟ ﺮﲪﻦ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : א א א * א א *א 1 א א א א * . ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: א א א א א א א א א א א ﹶﺃ 2 ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : ،3 א א א ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ) :ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﳌﺘﻘﻮﻥ ﻫﻢ ﺍﳌﻘﺘﺪﻭﻥ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ،א 1 2ـ א ،א ).(64 ، 63 ،62 2א ).(257 20 ،א )(44 ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻓﻴﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ،ﻭﻳﻨﺘﻬﻮﻥ ﻋﻤﺎ ﻋﻨﻪ ﺯﺟﺮ ،ﻭﻳﻘﺘﺪﻭﻥ ﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﳍﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻌﻮﻩ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻴﺆﻳﺪﻫﻢ ﲟﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭﺭﻭﺡ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻳﻘﺬﻑ ﺍﷲ ﰲ ﻗﻠﻮﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭﻩ ،ﻭﳍﻢ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﺮﻡ ﺍﷲ ﺎ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀﻩ ﺍﳌﺘﻘﲔ ،ﻭﺧﻴﺎﺭ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﻛﺮﺍﻣﺎﻢ ﳊﺎﺟﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﳊﺎﺟﺔ ﺑﺎﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺬﻟﻚ. ﻭﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺇﻧﻤﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﺑﱪﻛﺔ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻓﻬﻲ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﻤﺮ ،ﻭﺗﺴﺒﻴﺢ ﺍﳊﺼﻰ ﰲ ﻛﻔﹼﻪ ،ﻭﺇﺗﻴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺣﻨﲔ ﺍﳉﺬﻉ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ﺑﺼﻔﺔ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ،ﻭﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ،ﻭﺇﺗﻴﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﻭﺗﻜﺜﲑ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺒﻊ ﰲ ﺍﳋﻨﺪﻕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﻃﻌﺎﻡ ﱂ ﻳﻨﻘﺺ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ،ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﰲ ﻏﺰﻭﺓ ﺧﻴﱪ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﺩﻩ ﻣﺎﺀ ﻭﱂ ﺗﻨﻘﺺ، ﻭﻣﻸ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻋﺎﻡ ﺗﺒﻮﻙ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﻗﻠﻴﻞ ﻭﱂ ﻳﻨﻘﺺ ﻭﻫﻢ ﳓﻮ ﺛﻼﺛﲔ ﺃﻟﻔﺎ ،ﻭﻧﺒﻊ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﻣﺮﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﺍﻛﻔﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﻏﺰﻭﺓ ﺍﳊﺪﻳﺒﻴﺔ ﳓﻮ ﺃﻟﻒ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺃﻭ ﲬﺴﻤﺎﺋﺔ ،ﻭﺭﺩﻩ ﻟﻌﲔ ﺃﰊ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺣﲔ ﺳﺎﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻩ ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺃﺣﺴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ. ﻭﳌﹼﺎ ﺃﺭﺳﻞ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻤﻠﺔ ﻟﻘﺘﻞ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﺮﻑ ﻓﻮﻗﻊ ﻭﺍﻧﻜﺴﺮﺕ ﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﺣ ﺰ ﺭﺟﻠﻪ ﻓﻤﺴﺤﻬﺎ ﻓﱪﺃﺕ ﻭﺃﻃﻌﻢ ﻣﻦ ﺷﻮﺍﺀ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺛﻼﺛﲔ ﺭﺟﻼ ﻛ ﹼ ﻟﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻭﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻄﻌﺘﲔ ﻓﺄﻛﻠﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﲨﻴﻌﻬﻢ ﰒ ﻓﻀﻞ ﻓﻀﻠﺔ ﻭﻗﻀﻰ ﺩﻳﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺟﺎﺑﺮ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩﻱ ﻭﻫﻢ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﻭﺳﻘﺎ ،ﻗﺎﻝ ﺟﺎﺑﺮ :ﻓﺄﻣﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﲨﻴﻌﻪ ﺑﺎﻟﹼﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺒﻞ ،ﻓﺸﻤﻰ ﻓﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ :ﰒ ﻗﺎﻝ ﳉﺎﺑﺮ :ﺣﺪ ﻟﻪ :ﻓﻮﻓﹼﺎﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ﻭﺳﻘﺎ، ﻭﻓﻀﻞ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻭﺳﻘﺎ ،ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﲑ ،ﻗﺪ ﲨﻌﺖ ﳓﻮ ﺃﻟﻒ ﻣﻌﺠﺰﺓ. 21 ﻭﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻛﺜﲑﺓ ﺟﺪﺍ ،ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻴﺪ ﺑﻦ ﺣﻀﲑ ﻳﻘﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻓﱰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻈﻠﹼﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺝ ،ﻭﻫﻲ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻟﻘﺮﺍﺀﺗﻪ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺗﺴﻠﹼﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺑﻦ ﺣﺼﲔ. ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻳﺄﻛﻼﻥ ﺻﺤﻔﺔ ﻓﺴﺒﺤﺖ ﺻﺤﻔﺔ ﺃﻭ ﻓﺴﺒﺢ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻋﻴﺎﺩ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﻭﺃﺳﻴﺪ ﺑﻦ ﺧﻀﲑ ﺧﺮﺟﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻓﺄﺿﺎﺀ ﳍﻤﺎ ﻧﻮﺭ ﻣﺜﻞ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻮﻁ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻓﺘﺮﻗﺎ ﺍﻓﺘﺮﻕ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻣﻌﻬﻤﺎ ...ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻏﲑﻩ. ﺼﺤﻴﺤﲔ ﳌﹼﺎ ﺫﻫﺐ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﺿﻴﺎﻑ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻗﺼﺔ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﰲ ﺍﻟ ﻭﺟﻌﻞ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﻟﻘﻤﺔ ﺇ ﹼﻻ ﺭﺑﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻠﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﺸﺒﻌﻮﺍ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻫﻲ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﻓﻌﻬﺎ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﻓﺄﻛﻠﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺷﺒﻌﻮﺍ. ﻭﺧﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﺳ ﲑﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﲟﻜﹼﺔ ـ ﺷﺮﻓﻬﺎ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ـ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻌﻨﺐ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﲟﻜﺔ ﻋﻨﺐ ،ﻭﻋﺎﻣﺮ ﺍﺑﻦ ﻓﻬﲑﺓ ﹸﻗﺘﻞ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻓﺎﻟﺘﻤﺴﻮﺍ ﺟﺴﺪﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺮﺁﻩ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻄﻔﻴﻞ ﻭﻗﺪ ﺭﻓﻊ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻓﻬﲑﺓ ﻗﺪ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ،ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺃ ﻡ ﺃﳝﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻬﺎ ﺯﺍﺩ ﻭﻻ ﻣﺎﺀ ،ﻓﻜﺎﺩﺕ ﲤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺶ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﻄﺮ ـ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎﺋﻤﺔ ـ ﲰﻌﺖ ﺣﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﺮﻓﻌﺘﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺩﻟﻮ ﻣﻌﻠﹼﻖ ،ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺭﻭﻳﺖ ،ﻭﻣﺎ ﻋﻄﺸﺖ ﺑﻘﻴﺔ ﻋﻤﺮﻫﺎ. ﻭﺳﻔﻴﻨﺔ ﻣﻮﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﺃﺧﱪ ﺍﻷﺳﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻤﺸﻰ ﻣﻌﻪ ﺍﻷﺳﺪ ﺣﱴ ﺃﻭﺻﻠﻪ ﻣﻘﺼﺪﻩ ،ﻭﺍﻟﱪﺍﺀ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺑ ﺮ ﻗﺴﻤﻪ ـ ﺭﻭﺍﻩ 22 ﺏ ﺃﺷﻌﺚ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ" :ﺭ ﺃﻏﱪ ﻻ ﻳﺆﺑﻪ ﻟﻪ ﻟﻮ ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻷﺑﺮﻩ ـ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﱪﺍﺀ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ" .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳊﺮﺏ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘ ﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﺍﳉﻬﺪ ،ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﻳﺎ ﺑﺮﺍﺀ ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻚ، ﺏ ﺃﻗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﳌﺎ ﻣﻨﺤﺘﻨﺎ ﺃﻛﺘﺎﻓﻬﻢ ،ﻓﻴﻬﺰﻡ ﺍﻟﻌﺪﻭ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻘﻮﻝ :ﻳﺎ ﺭ ﺏ ﳌﺎ ﻣﻨﺤﺘﻨﺎ ﺃﻛﺘﺎﻓﻬﻢ ﻭﺟﻌﻠﺘﲏ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻴﺔ ﻗﺎﻝ :ﺃﻗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺭ ﺷﻬﻴﺪ ،ﻓﻤﻨﺤﻮﺍ ﺃﻛﺘﺎﻓﻬﻢ ،ﻭﹸﻗﺘﻞ ﺍﻟﱪﺍﺀ ﺷﻬﻴﺪﺍ. ﻭﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺣﺎﺻﺮ ﺣﺼﻨﺎ ﺿﻴﻘﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ :ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺣﱴ ﺗﺸﺮﺏ ﺍﻟﺴﻢ ،ﻓﺸﺮﺑﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻀﺮﻩ ،ﻭﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻭﻗﹼﺎﺹ ﻣﺴﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ،ﻣﺎﺩﻋﺎ ﻗﻂ ﺇ ﹼﻻ ﺍﺳﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺰﻡ ﺟﻨﻮﺩ ﻛﺴﺮﻯ ،ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺍﻟﻔﺎﰿ ﻓﺴﺄﻝ ﺭﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻟﻪ ﺃﻋﻀﺎﺀﻩ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ، ﻓﻜﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﺗﻄﻠﻖ ﻟﻪ ﺃﻋﻀﺎﺀﻩ ﰒ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪﻩ ،ﻭﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﳌﹼﺎ ﺃﺭﺳﻞ ﺟﻴﺸﺎ ﺃﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺟﻼ ﻳﺴﻤﻰ ﺳﺎﺭﻳﺔ ،ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻋﻤﺮ ﳜﻄﺐ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺼﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﱪ :ﻳﺎ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﳉﺒﻞ ،ﻳﺎ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﳉﺒﻞ ،ﻳﺎ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﳉﺒﻞ ،ﻓﻘﺪﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﳉﻴﺶ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ :ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻟﻘﻴﻨﺎ ﻋﺪﻭﺍ ﻓﻬﺰﻣﻮﻧﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺼﺎﺋﺢ ﻳﺎ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﳉﺒﻞ ﻳﺎﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﳉﺒﻞ ﻓﺄﺳﺘﺮﻧﺎ ﻇﻬﻮﺭﻧﺎ ﺑﺎﳉﺒﻞ ﻓﻬﺰﻣﻬﻢ ﺍﷲ ،ﻭﳌﹼﺎ ﻋﺬﺑﺖ ﺍﻟﺰﻳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﷲ ﻓﺄﺑﺖ ﺇ ﹼﻻ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺫﻫﺐ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ، ﻼ ﻭﺍﷲ ،ﻓﺮ ﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﷲ ﺑﺼﺮﻫﺎ. ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﻼﺕ ﻭﺍﻟﻌﺰﻯ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﻛ ﹼ ﻭﺩﻋﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻭﻯ ﺑﻨﺖ ﺍﳊﻜﻢ ﻓﺄﻋﻤﻰ ﺍﷲ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﳌﹼﺎ ﻛﺬﺑﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ :ﺍﻟﻠﹼﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﻓﺎﻋﻢ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﻭﺍﻗﺘﻠﻬﺎ ﰲ ﺃﺭﺿﻬﺎ ،ﻓﻌﻤﻴﺖ ﻭﻭﻗﻌﺖ ﰲ ﺣﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺭﺿﻬﺎ ﻓﻤﺎﺗﺖ ،ﻭﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﺍﳊﻀﺮﻣﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺩﻋﺎﺋﻪ :ﻳﺎ ﻋﻠﻴﻢ ﻳﺎ ﺣﻠﻴﻢ ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ﻳﺎ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻴﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻪ .ﻭﺩﻋﺎ ﺍﷲ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﻘﻮﺍ ﻭﻳﺘﻮﺿﺄﻭﺍ ﳌﹼﺎ ﻋﺪﻣﻮﺍ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﳌﺎ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻓﺄﺟﻴﺐ ،ﻭﺩﻋﺎ ﺍﷲ ﳌﺎ ﺍﻏﺘﺮﻓﻬﻢ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﱂ ﻳﻘﺪﺭﻭﺍ 23 ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﻭﺭ ﲞﻴﻮﳍﻢ ﻓﻤﺮﻭﺍ ﻛﻠﹼﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﺎ ﺍﺑﺘﻠﻴﺖ ﺧﻴﻮﳍﻢ ﻭﺩﻋﺎ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺮﻭﺍ ﺟﺴﺪﻩ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻓﻠﻢ ﳚﺪﻭﻩ ﰲ ﺍﻟﻠﹼﺤﺪ ﻭﺟﺮﻯ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻷﰊ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﳋﻮﻻﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻘﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺸﻰ ﻫﻮ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻪ، ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻣﻲ ﺑﺎﳋﺸﺐ ﻣﻦ ﻣﺪﻫﺎ ﰒ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ :ﺗﻔﻘﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﻋﻜﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﱴ ﺃﺩﻋﻮ ﺍﷲ ﻋ ﺰ ﻭﺟ ﹼﻞ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ :ﻓﻘﺪﺕ ﳐﻼﻩ ،ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺗﺒﻌﲏ ،ﻓﺘﺒﻌﺘﻪ ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﺗﻌﻠﹼﻘﺖ ﺑﺸﻲﺀ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﻓﻄﻠﺒﻪ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻌﻨﺴﻲ ﳌﺎ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﺷﻬﺪ ﺃﱐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ :ﻣﺎ ﺃﲰﻊ. ﻗﺎﻝ :ﺃﺗﺸﻬﺪ ﺃ ﹼﻥ ﳏﻤﺪﹰﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻨﺎﺭ ﻓﺄﻟﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪﻭﻩ ﻗﺎﺋ ﻤﺎ ﻳﺼﻠﻲ ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺮ ﺩﺍ ﻭﺳﻼ ﻣﺎ. ﱯ ﺻﱠﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺄﺟﻠﺴﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﻗﺪﻡ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻨ ﻭﺑﲔ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ. ﻭﻗﺎﻝ :ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﳝﺘﲏ ﺣﱴ ﺃﺭﻯ ﻣﻦ ﺃﻣﺔ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺈﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋﻠﻴﻞ ،ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻟﻪ ﺟﺎﺭﻳﺘﻪ ﺍﻟﺴﻢ ﰲ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﱂ ﻳﻀﺮﻩ ،ﻭﺧﺒﺄﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﺪﻋﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻌﻤﻴﺖ، ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻭﺗﺎﺑﺖ ﻓﺪﻋﺎ ﳍﺎ ﻓﺮ ﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺼﺮﻫﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﻗﻴﺲ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻄﺎﺀﻩ ﺃﻟﻔﻲ ﺩﺭﻫﻢ ﰲ ﻛﻤﻪ ،ﻭﻣﺎ ﻳﻠﻘﺎﻩ ﺳﺎﺋﻞ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻻ ﺃﻋﻄﺎﻩ ،ﺑﻐﲑ ﻋﺪﺩ ،ﰒ ﳚﻲﺀ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻼ ﻳﺘﻐﲑ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻭﻻ ﺲ ﺑﺜﻴﺎﺑﻪ ﺍﻷﺳﺪ ،ﰒ ﻭﺿﻊ ﻭﺯﺎ ،ﻭﻣ ﺮ ﺑﻘﺎﻓﻠﺔ ﻗﺪ ﺣﺒﺴﻬﻢ ﺍﻷﺳﺪ ﻓﺠﺎﺀ ﺣﱴ ﻣ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﻪ ﻭﻗﺎﻝ :ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﻛﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﻼﺏ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﺇﱐ ﺃﺳﺘﺤﻴﻲ 24 ﻣﻦ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻑ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﲑﻩ ،ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ،ﻭﺩﻋﺎ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﹼﻬﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﺎﳌﺎﺀ ﻟﻪ ﲞﺎﺭ .ﻭﺩﻋﺎ ﺭﺑﻪ ﺃﻥ ﳝﻨﻊ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﺗﻐﻴﺐ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻋﻦ ﺍﳊﺠﺎﺝ ﻓﺪﺧﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺘﺔ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﺪﻋﺎ ﺍﷲ ﻋ ﺰ ﻭﺟ ﹼﻞ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻭﻩ ،ﻭﺩﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﺫﻳﻪ ﻓﺨ ﺮ ﻣﻴﺘﺎ. ﻭﺻﻠﺔ ﺑﻦ ﺃﺷﻴﻢ ﻣﺎﺕ ﻓﺮﺳﻪ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻓﻘﺎﻝ :ﺍﻟﻠﹼﻬﻢ ﻻﲡﻌﻞ ﳌﺨﻠﻮﻕ ﲏ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻨﺔ ،ﻭﺩﻋﺎ ﺍﷲ ﻋ ﺰ ﻭﺟ ﹼﻞ ﻓﺄﺣﻴﺎ ﻟﻪ ﻓﺮﺳﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ ﻗﺎﻝ :ﻳﺎ ﺑ ﺧﺬ ﺳﺮﺝ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﺎﺭﻳﺔ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺳﺮﺟﻪ ﻓﻤﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺱ ،ﻭﺟﺎﻉ ﻣﺮﺓ ﺑﺎﻷﻫﻮﺍﺯ ﻓﺪﻋﺎ ﺍﷲ ﻋ ﺰ ﻭﺟ ﹼﻞ ﻭﺍﺳﺘﻄﻌﻤﻪ ،ﻓﻮﻗﻌﺖ ﺧﻠﻔﻪ ﺩﻭﺧﻠﺔ ﺭﻃﺐ ﰲ ﺛﻮﺏ ﺣﺮﻳﺮ ،ﻓﺄﻛﻞ ﺍﻟﺜﹼﻤﺮ ﻭﺑﻘﻲ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺯﻣﺎﻧﺎ .ﻭﺟﺎﺀﻩ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻠﹼﻲ ﰲ ﻏﻴﻈﺔ ﺑﺎﻟﱠﻠﻴﻞ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻠﹼﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﻃﻠﺐ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻊ، ﻓﻮﻟﹼﻰ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﻟﻪ ﺯﺋﲑ. ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳊﺮﺓ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﱠﻠﻢ ﰲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻗﺪ ﺧﻼ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻏﲑﻩ. ﻭﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﻊ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﲪﺎﺭ ﻓﻤﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ،ﻫﻠ ﻢ ﻧﺘﻮﺯﻉ ﻣﺘﺎﻋﻚ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﺎﻟﻨﺎ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺃﻣﻬﻠﻮﱐ ﻫﻨﻴﻬﺔ ،ﰒ ﺗﻮﺿﺄ ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ، ﻭﺻﻠﹼﻰ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﻭﺩﻋﺎ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﺄﺣﻴﺎ ﻟﻪ ﲪﺎﺭﻩ ،ﻓﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺘﺎﻋﻪ. ﻭﳌﹼﺎ ﻣﺎﺕ ﺃﻭﻳﺲ ﺍﻟﻘﺮﱐ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﰲ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺃﻛﻔﺎﻧﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﻗﺒﻞ ،ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﻟﻪ ﻗﱪﺍ ﳏﻔﻮﺭﺍ ﻓﻴﻪ ﳊﺪ ﰲ ﺻﺨﺮﺓ ﻓﺪﻓﻨﻮﻩ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻛﻔﹼﻨﻮﻩ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺛﻮﺍﺏ. ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻓﺮﻗﺪ ﻳﺼﻠﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﰲ ﺷﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ ،ﻓﺄﻇﻠﹼﺘﻪ ﻏﻤﺎﻣﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﳛﻤﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻋﻰ ﺭﻛﺎﺏ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺃﻥ ﳜﺪﻣﻬﻢ. 25 ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻄﺮﻑ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﺨﲑ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻧﺴﺠﺖ ﻣﻌﻪ ﺁﻧﻴﺘﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﻟﻪ ﻳﺴﲑﺍﻥ ﰲ ﻇﻠﻤﺔ ﻓﺄﺿﺎﺀ ﳍﻤﺎ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻮﻁ. ﻭﳌﹼﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﻷﺣﻨﻒ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﻭﻗﻌﺖ ﻗﻠﻨﺴﻮﺓ ﺭﺟﻞ ﰲ ﻗﱪﻩ ،ﻓﺄﻫﻮﻯ ﻟﻴﺄﺧﺬﻫﺎ ،ﻓﻮﺟﺪ ﺍﻟﻘﱪ ﻗﺪ ﻓﺴﺢ ﻓﻴﻪ ﻣ ﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮ. ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺷﻴﺌﺎ ،ﻭﺧﺮﺝ ﳝﺘﺎﺭ ﻷﻫﻠﻪ ﻃﻌﺎﻣﺎ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻤ ﺮ ﺑﺴﻬﻠﺔ ﲪﺮﺍﺀ ،ﻓﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ،ﹼﰒ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻔﺘﺤﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ِﺣﻨ ﹶﻄﺔ ﲪﺮﺍﺀ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺯﺭﻉ ﻣﻨﻬﺎ ﲣﺮﺝ ﺍﻟﺴﻨﺒﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﻓﺮﻋﻬﺎ ﺣﺒﺎ ﻣﺘﺮﺍﻛﺒﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻗﺪ ﺳﺄﻝ ﺭﺑﻪ ﺛﻼﺙ ﺧﺼﺎﻝ ،ﺻﻮﺗﺎ ﺣﺴﻨﺎ ،ﻭﺩﻣ ﻌﺎ ﻏﺰﻳ ﺮﺍ ،ﻭﻃﻌﺎ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﻜﻠﹼﻒ ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻗﺮﺃ ﺑﻜﻰ ﻭﺃﺑﻜﻰ ،ﻭﺩﻣﻮﻋﻪ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺩﻫﺮﻩ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ ﻓﻴﺼﻴﺐ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺄﺗﻴﻪ. ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﺏ ﻭﺍﺳﻊ ،ﻭﻗﺪ ﺑﺴﻄﺖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﰲ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ،ﻭﺃﻣﺄ ﻣﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﳓﻦ ﻋﻴﺎﻧﺎ ،ﻭﻧﻌﺮﻓﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻜﺜﲑ ،ﻭﳑﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﲝﺴﺐ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﶈﺘﺎﺝ ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻱ ﺇﳝﺎﻧﻪ ،ﻭﻳﺴ ﺪ ﺣﺎﺟﺘﻪ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﻻﻳﺔ ﷲ ﻣﻨﻪ ﻣﺴﺘﻐﻨﻴﺎ ﻋﻦ ﺫﺍﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﻠ ﻮ ﺩﺭﺟﺘﻪ ﻭﻏﻨﺎﻩ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻻ ﻟﻨﻘﺺ ﻭﻻﻳﺘﻪ ،ﻭﳍﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﲞﻼﻑ ﻣﻦ ﲡﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﳍﺪﻱ ﺍﳋﻠﻖ ،ﻭﳊﺎﺟﺘﻬﻢ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺃﻋﻈﻢ ﺩﺭﺟﺔ. ﺃﻗﻮﻝ ﻭﺑﺎﷲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ،ﻗﺪ ﹼﰎ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻄﹼﺮﻩ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ( ،ﻓﻠﻢ ﻧﺘﺮﻙ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﹰﺌﺎ ،ﻭﱂ ﻧﺰﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻲ ﺏ ﺃﺷﻌﺚ ﺃﻏ ﱪ ...ﺍﱁ" ،ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻧﻜﻮﻥ ﺫﻛﺮﺕ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ " :ﺭ ﺬﺍ ﻗﺪ ﺃﻭﺭﺩﻧﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺎﰲ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺰﻳﻎ ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﳌﻐﺮﺿﲔ ﺍﱠﻟﺬﻳﻦ ﻻﻳﺜﻴﺒﻮﻥ 26 ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻨﻔﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺭﺩﻧﺎﻩ ﺑﻄﻮﻟﻪ ﻋﻦ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺍﳊﺮﺍﱐ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺠﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﺮ ﺩ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺣﻮﻝ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﹼﳊﲔ. ﺃﻣﺎ ﻣﻌﺎﺟﺰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻼ ﺃﻇ ﻦ ﺃﺣﺪﺍ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻌﺎﰱ ﺍﻟﻠﹼﺐ ﺗﺴﻮﻝ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﹼﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺍﻓﻀﺎ ﳍﺎ ،ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺟﺰ ﺍﱠﻟﱵ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ ﻛﻞ ﺃﻣﺔ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﳍﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺇﺭﺳﺎﳍﻢ ،ﻓﺤﺪﺙ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻮﻩ ،ﻓﻬﻠﻚ ﻣﻦ ﺭﺩﻫﺎ ،ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺼﺎ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺎ . ﻭﺻﻔﺎﺀ ﻭﺇﳝﺎﻧﺎ ﺧﺎﻟ ]< <êÞ^nÖ]<Ø’ËÖ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻟﱢﻠﺜﺎﻡ ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻮﺍﰲ ﰲ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﱪﻙ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ ﻭﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ: ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻩ: ﻭﺫﻟﻚ ﻛﺘﻮﺳﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ :ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﳌﹼﺎ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳋﻄﻴﺌﺔ ﻗﺎﻝ :ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﲝﻖ ﳏﻤﺪ ﳌﺎ ﻏﻔﺮﺕ ﱄ ،ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ،ﻳﺎ ﺁﺩﻡ 27 ﺏ ﻷﻧﻚ ﳌﹼﺎ ﺧﻠﻘﺘﲏ ﻭﻧﻔﺨﺖ ﻣﻦ ﻭﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﳏ ﻤ ﺪﺍ ﻭﱂ ﺃﺧﻠﻘﻪ؟ ﻗﺎﻝ :ﻳﺎ ﺭ ﰲ ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ـ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﳏﻤﺪ ﺭﻭﺣﻚ ﹼ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ـ ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻧﻚ ﱂ ﺗﻀﻒ ﺇﱃ ﺍﲰﻚ ﺇ ﹼﻻ ﺃﺣﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﺇﻟﻴﻚ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺍﷲ: ﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﺇﱄﹼ ،ﺍﺩﻋﻮﱐ ﲝﻘﹼﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻚ ،ﻭﻟﻮﻻ ﳏﻤﺪ ﺻﺪﻗﺖ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ،ﺇﻧﻪ ﻷﺣ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﺘﻚ(. ﺭﻭﺍﻩ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰲ )ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ( ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭﺍﻟﻘﺴﻄﻼﱐ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﱐ ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱐ. ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻱ ﺑﺴﻨﺪﻩ ﺇﱃ ﻣﻴﺴﺮﺓ ) ﺃ ـ ﻫـ ( ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ. ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﰲ ﺍﺳﺘﻨﺼﺎﺭﻫﻢ א ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻏﻄﻔﺎﻥ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ א א א 1 א א א א . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ ﻟﻘﻮﻟﻪ א ﻳﻌﲏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺗﻌﺎﱃ : . ﻧﻌﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﱠﻠﻢ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ: ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ :ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﻩ ﺭﺟﻞ ﺿﺮﻳﺮ ﻓﺸﻜﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﻫﺎﺏ ﺑﺼﺮﻩ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ،ﻟﻴﺲ ﱄ ﻗﺎﺋﺪ ،ﻭﻗﺪ ﺷ ﻖ ﻋﻠﻲ :ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ " :ﺁﺋﺖ ﺍﳌﻴﻀﺄﺓ ﻓﺘﻮﺿﺄ ،ﰒ ﺻ ﹼﻞ ﺭﻛﺘﲔ ،ﰒ ﻗﻞ " :ﺍﻟﱠﻠﻬ ﻢ ﺇﱐ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻭﺃﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻧﱯ ﺍﻟﺮﲪﺔ 1 א ،א ).(89 28 ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺇﱐ ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺑﻚ ﺇﱃ ﺭﺑﻚ ﻓﻴﺠﻠﻲ ﱄ ﻋﻦ ﺑﺼﺮﻱ ،ﺍﻟﻠﹼﻬﻢ ﺷﻔﹼﻌﻪ ﰲﹼ، ﻭﺷﻔﹼﻌﲏ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ" .ﻗﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ :ﻓﻮﺍﷲ ﻣﺎ ﺗﻔﺮﻗﻨﺎ ﻭﻻ ﻃﺎﻝ ﺑﻨﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﺿﺮ ،ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻛﻢ :ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﱂ ﳜﺮﺟﺎﻩ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱯ :ﺇﻧﻪ ﺻﺤﻴﺢ .ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ :ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ. ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﳌﹼﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﺳﺪ ﺃ ﻡ ﻋﻠ ﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻛﺮﻡ ﳊ ﺪﻫﺎ ﺑﻴﺪﻩ ،ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ،ﺣﻔﺮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ْﹶ ﺗﺮﺍﺑﻪ ﺑﻴﺪﻩ ،ﰒ ﺩﺧﻞ ﳊﺪﻫﺎ ﻭﺍﺿﻄﺠﻊ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ" :ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻴﻲ ﻭﳝﻴﺖ، ﻭﻫﻮ ﺣ ﻲ ﻻ ﳝﻮﺕ ،ﺍﻏﻔﺮ ﻷﻣﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﺳﺪ ،ﻭﻟﻘﹼﻨﻬﺎ ﺣﺠﺘﻬﺎ ،ﻭﻭﺳﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺪﺧﻠﻬﺎ ،ﲝ ﻖ ﻧﺒﻴﻚ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﱠﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ، ﻭﻛﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑ ﻌﺎ ﻭﺃﺩﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﹼﺤﺪ ،ﻫﻮ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ .ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﰲ )ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭﺍﻷﻭﺳﻂ( ﺑﺴﻨﺪ ﺟﻴﺪ ،ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﺻﺤﺤﻮﻩ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺷﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ، ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ. ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﹼﺬﻳﻦ ﺗﻮﺳﻞ ﻢ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﲝﻘﹼﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻏﲑﻩ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻓﺜﺒﺖ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺑﺎﳊﻖ ،ﻭﺑﺄﻫﻠﻪ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻭﺃﻣﻮﺍﺗﺎ. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻟﻠﺜﺎﻡ ﻣﺪﺧﻞ: ﺃﻗﻮﻝ ،ﻭﺑﺎﷲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ،ﺃ ﹼﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﻋﻠﹼﻤﻨﺎ ﰲ ﺳﻨﺘﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃ ﹼﻥ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﻪ ﻓﻌﻠﻨﺎﻩ ﻭﱂ ﻧﺘﺮﻛﻪ ،ﻭﻣﺎ ﺎﻧﺎ ﻋﻨﻪ ﺍﺟﺘﻨﺒﻨﺎﻩ ﻭﱂ ﻧﻔﻌﻠﻪ ،ﻭﻣﺎ ﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﻋﻔﻮ ﺟﺎﺋﺰ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﺟﺎﺋﺰ ﺗﺮﻛﻪ. 29 ﺺ ﻭﲟﻌﲎ ﺁﺧﺮ ـ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺻﻮﻝ ) :ﻓﻜ ﹼﻞ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺮﺩ ﻓﻴﻪ ﻧ ﺑﺎﳊﻈﺮ ﻓﻬﻮ ﻣﺒﺎﺡ( .ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻭﻻ ﺃ ﹼﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻣ ﺮﺍ ﳛﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﺪﻯ ﻛ ﹼﻞ ﻣﻜﻠﹼﻒ ،ﻭﻫﻮ ﺍﳊ ﺪ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﲔ ﺣ ﻖ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺣ ﻖ ﻣﻦ ﺍﺻﻄﻔﺎﻫﻢ ﺍﷲ ﳊﻀﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺧﻠﻘﻪ ـ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻠﹼﻔﻬﻢ ﺑﺸﺮﺍﺋﻊ ـ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻛﺮﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﲢﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻣﺔ. ﻓﻴﺤﺐ ﷲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﳉﻼﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻛﺎﻹﳚﺎﺩ ﻭﺍﻹﻣﺪﺍﺩ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﻡ، ﻭﻫﻲ ﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻭﺍﻹﻋﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ﻭﺍﻟﻀﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻭﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﺘﺪﺑﲑ ﺷﺆﻭﻢ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﻟﻪ ﺟ ﹼﻞ ﻭﻋﻼ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﺧﻞ ﲢﺘﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲣﺘﺺ ﺑﺎﲰﻪ )ﺍﷲ( ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻷﺣﺪﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ،ﻭﺗﻨﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻟﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻛﻒﺀ ﻟﻪ )ﺃﺣﺪ ﺃﺣﺪ(. ﻭﺫﺍﺗﻪ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ،ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﱄ ،ﻛﺎﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﳉﱪﻭﺕ ﻭﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ﻭﺍﳌﻠﻚ ،ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻓﻮﻕ ﻋﺒﺎﺩﻩ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟـ ﻤ ﻮ ِﺟﺪ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ ،ﻭﺍﳌﺪﺑﺮ ﻟﺸﺆﻭﻧﻪ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺏ ﹶﻻ ﻟﹶـــ ﻪ ﻣ ﹶﻜـﺎ ﹾﻥ ﻭﻗﹸـ ﺮ ٍِ ﺕ ﺑ ﻌ ٍﺪ ﺏ ﻋـ ﻦ ِﺟﻬـﺎ ِ ﱃ ﺍﻟﺮ ﺗ ﻌـﺎ ﹶ ﺽ ﻣ ﺮ ﻋﻰ ﻟِﻠﻨ ﻌ ِﻢ ﻭﺍﻟﻌـﺐ ﺍ َﻷ ﺭ ِ ﺐ ﺩﺍ ِﺣﻲ ﺼـ ﺴﺒ ِﻊ ِﻣﻨـﻬﺎ ﺍﻟ ﺭﺍِﻓ ﻊ ﺍﻟ ﺿــﺮﺏ ﺼﻮِﻳ ﺮ ﺍﻟ ﻌ ﹸﻘﻮ ِﻝ ﻋﻨ ﻪ ﹶﺃ ﺏ ﺗ ﹶﻓﻴـﺎ ﹶﺃ ﻋﺠــﺎ ﻡ ﻭ ﻋــــ ﺮ ﺑِﺎﻟﺘ ﻮﺣِﻴـ ِﺪ ِﺇﻟﹶﻴـــ ِﻪ ﹶﺃﻫــ ﺮ ﺏ ﺑِـ ِﻪ ﺗﻨﺠﻮ ﻣِــ ﻦ ﺍﻟ ﹶﻜـﺮﺏ ﺏ ِﺇﻻﱠ ﺍﻟــﺮﺏ ﹶﻻ ﻳ ﻌﹶﻠﻢ ﺍﻟـﺮ ﺏ ﻋﻘﹾـــ ﺪ ﺍ َﻷ ﺷﻌــﺮِﻱ ﻭ ﺩ ﺭ 30 ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﲟﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻭﺃﺣﻮﺍﳍﺎ ﲏ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻭﻣﺮﺍﺗﺒﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺳﻮﺍﻩ ،ﻭﻻﻣﺆﺛﹼﺮ ﻏﲑﻩ ،ﻭﺍﻟﻜ ﹼﻞ ﳏﺘﺎﺝ ﻟﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻐ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﻟﻜﻞ ﲢﺖ ﻗﻬﺮﻩ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ،ﻓﻼ ﺭﺍ ﺩ ﳌﺎ ﺃﺭﺍﺩ ،ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﳌﺎ ﺃﻋﻄﻰ ،ﻭﺍﻟﻜ ﹼﻞ ﺴﻨﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺪﻳﻦ ﺑﻪ ﻭﻧﻌﺘﻘﺪﻩ. ﲢﺖ ﻗﻬﺮﻩ ﻭﺗﺪﺑﲑﻩ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻓﻜﻠﹼﻔﻬﻢ ﺑﺮﺳﺎﻻﺕ ﻭﻣﻨﺎﻫﺞ ﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﳋﻠﻖ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﲔ ﻣﻦ ﺇﻧﺲ ﻭﺟ ﻦ ﳌﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ،ﻭﻟﻠﻌﻤﻞ ﲟﺎ ﺷﺮﻉ ﳍﻢ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﺣ ﺪ ﳍﻢ، ﻓﻴﺠﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻢ ﻭﺑﺼﻔﺎﻢ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻛﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﺍﻟﻔﻄﺎﻧﺔ، ﻛﻤﺎ ﳚﺐ ﺇﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﰲ ﻛ ﹼﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ. ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﻮﺍ ﺍﷲ ﺑﻄﺎﻋﺘﻬﻢ ﻟﻪ ،ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﺍﺗﻘﻮﻩ ،ﻭﺃﺗﻮﺍ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ،ﻭﻭﺍﻻﻫﻢ ﺑﻌﻨﺎﻳﺘﻪ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﻭﻛﻼﺀﺗﻪ ،ﻓﻘﺮﻢ ﳊﻀﺮﺗﻪ، ﻭﺃﺟﻠﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻁ ﺃﻧﺴﻪ ،ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺭﺿﻮﺍ ﻋﻨﻪ ،ﺯﺭﻉ ﳏﺒﺘﻬﻢ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺧﻠﻘﻪ ،ﻫﺮﻉ ﺍﳋﻠﻖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺘﻮﺳﻠﲔ ﻭﻣﺴﺘﻐﻴﺜﲔ ﻭﻣﺴﺘﻌﻴﻨﲔ ﲜﺎﻫﻬﻢ ﳋﺎﻟﻘﻬﻢ ﰲ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﻮﺍﺋﺠﻬﻢ ،ﻭﺇﺑﺮﺍﺀ ﺃﺳﻘﺎﻣﻬﻢ ،ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﺜﻴﺔ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﺗﻮﻃﺌﺔ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﻣﺒﺤﺚ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻟﲑﻭﻱ ﻇﻤﺄ ﺍﻟﻈﺎﻣﺊ ،ﻭﻳﺸﻔﻲ ﺳﻘﻢ ﺍﻟﻌﻠﻴﻞ ،ﻓﻘﺪ ﲰﻴﺘﻪ ﺑـ )ﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻟﻠﹼﺜﺎﻡ،ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﺴﻘﺎﻡ، ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭﺍﻻﺳﻐﺎﺛﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ،ﻟﻨﺪﺭﺃ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺑﺎﻷﻓﻬﺎﻡ( ﻭﳕﺤﻮ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﻌﻠﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻐﺎﻟﲔ ﻭﺍﳌﻨﻜﺮﻳﻦ ﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺩﻋﻤﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﺑﺎﳊﺠﺞ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻭﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻟﺴﺎﻃﻌﺔ ﻭﺍﻷﺩﻟﹼﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﳌﻨﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳌﻄﻬﺮﺓ ﻣﺎ ﺃﻣﺎﻁ ﺍﻟﻠﹼﺜﺎﻡ ،ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺫﻱ ﻓﻬﻢ ﻗﺎﺻﺮ ،ﻭﺑﺼﺮ ﻛﻠﻴﻞ ،ﻭﺑﺼﲑﺓ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻗﺪ ﺃﻋﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﻌﻲ ،ﻭﺍﻋﺘﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻌﻤﻰ ،ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺻﻨﻔﺎﻥ :ﺻﻨﻒ 31 ﻣﺪﺭﻙ ﳌﻌﲎ ﻣﺎ ﺳﻄﺮﻧﺎﻩ ،ﻭﻣﺆﻣﻦ ﺑﻪ ،ﻟﺼﻔﺎﺀ ﺳﺮﻳﺮﺗﻪ ،ﻭﻧﻘﺎﺀ ﻗﻠﺒﻪ ،ﻭﺷﻔﺎﻓﻴﺔ ﺭﻭﺣﻪ ،ﻭﺇﺷﺮﺍﻕ ﺑﺼﲑﺗﻪ ،ﻭﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻨﻜﺮ ﻣﻌﺎﻧﺪ ،ﺍﻋﺘﺮﺗﻪ ﺍﳊﲑﺓ ،ﻭﻗﻌﺪ ﺑﻪ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﻜﱪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻟﻠﺮﻛﺾ ﻭﺭﺍﺀ ﻓﻬﻢ ﺍﳌﻌﺎﱐ ،ﻭﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻣﺪﻟﻮﻻﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﺩﻟﹼﺔ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺴﻄﻬﺎ ﻓﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﺎﺫﻗﲔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻭﺡ ﺍﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ﻟﻔﻬﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ،ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﳌﻄﻬﺮﺓ. ﻓﺎﻟﺼﻨﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺼﻔﺎ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻋﻠﻢ ﺍﳊ ﻖ ﻓﻼﺫ ﺑﻪ ،ﻭﺍﺗﺒﻌﻪ، ﻭﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺳﺒﻴﻼ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﺻﻮﻻ ﻟﻠﻤﺮﺍﺩ ،ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻣﻄﻠﺒﺎ ﻟﻠﻤﻘﺼﻮﺩ ـ ﻭﰲ ﻛ ٍّﻞ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ،ﻷﻧﻪ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ .1ﻓﺈﻧﻬﻢ א ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : ﻣﺘﺒﻌﻮﻥ ﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻦ ﺳﻠﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺧﻠﻔﻬﺎ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﺍﳊ ﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ) :ﺇﻥ ﺃﻣﱵ ﻻ ﲡﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﺔ(. ﻭﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻫﻮ ﻧﻔﺮ ﻗﻠﻴﻞ ﺇﺫﺍ ﻗﻴﺲ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺼﻔﺎ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﲝﺚ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺮﻭﻳﺔ ﻭﺗﺪﺑﺮ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﳊ ﻖ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻫﻢ ﻓﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻨﺒﻄﻮﺍ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ ﻭﺩﻭﻧﻮﻫﺎ ﰲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻏﻄﺎﺀ ﺷﺎﻓﻴﺎ ﻟﻠﻘﻠﻮﺏ ،ﻭﻃﻌﺎﻣﺎ ﻣﺴﺘﺴﺎﻏﺎ ﳛﻠﻮ ﻣﺬﺍﻗﻪ ،ﻭﺑﻠﺴﻤﺎ ﺷﺎﻓﻴﺎ ﻟﻠﻘﻠﻮﺏ ،ﻭﻧﻮﺭﺍ ﻭﺿﺎﺀﺍ ﻟﻠﻌﻘﻮﻝ ﻓﺄﻧﺎﺭ ﺍﻟﻄﹼﺮﻳﻖ ﻟﻠﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ،ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻠﻌﺎﺭﻓﲔ ﻓﻌﻘﻞ ﺍﳊﻖ ،ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻓﺎﻧﻄﻔﺄﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﺛﻮﺭﺗﻪ ،ﻭﺳﻜﻨﺖ ﻏﺎﺋﻠﺘﻪ ،ﻭﺭﺟﻊ ﳊﻈﲑﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﳊ ﻖ ،ﻭﻫﻢ ﺍﻟﹼﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻓﺈ ﹼﻥ ﻗﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ،ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﻮﺯﻩ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ 1ـ א ،א ).(78 32 ﺍﻟﻨﺎﺿﺞ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﳌﺪﻟﻮﻝ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻟﺘﺪﱐ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺣﺪﺳﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻻﻧﻄﻤﺎﺱ ﺑﺼﺮﻩ ﻭﺑﺼﲑﺗﻪ ،ﻭﲣﻠﻒ ﻋﻘﻠﻪ. ﺇ ﹼﻥ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻓﺴﻴﺢ ،ﻓﻼ ﳚﺎﻭﺯﻩ ﺇﻻ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺮﻭﻱ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺴﻮﻱ ﺑﺴﻼﺡ ﺣﺪﻳﺪ ،ﻭﻋﻠﻢ ﻣﺪﻳﺪ ،ﻭﺭﺃﻱ ﺳﺪﻳﺪ ﻟﻔﻬﻢ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ،ﻓﻼ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻷﻫﻞ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻭﺍﳌﻈﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﻭﻳﻘﲔ ،ﻭﻋﻠﻢ ﻭﺍﻓﺮ ﻣﺘﲔ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﻋﻈﹼﻢ ﻧﺒﻴﻪ ﺻﱠﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ،ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻈﹼﻢ ﻣﺎ ﻋﻈﻤﻪ ﺍﷲ ،ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺘﻌﻈﻴﻤﻪ ﻓﻨﻤﺪﺣﻪ ﻭﻧﻐﺎﱄ ﰲ ﻣﺪﺣﻪ ﻭﳏﺒﺘﻪ ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻗﺼﺪﺕ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﱘ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺇ ﹼﻻ ﻟﺘﻌﻠﹼﻖ ﻣﺎﺩﺓ ﻛﺘﺎﰊ ﻫﺬﺍ ﲟﻀﺎﻣﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﻮﺳﻞ ﺼﺎﳊﲔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻨﺪﺭﺃ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﻋﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟ ﺍﹾﻟ ﻌﻮﺍ ِﻡ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺱ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻜﺮﻩ ﺍﳌﻨﻜﺮﻭﻥ ﻭﺍﳌﻌﺎﻧﺪﻭﻥ ﻭﺍﳌﻐﺎﻟﻮﻥ ﺍﻟﹼﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺃﻥ ﳓﺴﻦ ﺍﻟﻈﹼﻦ ﲟﻘﻮﻻﺕ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ،ﻛﻘﻮﳍﻢ ) :ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻓﻼﻥ ﺩﺍﻳﺮﻳﻦ ﺍﳉﻨﺎ() ،ﻭﺩﺍﻳﺮﻳﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ() ،ﻭﺩﺍﻳﺮﻳﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ() ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻼﻥ ﺍﺷﻔﲏ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﰊ(، )ﻭﺩﺍﻳﺮﻳﻦ ﺍﳌﻄﺮ( ،ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻢ ﻻ ﳚﻴﺪﻭﻥ ﺍﻟﻠﹼﻔﻆ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ ،ﻓﺘﺨﻮﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺏ ﺳﻮﺍﻩ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍﳌﻌﻄﻲ ﻭﺍﳌﺎﻧﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻴﺪ ،ﻓﻼ ﺭ ﻱ ﺷﺨﺺ ﺩﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ ؟! ﻟﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﳌﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺬﻫﺒﻮﻥ ﻷ ﱄ ﺍﷲ، ﺇﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ،ﻭﺍﺗﻘﺎﻩ ﻓﻘﺒﻠﻪ ،ﻭﺇﱃ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺃﺩﻧﺎﻩ ،ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺴﺄﻟﻪ ﻷﻧﻪ ﻭ ﹼ ﺃﺣﺒﻪ ﺍﷲ ،ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ ﳎﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺃﺑ ﺮ ﻗﺴﻤﻪ ،ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺏ ﺳﻮﺍﻩ. ﺍﻟﺸﺎﰲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻋﺪﻧﺎﻙ ﺑﻪ ،ﻭﺑﺎﷲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻜﻼﻥ ،ﻭﻻ ﺭ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ 33 ﺑﻌﺪ ﳑﺎﺗﻪ: ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺻﱠﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﱠﻠﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﳑﺎﺗﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﳍﺎ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺭ ﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺼﺮﻩ ،ﻓﻘﺪ ﺭ ﻭﻯ ﺍﻟ ﹼﻄﱪﺍﱐ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺪﻳﺚ،ﻭﺫﻛﺮ ﰲ ﺃﻭﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﻭﻫﻲ ﺃ ﹼﻥ ﺭﺟﻼ ﻛﺎﻥ ﳜﺘﻠﻒ ﺇﱃ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﹼﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ،ﻓﻠﻘﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﺸﻜﺎ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ :ﺁﺕ ﺍﳌﻴﻀﺄﺓ ﻓﺘﻮﺿﺄ ،ﰒ ﺁﺕ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﺭﻛﻌﺘﲔ ،ﰒ ﻗﻞ: ﱯ ﺍﻟﻠﹼﻬﻢ ﺇﱐ ﺃﺳﺎﻟﻚ ﻭﺃﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻧ ﺍﻟﺮﲪﺔ ،ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺇﱐ ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺑﻚ ﺇﱃ ﺭﺑﻚ ﻓﻴﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﱵ ـ ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺣﺎﺟﺘﻚ ،ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺼﻨﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻟﻪ ﰒ ﺃﺗﻰ ﺑﺎﺏ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺒﻮﺍﺏ ﺣﱴ ﺃﺧﺬﻩ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﻓﺄﺟﻠﺴﻪ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻨﻔﺴﺔ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﺣﺎﺟﺘﻚ؟ ﻓﺬﻛﺮ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻓﻘﻀﺎﻫﺎ ﻟﻪ ،ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﺣﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﺂﺗﻨﺎ ،ﰒ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﳌﹼﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻟﻘﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺟﺰﺍﻙ ﺍﷲ ﺧﲑﺍ ،ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﱄ ﺣﱴ ﻛﻠﹼﻤﺘﻪ. ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺣﺎﺟﱵ ﻭﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇ ﹼ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ :ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻛﻠﹼﻤﺘﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻬﺪﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺗﺎﻩ ﺿﺮﻳﺮ ﻓﺸﻜﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﻫﺎﺏ ﺑﺼﺮﻩ ،ﰒ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻗﺎﻝ ﺍﳌﻨﺬﺭﻱ :ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﻭﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺷﻌﺒﺔ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﺍﲰﻪ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻫﻮ ﺛﻘﺔ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﰲ ﻋﺮﺻﺎﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ،ﻭﻛ ﹼﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻔﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺇﺫﺍ ﻃﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ،ﻭﺍﺷﺘ ﺪ ﻢ ﺍﻟﻜﺮﺏ ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﺗﻔﺮﻳﺞ ﻛﺮﻢ 34 ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻴﺴﺘﻐﻴﺜﻮﻥ ﺑﺂﺩﻡ ،ﰒ ﺑﻨﻮﺡ ،ﰒ ﺑﺈﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﰒ ﲟﻮﺳﻰ ،ﰒ ﺑﻌﻴﺴﻰ ﻓﻜ ﹼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﳛﻴﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﻏﲑﻩ ،ﰒ ﳛﻴﻠﻬﻢ ﻋﻴﺴﻰ ﺇﱃ ﺳﻴﺪ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﳊ ﻖ ﻋ ﺰ ﻭﺟ ﹼ ،1 ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﻮﺍ ﺑﻪ ﻞ : ﺨ ﺮ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺎﺭﻉ ﺇﱃ ﺇﻏﺎﺛﺘﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ) :ﹶﺃﻧﺎ ﹶﻟﻬﺎ ،ﹸﺛ ﻢ ﻳ ِ ﺸ ﱠﻔ ﻊ(. ﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺎﺩﻯ ﹶﺃ ﹾﻥ ﺍ ﺭ ﹶﻓ ﻊ ﺭﹾﺃ ﺳﻚ ،ﻭﺍ ﺷ ﹶﻔ ﻊ ﺗ ﺳﺎ ِﺟﺪﺍ ،ﻭ ﹶﻻ ﻳﺰﺍ ﹸﻝ ﹶﻛ ﹶﺬِﻟ ﺏ ﻫﺬﺍ ﺇﲨﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ،ﻭﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺭ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﺑﺄﻛﺎﺑﺮ ﺍﳌﻘﺮﺑﲔ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻔﺮﺝ، ﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﻭﻻ ﻏﺮﻭ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﻣﻦ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺿﻰ ﺭ ﻻ ﳝﻮﺗﻮﻥ ﺑﻞ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﺍﺭ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ،ﻓﻬﻢ ﰲ ﺑﺮﺯﺧﻬﻢ ﻳﺘﻨﻌﻤﻮﻥ א ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻭﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻭﻳﻨﻜﺤﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ : א א א .2 ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺣﻴﺎﻢ ﻭﺭﺯﻗﻬﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﻭﲰﺎﻋﻬﻢ ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﻬﻢ ﻭﺷﻌﻮﺭﻫﻢ ﻭﺇﺣﺴﺎﺳﻬﻢ ،ﹼﰒ ﰲ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﻫﻢ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺃ ﹼﰎ ﻣﻦ ﻏﲑﻫﻢ ،ﻭﺩﻟﻴﻠﻨﺎ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﺩﻟﻴﻠﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) :،ﺣﻴﺎﺗِﻲ ﺤ ﺪﺙﹸ ﹶﻟ ﹸﻜﻢ ،ﻭ ﻭﻓﹶﺎﺗِﻲ ﺧﻴﺮ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﺗ ﻌ ﺮﺽ ﹶﺃ ﻋﻤﺎﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﻋﹶﻠ ﻲ ﹶﻓﻤﺎ ﺤ ِﺪﺛﹸﻮ ﹶﻥ ﻭﻳ ﺧﻴﺮ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﺗ ﺕ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ(. ﺭﹶﺃﻳﺖِ ﻣ ﻦ ﺧﻴ ٍﺮ ﺣ ﻤ ﺪﺕ ﺍﷲ ،ﻭﻣﺎ ﺭﹶﺃﻳﺖِ ﻣ ﻦ ﺷ ﺮ ﺍ ﺳﺘ ﻐ ﹶﻔ ﺮ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﳍﻴﺜﻤﻲ ﰲ )ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ( :ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﱐ ﺷﺎﺭﺡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ. ﻭﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻨﻚ ﻛﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻛﻤﺎﻝ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﰲ ﺑﺮﺍﺯﺧﻬﻢ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ،ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪ 1ـ א ،א )(107 2 35 א ،א ).(169 ﺇﺳﺮﺍﺋﻪ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﰲ ﻗﱪﻩ ،ﻭﺻﻼﺗﻪ ﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻗﺒﻞ ﻋﺮﻭﺟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻭﺩﻋﺎﺅﻫﻢ ﻟﻪ ،ﻭﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻪ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻦ ﲬﺴﲔ ﺇﱃ ﲬﺲ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺃﻣﺘﻪ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻭﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ،ﻓﺮﺍﺟﻊ ﺴﺎ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﱠﻠﻴﻠﺔ ،ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺭﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭﺕ ﲬ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﻻ ﺗﻨﺴﺎﻫﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌﺮﺣﻮﻣﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﻧﻔﻊ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻟﻸﺣﻴﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻣﺴﻜﹼﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﻞ ،ﻭﲨﻴﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﺜﻴﺒﻮﻥ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻼﻟﹶﺔ ،ﹶﻓِﺈﺫﹶﺍ ﺿﹶ ﺠﺘ ِﻤﻊ ﻋﻠﹶﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡِ) :ﺇ ﱠﻥ ﹸﺃ ﻣﺘِﻲ ﹶﻻ ﺗ ﺴﻮﺍ ِﺩ ﺍ َﻷ ﻋ ﹶﻈ ِﻢ(. ﻑ ﹶﻓ ﻌﹶﻠ ﻴﻜﹸ ﻢ ﺑِﺎﻟ ﻼ ﺭﹶﺃﻳﺘ ﻢ ﺍﻻ ﺧِﺘ ﹶ 36 ]< <°£^fl’Ö^e<Øfl‰çjÖ]<VoÖ^nÖ]<ovf¹ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃ ﹼﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻗﺤﻄﻮﺍ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ) :ﺍﻟﻠﹼﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺘﺴﻘﻴﻨﺎ ،ﻭﺇﻧﺄ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ ،ﻗﺎﻝ :ﻓﻴﺴﻘﻮﻥ(. ﻭﺫﻛﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰲ )ﺍﻟﻔﺘﺢ( ﺑﺴﻨﺪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ،ﹼﰒ ﻋﻤﺮ ﺧﻄﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ" :ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﹶﻛﺎ ﹶﻥ ﻳﺮﻱ ﻟﻠﻌﺒﺎﺱ ﻣﺎ ﻳﺮﻱ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪ ،ﻓﺎﻗﺘﺪﻭﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﻋﻤﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ،ﻭﺍﺗﺨﺬﻭﻩ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﱃ ﺍﷲ" ،ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﰲ )ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ( ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﰲ )ﻣﺴﺘﺪﺭﻛﻪ( ﻭﺍﻟﻘﺴﻄﻼﱐ ﰲ )ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ( ،ﻭﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ )ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ( ،ﻭﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ﰲ )ﻧﻴﻞ ﲔ ﺴِﻠ ِﻤ ﺞ ﺍﳌﹸ ﺍﻷﻭﻃﺎﺭ( ،ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ )ِﺇ ﱠﻥ ﷲ ِﻋ ﻨ ﺪ ﹶﺃ ﹾﻗﻮﺍ ٍﻡ ِﻧ ﻌﻤﺎ ﹶﺃ ﹶﻗ ﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﻛﹶﺎﻧﻮﺍ ﻓِﻲ ﺣﻮﺍِﺋ ِ ﷲ ﻓِﻲ ﻋ ﻮ ِﻥ ﺍﻟ ﻌ ﺒ ِﺪ ﻣﺎ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﺍﻟ ﻌ ﺒﺪ ﻓِﻲ ﻣﺎ ﹶﻟ ﻢ ﻳ ﻤﻠﱡﻮﻫﺎ ،ﹶﻓِﺈﺫﹶﺍ ﻣﻠﱡﻮﻫﺎ ﻧ ﹶﻘ ﹶﻠﻬﺎ ِﻟ ﻐ ﻴ ِﺮ ِﻫﻢ ،ﻭﺍ ُ ﻋ ﻮ ِﻥ ﹶﺃﺧِﻴ ِﻪ( ،ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ. ﺻﺒ ِﻌ ِﻪ ﻭﺣﺪﻳﺚ )ﹶﻟﹶﺄ ﹾﻥ ﻳ ﻤﺸٍﻲ ﹶﺃ ﺣﺪﻛﹸ ﻢ ﻣ ﻊ ﹶﺃﺧِﻴ ِﻪ ﻓِﻲ ﹶﻗﻀﺎ ِﺀ ﺣﺎ ﺟِﺘﻪِ ،ﻭﹶﺃﺷﺎ ﺭ ِﺑِﺄ ﺠﺪِﻱ ﻫﺬﹶﺍ ﺷ ﻬ ﺮِﻳ ِﻦ( ،ﺭﻭﺍﻩ ﺍﳊﺎﻛﻢ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺴِ ﻒ ﻓِﻲ ﻣ ﻀﻞﹸ ِﻣ ﻦ ﹶﺃ ﹾﻥ ﻳ ﻌﺘ ِﻜ ﹶﺃ ﹾﻓ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ. ﻭﺧﻼﺻﺔ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻢ ﺃﻥ ﻧﻼﺣﻆ ﺃ ﹼﻥ ﺍﳌﻨﺔ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻭﺇﳚﺎ ﺩﺍ ﻭﻧﻔ ﻌﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻫﻢ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻼ ﺧﻠﻖ ﳍﻢ ﻭﻻ ﺗﺄﺛﲑ. 37 ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲﺀ ﻻ ﺑ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ،ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻫﻮ ﺃ ﹼﻥ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﳌﻮﺗﻰ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻷﻗﺎﺭﻢ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﻬﻢ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﻮﺋﻬﻢ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ) :ﺍﻟﻠﱠﻬﻢ ﺭﺍﺟﻊ ﻢ ﻭﻻ ﺗـ ِﻤﺘ ﻬ ﻢ ﺣﺘﻰ ﺪﻳﻬﻢ(. ﺑﻞ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﳝﻜﻨﻬﺎ ﺍﳌﻌﺎﻭﻧﺔ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻛﺎﻷﺣﻴﺎﺀ ،ﻭﳝﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﻬﻤﻚ ﻭﺗﺮﺷﺪﻙ ﻛﺎﳌﻼﺋﻜﺔ ،ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻟﻸﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭﺍﺳﻐﺎﺛﺔ ﻓﻼ ﺿﲑ ﰲ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻗﺪ ﱯ ﺍﷲ( ،ﺃﻭ) ﻳﺎﺷﻴﺦ ﻓﻼﻥ( ،ﺃﻭ ﻭﺭﺩﺕ ﺑﻪ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻛﻘﻮﻟﻨﺎ):ﻧ ﱄ ﺍﷲ ﻓﻼﻥ( ،ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻭﺃﻣﻮﺍﺗﹰﺎ ﺻﺤﻴﺢ ،ﺧﺮﺝ ﻓﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ )ﻳﺎ ﻭ ﹼ ﺤ ﺰﻥﹾ، ﺐ ﹶﻟﻴ ـ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﳌﹼﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢِ) :ﺇ ّﹶﻥ ﺍﻟ ﹶﻘﹾﻠ ﺤﺰﻭﻧﻮ ﹶﻥ(. ﻚ ﻳﺎ ِﺇﺑﺮﺍﻫِﻴ ﻢ ﹶﻟ ﻤ ﻭِﺇﻥﱠ ﺍﻟ ﻌﻴ ﻦ ﹶﻟﺘ ﺪ ﻣﻊ ،ﻭِﺇﻧﺎ ﻋﻨ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﰲ )ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ() :ﺃ ﹼﻥ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺣﺮﺏ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺬﹼﺍﺏ" :ﻳﺎﳏﻤﺪﺍﻩ ". ﻭﻋﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﻏﺰﻭﺍﻥ ﻋﻦ ﻧﱯ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝِ) :ﺇﺫﹶﺍ ﺲ ﹶﻓﹾﻠﻴ ﹸﻘ ﹾﻞ :ﻳﺎ ِﻋﺒﺎ ﺩ ﺲ ِﺑﻬﺎ ﹶﺃﻧِﻴ ﺽ ﹶﻟﻴ ﺿﻞﱠ ﹶﺃ ﺣ ﺪﻛﹸ ﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ ،ﹶﺃ ﻭ ﹶﺃﺭﺍ ﺩ ﻋ ﻮﻧﺎ ﻭﻫ ﻮ ِﺑﹶﺄ ﺭ ٍ ﹶﺃ ﺍﷲ ﹶﺃ ِﻋﻴﻨﻮﻧِﻲ ﹶﻓِﺈﻥﱠ ﹶﻟﻪِ ﻋﺒﺎﺩﺍ ﹶﻻ ﺗﺮﺍ ﻫ ﻢ( .ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ،ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﺍﻟﻄﹼﱪﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ،ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻼ ٍﺓ ﹶﻓﹾﻠﻴﻨﺎ ِﺩ ﻳﺎ ِﻋﺒﺎ ﺩ ﺍﷲ ﺽ ﹶﻓ ﹶ ﺖ ﺩﺍﺑﺔﹸ ﹶﺃ ﺣ ِﺪﻛﹸ ﻢ ِﺑﹶﺄ ﺭ ٍ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢِ) :،ﺇﺫﹶﺍ ﺍﻧ ﹶﻔﹶﻠﺘ ﺤِﺒﺴﻪ .(ﻭﺭﻭﻯ ﺽ ﻳ ﺿﺮﺍ ِﻓِﻲ ﺍ َﻷ ﺭ ِ ﺍ ﺣِﺒﺴﻮﺍ ،ﻳﺎ ِﻋﺒﺎ ﺩ ﺍﷲ ﺍ ﺣِﺒﺴﻮﺍ ،ﹶﻓِﺈ ّﹶﻥ ﺍﷲ ﺣﺎ ِ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﰲ )ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ( ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻴﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ،ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﳋﺒﺎﺗﺮﻱ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺤﻄﺖ ،ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺃﻫﻞ ﺩﻣﺸﻖ ﻳﺴﺘﺴﻘﻮﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻌﺪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﱪ ﻗﺎﻝ :ﺃﻳﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﳉﺮﺷﻲ ،ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﺘﺨﻄﹼﻰ ﻓﺄﻣﺮﻩ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﺼﻌﺪ ﺍﳌﻨﱪ، ﻓﻘﻌﺪ ﻋﻨﺪ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ) :ﺍﻟﻠﻬ ﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺇﻟﻴﻚ ﲞﲑﻧﺎ ﻭﺃﻓﻀﻠﻨﺎ، 38 ﺍﻟﱠﻠﻬ ﻢ ،ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻴﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﳉﺮﺷﻲ ،ﻳﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻚ ﺇﱃ ﺍﷲ ،ﻓﺮﻓﻊ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﺪﻳﻪ ،ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ،ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﺻﺎﺭﺕ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﰲ ﺍﳌﻐﺮﺏ ،ﻭﻫﺒﺖ ﳍﺎ ﺭﻳﺢ ﻓﺴﻘﻴﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺘﺼﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﻣﻨﺎﺯﳍﻢ( .ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ ﰲ )ﺍﳌﻬﺬﺏ( ،ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﰲ ﺬﻳﺐ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﹼﻐﺎﺕ ،ﻧﻘﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ )ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ( ﻧﻘﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺷﺮﺡ )ﺍﳌﻬﺬﺏ(. ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﺳﻠﻮﺍ ﺑﻐﲑﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃ ﹼﻥ ﳍﻢ ﻣﺰﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ،ﻭﻗﺪ ﺭﺍ ﻭﻣﻜﺎﻧﺔ ـ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ﺃﰊ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳚﻴﺊ ﺇﱃ ﺿﺮﳛﻪ ﻳﺰﻭﺭﻩ ﻓﻴﺴﻠﹼﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،ﰒ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻪ ﰲ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﺘﻪ ،ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ 463ﻫـ ،ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﻌﻼﹼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ )ﺍﳋﲑﺍﺕ ﺍﳊﺴﺎﻥ( ،ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻣﺘﻮﺳﻼ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ـ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ: ﻭﻫـــﻢ ﺇﻟﻴــﻪ ﻭﺳﻴﻠﱵ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴــﺖ ﺫﺭﻳـــﻌــﱵ ﺑﻴــﺪﻱ ﺍﻟﻴﻤـﲔ ﺷﻔﺎﻋﱵ ﺃﺭﺟــﻮ ﻢ ﺃﻋــﻄﻰ ﻏـ ﺪﺍ ﻧﻘﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰲ )ﺍﻟﺼﻮﺍﻋﻖ ﺍﶈﺮﻗﺔ(. ٍﺛﺒﺖ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻋﻨﻪ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺠﺐ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ) :ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ،ﻛﺎﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺒﺪﻥ( ،ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺟﻮﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ ﰲ ﺑﺎﺏ )ﺍﳉﻬﺎﺩ( ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﲢﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ،ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻀ ﻌﻔﹶﺎِﺋ ﹸﻜ ﻢ (. ﺼﺮﻭ ﹶﻥ ِﺑ ﺿ ﻌﻔﹶﺎِﺋ ﹸﻜ ﻢ ﹶﻓِﺈﻧﻤﺎ ﺗ ﺮ ﺯﻗﹸﻮ ﹶﻥ ﻭﺗ ﻨ ﻭﺳﻠﻢ) :ﹶﺃﺑﻐﻮﻧِﻲ ﻓِﻲ 39 ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺫﻛﺎﺭ :ﺇﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﻟﺼﻼﺡ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺴﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: )ﺍﻟﻠﻬ ﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺘﺴﻘﻲ ﻭﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻌﺒﺪﻙ ﻓﻼﻥ( ،ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃ ﹼﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﻴﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﳉﺮﺷﻲ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳜﺘﻠﻒ ﻟﻌﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﹼﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﱠﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋ ﺰ ﻭﺟﻞﹼ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ : ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺑﺄﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ: ﺑﺎﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﻉ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﰲ) ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ( ،ـ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺘﻠﻒ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺍﻷﻋﻤﻰ ،ﻗﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﳌﺼﻨﻔﻮﻥ ﻛﺎﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭﻏﲑﻩ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﰲ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﲟﺤﻀﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ، ﻫﺬﺍ ﺩﻋﺎﺀ ﺃﻗﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﱂ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﺃﺣﺪ ﻣﻊ ﺷﻬﺮﺗﻪ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭﻳﺔ ،ﻭﺩﻋﺎ ﲟﺜﻠﻪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﰲ ﺧﻼﻓﺘﻪ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﻼﹼﻣﺔ ﻭﺣﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻧﻘﻠﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﻫﺪﻳﺔ ﺍﳌﻬﺪﻱ( ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﻭﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﻗﺎﻝ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ :ﰲ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻤﻪ ﻋ ﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ. ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺄﻋﻤﺎﳍﻢ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ،ﻭﻣﺰﺍﻳﺎﻫﻢ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ،ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻣﻘﺎﻡ ﺁﺧﺮ :ﻻ ﺑﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻨﱯ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﻭﱄ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﻋﺎﱂ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﻭﻋﺒﺎﺭﺓ 40 ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻷﰊ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ..ﺩﺧﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻊ ﺃﰊ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﱪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﻷﰊ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ،ﻭﻗﺪ ﺳﺄﻟﻪ :ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﺃﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ، ﻭﺃﺩﻋﻮ ﺃﻡ ﺃﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺎﻟﻚ :ﻭِﻟـ ﻢ ﺗﺼﺮﻑ ﻭﺟﻬﻚ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺘﻚ ﺇﱃ ﺍﷲ ،ﻭﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺑﻴﻚ ﺁﺩﻡ؟ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﻮﺳﻞ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﳌﺎ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺍﳋﻄﻴﺌﺔ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﺍﳊﻨﺒﻠﻲ ﰲ )ﻣﻐﻨﻴﻪ( ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﹶﺃ ﺟ ﱠﻞ ﻛﺘﺐ ﺍﳊﻨﺎﺑﻠﺔ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺻﻔﺔ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﺻﻔﺤﺔ ،50ﻣﻦ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ " :ﺗﺄﰐ ﺍﻟﻘﱪ ﻓﺘﻮﱄ ﻇﻬﺮﻙ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ،ﻭﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺳﻄﻪ ﱯ ﻭﺗﻘﻮﻝ :ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ،ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻧ ﺍﷲ ﻭﺧﲑﺗﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ،ﺇﱃ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ :ﺍﻟﻠﹼﻬﻢ ﺃﺟﺰ ﻋﻨﺎ ﻧﺒﻴﻚ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺯﻳﺖ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ،ﻭﺍﺑﻌﺜﻪ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻋﺪﺗﻪ ﻳﻐﺒﻄﻪ ﺑﻪ ﺍﻷﻭﻟﻮﻥ ﻭﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ :ﺍﻟﱠﻠﻬ ﻢ ﺇﻧﻚ ﻗﻠﺖ ﻭﻗﻮﻟﻚ ﺍﳊﻖ : אא א א אא א א ،1ﻭﻗﺪ ﺃﺗﻴﺘﻚ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮﺍ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﰊ ﻣﺴﺘﺸﻔﻌﺎ ﺑﻚ ﺇﱃ ﺭﺑﻲ ..ﺍﱁ" ﺫﻛﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ ﻋﻤﺪﺓ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻗﺎﻝ :ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻝ :ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻋﺮﺍﰊ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺩﻓﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻓﺮﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﱪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﻗﻮﻟﻚ، ﻭﺳﱠﻠﻢ ،ﻭﺣﺜﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ :ﻗﻠ ﻭﻭﻋﻴ ﺖ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻓﻮﻋﻴﻨﺎ ﻋﻨﻚ ،ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ 1 א ،א ).(64 41 א ﻗﺪ ﻏﹸ ِﻔ ﺮ ﻟﻚ. ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﺘﱮ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ :ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ،ﺫﻛﺮ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻀﺒﺎﻉ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺘﱮ ،ﻗﺎﻝ :ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﱪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺠﺎﺀ ﺃﻋﺮﺍﰊ ﻓﻘﺎﻝ) :ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ،ﲰﻌﺖ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ : אא א א אא א א ،ﻭﻗﺪ ﺟﺌﺘﻚ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮﺍ ﻟﺬﻧﱯ ،ﻣﺴﺘﺸﻔﻌﺎ ﺑﻚ ﺇﱃ ﺭﺑﻲ ،ﰒ ﺃﻧﺸﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻉ ﻭﺍ َﻷ ﹶﻛـ ﻢ ﺏ ِﻣ ﻦ ﻃِﻴِﺒ ِﻬ ﻦ ﺍﻟﻘﹶﺎ ﻉ ﹶﺃ ﻋﻈﹸﻤﻪ ﹶﻓﻄﹶﺎ ﺖ ﺑِﺎﻟﻘﹶﺎ ِ ﻳﺎ ﺧﻴﺮ ﻣ ﻦ ﺩِﻓﻨ ﻑ ﻭﻓِﻴ ِﻪ ﺍﳉﹸﻮ ﺩ ﻭﺍﻟﻜﹶــ ﺮﻡ ﺖ ﺳﺎ ِﻛﻨـﻪ ﻓِﻴ ِﻪ ﺍﻟ ﻌﻔﹶﺎ ﻧ ﹾﻔﺴِﻲ ﺍﻟ ِﻔﺪﺍﺀ ﹶﻟ ﹶﻘﺒ ﺮ ﹶﺃﻧ ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﺍﻷﻋﺮﺍﰊ ﻓﻐﻠﺒﺘﲏ ﻋﻴﲏ ،ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺸ ﺮﻩ ﹶﺃﻥﱠ ﺍﷲ ﹶﻗ ﺪ ﹶﻏ ﹶﻔ ﺮ ﻟﹶﻪ( .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﺤ ِﻖ ﺍ َﻷ ﻋﺮﺍﺑِﻲ ﻭﺑ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻘﺎﻝ) :ﺍﹾﻟ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺍﻹﻳﻀﺎﺡ( ،ﻭﺭﻭﺍﻫﺎ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﰲ )ﺗﻔﺴﲑﻩ( ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺴﲑﻩ ﳍﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ،ﻭﺭﻭﺍﻫﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺍﳌﻐﲏ(، ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺒﻬﻮﰐ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﻛﺸﺎﻑ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ(. ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻟﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﲟﺎ ﺳ ﹾﻘﺘ ﻪ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺩﻟﹼﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻭﻧﻘﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﳌﻄﻬﺮﺓ ،ﻭﳑﺎ ﺃﺩﱃ ﺑﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﳋﻠﻒ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳌﺮﻏﹼﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻭﻗﻀﺎﺀ ﺍﳊﻮﺍﺋﺞ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﰲ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺫﻱ ﺑﺎﻝ ﻭﺃﻛﻮﻥ ﺃﺧﻲ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻗﺪ ﺃﻭﻓﻴﺘﻚ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻜﺎﰲ ﻭﺍﻟﱪﻫﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﰲ ﺑﺎﳊﺠﺔ ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺔ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﲟﺎ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﻱ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺃﻭ ﻣﻐﺎﻻﺓ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﺃﻭ ﳉﺎﺝ ﺃﻭ ﻋﻨﺎﺩ، ـ ﺍﻵﻳﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺟﺌﺘﻚ ﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﱄ ،ﻓﻨﻮﺩﻱ ﺃﻧﻪ 42 ﻭﺃ ﹼﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﺗﻮﺍ ﺑﻪ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﻫﺬﻳﺎﻥ ﻭﻃﻤﺲ ﺑﺼﲑﺓ ،ﻭﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺃﻫﻞ ﺍﳊ ﻖ ﻭﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﳊﺬﻕ ،ﻓﻤﻦ ﺍﺳﺘﻨﻜﻒ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺠﻌﺔ ،ﻭﺭﻛﺐ ﻣﺮﻛﺒﺎ ﺻﻌﺒﺎ ،ﳜﺸﻰ ﺃﻥ ﳝﺨﺮ ﺑﻪ ﰲ ﳉﺞ ﺍﻟﺘﻴﻪ، א א ﻭﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻰ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ 1 . א א ﺭﺯﻗﲏ ﺍﷲ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﻜﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﶈﻜﻢ ،ﻭﻓﻬﻢ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﳊ ﻖ ﻭﺍﻟﺴﺪﺍﺩ ،ﺇﻧﻪ ﺃﻛﺮﻡ ﻣﺴﺆﻭﻝ، ﺏ ﺳﻮﺍﻩ. ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻜﻼﻥ ،ﻭﻻ ﺭ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﺍﻟﺘﱪﻙ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﻫﻮ ﻋﲔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺻﻮﺭ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﻭﺃﻣﺎﻛﻨﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﻗﻄﻨﻮﻫﺎ ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺎ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﻭﺻﻮﻡ ﻭﺃﺫﻛﺎﺭ ﻭﺍﻋﺘﻜﺎﻑ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ،ﻭﰲ ﺧﻠﻮﺍﻢ ﻭﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﻗﺪﻭﺍ ﺎ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﱵ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺷﺮﺍﺋﻌﻪ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺻﺎﺭﺕ ﳏﻼ ﻟﱰﻭﻝ ﺍﻟﺮﲪﺎﺕ ﻭﺎﻓﺖ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ، ﻓﻬﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺭﲪﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻐﺸﺎﻫﺎ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ،ﻭﺗﻜﺘﻨﻔﻬﺎ ﺍﻟﱪﻛﺔ ،ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﳉﺎﻩ ﻭﺍﳌﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺧﺼﻬﻢ ﺍﷲ ﺎ ﺩﻭﻥ ﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﳑﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﳋﻠﻖ ﻳﻘﺼﺪﻭﻢ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻨﻔﺤﺎﻢ، ﻭﺍﻟﻈﹼﻔﺮ ﺑﺪﻋﻮﺍﻢ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ،ﻭﺗﺘﺒﻊ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﻟﻠﺘﱪﻙ ﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺸﺮﻓﺔ ﺑﺸﺮﻓﻬﻢ ﻻ ﻟﺬﺍﺎ ،ﻭﻣﻜﺮﻣﺔ ﺑﻜﺮﻣﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ. 1 א ،א ).(46 43 ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ،ﺍﺻﻄﻔﺎﻫﻢ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،ﻭﺍﺧﺘﺼﻬﻢ ﲞﺼﺎﺋﺺ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﻳﺘﺼﻔﻮﻥ ﺎ ﺩﻭﻥ ﻏﲑﻫﻢ ،ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺒﺼﲑﺓ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﳋﺎﺭﻕ ﻭﺍﻟﻔﻄﺎﻧﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻣﻮﻃﺌﺔ ﻟﻠﺘﺒﻠﻴﻎ ﳌﻨﻬﺞ ﺍﷲ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﺍﻟﻘﻮﱘ ﻷﻧﻬﻢ ﺍﳌﺒﻠﹼﻐﻮﻥ ﻋﻨﻪ،ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻮﻥ ﺍﳋﻠﻖ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻩ ﻭﺗﱰﻳﻬﻪ ﺑﺎﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻳﻨﻀﻮﻱ ﲢﺘﻪ ﺃﻣﺮﺍﻥ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﻥ ﳘﺎ )ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ( ،ﻓﻤﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﷲ ،ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻭﺻﺪﻕ ﺑﺮﺳﻠﻪ ﻭﺍﻣﺘﺜﻞ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﺍﺟﺘﻨﺐ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ﺍﻟﱵ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﷲ ﺎ ،ﻭﻋﺎﻣﻠﻪ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻭﺃﺩﺧﻠﻪ ﺟﻨﺘﻪ ،ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻭﻧﻜﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﻴﻪ ﻭﺭﻓﺾ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ،ﻭﺃﺷﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻏﻀﺐ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻋﺎﻣﻠﻪ ﺑﻌﺪﻟﻪ ﻭﺃﺩﺧﻠﻪ ﻧﺎﺭﻩ. ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺃﺧﻲ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﻷﺩﻟﹼﺔ ﺍﳌﺴﺘﻘﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﻌﲔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊﻨﻴﻒ ،ﻟﺘﻘﺮ" ﺎ ﻋﻴﻨﻚ ﻭﻟﺘﻄﻤﺌﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻔﺴﻚ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﺍﻟﱪﻫﺎﻥ ﳘﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺇﺿﺎﺀﺓ ﻭﺟﻨﺔ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻓﻴﺎ ﺣﺒﺬﺍ ﻟﻮ ﺗﺄﻣﻠﻪ ﺍﳌﻨﻜﺮﻭﻥ ﺑﻌﻘﻞ ﻭﺿﺎﺀ ،ﻭﻓﻜﺮ ﺛﺎﻗﺐ ،ﻭﺭﻭﺡ ﻣﺸﺮﻗﺔ ،ﻻﻧﺴﻜﺐ ﺍﳊﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺭﻭﺣﺎ ﻭﺭﳛﺎﻧﺎ ،ﻭﺳﻄﻊ ﻧﻮﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﻢ ﺩﻟﻴﻼ ﻭﺑﺮﻫﺎﻧﺎ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺒﻐﻮﻥ ﺍﳊ ﻖ ﻟﻠﺤﻖ ،ﻣﻨﺼﻔﲔ ﻣﻊ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻭﻻ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺟﺪﻻ ﻏﲑ ﺭﻏﺒﺔ ﰲ ﺇﺣﻘﺎﻕ ﺍﳊﻖ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺼﻮﻩ ﺤ ﺍﳊﻖ ﻫﻮ ﺿﺎﻟﺔ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻭﺟﺪﻩ ﻓﻬﻮ ﺻﻴﺪﻩ ﻭﻣﺒﺘﻐﺎﻩ ،ﻓﺈﻥ ﺗ ﹶﻔ ﻑ ﻣﺎ ﻭﺳﻌﻬﻢ ﺇ ﹼﻻ ﺍﺟﺘﻼﺏ ﻣﺎ ﺭﻣﺰﺕ ﺐ ﺻﺎ ٍ ﺼﻮ ﻩ ﺑﻌﻘﻞ ﻣﺪﺭﻙ ،ﻭﻟ ﺤ ﻭﺗ ﻤ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺳﻘﺖ ﺍﻟﱪﻫﺎﻥ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻣﺎ ﻗﻌﺪ ﻢ ﺷﻲﺀ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ، ﻭﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﺬﻭﻗﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ ﻷ ﹼﻥ ﺍﳊﻖ ﻛﺎﳌﺎﺀ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﺍﶈﻜﻤﺔ ،ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﳌﻄﻬﺮﺓ. ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﺍﱠﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳛﻤﻠﻪ ﺑﻨﻮ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺗﻮﺟﻬﻮﺍ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻨﺼﺮﻭﻥ ﺑﻪ ،ﻭﻳﺘﻮﺳﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ 44 א ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : א ُ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ِﻣـ ﻤﺎ ﺗﺮﻙ ﺁﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺁﻝ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻫﻲ ﺼﺎ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻭﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭﺛﻴﺎﺏ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻭﻧﻌﻼﻩ ﻭﺃﻟﻮﺍﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ، ﻋ ﻭﻃﺴﺖ ـ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳌﻔﺴﺮﻭﻥ ﻭﺍﳌﺆﺭﺧﻮﻥ ﻛﺎﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﻭﺍﻟﻘﺮﻃﱯ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻭﺍﻟﻄﹼﱪﻱ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﱪﻙ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺼﺪﻩ ،ﻭﻫﻮ ﻳ ﺪﻝﱡ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻥ ﺼﺎﳊﲔ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﱪﻙ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺍﻟ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻋﻈﹼﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻓﻠﻬﻢ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮﺩ ﻵﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻛﺮﺍﻣﺎ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻟﻪ ﳌﺎ ﺁﺗﺎﻩ ﺍﷲ ﻣﻦ א ﻋﻠﻢ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺣﻖ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : א ،2 ﲢﻴﺔ ﻭﺇﻛﺮﺍﻣﺎ ﻭﺗﺸﺮﻳﻔﺎ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻟﻪ ،ﺃﻣﺎ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ א ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺳﻞ ،ﻭﺳﻴﺪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺣﻘﹼﻪ: א א* א א 3 א א א א ، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : א א א א ﻞ ﺷﺄﻧﻪ : א ،4ﻭﻗﺎﻝ ﺟ ﹼ א א ،5ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : 6ﻓﻬﺬﻩ ﺁﺩﺍﺏ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻋﻮﺍ ﺣ ﻖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﺮﱘ ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﲑ. ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻃﻴﻖ ﺃﻥ ﺃﻣﻸ ﻋﻴﲏ ﻣﻨﻪ، ﺇﺟﻼ ﹰﻻ ﻟﻪ ،ﻭﻟﻮ ﺳﺌﻠﺖ ﺃﻥ ﺃﺻﻔﻪ ﻣﺎ ﺃﻃﻘﺖ ﻷﱐ ﱂ ﺃﻛﻦ ﺃﻣﻸ ﻋﻴﲏ ﻣﻨﻪ. 1ـ 3 5 ،א א א ).(248 ،א א −2 א ،א 4ـ ).(9−8 1 א א א ،א ).(100 )(2 6ـ ﺳﻮرة اﻟﻨﻮر ،اﻵﻳﺔ ).(63 ).(1 45 ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳌﻄﻬﺮﺓ: ﻓﻘﺪ ﻭﺻﻒ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﱠﻠﻢ :ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﺴﻨﺪﻩ ،ﰒ ﺇﻥ ﻋﺮﻭﺓ ﺟﻌﻞ ﻳﺮﻣﻖ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﻴﻨﻪ ،ﻗﺎﻝ )ﻓﻮﺍﷲ ﻣﺎ ﺗﻨﺨﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﳔﺎﻣﺔ ﺇ ﹼﻻ ﻭﻗﻌﺖ ﰲ ﻛ ﻚ ﺎ ﻒ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ،ﹶﻓ ﺪﹶﻟ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺟﻠﺪﻩ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﺑﺘﺪﺭﻭﺍ ﺃﻣﺮﻩ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻮﺿﺄ ﻛﺎﺩﻭﺍ ﻳﻘﺘﺘﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻮﺋﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﹼﻤﻮﺍ ﺧﻔﻀﻮﺍ ﺃﺻﻮﺍﻢ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻭﻣﺎ ﳛﺪﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻟﻪ(، ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ )ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ( ،ﻗﺎﻝ ﺷﺎﺭﺣﻪ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،ﻭﻓﻴﻪ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺨﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳌﻨﻔﺼﻞ ،ﻭﺍﻟﺘﱪﻙ ﺑﻔﻀﻼﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﻄﹼﺎﻫﺮﺓ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﱪﻙ ﺑﺸﻌﺮﻩ ،ﻓﻌﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﺃ ﹼﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻓﻘﺪ ﻗﻠﻨﺴﻮﺓ ﻟﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﲑﻣﻮﻙ ﻓﻘﺎﻝ) :ﺍﻃﻠﺒﻮﻫﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﻗﻠﻨﺴﻮﺓ ﺧﻠﻘﺔ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ :ﺍﻋﺘﻤﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻓﺤﻠﻖ ﺭﺃﺳﻪ ،ﻓﺎﺑﺘﺪﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺷﻌﺮﻩ ﻓﺴﺒﻘﺘﻬﻢ ﺇﱃ ﻧﺎﺻﻴﺘﻪ ﻓﺠﻌﻠﺘﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻠﻨﺴﻮﺓ ،ﻓﻠﻢ ﺃﺷﻬﺪ ﻗﺘﻼ ﻭﻫﻲ ﻣﻌﻲ ﺇ ﹼﻻ ﺭﺯﻗﺖ ﺍﻟﻨﺼﺮ( ،ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ. ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺃ ﹼﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: )ﺃﺗﻰ ﻣﲎ ،ﻓﺄﺗﻰ ﺍﳉﻤﺮﺓ ﻓﺮﻣﺎﻫﺎ ،ﰒ ﺃﺗﻰ ﻣﻨـﺰﻟﻪ ﲟﲎ ﻭﳓﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺤﻼﹼﻕ :ﺧﺬﹾ، ﺴﺮ ،ﹸﺛ ﻢ َﺟ ﻌﻞﹸ ﻳ ﻌﻄِﻴ ِﻪ ﺍﻟﻨًﺎ ﻭﹰﺃﺷﺎ ﺭ ِﺇﻟﹶﻰ ﺟﺎِﻧِﺒ ِﻪ ﺍ َﻷﻳ ﻤ ﻦ ﹸﺛ ﻢ ﺍ َﻷﻳ ﺱ( .ﻭﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﻷﻧﺲ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ) :ﳌﺎ ﺭﻣﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﳉﻤﺮﺓ ﳓﺮ ﻧﺴﻜﻪ، ﰒ ﻧﺎﻭﻝ ﺍﳊﺎﻟﻖ ﺷﻘﹼﻪ ﺍﻷﳝﻦ ،ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﻓﺤﻠﻘﻪ ،ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﻃﻠﺤﺔ ،ﰒ ﻧﺎﻭﻟﻪ ﺷﻘﹼﻪ ﺱ(. ﺴ ﻢ ﺑﻴ ﻦ ﺍﻟﻨﺎ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻓﺤﻠﻘﻪ .ﻗﺎﻝ) :ﹶﺃ ﹾﻗ ِ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﻋﻦ ﺃﻡ ﺳﻠﻴﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺴﻂ ﻟﻠﻨﱯ ﺻﱠﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﱠﻠﻢ ﻧﻄ ﻌﺎ ﻓﻴﻘﻴﻞ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻄﻊ) ،ﻗﺎﻝ :ﻓﺈﺫﺍ ﻧﺎﻡ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ 46 ﻭﺳﱠﻠﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﻋﺮﻗﻪ ﻭﺷﻌﺮﻩ ﻓﺠﻤﻌﺘﻪ ﰲ ﻗﺎﺭﻭﺭﺓ ،ﰒ ﲨﻌﺘﻪ ﰲ ﻣﺴﻚ ﻭﻫﻮ ﻧﺎﺋﻢ ،ﻗﺎﻝ :ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺃﻭﺻﻰ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﰲ ﺣﻨﻮﻃﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻚ ،ﻗﺎﻝ :ﻓﺠﻌﻞ ﰲ ﺣﻨﻮﻃﻪ( ،ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺌﺬﺍﻥ ،ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ) :ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻌﺮﻕ، ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺃﻣﻲ ﺑﻘﺎﺭﻭﺭﺓ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺗﺴﻠﺖ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﻳﺎ ﺃ ﻡ ﺳﻠﻴﻢ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﻌﲔ؟ ﻗﺎﻟﺖ :ﻫﺬﺍ ﻋﺮﻗﻚ ﳒﻌﻠﻪ ﰲ ﻃﻴﺒﻨﺎ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻃﻴﺐ ﺍﻟ ﹼﻄﻴﺐ(. ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃ ﹼﻥ ﺃﺑﺎﻩ ﺣﺪﺛﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﳛﺘﺠﻢ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﻗﺎﻝ) :ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺫﻫﺐ ﺬﺍ ﺍﻟﺪﻡ ﻓﺄﻫﺮﻗﻪ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺮﺍﻙ ﺃﺣ ﺪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺑﺮﺯ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﱠﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺪﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻡ ﻓﺸﺮﺑﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﻗﺎﻝ :ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺑﺎﻟﺪﻡ؟ ﻗﺎﻝ :ﺟﻌﻠﺘﻪ ﰲ ﺃﺧﻔﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﳜﻔﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻗﺎﻝ :ﻟﻌﻠﻚ ﺷﺮﺑﺘﻪ ،ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﱂ ﺷﺮﺑﺖ ﺍﻟﺪﻡ؟ ﻭﻳﻞ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻨﻚ ،ﻭﻳﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ(. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﺻﻢ :ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻡ ،ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﻄﹼﱪﺍﱐ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻂ ﺩﻣﻲ ﺩﻣﻪ ﻻ ﲤﺴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ(. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻴﲏ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،ﻗﺪ ﺗﻜﺎﺛﺮﺕ ﺍﻷﺩﻟﹼﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﻓﻀﻼﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﻋ ﺪ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ، ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ )ﺍﻷﺩﺏ ﺍﳌﻔﺮﺩ( ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺭﺯﻳﻦ ﻗﺎﻝ :ﻣﺮﺭﻧﺎ ﺑﺎﻟﺮﺑﺬﺓ ،ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻨﺎ ﻫﻬﻨﺎ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﻛﻮﻉ ،ﻓﺄﺗﻴﻨﺎ ﻓﺴﻠﹼﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻘﺎﻝ :ﺑﺎﻳﻌﺖ ﺎﺗﲔ ﻧﱯ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻟﻪ ﻛﻔﹼﺎ ﻒ ﺑﻌﲑ ﻓﻘﻤﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻘﺒﻠﻨﺎﻫﺎ. ﺿﺨﻤﺔ ﻛﺄﺎ ﻛ 47 ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺑﻦ ﺟﺪﻋﺎﻥ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺛﺎﺑﺖ ﻷﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ :ﺃﻣﺴﺴﺖ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﺪﻙ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ :ﻓﻘﺒﻠﻬﺎ. ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ )ﺍﻷﺩﺏ( ﻋﻦ ﺟﻬﻴﻨﺔ ،ﻗﺎﻝ :ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻠﻴﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳ ﹶﻘﺒ ﹸﻞ ﻳﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺭﺟﻠﻴﻪ. ﻋﻦ ﺃﲰﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺟﺒﺔ ﻃﻴﺎﻟﺴﺔ ﻛﺴﺮﻭﺍﻧﻴﺔ ﳍﺎ ﻟﺒﻨﺔ ﺩﻳﺒﺎﺝ ،ﻭﻓﺮﺟﻴﻬﺎ ﻣﻜﻔﻮﻓﲔ ﺑﺎﻟﺪﻳﺒﺎﺝ ،ﻭﻗﺎﻝ :ﻫﺬﻩ ﺟﺒﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺒﻀﺖ ﻗﺒﻀﺘﻬﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ ،ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻐﺴﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮﺽ ﻭﻧﺴﺘﺸﻔﻲ ﺎ ،ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ. ﻋﻦ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﳎﺰﺃﺓ ﺃ ﹼﻥ ﺃﺑﺎ ﳏﺬﻭﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﰲ ﻣﻘﺪﻡ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﺫﺍ ﻗﻌﺪ ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﻓﺘﺒﻠﻎ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺃﻻ ﲢﻠﻘﻬﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ :ﺇ ﹼﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺴﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﻻ ﺃﺣﻠﻘﻬﺎ ﺣﱴ ﺃﻣﻮﺕ ،ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﹼﱪﺍﱐ، ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﺮﺩﺓ ﻗﺎﻝ :ﻗﺪﻣﺖ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻓﻠﻘﻴﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ ﻓﻘﺎﻝ :ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺇﱃ ﺍﳌﱰﻝ ﻓﺄﺳﻘﻴﻚ ﺑﻘﺪﺡ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﱠﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻧﺼﻠﻲ ﰲ ﻣﺴﺠﺪ ﺻﻠ ﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺖ ﰲ ﻣﺴﺠﺪﻩ ،ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻌﻪ ،ﻓﺴﻘﺎﱐ ﻭﺃﻃﻌﻤﲏ ﲤ ﺮﺍ ،ﻭﺻﻠﻴ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ )ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ(. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﻴﺎﺽ :ﺭﺅﻱ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﺍﺿﻌﺎ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﱪ ،ﹼﰒ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ. ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻗﻴﻂ ﻭﺍﻟﻌﺘﱮ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﱠﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﱠﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺧﻼ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺣﺴﻮﺍ ﺭﻣﺎﻧﺔ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻲ ﺍﻟﻘﱪ ﲟﻴﺎﻣﻴﻨﻬﻢ ﰒ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ 48 ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ .ﻗﺎﻝ ﺍﻟـ ﻤﱠﻠﺎ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﺭﺉ ﺷﺎﺭﺡ ﺍﻟﺸﻔﺎ ،ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺃﺳﻌﺪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ. ﻭﺭﻭﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺭﺧﺺ ﰲ ﺍﻟﺘﻤﺴﺢ ﺑﺎﳌﻨﱪ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﻧﺔ ،ﻭﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ ﻭﳛﻲ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﺃ ﹼﻥ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺫﻟﻚ )ﺃ ـ ﻫـ( ﺍﻗﺘﻀﺎﺀ ﺍﻟ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﳌﹼﺎ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺃﻣﺮ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﺴﺘﺄﺫﺎ ﰲ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻦ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻋﻠﻤﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻳﺪﻩ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﻗﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﻗﱪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺪ ﺐ ﻳﺎ ﺟﺎﺀ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺍﺭﻓﻌﻮﱐ ﻓﺄﺳﻨﺪﻩ ﺭﺟﻞ ﺇﻟﻴﻪ .ﻓﻘﺎﻝ :ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻚ؟ ﻗﺎﻝ :ﺍﻟﺬﻱ ﲢ ﱄ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ،ﺃﺫﻧﺖ .ﻓﻘﺎﻝ :ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ،ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﺃﻫ ﻢ ﺇ ﹼ ﺃﻧﺎ ﻗﺒﻀﺖ ﻓﺎﲪﻠﻮﱐ ﰒ ﺳﻠﹼﻢ ،ﻭﻗﻞ :ﻳﺴﺘﺄﺫﻥ ﻋﻤﺮ ،ﻓﺈﻥ ﺃﺫﻧﺖ ﱄ ﻓﺄﺩﺧﻠﻮﱐ، ﻭﺇﻥ ﺭﺩﺗﲏ ﻓﺮﺩﻭﱐ ﺇﱃ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﺼﺮﺕ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ ﻟﻄﻮﻟﻪ. ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﱐ ﰲ )ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ( :ﺃﺧﺮﺝ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﰲ )ﻣﺴﻨﺪﻩ( ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻮ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻨﺬﺛﺨﻌﻲ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺍﻟﻨﺒﻴﺢ ﺍﻟﻌﻨـﺰﻱ ،ﻋﻦ ﺃ ﻡ ﺃﳝﻦ ﻗﺎﻟﺖ :ﻗﺎﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﱃ ﻓﺨﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﻓﺒﺎﻝ ،ﻓﻘﻤﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎﻧﺔ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺷﻌﺮ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ :ﻳﺎ ﺃ ﻡ ﺃﳝﻦ ﻗﻮﻣﻲ ﻓﺎﻫﺮﻗﻲ ﻣﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﺓ ،ﻓﻘﻠﺖ :ﻗﺪ ﻭﺍﷲ ﺷﺮﺑﺖ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻗﺎﻟﺖ :ﻓﻀﺤﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﹼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺜ ﻰ ﺑﺪﺕ ﻧﻮﺍﺟﺰﻩ ،ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻻ ﳚﻌﻦ ﺑﻄﻨﻚ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﹼﻣﺔ ﺍﶈﺪﺙ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻞ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻬﺎﺭﻧﻔﻮﺭﻱ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺑﺬﻝ ﺍﻬﻮﺩ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺳﻨﻦ ﺃﰊ ﺩﺍﻭﻭﺩ( ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﺸﺮﺡ ﺣﺪﻳﺚ 49 ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ،ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﲑ ﺃﺟﺮﻩ ،ﻭﺃ ﹼﻥ ﻣﺂﺛﺮ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﳌﻘﺮﺑﲔ ﺗ ﺰﺍ ﺭ ﻭﻳﺘﺒ ﺮ ﻙ ﺎ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺰﻭﺭﻭﻥ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺘﻤﻌﻜﻮﻥ ﺑﻪ ﺗﱪﻛﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﺘﺠﺎﱐ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ :ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻤﺴﺤﻮﻥ ﺑﺮﻣﺎﻧﺔ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ،ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺗﻌﻬﺪﺍ ﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻣﻮﺍﻃﺊ ﺃﻗﺪﺍﻣﻪ ﻭﺃﻣﺎﻛﻦ ﺟﻠﻮﺳﻪ ،ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺴﺴﻬﺎ ﺑﻴﺪﻳﻪ ،ﻣﻨﻪ ﻣﻮﻗﻊ ﺟﻠﻮﺳﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﱪﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻴﺚ ﻳﻀﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﻳﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ،ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﻭﳓﻦ ﻧﺴﺘﺄﻧﺲ ﺑﻘﻤﻴﺺ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﳌﹼﺎ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻟﻴﺴﻠﹼﻤﻪ ﺇﱃ ﻧﱯ ﺍﷲ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻪ ﻟﻄﻒ ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﻩ ﺣﺰﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﺎﺀﻩ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻭﻭﺿﻊ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻼ ﻭﺃﻟﻒ ﺍﺭﺗ ﺪ ﺑﺼﲑﺍ ،ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ :ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻣﻦ ﺣﻘﻦ ﺑﺎﻟﻘﻤﻴﺺ؟ ﻛ ﹼ ﻛﻼﹼ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﱪﻛﺔ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﺸﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻠﻄﻒ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ ،ﻭﺳ ﺮ ﻋﻼﺟﻬﻤﺎ ،ﻭﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﹼﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺘﺒﻌﻮﻥ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﻫﻢ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻓﻘﺪ ﺍﺣﺘﻔﻈﻮﺍ ﲝﺮﺑﺘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺧﺎﲤﻪ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻋﺎﺩ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻴﺰﺍﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺑﺈﻧﺰﺍﻟﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻭﺿﻌﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ .ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﹼﺬﻳﻦ ﻳﺘﺘﺒﻌﻮﻥ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﳊﺼﺮ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻭﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻭﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ،ﻭﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ،ﻭﺃﺛﻠﺔ ﺑﻦ ﺍﻷﺻﻘﻊ ،ﻭﺳﻠﻤﻰ ﺑﻨﺖ ﺍﻷﻛﻮﻉ ،ﻭﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ،ﻭﺃﻡ ﺳﻠﻴﻢ ،ﻭﺃﺳﻴﺪ ﺑﻦ ﺣﻀﲑ ﻭﺳﻮﺍﺩ ﺑﻦ ﻏﺰﺑﺔ ،ﻭﺳﻮﺍﺩ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ،ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ ،ﻭﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ 50 ﺍﻟﺰﺑﲑ ،ﻭﺳﻔﻴﻨﺔ ﻣﻮﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﺳﺮﺓ ﺧﺎﺩﻡ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ، ﻭﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ ،ﻭﺃﲰﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ،ﻭﺃﺑﻮ ﳏﺬﻭﺭﺓ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ، ﻭﺃﺷﻴﺎﺧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻛﺴﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ ،ﻭﳛﻲ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ. ﻭﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﺗﺒﲔ ﻟﻨﺎ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﻪ ﺻﱠﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﲟﺎ ﳜﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺩﻡ ﺃﻭ ﻋﺮﻕ ﺃﻭ ﺑﻮﻝ ،ﻭﻛﻞ ﺺ ﺍﻷﺩﻟﹼﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﻴﻨﺖ ،ﻭﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﱪﻙ ﺑﻪ ﺃﻣﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺎﻳﻴﺪﻩ ﻭﻟﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻨ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺃﻣﺮﻩ ﳍﻢ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ﺷﻌﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﻳﻘﻪ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﺘﻔﻠﻪ ﰲ ﺑﺘﺮ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺘﺪﻟﻚ ﺑﻠﻌﺎﺑﻪ ﻭﳐﺎﻃﻪ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﻣﺎﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﻠﹼﻪ ﻃﺎﻫﺮ ﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺃﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ،ﻭﻷﻧﻪ ﻧﻮﺭ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻟﺪﻻﻟﺔ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﳉﺴﻢ ،ﻭﻣﺎ ﳜﺮﺝ ﻣﻨﻪ. ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻟﻜﺘﺎﰊ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﲔ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﺇ ﹼﻥ ﻣﺎ ﺳﻘﺘﻪ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺩﻟﹼﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﺣﺠﺞ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺘﱪﻙ ﲟﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﱃ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺘﱪﻙ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﲨﻴﻊ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﱪﻙ ﺑﻔﻀﻼﻢ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﻭﻭﺿﻮﺀ ﻭﻃﻌﺎﻡ ﻛﻠﹼﻪ ﺃﻣﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﺻﺤﻴﺢ ﻭﻻ ﺣﺮﺝ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺪ ﺭﺃﻯ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇ ﹼﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺳﻴﻔﺘﱳ ﻭﳝﺘﺤﻦ ﻭﳛﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﲞﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﺳﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎ ﻭﻣﻨﺼﻮﺭﺍ ،ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺇﱃ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺭﺳﻮﻻ ﻣﻨﻪ ﳜﱪﻩ ﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ،ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺃﺧﱪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﲞﱪ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﻣﺎﻻ ﻭﻗﻤﻴﺼﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﻟﻠﺸﺎﻓﻌﻲ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻋﻄﺎﻙ؟ ﻓﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ،ﻓﺎﺳﺘﻠﻢ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺧﺬ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻓﻬﻲ ﻟﻚ. 51 ﻓﺈ ﹼﻥ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﳎﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻷﻧﻬﻢ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻋﺒﻴﺪﻩ ﺍﳌﺘﻘﻮﻥ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﱪﻙ ﲟﺎ ﺃﺷﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺼ ﺢ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻤﺜﻼ ﺇ ﹼﻥ ﻃﻴﻨﺔ ﺣﻔﲑ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺗﻌﺎﰿ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﳊﺰﺍﻡ ﻭﺍﻟﱪﺹ ﻭﻛ ﹼﻞ ﺍﻷﻭﺭﺍﻡ ﻭﺍﻟﺒﺜﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺑﺎﻷﺟﺴﺎﻡ ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﲑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺪﻭﺍﺀ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ،ﻭﻫﻲ ﳎﺮﺑﺔ ﻭﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﺝ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺜﺮﺕ ﺍﳊﻤﻰ ﰲ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﲟﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﻭﺭﻫﺎ ﺣﱴ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻧﺖ ﺗﺼﺒﺢ ﻭﺑﺎﺀ ،ﻓﻄﻠﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻨﻴﺖ ﺑﻪ ﻛﺸﺎﺷﺔ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ﻟﻌﻼﺟﻬﺎ ،ﻓﻤﺎ ﺃﺧﺬ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ )ﺍﻟﻨﺎﻝ( ﻭﺗﺒﺨﺮ ﺑﻪ ﺇ ﹼﻻ ﺷﻔﻲ ﰲ ﺍﳊﲔ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﻰ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ـ ﻻ ﺗﺄﺛﲑ ﻟﻠﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺍﳌﺆﺛﺮ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﺍﷲ ،ﻓﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﺇ ﹼﻻ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻼﺋﻞ ﺣﱴ ﻗﻀﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻗﺼﺐ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺧﺰﻧﻪ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ. ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﻳﻮﻣﺎ ﺇﱃ ﻣﺮﻳﺾ ﻣﺸﻠﻮﻝ ﺃﺣﻀﺮ ﺃﻣﺎﻣﻪ ،ﻗﺎﻝ ﲞﺮﻭﻩ ﺑﻘﺼﺐ ﺍﻟﻨﺎﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ :ﻓﻤﺎ ﺃﻛﻤﻠﻬﺎ ﺣﱴ ﺾ ﻳﺴﻌﻰ ﺑﺮﺟﻠﻴﻪ ﻣﻌﺎﰱ ﻛﺄﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﺷﻲﺀ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻭﺧﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﰲ ﻟﺴﺎﻧﻪ. ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﰲ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﻃﻴﻨﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻔﻲ ﺍﻟﻌﺮﻛﻲ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻄﹼﻴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺎﰿ ﺩﺍﺀ ﺍﻟﺴﻌﺮ، ﻭﻫﻲ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺑﻨﻔﻌﻬﺎ ﺑﱪﻛﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ. ﻭﺭﻛﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﱵ ﲤﻸ ﺑﺎﳌﺎﺀ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﺷﺮﺑﺎ ﻭﲪﺎﻣﺎ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ. ﻭﻛﺬﻟﻚ )ﺩﺑﻠﻴﺒﺔ( ﻣﺴﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﺪﺭ ،ﻭﻫﻲ ﻛﺴﺮﺓ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺗﺬﺍﺏ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺗﻘﺴﻢ ﺑﺎﳉﺮﺍﺩﻝ ﺗﻌﺎﰿ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ،ﺑﻞ ﳍﺎ ﻧﻔﻊ ﻋﻈﻴﻢ ﺑﱪﻛﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﱄ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﻧﻔﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﺬﺍﺎ 52 ﺼﺎﳊﺔ ﺣﻠﹼﺖ ﺍﻟﱪﻛﺔ ﺑﻞ ﺍﻟﱪﻛﺔ ﻷﺻﺤﺎﺎ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻓﺒﺪﻋﻮﺍﻢ ﺍﻟ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺑﻠﺴ ﻤﺎ ﺷﺎﻓﻴﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺼﺪﻫﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻟﻜﻞ ﺍﳌﻼﻳﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﺑﻄﻬﻢ ﻢ ﺻﻼﺕ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﺍﶈﺒﺔ ﰲ ﺍﷲ. ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻧﺎ ﺍﳉﺎﺯﻡ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﻣﻮﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃ ﹼﻥ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ،ﻭﺃﻓﻌﺎﳍﻢ ﻻ ﺗﺄﺛﲑ ﻷﺣﺪ ﺳﻮﺍﻩ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﺗﺮﻙ ،ﺑﻞ ﻛ ﹼﻞ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻛﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﱂ ﻳﺮﺩ ﱂ ﻳﻜﻦ ،ﻓﻼ ﺭﺍﺩ ﳌﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﳌﺎ ﻳﺮﻳﺪ ،ﻓﻬﻮ ﺍﳌﻌﻄﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺎﻧﻊ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻀﺎﺭ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ،ﻭﻫﻮ ﺍﶈﻴﻲ ،ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻤﻴﺖ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ ﻭﺍﳌﺎﻧﻊ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﺳﻂ ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻘﺘﺪﺭ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﺷﺮﻳﻚ ﰲ ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﺗﺮﻙ ،ﺍﺳﺘﻘﻼﻻ ﺃﻭ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﻓﺎﳌﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﻻ ﳝﻠﻚ ﺃﺣﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﺇ ﹼﻻ ﺇﺫﺍ ﻣﻠﹼﻜﻪ ﺍﷲ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﺫﻥ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻼ ﳝﻠﻚ ﺃﺣﺪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻧﻔﻌﺎ ﻭﻻ ﺿﺮﺍ ﻭﻻ ﻣﻮﺗﺎ ﻭﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﻻ ﻧﺸﻮﺭﺍ ﺇ ﹼﻻ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ،ﻭﺑﺈﺫﻧﻪ ،ﻓﺎﻟﻜ ﹼﻞ ﻋﺒﻴﺪﻩ ﻭﲢﺖ ﻗﻬﺮﻩ ﻭﻫﻴﻤﻨﺘﻪ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﳌﻨﻔﺮﺩ ﺑﺎﳋﻠﻖ ﻭﺍﻹﳚﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻭﺍﻹﻣﺪﺍﺩ ﻓﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻭﺍﻟﻀ ﺮ ﻋﻨﺪ ﻏﲑﻩ ﳏﺪﻭﺩ ﺑﺎﻹﺫﻥ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﳌﺪﺩ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻷﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ ﰲ ﺣ ﻖ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ) :ﻭ ﹶﻻ ﺖ ﺳ ﻤ ﻌﻪ ﺍﱠﻟﺬِﻱ ﻳﺰﺍ ﹸﻝ ﻋﺒﺪِﻱ ﻳﺘ ﹶﻘ ﺮﺏِ ﺇﹶﻟ ﻲ ﺑِﺎﻟﻨﻮﺍِﻓ ِﻞ ﺣﺘﻰ ﹸﺃ ِﺣﺒﻪ ،ﹶﻓِﺈﺫﹶﺍ ﹶﺃ ﺣﺒﺒﺘﻪ ﹸﻛﻨ ﺼ ﺮ ِﺑﻪِ ،ﻭﻳ ﺪﻩ ﺍﱠﻟﺘِﻲ ﻳﺒﻄﹸﺶِ ﺑﻬﺎ( ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﰲ ﺼﺮﻩ ﺍﱠﻟﺬِﻱ ﻳﺒ ِ ﺴ ﻤﻊِ ﺑﻪِ ،ﻭﺑ ﻳ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻭﺍﻟﻀ ﺮ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ ﳏﺪﻭﺩ ﺬﺍ ﺍﳊﺪ ،ﻭﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺧﻠﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﺴﺒﺐ ﻭﺍﻟﺘﻜﺴﺐ ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﳎﺎﺯﻳﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳜﺘﻠﻔﻮﻥ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ،ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺮﻑ ﰲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﺎﺯ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻌﺪ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻟﻌﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺎﳌﺪﻟﻮﻝ ﺍﻟﻠﹼﻔﻈﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻘﺼﻮﺭﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻠﻮﻢ ﻣﻨﻌﻘﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﺎﻝ 53 ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﺘﻬﻤﻬﻢ ﲟﺎ ﻫﻢ ﺑﺮﻳﺌﻮﻥ ﻣﻨﻪ ،ﻭﺭﲟﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻠﻮﻢ ﺃﺭﺳﺦ ﻣﻨﻚ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﻟﺒﺎﺭﺋﻬﺎ ﺟ ﹼﻞ ﻭﻋﻼ ،ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺩﺣﺾ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺍﻟﱵ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺮﺍﺀ .ﻭﺻﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺟﺎﻝ ﰲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻟﺪﺣﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺇﱃ ﺣﻈﲑﺓ ﺍﳊﻖ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ﻗﻮﻟﺘﻪ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ )ﺍﻟﻠﻬ ﻢ ﺇﳝﺎﻥ ﻛﺈﳝﺎﻥ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ( ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﻧﻘﻒ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﻟﻮﻝ ﺍﻟﻠﹼﻔﻈﻲ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ )ﺍﺎﺯﻱ( ،ﻭﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﺮﺩ ﺷﺒﻪ ﻋﻠﻘﺖ ﺑﺎﳉﻨﺎﻥ ﻋﺜﺮﺕ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﻭﻧﺄﺕ ﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻛﻮﻥ ﻟﻠﺤﻖ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﻌﺎﻣﻴﺎ ﻋﻨﻪ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻨﺤﺮﻑ ﺃﻭ ﺟﻬﻼ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻭ ﻋﻨﺎﺩﺍ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭﺍ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ،ﻭﺁﺧﺮﻫﺎ ﺧﻄﲑ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻋﻘﻴﺪﺗﻪ. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﳋﺎﻣﺲ :ﺍﻹﻃﻼﻕ ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﰲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﺎﺯﻱ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺳﻨﺪ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻟﻠﻜﺴﺐ ﻭﺍﻻﻛﺘﺴﺎﺏ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: .2 ﻞ ﺷﺄﻧﻪ ،1ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺟ ﹼ א ﻭﻗﺪ ﻳﺴﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺇﺳﻨﺎﺩﺍ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ،ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ : ،3ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻋ ﺰ ﻭﺟﻞ :א א 5 4 ، ﻭﻗﺪ א ، ﻭﻗﻮﻟﻪ : א 6 . ﻳﺴﻨﺪ ﻟﻠﺠﻤﺎﺩﺍﺕ ﺇﺳﻨﺎﺩﺍ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ : 1ـ א 3 א ،א ،א ).(286 2 )(56 4 -6 5ـ ﺳﻮرة اﻷﻥﻔﺎل ،اﻵﻳﺔ ).(17 54 א א ،א ،א )(30 ).(42 א ،א )(25 ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﳌﺴﺒﺒﺎﺕ ﻫﻲ ﲢﺖ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﳌﺴﺒﺐ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺍﺧﺘﺮﺍﻋﺎ ﻭﺇﳚﺎﺩﺍ ﻭﻟﻐﲑﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻛﺴﺒﺎ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺑﺎ ﺃﻭ ﻋﻼﻣﺔ ﻭﻇﺮﻓﺎ ﳉﺮﻳﺎﻥ ﺍﳌﻘﺪﻭﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﺔ ﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﳌﻨﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻜﻞ" ﻣﺎ ﻭﺻﻠﻚ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ،ﻓﻬﻮ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻭﻣﻨﺘﻪ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺍﳋﻠﻖ ﻣﻜﺘﺴﺒﻮﻥ ﻷﻓﻌﺎﳍﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﳐﺘﺮﻋﻮﻥ ﳍﺎ ﻭﻣﻮﺟﻮﺩﻭﻥ ﳍﺎ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺴﺒﺒﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺍﳌﺴﺒﺐ ﻓﻼ ﲢﺠﺒﻨﻚ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺒﺐ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﰲ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﺜﻴﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﻦ ﱂ ﻳﺸﻜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﱂ ﻳﺸﻜﺮ ﺍﷲ(،ﻭﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻼﺣﻆ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻠﹼﻔﻈﻴﺔ ﻭﺇﻃﻼﻗﻬﺎ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ، ﻭﺍﻹﺳﻨﺎﺩﻱ ﺍﺎﺯﻱ ،ﻓﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﻳﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻫﻮ ﻟﻺﺳﻨﺎﺩ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻈﹼﺎﻫﺮﻱ ﻓﺒﺎﻟﻜﺴﺐ ﻭﺍﻻﻛﺘﺴﺎﺏ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﺎﺯﻱ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺃﻭﺳﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﺃﻭﺳﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﳌﻮﺳﻮﻋﺎﺕ ،ﻓﺎﻟﺼﺪﻭﺭ ﳍﺎ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﳍﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ،ﻟﻨﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﳌﺘﺮﺩﺩﻳﻦ ﻏﻤﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﳊﻖ ،ﺃﻭ ﺗﻐﺎﺿﻴﺎ ﻼ ِﺑـ ِﻬ ﻤﺎ ﻓﻤﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺗﻜﻔﻴﻪ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ،ﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ ،ﺃﻭ ﺟﻬ ﹰ 1 א א ، ﻓﺈﺳﻨﺎﺩ ﺍﻹﺿﻼﻝ ﺇﱃ ﻞ ﺷﺄﻧﻪ : ﺟﹼ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻋﻘﻠﻲ ،ﻭﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺣﻘﻴﻘﻲ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ،2ﻓﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳎﺎﺯﻱ א ﻭﺗﻌﺎﱃ : ﻋﻘﻠﻲ ،ﻷﻧﻪ ﺳﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋ ﺰ ﻭﺟ ﹼﻞ ﺑﺎﻟﺘﺄﺛﲑ ﻭﺯﺭﻋﻪ ﰲ ﻗﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﻧﺴﺎﺀﻩ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﻘﻴﻘﻲ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺟ ﹼﻞ ﺷﺄﻧﻪ ﺣﺎﻛﻴﺎ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،3ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ א ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﻮﻟﻪ : ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻋﻦ ﻣﻌﲎ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ 1 3ـ א א ،א ).(36 ،א ).(99 2ـ 55 א ،א ).(63 ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻒ ﻣﻊ ﻇﺎﻫﺮ ﻟﻔﻈﻪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺄﻋﻴﺎﻫﻢ ﻓﻬﻢ ﻣﺪﻟﻮﻟﻪ ﻓﺄﺗﻮﺍ ﺎﻭﻳﻼﺕ ﺳﻘﻴﻤﺔ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﰲ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ،ﻭﺇﻟﻴﻚ ﻧﺺ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺎﻣﻼ ﻋﻦ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ ) :ﻛﻨﺖ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻘﺎﻝ) :ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﺇﱐ ﺃﻋﻠﻤﻚ ﻛﻠﻤﺎﺕ ،ﺍﺣﻔﻆ ﺍﷲ ﳛﻔﻈﻚ ،ﺍﺣﻔﻆ ﺍﷲ ﲡﺪﻩ ﲡﺎﻫﻚ ،ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺖ ﻓﺎﺳﺄﻝ ﺍﷲ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻨﺖ ﻓﺎﺳﺘﻌﻦ ﺑﺎﷲ ،ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻌﻮﻙ ﺑﺸﻲﺀ ﱂ ﻳﻨﻔﻌﻮﻙ ﺇ ﹼﻻ ﺑﺸﻲﺀ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﷲ ﻟﻚ ،ﻭﺇﻥ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﻭﻙ ﺑﺸﻲﺀ ﱂ ﻳﻀﺮﻭﻙ ﺇ ﹼﻻ ﺑﺸﻲﺀ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ ،ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﻭﺟﻔﹼﺖ ﺍﻟﺼﺤﻒ( ،ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﳌﻌﲎ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﰲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﷲ ﻭﺗﻔﻮﻳﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻛﻞ ﺷﺌﻮﻧﻨﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻭﻳﺔ ،ﻷ ﹼﻥ ﺣﻔﻆ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﺄﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﰲ ﺣﻔﻈﻪ ﻟﻨﺎ ﰲ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺃﻭﻻﺩﻧﺎ ﻭﺃﻫﻠﻨﺎ ﻭﺩﻳﻨﻨﺎ ﻭﺩﻧﻴﺎﻧﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺣﻔﻈﻨﺎﻩ ﹶﻛﹶﻠﹶﺄﻧﺎ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪ، ﻭﺣﻔﻈﻨﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻬﻠﻜﺎﺕ ﰲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻭﺩﻧﻴﺎﻧﺎ. ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻭﻗﻒ ﻣﻊ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻠﹼﻔﻈﻲ ﻓﻤﻨﻊ ﺍﳋﻠﻖ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻟﻮﺍ ﺃﺣﺪﺍ ﻏﲑ ﺍﷲ ،ﺃﻭ ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﺄﺣﺪ ﻏﲑ ﺍﷲ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﻣﻌﲎ ﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ، ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻷ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﳋﺎﻃﺊ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺗ ﻌﺎ ﺭ ِ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﳌﺪﻟﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ :א ،2 ﻭﺣﻜﻰ ،1ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ : א ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﳌﹼﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻠﻘﻴﺲ ﻭﻗﻮﻣﻬﺎ ﻣﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ : ﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ،ﻗﺎﻝ ﻷﻫﻞ ﳎﻠﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﳉ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻫﻮ ِﺑﺒﻴ ِ א * א 1. א ،א 2 ).(60 56 א ،א )(95 * א ،1ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﶈﻜﻴﺔ א ﺚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ، ﻋﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﲔ ﻭﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﲢ ﹼ ﻭﺇﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﹼﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﻢ ﳝﻨﻌﻬﻢ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﳋﻠﻖ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﲣﺮﳚﻬﻢ ﻭﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻀﺎﺭﺏ ،ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﻀﻴﻖ ﻓﻬﻤﻬﻢ ﳌﺪﻟﻮﻝ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳌﻄﻬﺮﺓ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ):ﻣﻦ ﻓﺮﺝ ﻋﻦ ﻣﺆﻣﻦ ﻛﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻛﺮﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،(...ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) :ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﻷﺧﻴﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﻗ ﹰﻔﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻴﺰﺍﻧﻪ ﻓﺈﻥ ﺭﺟﺢ ﻭﺇ ﹼﻻ ﺷﻔﻌﺖ ﻟﻪ( ،ﻭﺣﺪﻳﺚ ) ﻣﻦ ﺳ ﺮ ﻣﺴﻠ ﻤﺎ( ﻭﺣﺪﻳﺚ )ﻣﻦ ﺃﻏﺎﺙ ﻣﻠﻬﻮﻓﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺛﻼﺛﺎ ﻭﺗﺴﻌﲔ ﺣﺴﻨﺔ(، ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ. ﻓﺎﳌﺆﻣﻦ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﺮﺍﺝ ﻟﻠﻜﺮﻭﺏ ،ﻭﻗﺎﺽ ﻟﻠﺤﺎﺟﺎﺕ ،ﻭﺳﺘﺎﺭ ﻟﻠﻌﻴﻮﺏ ،ﻭﺍﳌﻐﻴﺚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﻟﻜﻦ ﳌﹼﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺻ ﺢ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺳﻨﺎﺩﺍ ﳎﺎﺯﻳﺎ. ﻓﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻗﺴﻤﺎﻥ: ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ: ﻗﺴﻢ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﺇ ﹼﻻ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺟ ﹼﻞ ﻭﻋﻼ ﻛﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﳋﲑ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ،ﻭﺩﺧﻮﻝ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺟ ﹼﻞ ﻭﻋﻼ .ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﳋﱪ ﰲ ﺍﻷﺛﺮ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﺄﺟﺎﻢ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ 1 א ،א )(40 38 57 ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻷﻧﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻟﻘﺒﻮﻝ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﻣﻦ ﺍﷲ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ،ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻷﻧﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﳌﻠﻚ ﻭﺍﳌﺪﺑﺮ ﻟﻪ. ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﳊﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺟﺮﻳﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﳋﻠﻖ ﻛﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ﻭﺍﳊﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﳌﻜﺎﺗﺐ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﶈﺎﻛﻢ ،ﻓﻬﺬﻩ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﱴ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺘﻮﻗﹼﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﳊﻴﺎﰐ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻭﻭﻗﻔﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻟﻮﻟﻪ ﺍﻟﻠﹼﻔﻈﻲ ﻟﺘﻮﻗﻔﺖ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻟﻮﻗﻮﻑ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ، ـ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻬﻢ ﺧﺎﻃﺊ ﳌﺎ ﻳﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺃﺟﻠﻴﺖ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﺣﱴ ﻻ ﺗﺴﺘﺸﺮﻱ ﺍﳊﲑﺓ ،ﻭﻳﺴﺘﻌﺼﻲ ﺍﻟﺪﺍﺀ. ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺗﺒﻴﻴﻨﻪ ﻭﺇﻳﻀﺎﺣﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺗﻌﻠﻘﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ﺣﱴ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺇﱃ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺇﻃﻼﻗﻪ ﻭﻛﺸﻔﻪ ﻟﺴﻌﺔ ﺍﻟﻠﹼﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻭﺣﱴ ﻻ ﳛﺼﻞ ﺍﻟﻐﻤﻂ ﻭﺍﻟﻨﻜﻮﺹ ﻋﻦ ﺍﳊﻖ، ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﳌﻘﺘﺪﺭﻳﻦ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ،ﻭﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻭﻓﻘﻨﺎ ﺍﷲ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﳌﺎ ﳛﺒﻪ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ ..ﺁﻣﲔ. 58 اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻥﻲ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﻧﺴﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻦ ﲝﺮ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﳋﺎ ﻣﺲ :ﻣﺆﻟﹼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ 59 ]< <êÞ^nÖ]<h^fÖ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﻧﺴﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻷﺏ: ﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﺍﳊﻤﺪ ﻟﻠﹼﻪ ﺭ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻫﻮ: ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﺎﺭﺏ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺎﺩﺡ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺯﻳﺎﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ ﺍﻟﺘﻠﻤﺴﺎﱐ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻌﺪ ﺍﳋﻔﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﳋﻄﹼﺎﻑ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺩﺍﻭﻭﺩ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﻱ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻄﺎﻣﺢ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻄﺎ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﺍﺩ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﲨﻌﲔ ،ﻭﻧﻔﻌﻨﺎ ﻢ ﰲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻭﺩﻧﻴﺎﻧﺎ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻷﺏ. ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻷﻡ: ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻷﻡ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ـ ﻫﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ،ﻭﻳﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻏﻼﻡ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺎﻳﺪ ﺍﻟﺮﻛﺎﰊ ،ﰒ ﻳﻨﺤﺪﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺑﻦ 60 ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ﺑﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ .ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﺑﻨﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺷﺮﻳﻔﻲ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺘﲔ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﴰﻮﻉ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﻷﻋﻈﻢ ،ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﻬﻢ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻗﺪ ﺍﳓﺪﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ،ﻓﺎﻷﺑﻨﺎﺀ ﻫﻢ: 1ـ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. 2ـ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. 3ـ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. 4ـ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. 5ـ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳉﻴﻠﻲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. 6ـ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. 7ـ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺴﺠﺎﺩﺓ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻴﺔ ﺍﻵﻥ. 8ـ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. 9ـ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺘﻘﻲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺧﺘﺎﺭﻫﻢ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﻭﻫﻢ ﺻﻐﺎﺭ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﲨﻴﻌﺎ. ﻭﻟﻪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ـ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ،ﻭﻫ ﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺁﻣﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻓﺎﻃﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺭﻗﻴﺔ ـ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺯﻳﻨﺐ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺩﺍﺭ 61 ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﲰﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺭﺍﺑﻌﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺁﻣﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻛﻠﹼﻬﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻱ ﻭﺗﻘﻮﻯ ﻛﺎﻣﻠﲔ. ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﱄ: 1ـ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. 2ـ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. 3ـ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. 4ـ ﺍﳋﻴﻠﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳉﻴﻠﻲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. 5ـ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﳊﺎﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ،ﻭﳍﻢ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﻋﺠﻴﺒﺔ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﳝﺘﺎﺯﻭﻥ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﺍﳊﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ ﻭﺍﳌﺮﻭﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﳋﻠﻖ ﺍﳊﺴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺍﳉﻢ ،ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﳋﺎﺭﻕ ،ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪﺓ ،ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻨﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ،ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻢ ﻗﺒﺴﺎﺕ ﻣﻀﻴﺌﺔ ،ﻭﻧﺴﻤﺎﺕ ﻃﺎﻫﺮﺓ ،ﻗﺪ ﺍﻧﻔﺼﻠﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻷﻋﻈﻢ ،ﻭﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﻷﻛﱪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺸﺎﰲ ،ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻷﺳﺪ ﻳﻠﺪ ﺷﺒﻼ ،ﻭﻫﻢ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﻭﻣﺰﺍﻳﺎﻩ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻓﻬﻜﺬﺍ ﻫﻢ ﻳﺮﺷﺪﻭﻥ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺍﳊﺎﻝ ﻭﺍﳌﻘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﻳﺮﺑﻮﻢ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪﺓ ﻭﺑﺎﳊﻠﻢ. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻣﺎ ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﻓﻬ ﻦ :ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻧﻔﻴﺴﺔ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﳏﻤﺪ ـ ﱂ ﺗﻨﺠﺐ ﻟﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ـ ﺍﻟﺘﻮﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺠﺎﻝ ،ﺍﳌﺴﻚ 62 ﳏﻤﺪ ﺃﲪﺪ ﲪﺎﺩ ،ﺯﻳﻨﺐ ﻋﺠﺐ ﺍﻷﻫﻞ ،ﻭﻫﻲ ﺃﺧﺖ ﺍﳌﺴﻚ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳌﻘﺪﻡ ﳏﻤﺪ ﺃﲪﺪ ،ﻓﻘﺪ ﻛ ﻦ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﺍﳋﺼﺎﻝ ،ﻭﺃﻧﺒﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ،ﺃﲨﻞ ﺍﳌﺰﺍﻳﺎ. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻮﺟﺰﺓ ﻭﻗﻄﺮﺍﺕ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ﻣﻦ ﲝﺮ ﻋﻠﻢ ﻏﻮﺙ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻭﻫﻲ ﶈﺎﺕ ﺧﻔﻴﻔﺔ ،ﻭﺷﺬﺭﺍﺕ ﻃﻔﻴﻔﺔ ﻭﺇﺷﺮﺍﻗﺎﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﺳﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﱪﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺃﺑﹰﺎ ﻭﺃﻣﹰﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻏﺮﺱ ﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﲪﹰﺎ ﻭﺧﻠﻘﹰﺎ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﻭﺳﻠﻮﻛﹰﺎ ﻭﺃﺩﺑﹰﺎ ﻭﻋﻠﻤﹰﺎ ﻭﺣﻜﻤﺔ. ﻟﻘﺪ ﻭﺭﺙ ﻋﻦ ﺟﺪﻩ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺻﱠﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺩﺑﻪ ﻭﺻﻔﺎﺀﻩ ﻭﻣﺰﺍﻳﺎﻩ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ،ﻭﺧﺼﺎﻟﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻌﲔ ﺍﻟﺼﺎﰲ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﺣﱴ ﺍﺭﺗﻮﺕ ﺭﻭﺣﻪ ،ﻓﺎﺭﺗﻘﻰ ﻣﺮﻗﻰ ﻓﺎﻕ ﺑﻪ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﰲ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﻈﻔﺮ ﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻻﺕ ﺣﱴ ﺑﻠﻎ ﺷﺄﻭﹰﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ ،ﻭﺃﻓﺎﺽ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻠﹼﺪﻧﻴﺔ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﺪﺭﻛﺎ ﻟﻸﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﳌﻠﻜﻮﺗﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺒﻠﻪ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺃﻇﺎﻓﺮﻩ. ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺛﲏ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺤﺒﻮﻩ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ـ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻈﻮﺓ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻭﻗﺪ ﺭﺑﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﺍﳋﺼﺎﻝ ،ﻭﺃﲨﻞ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ،ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﲰﻊ ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻄﻘﻮﺍ ﰲ ﻣﻬﺪﻫﻢ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﲡﺎﻭﺯ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ .ﺳﻦ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻻﺩﺗﻪ ،ﻭﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻣﻪ ﺃﻥ ﻼ ﺻﺎﺣﺖ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﺘﺨﻠﻔﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﻟﻴ ﹰ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ،ﻓﺨﺎﻃﺒﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﳏﺮﻭﺱ ،ﻭﺃﺧﱪﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﺸﺄﺎ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ .ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻟﻘﺪ ﻓﻄﺮﻩ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ، 63 ﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﳕﺎ ﻭﺗﺮﻋﺮﻉ ﻋﺎﺭﻓﺎ ﻋﺎﳌﺎ ﻭﺳﻘﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻓﺸ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭ ﺭﺑﻪ. ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﱄ ﻣﻨﺤﻰ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻇﻬﺮ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻴﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﲝﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﳌﺪﻯ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺳﱪ ﻋﻤﻘﻪ ﻭﻏﻮﺭﻩ ،ﻭﺃﻋﺘﺮﻑ ﺑﺎﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﻷ ﹼﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻘﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻜﻤﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻧﻔﺤﺎﺗﻪ ﻭﻓﻴﻮﺿﺎﺗﻪ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﺍ ﺣﱴ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﺃﻗﻄﺎﺑﺎ ﻋﺎﺭﻓﲔ ،ﻭﻫﺪﺍﺓ ﻣﺮﺷﺪﻳﻦ ﻟﻐﲑﻫﻢ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺀﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﻋﻤﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ ،ﻭﻓﺘﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﳍﻤﻢ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﳊﻖ ،ﻭﻛﻠﹼﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺰﺍﺋﻢ ،ﻭﺃﺩﺑﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻭﺭﻛﻨﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺃﻣﻴﻂ ﺍﻟﻠﺜﺎﻡ ﻭﻟﻮ ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺃﻃﻤﻊ ﺃﻥ ﺃﺭﺯﻕ ﺍﳌﺪﺩ ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻭﻷﺑﲔ ﻭﻟﻮ ﻧﺬﺭﺍ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻋﻦ ﺃﺟﻠﹼﺔ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ،ﻭﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻭﺧﻠﹼﻔﻬﺎ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻟﻸﻣﺔ ،ﻓﺠﺰﺍﻩ ﺍﷲ ﻋﻦ ﻣﺮﻳﺪﻳﻪ ﻭﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ،ﻭﻋﻦ ﺃﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺧﲑﺍ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺻﺤﺎ ﳋﻠﻘﻪ، ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻣﻊ ﺭﺑﻪ ،ﻻ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﰲ ﺍﳊﻖ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ ،ﺭﺣﻴﻤﺎ ﻭﺩﻭﺩﺍ ﻟﻴﻦ ﺍﳉﺎﻧﺐ، ﻛﺮﳝﺎ ﻣﻌﻄﺎﺀﺍ ،ﻳﻨﻔﻖ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ﻛﺈﻧﻔﺎﻗﻪ ﻟﻠﻮﺋﺎﻡ. ﻛﺎﻥ ﻭﺭﻋﺎ ﺯﺍﻫﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﳊﻼﻝ ،ﱂ ﻳﺮﻛﻦ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﺑﻞ ﻃﻠﹼﻘﻬﺎ ﻃﻼﻗﺎ ﺑﺎﺗﺎ ،ﺑﻞ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻧﻌﻴﻤﻪ ﻛﺪﺧﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺟﻌﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻠﹼﻬﺎ ﷲ ﻭﰲ ﺍﷲ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﺍ ﻭﻧﻔﻌﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ. 64 ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺓ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﻭﺩ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳚﻠﺲ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﳏﻤﺪ ﺷﺮﻳﻒ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﺳﻨﻪ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺗﺼﻐﺮ ﻋﻦ ﺳﻦ ﺍﳊﻠﻢ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﺧﺬ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻳﻄﻴﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﺇﱃ ﺣﺪﺓ ﻧﻈﺮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﳏﻤﺪ ﺷﺮﻳﻒ ﻭﲢﺪﻳﻘﻪ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﻣﺎﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺠﺒﻚ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ،ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻠﺤﻈﻪ ﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﳊﺎﺩ؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ :ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﲤﻸ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺴﻢ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺟﺴﻤﻪ ﻛﻠﹼﻪ ﻧﻮﺭ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﻧﻌﻢ ،ﻟﻜﻨﻪ ﳏﺮﻭﺱ ﻻ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﺑﻪ ،ﰒ ﺻﺎﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺰﻭﺟﺘﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻛﺎﺑﻴﺔ ،ﻳﺎ ﻓﻼﻧﺔ ﻳﺎ ﻓﻼﻧﺔ ﺗﻌﺎﱄ ﺳﻠﹼﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﺘﻚ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺃ ﹼﻥ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﻛﺎﺑﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺣﻔﻴﺪﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻏﻼﻡ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺎﻳﺪ ﺍﻟﺮﻛﺎﰊ ﻭﻫﻮ ﺷﺮﻳﻒ ﺍﻷﺻﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺎﻝ ﳍﺎ :ﻭﺍﷲ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻠﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﺘﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻵﻥ ﻫﻲ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﺳﺎﺭﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﺎﻭﺻﻠﻮﻫﺎ ،ﻭﻫﻮ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﺼﻞ ﺳ ﻦ ﺍﳊﻠﻢ. ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﺎﺭﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻧﺴﺒﻪ ﺇﱃ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ،ﻭﻛﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺐ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﱃ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻭﻟﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﻭﺩ ﴰﺒﻠﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻊ ﺟﻮﺍﺭ ﺳﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻃﻊ ﰲ ﺭﺟﺐ 1284ﻫـ ،ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ 1864ﻡ ،ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭ ﺭﺑﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﺎﻡ 1960ﻡ. ﻛﺎﻥ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﺎﺭﺏ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﻜﹼﺔ ﺍﳌﻜﺮﻣﺔ ﺑﺎﳉﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﺷﺮﻳﻔﺎ ﻣﻦ ﺃﺷﺮﺍﻑ ﻣﻜﺔ، 65 ﻋﺎﳌﺎ ﺗﻘﻴﺎ ﻭﺭﻋﺎ ،ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﳊﻤﻞ ﺃﻣﲑ ﻣﻜﺔ ﻟﻪ ﻗﺴﺮﺍ ﻟﺘﻮﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﺎﺭﺏ ﺯﺍﻫﺪﺍ ﻓﻴﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﻬﺮﺏ ﺇﱃ ﺑ ﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﰊ ﺣﺮﺍﺯ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﺎﻟﻮﱄ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻏﻮﺙ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻟﻠﻜﻤﺎﻻﺕ ،ﻣﺮﰊ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩﻓﻊ ﺍﷲ ﺍﳌﺼﻮﺑﻦ، ﻓﺄﺣﺴﻦ ﻗﺮﺍﻩ ،ﻭﺃﻛﺮﻡ ﻧﺰﻟﻪ ،ﻓﺰﻭﺟﻪ ﻣﺮﱘ ﺑﻨﺖ ﺟﻠﻮﻙ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺻﺎﳊﺔ ﻷﺎ ﳌﹼﺎ ﺃﺑﺼﺮﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﺎﺭﺏ ﻭﻫﻲ ﳑﺴﻜﺔ ﺑﻠﻮﺡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﲟﺴﺠﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩﻓﻊ ﺍﷲ ﺍﳌﺼﻮﺑﻦ ﻀﺖ ﻭﺯﻏﺮﺩﺕ ﻭﻗﺎﻟﺖ) :ﻋﺮﻳﺴﻲ ﺟﺎ ـ ﻋﺮﻳﺴﻲ ﺟﺎ( ،ﻓﻮﻟﺪﺕ ﻟﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﺼﻼﺣﻪ ﻭﻛﻤﺎﻟﻪ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺎﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻗﺼﲑﺓ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺇﱃ ﻣﻮﻃﻨﻪ ﺑﺎﳉﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻗﻄﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﺎﺭﺏ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﻨﺎﺭ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ،ﻓﺘﺮﰉ ﺍﺑﻨﻪ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﰲ ﻛﻨﻔﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﺇﱃ ﻣﻮﻃﻨﻪ ﺑﺎﳉﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻮﻟﺪﻥ ﻟﻪ ﲬﺴﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ،ﻭﺍﳊﺎﺝ ﻋﻤﺮ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳊﺎﻓﻆ ،ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﻭﳍﻢ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﻋﻈﻴﻤﺔ. ﺗﺰﻭﺝ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﻭﺩ ﴰﺒﻴﻠﻲ ﻭﺃﳒﺐ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ ﺑﻪ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻊ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﲟﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﻞ. ﰒ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﻭﺩ ﺃﺑﻮ ﺁﻣﻨﺔ ،ﰒ ﺍﻟﱪﺍﻗﻨﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﹼﺮ ﺑﻪ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺃﺧﲑﺍ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﻜﻨﻴﺒﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺫﺍﻉ ﺻﻴﺘﻬﺎ ،ﻭﺍﻧﺒﺜﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻭﻧﻔﺤﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻄﻌﺖ ﺃﻧﻮﺍﺭﻩ ﺣﱴ ﺻﺎﺭﺕ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﺷﻌﺎﻋﻬﺎ ﺗﻮﻫﺠﺎ ،ﻭﻛﺎﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﻧﻮﺭﻩ ﻭﺎﺋﻪ 66 ﻭﲨﺎﻟﻪ ،ﻓﺄﺿﺎﺀﺕ ﺑﺼﺎﺋﺮ ﻣﺮﻳﺪﻳﻪ ﻓﻌﺮﻓﻮﺍ ﺍﳊ ﻖ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑﻪ ،ﰒ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺛﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺼﺤﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺇﱃ ﻣﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﺤﺎﺯﻭﺍ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ،ﻭﺍﻋﺘﻠﻮﺍ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ،ﻓﺘﺮﺑﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﺃﻗﻄﺎﺑﺎ ﻣﺮﺷﺪﻳﻦ، ﻭﺃﻋﻼﻣﺎ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻭﻫﺪﺍﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳌﻨﻬﺞ ﺍﷲ ،ﻭﺃﻃﺒﺎﺀ ﻟﻠﻘﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﻏﻮﺍﺋﻠﻬﺎ ،ﻳﺴﻮﺳﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔ ،ﻭﻳﻌﺎﳉﻮﻢ ﺑﺎﻟﻔﻄﻨﺔ ،ﻭﻳﺮﺷﺪﻭﻢ ﺑﻠﺤﻆ ﺍﳊﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ. ﻧﺸﺄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻧﺸﺄﺓ ﺗﻘﻮﻯ ﻭﻋﻔﺔ ﻭﻃﻬﺮ ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮﻩ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﺣﻔﻈﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﻤﺮ ﰒ ﲟﺴﺠﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﲪﺪ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺑﺄﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﺣﻔﻈﺎ ﻭﲡﻮﻳﺪﺍ ﻭﺣﻘﻘﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺩ ﻋﻴﺪ ،ﻛﻤﺎ ﺩﺭﺱ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺴﲑﺓ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﲔ ﺑﺎﳊﺬﻕ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻭﺩ ﺑﺪﻱ ﺍﳊﻼﻭﻱ ،ﻭﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﳏﻤﺪ ﻭﺩﻱ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺑﺄﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺩ ﺑﻘﻮﻱ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﺎﺩ ﺍﷲ ﻭﺩ ﺍﻟﻨﺬﻳﺮ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺩ ﺃﻡ ﻣﺮﻳﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﺃﻗﻄﺎﺏ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺑﺎﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﺄﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﲝﺮﺍ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ،ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﻠﺖ :ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺍﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺣﻔﻆ ﻣﺘﻮﺎ ﻭﺣﺎﺯ ﻓﻨﻮﺎ ،ﻭﺣﺬﻕ ﺷﺮﻭﺣﻬﺎ ﻭﺣﻮﺍﺷﻴﻬﺎ ،ﻭﺃﺩﺭﻙ ﻏﻮﺍﻣﻀﻬﺎ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ ﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺣﺴﻪ ﻭﺣﺪﺳﻪ ﺷﻲﺀ ،ﰒ ﺃﺗﺘﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻭﺍﳌﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻷﻛﱪ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻷﻋﻈﻢ ،ﻭﻭﺭﺍﺛﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻓﺼﺎﺭ ﺃﻭﺣﺪ ﺯﻣﺎﻧﻪ ،ﻭﻏﻮﺙ ﻋﺮﻓﺎﻧﻪ ﻓﻠﻢ ﳛﺪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ،ﻗﻴﺪ ﺃﳕﻠﺔ ﻗﻮﻻ ﺃﻭﻓﻌﻼ ﺃﺩﺑﺎ ﻭﺳﻠﻮﻛﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺮﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ 67 ﰲ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ﰲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺳﻠﻮﻛﻪ ،ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻻ ﺣﻘﺎ ،ﻭﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﺇﻻ ﺻﺪﻗﺎ ،ﺗﻨﺴﺎﺏ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻧﺜﺮﺍ ﻭﺷﻌﺮﺍ ،ﻓﺘﻨﻌﺶ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﳊﺎﺿﺮﺓ ﻓﺘﻤﺤﻮ ﻋﻨﻬﺎ ﻇﻼﻣﻬﺎ ،ﻭﺗﺰﻳﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭﻫﺎﻣﻬﺎ ﻓﻴﻐﺪﻭ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻋﺎﺭﻓﺎ ﺑﺎﷲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﺎﺋﺒﺎ ﻋﻦ ﺍﷲ. ﺇﻥ ﺍﳌﺘﺄﻣﻞ ﻟﺴﲑﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻭﺃﺩﺑﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﻭﻭﺭﻋﻪ ﻭﺯﻫﺪﻩ ﻭﺳﺨﺎﺋﻪ ﻭﲰﺎﺣﺔ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﺇﻋﺮﺍﺿﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﳚﺪ ﻟﻪ ﻣﺜﻴﻼ ﺇ ﹼﻻ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ،ﻭﻣﺸﺎﻳﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻭﺻﺪﻕ ﺣﲔ ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ) :ﻟﻮ ﺣﻀﺮ ﺯﻣﻨﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻟﺘﻌﺒﻮﺍ ﻣﺜﻞ ﺗﻌﺒﻨﺎ(، ﻭﺃﻇﻨﻪ ـ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ـ ﻳﻌﲏ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﳍﺒﻮﻁ ﺍﳍﻤﻢ ،ﻭﻋﻤﻖ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ،ﻭﺗﺮﺩﻱ ﺍﻷﺧﻼﻕ ،ﻭﺍﳓﻄﺎﻁ ﺍﻟﻌﺰﺍﺋﻢ ،ﻭﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﰲ ﻧﻈﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻳــﺎ ﻋﻠﻤــﺎ ﻳــﺎ ﺭﻭﺍﺕ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺛﻼﺙ ﻋﺘﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻟـﻪ ﺇﺷﺎﺭﺗــﻪ ﺟـﺎﺕ ﻓﻴـﻬﺎ ﺷﻴﺨﻲ ﺍﳋﺎﺭﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻓﻤﺎ ﻟﺒﺚ ﺃﻥ ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻧﻔﺮﺓ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﳉﻤﻴﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﻟﻨﺼﺮﺓ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻭﻃﺮﺩ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺒﺸﺮ ﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﲑﺍ ﻷﻧﻬﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﺇﺻﻼﺡ ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﳌﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺩﻭﺭ ﺑﺎﺭﺯ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻟﻠﺠﻴﻮﺵ ،ﻭﺗﺪﺑﲑﺍ ﻟﻠﺨﻄﻂ، ﻓﺄﺑﻠﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻼﺀ ﺣﺴﻨﺎ ،ﻓﻤﻦ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻨﺎﺻﺮﺓ ﻣﻦ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻭﺩ ﺑﺪﺭ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﻨﻪ ﳉﻤﻴﻊ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺑﺎﻹﺷﺘﺮﺍﻙ ﰲ ﻓﺘﺢ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﻄﹼﺎﻫﺮ "ﺩﻑ ﺍﳊﻠﺒﺔ" ،ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻛﺄﺧﻮﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﻤﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺋﺦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﺍﻟﻌﺐﺀ ﺍﻷﻛﱪ ﰲ ﻣﻨﺎﺻﺮﺓ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﻭﺑﺴﻂ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ ،ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻹﳍﻲ ﺩﺳﺘﻮﺭﺍ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺁﻧﺬﺍﻙ. 68 ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﹼﻤﺴﺎﺕ ﺍﳋﻔﻴﻔﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﻲ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﺃﻥ ﺃﺳﺮﺩ ﻗﺪﺭﺍ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻐﻴﱵ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﳉﻴﻮﺵ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ ،ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﰲ ﻣﻨﺎﺻﺮﺗﻪ ،ﻭﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻟﺘﻌﻀﻴﺪﻩ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺒﲔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻲ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺸﻮﺭﻱ ﻹﳒﺎﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺬﻛﺮﻩ ﺃ ﹼﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ ﺇﱃ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﻓﺘﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﻮﰲ ،ﻭﻗ ﹼﻞ ﺩﻭﺭﻩ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻲ ﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺃﻫﻠﻪ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ )ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻭﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ( ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻹﺭﺳﺎﺀ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ. ﻓﻠﻤﺎ ﺁﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﺍﳓﺴﺮ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﻧﺸﻂ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﺑﺪﺃﺕ ﰲ ﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ﻭﺍﻻﺯﺩﻳﺎﺩ ،ﻭﺍﻟﺘﻒ ﺣﻮﻝ ﺷﻴﻮﺧﻬﺎ ﺍﳌﺮﻳﺪﻭﻥ ﻭﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ،ﻓﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﺷﻴﺦ ﳚﺘﻬﺪ ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻭﻣﺮﻳﺪﻳﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﺗﺴﻠﻴﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺘﻘﻮﱘ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﺭﻭﺣﻴﺎ ﻟﺘﺰﻛﻮﺍ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ،ﻭﲢﻴﺎ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ،ﻭﺗﻌﻠﻮﺍ ﳘﻤﻬﻢ ﺇﱃ ﻣﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ،ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺷﻌﺮﺍ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ: ﻓــﺮﺩ ﺃﻣــﲔ ﻛﺸــﻴﻔﻨﺎ ﻏـﻮﺙ ﺍﳊـﻀﺮﺗﲔ ﺍﻟﻜـﺎﻣﻼ ﻗــﻢ ﻳﺎ ﻣـﻌﲔ ﺗــﻮﻕ ﰲ ﺍﻟﺜــﺒﻮﺕ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﺮﻃــﲔ ﺍﻟــﻤﻮﺝ ﺭﺳــــــﺎ ﻭﴰـــﻚ ﺗﺒـــــﲔ 69 ﻧﻌﻢ ،ﺇ ﹼﻥ ﴰﻮﺱ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻗﺪ ﺃﻓﻠﺖ ،ﻭﻗﻞ ﺷﻌﺎﻋﻬﺎ ،ﻓﻈﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﺄﺣﻴﺎﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺪﺭﺍﺳﻬﺎ ﻭﺍﻧﻜﻤﺎﺷﻬﺎ ،ﻭﺃﻋﺎﺩ ﳍﺎ ﻗﻮﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻄﻤﺎﺱ ﺷﻌﺎﻋﻬﺎ ،ﻭﺃﺷﺮﻕ ﻓﺠﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﺻﻔﺮﺍﺭﻩ ،ﻓﺄﻋﺎﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﻮﺗﻪ، ﻭﺃﺟﻠﻰ ﻇﻼﻣﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻓﻮﻟﻪ ،ﻭﻓﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﺪﻭﳍﺎ ،ﻓﺴﻄﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻮﺍﺭﻩ، ﻓﻬﻢ ﰲ ﺍﷲ ﳏﺒﻮﻩ ﻭﻣﺮﻳﺪﻭﻩ ،ﻭﺻﺎﺣﻮﺍ ﺑﺄﻧﻮﺍﺭﻩ ﺳﺮﻩ ،ﻭﺍﺭﺗﻮﻭﺍ ﻣﻦ ﲝﺎﺭﻩ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﻋﺮﻓﺎﻥ ﻭﴰﻮﺱ ﺃﻧﻮﺍﺭ. ﺳﺎﻓﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﺄﺷﺒﺎﺣﻬﻢ ﻓﺄﻭﺻﻠﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺑﺄﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ،ﻋﺮﻓﻮﺍﻋﻨﻪ ﺍﳊﻖ ﻓﻔﺎﺿﺖ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﺃﻧﻮﺍﺭ ،ﻓﺄﺭﺷﺪﻭﺍ ﺍﳋﻠﻖ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﳊﻖ ،ﻗﺎﻝ ﺷﺎﻋﺮﻫﻢ: ﺭﻭﺣــﻲ ﻭﺭﺡ ﺇﺧـــﻮﺍﱐ ﻣﻜﺎﺷــﻔﻲ ﺭﺑـﺎﻧـــﻲ ﻟﺒــﺲ ﻟﺘﺠﻴﺎﻧــــــﻲ ﰲ ﺍﳊــﻀﺮﺓ ﻳــﻄـﺮﺍﱐ ﻣﻜــﺎﺷﻔﻲ ﱄ ﺭﺑـــﻲ ﺟﺒــﺪ ﺍﻟﺴــﺮﺩﻳﺐ ﻋـﺐ ﺇﱃ ﺣﻀــــﺮﺓ ﺍﳌﻨﺒـــﺎ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﻟﺒﺘﺤــــــﺐ ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ: ﻭﺍﻟﻌـﻘﺪ ﺍﻟﻐــﲑ ﻧﻴــــﺎ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﳊﻴــــــﺎﺀ ﳌﻘــــــﺎﻡ ﺍﳌﺮﺿﻴــﺎ ﻛﻢ ﻗﻄـــﻌﻮﺍ ﺍﻟﻔﻴــﺎﻓﻴﺎ ﻭﺍﳉـﻮﻑ ﺍﻟﻐﻴـﺮ ﺩﻏــﲔ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴــــــﻦ ﺍﻷﺣﻴـﻮ ﺑﻴــﻮﺕ ﺍﻟﺪﻳــﻦ ﺩﻳـﻞ ﺍﻷﺗﻘـﻴﺎ ﺍﳉﻴـﺪﻳـﻦ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﰲ ﺍﻟﻼﹼﻫﻮﺕ ﻛﻢ ﺳﺎﻕ ﻧﺎﺳـﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﻠـﻜﻮﺕ ﺇﱃ ﺍﳉﺒـﺮﻭﺕ ﰲ ﻋﺼﺮﻩ ﺍﻵﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﻮﺕ ﺍﻟﻔﻮﺕ ﻧﺎﻇﺮ ﺟـﻮﻫﺮ ﺍﻟﻴﺎﻗـــﻮﺕ 70 ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻛﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﰲ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﳌﻌﺮﰲ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ) :ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ( ﺗﻌﻠﻴﻤﺎ ﻭﺬﻳﺒﺎ ﻭﺳﻠﻮﻛﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻗﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻣﻨﺬ ﺟﻠﻮﺳﻪ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ. ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ: ﳚﻠﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺸﺮﻭﺣﻬﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﳐﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ ،ﻓﻴﺼﻐﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﳌﺮﻳﺪﻭﻥ ﻭﺍﶈﺒﻮﻥ ،ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮﻳﻦ. ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ: ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻳﻘﻮﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﲟﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﺘﺪﺭﻳﺲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺸﺮﻭﺣﻪ ﺍﳌﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﻛﺘﻔﺴﲑ ﺍﳉﻼﻟﲔ ،ﻭﺗﻔﺴﲑ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻟﻠﻘﻄﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺣﻘﻲ ،ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ. ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ: ﻭﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎﻡ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﲟﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻟﺬﻟﻚ. ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻳﺎﻡ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺭﲪﺔ ﻭﺃﻋﻴﺎﺩ ﻧﻌﻤﺔ ،ﻭﻧﻔﺤﺎﺕ ﲤﻄﺮ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﶈﺒﲔ ﺑﺎﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻛﻌﺒﺔ ﳏﺠﻮﺑﺔ ﻳﺆﻣﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺞ ﻭﺻﻮﺏ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﳛﻤﻞ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻷﺯﻫﺮﻳﺔ ﻭﺑﻌﻀﻪ ﻗﺪ ﺗﻠﻘﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻻ ﻳﻘ ﹼﻞ ﰲ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﻢ ﺑﺸﻬﺎﺩﺍﻢ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ـ 71 ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻳﻜﺮﻣﻬﻢ ﻭﳛﹼﻠﻬﻢ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻻﻟﺘﻔﺎﻑ ﺣﻮﳍﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﱃ ﺣﻠﻘﺎﻢ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺩ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ،ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺑﻠﻘﺐ )ﺇﻛﻠﻴﻞ( ،ﻋﺎﱂ ﺷﺎﺷﻴﻨﺎ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﺧﻠﻘﺎ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺛﻘﺎﺓ ﲝﺒﺎﺀ ،ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺧﺮﻳﺞ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﻛﺜﲑ. ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺯﺍﺭﻭﻩ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺾ ﺷﻴﻮﺧﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ،ﻛﺎﻟﻌﻼﹼﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻜﻴﺎﰊ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺧﺮﻳﺞ ﻣﻌﻬﺪ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻭﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲣ ﺮﺟﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺃﺩﻫﻢ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ،ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻷﺩﳘﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻣﲔ ﺧﻀﺮ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﲣﺮﺝ ﻋﺎﻡ ،1946ﻭﻧﺎﻝ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﲣﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﻬﺪ ،ﻭﻛﻼﳘﺎ ﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. ﻓﻘﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ـ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﳎﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺗﻘﻴﺎ ﺻﺎﳊﺎ ،ﻋﺎﻣﻼ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﻗﺪ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ) :ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺳﺄﻟﲏ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ـ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﻔﺴﲑﻩ ﻭﺗﺪﺭﺳﻪ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ؟؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﺗﻔﺴﲑ ﺍﳋﺎﺯﻥ ،ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇﻧﻪ ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺎﺕ .ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻧﻌﻢ(. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﹼﻴﺐ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ. ﺃﻣﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﳋﻀﺮ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻜﻔﻮﻑ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﺄﻡ ﺿﺒﺎﻥ ،ﻭﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ 72 ﻓﺄﻛﺮﻣﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻏﺮﺽ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻰ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﱰﻟﻪ ﺑﻜﻮﺳﱵ ،ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﻭﺟﻬﺎ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇ ﹼﻻ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻼﺋﻞ ﻭﻗﺪ ﺃ ﹼﰎ ﺍﷲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻌﻲ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﱰﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﰎ ﺑﻨﺎﺀﻩ ﺑﱪﻛﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﻘﺪ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﳜﱪﱐ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﺃﻭ ﲰﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺪﺭﻳﺴﻪ ﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻛﻨﺖ ﺃﺩﺭﺱ ﺳﻮﺭﺓ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﺍﳌﻠﻚ ﰲ ﳎﻠﺴﻪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ 1 א א ﻭﺻﻠﺖ ﺇﱃ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻵﻳﺔ ﺧﻄﺮ ﺑﺬﻫﲏ ﺃ ﹼﻥ ﳍﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺛﻼﺙ ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ،ﻓﻬﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ؟؟ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﳊﺼﺔ ﻭﳓﻦ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺩﺍﺋﻤﺎ ،ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺇ ﹼﻥ ﳍﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺳﺒﻊ ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺛﻼﺙ ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ،ﻓﻘﺮﺃﻫﺎ ﺑﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻭﺗﺴﻬﻴﻠﻬﺎ ،ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺣﺎﻃﺔ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺧﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،ﻭﺃﻧﻪ ﲝﺮ ﻻ ﳚﺎﺭﻯ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ. ﻭﰲ ﺁﻥ ﺁﺧﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﺼﺔ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ،ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻒ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻨﺪ ﻛﻠﻤﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺍﳌﻌﲎ ،ﻷﻥ ﺑﻌﺾ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﲢﺘﺎﺝ ﻟﻮﻗﻔﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻹﺟﻼﺀ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻭﻗﻒ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪ 2 ﻓﻘﺎﻝ :ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﺍﻷﺏ؟ ﻟﻌﻤﺮﻱ ﺇﻧﻪ ﻟﻠﺘﻜﻠﻒ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ : ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻤﺮ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺭﺿﻲ 1 א ،א 2ـ ).(16 73 ،א )(31 ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻃﺮﻳﺎ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﻐﲑﻩ. ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﺡ ﻭﺍﻹﻳﻀﺎﺡ ﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ،ﻭﺫﻛﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ ﺑﻼﻏﻴﺔ .ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﻌﺮﻓﺎ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ، ﻓﻠﻢ ﳜﺎﻃﺒﲏ ،ﺑﻞ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺍﳊﺼﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻭﳓﻦ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﺎﻃﺒﲏ ﺑﻘﻮﻟﻪ :ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺃﻋﺪ ﻋﻠ ﻲ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻓﺄﻋﺪﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ :ﺃﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺟﻪ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ،ﰒ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ، ﻭﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻔﻨﺪﺍ ﺃﻭﺟﻬﻬﺎ ،ﻭﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺎ ،ﻭﺃﲰﺎﺀ ﻣﺆﻟﻔﻴﻬﺎ ،ﻓﺬﻛﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻭﺟﻬﺎ ،ﻓﻌﺠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺑﻴﺎﻧﻪ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﻠﹼﻐﺔ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺠﺐ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﻣﻌﻲ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻭﺍﷲ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ،ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﺯﻫﺮ ،ﺑﻞ ﳉﻠﺴﺖ ﻣﻌﻚ ،ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻋﻨﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ. ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﻭﺩ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ :ﺍﻧﻘﻞ ﱄ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺮﺩﺓ ،ﻓﺬﻫﺐ ﻭﺩ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻧﻘﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻦ ﺭﺩﺓ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ،ﰒ ﺃﺗﻰ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻭﺟﺪﻩ ﻗﺪ ﺗﻮﺿﺄ ﻟﺼﻼﺓ ﺕ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻣﲏ؟ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﺣﻀﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﰲ ﻭﺭﻗﺘﻚ ﻓﻄﺄﻃﺄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺃﺳﻪ ،ﻭﻭﺩ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ﺴ ﹰﻜﺎ ﺑﻮﺭﻗﺘ ِﻪ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻘﺮﺃ ﻏﻴﺒﺎ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﺑﺎﻟﻮﺭﻗﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺩ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ﻭﺍﻗﻒ ﻣـ ﻤ ِ ﻳﻨﻈﺮ ﳌﺎ ﻳﻘﺮﺃﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻴﺪﻩ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﰎ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺗﺴﻤﻴﻌﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﻭﺩ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ﳑﺎ ﳜﺺ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ. 74 ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻜﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺩ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻫﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﻷﻧﻈﺮ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺄﻃﺒﻖ ﻭﺩ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ،ﻭﱂ ﻳﺴﻠﹼﻤﻬﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻧﺖ ﲰﻌﺖ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﳊﺮﻭﻑ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﺯﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﰲ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻚ ،ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺄﻭﺭﺍﻗﻪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳ ﺪﻝﱡ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﺍﺭﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺇﺣﺎﻃﺘﻪ ﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻗﻴﻞ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻟﻒ ﻫﺎﺷﻢ ﺍﳌﻮﺭﻳﺘﺎﱐ ﺑﻌﺪ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﳊ ﺞ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻗﺪ ﻃﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﳑﺘﺤﻨﺎ ﻟﺸﻴﻮﺧﻬﺎ ﰲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﻜ ﹼﻞ ﻣﺴﻴﺪ ﻣ ﺮ ﺑﻪ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻮﺣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ ﻟﻴﻨﻈﺮﻫﺎ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻣﺂﺧﺬ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻭﻏﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺜﻠﻪ ﻗﻮﺓ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﺣﱴ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﻟﻮﺣﺎ ﻭﻳﺼﺤﺤﻪ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﺃﺋﺘﻮﱐ ﺑﻠﻮﺡ ،ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﻠﹼﻮﺡ ﻓﺒﺪﺃ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﻨﻘﻂ ﺃﻭﻻ ،ﰒ ﺃﻋﻘﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺘﺤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﺴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ،ﰒ ﺑﺪﺃ ﺑﺮﺳﻢ ﺍﳊﺮﻭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺧﺎﺭﻗﺔ ،ﻭﻛﻞ ﺣﺮﻑ ﻳﻀﻌﻪ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺭﺳﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ،ﻓﻬﻨﺎ ﺍﻋﺘﺮﻯ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻟﻒ ﻫﺎﺷﻢ ،ﻭﻏﻤﺮﻩ ﲤﺎﻣﺎ ،ﰒ ﻧﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﻠﹼﻮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺒﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮﻩ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺩﻫﺸﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻮﺭﻳﺘﺎﱐ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻪ ﺃﺣﺪ ،ﻭﻗﺎﻝ :ﻗﺪ ﺣﻀﺮﺕ ﻭﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺨﺮ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻤﻌﺮﻓﱵ ،ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻣﺘﺤﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﲔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺪ ﺍﻣﺘﺤﻨﺖ. ﻓﻬﻨﺎ ﻭﻗﻒ ﺣﺼﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻮﺭﻳﺘﺎﱐ ﺣﻴﺚ ﻭﺿﻊ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﻔﺘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﺑﺎﻥ ﻋﺠﺰﻩ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻠﻮﺡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﻘﺪ ﺭﺟﻊ ﻣﺎﺩﺣﺎ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﲝﺮ ﻻ ﳚﺎﺭﻯ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ. 75 ﻭﻗﺪ ﺯﺭﺕ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺃﻟﱵ ﻗﺮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﺴﻴﺪ ،ﻭﻗﺪ ﺣﻠﻠﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﲟﻌﻬﺪ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺍﳌﻌﻬﺪ ،ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﳌﻌﻬﺪ ﺃﻥ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﻠﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻛﻢ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻱ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﻬﺖ ﻟﻪ ﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﲝﺮﻛﺔ ﻣﺜﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻣﺎ ﲪﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻗﻴﺎﻡ ﻧﻔﺤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﱵ ﻃﻐﺖ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺤﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﻒ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺑﺮﻛﺘﻪ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﺀ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻃﻼﹼﺑﻪ ﺑﺎﳌﻌﻬﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﻀﻴﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﺎﳌﻌﻬﺪ ،ﻭﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﺆﺍﹰﻟﺎ ﻓﻠﻪ ﺫﻟﻚ. ﻼ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻄﹼﻼﺏ ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﻭﻓﻌ ﹰ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ،ﻓﺘﻨﺎﻭﳍﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺎﺭﺿﺎ ﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ،ﻣﺘﻨﺎﻭﻻ ﺃﺻﻮﻝ ﻛﻞ ﻣﺬﻫﺐ ﳜﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﻭﺟﺰﺋﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻛﻞ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ :ﻣﺜﻼ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ :ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ .ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ :ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﺎﻟﻚ ﻛﺬﺍ ﻭﺳﺤﻨﻮﻥ ﻭﺃﺷﻬﺐ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻓﻴﻮﺭﺩ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻛ ﹼﻞ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﺛﲏ ﻋﺸﺮ ﺭﺃﻳﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ،ﻭﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻨﻈﺮ ﳌﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻨﺎ ﻛﺄ ﹼﻥ ﻏﻴﺜﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺪ ﻫﻄﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﺄﻛﱪ ﻃﻼﺏ ﺍﳌﻌﻬﺪ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﹼﻟﺬﻱ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻠﺘﻨﺎ ﻣﻨﻪ. ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻳﻬﺘﻢ ﺩﺍﺋ ﻤﺎ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﻳﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﱴ ﰲ ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﳌﻮﲰﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﳛﻀﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻣﻌﻪ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻌﻠﻢ ﺣﺠﻢ ﺍﳉﻬﻞ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﲟﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ، ﻓﻜﺎﻥ ﺣﺮﻳﺼﹰﺎ ﻛ ﹼﻞ ﺍﳊﺮﺹ ﰲ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻠﻮﻡ 76 ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺷﻨﺪﻱ ﻓﺪﺭﺳﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﰒ ﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺰﻣﻞ ،ﰒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﰒ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺑﻠﻘﺐ )ﺇﻛﻠﻴﻞ( ﻟﻴﻌﻠﻤﻬﻢ ﳐﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﲜﻮﺍﻫﺮ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻒ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ،ﻭﻣﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﰊ ،ﻭﻓﻌﻼ ﺍﻟﺘ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﻗﺪ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﳐﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ ﺣﻔﻈﺎ ﳌﺘﻨﻪ ﰲ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ. ﻭﻋﻨﺪ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻟﺴﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺷﺮﻭﻉ ﺷﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮ ،ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺒﻀﻪ ﻣﻦ ﺃﺫﻧﻪ :ﺍﻗﺮﺃﻭﺍ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮ ﺑﺎﻟﻠﹼﻮﺡ ﺣﻔﻈﺎ ،ﻓﺈﻧﻲ ﻗﺪ ﺣﻔﻈﺘﻪ ﺑﺎﻟﻠﹼﻮﺡ ﻫﻜﺬﺍ. ﻗﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﻗﺮﺃ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺍﻣﻨﻌﻮﺍ ﻋﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻋﻠ ﻲ ﺷﻬﺮﹰﺍ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ﻷﺭﺟﺰ ﻟﻜﻢ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮ ﺭﺟﺰﹰﺍ ،ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ،ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ،ﻭﺩﻭﻥ ﺇﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ،ﻗﺎﻝ :ﺍﻣﻨﻌﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻋﻠ ﻲ ﻧﺼﻒ ﺷﻬﺮ ﻷﺭﺟﺰ ﻟﻜﻢ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮ ﻛﻠﹼﻪ :ﻗﺎﻟﻮﺍ :ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ. ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﳏﻤﻮﺩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺃﻟﻒ ﻫﺎﺷﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺍﺟﻌﺎ ﻟﺒﻠﺪﻩ ﻗﺪ ﻣ ﺮ ﺑﺄﻡ ﻫﺎﱐ ﻗﺎﺻﺪﺍ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﳏﻤﻮﺩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺣﻴﺚ ﺣ ﹼﻞ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻳﺎﻣﺎ ،ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻩ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ، ﻭﻗﺪ ﺩﺭﺱ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﳏﻤﻮﺩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﲟﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ. 77 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ :ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﺃﻗﻄﻦ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﳌﺴﺘﻮﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺎﻡ ﺎ ﺍﳉﻤﻊ ،ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﺗﻴﺖ ﻣﺴﺠﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍ ﻋﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ،ﻓﺤﻀﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ ،ﻓﺼﻠ ﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﻓﻌﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ،ﻛﻴﻒ ﻳﺼﻠﻲ ﻇﻬﺮ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺖ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﻓﺮﺍﻏﻨﺎ ﻣﻦ ﺤ ﺼ ﺭﻛﻌﺘﲔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﻋﻬﺪﻱ ﺑﺼﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ ،ﹶﻓ ِ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻛﻴﻒ ﺗﺼﻠﹼﻮﻥ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺭﻛﻌﺘﲔ ،ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺑﻮﻗﺖ ﺍﻟﻈﻬﲑﺓ ،ﻓﻌﻠﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﱐ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺃﺣﺴﺒﻚ ﱂ ﲢﻀﺮ ﲨﻌﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻵﻥ. ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ :ﻭﻣﺎﺫﺍ ﲢﻤﻞ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﻠﺖ :ﻻﻟﻮﺑﺔ. ﻗﺎﻝ :ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ ﺎ؟ ﻗﻠﺖ :ﺃﺫﻛﺮ ﺎ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇ ﹼﻥ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻳﺎ ﻓﻘﲑ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ ،ﻭﻫﻲ ﺻﻼﺓ ﲨﻊ ﻻ ﺗﻘﺎﻡ ﺇ ﹼﻻ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻫﻼ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﻫﺬﺍ ،ﻭﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻓﻘﲑ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﱴ ﻻ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﺎﳉﻬﻞ ،ﻓﺤ ﺰ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﱄ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻛﺜﲑﺍ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﳝﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇ ﹼ ﺑﺎﺳﺘﺼﻐﺎﺭ ﻭﺧﺰﻱ ،ﻓﺸﻌﺮﺕ ﲟﺮﺍﺭﺓ ﺍﳉﻬﻞ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ،ﻓﺤﺰﻣﺖ ﺃﻣﺘﻌﱵ ﻭﺧﺮﺟﺖ ،ﻭﺍﻋﺘﺮﺗﲏ ﺭﻏﺒﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﻓﻨﻬﻀﺖ ﰲ ﻃﻠﺒﻪ ،ﻓﺠﺒﺖ ﺍﻟﻔﻴﺎﰲ ﻭﺍﻟﻘﻔﺎﺭ ﺃﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﱴ ﺃﻭﺻﻠﲏ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﹼﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،ﻷﺎ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﺎ 78 ﻳﻀﻲﺀ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻭﺗﺘﻔﺘﺢ ﻋﻴﻮﻧﻪ ﻭﻳﺪﺭﻙ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ـﺎ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﳝﺘــﻠﺊ ﺑﺎﻟﻨــﻮﺭ ﻭﻳـﺪﺭﻙ ﺫﻭﻕ ﺩﻗـﺎﺋﻖ ﺍﻷﻣـﻮﺭ ﺗﻄـﻬﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﻧﻴــﺲ ﻭﻫـﻲ ﻫﺎﺯﻣﺔ ﳉــﻴﺶ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻨﺔ ﺃﻛﱪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﻭﻗﺪ ﺩﺭﺳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﺟﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺃﺩﺭﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻧﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﻭﻧﻔﺤﺎﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﺜﻠﺜﲔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﹼﻪ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺻﺤﺒﺘﻬﻢ ،ﻭﻗﺪ ﺩﺭﺳﺖ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺗﻔﺴﲑ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻑ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺣﻘﻲ ،ﻓﻜﻠﹼﻤﺎ ﻏﻤﺾ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻪ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺃﻭﺿﺤﻪ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺷﺎ ٍ ﻭﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺟﻠﻴﺔ ،ﻓﻨﻌﻢ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺗﻔﺴﲑ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻟﻠﻘﻄﺐ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺣﻘﻲ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻠﻐﺘﲔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ،ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑﻳﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺴﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ) :ﻗﺎﻝ ﺍﳌﻮﱃ ،ﺍﳉﺎﻣﻲ ،ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﺋﺐ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﺷﻒ ،ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﻔﺴﲑﺍ ﳌﻌﺎﱐ ﺍﻵﻳﺎﺕ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺘﺮﺍﺀﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺼﻮﰲ ،ﻓﺘﻔﺴﲑ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺳﻬﻞ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ،ﻋﺬﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﲑ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻭﺍﳌﻌﺘﱪﺓ ،ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺸﻜﻞ ﻓﻴﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺘﻮﻕ ﻧﻔﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪﻟﻮﳍﺎ ،ﻭﺇﺟﻼﺀ ﻣﻀﻤﻮﺎ. 79 ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ،ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﺑﻠﻔﻈﻬﺎ، ﻭﻳﺘﺮﲨﻬﺎ ﻟﻠﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﱴ ﺃﲤﻤﻨﺎ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ،ﻭﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﻟﺴﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺃﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻋﻠﹼﻤﻪ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻠﹼﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻷﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ،ﻭﻏﲑ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ـ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﻋﺠﻤﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺷﻴﺨﻲ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺪﺭﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺇﺩﺭﺍﻛﺎ ﻛﺎﻣﻼ ،ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﺘﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﺩ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻋﻨﺪ ﻣﺆﺫﻥ ﻣﺴﺠﺪ ﲞﺖ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﻫﻠﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻄﻨﻮﻥ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻮﺍﻓﺔ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ،ﻗﺮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﺳﱵ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1337ﻫـ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺧﺘﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻛﺘﺐ ﰲ ﻣﺆﺧﺮﺗﻪ ،ﻭﺍﻟﺪﻛﻢ ،ﻓﻜﺘﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻤﺮ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﺎﳋﻂ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻱ ﺑﻘﻠﻢ ﺍﻟﺪﺍﻭﻳﺔ )ﻛﺎﺎﻝ ﻭﺍﺻﻤﻮﻝ( ﺧﻄﺎ ﲨﻴﻼ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﱄ ﺻﻼﺕ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺑـ )ﺇﻛﻠﻴﻞ( ،ﻭﻗﺪ ﻟﻘﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﻹﺗﻘﺎﻧﻪ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺟﻮﺍﻫﺮ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ، ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻷﰊ ﰲ ﺷﺮﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﱳ ﳐﺘﺼﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺧﻠﻴﻞ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺣﻔﻈﻪ ﻛﺤﻔﻈﻪ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﻣﲏ ﺃﻥ ﺁﺗﻴﻪ ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺑﻪ ﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺑﻌﺾ ﺍﺪﻳﻦ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻭﻗﺎﻝ ﱄ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﺮﺋﻚ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﰊ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻘﲑﻭﺍﱐ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ،ﻣﻄﻌﻤﺔ ﲟﺨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻌﻼﹼﻣﺔ ﺧﻠﻴﻞ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻧﻌﻢ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺧﺮﻳﻔﺎ ﻓﻜﺘﺒﺖ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﻳﻮﻧﺲ ـ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻷﺧﱪﻩ ﲟﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ،ﻭﳓﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻃﻨﺎ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﺮﻳﺪ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﻷﻱ ﺃﻣﺮ ﻫﺎﻡ ﺇ ﹼﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﻹﺫﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﲔ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍﺕ. 80 ﻛﺎﻥ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﳊﺎ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﻳﻦ ﷲ ﻛﺜﲑﺍ ﻭﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺍﺕ، ﻭﻗﺪ ﺣﻔﻆ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﰲ ﺻﻐﺮﻩ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮ ﺷﺮﺡ ﺍﳉﻮﺍﻫﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ،ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﳌﺘﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺮﺃﻩ ﺑﺎﻟﻠﹼﻮﺡ ،ﻣﺘﻘﻨﺎ ﻟﺸﺮﺣﻪ ،ﻭﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺃ ﹼﻥ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺑﻊ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﻏﲑ ﻃﻴﺐ ﱄ ﻷﻥ" ﺍﳌﻘﺮﺃ ﻭﺍﳌﺮﺗﻊ ﻻ ﻳﻼﺋﻢ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻘﻮﻡ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺳﻞ ﱄ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻒ ﻋﻦ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃ ﹼﻥ ﻣﻨﻌﻲ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺑﺎﻟﻜ ﺷﺮﻋﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻏﺐ ﺃ ﹼﻻ ﺃﻗﺮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻞ" ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻓﺎﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﻤﺘﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﺮﻯ ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﲞﻄﻮﺍﺕ ﺾ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺃﻫﻠﻬﺎ ،ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻀﺮﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ :ﺇ ﹼﻥ ﺃﻣﺮﻙ ﻗﺪ ﻗ ﻣﻀﺠﻌﻲ ،ﻭﻓﻜﹼﺮﺕ ﻛﺜﲑﺍ ،ﻭﻛﺎﻥ ﱄ ﺧﺎﻃﺮ ﺑﺄﻧﻚ ﻗﺪ ﺗﺘﲎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺎﻥ. ﻓﻔﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﺪﺩﺕ ﻋﻨﺪ ﺻﺒﺤﻬﺎ ﺍﳌﺴﲑ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻣﻨﺎﻣﺎ ﻓﺼﺮﻓﲏ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﹼﻫﺎﺏ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﺑﲔ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺧﻼﻑ ﺷﺪﻳﺪ ﺁﻧﺬﺍﻙ ،ﻭﻛﻨﺖ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺫﻟﻚ ،ﰒ ﺗﻠﻘﹼﻴﺖ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻔﺮﻭﻋﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﺟﻠﹼﺔ ﺍﳌﺸﺎﺋﺦ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﹼﻴﺐ ﺍﻟﻜﺘﻴﺎﰊ ﺷﻴﺦ ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﻜﻮﺳﱵ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﳋﻀﺮ ،ﻭﻛﻼﳘﺎ ﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮﻫﺎ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻋﺮﻣﺎﻥ ،ﻭﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﻃﺮﻑ ﻣﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﳌﺮﻳﺪﻫﻢ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ، ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻬﻢ ﻟﺴﲑﻫﻢ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﺃﺣﻴﺎﺀﺍ ﻭﺃﻣﻮﺍﺗﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻳﺎ ﻣﻦ ﺭﻣﺖ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﺃﻭﺻﻴﻚ ﺇﺫ ﻭﺟﺪﺕ ﺧﺼﺎﻻ ﰲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻬﻮ ﺍﻷﺑﺮ ﻋﺎﳌﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺪﻗﹼﻘﺎ ﻭﻣﻘـــﺮ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻔـﺮ ﻭﳝـﻴﺰ ﺑﲔ ﺣــﻼﻟﻪ ﻭﺣﺮﺍﻣـﻪ ﻭﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﻳﻨﻘﺬﻩ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻜـﺮ 81 ﻫﻜﺬﺍ ﺷﺄﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻬﻢ ﳌﻦ ﺻﺤﺒﻬﻢ ،ﻭﺃﺧﺬ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﻬﺪ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻗﺎﺻﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﺍﻟﺒﺪﱐ ﻓﻘﻂ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﺗﻐﺪﻭ ﻭﺗﺮﻭﺡ ﺗﺴﺮﺡ ﰲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ،ﻭﳍﺎ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺟﻠﻴﻠﺔ ﺗﺒﺪﻳﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻭﺃﻣﻮﺍﺗﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳉﻮﺯﻳﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ) :ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺎ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﺗﺼﺎﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﺪﻥ ﻣﻦ ﻫﺰﳝﺔ ﺍﳉﻴﻮﺵ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺑﺎﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻻﺛﻨﲔ ،ﻭﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻭﳓﻮ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﺭﺅﻱ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﻣﻌﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ،ﻭﻗﺪ ﻫﺰﻣﺖ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﲜﻴﻮﺷﻬﻢ ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﳌﺘﺤﺎﺑﲔ ﺍﳌﺘﻌﺎﺭﻓﲔ ﺗﺘﻼﻗﻰ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻭﺃﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﺘﺘﺴﺎﱂ ﻭﺗﺘﻌﺎﺭﻑ ﻓﻴﻌﺮﻑ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﺟﻠﻴﺴﻪ ﻭﻋﺸﲑﻩ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺁﻩ ﻃﺎﺑﻖ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺭﻭﺣﻪ ﻗﺒﻞ ﺭﺅﻳﺘﻪ(. ﻭﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻣﺮﺓ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻧﻚ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﺣ ﻖ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ،ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﺣﺪﺛﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﰲ ﺳﻠﻮﻛﻪ ،ﻭﺃﻥ ﳛﻀﺮ ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﲟﺴﺠﺪ ﺍﻟﺮﻧﻚ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻌﺎﻫﺪﱐ ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﳛﻀﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻟﻪ ﺃﺗﺒﺎﻉ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳉﻴﻠﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺯﻳﺎﺭﻢ ﻟﻠﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺍﺗ ﻖ ﺍﷲ ،ﻭﺍﺳﺘﻘﻢ ،ﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﳓﻦ ﺑﻌﻴﺪﻭﻥ ﻋﻨﻚ ﺑﺄﺑﺪﺍﻧﻨﺎ ،ﳓﻦ ﻣﻌﻚ ﺑﺄﺭﻭﺍﺣﻨﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻓﺒﻜﻰ ﻭﺍﻋﺘﺬﺭ ،ﻭﺳﺎﳏﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﺃﺟﺎﺑﻪ ﻟﻄﻠﺐ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ. ﻓﻘﺪ ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻋﻦ ﻋﺪﺩ ﺍﳋﺘﻤﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺧﺘﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮ ﻟﻄﻼﹼﺑﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺧﺘﻤﺔ ﻭﻗﺪ ﻋﻤﺮ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺯﺍﺩ ﻋﻦ ﺍﳌﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ،ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻗﻮﺓ ﻭﲤﻜﻴﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﳋﺘﻤﺎﺕ ،ﻓﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺃﻗﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺇﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﳊﺬﻗﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﻴﺎ 82 ﻭﺭﻋﺎ ﺫﺍﻛﺮﺍ ﷲ ،ﻋﺎﻣﻼ ﺑﻌﻠﻤﻪ ،ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻣﻊ ﺭﺑﻪ ،ﻻ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﰲ ﺍﳊ ﻖ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ، ﻭﻟﻪ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﻊ ﺍﳊﻜﹼﺎﻡ ،ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﱄ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﳍﺎ: ﺃﻧﻪ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﻋﺰﺭﺍﺋﻴﻞ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﻮﺕ ﻟﻴﻼ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ :ﺃﻧﺎ ﻣﺸﺘﺎﻕ ﻟﻚ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ :ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﻳﻀﺎ. ﻓﺘﻌﺎﻧﻘﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻛﻠﹼﻢ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﻣﻌﻪ ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺭﺁﻫﺎ ،ﻭﻗﺎﻝ ﳍﻢ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﱄ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺮﺍﻥ ،ﺇﻣﺎ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻭﺇﻣﺎ ﺍﳊﺞ ،ﻭﻓﻌﻼ ﲢﻘﹼﻘﺖ ﺭﺅﻳﺎﻩ، ﻓﻘﺪ ﻃﻠﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺍﳌﻜﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺍﳌﻨﺎﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﳛ ﺞ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺍﳌﻜﻲ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﻓﻘﺒﻞ ﺍﻟﻄﹼﻠﺐ ،ﻭﺣ ﺞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﰲ ﻭﱂ ﳛ ﺞ. ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﹼﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﲟﺠﻠﺴﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻗﺎﻝ :ﺗﻨﻴﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ. ﻗﺎﻟﺖ :ﺃﺗﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻗﺪ ﻗﺮﺃﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﰲ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻋﻨﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﺟﻼﺀ،ﻭﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺗﺎﻡ ﺑﺸﺮﻭﺣﻬﺎ ﻭﻣﺘﻮﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺻﻼﺣﻪ ﻭﻛﻤﺎﻟﻪ ﻃﻤﻌﺖ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﺰﺍﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇﱐ ﺃﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻬﻤﺎ ﺗﺎﻣﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺃﺣﻔﻈﻬﺎ ،ﻭﺃ ﹼﻥ ﺑﻐﻴﱵ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻓﻘﻂ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳊﻔﻆ ﺃﻳﻀﺎ ﻷ ﹼﻥ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﻓﻘﺪ ﲢﻘ ﻖ ﻭﲤﻜﹼﻦ ﻭﺃﺩﺭﻙ ﻛ ﹼﻞ ﻗﺎﺻﻴﺔ ﻭﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ. ﺃﺷﺎﺭ ﱄ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﺪﻧﻮﺕ ﻣﻨﻪ ،ﻓﻘﺒﻀﲏ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻲ ﹼﰒ ﺃﺭﺳﻠﲏ ﻓﻨﻤﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺭﺃﺳﻚ ﻣﺎﻟﻪ ﱂ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﳊﻔﻆ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ،ﻓﻘﺒﻀﲏ ﻛﻘﺒﻀﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﹼﰒ ﺃﺭﺳﻠﲏ ﻭﰲ ﻧﻔﺲ ﲨﻌﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺭﺃﺳﻚ ﻣﺎﻟﻪ ﱂ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﺑﻌﺪ ﳊﻔﻆ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ،ﻓﻘﺒﻀﲏ ﻣﻦ 83 ﻧﻔﺲ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻀﲏ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ، ﹼﰒ ﺃﺭﺳﻠﲏ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻬﻤﺎ ﻭﺣﻔﻈﺎ ﻏﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻱ ،ﻓﻤﺎ ﻗﺮﺃﺕ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇ ﹼﻻ ﺣﻔﻈﺘﻪ ﻭﻓﻬﻤﺘﻪ ﻓﻬﻤﺎ ﻭﺍﺳﻌﺎ. ﻓﺎﻟﹼﺬﻱ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳛﻔﻆ ﻣﱳ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺷﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺮﺡ ﺍﳉﻼﻟﲔ ﳛﻔﻈﻪ ﻛﻤﺎ ﳛﻔﻆ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮ، ﻭﻟﻪ ﻓﻬﻢ ﻭﺍﺳﻊ ﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﻮﺳﻲ ﻣﻊ ﻛﱪ ﺣﺠﻤﻪ ،ﻭﺗﻔﺴﲑ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ، ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﲑ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﱪﻩ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺳﺄﻟﻪ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺗﻮﰲﹼ ،ﻭﲪﻞ ﺇﱃ ﺍﳌﻘﱪﺓ، ﻓﻮﺭﻱ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﱪﻭﻩ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ ﻭﺟﺪﻭﻩ ﻣﺘﺮﺑﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ،ﻓﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ؟ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ :ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﱂ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ،ﺑﻞ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻫﻞ ﲢ ﹼﻞ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ،ﻻ ﲢﻞ ﻟﻪ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻷ ﹼﻥ ﺍﳌﻮﺕ ﻳﻬﺪﻡ ﻛﻞ ﻋﻘﺪﺓ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻠﺒﺴﺎ ﺎ ﺍﳌﻴﺖ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﻗﺪ ﺻﺪﻗﺖ. ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﺮﺿﻴﺔ ،ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﺃﻣﺜﺎﳍﺎ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻼﺣﺘﻴﺎﻁ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺑﻌﺾ ﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃ ﹼﻥ ﻋﺎﳌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﳑﺘﺤﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﰲ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻛﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﳛﻴﻠﻪ ﺇﱃ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻌﻴﻦ ﻟﻴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺟﻠﻴﺎ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺣﱴ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﺟﺪ ﺎ ﺍﻟﻨﺺ ،ﻓﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺇ ﹼﻻ ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺝ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ،ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻣﻼ، 84 ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ ،ﻭﻭﺟﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺮﺩ ﺍﻟﺸﺎﰲ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ" :ﺍﻵﻥ ﻗﺪ ﻧﻔﺪ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻱ ،ﻭﺃﺷﻜﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﻻ ﲡﺎﺭﻯ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ". ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃ ﹼﻥ ﻓﻘﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻛﻴﲔ ﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﲪﺪﺍﻥ ،ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻟﹼﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺦ ﻋﺎﱂ ﻋﺎﺭﻑ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﹼﺮﻳﻘﺔ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﳝﻜﺚ ﻣﻌﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﻮﺯﻥ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﲪﺪﺍﻥ :ﺇ ﹼﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺇ ﹼﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻓﻴﻤﻤﻪ ،ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻌﺮﻛﻲ ﺇﱃ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻭﻣﻜﺚ ﻣﻌﻪ ﺃﻳﺎﻣﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻣﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻴﲏ ﺍﻟﻄﹼﺮﻳﻘﺔ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻣﺎ ﻫﻲ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ؟ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﺃﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﲪﺪﺍﻥ. ﻓﻀﺤﻚ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ،ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﺸﻒ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﺭ ﺳﺮﺍ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﲪﺪﺍﻥ ،ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻄﹼﺮﻳﻖ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻄﹼﻴﺐ ﺃ ﹼﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ،ﺧﺮﻳﺞ ﻣﻌﻬﺪ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺇ ﹼﻻ ﺑﻌﺪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻭﺍﻧﺼﺮﺍﻓﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻗﺪ ﳌﺴﺘﻪ ﰲ ﻫﻴﺌﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﰲ ﻗﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺍﳉﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ ﺑﲔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﺘﺸﺎﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻛﺮ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳍﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﹼﻖ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﻼﺑﺎ ﺑﺎﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻭﻗﺪ ﺩﻋﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﲨﻴﻊ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ ،ﻭﻛﻨﺎ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻃ ﹼ 85 ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﻴﺎﺩ ﻭﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻳﻌﻘﺪ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺄﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻗﺮﺏ ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻭﺃﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳍﻨﺪﻱ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﲑﻏﲏ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﲪﺪ ﺍﻟﻨﻴﻞ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻫﺠﻮ، ﻼ ،ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ،ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻗﻨﺎ ﻼ ﻛﺴ ﹰ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺃﲪﺪ ﺭﺟ ﹰ ﺐ ﺍﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻠﺲ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﳓﻦ ﻃﻼﹼﺏ ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﺣ ﻭﻛﺎﻥ ﻛ ﹼﻞ ﺷﻴﺦ ﻳﺼﺤﺒﻪ ﺑﻌﺾ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﳉﻤﻊ ﻣﻬﻴﺒﺎ ،ﻭﺍﳊﻀﻮﺭ ﻳﺘﺤﻠﹼﻮﻥ ﺑﺎﳌﻼﺑﺲ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻔﺎﻃﲔ ،ﻭﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻭﻗﻮﰲ ﻼ ـ ﺟﻼﺑﻴﺔ ﻭﻋﻤﺎﻣﺔ ﻭﺭﺩﺍﺀ ،ﻭﻣﻌﻪ ﺴﺎ ًﺀﺍ ﻛﺎﻣ ﹰ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﺮﺗﺪﻳﺎ ﺍﻟﺪﻣﻮﺭﻳﺔ ﹶﻛ ﺑﻌﺾ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﻧﻔﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻱ ،ﻓﻘﻠﺖ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ :ﺃﻳﻦ ﺫﺍﻫﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ؟ ﻷ ﹼﻥ ﻫﻴﺌﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﺎ ﲣﺎﻟﻒ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﻞ" ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺔ، ﻓﺼﺮﺕ ﺃﻓﻜﹼﺮ ﰲ ﻫﻴﺌﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻃ ﹼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺇﺫﺍ ﺑﺎﳉﻤﻴﻊ ﻳﻨﻬﻀﻮﻥ ﻭﻗﻮﻓﺎ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺼﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ،ﻓﻬﻨﺎ ﲢﻮﻝ ﰲ ﻧﻈﺮﻱ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ ،ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻩ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺻﻐﲑﺍ ﰲ ﻧﻈﺮﻱ ﲟﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺲ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﳌﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺑﺔ ﻭﺗﻜﺮﱘ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﰲ ﻧﻈﺮﻱ ،ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺃﺭﻯ ﺃﺣﺪﺍ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻨﻪ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻭﻣﱰﻟﺔ ،ﻓﻘﻠﺖ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ :ﻟﻮ ﻓﻜﺮﺕ ﰲ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻄﹼﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﺁﺧﺬﻫﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ. ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﺪﺓ ﺩﺭﺍﺳﱵ ﺑﺎﳌﻌﻬﺪ ﺟﻬﺰﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﻔﻲ ﺳﻔﺮﻱ ﻣﺮﺭﺕ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﺴﻴﺪ ﺣﻴﺚ ﺣﻠﻠﺖ ﺿﻴﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﻋﺎﳌﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻜﺜﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﻠﻴﻼ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﻴﺒﱵ ﻭﺗﻮﺳﻢ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ،ﻓﺴﺄﻟﲏ :ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ؟ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ ،ﻓﺴﺄﻟﲏ :ﰲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ؟ ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ. 86 ﻭﺳﺄﻟﲏ :ﰲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟ ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ ،ﻭﺳﺄﻟﲏ :ﰲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﳊﺪﻳﺚ؟ ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ .ﻓﻤﺎ ﺳﺄﻟﲏ ﰲ ﺃﻱ ﻓ ﻦ ﻣﻦ ﻓﻨﻮﻥ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﺟﺒﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻭﺃﻳﻦ ﻣﻘﺼﺪﻙ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. ﻓﻘﺎﻝ :ﻭﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ. ﻗﻠﺖ :ﻵﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ؟ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ ،ﻗﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﻋﻬﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺁﺧﺬ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ،ﺇﻥ ﻣﺜﻠﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ،ﻷ ﹼﻥ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻳﻜﻔﻴﻚ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻻ ﺑ ﺪ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ. ﻓﻤﻜﺜﺖ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﱠﻠﻴﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺍﺟﻌﲏ ﰲ ﺃﻥ ﺃﺗﺮﻙ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺼ ﺮ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺘﻮﺟﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻴﻌﲏ ﻭﻳﻠﹼﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺭﺟﻊ ﺃﺩﺭﺍﺟﻲ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻟﻠﺸﻴﺦ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻴﻪ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ :ﻭﺻﻠﺖ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﱐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻫﻮ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳊﻠﻘﺔ ﺃﺳﺮﻉ ﰲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﱄ ،ﻭﺭﺣﺐ ﰊ ﻭﺃﺩﺧﻠﲏ ﺧﻠﻮﺗﻪ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻓﺄﺩﺧﻞ ﻳﺪﻩ ﲢﺖ ﻓﺮﻭﺗﻪ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﱄ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻓﻔﺘﺤﺘﻪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﻛ ﹼﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺭﺣﻠﱵ ،ﻭﻛ ﹼﻞ ﻣﺎ ﺩﺍﺭ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﲔ ﺣﻔﻴﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻚ :ﻛﺬﺍ ،ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻛﺬﺍ ،ﺣﱴ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺩﺍﻋﻪ ﱄ ﻛﻠﹼﻪ ﻣﺴﺠﻞ ﺑﺎﳋﻄﺎﺏ ،ﻓﺎﺯﺩﺩﺕ ﺛﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻬﺪ. 87 ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﰲ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﻣﻊ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﲞﻴﺚ ﺣﺴﻦ ،ﻭﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﲑﳘﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﺒﺨﻴﺚ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻦ ﺳﻘﻰ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺳﻨﺔ ﻭﻧﺼﻒ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻔﹼﻈﻪ ﻟﻪ ﰲ ﺷﻬﺮ ﻭﻧﺼﻒ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻘﺎﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻭﻧﺼﻒ ،ﻓﻤﺎ ﺃﻛﻤﻞ ﻛﻼﻣﻪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﱰﻝ ﻋﻠﻰ ﲞﻴﺚ ﺣﺴﻦ ﻏﺮﻓﺎ ﻏﺮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻟﺒﻪ ،ﻓﻤﺎ ﻭﺻﻼ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺇﻻ ﻭﺻﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﳊﻔﻈﺔ ﺍﳊﺎﺫﻗﲔ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺳﺮﻉ ﳑﺎ ﺍﺳﺘﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻛﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﻭﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﱪﺍﻕ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻭﺃﻛﱪ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﰲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﺟﺘﺎﺯ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻄﹼﺒﺎﻕ ﻭﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻭﺳﺪﺭﺓ ﺍﳌﻨﺘﻬﻰ ﰒ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﻣﻜﹼﺔ. ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﳌﹼﺖ ﺑﺎﳌﺴﻴﺪ ﻓﺎﻗﺔ ﻓﻤ ﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﳉﻤﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﳌﺴﻴﺪ ،ﻭﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﻣﻦ ﻳﺰﻳﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﺑﺔ ﻭﺍﳌﺴﻐﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﳌﹼﺖ ﺑﺎﳌﺴﻴﺪ ،ﻭﻟﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻔ ﹰﻈﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ :ﺃﻧﺎ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ. ﻓﺄﺣﻀﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻣﻦ ﻧﻔﹼﺲ ﺑﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺮﺑﺔ ،ﻓﺴﻘﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻭﺃﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﲑ. ﻭﻗﺪ ﲰﻌﺖ ﻣﻦ ﺣﻔﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﳌﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺑﺎﳋﺮﻃﻮﻡ ﻛﺘﺎﺑﲔ ﲞﻂ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ،ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺑﻐﺮﻳﺐ ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﺇﺩﺭﺍﻛﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﲟﺪﻟﻮﻻﺎ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﻭﺿﻮﺍﺑﻄﻬﺎ ﺍﻹﻋﺮﺍﺑﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﻊ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻭﺗﻔﻨﻴﺪﻩ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺍﳌﻘﺎﻣﺔ ﺿﺪﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﲝﺮﻛﺔ ﻟﻄﺮﺩ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮ ﻛﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﻭﻣﺎ ﲪﻠﻪ 88 ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺇ ﹼﻻ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﻔﺤﺔ ﺍﻟﱵ ﺷﻐﻠﺖ ﻛ ﹼﻞ ﺍﻟﱪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻮﺍﻓﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓ ﺞ ﻭﺻﻮﺏ ﻟﻠﱪﻛﺔ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ،ﻓﻘﻮﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﳋﻠﻖ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻓﻬﻢ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻏﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﺎﻛﻢ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ ،ﻭﳌﹼﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺧﺎﻃﺒﻪ ﺑﺎﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻷﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﻮﺕ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣـ ﻤﺎ ﺣﺪﺍ ﺑﺎﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﻟﻐﺘﻨﺎ ﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺗﻌﻠﻴ ﻤﺎ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ؟. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﻋﻠﻤﻨﻴﻬﺎ ﺭﰊ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ . ﻭﻻ ﻳﻔﻮﺗﲏ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺤﻰ ﺃﻥ ﺃﺫﻛﺮ ﻗﺼﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻀﺮ ﺿﻤﻦ ﺍﳌﻬﻨﺪﺳﲔ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻴﲔ ﻟﺘﺸﻴﻴﺪ ﺧﺰﺍﻥ ﺳﻨﺎﺭ ﻓﺴﻤﻊ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻓﺤﻀﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺨﺎﻃﺒﻪ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﳑﺎ ﺃﺛﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻪ ﲟﱰﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻭﻣﻌﺎﱂ ،ﻓﻠﻤﺎ ﲰﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﺳﺄﻟﻪ :ﻫﻞ ﺯﺭﺕ ﺑﻠﺪﻧﺎ ؟ ﻗﺎﻝ :ﻻ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﻋﺮﻓﻬﺎ. ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﺃﺩﻫﺸﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻲ ﺣﱴ ﻛﺜﺮ ﺗﺮﺩﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﺄﻋﺠﺐ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺃﻳﻤﺎ ﺇﻋﺠﺎﺏ ،ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ،ﻭﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻣﻪ، ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳋﻼﻭﻱ ،ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﻳﻦ ﺍﷲ ﻛﺜﲑﺍ ،ﻓﺮﻗﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﻭﺣﻴﺎ ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ، ﻓﺄﺭﺷﺪ ﻛﺜ ﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﰲ ﺑﻠﺪﻩ ،ﻭﰲ ﺁﺧﺮ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺣﻀﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﻜﻴﺒﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻣﺎﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺩﻓﻦ ﺎ. 89 ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﱄ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺃﻡ ﻃﻠﺤﺔ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺸﻜﻨﻴﺒﺔ ﺑﺄ ﹼﻥ ﻋ ﻤﺎ ﻟﻪ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﳋﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ،ﻓﻠﻤﺄ ﺭﺟﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﻟﻪ ﺷﻴﺎﻫﺎ ،ﻭﺃﻛﺮﻯ ﳍﺎ ﺭﺍﻋﻴﺎ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺃﺗﻰ ﺑﻔﻜﺮ ﻏﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎ ﹶﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﺫﻫﺎﺑﻪ ﳍﺎـ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ،ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻳﻜ ﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻣﻮﺟﻮ ﺩﺍ ﻓﻜﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺃﻡ ﻃﻠﺤﺔ ﰲ ﺫﻫﺎﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻟﻜ ﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﻌﲑﻭﻥ ﳊﺪﻳﺜﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎ ﻣﺎ ،ﻭﻻ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﻻ. ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺳﺮﻕ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻏﻨﻤﻪ ﻭﺳﺠﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺮﺑﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﱂ ﺗﺮﺟﻊ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻗﺎﻝ ﻹﺑﻨﻪ :ﻟﻌ ﹼﻞ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻓﻼﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﲢﺴﻦ ﻟﺮﻋﻲ ﺍﻟﻐﻨﻢ. ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﱂ ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻐﻨﻢ ،ﻭﱂ ﳚﺪ ﺳﺠﺎﺩﺗﻪ ﻓﺒﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻻﺑﻨﻪ: ﺸﺮﻕ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺫﻫﺐ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻟﻨﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ، ﺍﺫﻫﺐ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟ ﻓﻌﺎﺩﻭﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﺑﺪﻭﺎ ،ﰒ ﺫﻫﺐ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﳉﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﱂ ﻳﻌﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻏﻨﻤﻬﻤﺎ. ﻣﻀﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﳘﺎ ﻳﺒﺤﺜﺎﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﳚﺪﺍ ﳍﺎ ﺧ ﱪﺍ ﻭﻻ ﺃﺛ ﺮﺍ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻪ :ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﲡﺪ ﻏﻨﻤﻚ ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. ﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﻻ ﺃﺫﻫﺐ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﱂ ﲡﻤﻊ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻭﱂ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ،ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻴﺨﱪﻩ ﺑﺎﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻐﻨﻢ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺩﻩ ﻭﺭﻓﻀﻪ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺗﺮﺩﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻃﻠﺒﻬﻢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻭﺍﻓﻘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ، ﻓﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻤﺎﻣﻲ ،ﺳﻠﹼﻢ ﺃﻋﻤﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺄﺩﺏ ﻛﻤﺎ 90 ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﳌﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻻﺑﺴﺎ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻭﺭﺩﺍﺀﻩ ﻭﺣﺬﺍﺀﻩ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳛﻤﻞ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﰎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼ :ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻔﻼﻥ ﺍﺑﻦ ﻓﻼﻥ ،ﻭﻣﱪﻭﻙ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻌﻚ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﺮﻳﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ،ﻟﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﺧﻄﺄ ﰲ ﺿﺒﻄﻬﺎ ﺍﻟﻠﹼﻔﻈﻲ ﱂ ﻳﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻻ ﺃﻧﺖ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻗﺮﺍﺀﺗﻚ ﳍﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﺍﻟﻔﻼﱐ. ﺏ ﺇﱃ ﺫﻫﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ،ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺪ ﻛﺎﺷﻔﻪ ﻫﻨﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺗﺪ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ ،ﻓﺬﻛﺮ ﺍﲰﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺣﱴ ﺟﺪﻩ ،ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﻗﺒﻞ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ،ﰒ ﺃﻋﻠﻤﻪ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﺧﻄﺄ ﰲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ﻭﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ،ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﳓﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺳﻠﹼﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻧﺎﻭﻟﻪ ﺍﳌﺼﺤﻒ ،ﻓﻔﺘﺢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﱵ ﺎ ﺍﳋﻄﺄ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻓﺎﻧﻈﺮﻫﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﺮﻑ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﲤﻜﹼﻨﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻗﺎﻝ :ﺻﺪﻗﺖ ﻭﺍﷲ ﺻﺪﻗﺖ ﻭﺍﷲ ،ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻀﺮﺕ ﻟﻪ ﺃ ﹼﻥ ﺭﺍﻋﻲ ﻏﻨﻤﻲ ﻗﺪ ﺳﺮﻗﻬﺎ ،ﻭﺳﺮﻕ ﺳﺠﺎﺩﺗﲔ ﻭﻗﺪ ﲝﺜﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺜﲑﺍ ،ﻭﺃﺭﻳﺪ ﻙ ﺃﻥ ﲣﱪﱐ ﲟﻜﺎﺎ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﺗﻨﺪﻟﱵ؟ ﻗﺎﻝ :ﲰﻌﺖ ﺎ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺳﺎﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﻪ ﻏﺮﺑﺎ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﻴﺾ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻭﺻﻠﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻨﺪﻟﱵ ﻓﺎﲨﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻊ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻡ ،ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺪﻭﺀ ﻣﻦ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ، ﻓﻌﻨﺪ ﻧﺰﻭﻟﻚ ﳝﺮ ﺑﻚ ﺷﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﻓﻴﺼﻄﺪﻡ ﲜﻤﺴﻚ ،ﻓﺎﻗﺒﻀﻪ ﻗﻮﻳﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺮﻗﻬﺎ. 91 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ :ﺫﻫﺐ ﻋﻤﻲ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ ،ﻭﻭﺻﻞ ﺗﻨﺪﻟﱵ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺑﺘﻨﺪﻟﱵ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﻣﺘﺤﻔﹼﺰﺍ ﻟﻠﻤﺼﺎﺭﻋﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰﻝ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﺫﺍ ﺑﺸﺨﺺ ﺃﺗﻰ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﺣﱴ ﺍﺻﻄﺪﻡ ﲜﺴﻤﻪ ،ﻓﻘﺒﻀﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻮﺟﺪﻩ ﺭﺍﻋﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺮﻕ ﻏﻨﻤﻪ ﻭﺳﺠﺎﺩﺗﻪ ،ﻓﺎﻋﺘﺮﻑ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ،ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﰒ ﺭﺟﻊ ﺃﺩﺭﺍﺟﻪ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﺃﻡ ﻃﻠﺤﺔ ،ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺣﻮﻟﻪ ﲨﻴﻊ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻭﺳﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ،ﻭﻋﻦ ﻣﺎ ﹼﰎ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ. ﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﻛ ﹼﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺟﺪﺗﻪ ،ﻭﻗﺒﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ،ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﲑ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻡ ،ﻳﺎ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﱄ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ،ﻭﺍﻵﻥ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﻜﺮﻩ ،ﻓﻨﻌﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻣﻞ ،ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻓﻬﻴﺎ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻨﺄﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻭﻗﺪ ﺳﺎﺭ ﺳ ﲑﺍ ﺣﺴﻨﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺑﻪ ﻭﺑﻄﺮﻗﻪ ،ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﺮﺷ ﺪﺍ ﻭﻣﺼﻠﺤﹰﺎ. ﻭﻟﻘﺪ ﲰﻌﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺃﻤﺎ ﻗﺪ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﺑﺮﺟﻞ ﻳﺪﻋﻰ ﺷﻴﺦ ﻛﻮﻛﻮ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻌﻘﻮﺑﺎﺏ ﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺮﰊ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻭﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺘﻮﻡ ﻭﺩ ﺑﺎﺗﻘﺎ ،ﻗﺎﻝ ﳍﻤﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﻮﻛﻮ :ﺇ ﹼﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﻫﻮ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺠﺎﺩﺓ ﺍﻟﻴﻌﻘﻮﺑﺎﺑﻴﺔ ،ﻭﻳﺘﻮﱃ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻫﻮ ﻋﻤﺪﺓ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻹﺷﺮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﻣﺴﻴﺪﻩ ،ﻭﺷﻴﺦ ﻛﻮﻛﻮ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ :ﺇ ﹼﻥ ﺃﻣﻪ ﻣﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﻣﻮﻟﻮﺩﺍ ﺇ ﹼﻻ ﻭﺍﻓﺘﻪ ﺍﳌﻨﻴﺔ ،ﻓﺴﻤ ﻲ ﺑﻜﻮﻛﻮ ﻃﻤﻌﺎ ﰲ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﻢ ﻛﺎﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻌﻴﺶ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺃﻣﻴﺎ ﻣﻮﻏﻼ ﰲ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﺟﺎﻫﻼ ﲤﺎﻡ ﺍﳉﻬﻞ ،ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﻴﺌﺎ، 92 ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﳛﻜﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﺷﺪﺓ ﺟﻬﻠﻪ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﲣﻠﹼﻔﺎ. ﻭﺣﺪﺙ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﻥ ﺣﻀﺮﺕ ﻭﻓﻮﺩ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺷﱴ ﻟﻼﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﺎﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺪﺓ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻴﺦ ﻛﻮﻛﻮ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﺁﻧﺬﺍﻙ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﻳﻦ ﳋﺪﻣﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ،ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻭﺗﻮﺿﺄ ﺍﳊﺎﺿﺮﻭﻥ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﻮﻛﻮ ﻻﺑﻦ ﻋﻤﻪ ،ﺍﻧﺘﻈﺮﻭﱐ ﺃﺗﻮﺿﺄ ،ﻓﺄﺧﺪ ﺍﻹﺑﺮﻳﻖ ﻓﻠﻢ ﳛﺴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ،ﺑﻞ ﺑﺪﺃﻩ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﺐ ،ﻭﺃﻇﻨﻪ ﺑﺪﺃ ﺑﺮﺟﻠﻪ ،ﻓﻐﻀﺐ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﻏﻀﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﻈﻢ ﻏﻴﻈﻪ ﻭﺳﻜﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ،ﻭﺃﺧﺮ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﺇﱃ ﺣﲔ ﺃﻥ ﺾ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ. ﻳﻨﻔ ﳌﺢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﻮﻛﻮ ﻏﻀﺐ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﰲ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺧﺎﻑ ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻪ، ﻓﺄﺳﺮﻉ ﺑﺎﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺎﻥ ،ﻭﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﺄﺧﺬ ﺛﻮﺑﻪ ﻭﺧﺮﺝ ﻗﺎﺻﺪﺍ ﺍﻟﺸﻴﻜﻨﻴﺒﺔ ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﻐﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﺗﺘﻮﺍﺭﺩ ﺧﻮﺍﻃﺮﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ ،ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺍﳌﺬﺭﻳﺔ ،ﻭﺟﻬﻠﻪ ﺍﻷﻋﻢ، ﻓﺠﻠﺲ ﲜﻮﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺎﻣﻪ ،ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻭﻻﺣﻈﻪ ﻳﻄﺮﻑ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺮﻫﺎ ،ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺎﺭﻗﺔ ﻧﻮﺭ ﻓﺄﺻﺎﺑﺖ ﺷﻴﺦ ﻛﻮﻛﻮ ﺣﱴ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺼﺮﻋﻪ ،ﻓﻤﺎﺯﺟﺖ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻭﺭﻭﺣﻪ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﱪﻛﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ،ﻓﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻋﺎﺭﻓﹰﺎ ،ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﷲ ،ﻓﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻮﺡ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﰲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻮﺩﻉ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺧﺮﺝ ﻗﺎﺻﺪﺍ ﺑﻠﺪﻩ. ﺑﻌﺪ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻮﻓﻮﺩ ﻃﻠﺐ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﻛﻮﻛﻮ :ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩ. 93 ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﺤﺜﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻏﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﺪﻩ ﺑﺎﳊﺪﻳﺪ ،ﻭﻳﻀﻌﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﺭﻫﻴﻨﺔ ﻟﻴﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﺣﱴ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻬﻞ ﺍﳌﺬﺭﻱ ،ﻭﺣﱴ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﳛﺰﻧﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﳚﺪ ﻛﻮﻛﻮ ،ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﻛﻮﻛﻮ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺑﱪﻛﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﻳﺎ ﺑﲏ ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻚ ،ﻭﺍﺑﻦ ﻋﻤﻚ ﻳﻜﺜﺮ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻨﻚ. ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ :ﺳﺄﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺫﻫﺐ ﻛﻮﻛﻮ ﺇﱃ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺑﺼﺮﻩ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺟﺎﻫﻞ ،ﺃﻳﻦ ﻛﻨﺖ؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇﱐ ﻟﺴﺖ ﲜﺎﻫﻞ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻧﺖ ﺍﳉﺎﻫﻞ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻣﺘﺤﺎﱐ ﻱ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ ،ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻄﹼﻬﺎﺭﺓ ﻓﺴﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺣﻴﺮﻩ، ﻓﺎﺳﺄﻟﲏ ﻋﻦ ﺃ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﺴﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺃﻛﱪﻩ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ؟؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺍﻗﺮﺃ ﱄ ﺳﻮﺭﺓ ﻛﺬﺍ. ﻓﻘﺮﺃﻫﺎ ﳎﻮﺩﺓ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﺧﱪﱐ ﺑﺎﷲ ،ﻫﻞ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇ ﹼﻥ ﺃﻣﺮﻙ ﻟﻐﺮﻳﺐ ،ﻓﺤﺪﺛﲏ ﺑﺎﷲ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ؟ ﻓﺄﺧﱪﻩ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻭﻗﺪ ﺧﺮﻕ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﺪ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﺪ ﻓﻌﻼ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮﻩ ﰲ ﺷﻴﺦ ﻛﻮﻛﻮ ﻫﺬﺍ. 94 ﰒ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﳊﺎﺿﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ :ﺑﻞ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﻮﻛﻮ. ﺧﺮﺝ ﻛﻮﻛﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻨﺎﺯﺓ ﻭﻛﺎ ﹶﻥ ﻣﺘﺤﻴﺮﺍ ﻷ ﹼﻥ ﺫﻫﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﺭﻏﺎ ﻋﻦ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺳﺮﺍ :ﻳﺎ ﺃﺑﻮﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﱂ ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﻋﻨﺪﻱ، ﻓﺮﺃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭﻩ ،ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺎ ﺃﺭﺑﻊ ﺗﻜﺒﲑﺍﺕ ،ﻭﺍﻗﺮﺃ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﲑ، ﻓﻜﱪﺕ ﺃﺭﺑﻊ ﺗﻜﺒﲑﺍﺕ ﺩﺍﻋﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﻛﱪ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻨﺎﺯﺓ ،ﰒ ﺳﻠﹼﻤﺖ، ﻓﻌﺠﺐ ﺍﳊﺎﺿﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻱ. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺍﻗﺮﺃ ﻟﻨﺎ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻮﺭﺓ ﳎﻮﺩﺓ ،ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻓﺄﺑﺎﻥ ﻭﺃﺷﻔﻰ ،ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ :ﻟﻮ ﺟﻠﺴﺘﻢ ﻣﻌﻲ ﻗﻠﻴﻼ ﻷﻇﻬﺮﺕ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻟﻌﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ. ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳉﻌﻠﻲ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻟﻠﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﳎﻠﺲ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻫﻞ ﺫﻫﺒﺖ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﺑﺸﻨﺪﻱ؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻻ. ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻪ ﻣﺴﻴﺪ ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ،ﻭﻟﻪ ﺧﻠﻮﺓ ﻗﺮﺁﻥ ﻳﺒﺎﺷﺮ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ :ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺴﻴﺪ ﻛﺒﲑ ﳛﻮﻱ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻠﻘﻮﻥ ﲢﻔﻴﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﱀ ،ﻓﻤﺎﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻧﺸﻐﻞ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺑﺎﳉﻤﻮﻉ ﺍﻟﻐﻔﲑﺓ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﺓ ﻟﻠﺘﻌﺰﻳﺔ ،ﻭﻧﺴﺒﺔ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﻟﻠﺘﻌﺰﻳﺔ ،ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﺗﻨﺼﻴﺐ ﻣﻦ 95 ﳜﻠﻒ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ،ﻓﺎﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻫﻢ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺪﺭﻳﺴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺃﻟﻮﺍﺣﻬﻢ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﱃ ﻗﱪ ﺷﻴﺨﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﺄﻭﻗﺪﻭﺍ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﲜﻮﺍﺭ ﻗﱪﻩ ﻭﺟﻠﺴﻮﺍ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﱪ ،ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﺘﻠﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺴﻤﻌﻮﺍ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﱪ ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﻳﺘﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﻴﺎ ،ﳝﻠﺊ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻟﻮﺣﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻒ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳝﻠﺊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﱃ ﻣﺪﺓ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﱪﻩ. ﺑﻌﺪ ﲤﺎﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﻋﻘﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳎﻠﺴﺎ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻮﺍﻟﺪﻫﻢ، ﻓﺠﻠﺲ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﻠ ﻢ ﺟ ﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺗﺴﻠﹼﻞ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻛﻌﺎﺩﻢ ﺇﱃ ﻗﱪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻐﻴﺔ ﺃﻥ ﳝﻠﺊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﱂ ﳜﺎﻃﺒﻬﻢ ﻷ ﹼﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻗﺪ ﺟﻠﺲ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻛﻤﻞ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻟﺸﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺍﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ. ﺫﻫﺐ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻓﻠﻤﺎﻭﺻﻞ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺟﺪﻩ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺣﺘﻀﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺜﺮ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺑﲏ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺄﻝ ﻋﻨﻚ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ،ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﻗﺪ ﺣﻀﺮﺕ، ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻣﻨﻴﱵ ،ﻓﻤﺎ ﻟﺒﺚ ﺇ ﹼﻻ ﳊﻈﺎﺕ ﻭﻓﺎﺿﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺇﱃ ﺑﺎﺭﺋﻬﺎ. ﻭﳓﻦ ﻧﻠﺤﻆ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﻜﺎﻫﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﲤﻜﹼﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﰲ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﻛﻤﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﹼﻞ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺪﺭﻳﺲ ﻃﻼﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﱪﻩ ﻣﺪﺓ א *א א ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻟﻴﻠﺔ 96 א * א א ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺑﺸﺮﻯ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ. ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺗﻔﺴﲑ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺴﲑ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ : ،2ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ﺻﻌﺪ ﺍﳌﻨﱪ ﻓﻘﺎﻝ :ﺳﻠﻮﱐ ﻋﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺮﺵ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﳉﻮﺍﻧﺢ ﻋﻠﻢ ﺟ ﻢ ﻫﺬﺍ ﻟﻌﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﻓﻤﻲ ،ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﲏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺯﻗﺎ ،ﻓﻮﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻟﻮ ﺃﺫﻥ ﻟﻠﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﳒﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﹼﻤﺎ ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻟﺼﺪﻗﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻠﺲ ﺭﺟﻞ ﳝﺎﱐ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺩﻋﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺩﻋﻮﺓ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻷﻓﻀﺤﻨﻪ ،ﻓﻘﺎﻡ ﻭﻗﺎﻝ :ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﺳﺄﻝ :ﺳﻞ ﺗﻔﻘﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺴﺄﻝ ﺗﻌﻨﺘﺎ. ﻓﻘﺎﻝ :ﺃﻧﺖ ﲪﻠﺘﲏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺑﻚ ﻳﺎ ﻋﻠﻲ؟ ﻗﺎﻝ :ﱂ ﺃﻛﻦ ﺃﻋﺒﺪ ﺭﺑﺎ ﱂ ﺃﺭﻩ ﻓﻘﺎﻝ :ﻛﻴﻒ ﺭﺃﻳﺘﻪ؟ ﻗﺎﻝ :ﱂ ﺗﺮﻩ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﲟﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻌﻴﺎﻥ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﲝﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺭﰊ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻻ ﺛﺎﻥ ﻟﻪ ،ﻓﺮﺩ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ﻻ ﳛﻮﻳﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﺪﺍﻭﻟﻪ ﺯﻣﺎﻥ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﺎﳊﻮﺍﺱ ﻭﻻ ﻳﻘﺎﺱ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﻓﺴﻘﻂ ﺍﻟﻴﻤﺎﱐ ﻣﻐﺸﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﻗﺎﻝ :ﻋﺎﻫﺪﺕ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺳﺄﻝ ﺗﻌﻨﺘﺎ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﲰﻊ ﺃﻥ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳛﻀﺮ ﻣﺆﲤﺮ ﺟﻨﻴﻒ ﺑﺴﻮﻳﺴﺮﺍ ،ﻭﺣﻀﻮﺭﻩ ﻳﻌﲏ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻧﻈﻤﺔ 1 ،א א ).(64−63−62 א ،1 ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ 2 97 א א ،א .21 ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﳝﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﱄ ﺑﺪﻟﻮﻩ ﺑﺄﻱ ﻟﻐﺔ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﻤﻜﹼﻨﻪ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻄﹼﻴﻮﺭ ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ،ﻭﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﳍﺎ ﻋﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻓﺘﺢ ﺭﺑﺎﱐ ﻭﻋﻠﻢ ﻟﺪﱐ ﺃﻓﺎﺿﻪ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ،ﻭﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻟﻘﺐ ﺑﺎﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻹﺩﺭﺍﻛﻪ ﻏﻮﺍﻣﺾ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭﺍﳌﻐﻴﺒﺎﺕ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲰﻌﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﱯ ،ﻓﻀﺤﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺳﻜﺖ ،ﻷﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ـ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻃﻲ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ. ﻭﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺃﻳﻀﺎ :ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪ ﺟﺪﻩ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺇﺑﺎﻥ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﲟﺪﺭﺳﺔ ﺧﻮﺭ ﻃﻘﹼﺖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ،ﻓﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻧﺒﻮﻳﺎ ﻧﺼﻪ ) :ﻋﻦ ﺃﰊ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ :ﺣﻔﻈﺖ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) :ﺩﻉ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺒﻚ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺮﻳﺒﻚ( ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ( ،ﰒ ﺗﺮﲨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺸﺎﰲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﳋﺎﻣﺲ :ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿ ﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻘﺪﻣﺔ: ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻭﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﻟﺮﺑﺎﱐ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ، ﻭﺭﻳﺚ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺞ ﺠﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ،ﻭﺩﻋﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﺻﺮﳛﺔ ﺧﻼﻝ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﻭﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ﻭﻣﺪﺍﺋﺤﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺇﱃ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ،ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺍﳋﺎﱄ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺒﻊ ﻓﻴﻪ ﺳﻠﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ 98 ﻭﺧﻠﻔﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺒﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ،ﻭﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳌﺎﺗﺮﻳﺪﻱ ،ﻭﻓﻘﻪ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ،ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ، ﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺮﻗﻲ ﺎ ﺇﱃ ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ،ﻭﻣﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﺃﻗﻮﻝ ﻭﺑﺎﷲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ. ﻭﻗﺪ ﺍﺟﺘﱮ ﺍﷲ ﺧﻠﻘﺎ ﳊﻀﺮﺗﻪ ،ﻭﺍﺧﺘﺼﻢ ﶈﻴﺘﻪ ،ﻭﺃﻣﺪﻫﻢ ﲟﺪﺩ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ، ﻓﻬﻢ ﺑﻪ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ،ﻭﺑﻪ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﻋﻦ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ) :ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻋﺒﺪﻱ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﺇﱄ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﺣﱴ ﺃﺣﺒﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺣﺒﺒﺘﻪ ﻛﻨﺖ ﲰﻌﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻪ ،ﻭﺑﺼﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺼﺮ ﺑﻪ ،ﻭﻳﺪﻩ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﻄﺶ ﺎ( . ﻓﺎﳌﻔﻬﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻮﻕ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﻟﺼﻔﺎﻢ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﻌﲎ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻐﲑﻫﻢ، ﻓﻬﺬﻩ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻭﳑﻴﺰﺍﺕ ﲢﹸﻠﻮﺍ ﺎ ﺩﻭﻥ ﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ،ﻓﻨﺎﻟﻮﺍ ﺍﳌﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻭﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺭﺋﻬﻢ ﻓﺄﺣﺒﻬﻢ ﻭﺃﺩﻧﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺗﻪ ،ﻭﺯﺭﻉ ﳏﺒﺘﻬﻢ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺧﻠﻘﻪ ،ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻘﻮﺩﱐ ﺍﻟﲑﺍﻉ ﺇﱃ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺎ ،ﻻ ﺍﳊﺼﺮ ،ﻓﻠﻪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻗﺪ ﺳﺎﻗﻬﺎ ﺑﻨﺎﻧﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﺍ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﺎ ﳌﺮﻳﺪﻳﻪ ﻭﺃﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﲔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﳌﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺑﺎﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﺣﻔﻴﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻘﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻭﻱ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﳏﺎﺿﺮﺍﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﳊﺠﻢ ﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﺎﺭﻳﺔ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ 99 ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻭﻱ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺪ ﺃﻏﻨﺎﻩ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻟﻄﻮﻝ ﺑﺎﻉ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ،ﻭﻟﻐﺰﺍﺭﺓ ﻋﻠﻤﻪ ،ﻭﻟﺪﻗﹼﺔ ﻋﺮﺿﻪ ﻭﲝﺜﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﻋﻼﺟﻪ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻟﻜﻞ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﻏﻮﺍﺋﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺎ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻭﻱ) :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﲏ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻻ ﺃﻥ ﳜﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﻳﺪﻩ(. ﻭﻟﻘﺪ ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﱠﻟﺬﻳﻦ ﳝﺘﻠﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻓﺬﻛﺮ ﱄ ﺭﺟﻠﲔ ،ﺃﺣﺪﳘﺎ ﰲ ﺃﺭﺽ ﺍﳌﻨﺎﻗﻞ ،ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻋﻴﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ،ﻭﳓﻦ ﻧﻨﺎﺷﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺆﻟﹼﻒ ﺍﻟﺜﻤﲔ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﳋﻠﻴﻔﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻟﺘﻌ ﻢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ. ﻓﺎﻟﻨﺎﻇﺮ ﺇﱃ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﳚﺪ ﺃﻧﻪ ﻃﺮﻕ ﻛﻞ ﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻮﱘ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺬﻳﺒﻬﺎ ﺳﻠﻮﻛﺎ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲢ ﹼ ﻭﺃﺧﻼﻗﺎ ،ﻋﻠﻤﺎ ﻭﺷﻌﺮﺍ ﻭﻧﺜﺮﺍ. ﻓﻨﺤﻦ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺳﻨﺘﻨﺎﻭﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻘﻼ ﻟﻠﻨﺺ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺇﻳﻀﺎﺡ ﻃﻔﻴﻒ ﳌﻌﲎ ﻳﺘﻌﻠﹼﻖ ﺑﻪ )ﻫﺬﻩ ﳕﺎﺫﺝ ﻃﻔﻴﻔﺔ ﳐﺘﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﻣﺆﻟﹼﻔﺎﺗﻪ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺎ(. ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ: ﻓﻔﻲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ )ﺃﺭﺟﻮﺯﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ( ،ﻗﺪ ﺃﺟﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺃﻏﲎ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺻﺪﺭ ﺎ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺍﳉﻨﺎﺋﻦ ﺍﳌﻐﺮﻭﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺽ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﶈﺮﻭﺳﺔ( ،ﻭﺍﻟﱵ ﺍﺑﺘﺪﺃﻫﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ-: 100 ﻭﺑﻌﺪ ﲪﺪ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼـﻼﺓ ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺟﻮﺯﺓ ﺃﻋﺮﻓــﻬﺎ ﻷﺎ ﻓـﻲ ﻣﻌﲎ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴـﺪ ﻭﲣﺮﺟﺎ ﻣﻦ ﺭﺑﻘــﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴـﺪ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻟﻼﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻳﺎ ﻓﻄـﻦ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒـﻲ ﺟــﺎﺀ ﺑﺎﳋﻴــﺮﺍﺕ ﻟﻜـــﻲ ﺗﻨﻴــﻞ ﺍﻟﻔـــﻮﺯ ﺗﻨﺞ ﻓﻴﻬـﺎ ﻳـﻮﻡ ﺍﳊـﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳـﺪ ﻭﺗﺴﻜــﻦ ﺍﳉﻨــﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﺄﻳﻴـﺪ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺻﻔﺔ ﻧﻔﺴﻴـﺔ ﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻬﺬﻩ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻳﺎ ﺣـﺎﺩﺙ ﻭﺍﳉﻤﻴﻞ ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﰲ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﻟﻌﺮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺟﻮﺯﺓ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﲨﻴﻠﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻮﻥ ﻋﻘﻴﺪﺓ ،ﺣﻴﺚ ﺟﺰﺃﻫﺎ ﺇﱃ ﺟﺰﺋﲔ ﻳﻨﺪﺭﺟﺎﻥ ﲢﺖ ﻻﻡ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻣﺴﺘﻐﲏ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﻭﻣﻌﲎ ﺍﻹﻟﻪ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﺘﻐﲏ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ،ﻭﺍﳌﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ ،ﻭﺍﺑﺘﺪﺃﻫﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻭﻫﻲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻟﻼﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻳﺎ ﻓﻄــﻦ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺻﻔﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻟﻚ ﺍﺏ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻬﺬﻩ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻳﺎ ﺣﺎﺩﺙ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻓﻀﺪﻩ ﻟﻸﺷﻌﺮﻱ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻓﺎﳊﺪﻭﺙ ﺿﺪﻩ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺒﻘـﺎﺀ ﺿـﺪﻩ ﺍﻟﻐﻨـﺎ ﻭﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﺿﺪﻫﺎ ﺍﳌﻤﺎﺛﻠــﺔ ﻳـﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﻮﻓﻪ ﻗﻴﺎﻣـﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺿـﺪﻩ ﺍﺣﺘﻴـﺎﺝ ﺃﻋـﺮﻑ ﳍـﺬﺍ ﺗﻈﻔـﺮ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺝ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺴﻠﺴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲢﺖ ﻻﻡ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺍﳌﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﰲ ﺣﻘﹼﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺧﺘﻤﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﲢﺖ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻭﺍﺟﺒﻪ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺿﺪﻫﺎ ﻣ ﻬ ﱠﺬﺑﻪ 101 ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﳌﺨﺼﺺ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﶈﻞ ،ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﲢﺖ )ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ( ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﲰﻴﻌﺎ ﺑﺼﲑﺍ ﻭﻣﺘﻜﻠﻤﺎ. ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﲢﺖ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﲢﺖ ﻻﻡ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﺃﻭﳍﺎ ﺻﻔﺎﺕ ﺳﻠﺒﻴﺔ ،ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ،ﻭﲰﻴﺖ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻷﻥ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﻟﹼﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﺼﻔﺔ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻧﻔﺖ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋ ﺰ ﻭﺟ ﱠﻞ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻧﻔﺖ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻼﹼﺣﻖ ،ﻭﺻﻔﺔ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻧﻔﺖ ﻋﻨﻪ ﺍﳌﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﻭﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻧﻔﺖ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺝ ﺇﱃ .1 א א ﺍﶈﻞ ﺍﳌﺨﺼﺺ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : ﻭﺛﻼﺙ ﻣﻌﺎﱐ ﻭﻫﻲ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ ،ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ،ﻭﻣﺘﺼﻔﺔ ﺎ، ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﲰﻴﻌﺎ ﻭﺑﺼﲑﺍ ﻭﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ،ﻭﲰﻴﺖ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻷﺎ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﱐ ،ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺻﻔﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﲢﺖ ﻻﻡ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺭﺟﺰﺍ ﳍﺎ: ﻧﻔﻲ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻭﻧﻔﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻭﻧﻔﻲ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺍﳌﻮﺩﻋﺔ ﻳﺎ ﺻﻔﻲ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺿﺪﻩ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻭﻧﻔﻲ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺿﺪﻩ ﺗﺒﻮﺛﻪ ﻳﺎ ﻣﺮﺗﻀﻰ ﻭﻧﻔﻲ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺑﺎﻟﻘـﻮﺓ ﺍﳌﻮﺩﻋـﺔ ﺿـﺪﻩ ﺛﺒـﻮﺕ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻳـﺎ ﻣﻦ ﻭﻉ ﻓﺎﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻣﱰﹼﻩ ﻋﻦ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﰲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﻏﺮﺽ ﳛﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ،ﻭﻻ ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﳐﺘﺎﺭ ﰲ ﻓﻌﻠﻪ ﺇﳚﺎﺩﺍ ﻭﺇﻋﺪﺍﻣﺎ ،ﻭﺍﻹﻋﺰﺍﺯ ﻭﺍﻹﻏﻨﺎﺀ ﻭﺍﻹﻓﻘﺎﺭ ﻭﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﻭﰲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻛﺎﻹﳚﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺪﺏ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﳌﺎ ﻳﺮﻳﺪ، 1 א ،א .11 102 ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﰲ ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﺗﺮﻙ ﻛﺎﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺍﳌﻮﺩﻋﺔ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﻼ ﺗﺄﺛﲑ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﺑﻘﺪﺭﻢ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﰲ ﺇﳚﺎﺩ ﺷﻲﺀ ﺃﻭ ﺇﻋﺪﺍﻣﻪ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺆﺛﺮ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﻹﳚﺎﺩ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﻭﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺬﻟﻚ ،ﺑﻞ ﳍﻢ ،1ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ א ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻓﻘﻂ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : 2 ،א ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﺄﺛﲑ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : ،4ﻓﻨﻔﻲ ﺍﻟﻐﺮﺽ ،3ﻭﻗﺎﻝ ﻋ ﺰ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻞ :א ﺿﺪﻩ ﺛﺒﻮﺙ ﺍﻟﻐﺮﺽ ،ﻭﻧﻔﻲ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺍﳌﻮﺩﻋﺔ ﺿﺪﻩ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ،ﻓﻔﻌﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻐﺮﺽ ﻭﻻ ﻟﻌﻠﹼﺔ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﳌﺎ ﻳﺮﻳﺪ. ﰒ ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺫﺍﻛﺮﺍ ﳌﺎ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﲢﺖ ﻻﻡ ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ: ﺍﻟﻮﺣـﺪﺍﻧﻴﺔ ﺳﻠﺒﻴــﺔ ﺑﺎﻟﺘـﻔﺮﻳﺪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻟﻼﻓﺘﻘـﺎﺭ ﻳﺎ ﻣــﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﻌــﺎﱐ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻳﺎ ﺛـﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺿﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﺠﺰ ،ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ،ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﳉﻬﻞ ،ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﻮﺕ ﻛﻦ ﺫﺍ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ. ﻓـﻬﺬﻩ ﻣﻌﻨـﻮﻳﺔ ﺃﺗـﺖ ﺟـﻠﻴﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻭﻣﺮﻳﺪﺍ ﻭﻋﺎﳌﺎ ﻭﺣﻴﺎ ﺃﻣﺎ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﻫﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﰲ ﺣﻘﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺭﺟﺰﺍ ﻛﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﺇﺫﺍ ﻟﻮ ﺍﻧﺘﻔﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﳌﺎ ﺃﻣﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﻓﺒﺎﻧﻌﺪﺍﻣﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻼ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻲﺀ ،ﻓﻬﺬﺍ 1 3 א א ،א ،א 2 .286 4 .62 103 ،א א א ،א .16 .96 ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﰲ ﺣﻘﹼﻪ ﻷﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻛ ﹼﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻼ ﺗﺄﺛﲑ ﻟﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺑﻄﺒﻌﻪ ،ﻭﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﹼﻪ ﺣﺎﺩﺙ ،ﻭﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺣﻴﺎ ﻭﻣﺮﻳﺪﺍ ﻭﻗﺎﺩﺭﺍ ﻭﻋﺎﳌﺎ ﻓﺈ ﹼﻥ ﲨﻠﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﳌﻨﺪﺭﺟﺔ ﲢﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﲬﺴﻮﻥ ﻋﻘﻴﺪﺓ ،ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻣﻨﺪﺭﺟﺔ ﲢﺖ ﺍﺳﺘﻐﻨﺎﺋﻪ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ،ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﻘﺎﺭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﻭﺍﳉﺎﺋﺰ. ﺃﻣﺎ ﺭﺳﻞ ﺍﷲ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﲢﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﺃﻣـﺎ ﺭﺳـﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﻜـﺮﺍﻡ ﻓﻴﺠﺐ ﰲ ﺣﻘﻬﻢ ﺻﺪﻕ ،ﺃﻣﺎﻧﺔ ،ﺗﺒﻠﻴﻎ ﻳﺎ ﳒﺐ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺿﺪ ﺍﻟﻜﺬﺏ ،ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺿﺪﻫﺎ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺗﺒـﻠﻴﻎ ﻛﺜﻤﺎﻥ ﻓﻬﺎﻙ ﻋـﺪﻫﺎ ﻓﻄﺎﻧـــﺔ ﺿـﺪﻫـﺎ ﺍﻟﺒـﻼﺩﺓ ﺍﺣﻔــﻆ ﲢــﻆ ﺑﺎﻟﺮﺷــﺎﺩﺓ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼـﻔﺎﺕ ﰒ ﺍﺳﺘﺮﺳﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺟﺰﺍ ﺫﺍﻛﺮﺍ ﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﺴﺘﺔ ،ﻭﻣﺒﻴﻨﺎ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﱵ ﻻ ﳚﻮﺯ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻛﺎﳉﻨﻮﻥ ﻭﺍﳉﺬﺍﻡ ﻭﺍﻟﱪﺹ ﻭﻛﺪﺍﺀ ﺍﻟﻔﺮﺝ ،ﻭﻛﺎﳉﺐ ﻭﺍﳋﺼﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌ ﻦ ﻭﺍﻟﻌﻤﻰ ﻭﺍﻟﻌﻮﺭ ﻭﺍﻟﺸﻠﻞ ﻭﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻠﻜﻦ ،ﻭﺫﻛﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺣﻖ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻴﺲ ﺑﻠﻜﻦ ﺑﻞ ﺛﻘﻞ ﰲ ﻟﺴﺎﻧﻪ ،ﻭﺯﺍﻝ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﷲ .ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺣﻜﻮﻩ ﰲ ﺣﻖ ﺷﻌﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻰ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻸﻧﺒﺎﺀ ﻋﻴﺐ ،ﻭﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻴﻌﻘﻮﺏ ﰲ ﺑﺼﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﻟﻄﻒ ﻭﺯﺍﻝ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﷲ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻮﺯ ﰲ ﺣﻘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻛﺎﳌﺮﺽ ﺍﳋﻔﻴﻒ ﻻ ﺍﳌﺘﻄﺎﻭﻝ ﻭﻻ ﺍﳌﺰﻣﻦ ﻭﻻ ﺍﳌﻨﻔﺮ ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺒﺎ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺫﻛﺮ ﺃ ﹼﻥ ﻣﺎ ﺣﻜﻮﻩ ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻜﺬﻭﺏ ﻷﻧﻬﻢ ﺑﺪﻟﻮﺍ ﻭﻏﲑﻭﺍ ﻭﺷﺘﻤﻮﺍ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺳﺒﻮﺍ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﳚﻮﺯ ﰲ ﺣﻘﻬﻢ ﻛﻞ ﻋﺮﺽ 104 ﺑﺸﺮﻱ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻧﻘﺺ ﻛﺎﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺑﺘﺒﻠﻴﻐﻪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻣﺎ ﺳﻬﻮﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﳉﺮﺡ ﻭﺃﺫﻳﺔ ﺍﳋﻠﻖ ﺑﻘﻮﳍﻢ ﻭﻓﻌﻠﻬﻢ ،ﻓﺬﺍﻙ ﺣ ﻖ ﳍﻢ ﰲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ. ﰒ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ: ﻓﺘﺤﺖ ﳏﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﺍﺣﻔﻈﻬـﺎ ﺗﻨــﺞ ﻳﻮﻡ ﺍﳌﻘــﺮ ﻭﻳﻌﲏ ﺑﺬﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﲢﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪ، ﻓﺠﻤﻠﺘﻬﺎ ﺳﺖ ﻋﺸﺮ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﺴﺘﺔ ،ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻭﺍﳌﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﻭﺍﳉﺎﺋﺰﺓ ،ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻐﻴﺒﺎﺕ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﺎ ،ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺧﲑﻩ ﻭﺷﺮﻩ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻓﻤﻌﲎ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﲝﻖ ﺇﱠﻟﺎ ﺍﷲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺴﺘﻐﲏ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﳉﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﱄ ،ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺍﳉﱪﻭﺕ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻓﻮﻕ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ، ﻛﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﱂ ﻳﺮﺩ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﳌﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﲢﺖ ﺗﺄﺛﲑ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭﺣﻜﻤﻪ ،ﻭﲢﺖ ﻗﻀﺎﺋﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻭﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻣﱰﹼﻩ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺗﺸﺒﻴﻪ ،1ﻭﻗﺎﻝ א א ﻭﺗﻌﻄﻴﻞ ،ﻭﲤﺜﻴﻞ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : .2 א א א א ﺗﻌﺎﱃ : ﺃﻣﺎ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﺑﺼﻔﺎﺎ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﳉﻼﻟﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﺟﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪ * * *א א א ﻗﻮﻟﻪ ﻋ ﺰ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻞ : 1 א ،א .11 2 105 א ،א 103 א * 1ﻧﻔﻲ ﻟﻠﻜﺜﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺪﺩ ﻷﻥ ﺍﻷﺣﺪﻳﺔ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﻳﺔ ﻓﻼ ﻳﺮﺩ ﰲ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺫﻛﺮ ﻟﻠﻌﺪﺩ ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺭﻭﺩ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻪ ،ﻭﻗﻮﻟﻪ )ﺍﻟﺼﻤﺪ( ،ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺼﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﻮﺍﺋﺞ ﻧﻔﻲ ﻟﻠﻘﻠﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ ،ﻭﻗﻮﻟﻪ) :ﱂ ﻳﻠﺪ ﻭﱂ ﻳﻮﻟﺪ( ﻧﻔﻲ ﻟﻠﻌﻠﹼﺔ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻟﻴﺔ ،ﻓﺘﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﹼﺔ ﻟﻐﲑﻩ ﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻠﻮﻻ ﻟﻐﲑﻩ ﺑﺎﻟﻮﻟﺪﻳﻪ .ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻛﻔﺆﺍ ﺃﺣﺪ( ،ﻧﻔﻲ ﻟﻠﺸﺒﻴﻪ ﻭﺍﻟﻨﻈﲑ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﰲ ﺻﺪﺭ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﺃﻋــﺮﻓﻬﺎ ﻟﻜــﻲ ﺗﻨﻴﻞ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻭﺑﻌــﺪ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺭﺟــﻮﺯﺓ ﺗﻨﺞ ﺑـﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﳊـﺮ ﺍﻟﺸــﺪﻳﺪ ﻷـﺎ ﰲ ﻣﻌﲎ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺗﺴـﻜﻦ ﺍﳉﻨـﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘــﺄﻳﻴـﺪ ﻭﲣـﺮﺝ ﻣﻦ ﺭﺑﻘﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴــﺪ ﻓﻘﺪ ﻧﺒﻪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ـ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻷﳘﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻳﺔ ،ﻭﺑﺄﺎ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻋﺎﻗﻞ ﺑﺎﻟﻎ ،ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﰲ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﺑﺎﷲ، ﻭﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﰲ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺑﺄﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺳﺒﺐ ﰲ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﺩﺧﻮﻝ ﺍﳉﻨﺎﻥ. ﰒ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺑﺄﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﺭﺑﻘﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ،ﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﺎﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﺍﺧﺘﻠﻒ ﰲ ﺇﳝﺎﻥ ﺍﳌﻘﻠﹼﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻝ: ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ: ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﻘﻠﺪ ﻛﺎﻓﺮﺍ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ﰲ ﺍﻟﻜﱪﻯ ،ﻭﺍﳉﺒﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ. 1 א :א .4−1 106 ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺃﻡ ﻻ. ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ﻋﺼﻴﺎﻥ. ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﻗﻠﹼﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻘﻄﻌﻴﺔ ﺻﺢ ﺇﳝﺎﻧﻪ ،ﺑﺎﺗﺒﺎﻋﻪ ﺍﻟﻘﻄﻌﻲ ،ﻭﻣﻦ ﻗﻠﹼﺪ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﺼﺢ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﻟﻌﺪﻡ ﺃﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺍﳌﻌﺼﻮﻡ. ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﳋﺎﻣﺲ: ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻋﺼﻴﺎﻥ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺷﺮﻁ ﻛﻤﺎﻝ. ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﳊﻖ: ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻌﻮﻝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﻴﺠﻮﺭﻱ ﰲ ﳏﺸﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ. 107 < <äÏËÖ]<Ù^¥ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺣﱴ ﺍﳊﺞ ،ﻓﺒﻬﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﻌﻴﲏ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﻎ ﻋﺎﻗﻞ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺳﻬﻞ ﺑﻠﻴﻎ ﻭﻣﺒﺴﻂ ،ﻋﺬﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ،ﻭﺍﺿﺢ ﺍﳌﻌﲎ ،ﻭﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﻬﲑ ﺑﻮﺩ ﺍﻹﺣﻴﻤﺮ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﺮﺣﺎ ﻟﻴﻨﺘﻔﻊ ﺎ ﺍﳌﺮﻳﺪﻭﻥ ﻭﻛ ﹼﻞ ﻣﻦ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﻦ ﺍﻹﺣﻴﻤﺮ ﺷﺮﺣﺎ ﻣﺴﺘﻮﻓﻴﺎ ،ﻇﺎﻫﺮ ﺍﳌﻌﲎ، ﻣﺪﻋﻤﺎ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﱐ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﱵ ﲢﺘﺎﺝ ﻹﻳﻀﺎﺡ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛﺎﳌﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺇﻥ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳋﻼﻓﻴﺔ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﺙ ﻋﻈﻴﻢ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺩ ﺍﻹﺣﻴﻤﺮ ﺑﺎﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﰲ ﻋﻴﺪ ﻓﺤ ﺪﹶﺛﻪ ﻋﻦ ﻧﻘﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ. ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺩ ﺍﻹﺣﻴﻤﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺩ ﺍﻹﺣﻴﻤﺮ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ :ﺇﱐ ﺃﺧﺼﻚ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﱂ ﺃﻛﺸﻔﻬﺎ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﲏ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃﻥ ﺃﺿﻊ ﺷﺮﺣﺎ ﻣﻮﺟﺰﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺍﳉﻨﺎﺋﻦ ﺍﳌﻐﺮﻭﺳﺔ( ﻭﺃﺟﺒﺘﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻷﻥ ﻣﺜﻠﻪ ﻻ ﻳﺮﻓﺾ ﻟﻪ ﻃﻠﺐ ،ﺑﻞ ﻳﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﻜﻞ ﻟﻄﻠﺒﻪ ﺭﺟﺎﻻ ﻭﺭﻛﺒﺎﻧﺎ ،ﻓﺄﺧﺬﺕ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﺧﻠﻮﺕ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺃﻓﻜﹼﺮ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﻊ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﺣﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ 108 ﲝﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﻠﻐﻂ ،ﻓﺒﺎﻥ ﱄ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻫﻮ ﺃﻧﺴﺐ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻷ ﹼﻥ ﻓﻴﻪ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻨﲏ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﳌﺴﺘﻮﰲ ﺍﳌﺪﻋﻮﻡ ﺑﺎﻷﺩﻟﹼﺔ ﺍﻟﻨﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺿﻴﲏ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻫﻮ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻭﺍﳍﺪﻭﺀ ﻭﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳉﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﺍﻫﺒﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ،ﻭﻫﺪﺃ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺳﻜﻦ ﺟﻠﺴﺖ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﺧﺘﺮﺗﻪ ،ﻭﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺃﻣﺎﻣﻲ ،ﻭﺍﺑﺘﺪﺃﺕ ﺍﻟﺸﺮﺡ ،ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﺑﺎﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻬﻤﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺪ ﺟﻠﺲ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻳﺮﻣﻖ ﻣﺎ ﺃﻛﺘﺒﻪ ﻭﺃﺳﺠﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺍﳉﻨﺎﺋﻦ ﺍﳌﻐﺮﻭﺳﺔ( ﻓﻠﻢ ﺃﻓﻘﺪﻩ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﲏ ،ﻭﱂ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﺟﻠﻮﺳﻪ ﺣﱴ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﻬﻤﱵ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ،ﻓﺎﺧﺘﻔﻰ ﻋﲏ ﻛﻤﺠﻴﺌﻪ ﱄ. ﰒ ﻋﺎﻭﺩﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻋﻨﺪ ﺇﻣﺴﺎﻛﻲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ﻇﻬﺮ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻷﻣﺲ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻏﺎﺩﺭﱐ ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﺩﻭﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺒﺪﻭ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﰲ ﳎﻴﺌﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﰲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﱂ ﻳﻐﺐ ﻋﲏ ﻭﻻ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻃﻴﻠﺔ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ. ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻌﺒﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﲟﻘﺪﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻷﱐ ﻛﻨﺖ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺈﺭﻫﺎﻕ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻨﻤﺖ ،ﻓﺄﺣﺴﺴﺖ ﺑﱪﺩ ﻳﺪﻳﻦ ﺗﻀﻐﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﻤﻲ ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻋﻴﲏ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻀﺖ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻲ ﻣﺴﺮﻋﺎ، ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻱ ﻗﺒﻞ ،ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺑﱪﻛﺘﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﻣﺘﻌﺒﺎ ،ﻓﺄﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﺧﻔﻒ ﻋﻨﻚ ﺫﻟﻚ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﺣﻴﻤﺮ :ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺘﺎﺑﻌﲏ ﺑﻨﻈﺮﻩ. ﻗﻠﺖ :ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺩ ﺍﻹﺣﻴﻤﺮ ﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﻗﺪﺭﺍ ﻛﺒﲑﺍ ﻣﻦ ﻣﺪﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺇﻟﻄﺎﻓﺎﺗﻪ ﻭﺑﻮﺍﺭﻕ ﺃﻧﻮﺍﺭﻩ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻪ ،ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺎﺗﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺍﳉﻨﺎﺋﻦ ﺍﳌﻐﺮﻭﺳﺔ( ،ﻭﺍﺳﺘﻄﺮﺩ ﺍﺑﻦ ﺍﻹﺣﻴﻤﺮ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ 109 ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻗﺎﺋﻼ :ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻛﺘﻤﻞ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ )ﺍﳉﻨﺎﺋﻦ ﺍﳌﻐﺮﻭﺳﺔ( ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺑﻪ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻗﺒﻞ ﻭﺻﻮﱄ ﺍﻋﺘﺮﺿﲏ ﺩﺭﻭﻳﺶ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﱄ ،ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻣﺎﱄ ﺃﺭﻯ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻗﻚ ﺃﺑﺪﺍ ،ﺃﱏ ﺗﻮﺟﻬﺖ ؟ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻱ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻗﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺳﻠﻤﺖ ﻟﻪ. ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ،ﻭﺳﻠﹼﻤﺖ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻓﺸﻜﺮﱐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﻗﻄﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳉﻨﺎﺋﻦ ﺍﳌﻐﺮﻭﺳﺔ: ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ )ﺍﳉﻨﺎﺋﻦ ﺍﳌﻐﺮﻭﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺽ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﶈﺮﻭﺳﺔ( ،ﻟﻠﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻧﻀﻲﺀ ﺎ ﺟﻮﺍﳓﻨﺎ ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ،ﻭﻗﺒﺲ ﻣﻀﺎﺀ ﻳﺴﻄﻊ ﻧﻮﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ،ﻭﲦﺮﺍﺗﻪ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻋﻤﻰ ﺍﳉﻬﻞ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﳏﻮ ﻋﺸﻰ ﺍﻟﺒﺼﲑﺓ، ﻓﻴﺼﲑ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﺎﺭﻓﺎ ﲟﺎ ﻳﺮﺍﺩ ﻣﻨﻪ ،ﻋﺎﳌﺎ ﲟﺎ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ) :ﻣﻦ ﻳﺮﺩ ﺍﷲ ﺑﻪ ﺧﲑﺍ ﻳﻔﻘﻬﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ( ،ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺳﺠﻠﺘﻬﺎ ﳌﺴﺎﺕ ﻭﺟﺮﻋﺎﺕ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻭﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ: ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒـﺎﻗﻲ ﺍﳊﻤــﺪ ﷲ ﺍﻟﻘــﺪﱘ ﺍﻟﺒـﺎﻗﻲ ﺛـﻢ ﺍﻟﺼـــﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴـﻼﻡ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨﺒـﻲ ﻭﺍﻵﻝ ﻣـﻦ ﺃﻗـﺎﻡ ﻟﺪﻳـﻦ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨــﺔ ﻓﻬﻢ ﺳﻔﻦ ﺍﻟﻨﺠـﺎﺓ ﺭﲪـﺔ ﻟﻸ ﻣـﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﻓﻬﺎﻙ ﻧﻈﻤـﺎ ﺣــﺎﻭﻱ ﳌﻌﻨـﻰ ﻣﻘـﺪﻣـﺔ ﺍﻟﻌﺸﻤــﺎﻭﻱ ﻭﻛﺬﺍ ﺻﺤﺎﺡ ﺍﳉﻮﺍﻫﺮ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺍﺭﺗﻀـﺎﻩ ﺍﻟﺼﻔﺘـﻲ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﺼﻬـﺎ ﻭﻛﻢ ﺣﻮﺕ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻋﺪﻳـــﺪﺓ ﻭﻛﻢ ﳍـﺎ ﺯﻭﺍﺋﺪ ﻣﻔﻴـــــﺪﺓ 110 ﲰﻴﺘﻬـﺎ ﺍﳉﻨﺎﺋـﻦ ﺍﳌﻐﺮﻭﺳــﺔ ﻋـﻠﻰ ﺣﻴﺎﺽ ﺍﻟﺴﻨـﺔ ﺍﶈﺮﻭﺳـﺔ ﺗﺎﺑﻌـﺎ ﻟﻨﻬــﺞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟـﻚ ﻗﻄﺐ ﺍﻷﺋﻤـﺔ ﻭﺍﺿﺢ ﺍﳌﺴـﺎﻟـﻚ ﻭﻫـﺎ ﺃﻧـﺎ ﺑﻌـﻮﻥ ﺍﻟﹼﻠـﻪ ﺃﺑـﺪﺃ ﻭﺃﺭﲡــﻲ ﻣــﻦ ﻓﻴﻀـﻪ ﳝـﺪ < <ðç•çÖ]<˜Î]çÞ<h^e ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻧﻮﺍﻗﺾ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﲔ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺩﻭﻥ ﻣﲔ ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻓﺨﻤﺴﺔ ﺛﻼﺛــﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻞ ﻓﻬﻜـﺎ ﻳـﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛـﺔ ﻓﺎﳌـﺬﻱ ﻭﺍﻟﻮﺩﻱ ﺛـﻢ ﺍﻟﺒـﻮﻝ ﻭﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺑﺮ ﺭﻳﺢ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻘـﻮﻝ ﺃﻣﺎ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻓﺎﻟﻨــﻮﻡ ﻋﻞ ﺃﺭﺑﻌـﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻋﻨـﺪ ﺍﻟﻘـﻮﻡ ﻃﻮﻳﻞ ﺛﻘﻴـﻞ ﻟﻠﻮﺿـﻮﺀ ﻧﻘﻴﺾ ﻗﺼﲑ ﺛﻘﻴـﻞ ﺃﻳﻀـﺎ ﺑـﻪ ﺍﻟﻘﻀﻮ ﻗﺼﲑ ﺧﻔﻴـﻒ ﻻ ﻳﻨﻘﺾ ﺍﻟﺒﺘـﺔ ﻃﻮﻳﻞ ﺧﻔﻴﻒ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻣﻨﻪ ﻳﺎ ﻓﱴ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺑﺎﺏ ﻧﻮﺍﻗﺾ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ،ﰒ ﺍﺳﺘﻄﺮﺩ ﰲ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺭﺍﺟﺰﺍ ﳍﺎ ﺑﺮﺟﺰ ﺧﻔﻴﻒ ﲨﻴﻞ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﰱ ﻛﻞ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ،ﰒ ﺃﺗﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﻓﺒﺪﺃ ﺑﻔﺮﺍﺋﺾ ﺍﻟﺼﻼﺓ. ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ: ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﺗﻜﺒـﲑﺓ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ﻣﺸﺘﻬـﺮ ﻓﺮﺍﺋـﺾ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸـﺮ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﳍﺎ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴـﺎﻡ ﳍﺎ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭﺍﻟﺮﻓﻊ ﻣﻨﻪ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺭﺍﻡ ﻛﺬﺍ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﺮﻓـﻊ ﻣﻨﻪ ﺑـﲔ ﺟﻠﻮﺱ ﺑﻴـﻦ ﺍﻟﺴﺠﺪﺗﲔ ﻋـﲔ ﻭﺍﳉﻠﻮﺱ ﺍﻷﺧﲑ ﻭﺍﻟ ﺴﻼﻡ ﺍﳌﻌﺮﻑ ﺑﺂﻝ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻋﺮﻑ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﻧﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘــﺪﺍﺀ ﰲ ﺣﻖ ﺍﳌﺄﻣـﻮﻡ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻫﺘـﺪﻯ 111 ﰒ ﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺭﺍﺟﺰﺍ ﻛ ﹼﻞ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﹼﻖ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ :ﺳﻨﻨﻬﺎ ﻭﻓﻀﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﻣﻜﺮﻭﻫﺎﺎ ﻭﻣﺒﻄﻼﺎ ،ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﹼﻖ ﺑﺎﻹﻣﺎﻣﺔ ﻭﺳﺠﻮﺩ ﺍﻟﺴﻬﻮ، ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ. < <Ý^é’Ö]<h^e ﰒ ﺑﺪﺃ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺻﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﺮﺽ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺃﻭ ﺭﺅﻳﺔ ﲨﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻋﺪﻟﲔ ﻟﻠﻬﻼﻝ ﻓﻬﺎﻙ ﺷﻄﺮ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺗﻘـﺪﻡ ﻭﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﺒﺎﻗـﻲ ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻟﺼﻴـﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳـﺎ ﺑﻨـﻲ < <s£]<h^e ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻟـﻪ ﲬـﺲ ﺷـﺮﻭﻁ ﻣﺴﺘﻘـﺮﺓ ﺍﳊﺞ ﻭﺍﺟﺐ ﰲ ﺍﻟﻌﻤـﺮ ﻣــﺮﺓ ﺤﺔ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﳊـﺞ ـــﺎ ﺃﻭﰱ ﺃﻭﳍﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﺷﺮﻁ ﰲ ﺻ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻫﻮ ﺷﺮﻁ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﻭﺍﻟﺼـﻤﺖ ﻣﻌﻪ ﻋـﻠﻰ ﺍﳌـﻄﻠﻮﺏ ﻭﺍﳊـﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻠﻴــﻒ ﺷﺮﻃﺎﻥ ﻭﺟﻮﺑﻪ ﰲ ﺻﺤﺔ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻟﻴﻼ ﺍﻋﺘـﱪ ﺃﻣﺎ ﻓﺮﺍﺋﻀــﻪ ﺍﻟﱵ ﺑﺎﻟـﺪﻡ ﻻ ﲡﱪ ﻓﺎﻟﻨﻴـﺔ ﻭﺍﻟـﻮﻗﻮﻑ ﺑﻌﺮﻓﺔ ﻟﻴﻼ ﺍﻋﺘﱪ ﻭﻃﻮﺍﻑ ﺍﻹﻓﺎﺿﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌـﻲ ﺑـﲔ ﺍﻟﺼﻔـــﺎ ﻭﺍﳌـﺮﻭﺓ ﻣﺒﻴـــﻦ ﺃﻣﺎ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘـﻲ ﲡﺒـﺮ ﺑﺎﻟـﺪﻡ ﻫــﻲ ﺳﺒﻌــﺔ ﳍـﺎ ﻓﺎﻏﺘﻨــﻢ ﻓﺎﻹﺣﺮﺍﻡ ﺍﳌﻴﻘــﺎﺕ ﺍﳌـﻜـﺎﻥ ﺍﻟﺘـﻠﺒﻴﺔ ﻭﻃﻮﺍﻑ ﺍﻟﻘـﺪﻭﻡ ﺧﺬ ﺑﻴﺎﻥ ﻭﺭﻣﻲ ﺍﳉﻤﺎﺭ ﻭﺍﳊﻠـﻖ ﻭﺍﻟﺘﻘـﺼﲑ ﻭﺭﻛﻌﺘﺎ ﺍﻟﻄـﻮﺍﻑ ﰲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﻳﺎﻓﻘـﲑ ﻭﻛﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﺍﻟﻄ ّ ـﻮﺍﻑ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻄـﻮﻉ ﻓﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﻭﺍﺟـﺐ ﰒ ﻳﺼﻠﻲ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ ﲨ ﻌﺎ ﻭﻳﻘﺼﺮ ﰲ ﺭﺣـﻠﺔ ﰒ ﻳـﺄﰐ ﺍﳌـﻮﻗﻒ ﺍﻷﺑﺮ 112 ﻭﻋـﺮﻓﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﻓﻴﻘـﻒ ﺭﺍﻛﺒﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺩﺍﺑﺔ ﻟﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻏﺮﺑﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻗﻒ ﺍﻹﻣـﺎﻡ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﳌﺰﺩﻟـﻔﺔ ﻭﺻــﻠﹼﻰ ﰒ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﺫﺍ ﺟـﺎﺀ ﺍﻹﺳﻔﺎﺭ ﻭﺇﺫﺍ ﻓﲑﻣﻴﻬﺎ ﺳﺒﻌـﺔ ﺣﺼـﺎﺓ ﻳﻜﺒــﺮ ﻭﻗﺪﺭ ﻛـﻞ ﻭﺍﺣــﺪﺓ ﺣﺼــﺎﺓ ﻭﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﳍﺎ ﺬﺍ ﺍﻟﺮﻣﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻞ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻫﺪﻳﻪ ﺃﻭ ﻳﺬﺑﺢ ﰒ ﳛﻠﻖ ﺃﻭ ﻳﻘﺼــﺮ ﻭﻳﻄﻮﻑ ﻃﻮﺍﻑ ﺍﻹﻓﺎﺿﺔ ﻭﻳﺴـﻌﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒـﻼ ﻣﺘﻀﺮﻋﺎ ﻣـﺮﺍﻉ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﻗﻒ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﺒﻌﻪ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﺟﺎﺯ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻣﻌﻪ ﺑﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﻭﻗﺎﺭ ﻓﺎﻓـﻘﻪ ﺍﳌﻐـﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎ ﲨﻌﺎ ﻭﻗﺼﺮﺍ ﺗﺮﺗﺐ ﻭﺻـﻞ ﺇﱃ ﻣﲎ ﺭﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﻘﺐ ﺍﳊﺠﺎﺭ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺣــﺼﺎﺓ ﺗﻜﺒﲑﺓ ﻣﺸﺘـﻬﺮﺓ ﻣﺜـــﻞ ﺍﻟﻔـﻮﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨـــﻮﺍﺓ ﻓﻴﺤ ﹼﻞ ﻟﻪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇ ﹼﻻ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪ ﻳﻨﺤﺮ ﺭﺃﺳــﻪ ﰒ ﻳﺄﰐ ﻣ ﹼﻜـﺔ ﻣﺴﺘــﻘﺮ ﺇﻥ ﱂ ﻳـﻜﻦ ﻳﺎ ﺻـﺎﺣﻲ ﺃﻭﻻ ﺳﻌﻲ < <ì^ÒˆÖ]<h^e ﰒ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﺰﻛﻮﺍﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺈﻟﻴﻚ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﳕﺎﺫﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻻ ﺍﳊﺼﺮ ،ﻷ ﹼﻥ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻛﻞ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ ﺑﺘﻮﺳﻊ. ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ: ﻓﻌﻦ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄـﺮ ﺳﻨـﺔ ﻭﺍﺟﺒــﺔ ﻓﺮﺿﻬـﺎ ﺧﻴــﺮ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻭﻫﻲ ﺻﺎﻉ ﺃﻭ ﺟﺰﺅﻩ ﻋﻦ ﺍﳌﺨﺮﺝ ﻭﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﺰﻣﻪ ﻧﻔﻘﺘﻪ ﻳﺎ ﻣﺮﺗﺞ ﺑﻘــﺮﺍﺑـﺔ ﺃﻭ ﺯﻭﺟﻴـﺔ ﺃﻭ ﺭﻕ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻜﺎﺗﺒﺎ ﺃﻭ ﻣﺪـﺮﺍ ﻓﺤﻘـﻖ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ: ﰒ ﺫﻛﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: 113 ﺍﻟﺰﻛـﺎﺓ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﲬﺴﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﳎﻴﺊ ﺍﻟﺴﺎﻋﻲ ﰲ ﺍﳌﺎﺷﻴﺔ ﻳﺎ ﺃﻣﻦ ﻓﻼ ﲡـﺐ ﻋﻞ ﻋﺒﺪ ﻭﻟﻮ ﻣﻜﺎﺗﺒﺎ ﻭﻻ ﻋــﻠﻰ ﺃﻡ ﻭﻟﺪ ﻭﻻ ﻏـﺎﺻﺒﺎ ﺃﻣﺎ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﳊﺮﺙ ﻓﻴﻮﻡ ﺣﺼـﺎﺩﻩ ﻓﻼ ﻳﺸﺘــﺮﻁ ﲤﺎﻡ ﺍﳊﻮﻝ ﻳﺎ ﻧﺒـﻪ ﻭﻻ ﺯﻛـﺎﺓ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤـﺮ ﺣﱴ ﺗﺒﻠــﻎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺭﺍﺩﺏ ﺑﺎﳌﺼﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸـﺮ ﻛﻴﻞ ﻣﺼـﺮﻳﺎ ﻓﺎﻓﻬــﻢ ﳍـﺬﺍ ﻻ ﺗﻜـﻦ ﻏﺒﻴـﺎ ﺃﻣﺎ ﺃﺟﻨﺎﺱ ﺍﳊﺒﻮﺏ ﺍﻟﱵ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﻌـﺸـﺮﻭﻥ ﻗﺎﻟـﻮﻫـﺎ ﺍﻟﺜﻘـﺎﺓ ﻓﺎﻟﻘﺎﻃﲏ ﺳﺒﻌﺔ ﲪﺺ ﻓﻮﻝ ﻟﻮﺑﻴﺎ ﻭﻋﺪﺱ ﻭﺗـﺮﻣﺲ ﻭﺟﻠﺒـﺎﻥ ﻭﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻟﺒﺴﻴﻠـﺔ ﻫﺬﻩ ﲤــﺎﻡ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﺃﺭﺑـﻌﺔ ﻫﻲ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﺰﻳـﻮﺕ ﺃﺗﺒﻊ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻤﺴﻢ ﻭﺍﻟﻘﺮﻃﻢ ﻭﺣـﺐ ﺍﻟﻔﺠﻞ ﺍﻷﲪﺮ ﻻ ﺗﺘـﻮﻫﻢ ﻭﻫﻲ ﻓﺠﻞ ﺍﳌﻐﺎﺭﺏ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻻ ﻓﺠﻞ ﻣﺼـﺮﺍﻓﻬﻢ ﳍﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﻨﺼـﺮ ﻭﺍﻟﻘﻤﺢ ﻭﺍﻟﺸﻌﲑ ﻭﺍﻟﺴﻠﺖ ﻭﺍﻟﻌﻠﺲ ﻭﺃﺭﺯ ﻭﺍﻟﺬﺭﺓ ﻭﺩﺧــﻦ ﳍﺎ ﲢﺴﺐ ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘـﻤﺮ ﲢـﺖ ﺍﳌﻘﺘﺎﺕ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨــﺎﻑ ﻳــﺎ ﻭﻻﺕ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻌﲔ: ﰒ ﻋﻦ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻌﲔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻭﻻ ﺯﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨــﺎﺭﺍ ﺷﺮﻋﻴــﺔ ﻳﻘﻴﻨــﺎ ﻭﻻ ﺯﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﰲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﱵ ﺩﺭﻫـﻢ ﺷﺮﻋﻴـﺔ ﻳــﺎ ﺻﻔـﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤـﺎ ﺍﻟﻨﺼـﺎﺏ ﻭﺣﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳊـﻮﻝ ﻳـﺎ ﺃﺣﺒﺎﺏ ﻓﻠﻴﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬـﺎ ﺭﺑــﻊ ﺍﻟﻌﺸـﺮ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﻓﻌﻠﻰ ﺣﺴـﺐ ﻣـﺎ ﳚﺮ ﰒ ﻋﻦ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺯﻛــﺎﺓ ﻧﺼــﺎﺏ ﺍﻟﻨﻌــﻢ ﻭﲤﺎﻡ ﺍﳌﻠﻚ ﻭﺇﻥ ﻣﻌﻠﻮﻓﺔ ﻭﻋﺎﻣـﻠﺔ ﻓﻼ ﺯﻛﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺎﺻﺐ ﻭﺍﳌـﻮﺩﻉ ﲟﻀـﻲ ﺍﳊــﻮﻝ ﳍﺬﺍ ﺍﻓﻬـــﻢ ﻭﻧﺘﺎﺟﺎ ﻓﻜـﻦ ﳍـﺬﺍ ﻓﺎﻋـــﻠـﺔ ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺑﻞ ﻓﻼ ﺯﻛﺎﺓ ﰲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﲬﺴﺔ ﺍﺳﺘﻤﻊ 114 ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﲬﺴـﺔ ﻓﻔﻴﻬـﺎ ﺷـﺎﺓ ﺇﱃ ﺗﺴﻌــﺔ ﺃﻓﻬﻤـﻦ ﻳـﺪﺍ ﻓـﻼ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺷﺎﺗــﺎﻥ ﺇﱃ ﺃﺭﺑﻌـﺔ ﻋﺸــﺮ ﻓﺨـﺬ ﺑﻴـﺎﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﻴـﺎﺓ ﺇﱃ ﺗﺴﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻛﻦ ﺫﺍ ﻭﺭﺍﺛـﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻓﻔﻴﻬــﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺷﻴـﺎﻩ ﺇﱃ ﻋﺸــﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌــﺔ ﻓـﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﲬـﺲ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺇﻻ ﲬﺲ ﻭﺛﻼﺛﲔ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺑﻨﺖ ﳐﺎﺽ ﺃﳒﻼ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﺳﺘﺎ ﻭﺃﺭﺑﻌﲔ ﻓﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﺇﱃ ﺳﺘﲔ ﺣﻘﹼﺔ ﻃﺮﻭﻗﺔ ﺍﻟﻔﺤﻞ ﺧﺬ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻭﺃﻣـﺎ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻓـﻼ ﺯﻛــﺎﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺣــﱴ ﺗﺒﻠﻎ ﺛﻼﺛﻴــﻦ ﻳﺎ ﻭﺟﻴـﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠـﻐﺖ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻋﺠــﻞ ﺗﺒﻴﻊ ﻭﻫــﻮ ﻣﺎ ﺃﻭﰱ ﺳﻨﺘﻴـﻦ ﻳﺎﺭﺑﻴــﻊ ﺇﱃ ﺃﺭﺑـﻌﲔ ﻓــﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐﺘﻬﺎ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻣﺴﻨﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻨﻴـﻦ ﻗﺪ ﺃﻭﻓﺘﻬـــﺎ ﻭﺃ ﻣـﺎ ﺍﻟﻐﻨـﻢ ﻓﻼ ﺯﻛـﺎﺓ ﻓﻴﻬـﺎ ﺣﱴ ﺗﺒﻠﻎ ﺃﺭﺑﻌﻴـﻦ ﻳـﺎ ﺳﺎﻋﻴﻬــﺎ ﺇﱃ ﻣﺎﺋـﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳـــﻦ ﺍﺑﺘﻌــﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐــﺖ ﻓﺸﺎﺓ ﺟﺬﻋــﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐــﺖ ﻣﺎﺋـﺔ ﻭﺇﺣـﺪﻯ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺷﺎﺗﺎﻥ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﳍــﺪﻯ ﻭﰲ ﻣﺎﺋﺘﻴـﻦ ﻭﺷـﺎﺓ ﺛﻼﺛـﺔ ﺷﻴﺎﻩ ﺇﱃ ﺛﻼﲦـﺎﺋﺔ ﻭﺗﺴﻊ ﻭﺗﺴﻌﻮﻥ ﺷـﺎﺓ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐـﺖ ﺃﺭﺑﻌــﻤﺎﺋﺔ ﻓﻔﻴﻬـﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺷﻴﺎﻩ ﺧﺬ ﻗﻮﻟـﻲ ﻳﺎ ﻧﺒﻴﻬــﺎ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ: ﺃﻣﺎ ﰲ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻳﺸﺘﺮﻁ ﰲ ﺍﻟﺬﹼﺍﺑﺢ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﺍﻟﻨﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺇﻥ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻭﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﺬﺑﺢ ﻣﻦ ﻣﻘــﺪﻡ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﻳﻘﻄﻊ ﺍﻷﻭﺩﺍﺝ ﻭﺍﳊﻠﻘﻮﻡ ﺍﻓﻬﻢ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﺍﺋـﺮﺓ ﺇﱃ ﺟﻬــﺔ ﺍﻟـﺮﺃﺱ ﻭﻻ ﻳـﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺣﱴ ﻳﺘــﻢ ﻓﺈﻥ ﺗﺮﻙ ﺷﻴــﺌﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻻ ﺗﺆﻛﻞ ﻳـﺎ ﻭﻓﻴﺎ ﻭﻣﻦ ﺫﺑﺢ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻣـﺎﻡ ﱂ ﲡـﺰ ﺃﺿﺤـﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺷﺎﺓ ﳊﻢ ﱂ ﻳﻔﺰ ﻭﺗﻔـﻮﻡ ﺑﻐﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟــﺚ ﻓﺎﺣــﺬﺭ ﺍﻟﹼﻠـﻮﻡ ﻷﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺤﺮ ﻭﺍﻟﻴﻮﻣﲔ ﺍﻟﻠﹼـﺬﻳﻦ ﺑﻌــﺪﻩ ﻟﻠﻨــﺤﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﻴـﻦ 115 ﻣﻌﺪﻭﺩﻳــﻦ ﻭﺍﻟﻴــﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑـﻊ ﻣﻌـﺪﻭﺩ ﻏﻴـﺮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻳـﺎ ﺳﺎﻣﻊ ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳉﻨﺎﺋﻦ ﺍﳌﻐﺮﻭﺳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﹼﻔﻪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﺍﺣﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ: ﺍﻷﻭﻝ :ﺃﺭﺟﻮﺯﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ. ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﻘﻪ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ. ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ: ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻣﻘﺘﻄﻔﺎﺕ ﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﺜﻼﺙ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺷﺮﺣﻪ ﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ﻟﺘﻘﻒ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻟﺒﺎﻉ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﻟﻠﺸﻴﺦ ﺁﻳﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻜــﻦ ﻟﻪ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﰲ ﻟﻴﺎﱄ ﺍﳍﻮﻯ ﻳﺴـﺮﻱ ﺃﻱ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﳌﺮﺷﺪ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺮﳝﺎ ﻛﻠﹼﻤﺎ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﺃﻋﻄﺎﻙ ،ﻭﺃﻥ ﳛﺐ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻣﺮﻳﺪﻳﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻻﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺪﻳﻨﺎ ﺑﺒﺪﻋﺔ ،ﻭﻻ ﳜﺒﺊ ﺭﻏﻴﻔﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ،ﻭﻻ ﻳﺪﺧﺮ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ. ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﻮﺍﺽ) :ﻣﻦ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺼﺎﻝ ﻻ ﻳﻼﻕ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﳋﻀﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﻟﻮ ﻋﺒﺪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻘﻠﲔ ،ﻭﻣﻦ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺸﻴﺦ ﻣﺮﺷﺪ ،ﻭﻻ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳋﺎﻟﺺ(. ﰒ ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺇﺫﺍ ﻟـﻢ ﻳﻜـﻦ ﻋﻠـﻢ ﻟﺪﻳﻪ ﻇﺎﻫﺮ ﻭﻻ ﺑﺎﻃﻦ ﻓﺎﺿﺮﺏ ﺑﻪ ﳉﺞ ﺍﻟﺒـﺤﺮ 116 ﻣﺮﺍﺩﻩ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻀﻠﻌﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻓﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺻﺤﺒﺘﻪ ،ﻭﻣﺮﺍﺩﻩ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﻠﹼﻒ ،ﻭﻣﺮﺍﺩﻩ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻭﺇﻥ ﻛــﺎﻥ ﺇ ﹼﻻ ﺃﻧﻪ ﻏﲑ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻮﺻﻔﻴﻬﻤﺎ ﲨﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻛـﻤﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺧﱪ ﻓﺄﻗﺮﺏ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺩﻯ ﻣﺮﺍﺩﻩ ـ ﻧﻔﻌﻨﺎ ﺍﷲ ﺑﻪ ،ﻭﺇﻥ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﲜﺎﻣﻊ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﲨﻌﺎ ﻛﺎﻣﻼ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺳﺒﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﻓﻐﺎﻳﺔ ﺃﻣﺮﻩ ﺍﻟﻌﻄﺐ ﻭﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﺻﺎﻏﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﺮﺣﺎ ﻭﺑﻴﺎﻧﺎ ﻭﺍﻓﻴﺎ ﳊﻞ ﺭﻣﻮﺯﻫﺎ ﻭﻓﻚ ﻣﻐﺎﻟﻴﻘﻬﺎ ،ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ: ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺃﻗﺎﻣﻪ ﻭﺃﻃﻬﺮﻩ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﺃﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﳓﻮﻩ ﺑﺼﺪﻕ ﳛﻞ ﺍﻟﻌﺴﺮ ﰲ ﺟﻠﻤﺪ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﻭﺁﻳﺘﻪ ﺃﻥ ﻻ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﻫﻮﻯ ﻓﺪﻧﻴﺎﻩ ﰲ ﻃﻲ ﻭﺃﺧﺮﺍﻩ ﰲ ﻧﺸﺮ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﲨﻊ ﻷﻛﻞ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻓﻼ ﺗﺼﺤﺒﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻓﻼ ﺗﺴﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺳﻮﻯ ﺫﻱ ﺑﺼﲑﺓ ﺧﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻟﻴﺲ ﲟﻐﺘﻔﺮ ﻓﻤﻦ ﺻﺪﺋﺖ ﻣﺮﺁﺓ ﻧﺎﻇﺮ ﻓﻬﻤﻪ ﺃﺭﺗﻪ ﺑﻮﺟﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﻛﻠﻒ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﺪﺭ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﰲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻜﺴﺮ ﻭﻻ ﺗﻘﺪﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻙ ﺃﻧﻪ ﻣﺮﺏ ﻭﻻ ﺃﻭﱃ ﺎ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﺈﻥ ﺭﻗﻴﺐ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﻟﻐﲑﻩ ﻳﻘﻮﻝ ﶈﺒﻮﺏ ﺍﻟﺴﺮﺍﻳﺔ ﻻ ﺗﺴﺮﻱ ﻭﻳﻌــﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻗﺪﻭﺓ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﺍﳉــﻬﺮ 117 ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺇ ﹼﻻ ﺍﻹﻃﻼﻉ ـ ﺍﻃﹼﻼﻉ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﺿﺌﻴﻞ ﻛﻨﻤﻮﺫﺝ ﳌﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﰲ ﻓﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ. ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺇ ﹼﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﰲ ﻧﻈﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻟﺰﺑﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﱘ ﻭﺍﳊﺠﺔ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻛﻞ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺢ ﻓﺄﺯﺍﻟﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺑﺄﺫﻫﺎﻥ ﻣﻌﺘﻨﻘﻴﻬﺎ ،ﻓﻤﺤﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻇﻼﻣﻬﺎ ﻭﺃﺯﺍﻟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﺢ ﻭﻓﺴﺎﺩ. ﻭﻗﺪ ﺳﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﻷﺎ ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﺍﳊﻜﻢ ﺍﳋﺎﻟﺪﺍﺕ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺪﺭ ﺧﲑ ﻭﺑﺮﻛﺔ ،ﻭﻣﺒﻌﺚ ﻧﻮﺭ ﺪﻱ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﱘ ،ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ،ﻭﻗﺪ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﱯ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ) ﺑﻮﺩ ﺍﻹﺣﻴﻤﺮ( ﺷﺮﺣﺎ ﻭﺍﻓﻴﺎ ،ﻭﻗﺪ ﲰﺎﻩ )ﺍﻟﺘﺒﻴﲔ ﺍﳌﻔﻴﺪ ﰲ ﺷﺮﺡ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ( ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻋـﻘﺪ ﺍﻷﺷــــﻌﺮﻱ ﻭﺩﺭﺏ ﻻ ﻳﻌــﻠﻢ ﺍﻟﺮﺏ ﺇﻻ ﺍﻟــﺮﺏ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺣﻴﻤﺮ ﻗﺪﺳﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ،ﻭﺃﰊ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳌﺎﺗﺮﻳﺪﻱ ﰲ ﻣﺬﻫﺒﻴﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،ﻭﳘﺎ ﺃﻭﺿﺢ ﻃﺮﻳﻘﲔ ﻹﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳊﻖ ،ﻭﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺑﺒﻌﺾ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻷ ﹼﻥ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻗﺪ ﺳﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻰ ﺞ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻌﺎﱐ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻹﳚﺎﺯ ﰲ ﺍﻟﻠﹼﻔﻆ ﻣﻊ ﺩﻗﹼﺔ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭﺳﻌﺘﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﲝﺮ ﻻ ﻳﺴﱪ ﻏﻮﺭﻩ ،ﻭﻳﻌﺠﺰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻗﺘﻨﺎﺹ ﻛﻨﻮﺯﻩ ،ﻷﻧﻪ ﻏﻮﺙ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ،ﻭﻗﻄﺐ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ ،ﻭﺍﺭﺙ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ 118 ﻭﺳﻠﻢ ،ﻓﻨﺤﻦ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻧﻮﺭﺩ ﻟﻚ ﻣﻘﺘﻄﻔﺎﺕ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﺑﻴﺎﺎ ﻛﻨﻤﺎﺫﺝ، ﻭﺃﻣﺜﻠﺔ ﻣﻊ ﳌﺴﺎﺕ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻟﺸﺮﺡ ﺍﺑﻦ ﺍﻹﺣﻴﻤﺮ ،ﻭﺇﺿﺎﻓﺎﺕ ﻃﻔﻴﻔﺔ ﺍﻗﺘﻀﺘﻬﺎ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﻓﺄﻗﻮﻝ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟـﺮﺏ ﻋﻦ ﺟﻬـــﺎﺕ ﻭﺑﻌــﺪ ﻗﺮﺏ ﻻ ﻟﻪ ﻣـﻜــﺎﻥ ﻓﺎﻟـــﻖ ﺍﳊــــــﺐ ﺭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺴﺒـﻊ ﻣﻨﻬـﺎ ﺍﻟﺼــﺐ ﺩﺍﺣــﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﻷﺏ ﻣﺮﻋﻰ ﻟﻠﻨﻌــﻢ ﻭ ﻟﻠﻌــــﺐ ﺗﱰﹼﻩ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﰲ ﻋﻠﻴﺎﺋﻪ ﻭﻛﱪﻳﺎﺋﻪ ﻋﻦ ﺍﳌﻤﺎﺛﻠﺔ ﻭﺍﳌﺸﺎﺔ ﰲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ،ﻭﺗﱰﹼﻩ ﺃﻥ ﳛ ﹼﻞ ﰲ ﺟﻬﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺟﻬﺔ ﻷﻧﻪ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺍﳌﺎﻟﻚ، ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲﺀ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﳊﺴﻴﺎﻥ، ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺎﻥ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﻓﻬﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ ،ﺑﺴﻤﻌﻪ ﻭﺑﺼﺮﻩ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﶈﻴﻂ ﻭﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﺷﻖ ﺍﳊ א ﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ :א א .1 ﻞ ﺷﺄﻧﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ : ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺑﻐﲑ ﻋﻤﺪ ،ﻗﺎﻝ ﺟ ﹼ ،3ﺩﺍﺣﻲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺑﺎﺳﻄﻬﺎ א א ،2א . 4ﺍﻷﺏ ﻣﺎ ﺗﺄﻛﻠﻪ ﻭﳑﻬﺪﻫﺎ ﻟﻠﺴﻜﻦ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ :א ﺐ ﻫﻮ ﺷﺮﺏ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﺺ، ،5ﺍﻟﻌ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : 6 . ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ: 1ـ א ،א 3 א ،א 5 ،א 2 א ،א 28 .3 4 א ،א .30 .31 6 א ،א .31 .95 119 ﲨـــﺔ ﻧﻮﺍﻋــــﻢ ﻗـــﻀــﺐ ﺣﺪﺍﺋﻖ ﻏﻠﺐ ،ﻓﻮﺍﻛﻬﻪ ﳔﻞ ﺑﺎﺳﻖ ﻟــﺬﻳﺬ ﺍﻟﺮﻃــﺐ ﻳـــﺬﻫﺐ ﱄ ﺃﺯﻭﻡ ﺍﳋـﻄﺐ ﺍﳊﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﺒﺴﺎﺗﲔ ﺍﳌﺜﻤﺮﺓ ،ﻏﻠﺐ ﻏﻼﻅ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ،ﻓﻮﺍﻛﻪ ﲨﺔ ﲨﻊ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﻛﺎﻟﺮﻃﺐ ﻭﺍﻟﻌﻨﺐ ﻭﲨﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﲨﺔ ﻛﺜﲑﺓ ،ﺍﻟﻘﻀﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻃﺐ ،1ﺑﺎﺳﻖ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﻳﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﻞ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : 2 ، ﻭﺍﻟﺮﻃﺐ ﲦﺮ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ،ﺍﻷﺯﻭﻡ ﺷﺪﺓ א ﺍﳉﻮﻉ ،ﺍﳋﻄﺐ ﺍﳌﺴﻐﻴﺔ ـ ﻭﺍﳌﻌﲎ ﺃﻥ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺮﻃﺐ ﻳﺬﻫﺐ ﺍﳉﻮﻉ ﻷﻧﻪ ﻣﻐﺬ. ﻓﻴــﺎ ﺃﻋﺠـﺎﻡ ﻭﻳﺎ ﻋــﺮﺏ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌـﻘﻮﻝ ﺃﺿــــﺮﺏ ﺴــﺎ ﹸ ِﺑ ﻁ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻫــﺮﺏ ِﺑ ِﻪ ﺗﻨﺠــﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜــــﺮﺏ ﻭﻗـــــــﻮﻉ ﺍﳍــــﺮﺏ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴــﺪ ﻣـﻨﻪ ﺃﻫــــــﺮﺏ ﺃﻋﺠﺎﻡ ﲨﻊ ﺃﻋﺠﻢ ﻭﻫﻮ ﻏﲑ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻳﺎﻋﺮﺏ ،ﻭﻫﻮ ﻓﺼﻴﺢ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﹼﻔﻆ ﻫﻮ ﻧﺪﺍﺀ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ، ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﺬﻫﻦ ـ ﺍﻟﻌﻘﻞ ،ﻣﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ،ﻭﻫﻮ ﻧﻮﺭ ﻳﻘﺬﻓﻪ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺪﺭﻙ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ،ﺃﺿﺮﺏ ﺃﻋﺮﺽ ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﺫﺍ ﺻﻮﺭ ﻟﻚ ﻋﻘﻠﻚ ﺷﻜﻼ ﺃﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﺇﻥ ﺍﷲ ﳝﺎﺛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﲢﻴﻂ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲﺀ ،ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻜﻨﻪ ﺟﻬﻞ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﷲ ﺇﻻ ﺍﷲ. ﺑﺴﺎﻁ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺇﺩﺭﺍﻙ، ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﺇﺷﺮﺍﻙ ،ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻫﺮﺏ ﺃﻱ ﺍﻫﺮﺏ ﻭﻓﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺏ ﻭﺍﻟﺸﺪﺓ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺷﻲﺀ 1 ،א 2 .28 120 ،א .10 ﻳﻨﻔﻊ ﺇ ﹼﻻ ﺑﺎﳍﺮﻭﺏ ﻭﺍﳌﻼﺫ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻷﻧﻪ ﺍﳊﺒﻞ ﺍﳌﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ،ﻷﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ) :ﻻ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ،ﻭﻻ ﲢﻮﻳﻪ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪ ،ﻭﻻ ﺗﺮﺍﻩ ﺍﻟﻨﻮﺍﻇﺮ ،ﻭﻻ ﲢﺠﺒﻪ ﺍﻟﺴﻮﺍﺗﺮ(. ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﳜﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻫﺎﻟﻚ ،ﻭﺍﷲ ﲞﻼﻑ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﰲ ﺃﺣﺪ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﺘﻮﺳﻠﻴﺔ: ﺗــﱰﹼﻩ ﺭﰊ ﻋـــﻦ ﺻـﻮﺭ ﻭﺧﻮﺍﻃﺮ ﻗﻠﺒـــﻲ ﰲ ﺍﻷﺫﻫـﺎﻥ ﻭﻷ ﹼﻥ ﻛــﻞ ﻣﺎ ﺧـــﻄـﺮ ﺑﺎﻟﺒــﺎﻝ ﻭﺗﺼﻮﺭ ﰲ ﺍﻷﺫﻫــﺎﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ـ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ـ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻏﲑ ﻣﺸﺒﻬﺔ ﺑﺎﻟﺬﹼﻭﺍﺕ ،ﻭﻻ ﻣﻌﻄﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟ ﺼﻔﺎﺕ. ﻋــﻘﺪ ﺍﻷﺷــﻌﺮﻱ ﻭﺩﺭﺏ ﻻ ﻳﻌــﻠﻢ ﺍﻟﺮﺏ ﺇﻻ ﺍﻟــﺮﺏ ﺇﻥ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻭﻣﺬﻫﺒﻪ ﻫﻮ ﺃﺻﺢ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﺎﺗﺮﻳﺪﻱ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻤﺎ ،ﻭﲨﻴﻊ ﺍﳋﻠﻒ ﻭﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﷲ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﻻ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺏ ﺍﻷﺭﺑﺎﺏ؟ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻣﻦ ﻏﻴﻮﺏ؟ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻛﻨﻪ ﻋﻈﻤﺔ ﺭ ﻃﺮﺍ ﺣــﺎﺭﺕ ﻋـــﻘـﻮﻝ ﺍﳋﻠــﻖ ﺛــﻢ ﺗــــﻮﺍﺭﺕ ﰲ ﻣﻬـﺎﻣﻪ ﻗﺼـﻮﺭﻫﺎ ﻫﺎﻣﺎﺭﺕ ﺑﺎﻹﺫﻋــﺎﻥ ﺇﻟﻴــﻪ ﺃﺷـﺎﺭﺕ ﻟﻘﺪ ﺣﺎﺭﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ، ﻓﺎﺳﺘﺘﺮﺕ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺘﺮﺍﺟﻌﺖ ﻭﺗﻘﺎﺻﺮﺕ ﰲ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭﻣﺎﺭﺕ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺟﻼﻟﻪ ﻭﻫﻴﺒﺘﻪ ،ﻣﺴﺒﺤﺔ ﻣﱰﹼﻫﺔ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﺗﻌﺎﱃ 121 ﺍﻟﺒﺼﺎﺋﺮ ﻭﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ،ﻓﺎﻧﻘﺎﺩﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻹﺫﻋﺎﻥ ،ﻣﺴﺘﺴﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﻋﺠﺰﻫﺎ، ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﻪ ﻭﺑﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ ،ﻣﺘﱪﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﺘﻔﻜﹼﺮﺓ ﰲ ﻣﺼﻨﻮﻋﺎﺗﻪ ﻭﻋﺠﺎﺋﺐ ﳐﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ،ﻧﺎﻇﺮﺓ ﺇﱃ ﻗﺪﺭﺓ ﻣﺪﺑﺮﻫﺎ ﺍﳊﻜﻴﻢ ،ﻋﺎﳌﺔ ﺃﻥ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻜﻨﻪ ﺟﻬﻞ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﺇﱃ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺗﻔﹶﻜﱠﺮﻭﺍ ﻓِﻲ ﺍﳋﹶﻠﹾﻖِ ،ﻓﹶﺈِﻥﱠ ﺍﷲ ﻻﹶ ﻳﺤِﻴﻂﹸ ﺑِﻪِ ﺍﻟﻔِﻜﹾﺮ(. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺭﺑــﺎ ﻻ ﻳـﺰﻭﻝ ﺑﺪﻫــﻮﺭ ﻻ ﻛﺮ ﺍﳉﺪﻳــﺪﻳﻦ ﻭﻋﺼــﻮﺭ ﺗﻐﺸـــﺎ ﻻ ﺷﺒﻴـﻬﺔ ﻭﻧﻈـﲑ ﻻ ﺍﻷﺣــﺪﺍﺙ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴــﺮ ﺍﻟﻨﺠـــﻢ ﻭﺍﻟﺸــــﺠﺮ ﻟـﻪ ﻳﺴﺠـﺪ ﰲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﺪﺟـﺮ ﺗﻀﺤﻚ ﻣﻦ ﺻﺒﻴـﺐ ﺍﻟﺰﻫــﺮ ﻳﺒﻜﻲ ﺍﻟﻐﻴـﺚ ﻣﻄﻴـﻊ ﱄ ﺃﻣﺮ ﺩﺑﻴﺐ ﺍﻟﻨﻤـﻞ ﺟـﻮ ﺍﳊﻠـﻜﺎﺕ ﻳــﺮﻯ ﺣــﺮﻛــﺎﺕ ﻭﻣﺦ ﺑﻌﻮﺿﺔ ﻣﺴﻴــﺮ ﻗﻤـﻼﺕ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﰲ ﺟﻮﻑ ﻓـﻼﺕ ﻛــﻢ ﻣﻦ ﺫﺭ ﻭﻛـﻢ ﻣﺜﻘـﺎﻝ ﻭﻭﺯﻥ ﺟـــﺒــــﺎﻝ ﰲ ﲝـﺮ ﻭﻗﻔـﺰ ﺑﻼ ﺃﺷـﻜﺎﻝ ﻭﺻـﻮﺕ ﺍﻟﺮﻋﺪ ﻭﺭﻳﺢ ﻣﺘــﻮﺍﻝ ﻛـﻞ ﺳـﺎﺭﻱ ﻋﻤـﺎﺭ ﻭﻗﻔـﺮﺍ ﻭﻳﻌــﻠـﻢ ﻣﺴــــﺮﺍ ﻛﺬﺍ ﻣﻠــﻜﻮﺗـﻪ ﺍﳌﻨﺴﺘــﺮﺍ ﻗﺮﻳـﺐ ﺍﳌﻠﻚ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺣﺼﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺧـﺎﻝ ﺍﻟﻨــﺺ ﺛﺒــﺖ ﺍﳉﻬــﺎﺕ ﺍﻟﺴــــﺖ ﺗﻘــﺪﺱ ﺫﺍﺗـﺎ ﻣﻦ ﻳﻨﻌﺖ ﺧﻠﻖ ﻭﻗﺒـﻞ ﻳـﺎ ﻗﻠـﺐ ﺃﺑﻌﺪﺕ ﻛﻴـــــﻒ ﻟﻠﻜﻴـﻒ ﺗﱰﹼﻩ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴــﺎﺕ ﻭﺣــﻴﻒ ﻭﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻋﻘـﻮﻝ ﻭﻃﻴﻒ ﺗﻌـﺰ ﻋـﻦ ﺃﻳﻨﻴـﺎﺕ ﻭﻛﻴـﻒ ﻭﺟـﺪ ﻓـــﻲ ﻛــﻼ ﺗﻘـﺪﺱ ﻋـﻦ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﻭﻋــﻼ ﻭﻇﺮﻓﻴـﺎﺕ ﻭﻛــﻞ ﳏـﻼ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﻻ ﻋــﻨﺪﻱ ﺗـــﻌﻼ ﺃﻭﻝ ﻭﺁﺧــــــــﺮ ﻟﻴـــﺲ ﻵﺧﺮﻳﺘـــﻪ ﺁﺧـﺮ 122 ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﺒﺎﻃــﻦ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻈﺎﻫـﺮ ﺇﻥ ﻛﻴــــﻒ ﻗﻠـــﺖ ﻭﳌـﻮﻻﻙ ﻗـﺪﺭﺓ ﺟﻬﻠـﺖﺃﻥ ﺑﺎﻟﻨــﻘــــــﺺ ﱐ ﱂ ﰲ ﻣﻠﻜـﻮﺕ ﺭﺏ ﺍﳌﺺ ﺣﺎﺷـﺎ ﺭﰊ ﺑـﻲ ﻗﺒﻴﻠﻴــﻪ ﻭﻻ ﻳﻘــﺎﺱ ﲟﺜﻠﻴــــﻪ ﻻ ﻧــﻲ ﺷﻜﻠﻴـﺔ ﻳﻘــﺮﻥ ﻻ ﲜﺴﻤــﻪ ﻳﻌــــﻠﻦ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺭﺩﺍﰐ ﻣﻮﺻـــﻮﻑ ﺻـــﻤـــــﺪﺍ ﺭﺩﺍ ﻻ ﻣﺜﻴـــــﻞ ﻟﻠﻔــﺮﺩ ﻻ ﻛﻔــــﺆﺍ ﻟﻪ ﻋــﻼ ﻋﻠـﻰ ﻣﻦ ﺍﳊﺪ ﻭﻋـــﺪﻻ ﻻ ﻳﺘﺤـﺮﻙ ﺫﻭ ﺣـــﺮﺍﻙ ﺇﻻ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻪ ﺑﻼ ﺇﺷﻜـــﺎﻙ ﻟﻠﻘــﺪﺭﻳﺔ ﺧـــﺎﻟﻔﻨـﺎ ﺣﻜﻤﺔ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﻫﺎ ﻗـﺪ ﻗﻠﻨـﺎ ﻭﺍﺟـــﺐ ﺣﻘــــﻮﻕ ﻻ ﺣﻖ ﻟـﻲ ﺃﺣــﺪ ﳐﻠـﻮﻕ ﻓـﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻋـــــﺎﺩﻝ ﺻﺎﺩﻕ ﻣـﺎ ﺧﻠــﻖ ﺃﻋـﻼﻡ ﺇﻧﱯ ﺃﻳـﻦ ﻗﻠــﺖ ﻳﺎﻗﺎﺻـــﺮ ﺑﺎﻟﻜﻴﻔﻴــــﺔ ﻓﻘﺪ ﻃﺎﻟﺒــﺖ ﻭﻋﻦ ﺳﺒـﻞ ﺍﳍﺪﺍﺓ ﻋــــﺪﻟﺖ ﺇﻥ ﻗﻠـﺖ ﺿﻠﺖ ﻳــﺎ ﻣــﻌﺺ ﻛﻼ ﻳﺴـﺎﻕ ﺧــﺬ ﺫﺍ ﺍﻟﻔـﺺ ﻭﻻ ﻳﻠــــﺤﻖ ﺑﺒﻌــﺪﻳـﻪ ﻭﻻ ﲞﻮﺍﻃـــــﺮ ﻗﻠﺒﻴـــﻪ ﻭﻻ ﺑﺰﻭﺟــﺔ ﻳﻌﺎﺏ ﺫﻭ ﺍﳌــﻦ ﺗﺒــﺎﻋﺪ ﻋﻦ ﲬﻮﻥ ﻭﻇـــﻦ ﻣﺘﺂﻟــﻒ ﺍﻟﺒﻨﻴـــﺔ ﻗﺼـﻮﻑ ﻋــﻦ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳـﻪ ﻗﻠﻮﺏ ﻏﻠـﻮﻑ ﻋﻠـــﻰ ﺍﻟﻮﺗﻨﻴـــﺔ ﺍﻟﺮﻣـﺪﺍ ﻃﻌﻨـــﺎ ﻟﻠﺤــﺸﻮﻳﺔ ﻭﻛـﻴﺪ ﺭﺩﺍ ﻭﺍﺿــﺢ ﺑﻜـﻞ ﻭﻋــﻼ ﻣـــﻦ ﺑﺎﻟﻮﺻــﻔﻴﺔ ﺍﻋﺘـﺰﻻ ﺧﲑ ﻭﺷﺮ ﻋﻼ ﺑـﻼ ﺇﺷـــﺮﺍﻙ ﺭﺏ ﺧﺎﻟــــﻖ ﺍﻷﻣـــﻼﻙ ﻗـﺪﺭﺓ ﻻ ﻋﺠـﺰ ﻭﻻ ﻓﻨــــﺎ ﺇﻟـﻰ ﺍﳍﺰﻟﻴـــﺔ ﻛﺬﹼﺑﻨـــﺎ ﺑﺎﻟـﻎ ﺣﺠـﺞ ﻳـﺎ ﳐﻠـــﻮﻕ ﻣﻄﺎﻟـﺐ ﻛﺎﻟﻨﻈﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻓﺴـﻮﻕ ﻣـﺎ ﻇــﻠﻢ ﻳـﺎ ﺃﻧــــﺎﻡ ﻣﺘـــﻜﻠﹼﻢ ﻗﺪﱘ ﺑﻜــــﻼﻡ 123 ﺍﻟﻘــــﺮﺁﻥ ﻟـــــﻪ ﺁﻱ ﺃﻋﺠـــــﺰ ﻭﺑﺮﻫﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﺇﺭﻏــــــــﺎﻡ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻔـﻮﻕ ﺑﻐﲑ ﺇـــﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻴـــﻮﺏ ﺳﺘـــﺎﺭ ﱄ ﻣﻦ ﺗـﺎﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳـــﺎﺭ ﺇﻥ ﺇﻧﺴــﺎﻥ ﻟﺬﻧﺒﻪ ﻋـــﺎﺩ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﳏﺾ ﺗﻔـــــﺎﺩ ﻭﻧﺆﻣـﻦ ﺃﻧــﻪ ﺃﻟـــﻒ ﺃﻇﻞ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳــﻦ ﻫﻴــﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳــــﺔ ﺭﺩﻳﻨـﺎ ﻭﻋﺪﻧــﺎ ﻭﻋـﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻴﻨــﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻌﻔﺮﻳﺔ ﻧـــــﺮﺩ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴــﻢ ﻭﺣـﺪ ﺑﺎﻟﻜــــﻞ ﲰﻴــــﻊ ﺃﻣﻦ ﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻴـﻪ ﲨﻴــﻊ ﻧﺼــــــــﺪﻑ ﺃ ﹼﻥ ﺧﺒـﺮﺍ ﺑﺎﻟﻘﻄــﻊ ﻻ ﻇﻨــﺎ ﺧﻠـــﻖ ﺫﻭ ﺍﻟﻘـــﺪﺭﺓ ﺃﻋﺎﺩﻫﻢ ﰲ ﻇـــﻼﻡ ﺍﳊﻔﺮﺓ ﻫﺠﻮﻧـﺎ ﺍﻟﻜــﺎﻥ ﺍﻋﺘـﺰﻻ ﺗﺎﺑﻌﻬﻢ ﰲ ﺫﺍ ﺣﺰ ﻻ ﺑﺎﻷﺑﺼـﺎﺭ ﻛﺎﻟﻘﻤـﺮ ﺑــﻼ ﺇﻧــﻜﺎﺭ ﺃﻧــﺰﻝ ﻋﻈﻴـﻢ ﺗﺒﻴــــﺎﻥ ﻭﺍﺿﺢ ﺍﳊـﻖ ﻣـﺪﻯ ﺍﻷﺯﻣــﺎﻥ ﻋﻠــﻰ ﺍﳌﺮﺍﺩﻳﺔ ﻣﺸﻮﺍ ﰲ ﻇـﻼﻡ ﻓﻮﻗﻴﺔ ﻗﻬﺮﺍ ﻳﺎ ﺃﻋــــــﻼﻡ ﻭﺍﻟﺬﻧــﻮﺏ ﳍــــﺎ ﻏﻔﹼـﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘـــﻮﻝ ﻫــﻮ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻓﺎﳌﺎﺿـﻲ ﻗـﻂ ﻻ ﻳﻌــــﺎﺩ ﺗﱰﹼﻩ ﻋـﻦ ﺷﺮﻳـﻚ ﻭﺃﺿــﺪﺍﺩ ﻗﻠـﻮﺏ ﺍﳌﺆﻣﻨﻴـﻦ ﻭﻧﻈـــﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﺸﻤﻴﺔ ﺍﻟـــﺮﺩ ﻭﻗـﻒ ـﺬﻱ ﺍﻷﻳـﺪﻱ ﺷﺪﻳﻨــــﺎ ﺁﻣﻨﺎ ﺑــﻪ ﻣـــﻦ ﻏﻴـﺮ ﻣﻴﻨﺎ ﻧــﻘﺮ ﺑﺄﻧـــﻪ ﺍﻟﻔــــﺮﺩ ﻛــﺬﺍ ﻟﻠﻐﲑ ﺍﻟﻨــــﺺ ﻭﺭﺩ ﻧﺪﺍ ﻭﺑﺼﲑ ﺃﺗـﻰ ﻳــﺎ ﺭﺑﻴــﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟـــﺮﺩ ﻓﻈﻴــﻊ ﻓﺴﺎﻕ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﻣـــﺔ ﻣﻨــﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﻳﻬﻮﺩ ﳎـﻮﺱ ﺟﻨــﺎ ﱄ ﺧﻠﻖ ﰲ ﺃﺣﺴـﻦ ﻓﻄـــﺮﺓ ﻛﻤـﺎ ﺑﺪﺃﻫــﻢ ﺃﻭﻝ ﻣـــﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌﻌﺘﺰﻻ ﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻧﺎﻝ ﻋﻼ ﻧﺮﻯ ﺍﳌﻠـﻰ ﺑـﺬﺍ ﺍﻷﺧﺒـــﺎﺭ ﻏﲑ ﺳﺤـﺎﺏ ﺑـﻼ ﺃﺳﺘـــﺎﺭ 124 ﺑــﺎﷲ ﻭﺣـــﺪﻩ ﺁﻣﻨـﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧـﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﺫﻋﻨـــﺎ ﺣﻮﻝ ﻭﻣـــﺮ ﻛـــﺎﻥ ﻧﺮﺟــﻮ ﺍﷲ ﻣﻮﻻﻧــــﺎ ﺍﻷﻣﻴـﻦ ﺟﱪﻳــــــﻞ ﻣﻨﻜﺮ ﻧﻜﲑ ﻋﺘﻴﺪ ﻭﺭﻗﻴﺐ ﻋﺰﺭﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﺴﻤـﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻜﺘـــــﺐ ﲬﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺖ ﺃﺗﺖ ﻏﲑ ﻛﺬﺏ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴــﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﺛﺮﺍﺕ ﻳﺎ ﻓﻬﻴـﻢ ﻓﺎﻹﳒﻴـــــــــﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﳊــﻠـﻮ ﺗﺮﺗﻴــﻞ ﺁﺩﻡ ﻧــﻮﺡ ﺷﻴــــﺚ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺭﺟﻴـــﺢ ﺷﻌﻴــــﺐ ﺃﻳـــﻮﺏ ﺯﻛــﺮﻳﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﳎﻴـﺐ ﺳﻠﻴﻤــﺎﻥ ﺍﻟﻴﺴــــﻊ ﻣﻮﺳـﻰ ﻫــﺎﺭﻭﻥ ﻣﺘﺒــﻊ ﺻـﺪﻕ ﻭﺃﻣﺎﻧــــــﺔ ﻭﳚﻮﺯ ﻛﻞ ﻣﺮﺽ ﺧﻔﻴﻒ ﻳـﺎ ﻳﺴﺘﺤﻴــﻞ ﺍﻟﻜـــﺬﺏ ﺗﺒﻠﻴـﻎ ﻣﺎ ﺃﻣــﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻄﹼﻠﺐ ﺻﺪﻳﻘﻨـﺎ ﻭﻋﻤـــــﺮﺍ ﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻛﺘـﺐ ﺭﺳــﻞ ﻣﻨـﺎ ﻗﺪﺭ ﻭﺧﻴــﺮ ﻭﺷـﺮ ﻓﻬﻤﻨــﺎ ﺻﺪﻗﻨﺎ ﺑﻴـــﻪ ﻳـﺎ ﺃﺧﻮﺍﻧــﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﻋــﻦ ﺍﳌـﻮﺕ ﺇﳝﺎﻧــﺎ ﻣﻴﻜﺎﺋﻴـﻞ ﻛﺬﺍ ﺇﺳﺮﺍﻓﻴــــﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﳉﻨــﺎﻥ ﺩﺧﻴـﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻳـﺎ ﳒـــﺐ ﻋــﻠﻰ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﻳﺎ ﺻﺤﺐ ﻭﻣﻮﺳـﻰ ﻋﺸـﺮﺓ ﺑــﻼ ﺗﻮﻫﻴﻢ ﺯﺑــﻮﺭ ﺩﺍﻭﻭﺩ ﺫﻭ ﺍﻟﺘﺮﺧﻴـــﻢ ﻟﻌﻴﺴﻰ ﻧﺰﻝ ﺻﺤﻴـﺢ ﺗﺴﺠﻴــﻞ ﱄ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻳﺼـﺪﻕ ﺍﻟﻘﻴــﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴـــﻢ ﺫﺑﻴــــــﺢ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻫـﻮﺩ ﻧﺼﻴــﺢ ﳛﻴـــﺎ ﺩﺍﻭﻭﺩ ﺍﳌﻨﻴــــﺐ ﺻﺎﱀ ﻳﻮﻧﺲ ﺫﻫـﺐ ﻏﻀﻴــﺐ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻟـﻮﻁ ﺍﻷﺳﺮ ﻭﺟـــﻊ ﺭﻭﺡ ﺍﷲ ﻭﳏﻤﺪ ﺧﺎﺗـﻢ ﺃﲨـﻊ ﻛﺬﺍ ﺗﺒﻠﻴــﻎ ﳍــﻢ ﻭﻓﻄﺎﻧـﺔ ﺃﻣﻨﺔ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﻢ ﺃﺣﺮﺍﺭ ﺫﻛﻮﺭ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻛﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻧـﺎ ﺧﻴﺎﻧـﺔ ﻭﺻﺨﺐ ﻟﻸﻣـﺔ ﻣﻔﻬـﻮﻡ ﺍﻟﻜﺘـــﺐ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠـﻲ ﻃﻠـﺢ ﺍﻟﺸﻬـﺮﺍ 125 ﺯﺑﲑ ﻭﺳﻌﺪ ﺳﻌﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﻌﺸـﺮﺓ ﻣﻜــﺎﺷﻔﻲ ﺭﺟﺎﻟـﻜـﻢ ﱐ ﻣﻦ ﺗﻌﺒﻮﺍ ﻭﻗﻮﻝ ﳒــﺎﻛﻢ ﺻﻠــﻮﺍﺕ ﺍﳉﻤــــﺔ ﻛﺬﺍ ﺍﻷﺋﻤـﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌــﲔ ﰒ ﺍﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻭﻋﺎﻣﺮﻧـﺎ ﺍﻟﻔﺨــﺮﺓ ﻳﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻭﻗﻴﻊ ﻓـﻲ ﺣﺠﻜـﻢ ﺻﺪﺭ ﺑﺎﻟﺼـﻚ ﻭﺯﺍﻝ ﻭﺟﺎﻛـﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﺧﻴــﺮ ﺍﻷﻣـــﺔ ﺑﻴﻬﺎ ﻧﻨﺠــﺎ ﻣـﻦ ﻛـﻞ ﻏﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ: ﻭﺭﺍﺗﺐ ﺁﺧﺮ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ،ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺃﻭﻟﻪ: ﺍﻟـﻠﻪ ﺍﻟﻠـﻪ ﻳﺎﻧﺎﻓــــــﻲ ﻟﺸﺮﻳــــﻚ ﻭﺍﻷﺷــﺒـﺎﻩ ﺑﺬﺍﺗــﻚ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﳌﻘــﺪﺳـﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﻃﺮ ﺍﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﺑﺄﻣﺮﻱ ﺍﳉﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻼﺋﻖ ﻣﻦ ﺧﲑ ﻭﺷﺮ ﻳﺎ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺍﺯﻕ ﰒ ﻧﻈﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ،ﻓﺒﺪﺃﻫﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻫــﻮﺩ ﻭﺷﻌﻴﺒـﻨﺎ ﺍﻟﻜـــﺒﲑ ﻭﻳﻌـﻘﻮﺏ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻘﺪﺭﻩ ﺷﻬﲑ ﰒ ﻋﻦ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺎﻝ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ: ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻟﻨﺎ ﺍﺳﺘﺮﺍ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﳊﺎﺩﺛﺎﺕ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻔﺎﲢﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻭﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﻗﻮﻱ ﻟﻨﺎ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻓﻨﻈﻢ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ: ﻭﺃﺣﻔـﻈﻨﺎ ﻣﻦ ﻃﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﺰﻣــﺎﻥ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻟـﻨﺎ ﰲ ﺳﻮﺣـﻨﺎ ﺍﻷﻣـﺎﻥ ﲝــﻖ ﺍﻟﺮﺳــﻞ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻗﺎﻃﺒﻪ ﻭﺃﲪــﺪ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻨﺠـﻢ ﺍﻟﺜﺎﻗﺒﺔ ﰒ ﻋﺮﺝ ﰲ ﺭﺍﺗﺒﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﻷﻭﻟﻴـﺎﺀ ﻭﻛــﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴــــﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻘﺒــــﺎﺀ ﻭﺑﺎﻟﺴﻠﺴــﻠﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﳉـﻠﻴﻠﺔ ﻃﺮﻕ ﺍﻟـﺮﺷﺎﺩ ﺍﻟﻨﻬﺠﻬـﺎ ﻋﺪﻳـﻞ 126 ﺑﺸﻴﺨـﻨﺎ ﻋﺒـﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗــــﻲ ﳒـﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮ ﺍﳋــﻼﻕ ﺍﻟﻨﻴـﻞ ﺃﺑﻨﻴﻼ ﺳــﺮﻯ ﺩﻓـﺎﻕ ﻛــﻢ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺍﻕ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻨﻈﻢ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﰲ ﺭﺍﺗﺒﻪ ،ﰒ ﺧﺘﻤﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﺑﺴــــــﺮ ﻻ ﺇﻟـﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﻓـﺬﺍﻙ ﺭﺳـــﻮﻝ ﺍﻟﻠـﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﰲ ﺟﻨﺎﺑﻜﻢ ﻣﺎﺳﻚ ﻣﺮﲡــﻲ ﲜﺎﻫﻜﻢ ﻳﻘﺘﻔﻲ ﺍﳌﺴﺎﻟﻚ ﺑﺮﺍﺗﺒﻪ ﻣــﺪﻭﻩ ﺑﺎﻟﻔﺘــــﻮﺡ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺼﻴـــﺢ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ: ﻭﻟﻪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ،ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺎ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﻮﺍﺋﺠﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮﻫﺎ ﻗﺼﻴﺪﺓ: ﺟﻞ ﺟﻼﻟـﻪ ﻻ ﻟــﻮ ﺷﺮﻳـﻚ ﻭﻻ ﻟــﻮ ﻣﺜــﺎﻟﻮ ﺍﻟﻠــﻪ ﲰـــــﺎﻩ ﺑﻨــﺎﻩ ﺩﺍﺣـﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺭﺳﻰ ﺟﺒﺎﻟــــﻮ ﺃﻧﺰﻝ ﻗﻄـﺮ ﺍﻟﻨﺒــﺖ ﻛﺴﺎﻟــﻮ ﻛﺎﻟﺴﻨـﺪﺱ ﻳﻔﻮﻕ ﻓـﻲ ﲨﺎﻟﻮ ﺃﺑــﺪﻯ ﺁﺩﻡ ﻣــﻦ ﺻـﻠﺼﺎﻟﻮ ﻋﺎﺵ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴـﺎ ﻧﺸﺮ ﺃﻧﺴﺎﻟـﻮ ﺃﺭﺳﻞ ﺭﺳﻞ ﺑﺼـﺪﻕ ﺃﻗﻮﺍﻟــﻮ ﻻ ﻭﺟــﻮﺏ ﻋﻠﻴـﻪ ﳏﺎﻟـﻮ ﺧﺘـﻢ ﺍﻟﺮﺳــﻞ ﺑﺎﻹﻛﻤــﺎﻟﻮ ﺑﺎﳌﺨﺘــﺎﺭ ﺍﳌــﺎﰲ ﻣﺜـﺎﻟﻮ ﺷﺮﻋﻮ ﺍﻟﺒﺎﻗـﻲ ﻓﻘـﻂ ﻻﻳــﺰﺍﻝ ﻟﻴﻮﻡ ﺍﳊﺸـﺮ ﻭﺍﻟﺰﺍﻟـــﺰﺍﻝ ﻗﻮﻝ ﻳﺎ ﻓﻤـﻲ ﻓـﻮﻕ ﺧﻠﻔــﺎﻩ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺣﻠﻴﻢ ﻓـﻲ ﻭﻓـــﺎﻩ ﺍﻟﻔـﺎﺭﻭﻕ ﺍﻟﺪﻳـﻦ ﺭﻓــــﺎﻩ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺗﺎﻟــﻲ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺑﻔــﺎﻩ ﻛﺮﺍﺭ ﺍﳌﻌﻈـــﻢ ﺷﺎﻧـــﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﻔـﺮ ﻫﺪﻡ ﺟﻴﺸﺎﻧــﻮ ﺭﳏﻮ ﺳﻨﲔ ﻳﺸﻴـﻞ ﻧﻴﺸﺎﻧـــﻮ ﺑﻴﻬﻮ ﺍﻟﺪﻳـﻦ ﺗﻌﻈﻢ ﺷﺎﻧــﻮﺍ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻮ ﺍﻟﻜــﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﺸــﺮﺓ ﻧﻠـﻖ ﺑﻴﻬـﻢ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺒﺸـﺮﻯ ﻳﺮﺩ ﺍﳊـﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺸــــﺮﻩ ﻃﻴﺒﻪ ﻳﻔﻮﺡ ﻛﻼﺋﺤﻪ ﻭﻧﺸــﺮﻩ 127 ﲟﺎﻟـــﻚ ﳓﻤــﺪ ﺭﺑــﻲ ﺑﺎﻟﺸﺎﻓﻌـﻲ ﺍﻟﻠﻴﻨـﺎ ﻣﺮﺑـــﻲ ﺑﺎﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻧﺰﻳﺪ ﻓــﻲ ﺍﻟﻘـﺮﺏ ﺑﺄﰊ ﺣﻨﻴﻔــﺔ ﻧﺬﻭﻕ ﺍﻟﺸـﺮﺏ ـﺔ ﻋـﺮﺝ ﻓـﺎﻫﻲ ﺑﺎﻟﺴﻠﺴﻠـــﺔ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﻣﻦ ﻏﻴــﺮ ﻋــﻠ ّ ﻋـــﻦ ﺍﷲ ﻋــﺰ ﻭﺟــﻞ ﻋﻦ ﺟــﱪﻳﻞ ﻓﻬـﻮ ﺭﻭﺡ ﺍﷲ ﺗﻠﻘــﻦ ﳌﺨﺘـــﺎﺭ ﺍﻟﹼﻠــﻪ ﻋــﻦ ﻋــﻠﻲ ﺃﺳــﺪ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺍﳊﺴــﲔ ﺍﳍــﺎﻡ ﰲ ﺍﷲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑــﺪﻳﻦ ﺭﻓﻴـﻊ ﺍﳉـﺎﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻜــﺎﻇﻢ ﺃﺳﺘـﺎﺫﻧﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺻﺎﺩﻗﻨـﺎ ﺫﺍﻙ ﺭﻳـﺲ ﺍﻟﺮﺅﺳـﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺎﻗــﺮ ﻭﺳﻴــﻊ ﺩﺭﻭﺱ ﺇﱃ ﺑﺼـﲑﻧـﺎ ﳎﻴـﺮ ﺍﻟﻜـﺆﻭﺱ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺮﺧﻲ ﻭﺳـﺮﻱ ﺍﻟﻘــﻮﻡ ﺟﻨﻴـﺪﺍ ﺫﺍﻛــﺮ ﺍﻟﻘﻴـــﻮﻡ ﺑﻴﻬﻢ ﻳﺎ ﺭﺑـﻲ ﺃﺭﻭﻡ ﻣﺘــﻤﻮﻡ ﺷﺮﺍﺏ ﺍﻟﻘــﻮﻡ ﺣﻲ ﻳـﺎ ﻗﻴﻮﻡ ﻳﺎ ﻋﺠـﻤﻴﻨﺎ ﻭﻳــﺎ ﺷﻠﺒﻴﻨــﺎ ﻭﻳﺎ ﲤﻴـﻢ ﺍﺗﻠﻔﺘــﻮﺍ ﻋﻠﻴﻨــﺎ ﻳﺎ ﻃـﺮﻃﻮﺱ ﺑﺎﻟﻨـﻮ ﺟﻠﻴــﻨﺎ ﺑﺄﰊ ﺍﳊﺴـﻦ ﺍﻟﻘـﺮﺷﻲ ﻋﻠﻴـﻨﺎ ﺑﺎﳌﺨـــﺰﻭﻡ ﺩﻭﺍﻡ ﻧﺘﺒــﺎﺭﻙ ﻳﺎ ﻳﺎﳉﻴﻠــﻲ ﺍﻟﱪﻳـﻖ ﺃﻧـﻮﺍﺭﻙ ﻳﺎﳋﻠﻴﻔﺔ ﻧـــﺮﻭﻡ ﺃﺳــﺮﺍﺭﻙ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻜــﺮﻡ ﺳــﺎﺭ ﻛﺎﺭﻙ ﻳﺎ ﺃﲪـﺪ ﻭﻳــﺎ ﳏﻤــــﺪ ﺍﻟﻔـﻮ ﺃﻟﻔـﻲ ﺧــﻄﺎﻩ ﺗﻌﻤـﺪ ﻋـﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳـﻦ ﺍﻟﺬﻛـﺮ ﺍﳌﻔـﺮﺩ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻳﺘﻬــﺠـﺪ ﺟـﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣـﻊ ﺳﻴــﺪﻱ ﺃﺻـﻐﺮ ﺃﻛﱪ ﺃﻛﻤـﻞ ﻗﺪﺭﻫﻢ ﺃﻓﺨﺮ ﺃﲪﺪﻫــﻢ ﻓﺬﺍﻙ ﺍﻷﺷﻬـــﺮ ﻛﺎﻟﻄـﻮﺩ ﳏﻤــﺪ ﺃﻇﻬــﺮ ﲨـﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺼـﺎﺋـﻢ ﺫﺍﻛـﺮ ﺳﻬﺮ ﺍﻟﻄـﺮﻑ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﻐـﺎﻣﺮ ﻛﻢ ﺃﺭﺷـــﺪ ﳌﺮﻳﺪ ﺣﺎﺋــﺮ ﰲ ﺍﳌﻠﻜـﻮﺕ ﺭﺃﻯ ﺷﻴﺌـﺎ ﺑﺎﻫﺮ ﺎﺭﻱ ﺑـﻬـﺮ ﺑﻨﻮﺭﻩ ﺍﻟﻜــﻮﻥ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺬﺑـﺢ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﻟﺼــﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﳏـــﺮﻭﺱ ﺑﺎﻟﻌــﻮﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﳊـﺮﻑ ﺍﻟﻜـﺎﻑ ﻭﺍﻟﻨﻮﻥ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﷲ ﻣﻊ ﻋﺒـﺪ ﺍﷲ ﺇﻟــﻰ ﺃﰊ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻳﻌﻄﻴــﻚ ﺳـﺮ ﺍﷲ ﺗﻠﻘﻦ ﻋﻨـﻪ ﺍﻟﺸﻴـﺦ ﺩﻓــﻊ ﺍﷲ ﺳﺮﺕ ﺃﺳﺮﺍﺭﻩ ﺟـﺎﺕ ﰲ ﺃﺏ ﺷﻠـﺔ 128 ﻭﺭﺙ ﳌﻘﺎﻣـﻮﺍ ﺍﺑـﻦ ﺍﻟﻌــﺠﻮﺯ ﺃﻋﻄـﺎﻩ ﺍﻟﻨﻴـﻞ ﻣﻠﻚ ﻟﻜــﻨﻮﺯ ﺑﺴــﺮ ﺍﷲ ﻓــﺬﺍﻕ ﺍﻟﻠــﻮﺯ ﻣﻜــﺎﺷﻔﻲ ﻇﻔﺮ ﲟﻘـﺎﻡ ﺍﳊﻮﺯ ﺣﻈﻲ ﲟﻘﺎﻣﻮﺍ ﻋﻮﺽ ﺍﳉﻴـــﺪ ﺇﱃ ﻭﺩ ﺭﻳـﺎ ﺍﻟﺒﺎﻗــﻲ ﻓﺮﻳـﺪ ﻋﻤﺾ ﺍﻷﻣـﺮ ﻏﻲ ﺗﺄﻛﻴـــﺪ ﻛـﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﻣﻘﺎﻣـﻮ ﺭﺷﻴـﺪ ﺻﻠﻲ ﻳﺎ ﺇﳍﻲ ﺑﻐﻴـــﺮ ﺃﻋـﺪﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻭﺻﺤﺒــﻪ ﺃﺳﻴﺎﺩﻱ ﺑﻴﻬﺎ ﻣﻜﺎﺷﻔﻲ ﻳﻨﻴـــﻞ ﺇﻣـﺪﺍﺩ ﻭﺍﻹﺳـﻼﻡ ﻓـﻲ ﻛﻞ ﺑـﻼﺩﻱ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻭﺍﻟﱵ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ: ﻣــﻮﻻﻧﺎ ﻳـﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﺣـﻔﻈﻨﺎ ﻭﺍﺗﻮﻻﻧـﺎ ﻧﻔﻮﺳﻨـﺎ ﻭﺍﻟـﻮﻻﻧـﺎ ﻳـﺎﺳــﺎﻣﻌﺎ ﻣــﻌﺎﻧـــﺎ ﺍﻣﻸ ﺑﺎﻟﻨـﻮﺭ ﻭﻋﺎﻧــــــﺎ ﳓـﻦ ﻭﻣـﻦ ﻣﻌـــــﺎﻧﺎ ﻳﺸــﻜﺮ ﻋﻨـﺪﻙ ﻣﺴﻌﺎﻧـــﺎ ﺳﺒﻜـــﻨﺎ ﱄ ﻏــــﻨﺎﻧﺎ ﻓﻮﻕ ﻃــﻪ ﺃﺳﺒـﺎﺏ ﻋﻨـﺎﻧــﺎ ﻳﻮﻡ ﺗﻜـــﺸﻒ ﺍﻟﺒﻨـــﺎﻧﺎ ﺑــﻪ ﻧﺴـــﻜﻦ ﺍﳉــﻨﺎﻧـﺎ ﰒ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺗﱰﹼﻩ ﺭﰊ ،ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺗﻨـــﺰﻩ ﺭﰊ ﻋــﻦ ﺻﻮﺭ ﻭﺧﻮﺍﻃــﺮ ﻗﻠﺒـﻲ ﰲ ﺍﻷﺫﻫــﺎﻥ ﺭﰊ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻭﻏﺮﰊ ﻓﺮﺝ ﻛﺮﰊ ﻧﻮﺭ ﺟﺴﻤﻲ ﻧﻈﻒ ﻗﻠﱯ ﻭﺍﺣﻔﻈﲏ ﳑﺎ ﳛﻠﲏ ﺛﺎﱐ ﺧﻄﱯ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺠـــﺄﻱ ﻭﻛﺎﺷــﻒ ﻛــﺮﰊ ﻳﻮﻡ ﺍﳍﻮﻝ ﻭﺍﻟﻨـــﺎﺱ ﺗﻀﻄــﺮﺏ ﺑـﻪ ﻧﺴـﻜﻦ ﻗﺼـﻮﺭ ﻣـﻦ ﺫﻫﺐ ﰒ ﻗﺼﻴﺪﺓ )ﺭﺑﺎﻩ ﻳﺎﺭﺑﺎﻩ( ﻭﺍﻟﱵ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ: ﺭﺑﺎﻩ ﻳﺎﺭﺑﺎﻩ ﺑﺎﳌﺼﻄﻔﻰ ﻭﺻﺤﺒﺎﻩ ﺻــ ﹼﻞ ﻭﺯﺩ ﻓــﻲ ﺣﺒــﺎﻩ 129 ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ: ﻭﻟﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺭﺍﺗﺐ ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺭ ﻭﺁﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﳍﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ،ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ،ﻭﻓﻀﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻛﺎﳊﻤﺪ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ،ﻭﺃﻭﻝ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺣﱴ ﺍﳌﻠﺤﻮﻥ ،ﻭﺁﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ،ﻭﺧﺘﺎﻡ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ، ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ،ﻭﺃﺩﻋﻴﺔ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻭﺃﲰﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﳊﺴﲎ ،ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺧﺎﺹ ﺎ ،ﺑﺪﺃ ﺑﺎﳊﺮﻭﻑ ﺍﳍﺠﺎﺋﻴﺔ ،ﻧﻘﺘﻄﻒ ﻣﻨﻪ: ﺍﻟﱠﻠﻬﻢ ﺇﱐ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﺄﻟﻒ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘـﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﺩﻋﺎﻧﺎ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﺪ ﻭﺍﻟﻌﻼ ﻭﺑﺒﺎﺀ ﺑﺪﺋﻚ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﺃﻥ ﺗﺮﺯﻗﻨﺎ ﲝـﻖ ﻣﺼﻄﻔﺎﻙ ﺧﲑ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﺍﻟﻜﻤﻼ ﻭﺍﻣﻨﺤﻨﺎ ﺃﺳﺮﺍﺭﻙ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻮﺭ ﺎ ﺍﻟﻌﻘﻼ ﻭﺑﺘﺎﺀ ﺗﻮﺑﺘﻚ ﻳﺎ ﺗﻮﺍﺏ ﺗﺐ ﻋﻠﻴﻨـﺎ ﻭﺑﺎﻟﺜﺎﺀ ﺛﺒﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻨــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﻓـﻲ ﻳـﻮﻡ ﺍﻟﺰﻟــﺰﻻ ﻭﲜﻴﻢ ﲨﺎﻟﻚ ﲨﻠﻨﺎ ﻟﻔﻈﺎ ﻭﺣﺴﺎ ﻭﻣﻌﲎ ﺃﺟﻨﺘﻨﺎ ﻭﺃﻟﺴـﻨﺘﻨﺎ ﺑﺬﻛـﺮﻙ ﻠـﻼ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﳊﺮﻭﻑ ﺍﳍﺠﺎﺋﻴﺔ ،ﰒ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ ﻭﻛﻴﻔﻴﺘﻬﺎ ﻭﻓﻀﻠﻬﺎ. ﻭﻟﻪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺮﻑ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ : . 1 ﻭﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺳﺎﺑ ﹰﻘﺎ ،ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻟﹼﻒ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﻧﺜﺮﺍ ﻭﺷﻌﺮﺍ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ: ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ـ ﻭﻫﻲ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻧﺼﺤﻴﺔ ﲢﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ ،ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ،ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﳛﺜﹼﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺩﺓ ﻭﺍﶈﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺩﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﳋﲑ ،ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ،ﻭﺣﺴﻦ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻖ ﺑﺎﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ،ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺓ 1 ،א .60 130 ﺍﷲ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﹼﺮ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻛﺮ ،ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻢ ﺍﷲ ،ﻭﳏﺒﺔ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻭﺍﻟﺴﲑ ﻋﻠﻰ ﺳﲑﻫﻢ ،ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻖ ﺑﺄﺧﻼﻗﻬﻢ ،ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺑﻌﻀﻬﺎ: ﻧﺼﺎﺋﺢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﺴﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ـ ﺗﺴﻊ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﳌﺮﻳﺪﻳﻪ ﻭﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ﻭﻛﺎﻓﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﳛﺜﹼﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ ،ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﳌﺸﺎﳜﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﻪ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﳋﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺑﻌﻀﻬﺎ: ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﲪﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﺬﺍﺗﻪ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻌﺪﻥ ﺳﺮﻩ ،ﻭﻣﻬﺒﻂ ﻫﺒﺎﺗﻪ ،ﻭﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺍﻷﻛﺮﻣﲔ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺄﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﺃﺳﺴﻮﺍ ﺩﻋﺎﺋﻤﻪ ،ﻭﲢﻤﻠﻮﺍ ﻣﺸﻘﺎﺗﻪ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﺍﳌﻬﺪﻳﲔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﻓﺄﻗﻮﻝ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﻔﺘﻘﺮ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻤﺮ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ: ﻓﺈﱃ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﳌﺸﺎﺋﺦ ﻭﺍﳌﻘﺎﺩﱘ ﻭﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ،ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ) :ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ،ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ :ﳌﻦ ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ :ﷲ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ(.ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ ﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ،ﻭﺍﻷﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﳊﻼﻝ ،ﻭﺍﺧﺪﻣﻮﺍ ﻟﺪﻳﻨﻜﻢ ،ﻭﻻ ﺗﻜﻠﻔﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ،ﲡﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﲟﻼﺯﻣﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﺍﳉﻮﻉ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻟﺒﻄﻨﺔ ﺗﺬﻫﺐ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ،ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭﺍﳌﺰﺍﺡ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺬﺭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ،ﻭﺍﺳﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﺼﱪ ﰲ ﻛﻼ ﺍﳊﺎﻟﺘﲔ ـ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﺮﺧﺎﺀ ،ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﲟﻮﺍﺳﺎﺓ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ،ﻭﺣﺴﻦ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﳉﺎﺭ، ﻭﺇﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﻀﻴﻒ ،ﻭﺍﳊﺐ ﻭﺍﻟﺒﻐﺾ ﰲ ﺍﷲ ،ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﳊﻘﺪ ﻭﺍﳊﺴﺪ، 131 ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﻳﺄﻛﻼﻥ ﺍﳊﺴﻨﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﳊﻄﺐ ،ﻭﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺰﻫﺪ ﻭﺍﻟﻮﺭﻉ ،ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ،ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭﺳﻔﺎﺳﻒ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﻔﺎﻑ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﺮﺍﻑ ،ﻭﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﳐﺎﻟﻄﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﺈ ﻦ ﺣﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺷﺮﻛﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳜﻄﺊ ،ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ )ﻣﺎﺧﻼ ﺭﺟﻞ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺛﺎﻟﺜﻬﻤﺎ( ،ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻋﻔﻮﺍ ﻋﻦ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻐﲑ ﺗﻌﻒ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ( ،ﻭﻗﺎﻝ) :ﺇﻥ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻛﺎﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﺍﳌﺮﺻﻮﺹ ﻳﺸ ﺪ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎ( ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ) :ﺇﻥ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻣﺮﺁﺓ ﺃﺧﻴﻪ( ،ﻓﺴﲑﻭﺍ ﺑﺴﲑ ﺳﻠﻔﻜﻢ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻜﻢ ﺍﻟﻨﺎﺻﺤﲔ ،ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﷲ ﻻ ﻟﻌﻠﹼﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻣﱴ ﺧﻼ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﳌﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﲟﻌﺰﻝ ،ﻭﻛﻮﻧﻮﺍ ﺭﲪﺎﺀ ﺑﻴﻨﻜﻢ ،ﻓﻠﻴﻜﺮﻡ ﺻﻐﲑﻛﻢ ﻛﺒﲑﻛﻢ ،ﻭﻟﲑﺣﻢ ﻗﻮﻳﻜﻢ ﺿﻌﻴﻔﻜﻢ ،ﻭﻏﻨﻴﻜﻢ ﻓﻘﲑﻛﻢ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ ﻳﺮﲪﻬﻢ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺩﺑﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺑﺘﺮﻙ ﳏﺎﺭﻣﻪ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﺘﻪ: א ،1ﻭﻣﻊ ﺍﳌﻘﺎﺩﱘ ﻭﺍﳌﺸﺎﺋﺦ א ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻭﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺃﺻﻞ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺼﱪ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﳊﺞ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼ ،ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﲜﻬﺎﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻷﻧﻪ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻷﻛﱪ ،ﻭﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ـ ﺃﺣﺒﺎﺋﻲ ﻓﺎﺩﻓﻨﻮﺍ ﻭﺟﻮﺩﻛﻢ ﺗﻨﺒﺘﻮﺍ ﻧﺒﺎﺗﺎ ﺣﺴﻨﺎ ،ﻭﻣﱴ ﺧﻼ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺸ ﻢ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻓﺤﺴﻨﻮﺍ ﻇﻮﺍﻫﺮﻛﻢ ﺑﺎﻷﺩﺏ ،ﻭﺑﻮﺍﻃﻨﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ،ﻭﺗﺰﻭﺩﻭﺍ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺧﲑ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ،ﻭﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﺼﻠﺔ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ،ﻓﺈﺎ ﻣﻐﻨﻤﺔ ﰲ ﺍﻷﺟﻞ، ﻭﺍﻟﺰﻣﻮﺍ ﺑﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻓﺈﻧﻬﻦ ﻭﺩﺍﺋﻊ ﺍﷲ ﻋﻨﺪﻛﻢ ،ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ )ﺃﻛﺜﺮﻛﻢ ﺇﳝﺎﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮﻛﻢ ﺇﺣﺴﺎﻧﺎ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻪ( ،ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﺑﻼ ﺃﺩﺏ ﻛﺎﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﺑﻼ ﲦﺮ ،ﻃﺎﳌﺎ ﺫﻛﺮﺗﻜﻢ ﻓﻠﻢ ﺗﻨﻔﻊ 1 א ،א .31 132 ،1ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ א א ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : ﻓﻠﻢ ﺃﺭ ﻟﻘﻮﱄ ﺃﺛﺮﺍ ،ﻭﻻ ﻟﻨﺼﺤﻲ ﻣﺘﺤﺼﻼ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ : ﺐ א ،2ﻭﻓﻴﻢ ﺍﻟﺘﻬﺎﻭﻥ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻭﺣ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ،ﻭﻋﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻳﺼﲑ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺗﺮﺍﺑﺎ،ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺧﺮﺍﺑﺎ ،ﻭﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻮﻻﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻨﻜﻢ ،ﻭﺃﺩﺍﺀ ﻣﺎ ﳍﻢ ،ﻭﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﺼﻐﻮﺍ ﻟﻘﻮﱄ، ﻭﺗﻌﻤﻠﻮﺍ ﺑﻨﺼﺤﻲ ،ﺣﱴ ﺃﺭﻯ ﻟﻪ ﺃﺛﺮﺍ ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﲢﻤﺪ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ،ﻓﺈﻧﲏ ﺃﺑﺮﺃ ﻣﻦ ﺣﻮﱄ ﻭﻗﻮﰐ ،ﻭﺃﻋﺘﺼﻢ ﲝﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻗﻮﺗﻪ ،ﻭﺃﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﳌﻐﻔﺮﺓ ،ﻭﺃﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻱ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ. ﻭﺍﻟﺪﻛﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. ﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ،ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﲢ ﹼ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺧﻠﻖ ﺫﻣﻴﻢ ،ﻓﻌﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺪﺍﻧﺎ ﳍﺬﺍ ،ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻟﻨﻬﺘﺪﻱ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﻫﺪﺍﻧﺎ ﺍﷲ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻷﻭﺍﻩ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﲨﻴﻊ ﻣﻦ ﻭﺍﻻﻩ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ: ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﳌﻘﺎﺩﱘ ﻭﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ،ﺃﺣﺒﺎﰊ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ..ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﻤﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋ ﺰ ﻭﺟ ﱠﻞ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ،ﻭﲡﺘﻨﺒﻮﺍ ﻣﺎ ﻲ ﻋﻨﻪ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺑﻪ ﻓﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ﰲ ﺃﻭﻗﺎﺎ ،ﺑﺸﺮﻭﻃﻬﺎ ﻭﺁﺩﺍﺎ ،ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﻫﻲ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﻂ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻟﻦ ﺗﻘﺒﻞ ﺻﻼﺗﻪ،ﻭﰲ ﺍﳌﻮﺍﺷﻲ ﻭﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﲟﺮﻭﺭ ﺍﳊﻮﻝ ،ﻭﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﳊﺒﻮﺏ 1 א א ،א 2 55 133 א ،א ..12 ، ﺑﺎﳊﺼﺎﺩ ،ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﻠﺤﺞ ،ﻟﻠﻤﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺻﻴﺎﻡ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ...ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺑﻪ ،ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻰ ﻋﻨﻪ ﻓﺘﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻭﻣﻨﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ،ﻭﺷﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ،ﻭﺍﻟﺮﺑﺎ ،ﻭﻗﺬﻑ ﺍﳊﺮﺓ ،ﻭﺇﻳﺬﺍﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﺎﻟﻠﹼﺴﺎﻥ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ. ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﻪ ،ﻭﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﷲ ﻓﺎﺯ ﻣﻦ ﻓﺎﺯ ،ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻫﻮﻟﻜﻢ ﻋﱪﺓ ﻭﻣﻮﻋﻈﺔ ﲟﺎ ﺟﺮﺕ ﰲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﳋﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﰒ ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺃﺣﺒﺎﰊ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻖ ﺑﺄﺧﻼﻕ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻭﻟﻠﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ﺁﺩﺍﺏ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻣﻦ ﱂ ﻳﻘﻢ ﺎ ﱂ ﻳﻨﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻛﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﲝﻖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﻄﺎﻋﺘﻪ ﰲ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ،ﻭﺗﺮﻙ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻰ ﻋﻨﻪ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﺍﳊﻀﻮﺭ ﺍﻣﺘﺜﺎﻻ ﻷﻣﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ،ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻻ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﲝﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺒﺎ ﺧﺎﻟﺼﺎ ،ﻷﻥ ﺣﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﳌﺪﺩ ﺇﱃ ﻗﻠﺐ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﻹﺟﻼﻟﻪ ﻭﺗﻮﻗﲑﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﲝﻖ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﺎﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺍﳊﺴﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺍﳋﺒﺚ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﺔ، ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﺣﺔ ،ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮ ﺃﻥ ﻳﻼﺣﻆ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻷﺎ ﺗﻄﺮﺩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﰲ ﺫﻫﻨﻪ ،ﻓﻤﻌﲎ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻻ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﲝﻖ ﺇﻻ ﺍﷲ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﲝﻖ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻓﺎﶈﺒﺔ ﻭﺍﳌﺒﺎﺳﻄﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﻭﺍﻹﻳﺜﺎﺭ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺣﻔﻆ ﻣﻘﺎﻡ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﲟﺎ ﻣﻨﺤﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻨﻜﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺍﳉﻮﺍﺑﺎﺕ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻐﻴﺐ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺴﺘﺠﺎﺏ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻨﺸﺮ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺇﺧﻮﺍﻧﻜﻢ ﻭﺳﺘﺮ ﻋﻴﻮﻢ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻬﺎﺩﻱ ﻓﺈﻥ ﺍﳍﺪﻳﺔ ﺗﻐﺮﺱ ﺍﻟﻮ ﺩ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ،ﻭﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺴﺒﺤﺔ ﻭﺍﻹﺑﺮﻳﻖ. 134 ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﲝﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺈﻓﺸﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﺑﺬﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻭﺍﻟﺸﻔﻘﺔ، ﻭﻛﻒ ﺍﻷﺫﻯ ،ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﱪ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻐﺾ ﻭﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺀ ،ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﳉﻴﻼﱐ ﻗﺪﺱ ﺍﷲ ﺳﺮﻩ :ﻣﺎ ﻧﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺑﺼﻴﺎﻡ ﺃﻭ ﻗﻴﺎﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻠﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻷﺫﻯ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ـ ﺃﻓﺎﺽ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ :ﻣﻦ ﻭﻗﹼﺮ ﻛﺒﲑ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻭﺭﺣﻢ ﺻﻐﲑﻫﻢ ،ﻳﺮﺍﻓﻘﲏ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ،ﻭﻓﻘﲏ ﺍﷲ ﻭﺍﳉﻤﻴﻊ ﻟﻠﻄﹼﺎﻋﺎﺕ ،ﻭﻋﺼﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ،ﻭﻋﺎﻣﻠﻨﺎ ﲝﻠﻤﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ،ﺇﻧﻪ ﳎﻴﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ. ﻭﺍﻟﺪﻛﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ) :ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻔﻘﲑ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ،ﺟﻮﻫﺮﻱ ﺍﻟﺬﻛﺮ ،ﲨﻴﻞ ﺍﳌﻨﺎﺯﻋﺔ ،ﻗﺮﻳﺐ ﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ،ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﳊﻖ ﺇ ﹼﻻ ﺍﳊﻖ ،ﻭﻻ ﻳﺘﻤﺬﻫﺐ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ،ﺃﻭﺳﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﺪﺭﺍ ،ﻭﺃﺩ ﹼﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﻔﻌﺎ ،ﺿﺤﻜﻪ ﺗﺒﺴﻤﺎ ،ﻭﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻣﻪ ﺗﻌﻠﹼﻤﺎ ،ﻣﺬﻛﺮﺍ ﻟﻠﻐﺎﻓﻞ ،ﻭﻣﻌﻠﹼﻤﺎ ﻟﻠﺠﺎﻫﻞ ،ﻻ ﻳﺆﺫﻱ ﻣﻦ ﻳﺆﺫﻳﻪ ،ﻭﻻ ﳜﻮﺽ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ،ﻛﺜﲑ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ،ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻷﺫﻯ ،ﻭﺭﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﶈﺮﻣﺎﺕ ،ﻣﺘﻮﻗﻔﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﺒﻬﺎﺕ ،ﻏﻮﺛﺎ ﻟﻠﻘﺮﻳﺐ ،ﺃﺑﺎ ﻟﻠﻴﺘﻴﻢ ،ﺑﺸﺮﻩ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ ،ﺣﺰﻧﻪ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ،ﻣﺸﻐﻮﻻ ﺑﻔﻜﺮﻩ ،ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ ﺑﻔﻘﺮﻩ ،ﻻ ﻳﻜﺸﻒ ﺳﺮﺍ ،ﻭﻻ ﻳﻬﺘﻚ ﺳﺘﺮﺍ ،ﻟﻄﻴﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ، ﻧﺎﻣﻲ ﺍﻟﱪﻛﺔ ،ﺳﺨﻴﺎ ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ،ﻃﻴﺐ ﺍﳌﺬﺍﻕ ،ﺣﺴﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ،ﻟﻴﻦ ﺍﳉﺎﻧﺐ، ﺟﻮﻫﺮﺍ ﺳﻴﺎﻻ ﺫﺍﺋﺒﺎ ،ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﺼﻤﺖ ،ﲨﻴﻞ ﺍﻟﻨﻌﺖ ،ﺣﻠﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺟﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﺻﺒﻮﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺟﺤﻮﺩ ،ﻭﻻ ﻟﻨﺎﺭ ﺍﳊﻖ ﲬﻮﺩ ،ﻭﻻ ﻣﻠﻮﻻ ﻭﻻ ﻋﺠﻮﻻ ،ﻳﺒﺠﻞ ﺍﻟﻜﺒﲑ ،ﻭﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﺼﻐﲑ ،ﺃﻣﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ،ﺇﻟﻔﻪ ﺍﻟﺘﻘﻲ ،ﺧﻠﻘﻪ ﺍﳊﻴﺎﺀ ،ﻛﺜﲑ ﺍﳊﺬﺭ ،ﻣﺪﺍﻭﻡ ﺍﻟﺴﻬﺮ ،ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﺪﻟﻞ ،ﻛﺜﲑ ﺍﻟﺘﺤﻤﻞ ،ﻗﻠﻴﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،ﻛﺜﲑ ﺑﺈﺧﻮﺍﻧﻪ ،ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﺃﺩﺏ ،ﻛﻼﻣﻪ 135 ﻋﺠﺐ ،ﻻ ﻳﺸﻤﺖ ﲟﻌﺼﻴﺔ ،ﻭﻻﻳﺬﻛﺮ ﺃﺣﺪﺍ ﺑﻐﻴﺒﺔ ،ﻭﻗﻮﺭ ﻟﻄﻴﻒ ،ﺷﻜﻮﺭ ﺻﺒﻮﺭ ،ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻛﺜﲑ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ،ﺳﺎﺑﻖ ﺍﳉﻨﺎﻥ ،ﳛﺘﻔﻞ ﺑﺎﻟﻀﻴﻔﺎﻥ ،ﻭﻳﻄﻌﻢ ﲟﺎ ﻛﺎﻥ ،ﳌﻦ ﻛﺎﻥ ،ﺗﺄﻣﻦ ﺑﻮﺍﺋﻘﻪ ﺍﳉﲑﺍﻥ ،ﻻ ﺳﺒﺎﺑﺎ ﻭﻻ ﻣﻐﺘﺎﺑﺎ ،ﻭﻻ ﳕﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺫﻣﺎﻣﺎ ،ﻻ ﻣﻠﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻔﻮﻝ ،ﻭﻻ ﺣﺴﻮﺩ ﻭﻻ ﻛﻨﻮﺩ ،ﻟﻪ ﻟﺴﺎﻥ ﻣﺼﻮﻥ ،ﻭﻗﻠﺒﻪ ﳏﺰﻭﻥ ،ﻭﻓﻜﺮﻩ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﰲ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ(. ﻭﺍﻟﺪﻛﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻤﺮ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﳌﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻭﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ـ ﻗﺪ ﻋﺰﻡ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﻮﻟﺪ ﳌﺮﻳﺪﻳﻪ ،ﻣﻀﺎﻓﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﻟﺪ ﺍﻟﱪﺯﳒﻲ ﻭﺍﻟﻌﺜﻤﺎﱐ، ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺪﻝ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻮﺿﻊ ﺑﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻣﻀﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﻟﺪ ﺍﻟﱪﺯﳒﻲ، ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻳﺪﻳﻪ. ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻷﻭﱃ: ﻳــﺎ ﺭﺏ ـــﻢ ﻭﺑﺂﳍـﻢ ﻋﺠﻞ ﺑﺎﻟﻔﺘﺢ ﻭﺍﻟــﺮﺷـــﺪ ﺑﺴﺒﺤــﺎﺕ ﺍﻟﻮﺟـﻪ ﻭﻋﺰﺗـﻪ ﻭﲟﻠـﻚ ﺩﺍﻡ ﻣـــﺪﻯ ﺍﻷﺑـﺪ ﻭﺑﻌــﺰ ﺍﻟﻌــ ﺰ ﺍﳌﺮﺗﻔـــﻊ ﻭﲝﺠﺎﺏ ﺍﻟﻨـــﻮﺭ ﺍﳌﺘﻘــﺪ ﻭﺑﻌــﺮﺵ ﺍﻟﻠـﻪ ﻭﲪﻠﺘـــﻪ ﻭﺑﺎﻟﺴﺒﻊ ﻭﻛﺮﺳـﻲ ﻭﺍﳋـﻠـﺪ ﻭﺑﻌـﺎﱂ ﺭﻗــﻪ ﻭﺫﻛـﺮﻫـﻢ ﻭﺑﺎﻟﻄﻮﺩ ﺍﻷﺧﻀـﺮ ﻭﺑﺎﻟﺮﻋــﺪ ﲜﱪﻳـــﻞ ﻭﻣﻴـﻜـــﺎﻝ ﻭﺑﻌﺰﺭﺍﺋﻴــﻞ ﻓﺸـﺪ ﻋﻀـﺪﻱ ﻭﺑﺈﺳﺮﺍﻓﻴــﻞ ﻭﺧﺸﻴﺘـــﻪ ﻭﺑﻜــﻞ ﻣﻠـﻚ ﻗﺎﺋﻢ ﺃﻭ ﺳﺠﺪ 136 ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ )ﻟﻮﺡ ﺍﳌﻮﻟﺪ( ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﳊﺼﺮ ـ ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺻــﻞ ﻳﺎ ﺭﺏ ﻏﲑ ﻋﺪ ﻭﺳـﻠﻢ ﻟﻨـﱯ ﺍﳍـــﺪﻯ ﻭﺁﻟﻪ ﺍﳊﻨﻔـﺎﺀ ﻣﺎ ﻋــﻼ ﺃﺣـﻤﺪ ﻭﺍﻟﺴــﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻜﻤـﺎﻻﺕ ﻃــﺮﺍ ﺑﺎﻗﺘـﺪﺍﺀ ﻛـﻒ ﻛـﻒ ﻃـﺎﻣﻊ ﰲ ﺳﻨﺎﺀ ﻛـﻴﻒ ﺗـﺮﻗﻰ ﺭﻗﻴـﻚ ﺍﻷﻧﺒﻴـﺎﺀ ﻳﺎ ﲰـﺎﺀ ﻣـﺎ ﻃﺎﻭﻟﺘـﻬﺎ ﲰـﺎﺀ ﺃﻧــﺖ ﺟﺌـﺖ ﺑﺎﳊـﻖ ﻧﺼﺤﺎ ﻟﻠﺨـﻠﻖ ﻋﺠـﻤﺎ ﻭﻓﺼــﺤﺎ ﺃﻧـﺖ ﺍﳋﻀـﻢ ﻭﺍﻟﻐﲑﻙ ﻧﻀﺤﺎ ﱂ ﻳﺴـﺎﻭﻭﻙ ﰲ ﻋـﻼﻙ ﻭﻗـﺪ ﺣﺎﻝ ﺳﻨﺎ ﻣﻨﻚ ﺩﻭﻢ ﻭﺳﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﺜﹼﻨــﺎﺀ ﺃﻧـﺲ ﻭﺣﺒﻨـــﺎ ﻋـﻠﻴﻚ ﺃﺛـﻨﻮﺍ ﻳﺎ ﳐــﻤﻨــﺎ ﺍﻟﺸــﻌﺮﺍﺀ ﻓــﺎﲪﲔ ﻋـﻨﻚ ﺇﳕـﺎ ﻣﺜﻠــﻮﺍ ﺻﻔـﺎﺗﻚ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻋـﻠﻴـﻚ ﺃﺛـﲎ ﺍﻟﻠـﻪ ﺑﺎﻟﻨـﺺ ﻭﺑـﺎﻟﺮﺅﻳﺎ ﻟــﻚ ﺍﺧﺘــﺺ ﻭﺷﻔﺎﻋــﺔ ﺍﻷﻣـﺔ ﰲ ﺍﻟﻔـﺼﻞ ﺃﻧـﺖ ﻣﺼـﺒﺎﺡ ﻛﻞ ﻓﻀﻞ ﻓﻤﻨﺎ ﺗﺼﺪﺭ ﺇﻻ ﻋﻦ ﺿﻮﺋﻚ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﻣﻌﺮﺍﺟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻗﺎﻝ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﺻــﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﳏﻤﺪ ﻣﺎ ﻻﺡ ﺑﺮﻕ ﺍﻟﻐﻮﺭ ﻟﻴــﻼ ﺃﻟﻴـﻞ 137 ﺧﻔــﺾ ﺍﳌﻌﺎﻝ ﻋﻼ ﻃﺮﺍ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﻏﺪﺍ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌ ﺰ ﻟﻌﺰﻙ ﻳﺸﻤﻞ ﻭﺑﻼﺑﻞ ﺍﻷﻓــﺮﺍﺡ ﺗﺮﻗﺺ ﻓﺮﺣﺔ ﳊﺒﻮﺑﻚ ﻭﲣﺼﻴﺼﻚ ﻳﺎ ﻣﺮﺳـﻞ ﻭﻣﺎ ﻟﺴﻤﺎﻙ ﺃﻥ ﺗـﻮﺍﺯﻧﻪ ﲰــﺎ ﻭﺗﻄــﺎﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﳛـﺎﻥ ﺗﻄﺎﻭﻝ ﺑﺎﻟﻠﻴﻠﺔ ﺗﺰﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻫــﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔـﲑ ﺃﺗﺎﻙ ﺳﺮﺍﻋﺎ ﻣﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻭﺟﻬﻚ ﻳﺴﺘﻌﲑ ﺷﻌﺎﻋـﻬﺎ ﴰـﺲ ﺍﻷﻓــﻖ ﻭﺍﻟﺒﺪﺭ ﻧﻮﺭ ﺃﻓﻞ ﻭﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺷﻬﺪﻥ ﺃﻧﻚ ﺳــﻴﺪ ﻭﻏـﺪﺕ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻔﺨﺮ ﺫﻳﻠﻬﺎ ﻳﺮﻓﻞ ﺍﳌﺪﺍﺋﺢ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﻗﺼﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻠﹼﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺡ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﻗﺪ ﺣﻔﻆ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺍﳊﺎﺝ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﺪﺣﺔ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺟﻠﻴﺴﻪ ﻭﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﳌﺼﺎﺣﺐ ﻟﻪ .ﺃﺧﱪ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻋﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺒﻴﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﺄﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ ،ﻏﺎﺩﺭﻫﻢ ﺇﱃ ﺃﻡ ﺑﺎﺩﺭ ﺣﻴﺚ ﻣﺎﺕ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺩﻓﻦ ﺎ ،ﻭﻗﱪﻩ ﻇﺎﻫﺮ ﻳﺰﺍ ﺭ. ﻭﻗﺪ ﴰﻞ ﻣﺆﻟﻔﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﳕﺎﺫﺝ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺍﺋﺢ ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ،ﻭﺗﻨﻮﻋﺖ ﻓﻨﻮﺎ ﻭﻣﺮﺍﻣﻴﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻋﺪﺓ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩﻱ ﺑﺘﻬﺬﻳﺐ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ،ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺍﳋﻠﻖ ،ﻭﺟﻮﺍﻧﺐ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪﻳﺔ ﻭﻭﻋﻈﻴﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺃﻫﻮﺍﻟﻪ ،ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻪ ،ﻭﺫ ﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺍﻟﻮﺭﻉ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﳊﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻔﹼﺔ ﻭﺗﺰﻛﻴﺘﻬﺎ ﻭﳎﺎﻧﺒﺔ ﻫﻮﺍﻫﺎ ،ﻭﺍﳊ ﹼ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﳌﺮﻭﺀﺓ ﻭﺍﻷﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﻴﻤﲔ ،ﻭﳏﺒﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ،ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﳌﺮﺍﺀ ﻭﺍﳊﻘﺪ ﻭﺍﳊﺴﺪ ﻭﺍﻟﻜﱪ ،ﻭﻛﻞ ﻏﻮﺍﺋﻞ ﺍﻷﻧﻔﺲ ،ﻭﺍﳊﺚ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺯﻣﺔ ﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ﻭﺍﻷﻭﺭﺍﺩ ،ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﺪ ،ﻭﺑﺬﻝ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ، ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ،ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﺢ ،ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﻮﺭﻉ ،ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﳊ ﻖ. 138 ﺍﳌﺪﻳﺢ ﻭﺍﻟﻘﺼﻴﺪ ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺪﺍﺋﺢ ﺍﻟﱵ ﺻﺎﻏﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﺾ ﳌﺮﻳﺪﻳﻪ ،ﻭﲨﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻠﻬﺎ ﻣﺪﺍﺋﺤﻪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻭﺃﺷﻌﺎﺭﻩ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺩﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻟﻠﻔﻘﻴﻪ ﻭﺍﳉﺎﻫﻞ ،ﻟﻠﻔﻘﻴﻪ ﺗﺬﻛﺎﺭﺍ، ﻭﻟﻠﺠﺎﻫﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎ ،ﻓﺈﻟﻴﻚ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻟﻜﺘﺎﰊ ﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻨﲑ ﻭﺍﳊﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ،ﻭﺗﺴﺘﻀﻲﺀ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﳉﻮﺍﻧﺢ ﻓﺘﺴﻠﻚ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳍﺪﻯ ،ﻭﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺇﱃ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﺿﻰ ،ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﺪﺍﺋﺤﻪ: ﱎ ﻳﺎ ﻓﻤﻲ ﻟﻴﻬﻢ ﺷﻜـﺮ ﺍﻷﺑﻄـﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻔﻴﻀﻬﻢ ﻫﻄﺎﻝ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﻤﺮ ﻛﻒ ﻋﻦ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﻭﺣﺪ ﺭﺑـﻚ ﻭﺍﻗﺼــﺮ ﺍﻵﻣـﺎﻝ ﺃﻭﺻﻴﻚ ﺑﺎﻟﺘﻘﻰ ﻭﻫﻲ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎـﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺰﻛـﺎﺓ ﻟﻠﻤـﺎﻝ ﺍﳊﺞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﻨﺎﺳﻜﻮﺍ ﻣــﺎﻝ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﷲ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘـﻮﺍ ﺍﻟﻜﻤـّﺎﻝ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﳌﺎﻓﻴـﻪ ﻣﺎﻝ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺧﲑﺍ ﻭﺷـﺮﺍ ﻻ ﳏـﺎﻝ ﺣﻮﻻ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍ ﺃﺭﺿﻮﺑﻮ ﻳﺎﺯﻣـﺎﻝ ﺗﻨﺠﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﻭﺗﺒﻠﻐـﻮﺍ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺻﻔﺎﺕ ﻛﻤﺎﻝ ﺃﻭﳍﺎ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﻫﻲ ﻋﲔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻳﺎﺭﺟـﺎﻝ ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺿﺪﻭ ﺍﳊﺪﻭﺙ ﻳﺎ ﳒﺎﻝ ﺛﺎﻟﺜﻬﺎ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺿـﺪﻭ ﺍﻟﻔﻨـﺎﺀ ﻭﺯﻭﺍﻝ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﺫﻭ ﻛﻤﺎﻝ ﻭﺇﺟﻼﻝ ﻗﻴﺎﻣﻮﺍ ﺑﻨﻔﺴﻮ ﺿﺪﻭﺍ ﺍﺣﺘﻴﺎﺝ ﻭﺇﺣﻼﻝ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﳌﺎ ﳍﺎ ﻋـﺪﺩ ﻭﻣﺜـﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺑﻼ ﻋﺠــﺰ ﻭﻻ ﺇﻳﻔـﺎﻝ 139 ﺃﻳﺎ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﳌﻦ ﻏﲑ ﻛﺎﺭﻫﺔ ﺃﻓﻌـﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﶈﻴـﻂ ﺑﺎﻟﺼﻐـﺎﺭ ﻭﺟﻼﻝ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻴﻬﻮ ﻣـﺪﻯ ﺍﻷﺯﻝ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺇﺫﻥ ﻳﺎﺧـﺎﻝ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺻﺮ ﺑﻼ ﺇﻣﻘــﺎﻝ ﰒ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺣﺮﻭﻑ ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﺻﻔﺎﺗﻮ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﰲ ﻛﻮﻧﻮ ﻗﺎﺩﺭ ﺫﻭ ﺟﻼﻝ ﺣﺎﺷﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻣﺮﻳﺪ ﺑﻼ ﺇﻋﻀﺎﻝ ﻋﺎﱂ ﻏﲑ ﺟﺎﻫﻞ ﺣﻴﺎ ﺑﻼ ﺇﻳﻔـﺎﻝ ﲰﻴﻌﺎ ﲰﻌﻮ ﻳﺴﻤﻊ ﺧﻮﺍﻃﺮ ﺍﻟﺒـﺎﻝ ﺑﺎﺷﺮ ﻟﺪﺑﻴﺐ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﰲ ﺍﻷﻟﻴﺎﻝ ﻣﱰﻩ ﻋﻦ ﻛﻼﻡ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺣﺮﻭﻑ ﺫﻭ ﻛﻤـﺎﻝ ﻋﲔ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﺧﺎﻝ ﻋﻦ ﻛﻤﻮﻥ ﺭﺑـﻨﺎ ﺍﳌﺘﻌــﺎﻝ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺃﺟﺮﻭﺍ ﺍﻟﺪﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ ﻭﺟﻴﻌﻮﻩ ﺍﻷﻣﻌﻮ ﺍﺩﻋﻮ ﺍﷲ ﺧﻮﻓﺎ ﻭﻃﻤﻌﺎ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺗﻨﲑ ﻛﺎﻟﺸﻤﻌﺔ ﺃﻃﺮﻭ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﺻﻴﻨﻮﺍ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺃﻗﺮﺿﻮﺍ ﺍﷲ ﺃﺣﺴﻦ ﻗﺮﺽ ﲢﻈﻮﺍ ﺑﺎﳌﻘﺎﻡ ﺍﳌﺮﺽ ﲢﺮﻭﺍ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺟﺎﺭﻛﻢ ﺃﲪﻠﻮﺍ ﱄ ﺃﺫﺍﻩ ﻭﻟﺪﻏﻮﻟﻮ ﻳﻀﺮ ﺑﻜﻢ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺸﺪﻕ ﺃﲪﻠﻮﺍ ﺗﺸﺮﺑﻮﺍ ﺳﺮﺍ ﻏﺪﻕ ﺍﳊﺴﺪ ﻭﺍﻟﻜﱪ ﺇﻳﺎﹼﻛﻢ ﺍﻟﺒﻊ ﻭﺍﻟﺴﱪ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﱪ ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﳉﻨﺔ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻋﱪ ﻋﻤﺮﻧﺎ ﺍﻟﻀﺎﻋﺔ ﰲ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﺃﻳﻮ ﻣﻀﺎﻋﺔ ﺭﺿﻌﻨﺎ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﺭﺿﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﺭﺑﺢ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻟﻴﻜﻢ ﻗﻮﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻭﺍﺗﻠﻮ ﻗﻮﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺸﻔﻲ ﺳﻘﻮﻡ ﻣﺮﻳﻀﻜﻢ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺑﻮ ﻳﻘﻮﻣﻮ ﻫﻔﻨﺎ ﻫﻔﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﳍﻔﻨﺎ ﺧﻔﻨﺎ ﺧﻔﻨﺎ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ﺭﰊ ﺍﺳﻌﻔﻨﺎ ﺻﹼﻠﻮﺍ ﲨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﺳﺘﻨﻄﻮﺍ ﺍﻟﺮﲪﺎﺕ ﳘﺎﻋﻪ ﺳﺤﺐ ﺍﳋﲑ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﺎﻋﻪ ﻻ ﺗﺄﻛﻠﻮﺍ ﺑﺪﻳﻨﻜﻢ ﺃﻛﻠﻮ ﺣﻼﻝ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﳝﻴﻨﻜﻢ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺗﺰﻳﻨﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻄﻤﻊ ﻳﺸﻴﻨﻜﻢ ﺣﺴﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﳚﺬﺏ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺻﺎﺣﺒﻮﺍ ﻓﻮﺭﺍ ﻟﻠﺠﻨﺎﻥ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ ﻳﺎ ﻋﻤﺎﻝ ﺃﻗﺼﺮﻭﺍ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﺗﺒﻘﻮﺍ ﻏﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ. 140 ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ: ﺍﻟﻠـﻪ ﺍﻟﻠــﻪ ﺍﻟــﻠﻪ ﺍﻟﻠــﻪ ﻻ ﺇﻟـــﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠـــــﻪ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭﺍﻟﻜﺮﺳــﻲ ﺳﺎﺟــﺪ ﲢﺖ ﻗﻬــﺮﻩ ﻭﺍﻷﻣـﺎﺟــﺪ ﺍﻟﻀﻴـﺎﺀ ﻭﺍﳍﻮﺍﺟــــــﺪ ﺍﻟﻠﻴــﺎﱄ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ ﻛﻠـــﻪ ﺍﻟﺴﻤـــﻮﺍﺕ ﺑﻴـﻤﻴﻨـــﻪ ﻣﻄــﻮﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﻴــﻦ ﻻ ﻧﺼـــﲑ ﻭﻻ ﻣﻌﻴـــﻦ ﺍﻟﺸﺨــﻮﺹ ﻭﺍﻷﻇـــﻠـﺔ ﺍﻟﺸﻤــﺲ ﲡﺮﻱ ﺑﺄﻣـــﺮﻩ ﺍﻟﻜــﻮﺍﻛﺐ ﰒ ﺑــــﺪﺭﻩ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻭﺍﻟﺮﻳـﺢ ﺗــــﺬﺭ ﲟﺸﻴﺌﺘـــﻪ ﻳﺎ ﺃﺧــــﻼ ﺍﻷﻓــﻖ ﺗﺮﻗﺺ ﻃﻴــــﻮﺭﻩ ﳉﻤــﺎﻟﻪ ﻭﺍﻟﺒﺤـــــﻮﺭ ﺯﺍﺧﺮﺍﺕ ﰲ ﺣﻴـﺰ ﺃﻣـــﻮﺭﻩ ﺍﳉﺒـﻞ ﻫﻀـــﺐ ﻭﻗﻠــﺔ ﻻ ﺷﺒﻴـــﻪ ﻭﻻ ﻣﺜﻴــــﻞ ﻭﻻ ﻗـــﺮﻳﺐ ﻭﻻ ﻗﺒﻴــﻞ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻨـﺪﻩ ﻣﺴﺘﺤﻴــــﻞ ﻓﻌﻠﻪ ﺗﺎﻡ ﻣﻦ ﻏﻴــﺮ ﻋـــﻠﹼﺔ ﻻ ﻧﺼـﲑ ﻭﻻ ﻭﺯﻳـــــﺮ ﻻ ﻣﺪﺑــﺮ ﻭﻻ ﻣﺸــــﲑ ﻓﺎﻷﻣـــﺮ ﷲ ﺟــــﻠﺔ ﻻ ﻣﺴﺎﻋـﺪ ﻭﻻ ﻧﻈﻴــــﺮ ﻣﻔﺎﺗــﺢ ﺍﻟﻐﻴـﺐ ﻋﻨـــﺪﻩ ﺟﻞ ﻗـﺪﺭﻩ ﻭﻋـ ﺰ ﺟﻨـــﺪﻩ ﻓﺎﻷﻣــﺮ ﻗﺒـﻞ ﻭﺑﻌــــﺪ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﻏﲑ ﻏـﺮﺽ ﻭﻋﹼﻠــﺔ ﻧﺰﻫﻮﻩ ﻣﻦ ﻛــﻞ ﺿــــﺪ ﻭﺷﺮﻳـــﻚ ﺛـﻢ ﻧـــﺪ ﺍﺭﻓﻀﻮﺍ ﻛـــﻞ ﻣـﻦ ﻳﺼـﺪ ﺃﺻﺪﻗﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻘـﻮﻝ ﻛﻠـــﻪ ﻗﺪ ﻳــﺮﻯ ﺟـﻮﻝ ﺍﳊﻮﺍﻟـﻚ ﻟﺪﺑﻴـﺐ ﺍﻟﻨـﻞ ﺛـﻢ ﺳﺎﻟـﻚ ﺍﻟﺒﻌﻮﺽ ﻃﻨﻴﻨـﻪ ﺫﻟـــــﻚ ﻳﻌﻠﻤــﻪ ﺑﺈﻛﺜﺎﺭ ﻭﻗــــﻠﺔ ﺫﺍﻛــﺮﺍﺕ ﺍﻟﱠﻠﻴــﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺟـــ ﻮ ﺍﻟﻘﻔــﺎﺭ ﺍﻷﺷﺠــﺎﺭ ﻗﺎﺋـﻼﺕ ﺍﷲ ﺍﷲ ﺍﳉﻮﺍﻣـــﺪ ﻭﺍﻟﺼﺤــﺎﺭﻱ ﺃﻛﺜـــﺮ ﺫﻛـﺮ ﺍﻟﺮﺳــﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻐـــﺪﺍﺓ ﻭﺍﻷﺻــﻮﻝ ﺗﻈﻔــــﺮﻭﺍ ﺑﻜ ﹼﻞ ﺳــﻮﻝ ﺗﻠﺒﺴــﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨـﻮﺭ ﺣﹼﻠــﺔ 141 ﻗﺪ ﺗﺼﻴــﺮ ﻣﺜـﻞ ﺍﻟﺸﻤـﻮﻉ ﺑﺼـﻼﺓ ﺷﺎﻓﻊ ﺍﳉـــﺬﻭﻉ ﺍﻟﻐﻮﺍﻣـــﺾ ﺗﻌـﺮﻓﻮﻫــﺎ ﺑﺎﻧﺒﺴــﺎﻁ ﺗﺮﺷــﻔﻮﻫــﺎ ﺍﳌﻨﺎﻣــــﺎﺕ ﻏﺎﺿﺒــﻮﻫﺎ ﻤﻤﻜﻢ ﺍﺟﺬﺑﻮﻫــــــﺎ ﺻﻮﻣــﻮﺍ ﰲ ﺣﺮ ﺍﳍــﻮﺍﺟﺮ ﺗﻮﺻﻠﻮﺍ ﺳﺮﺍﻋﺎ ﻏﻴــﺮ ﺣﺎﺟـﺮ ﺍﻟﺼـﺪﻕ ﺣــﻮﺯﻭﺍ ﻗﺼﻮﺑـﻮﺍ ﻋﻴﺸﻜﻢ ﻳــﺰﺩﺍﺩ ﺧﺼﻮﺑــﻮﺍ ﺭﺏ ﺍﻏــﻔﺮ ﳌﻜﺎﺷﻔـــﻲ ﺣﻮﺽ ﺭﺳﻮﻟﻚ ﻓﻴـﻪ ﺭﺍﺷـﻒ ﺍﻟﺼـﻼﺓ ﻣﺎ ﺣــ ﻦ ﺭﻋــﺪ ﻟﻠﻤﻜـﺮﻡ ﺍﺑـــﻦ ﻣــﻌﺪ ﻭﻣﻦ ﻣﺪﺍﺋﺤﻪ ﺃﻳﻀﺎ: ﻗﺎﻟــﺖ ﲪﺎﻣـــﺎﺕ ﺍﻷﺭﺍﻙ ﻛﻞ ﻣــﻦ ﻳﻌﺸــﻖ ﳏﻤـﺪ ﳓﻤـﺪ ﺍﻟﺒــﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟـــﻰ ﺃﺭﺳـﻞ ﺍﳌــﺎﺣﻲ ﺇﻟﻴﻨـــﺎ ﺑﻴﻪ ﺳﺮﻧـــﺎ ﰲ ﺃﻣـــﺎﻥ ﻭﺃﺧﺼﺒـﺖ ﺍﻟﺮﲪـﻦ ﻋﻴـﺸﺎ ﺃﻧﺖ ﻳـﺎ ﺭﺳـــﻮﻝ ﺍﻟﻠـﻪ ﺃﻧﺖ ﻣﺼﺒـــﺎﺡ ﺍﻟﻠﻴﺎــﻲ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﻨﻚ ﺍﺳﺘﻤــﺪﺕ ﻧﻮﺭﻫﺎ 142 ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻳــﺎ ﺃﻫـﻞ ﺍﳋﺸﻮﻉ ﻳﻮﻡ ﺗﺸﺎﺣــﻦ ﺍﻷﺧﻠـــﺔ ﻭﺍﻟﻘــﺮﺍﺭﻑ ﺗﻐﺮﻓﻮﻫـــﺎ ﲡﻠﺴـﻮﺍ ﻛﺮﺳـﻲ ﺍﻷﺟـﻠﹼـﺔ ﻭﺍﻷﺫﻛـﺎﺭ ﻭﺍﻇﺒﻮﻫــــﺎ ﻭﺍﻟﺜﻤـﺎﺭ ﻗـــﺪ ﺗﺪﻟﹼــﻰ ﻗﻮﻣﻮﺍ ﻓـﻲ ﺟـﻮﻑ ﺍﻟﺪﻳﺎﺟـﺮ ﺗﺮﻓﻌـﻮﺍ ﻣﺜــﻞ ﺍﻷﻫﹼﻠـــﺔ ﻭﺍﳍـــﺪﻱ ﺳﻴـﺮﻭﺍ ﻳﺼﻮﺑﻮﺍ ﰲ ﺍﳉﻨـﺎﻥ ﻣـﻊ ﺧﻴـﺮ ﺛﻠـﺔ ﻳﻮﻡ ﻧـﻬﺎﺭ ﺍﻟﻔــﻢ ﻧﺎﺷـﻒ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺩﻳـﺲ ﻓﻴﻬـــﺎ ﺣـﻞ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣـﻦ ﻏﻴـﺮ ﻋــﺪ ﻭﺁﻟـﻪ ﻭﺻﺤﺒــﻪ ﺍﻷﺩﻟــﻪ ﻗـﻞ ﻷﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﺸـــﻮﻕ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳــــﺮﻭﻕ ﺧﺎﻟـﻖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﳋﻠــﻮﻕ ﺍﻟﻨﺒـﻲ ﻃـــﻪ ﺍﻟﺸﻔـﻮﻕ ﻭﺍﳒﻠـﺖ ﻋﻨــﺎ ﺍﻟﻔﺴـﻮﻕ ﺑﺜﻤـــﺎﺭ ﺣــﺎﱄ ﺫﻭﻕ ﻳﺎ ﻣـﻦ ﻓﻘﺖ ﻛـﻞ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﻘــﺪﺭ ﺍﳌــﻜﻴـﻦ ﺻﺎﺭ ﻳﻀﻮﻱ ﻣﻦ ﻏﻴـﺮ ﻣــﲔ ﻣﻦ ﺑﻠــﻰ ﻋﻬـــﺪ ﻗﺪﻳـﻢ ﺑﻚ ﺍﻟـﺮﺏ ﻗـﺪ ﺣﺒﺎﻧـــﺎ ﺳـﺎﺭﺕ ﺍﻟﺮﻛﺒــﺎﻥ ﻋﻨــﻲ ﺴــﻔﻦ ﲡـﺮﻱ ﺑﻠﻴــﻞ ﻛﺎﻟ ﻋﻨﺪﻣــﺎ ﶈــﻮ ﺍﻟﻘﺒــﺎﺏ ﻭﺯﻧـﺎﺩ ﺍﻟﻌﺸــﻖ ﺃﺿــﺮﻡ ﻃﺒﺘـﻢ ﻭﻃﺎﺏ ﺳﺮﺍﻛــــﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺘﺨـﻠـﻒ ﺣـﻖ ﺑــﻲ ﺫﺍﻙ ﻗﻴـــﺪ ﻣﻌﻨــــﻮﻱ ﻣﺮﲡـﻰ ﺍﻟـﺮﺏ ﺍﻟﻜﺮﻳـــﻢ ﺿﺤـﻮﺓ ﻭﺻــﻞ ﺍﻷﺣﺒــﺔ ﺯﺍﺭﻭﺍ ﱄ ﻗﺒــﺮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠـــﺔ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﻛـــﻞ ﺍﻹﺭﺏ ﲨﻌـﺎ ﻭﺍﻟﻮﺟـﻮﻩ ﻣﻨﻬــﻢ ﺿﻴــﺎﺀ ﻗﺪ ﺣـﺼـﻞ ﻛﻞ ﺍﳌـــﺮﺍﺩ ﻧﺘﺸــﻖ ﻋــﺮﻑ ﺍﳌﻨﺒــﺄ ﻧﻘـﺮﺃ ﺍﳌﺼﺤـﻮﺡ ﺩﻭﻣـــﺎ ﻧﺎﻇﺮﻳـﻦ ﺣـﻮﺭﺍ ﺣﺴـــﺎﻥ ﻣﻜﺮﻭﻣﻴـﻦ ﻷﺟﻠـﻪ ﻃـــﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﺭﺑـﻲ ﺛـﻢ ﺳﻠﹼــﻢ ﻟـﻲ ﺭﺳـــﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﲪـﺪ ﻣـﻦ ﺍﺑــــﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔـﻲ ﻛــﻞ ﻣـﺎ ﻳـﺄﺗﻴﻪ ﻳﻮﻣــﺎ ﺁﺧﺬﻳــﻦ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻮﺛـــﻮﻕ ﺃﻧـﺖ ﻳـﺎ ﴰـﺲ ﺍﻷﻓـــﻖ ﻗﺎﺻﺪﻳـﻦ ﻃﻴﺒــﺔ ﺃﻡ ﳔﻴــﻞ ﺃﻏـﻠﺲ ﺃﺑـــﺖ ﺍﳌﻘﻴــﻞ ﺍﻟﺪﻣــﻊ ﻳﻬﻤـﻲ ﻭﻳﺴﻴــﻞ ﻧﺎﺭﻩ ﺷﻌــﻠﺖ ﺣــــﺮﻭﻕ ﺃﻧﺘﻤــﻮ ﻳـﺎ ﺯﺍﺋــﺮﻳــﻦ ﻛــﻮﱐ ﻋﻘﻠــﻲ ﻣﺮﻳــﻦ ﻋﺎﻗــﲏ ﻣﻨﻜــﻢ ﺭﻫﻴــﻦ ﺃﻥ ﳛـﻞ ﻋﻨـﻲ ﺍﻟﻮﺛـــﻮﻕ ﳌﻘـــﺎﻡ ﺍﳌﺼﻄـﻔــــﻰ ﻗـﺪ ﻧﻘــﻮ ﻣـﻦ ﺍﳉﻔـــﺎ ﻧﻮﺭﻫــﻢ ﻻﺡ ﻳﻠﺼـﻔـــﺎ ﺗﻠﺘﻤـﻊ ﺗﺴﻄــﻊ ﺷــﺮﻭﻕ ﻓــﻲ ﻗﺼــﻮﺭ ﺷﺎﳐــﺎﺕ ﻳـﺄﰐ ﻣـﻦ ﻛـــﻞ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺳﺎﻣﻌﻴـﻦ ﻛــﻞ ﺍﻟﻠﹼﻐــﺎﺕ ﺫﻓـﻲ ﺍﳋﻴــﺎﻡ ﺳـﺎﻛﻨـﺎﺕ ﺯﺍﺋﺪﻳـــﻦ ﻋـﻠﻰ ﺍﳋﻠـﻮﻕ ﻋـﺪ ﻋﻠـﻤﺎ ﻻ ﳛــــﺎﻁ ﺃﻋﻈـﻢ ﺍﻟﺮﺳـﻞ ﺍﻟﻮﺳـــﺎﻁ ﺑﻴﻬــﺎ ﻟﻠﺨﻴــﺮﺍﺕ ﻳﻨــﺎﻁ ﻳﻠﺘﻤــﻊ ﻟـﻢ ﺍﻟﺒــــﺮﻭﻕ 143 ﻭﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺗﻮﺍﺗـﺮﺕ ﺍﻷﺩﻟﹼـﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘــﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺣــﻲ ﻃـﺮﻱ ﻭﺃﻥ ﺍﳉﺴﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻗــﻲ ﺣـﻲ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﺩ ﻻ ﻳﺄﺗــﻲ ﺇﻟﻴــﻪ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﻟــﻪ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻳﻬــﺎ ﻭﻣﺎ ﳚﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴـﺮ ﺣــﻘﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﳍﺎﴰـﻲ ﺑﻜـﻞ ﻭﺻـﻒ ـﺎ ﱂ ﺗﺄﻛﻞ ﻟـﻪ ﺍﻟﻐﺒـﺮﺍﺀ ﳊـﻤ ً ﺗﺄﺗﻴﻪ ﺍﳌﻼﺋﻜـﺔ ﻛــﻞ ﻭﻗـﺖ ﺗﺄﺗﻴـﻪ ﺑــﺄﺭﺯﺍﻕ ﺣﺴــﺎﻥ ﺼـﻼﺓ ﲟﺎﺀ ﻏﻴــﺐ ﻳﺘﻄﻬﺮ ﻟﻠ ﻭﻳﺼﻠﻲ ﰲ ﺍﻟﻀﺮﻳﺢ ﺻـــﻼﺓ ﻭﺻﻮﻡ ﰒ ﺣ ﺞ ﻛــﻞ ﻋــﺎﻡ ﻭﻛﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛـﺬﺍﻙ ﲨﻌــﺎ ـﺎ ﱂ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻘﺎﺑﺮﻫـــﻢ ﻳﻘﻴﻨ ً ﺳﺎﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺒﻘـﺎﻉ ﺑﻜــﻞ ﺑﻘﻌﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺿ ﻤـﺖ ﻋﻈﺎﻣــﻪ ﻛﺬﺍﻙ ﺍﻟﻠﹼﺤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺿ ﻢ ﺍﻟﻄﻮﺍﻳـﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﲰـــﻮﺍﺕ ﻭﺃﺭﺽ ﻣﻦ ﻋﺮﺵ ﻣﻦ ﺟﻨـﺎﺕ ﻋـﺪﻥ ﻭﻣﺎ ﳛﺼﻲ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﻣﺎ ﺃﻗــﻮﻝ ﻫﻼﻝ ﻟﻴـﺲ ﻳﺪﺭﻛـﻪ ﺍﻷﻓـﻮﻝ ﻛﻮﺭﺩ ﻻ ﻳﺪﻧﺴــﻪ ﺍﻟﺬﺑــﻮﻝ ﻛﺬﺍ ﺍﻵﻓـﺎﺕ ﻟﻴﺲ ﳍـﺎ ﻭﺻﻮﻝ ﻓﻨـــﺎﺀ ﻭﻻ ﺗـــــﺰﻭﻝ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻃـﻪ ﺳﺒﻴـــﻞ ﲨﻴـﻞ ﻻ ﻳﻐﻴــﺮﻩ ﺍﳊﻠــﻮﻝ ﻭﻻ ﻋﻈ ﻤﺎ ﻭﺃﺛﺒﺖ ﻣــﺎ ﺃﻗـﻮﻝ ﺗﻘﺒﻠﻪ ﻭﺗﺴﻤـﻊ ﻣـﺎ ﻳــﻘـﻮﻝ ﻭﺑﺮ ﺣﻴﺚ ﻳﺄﻣﺮﻫــﺎ ﺍﳉﻠﻴــﻞ ﻭﻳﻘﻀﻴﻬــﺎ ﺑﺬﺍ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺪﻟﻴــﻞ ﲬﺲ ﺩﻭﺍﻣﺎ ﻻ ﳝﻞ ﻭﻻ ﳝﻴـــﻞ ﳚـﻮﺯ ــﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻴـــﻞ ﺑﺄﺟﺪﺍﺙ ﳍـــﻢ ﻇـﻞ ﻇﻠﻴـﻞ ﻏـﲑ ﻣﺎ ﺳــﻜﻦ ﺍﻟﺮﺳــﻮﻝ ﻓﺨﺮ ﻭﳎﺪ ﺣﻴﺚ ﲨﻠﻪ ﺍﳉـﻠﻴـﻞ ﺭﻳﺎﺽ ﻣﻦ ﺟﻨــﺎﻥ ﺗﺴﺘﻄﻴــﻞ ﺗﺸﺮﻕ ﺣﻴــﺚ ﺣـﻞ ﺍﻟﱰﻳـﻞ ﻭﺃﻓـــﻼﻙ ﺑﺄﺣـﻼﻙ ﲡـﻮﻝ ﻭﻓﺮﺩﻭﺱ ـﺎ ﺧﻴــﺮ ﺟﺰﻳـﻞ 144 ﻓﺪﻉ ﻋﲏ ﻛﻼﻣﻚ ﻳــﺎ ﻋﺰﻭﻝ ﺫﻛــﺮﻩ ﻓﻬــﻮ ﺍﳉﻬــﻮﻝ ﺑﺈﺩﺭﺍﻙ ﻛـﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺤــﻮﻝ ﺗﺴﻤـﻞ ﺣﲔ ﺗﻄﻠـﻊ ﺃﻭ ﺗـﺰﻭﻝ ﻭﻳﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻜـﻮﻥ ﻟـﻪ ﻗﺒـﻮﻝ ﻳﺸﻌﺸﻊ ﻳﺴﺘﻀﻲﺀ ﺑـﻪ ﺍﻟﻀـﻠﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻄـﺎﻡ ﺗﺴﺘﻘﻴــﻞ ﻓﺈﻥ ﱂ ﺗــﺪﺭﻙ ﺍﳌﻌﻨـﻰ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻗﻮﻻ ﺳـﻮﻯ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻠﻮﻻ ﺃﻧـﻪ ﺣــﻲ ﻃـﺮﻱ ﳌﺎ ﺳﻌﺖ ﺍﻟﺸﻤﻮﺱ ﺇﻟﻴـﻪ ﺣﻘﺎ ﻭﻻ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺠﻴﺞ ﺇﻟﻴـﻪ ﻳﺴﻌﻰ ﻭﻻ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻘـﺎﻡ ﻟـﻪ ﺿـﻴﺎﺀ ﻭﻻ ﺃﺗﺖ ﺍﻟﺮﻛﺎﺋﺐ ﺇﻟﻴـﻪ ﺗﺴﻌﻰ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ: ﻧﺴﻴﻢ ﺍﳊﺐ ﰲ ﺍﻷﺳﺤﺎﺭ ﻓﺎﺣـﺎ ﴰﻮﺱ ﰲ ﺍﻟﺪﺟﻰ ﺑﻞ ﻫﻢ ﺑﺪﻭﺭ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻌـﺮﺵ ﺣﺒﺎﻫـﻢ ﲞﻴــﺮ ﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﺎ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺮﺟــﺎﻝ ﳍﻢ ﺃﺫﻥ ﺗﺴﻤﻊ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﺒـﻼﺩ ﳚﻴﺒﻮﺍ ﺍﳋﺎﺑﺮ ﻣﻦ ﺷﺎﻓﻊ ﺍﻟﻌﺼـﺎﺓ ﻭﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﰲ ﺑﻴـﻮﻢ ﺟﺎﻟﺴﲔ ﻳﻈ ﻦ ﺍﻟﻨــﺎﺱ ﺃﻥ ـﻢ ﺟﻨﻮﻧﺎ ﻻﺑﺴﲔ ﺍﻟﺪﺭﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺴـﻮﻡ ﻳﺎ ﻣـﻦ ﺗﻮﺳــﻞ ﺑﺎﻟﻜـﺮﺍﻡ ﺍﺑﻦ ﻣﻜﺎﺷـﻔﻲ ﻳﺎ ﻛـﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺻﻞ ﺍﷲ ﺭﺑــﻲ ﺛـﻢ ﺳﻠـﻢ ﻧﻌـﻢ ﺍﻵﻝ ﻭﺍﻷﺻـﺤﺎﺏ ﲨﻌﺎ ﺫﻛﺮﱐ ﻟﻴﻢ ﺍﻟﺴـﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﺎﺣﺎ ﺟﺒـﺎﻻ ﻻ ﲢـﺮﻛﻬـﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺣﺎ ﻭﻭﻓﻘﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺬﹼﻛــﺮ ﻓﺼﺎﺣﺎ ﳚ ﺪ ﺍﻟﺴﲑ ﻓـﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺎ ﳍـﻢ ﻋﻴـﻦ ﺑﺎﺻـﺮﺓ ﳌﺎﺣـﺎ ﻭﺩﳝﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒـﻄﺎﺣﺎ ﻭﺃﺛﺮ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻓﻮﻗﻬﻢ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭﺿﺎﺣﺎ ﻭﻣﻦ ﺫﺍﻕ ﺷﺮﺍﺏ ﺍﻟﻘـﻮﻡ ﺻﺎﺣﺎ ﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﻘﺘـﺎﻝ ﻣـﻊ ﺍﻟﻜﻔﺎﺣـﺎ ﻳﻨﻴﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬـﻢ ﻋـﺰﺍ ﻭﺭﺍﺣـﺎ ﳌﻮﺍ ﻳﺮﺟﻮ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒـﻲ ﻃـﻪ ﺍﳋﺘـﺎﻣــﺎ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻳﺸﻤﻠﻬﻢ ﲰﺎﺣــﺎ 145 ﻭﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ: ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﳌﻠـﻮﻙ ﺑﻴﺪﻱ ﺣﲔ ﻭﻟﱡﻮ ﻭﻋﺼﻮﺍ ﻗﻠﺒﺘﻬﻢ ﻧﻜﺪﻱ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﺇﺯﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ ﺭﺩﺍﺋﻲ ﰲ ﻛـﻼﳘﺎ ﺃﺿﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﺭﺿﺎﺋﻲ ﳏﻤﺪ ﻋﺒـﺪﻱ ﻭﺭﺳـﻮﱄ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺍﻣﺸﻮﺍ ﺑﺴﻜـﺘﻮ ﺣﲔ ﺗﻜﺎﺳﻠﺘﻮﺍ ﺃﻛﻔﻠﻮﺍ ﻟﻠﻴﺘﺎﻣﻰ ﻭﺍﳌﺼﺎﺏ ﻋـﺰﻭﺍ ﺃﻡ ﻏﻨﻴﺎ ﺍﻓﺘﻘﺮ ﲟﺎﻟﻜﻢ ﻣــﻴـﺰﻭﺍ ﺷﻴﻌﻮﺍ ﻟﻠﺠﻨﺎﺋﺰ ﻭﺍﳌﺮﻳﺾ ﻋـﻮﺩﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺃﻭﻓﻮﺍ ﻣﻮﻋـﻮﺩﻭ ﺃﺎﻛﻢ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﺳﺘﺌﺬﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﻻﺷﺮﺍﺀ ﻻ ﺗﺒﺨﺴﻮ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﰒ ﺍﳉﺎﺭ ﺍﻟﻴﺨﺪﻡ ﻟﻜﻢ ﺑﺴﺮﻋـﺔ ﺣﻠﻮ ﺇﳚـﺎﺭ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺇﻥ ﻃﺎﻋﻮﱐ ﻣﻠﻜﺘﻬﻢ ﺭﺷﺪﻱ ﺃﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﻻ ﺷﺮﻳــﻚ ﺃﺣـﺪ ﻣﻦ ﻧﺎﺯﻋﲏ ﰲ ﻣﻠﻜﻲ ﺃﻟﻘﻴﺘﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺋﻲ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﺗﻈﻔﺮﻭﺍ ﺑﺮﺿــﺎﺋﻲ ﺃﺭﺳﻠﺘﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛـﻼﻣﻲ ﺑﻮﺣﻲ ﺃﻧﺰﻟﺘﻮ ﻻ ﻋــﺬﺭﺍ ﻟﻜـﻢ ﻋﻤﺪﺍ ﲡﺎﻫﻠﺘﻮﺍ ﻋﺰﻳـﺰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺇﻥ ﺫ ﹼﻝ ﺃﻛﺮﻣﻮﺍ ﻭﻋﺰﻭﺍ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﲡﺰﻭ ﻭﺍﳌﻌﺴﺮ ﺍﻣـﻬﻠﻮ ﲢـﻈﻮ ﺑﺴﻌﻮﺩﻭ ﺗﻌﻠﻮ ﻟﺴــﻤﺎ ﺍﺪ ﰲ ﺻـﻌﻮﺩﻭ ﰲ ﺑﻴﻮﺕ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻳﻮﺭﺙ ﻛﺜﲑ ﺃﺣﺰﺍﻥ ﳝﺤـﻖ ﻛﺴﺒﻜﻢ ﻭﳝﻨﻌﻜﻢ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ ﺣـﱴ ﺇﺫﺍ ﲰﻌﺘﻢ ﺷﻲﺀ ﺃﻭ ﻛﻬﺠﺎﺭ ﻣﻴﻄﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺷﻮﻛﺎ ﺃﻭ ﻛﺤﺠﺎﺭ < < < < < 146 < < < < < < < < < < < ]< <oÖ^nÖ]<h^fÖ ﺍﻟﻄﺮﺍﺯ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪ ،ﺍﻟﺪﺭ ﺍﻟﻨﻀﻴﺪ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪ ) 1889ـ 1962ﻡ( ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭﺍﳌﻮﻟﺪ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺟﻬﺔ ﺍﻷﺏ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺟﻬﺔ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﻧﺸﺄﺗﻪ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ 147 ﻛﺬﺍﻙ ﺍﻟﺘﻮﻕ ﰲ ﺍﻟـﻮﺍﺩﻱ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﲤﺪ ﺭﻗﺎـﺎ ﺷـﻮﻗﺎ ﺇﻟﻴـــﻪ ﻳﻠﻘﺎﳘﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﻭﺻـﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴـــﻪ ﻳﺒﺼﺮﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﻭﺻﻠـﻮﺍ ﺇﻟﻴـــﻪ ﻓﻤﻦ ﱂ ﻳﻌﺘﻘـﺪ ﻫـﺬﺍ ِﺑ ﹶﻄــ ﻪ ﺗﺄﻣﻞ ﰲ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﲡـﺪ ﻣﺘــﻮﻧﺎ ﲡﺪ ﻗﻮﻻ ﺻﺤﻴﺤـﺎ ﻣﺴﺘـﻤﺪﺍ ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﻭﺃﻟﻔـﺎﻅ ﺣﺴــﺎﻥ ﻓﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﻏـﻄﺎﺀ ﺃﻣﺮ ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﺒـﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗــﻲ ﺇﲰـﻲ ﻋﺒﻴﺪ ﻫﺎﴰﻲ ﻣﺴﺘﺠﻴـﺮ ﲟـﻦ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﷲ ﺻــﻠﻰ ﻛﻮﻗﺖ ﺎ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻗﺪ ﻃﺎﺏ ﳍـﺎ ﻣﻘﻴﻞ ﻭﺃﺩﻣﻌﻬﺎ ﻛﺴﻴـﻞ ﻣﺴﺘﺴﻴــﻞ ﻭﻳﺒﺼﺮﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﺍﺯﺩﺣـﻢ ﺍﻟﻘﻔﻮﻝ ﻭﻳﺴﻤﻌﻬﻢ ﺑﺄﺫﻧﻴﻪ ﻓﻘﺼﺮ ﻳﺎ ﻣﻠﻮﻝ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﻓﻬـﻮ ﺯﻧﺪﻳـﻖ ﺿﻠـﻮﻝ ﺎ ﻳﺎ ﺻـﺎﺣﻲ ﻳﺸﻔـﻲ ﺍﻟﻌﻠﻴﻞ ﺑﻘﺴﻢ ﺭﺍﺑــﻊ ﻭﻟﻪ ﻓﺼــﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺬﻛﻲ ﳍــﺎ ﺩﺧﻮﻝ ﺑﻼ ﺭﻳـﺐ ﻗــﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﺣﺴﱯ ﺇﳍﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺣﻄﹼـﺖ ﺑﺴﺎﺣﺘـﻪ ﺍﳊﻤـﻮﻝ ﺻـﻼﺓ ﻻ ﲢـﻮﻝ ﻭﻻ ﺗـﺰﻭﻝ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺯﻣﺰﻡ ﺇﱃ ﺣﺎﻧﺎﺕ ﻟﻴﻠﻰ: ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺯﻣﺰﻡ ﺇﻟـﻰ ﺣﺎﻧــﺎﺕ ﻟﻴﻠـﻰ ﻭﺍﺑﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﻣﻀﻰ ﰲ ﳍﻮﻩ ﻭﺍﺳﻠﻚ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﻨﻴﺪﻧﺎ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋـﻪ ﻭﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﻭﺍﻟﻮﺍﺭﺛﻴـﻦ ﻣﻘـﺎﻣـﻪ ﻻﺯﻡ ﳏﺎﺭﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻼﺿــﺠﺮ ﻭﺫﻕ ﻣﺮﺍﺋﺮ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﻭﺍﺟﺘﻨـﺐ ﻭﺍﺩﻓﻦ ﻭﺟﻮﺩﻙ ﰲ ﺍﻟﺜﺮﻯ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﺗﻔﻮﺯ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺷﺪﻫﻢ ﻭﻫﺬﻩ ﻧﺼﻴﺤـﱵ ﳌﻦ ﻳ ﹸﻔﻮ ﻩ ـﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﻜﺎﺷﻔﻲ ﻳﺎ ﺳﺎﺩﺍﺕ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎ ﰒ ﺍﻟﺼـﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﳏﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺍﻟﺒﺲ ﺛﻮﺏ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﻻﺯﻡ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﻓﺴﺎﺩﻩ ﻭﻋﻨـــﺎﺩﻩ ﻭﺍﳍﻔـﻮﺍﺕ ﻭﺍﳉﻴﻠﻲ ﻗﺎﺋﺪﺍ ﻋﻨـﻪ ﺍﻟﺴــﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﳌﺮﺷﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﺑﺎﻟﹼﻠﺤﻈــﺎﺕ ﻭﺃﺩﻡ ﻟﺬﻛـﺮ ﺍﷲ ﻓـﻲ ﺍﳋﻠـﻮﺍﺕ ﻭﺍﻗﻄﻒ ﻣﻮﺯ ﺍﳊﺐ ﰲ ﺍﳋﻠـﻮﺍﺕ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﺒﺚ ﺍﻷﲦﺎﺭ ﺣـﺎﻝ ﻧﺒـﺎﺕ ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻮﻕ ﻋـﹶﻠﺎ ﺍﻟﺪﺭﺟــﺎﺕ ﳚﺪ ﻟﺮﻣﻮﺯﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﺍﳉﻬـﺮﺍﺕ ﺩﻧﻴﺎ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻭﳛﻈﻰ ﺑﺎﳋﻴــﺮﺍﺕ ﻣﺎ ﻻﺡ ﺑﺮﻕ ﺍﻟﻐﻮﺭ ﰲ ﺍﳍﺠﻌـﺎﺕ 148 ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭﺍﳌﻮﻟﺪ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺟﻬﺔ ﺍﻷﺏ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﺎﺭﺏ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺎﺩﺡ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺯﻳﺎﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ ﺍﻟﺘﻠﻤﺴﺎﱐ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ ﺍﻟﻴﺎﺭ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻌﺪ ﺍﳋﻔﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﳋﻄﺎﻑ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺩﺍﻭﻭﺩ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﻱ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻄﺎﻣﺢ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﻛﻤﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻄﺎ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﺍﺩ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺟﻬﺔ ﺍﻷﻡ ﺃﻣﺎ ﻧﺴﺒﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻷﻡ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺁﻣﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺮﺷﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﻋ ﻢ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺻﺎﳊﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﺎﺯﺕ ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻭﳑﺎ ﺣﻜﻮﻩ ﻋﻨﻬﺎ: ﺃﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﻧﺎﺋﻢ ﺇﱃ ﻋﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ،ﺃﺗﺖ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺁﻣﻨﺔ ﺍﳊﻤﲑﺍﺀ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻘﹼﺐ ﺑﺬﻟﻚ، 149 ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺮﻭﺍ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﻛﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﻖ 1ـ ﺇﱃ ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﳍﺎ :ﺇﻥ ﺃﺧﻴﻚ ﻗﺪ ﻣﻨﻌﲏ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ،ﻓﻼ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﲝﻀﺮﺗﻪ ،ﻓﺴﻤﻌﻬﺎ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻷﺧﺘﻪ ﺁﻣﻨﺔ :ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺮﻭﺍ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻴﻮﻝ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ﻫﻢ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﺮﰊ ،ﺃﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻓﻞ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﻣﻀﻮﻱ ،ﻭﻗﺪ ﺭﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻘﺎﻢ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﳛﻘﻘﻮﺍ ﺇﺭﻢ. ﺃﻣﺎ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﻓﻘﺪ ﺣﻜﺖ ﱄ ﺃﺧﺘﻪ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺣﻮﺍﺀ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻗﺪ ﺣﻀﺮﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺷﺘ ﺪ ﺍﻟﻄﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪﺓ ﺁﻣﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺮﺷﻲ ،ﻭﻫﻲ ﺣﺒﻠﻰ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺤﻀﺮ ﻋﻨﺪﻫﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺟﻠﻮﺱ ﻳﻨﺘﻈﺮﻥ ﻗﺪﻭﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ،ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻦ :ﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺃﺑﻮ ﻗﺮﻳﻦ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺁﻣﻨﺔ؟ ﻗﻠﻦ :ﱂ ﺗﻠﺪ ﻓﺮﺟﻊ ﻭﺟﻠﺲ ﻣﻊ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﰲ ﺧﻠﻮﺗﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﺍﺗﻔﻘﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺰﻏﺮﺩﻥ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺫﻛﺮ ،ﻭﻳﻘﻠﻦ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺄﳍﻦ ﺃﺎ ﺑﻨﺖ ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻛﺮ ،ﻟﻴﻨﻈﺮﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ؟ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﻠﻐﻂ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳉﺎﻟﺴﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺃﺗﻰ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﳍﻦ :ﻫﻞ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺃﺑﻮ ﻗﺮﻳﻦ؟ ﻗﻠﻦ :ﺇﺎ ﺑﻨﺖ. ﻗﺎﻝ :ﻻ ﻭﺍﷲ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺃﺑﻮ ﻗﺮﻳﻦ ،ﺃﻛﺸﻔﻦ ﺍﻟﺴﺘﺎﺋﺮ ،ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﳌﻌﻠﻖ ﻛﺴﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺭﺓ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻤﻦ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺯﻏﺮﺩﻥ ﻭﻗﻠﻦ: ﺇﻧﻪ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺫﻛﺮ. 1 א . 150 ﻗﺎﻝ :ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺃﺑﻮ ﻗﺮﻳﻦ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﻝ :ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻀﺮ ﺯﻣﺎﻧﻚ ﺳﻴﺸﻮﻓﻚ. ﻓﻨﻌﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﻦ ﻛﻤﻞ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ،ﻭﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻓﺮﺍﺳﺔ ﻭﻋﻠﻤﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ،ﻭﺳﻨﺒﻴﻦ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﺗﺮﲨﺘﻨﺎ ﻟﺴﲑﺗﻪ. ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﻧﺸﺄ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻣﻨﺎﺥ ﲢﻴﻂ ﺑﻪ ﺍ َﻷ ِﺭ ِﳛﻴ ِﺔ ﻷﻧﻪ ﺗﺮﻋﺮﻉ ﰲ ﺃﺳﺮﺓ ﺻﺎﳊﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﱠﻠﻬﻮ ﻭﺍﻟﻌﺒﺚ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺬﻩ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺍﻷﻛﱪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺇﱃ ﺧﻠﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺪ ،ﻓﺒﺪﺃ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻃﻮﻳﻼ ﺑﻞ ﺗﺮﻙ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﻭﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻪ ،ﻓﺄﺭﺟﻌﻪ ﺃﺧﻮﻩ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺰﺟﺮﻩ ﻭﻳﻘﺴﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﳌﻜﺚ ﳌﻮﺍﺻﻠﺔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﳋﻠﻮﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﺍﻟﻜﺒﺎﺷﻲ ﺑﻦ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﲑﺍﺏ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺩ ﻋﻴﺪ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﺫﻫﺎﺑﻪ ﺇﱃ ﺧﻠﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻭﺩ ﻣﻀﻮﻱ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﺧﻠﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺩ ﻋﻴﺪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺣﻀﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺃﺧﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﳋﻠﻮﺓ ﺃﺧﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻮﻃﺎ ،ﻭﻫ ﻢ ﺑﻀﺮﺑﻪ ،ﻓﻨﻬﺾ ﺷﻴﺦ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺩ ﻋﻴﺪ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻟﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻣﻦ ﺿﺮﺏ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﺟﻌﻔﺮ ﻫﺬﺍ ﻟﻮ ﺿﺮﺑﺘﻪ ﻟﻀﻴﻌﻚ ﻓﺎﺗﺮﻛﻪ ﻭﺷﺄﻧﻪ. ﻓﺮﺟﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻋﻦ ﺿﺮﺏ ﺃﺧﻴﻪ ،ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳋﻠﻮﺓ. 151 ﻛﺎﻥ ﻣﻬﺬﺑﺎ ﻣﺆﺩﺑﺎ ،ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ،ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﺫﺍ ﺧﻠﻖ ﲪﻴﺪ ،ﻭﺧﺼﺎﻝ ﻛﺮﳝﺔ ،ﳝﺘﺎﺯ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻪ ،ﻛﺮﳝﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻋﻨﺪ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﺧﺼﻠﺔ ﻭﺣﻴﻠﺔ ﻓﻄﺮﻳﺔ ،ﻳﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲝﺴﻦ ﺍﳌﻌﺸﺮ ،ﻭﺍﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻄﻦ ﺭﲪﺔ ،ﻭﲝﺮ ﻛﺮﻡ ،ﳝﺘﺎﺯ ﺑﺎﳌﺮﻭﺀﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻄﺎﺀﺍ ﻋﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﻻ ﳜﺎﻑ ﺍﻟﻔﻘﺮ ،ﺫﻭ ﻛﻴﺎﺳﺔ ،ﻭﻋﻘﻞ ﺣﺼﻴﻒ ﻳﺪﺍﺭﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲝﻜﻤﺔ ،ﻭﻳﺴﻮﺳﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﻄﻨﺔ ،ﻟﻪ ﻫﻴﺒﺔ ﺗﺘﻘﺎﺻﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻋﻨﺎﻕ ﺍﳌﻠﻮﻙ ﻭﺍﳉﺒﺎﺑﺮﺓ ،ﻻ ﻳﻬﺎﺏ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻻ ﳜﺎﻑ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ،ﳎﻠﺴﻪ ﻳﻌﻠﻮﻩ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ،ﻭﲢﻴﻂ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ،ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺃﺣﺒﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻭﻫﻠﺔ ،ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺇ ﹼﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺎﺟﺔ ،ﻭﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﻓﺎﺋﺪﺓ. ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﳋﺎﺻﺔ ﻳﻌﺎﳉﻬﺎ ﺑﺎﳌﺪﺍﺭﺍﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ،ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺧﻼﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﻻ ﻳﺒﺎﺩﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻼﻡ ـ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻏﲑﻩ ،ﺑﻞ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺣﱴ ﳛﻜﻲ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺣﺠﺘﻪ ،ﰒ ﺑﻌﺪ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﺴﺒﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﻳﻄﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺭﺃﻳﻬﻦ ﻭﻫﻮ ﺭﺃﻱ ﺣﻜﻴﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﱂ ﺧﺒﲑ ﲞﻔﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻭﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ،ﻓﻴﻌﺎﰿ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺗﺎﻣﺔ ،ﻓﻴﻨﻔﺾ ﺍﳋﺼﻤﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﻋﻼﺟﻪ ﳌﺸﺎﻛﻠﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﰲ ﺭﺿﺎﺀ ﺗﺎﻡ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﲦﺔ ﺷﻲﺀ ﳛﺘﺎﺝ ﻟﻠﻤﺼﺎﳊﺔ ﺻﺎﳊﻬﻢ ،ﻭﺍﻧﻔﻀﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﺇﺧﻮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﺟﻔﻮﺓ ﻭﺧﺼﺎﻡ. ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻴﻤﺎ ﻷﻥ ﺍﳊﻠﻢ ﻃﺒﻌﻪ ،ﺭﻗﻴﻖ ﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﻳﻮﻗﺮﻩ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭﳛﺘﺮﻣﻪ ﺍﻟﺼﻐﲑ، ﺣﻠﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﳌﻌﺸﺮ ،ﳛﺒﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﺁﻩ ،ﻻ ﻳﻘﺴﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻣﺘﻬﻨﺖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ،ﻭﺗﻄﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪ ،ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﺼﲑ ﺃﺳﺪﺍ ،ﻏﻀﻨﻔﺮﺍ ،ﻭﻗﺪ ﺭﺁﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﲪﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻛﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ،ﺑﻞ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺘﻪ ،ﻓﻼ ﳛﺘﻤﻠﻪ ﻣﺮﻛﻮﺑﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﳒﻠﺖ ﻋﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ. 152 ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻋﻴﺎﺩ ،ﻭﻣﻮﺍﺳﻢ ﻟﺰﺍﺋﺮﻳﻪ ،ﺗﺄﺗﻴﻪ ﰲ ﻛﻞ ﲨﻌﺔ ﻣﺌﺎﺕ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻪ ﻓﻴﺠﺪﻭﻥ ﺍﳌﺄﺩﺑﺔ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﺎ ﲨﻴﻊ ﺻﻨﻮﻑ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ،ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺘﻬﻢ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﺩﻳﺪﻧﻪ ،ﻟﻴﺲ ﺍﳋﺮﻓﺎﻥ ﻓﺤﺴﺐ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺜﲑﺍﻥ ﻭﺍﻟﻠﱭ ﰲ ﻭﻗﺘﻪ ،ﻭﺍﻟﺴﻤﻦ ﰲ ﻭﻗﺘﻪ ،ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﺨﻠﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ. ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻣﻊ ﺭﺑﻪ ،ﻭ ِﺭ ﻋﺎ ﺗﻘﻴﺎ ﻋﻔﻴ ﹰﻔﺎ ،ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﲣﺼﻪ ﻻ ﻳﺪﻟﻒ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ،ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﺃﺣﺪ ﺣﱴ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺇﺷﻔﺎﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﲪﻠﻬﻢ ﻣﺎ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﳍﻢ ﺑﻪ، ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻔﻜﹼﺮ ﰲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻭﺍﳊﻀﻮﺭ ﻣﻊ ﺭﺑﻪ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ :ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﻮﱄ ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻤﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺍﷲ ﻛﻞ ﺷﻌﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺴﻤﻪ ﺗﻘﻮﻝ :ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻣﻌﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﱄ ﺃﻳﻀﺎ :ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﻴﻼ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ـ ﻫﻞ ﺗﺪﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ؟ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻻ .ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ،ﻭﻋﻴﻨﻬﺎ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺯ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻣﺎ ﻓﻮﻗﻬﺎ. ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﳓﺔ ﺃﺫﻛﺮ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ،ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺧﻠﻮﺗﻪ ﻣﺘﻤﺸﻴﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴﻴﺪﻩ ﻓﻤ ﺮ ﺑﻘﱪ ﻣﺪﺭﻭﺱ ،ﻓﺎﺧﺘﻄﻔﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﱪ، ﻭﻃﺎﺭ ﺑﻪ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ،ﻓﻌﻨﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ :ﺇﱃ ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﺫﺍﻫﺐ ﰊ؟ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﺑﺎ ﺑﺎﺑﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﺎﺩ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﻔﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ :ﻃﺮﻳﻘﻲ ﺧﻠﻮﰐ ،ﻭﻗﺪ ﻋﺎﺵ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﲔ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺭﻭﺣﻪ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﳍﺎ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻭﺍﻟﺘﺠﻮﻝ ﰲ ﻣﻠﻜﻮﺕ 153 ﺍﷲ ،ﻷﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺃﻗﺪﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻟﻨﺎ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ﻭﺣﻀﻮﺭ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﻠﻰ ﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﺝ ﻭﺟﺪﻫﻢ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎ ﻭﻋﺰﺍﺀﺍ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﱪ ﻣﺪﺭﻭﺱ ﺑﻪ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﱀ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴﻴﺪﻩ ـ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻘﻪ؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﳌﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﺃﱂ ﳜﱪﻙ ﺑﻄﺮﻳﻘﻪ؟ ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ :ﻗﺪ ﺑﻌﺜﲏ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺄﻥ ﺃﻋﻠﻤﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ،ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ،ﻓﻘﺪﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺳﻬﻼ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻋﺪﺩ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﺎﻧﲔ ﻳﻌﺎﳉﻬﻢ ،ﻭﲨﻊ ﻏﻔﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺳﻴﻠﻬﻢ ﳓﻮﻩ ﻟﻴﻞ ﺎﺭ ،ﻓﺴﺄﻟﲏ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺣﻀﻮﺭﻱ ﻓﺴﻠﹼﻤﺘﻪ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻗﺎﻝ: ﲰ ﻌﺎ ﻭﻃﺎﻋ ﹰﺔ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﺃ ﹼﻥ ﱄ ﺷﺮﻃﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﻪ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﺇﻻ ﺭﺟﻌﺖ ﺃﺩﺭﺍﺟﻲ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺃﻟﺘﺰﻡ ﺑﺎﻟﺸﺮﻁ ،ﻓﺤﺪﺩﻩ ﱄ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ :ﺷﺮﻃﻲ ﺇﺫﺍ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﳊﺼﺔ ﻻ ﺗﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻭﻻ ﲣﺎﻃﺐ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﻞ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ 154 ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺐ ،ﻓﺈﺫﺍ ﲰﺤﺖ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺬﹼﻫﺎﺏ ﻓﻠﻚ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺇ ﹼﻻ ﻓﻼ ،ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻬﺪ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻧﻠﺘﺰﻡ ﺑﻪ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ :ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﻪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻣﺘﺜﺎﻟﻪ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻟﺸﻴﺨﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﺎ ﳊﺎﺿﺮ ،ﻭﱂ ﻳﺮﺩ ﻟﺴﺎﺋﻞ ،ﻭﱂ ﻳﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﳎﻠﺲ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺫﱐ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﺃﺩﺏ ﺟﻢ ،ﻣﺼﻐﻴﺎ ﺑﻜﻠﻴﺘﻪ ﳌﺎ ﺃﻗﻮﻝ ،ﻣﺪﺭﻛﺎ ﳌﺎ ﺃﻣﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ،ﳏﺎﻓﻈﺎ ﻟﻌﻬﺪﻩ ﻭﻭﻋﺪﻩ ،ﺣﱴ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﻣﺎ ﺃﻣﺮﱐ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻣﺘﺜﺎﻟﻪ، ﻭﲪﻴﺪ ﺧﺼﺎﻟﻪ ،ﻭﺳﻠﻮﻛﻪ ،ﻓﺄﻛﺮﻣﲏ ﻭﺃﻏﺪﻕ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﻐﺎﺩﺭﰐ ﻟﻪ، ﻓﺄﻛﺮﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﻴﺦ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﳍﻤﺔ ﻭﺍﳌﺮﻭﺀﺓ ،ﻭﲰﺎﺣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﺍﻟﻔﻴﺎﺽ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ،ﻭﷲ ﺩﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻭﺭﺙ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﺎﺟـﺪﺍ ﻋﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻭﻣـﻦ ﻳﺸـﺎﺑﻪ ﺃﺑﺎﻩ ﺗﺎﷲ ﻣـﺎ ﻇﻠﻢ 155 < < < < < < < < 156 < < < < < < < < ]< <Äe]†Ö]<h^fÖ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﳋﻠﻮﺓ ﻭﺍﻟﻔﻄﺎﻡ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺃﺧﺬﻩ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﻭﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻭﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻭﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻓﻄﺎﻣﻪ ﻋﻨﺪ ﺷﻴﺨﻪ 157 ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺃﺧﺬﻩ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﻭﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻭﻗﺪ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺑﺪﺀ ﻋﻬﺪﻩ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺍﻟﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻗﺪ ﺃﺧﺬﺎ ﺃﻭﻻ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻱ ،ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ، ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮﺓ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺧﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺸﺮﻁ ﺍﺷﺘﺮﻃﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﺃﻻﺯﻣﻪ ﰲ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻋﺎﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﲏ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻫﻮ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ )ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪﻩ( ،ﺗﺮﻛﺖ ﻣﻼﺯﻣﺘﻪ ،ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻷﺧﺬ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺙ ﻣﺎ ﱂ ﺃﺗﻮﻗﻌﻪ ﻋﻨﺪ ﺧﺪﻣﱵ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺬ ﻣﲏ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺿﺎﻉ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺭﺅﻯ ،ﻭﺃﺑﺼﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﺣﺴﻬﺎ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ،ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﱐ ﻻ ﺃﺟﺪ ﻣﺎ ﺃﺻﺒﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﻓﻌﺰﻣﺖ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﺮﰊ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ،ﻭﻗﻄﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﻏﻮﺙ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺮﺑﻪ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺑﲔ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻤﻲ ﺃﺥ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ـ ﺇﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻷﻭﻻﺩﻱ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ،ﻓﺄﺫﻥ ﱄ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ،ﻭﻣﻜﺜﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﻳﺎﻣﺎ ،ﹼﰒ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺻﻮﺏ ﺣﻠﹼﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻈﻮﺓ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ،ﻣﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻈﻮﺓ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ،ﻣﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺄﺧﺬﱐ ﻭﺫﻫﺐ ﰊ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺴﻠﹼﻢ ﻋﻠﻲ ﻭﺳﺄﻟﲏ ﻋﻦ ﺃﻭﻻﺩﻱ ﻭﲨﻴﻊ ﺃﻫﻠﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻨﺖ 158 ﻣﻌﻬﻢ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻻﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺧﺬﻩ ﻣﻌﻚ ﺃﻃﻌﻤﻪ ﻭﺍﺳﻘﻴﻪ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭﺃﺣﻀﺮﻩ ﱄ. ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻃﻌﻤﲏ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺣﻀﺮﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺃﺩﻧﻮ ،ﺃﻋﻄﺎﱐ ﺍﻟﻌﻬﺪ ،ﰒ ﺷﻴﺨﲏ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻭﺃﻛﻤﻞ ﱄ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺍﳌﺸﻴﺨﺔ. ﰒ ﺃﺣﻀﺮ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﳊﲔ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﺃﻣﺎﻣﻲ، ﻭﻗﺎﻝ :ﻫﺆﻻﺀ ﳜﺪﻣﻮﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﰒ ﰲ ﺟﻠﺴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﰲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ. ﻗﻠﺖ ﺇ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﹼﰎ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﻭﻣﺸﻴﺨﺔ ﻭﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﱂ ﺗﺴﻤﻌﻪ ﺃﻋﻄﻲ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﺋﺦ ﻓﻬﺬﻩ ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻈﻤﻰ ،ﻭﺣﻈﻮﺓ ﻛﱪﻯ ﻟﺸﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﰒ ﻣﻜﺜﺖ ﻭﻗﺘﺎ ﻗﻠﻴﻼ ،ﻭﺃﻗﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻀﻊ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻓﻨﺎﺩﺍﱐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺳﻨﺪﻱ ﺇﱃ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺃﻧﺖ ﺟﺌﺖ ﻟﻠﻔﺎﺋﺪﺓ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ. ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻠﻔﻚ ﺃﻣﺮﺍ ﺷﺎﻗﺎ ،ﻭﻋﻤﻼ ﺻﻌﺒﺎ ـ ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﻚ؟ ﻗﻠﺖ :ﺃﻧﺎ ﺟﺌﺘﻚ ﺃﻧﺖ ﻣﺴﺘﺴﻠﻤﺎ ﻭﻻ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﱄ ﺇ ﹼﻻ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻧﺖ ،ﻓﺄﻧﺎ ﻃﻮﻉ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺍﳌﺮﰊ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ :ﲢﻤﻞ ﺟﻮﺯ ﺍﻟﺼﻔﺎﺋﺢ ﺍﳌﻤﻠﻮﺀﺓ ﻣﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻚ، ﻭﲣﻤﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻄﲔ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ،ﻭﺗﺴﺎﻋﺪ ﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﳋﻼﻭﻱ ﻭﺍﳌﻨﺎﺯﻝ ،ﻭﺗﺰﻳﻞ ﺍﳌﻨﺎﺯﻝ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻌﻚ ﺬﻩ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻻ ﺗﺮﻯ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﻓﻌﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻻ ﺗﻘﻞ ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻻ ﺃﻋﻤﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ. 159 ﻗﻠﺖ :ﲰﻌﺎ ﻭﻃﺎﻋﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ )ﻣﻦ ﺧ ﺪ ﻡ ،ﺧ ِﺪ ﻡ( ،ﻭ)ﻣﻦ ﺧﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ(. ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺇ ﹼﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻭﻙ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻼﺯﻡ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺎﻕ ﻳﺄﺗﻮﻙ ﺑﺸﻔﻘﺔ ،ﻭﻳﺄﻣﺮﻭﻧﻚ ﺑﺘﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﲟﻜﺎﻧﺘﻚ ،ﻓﻼ ﺗﺮﻛﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ ،ﻭﻻ ﺗﻌﲑﻫﻢ ﺃﺫﻧﺎ ،ﺑﻞ ﻗﻞ ﳍﻢ :ﺃﺗﺮﻛﻮﱐ ﻭﺷﺄﱐ، ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺃﻭ ﺭﻓﺾ ﻟﻌﻤﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﻓﻠﻴﺬﻫﺐ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻳﻜﻠﻤﻪ ﲟﺎ ﻳﺮﻳﺪ ،ﻭﻻ ﺃﻗﺒﻞ ﺳﺆﺍﻻ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻲ ﻫﺬﺍ ،ﻭﻓﻌﻼ ﺃﺑﺼﺮﻩ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺷﺪﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﺇ ﹼﻻ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ،ﻓﺄﺧﱪﻫﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﻌﻪ ﻓﻠﻴﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺘﺮﻛﻮﻩ ﻭﺷﺄﻧﻪ. ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺇﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺄﺗﻴﲏ ﻋﻤﱵ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻗﻨﺪ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﲏ ﺗﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺎﻕ ﺍﻟﺼﻌﺐ ،ﻭﻓﻌﻼ ﺃﺗﺘﲏ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﱄ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ـ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﻌﻠﻪ؟ ﺃﺗﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﺄﻧﺖ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. ﻗﻠﺖ ﳍﺎ :ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻩ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻣﺮﱐ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ،ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺜﲏ ﻋﻨﻪ ﻓﻠﻴﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺘﺮﻛﺘﲏ ﻭﺷﺄﱐ ،ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻛﻠﻤﺘﻪ ﺑﺄﺎ ﻏﲑ ﺭﺍﺿﻴﺔ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ،ﻓﺄﺧﱪﻫﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ :ﺇﻥ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﺑﲏ ،ﻭﺃﺗﺎﱐ ﻟﻠﻔﺎﺋﺪﺓ ،ﻭﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﺣﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﰲ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻳﺴﻨﺪ ﺇﻟﻴﻪ. ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺭﺍﺿﻴﺔ ،ﻭﱂ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ. ﻻﺯﻣﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻳﺎﻣﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺩﻑ ﺃ ﹼﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺪﺃ ﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﻗﺼﺮ )ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ( ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻜﺎﻧﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻓﻜﻨﺖ ﻋﻨﺪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﲝﻀﺮﺗﻪ 160 ﺇﺫ ﺟﺎﺀﻩ ﻣﻬﻨﺪﺱ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﺇﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺴﺌﻮﻟﲔ ﻋﻦ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻄﻮﺏ ﱂ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ،ﻓﺄﺭﻳﺪ ﻏﲑﻫﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ :ﺧﺬ ﻫﺬﺍ ،ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﱄ ،ﺃﻇﻨﻪ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺬﻟﻚ. ﻓﺬﻫﺒﺖ ﻣﻌﻪ ،ﻓﺄﺟﺮﻯ ﺍﳋﻠﻄﺔ ﻟﻠﻄﲔ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﺃﻣﺎﻣﻲ ،ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺍﻟﻘﺎﻟﺐ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﲔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻔﻌﻠﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ،ﰒ ﻛﺮﺭ ﻓﻔﻬﻤﺘﻪ ﻭﺃﺟﺪﺗﻪ ،ﻓﻌﺠﺐ ﻣﲏ ﻭﻣﻦ ﻋﻤﻠﻲ ،ﻓﻬﺮﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ ﺑﺄ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﻗﺪ ﺻﻠﺢ ﻟﻠﻌﻤﻞ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺗﻜﺮﻩ ﻣﻌﻚ ﻟﻠﻌﻤﻞ. ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﲨﻴﻌﻪ ﰒ ﺁﰐ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻀﺠﻌﻲ ﻣﺘﻌﺒﺎ ،ﻭﺭﲟﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻷﺳﻠﹼﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﻭ ﺍﳌﺴﺎﺀ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﻳﻮﻣﺎ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﻻ ﺗﺄﺗﻴﲏ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﺗﺄﺗﻴﲏ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺑﻞ ﻇﻞ ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻃﻠﺒﺘﻚ ﺇﱃ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻱ ،ﺃﻭ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻚ ،ﻓﻼ ﺗﺒﺎﺭﺡ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﻤﻠﻚ ﺃﺑﺪﺍ. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺫﻛﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﻋﻬﺪ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﱀ ﻭﺩ ﺗﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻔﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺝ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﱪﻧﺎﻭﻱ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﶈﺠﻮﺏ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ )ﺍﳌﺸﺘﺖ( ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺍﳊﺎﺝ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﻤﺮ ﺍﳌﻜﺎﻓﺸﻲ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﻭﺩ ﺍﳍﺪﻱ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﻈﻮﺓ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺣﻠﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﺟﺬﺍﺑﺎ ﳌﺴﺘﻤﻌﻪ ،ﻭﻛﺜﲑ ﻣﺎ ﻳﺴﻨﺪ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺣﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﲢﻀﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻋﻘﻞ ﻭﻓﲑ ﻭﺭﺃﻱ ﺭﺍﺟﺢ ،ﻭﺗﺪﺑﲑ ،ﻭﻣﻦ ﻣﺸﺎﺋﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺮﺷﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺮﺷﻲ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻧﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ،ﻭﻗﺪ 161 ﻣ ﻦ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻄﻮﻝ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ،ﻭﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﻳﻦ ﺍﷲ ﻛﺜﲑﺍ ،ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﻻ ﺗﻔﺘﺮ ﻟﻴﻞ ﺎﺭ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ،ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺠﺎﰱ ﺟﻨﻮﻢ ﻋﻦ ﺍﳌﻀﺎﺟﻊ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻮﺽ ﺍﳉﻴﺪ ﺛﻮﺭ ﻋﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻣﻨﺢ ﺍﷲ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﳌﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻔﻲ ﳏﻤﺪ ﺯﻳﻦ ،ﰒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺭﺍﺟﻞ ﺃﻡ ﺣﻼﻗﻴﻢ، ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﱀ ﺻﺎﺣﺐ )ﻫﻴﺎﻓﺔ( ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ )ﺷﺮﺑﺎﻙ( ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ )ﲟﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﺮﺗﺮ(. ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺗﻮﺭ ﺍﳊﻔﲑ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻲ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺤﺒﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻭﺗﺮﺑﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭﻧﺎﻟﻮﺍ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ،ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﰲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ،ﻭﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﶈﺒﲔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﻮﺭﻳﻦ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺸﺎﻭﺓ. ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺤﺒﻮﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﻋﺼﺮﻩ ،ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺑﺎﷲ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺣﺼﺮﺍ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﺑﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺇﻳﻀﺎﺣﺎﺕ ﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻨﻔﺤﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﺻﻨﻌﺖ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﺍﻏﺘﺮﻓﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﲝﺮ ﺇﺭﺷﺎﺩﻩ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻘﺖ ﻣﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻠﹼﺔ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺘﲔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻠﺘﲔ ﺃﺛﺮﺗﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﰲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻭﻓﻘﻬﻪ ﻭﺇﺷﺮﺍﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺳﻠﻮﻙ ﻣﻦ ﻻﺫ ﺑﺮﺣﺎﻢ ،ﻭﺻﺪﻕ ﻣﻊ ﺟﻨﺎﻢ ،ﻓﻌﱪﻭﺍ ﺑﻪ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﻣﺎﻥ ،ﻭﻣﺴﻠﻚ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ. 162 ﻭﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﻪ ﺇﻃﻼﻻﺕ ﺇﺭﺷﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﺮﺑﻰ ﺭﺟﺎﻻ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺃﻗﻄﺎﺭﻩ ،ﻏﻴﺒﺎ ﺩﻭﻥ ﺳﻔﺮﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻃﻴﺎ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻓﺼﻴﺮﻫﻢ ﻫ ﺪﺍ ﹰﺓ ﻧﺎﺻﺤﲔ ،ﻭﺷﻴﻮﺧﺎ ﻣ ِﺮﻳ ِﺪﻳ ﻦ ،ﻣﺮﺷﺪﻳﻦ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ،ﺣﺎﺫﻗﲔ ﻧﺼﺤﺎﺀ ﰲ ﺍﷲ ،ﻓﺎﻧﺘﻔﻊ ﻢ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻖ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎ ﲰﻌﻨﺎﻩ ﻭﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﺎ ،ﻓﺮﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ. ﻓﺸﻤﺮ ﻭﻟﺬ ﺑﺎﻷﻭﻟﻴــﺎﺀ ﻓﺈــﻢ ﳍﻢ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳊﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﺧﺮ ﻟﻠﻤﻠﻬﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﱰ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﺼﺐ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻃﺎﻣـﻊ ﻢ ﻳﻬﺘﺪﻱ ﻟﻠﻌﲔ ﻣﻦ ﺿﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻰ ﻭﻢ ﳚﺬﺏ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﻭﺍﻟﺮﺑﻊ ﺷﺎﺳﻊ ﻫﻢ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻭﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﳌﲎ ﻭﺍﲰﻬﻢ ﻟﻠﺼﱪ ﰲ ﺍﳊﺐ ﺷﺎﻓـﻊ ﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺎﻟﺰﻡ ﺇﻥ ﻋﺮﻓﺖ ﺟﻨﺎﻢ ﻓﻔـﻴﻬﻢ ﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻣﻨـﺎﻓﻊ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﻣﺮﰊ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﱘ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻞ ﻣﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﰲ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺧﺎﲤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﳊﻀﺮﺓ ﺍﻹﳍﻴﺔ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﺃﺩﺑﺎ ﻭﺣﻜﻤﺎ ﻭﻓﻨﻮﻧﺎ ﻳﻀﻴﻖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﳊﺼﺮ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﻜﺒﲑ :ﺇﻥ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻭﺍﻟﺪﻙ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﱂ ﳚﺪﻫﺎ ﺃﺣﺪ ﻏﲑﳘﺎ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﱀ ﻭﺩ ﺗﺎﻱ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺃﺑﻜﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﺇ ﹼﻥ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﱂ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺇ ﹼﻻ ﺑﺼﺤﺒﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺼﺤﺐ ﻏﲑﻫﻢ ،ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻩ. 163 ﺖ ﻣﻦ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺃﻗﻮﻝ :ﻗﺪ ﻧﻠ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻋﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﻏﻮﺙ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ،ﻭﻣﺮﰊ ﺍﻟﻮﺍﺻﻠﲔ ،ﻭﺃﻭﺣﺪ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻞ ﰲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻛﺮﺕ ﻫﺬﺍ ﲢﺪﺛﺎ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ،ﻭﺇﻇﻬﺎﺭﹰﺍ ﳌﺎﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﺴﺎﻟﻜﲔ، ﻭﺍﻟﺒﻠﺴﻢ ﺍﻟﺸﺎﰲ ﻟﻠﺒﺎﺩﺋﲔ. ﺃﻣﺎ ﺷﻴﺨﻲ ﻭﻣﺮﰊ ﺭﻭﺣﻲ ،ﻭﺳﻨﺪﻱ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﰊ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻪ ﺩﺧﻠﺖ ﻭﻠﺖ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ ﱄ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﱠﻠ ﻤﺎ ﳌﻌﺎﺭﺝ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ،ﻭﻣﺮﺍﻗﻲ ﻹﺩﺭﺍﻙ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﻬﻮﻡ ،ﻓﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ ﺑﺎﳌﻌﺎﱐ ،ﻭﻫﻮ ﰲ ﺑﺮﺯﺧﻪ ﺗﻘﻮﻡ ﺳﻠﻮﻛﻲ ﺑﺎﳌﻴﺰﺍﻥ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﳊﺲ ﻣﺪﺍﻫﺎ ،ﻭﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ،ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ :ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﺕ ﺷﻴﺨﻪ ﻓﻘﺪﻣﺎﺕ ﻗﻠﻴﺒﻪ ،ﻭﻳﻌﲏ ﺑﺬﻟﻚ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺃﻗﻮﻳﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ ﰲ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﳌﺮﻳﺪ ،ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻩ ،ﻭﻫﻢ ﻣﻌﻪ ﰲ ﻛ ﹼﻞ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎ ﻭﺬﻳﺒﺎ ﺇﺭﺷﺎﺩﺍ ﻭﺗﻘﻮﳝﺎ ،ﻭﲝﻤﺪ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇ ﹼﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﻢ ﻟﻨﺎ ،ﻭﻫﻢ ﰲ ﺑﺮﺍﺯﺧﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺄﺧﺬ ﻋﻨﻪ ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻭﺍﳋﺪﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ،ﻷﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﺇﺷﺮﺍﻗﺎﺕ ﻭﺇﻟﻄﺎﻓﺎﺕ ،ﺗﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺃﻧﻮﺍﺭﺍ ،ﻳﺸﻌﺸﻊ ﺳﻨﺎﺀ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻠﹼﺔ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﺣﻜﻤﺎ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﺍ ﻭﺃﺣﻮﺍﻻ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺑﻴﺎﺎ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻷﻥ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻻ ﲢﻴﻂ ﺎ. 164 ﻗﺎﻝ ﱄ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﺍﳉﺬﺏ ﺁﻧﺬﺍﻙ ،ﻓﻴﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺣﺴﻪ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻪ :ﺇ ﹼﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﳉﺬﺏ ﻭﺧﺮﺝ ﺫﺍﻫﺒﺎ ﻏﲑ ﻃﻮﻉ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺗﺎﺋﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﺴﻪ ،ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺑﻠﻲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ) :ﺃﻗﻔﻞ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ(. ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻗﻔﻞ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﺗﺮﺍﻩ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺫﺍﻫﺒﺎ ﻓﻼ ﻳﺘﻌ ﺪ ﺳﲑﻩ ﺍﳌﺴﻴﺪ، ﻓﻴﻈﻞ ﻳﺪﻭﺭ ﰲ ﺣﻴﺰﻩ ﺣﱴ ﻳﻔﻴﻖ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﺏ ﺯﺭﻳﺒﺔ ﺍﻟﺸﻮﻙ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻀﺤﻚ ﻋﻠﻲ. ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﳚ ﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻧﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻲ ﻣﺮﻫﻘﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺴﻤﻮ ﹶﻥ ﻷ ﹼﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻄﲔ ﺻﻌﺐ ﻭﺷﺎﻕ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﻳ ﹶﻘ ﺇﱃ ﲨﺎﻋﺎﺕ ،ﻛﻞ ﲨﺎﻋﺔ ﻳﺮﺃﺳﻬﻢ ﻣﻘﺪﻡ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﳌﻘﺪﻡ ﻫﻲ ﺍﻹﻣﺮﺓ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﳌﻦ ﲢﺘﻪ ،ﻓﺒﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻣﻘﺪﻡ ﲨﺎﻋﺘﻪ ﻭﳜﺮﺝ ﻢ ﻃﺮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺪ ،ﻭﳚﻠﺲ ﻛﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﳛﺪﺩﻩ ﳍﻢ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ،ﻛﻞ ﺑﻮﺭﺩﻩ ﺍﳌﺄﺫﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻜﻨﺖ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻀﺠﻌﻲ ﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﳝﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻠﻘﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﺍﻷﺧﲑ ﺣﻠﻘﺔ ﺣﻠﻘﺔ ﻟﻴﺘﻔﻘﺪﻫﺎ ﻭﻳﺮﻋﺎﻫﺎ ،ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺄﺗﻴﲏ ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪﻱ ﻃﻮﻳﻼ ،ﰒ ﻳﺮﺟﻊ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻣﺪﺓ ﺧﺪﻣﱵ ﻛﻠﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺑﺎﳌﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟﻼﻟﻮﺑﺔ. ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣ ﻦ ﺍﷲ ﻋﻠﻲ ﺑﺒﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﺣﲔ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺣﺠﺎﺏ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻋﻨﺪﻱ ،ﻭﻛﻨﺖ ﺃﲰﻊ ﻛﻼﻡ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ﻣﻊ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﻣﻌﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﻛﻠﻤﺔ ،ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﰲ ﳎﻠﺴﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﻤﻠﻲ ﺃﺿﺮﺏ ﺍﻟﻄﻮﺏ ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺑﻞ ﺯﺍﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﺇﺫﺍ ﲢﺮﻙ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺇﱃ ﺃﻱ ﺟﻬﺔ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺭﺝ 165 ﺣﻠﺔ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﻠﻘﺮﻯ ﺍﺎﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻣﺪﱐ ﻛﻨﺖ ﺃﲰﻊ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﲨﻠﺔ ﻭﺗﻔﺼﻴﻼ ﻭﺃﻧﺎ ﲟﻜﺎﱐ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺼﺮ. ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﺗﻨﻴﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺣﺪﺙ ﺃﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺿﺤﻰ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺯﺍﻭﻝ ﻋﻤﻠﻲ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺇﺫ ﺧﺪﻣﱵ ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ ،ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺃ ﹼﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺪ ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻓﺴﻠﹼﻢ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﱂ ﺃﺾ ،ﻭﱂ ﺃﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻲ ﻓﺮﺩﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻓﺴﻠﹼﻢ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺮﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ ﻭﻀﺖ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻓﺴﻠﹼﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺃ ﹼﻻ ﺗﻌﺮﻓﲏ؟ ﻗﻠﺖ :ﻻ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. ﰲ ﺃﰊ ﻭﻋﻤﺮﻱ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ،ﻓﻼ ﺃﻋﺮﻓﻪ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻗﺪ ﺗﻮ ﹼ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ،ﻗﺪ ﺟﺌﺘﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻷﺳﻠﹼﻢ ﻋﻠﻴﻚ. ﻕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﻓﻊ ﻛ ﻢ ﺍﻟﺘﻮﺏ ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻠﻴﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﱐ ﹸﺃ ﺣ ّﺪ )ﻳﺪ ﺍﳉﻼﺑﻴﺔ( ﻭﻏﻄﻰ ﺎ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻪ ،ﻓﺄﻃﺮﻗﺖ ﺍﻟﺒﺼﺮ. ﻭﻗﺎﻝ ﱄ) :ﻛﻴﺖ ﻭﻛﻴﺖ ﻭﻛﻴﺖ( ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﻓﺼﺎﺡ ﺍﳌﺮﺍﺩ ،ﻷ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺳﺮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻓﺸﺎﺀﻩ ﱄ ،ﰒ ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺻﺤﺒﺔ ﻗﻮﻳﺔ ،ﻭﳏﺒﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﺧﱪﻩ ﺃ ﹼﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ،ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﻓﻤﺴﺤﻬﺎ ﰒ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﺃﺧﱪﻫﺎ ﺑﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﺣﻴﺚ ﱂ ﻳﺮﻩ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ :ﻫﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺎﻣﺎ؟ ﺿﺤﻰ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﻤﻞ ﺑﺎﻟﻄﲔ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻛﺎﻥ ﰒ ﺳﺄﻟﺘﻪ :ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ؟ 166 ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻳﺮﺗﺪﻱ ﺟﻼﺑﻴﺔ ﻗﻨﺞ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻟﻄﺎﻗﻴﺔ ﺃﻡ ﻗﺮﻳﻦ ،ﻭﳛﻤﻞ ﻋﺼﻰ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺟﺴﻤﻪ ﻳﺸﻊ ﻧﻮ ﺭﺍ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: )ﻗﻠﺖ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺇ ﹼﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﲏ ﻋﺪﻡ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻭﺭﻩ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻗﺪ ﺣﺪﺙ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ؟ ﻓﻌﺰﻣﺖ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺇ ﹼﻻ ﺇﺫﺍ ﻃﻠﺐ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻫﻮﻣﻦ ﳏﻈﻮﺭﺍﺕ ﺃﺩﺏ ﺍﳋﺪﻣﺔ. ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻐﺪ ،ﻭﻋﻨﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﻴﻠﻮﻟﺔ ﻃﻠﺒﲏ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻪ ،ﻓﺤﻀﺮﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﻣﺼﻼﻩ ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻘﺮﻳﺐ ،ﰒ ﺍﺿﻄﺠﻊ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻌﻪ :ﺃﻗﻔﻞ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻭﻻ ﺺ ﻋﻠﻲ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺗﺪﻉ ﺃﺣﺪﺍ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺄﻟﲏ ﻋﻦ ﺍﳊﺪﺙ ﺑﻞ ﺃﺧﺬ ﻳﻘ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﳉﻴﻼﱐ ،ﰒ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﻌﺪﻩ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺃﺗﻰ ﺇﱃ ﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﰒ ﺃﺗﻰ ﺇﱃ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ،ﰒ ﺃﺣﻔﺎﺩﻩ، ﻳﻌﺪﺩ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﺣﱴ ﻭﺻﻞ ﻋﺼﺮ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ ﻛﺎﻥ ﺗﺎﻟﻴﺎ ﺫﺍﻛﺮﺍ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻭﻫﻮ ﳑﺴﻚ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻳﺘﻠﻮ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺭﻭﺣﻪ ،ﻓﻤﻸ ﻭﺭﻕ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﺻﺪﺭﻩ، ﻭﻭﺍﻟﺪﻙ ﱂ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﲟﺴﺒﺤﺘﻪ ،ﻓﻬﻮ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻛﻤﻞ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﻦ ﺭﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻟﻮ ﺣﻀﺮ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺯﻣﺎﻧﻚ ﻫﺬﺍ ﻷﺧﺬ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻌﻬﺪ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﱂ ﻳﺄﺗﻚ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﺃﻣﺲ ﺿﺤﻰ؟ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ :ﺃﺧﱪﱐ ﻋﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ؟ 167 ﻓﺄﺧﱪﺗﻪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﱄ ،ﻭﻗﺼﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻟﻪ ﺍﻟﱵ ﺃﺗﺎﱐ ﺎ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺇﻧﻪ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﺣ ﻘﺎ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺭﻭﺣﻪ ﻗﺪ ﺃﺗﺘﻚ ﺑﻨﻔﺲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﻗﱪﻩ ﺇ ﹼﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﺤ ﺮﻛﹸـ ﻢ ﹶﺃﻣﺎ ﻭﹶﺃﻣـﺎ ﺐ ﺑ ﹸﺃﺧﺎ ِﻃﺮ ﻓِﻲ ﻣﺤـﺒِﺘ ﹸﻜ ﻢ ﺑِـﺮﻭﺣِﻲ ﻭﹶﺃ ﺭﻛﹸـ ﻚ ﹸﻛ ﱠﻞ ﻓﹶـ ٍﺞ ﻓِﻲ ﻫﻮﺍ ﹸﻛ ﻢ ﻭﹶﺃ ﺷﺮﺏ ﹶﻛ ﹾﺄ ﺳ ﹸﻜ ﻢ ﹶﻟ ﻮ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﺳـﻤﺎ ﻭﹶﺃﺳـﹸﻠ ـﻲ ﹸﺃ ﹸﺫ ﹲﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻌـﺰﺍ ِﻝ ﺻـﻤﺎ ﻭ ﹶﻻ ﹸﺃﺻـﻐِﻲ ِﺇﻟﹶﻰ ﻣ ﻦ ﻗﹶـ ﺪ ﻧﻬﺎﻧِﻲ ﻭﻟ ِ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﺻﻲ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﻣﺮﻳﺪﻳﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﺎﺭﻋﻮﺍ ﰲ ﺳﺪﺍﺩ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﳌﻔﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ )ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ ـ ﺍﳌﺼﺮﻱ( ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺌﻼ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻗﺴﺮﺍ ،ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻭﺍﳌﺬﻟﺔ. ﻭﻣﻦ ﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻻ ﺗﻜﻠﻮﺍ ﺃﻣﻮﺭﻛﻢ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ،ﻓﻴﻜﻠﻜﻢ ﺇﱃ ﻏﲑﻩ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻴ ﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻴﺦ ﻣﺮﺷﺪ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻲ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﲨﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻟﻨﻴﺮﺓ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ. ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﲰﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻳﻘﻮﻝ :ﻫﺬﺍ ﺻﻮﺕ ﻳﺒﻐﻀﻪ ﺍﷲ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻮﺻﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺪﻧﺎﺀﺓ ﳌﻦ ﺭﻛﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻃﻮﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺧﺎﱄ ﺍﳉﻴﺐ ﰲ ﻣﻼﺑﺴﻪ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﺎ ﺟﻴﺒﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻋﺎﻫﺪ ﺍﷲ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻳﻨﻢ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ. ﺃﻳـﻬﺎ ﺍﻟﻌـﺎﺷﻖ ﻣﻌـﲎ ﺣﺴﻨﻨـﺎ ﻣـﻬﺮﻧﺎ ﻏـﺎﻝ ﳌـﻦ ﳜـﻄﺒـﻨـﺎ ﺟﺴـﺪ ﻣـﻀﲎ ﻭﺭﻭﺡ ﰲ ﺍﻟﻌﲎ ﻭﺟﻔـﻮﻥ ﻻ ﺗـﺬﻭﻕ ﺍﻟﻮﺳﻨــﺎ ﻭﻓـﺆﺍﺩ ﻟﻴـﺲ ﻓﻴﻪ ﻏﻴـﺮﻧــﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﻣـﺎ ﺷـﺌــﺖ ﺃ ﺩ ﺍﻟﺜﻤﻨـﺎ ﻓﺎﻓﻦ ﺇﻥ ﺷﺌـﺖ ﻓﻨﺎﺀﺍ ﺳﺮﻣــﺪﺍ ﻓﺎﻟﻔـﻨـﺎﺀ ﻳﺪﱐ ﺇﱃ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻔـﻨـﺎ 168 ﰒ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﻻﺑﻨﻪ ﻭﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺇ ﹼﻥ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﻛﺎﻣﻼ ،ﻭﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲢﺪﺛﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻤﺮ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻀﻄﺠﻊ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﺮﻳﺐ ﻳﺴﻤﻊ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ :ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﱀ ﻷﺧﱪﻧﺎ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ـ ﻣﺎﻫﻲ ؟ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ :،ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ؟ ﺇﻧﻪ ﺣﺠﲑ ﺇﺧﲑﺵ ﻗﺪ ﳌﺴﺘﻪ ﺑﻴﺪﻱ ﺍﻵﻥ ﻣﻜﺴﻲ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﻛﻤﺎﻟﻪ ﻟﻮ ﺣﻀﺮ ﺯﻣﺎﻧﻚ ﻫﺬﺍ ﳌﺎ ﻭﺳﻌﻪ ﺇ ﹼﻻ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻴﻚ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﻏﲑﻙ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺃﺣﺪ ،ﻭﻳﻌﲏ ﺑﺬﻟﻚ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﲔ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻭﺗﻜﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ: ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﺔ ﻭﺍﻟﻄﲑﺍﻥ: ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﻌﻨـﺎﻳﺔ ﻻﺣـﻈﺘﻚ ﻋـﻴﻮﺎ ﻓﻨـﻢ ،ﻓﺎﳌـﺨﺎﻭﻑ ﻛﻠـﻬ ﻦ ﺃﻣﺎﻥ ﰒ ﺇﻥ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇ ﹼﻥ ﻭﺍﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﳌﹼﺎ ﲰﻊ ﻛﻼﻡ ﻭﺍﻟﺪﻩ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇ ﹼﻥ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﺎﻙ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻭﳓﻦ ﺳﻨﻌﻄﻴﻚ ﻣﺎ ﻳﻘﺴﻤﻪ ﺍﷲ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺷﻴﺨﻲ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃﺧﺬﻩ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﰲ ﺣﺠﺮﺓ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭﻩ ،ﻗﺎﻝ ﱄ: ﻓﻤﺴﻜﲏ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻘﻠﻴﻞ ،ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻌﻠﻤﲏ ﺑﻌﺾ 169 ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﻴﻨﻄﺒﻊ ﰲ ﺻﺪﺭﻱ ،ﻓﻘﺪ ﻧﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻋﻠﻮﻣﺎ ﻋﻈﻴﻤﺔ ،ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﺍ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻻ ﺗﻄﺎﻕ ﺇ ﹼﻻ ﳌﻦ ﻫﻲﺀ ﻟﺬﻟﻚ. ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻵﻥ ﻗﺪ ﺃﻛﻤﻞ ﺍﷲ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﻓﺎﺫﻫﺐ ،ﻭﺃﺫﻥ ﱄ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻲ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻄﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﻤﻞ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻫﻢ. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﺽ: ﺗﺬﻟﻞ ﲟﻦ ﻮﻯ ﻓﻠﻴﺲ ﺍﳍﻮﻯ ﺳﻬﻞ ﺇﺫﺍ ﺭﺿﻲ ﺍﶈﺒﻮﺏ ﺻﺢ ﻟﻚ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﻭﻗﺪ ﲤﹼﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ،ﻭﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻓﺤﺎﺯ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ،ﻭﻧﺎﻝ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻗﻄﺒﺎ ﺷﻬﲑﺍ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺍﻟﺼــﺎﳊـﲔ ﻛـﺘـــﺎﺭ ﻭﺍﻟـــﻼﺣﻘﲔ ﺭﺟــــﺎﻝ ﺇﻥ ﺩ ﺭ ﺷﻴـﺦ ﺍﻟــــﻮﺻﺎﻝ ﻣــﻦ ﻛـﺸﻴﻒ ﻻ ﺗـﺒــﺎﻝ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ: ﻣﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺑﺎﱐ ﺭﻭﺣﻲ ﻭﺭﻭﺡ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﰲ ﺍﳊﻀﺮﺓ ﻳﻄﺮﺍﱐ ﻟﺒﺲ ﱄ ﺗﻴﺠﺎﱐ ﻣﻜﺎﺷﻔﻲ ﱄ ﺭﰊ ﺟﺒﺪ ﺍﻟﺴﺮﺩﻳﺐ ﻋﺐ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﻹﲢـﺐ ﳊﻀﺮﺓ ﺍﳌﻨﺒــﺄ ﺃﺧﱪﱐ ﺷﻴﺨﻲ ﻭﺳﻨﺪﻱ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﺗﺴﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﲔ ﻧﻘﺎﺭﺓ ﻭﳓﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻣﺎﺣﺠﻢ ﺍﻟﻨﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻊ؟ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﳌﻜﻲ ـ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻧﻘﺎﺭﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺎﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﲔ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﱪﻫﺎ؟ ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ،ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ :ﻫﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳉﻨﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮﻢ ﱄ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﻭﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﺍﻵﻥ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ 170 ﻗﻠﺖ :ﻫﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﲢﺖ ﺳﺮﻳﺮﻙ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻫﻢ ﺍﻵﻥ؟ ﻗﻠﺖ :ﻻ ﻭﷲ ﺩ ﺭ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺮﺍﺋﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ: ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﻣﺮﻫﻢ ﻳﱪﻱ ﻭﻣﻔﺘﺎﺡ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﳍﺪﺍﻳـﺔ ﻭﺍﳋﻴـﺮ ﻭﲢﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺍﳋﻠﻲ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻭﺗﺸﺮﺡ ﺻﺪﺭﺍ ﺿﺎﻕ ﻣﻦ ﺳﻌﺔ ﺍﻟﻮﺯﺭ ﻭﺗﻨﺼﺮ ﻣﻈﻠﻮﻣﺎ ﻭﺗﺮﻓﻊ ﺧﺎﻣـﻼ ﻭﺗﻜﺴﺐ ﻣﻌﺪﻣﺎ ﻭﲡﱪ ﺫﺍ ﻛﺴــﺮ ﻓﻜﻢ ﺧﻠﺼﺖ ﻣﻦ ﳉﹼﺔ ﺍﻹﰒ ﻓﺎﺗﻜﺎ ﻓﺄﻟﻘﺘﻪ ﰲ ﲝـﺮ ﺍﻹﻧﺎﺑـﺔ ﻭﺍﻟﺒـﺮ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﺪ ﺃﻇﻔﺮﺗﻪ ﲟﺮﺷـﺪ ﺧﺒﲑ ﺑﺼﲑ ﺑﺎﻟﺒﻼﺀ ﻭﻣـﺎ ﻳﺒـﺮﻱ ﻓﺄﻟﻘـﻰ ﻋﻠﻴـﻪ ﺣﻠﹼـﺔ ﳝﻨﻴــﺔ ﻣﻄﺮﺯﺓ ﺑﺎﻟﻔﺘﺢ ﻭﺍﹾﻟﻴ ﻤ ِﻦ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺎ ﻓﺎﻟﻘﻮﻡ ﺑﺎﺣﻮﺍ ﺑﺴﺮﻫﺎ ﻭﻭﺻﻮﺍ ﺎ ﻳﺎ ﺻﺎﺡ ﰲ ﺍﻟﺴ ﺮ ﻭﺍﳉﻬﺮ ﻓﺰﺭ ﻭﺗﺄﺩﺏ ﺑﻌﺪ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻧﻴــﺔ ﺗﺄﺩﺏ ﳑﻠﻮﻙ ﻣﻊ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﺍﳊــﺮ ﻭﻻ ﻓﺮﻕ ﰲ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﺑﲔ ﺳﺎﻟﻚ ﻣﺮﺏ ﻭﳎﺬﻭﺏ ﻭﺣ ﻲ ﻭﺫﻱ ﻗﺒـﺮ ﻭﺫﻱ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﺎﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻛﺎﻟﺒﺪﺭ 171 ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ" ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺷﻴﺨﻲ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇ ﹼﻥ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺮﺑﺎﱐ ﲝﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﺃﻃﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﻗﺼﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺒﺚ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ: ﻋﻠــﻰ ﺍﻷﻗــﺪﺍﻡ ﻗــﺪﻡ ﺣــﺎﺯ ﺍﻟﻜـﻤﺎﻝ ﺧـﺘـــﻢ ﻛــﻮﺯﻩ ﻟﻠـﻔﺎﺿــﻲ ﺗــﻢ ﰲ ﺣﻀـــﺮﺓ ﺍﳌـﻠــﻢ ﻏـﻮﺛﺎ ﻛـﺒﲑﺍ ﻳـﺎ ﺃﺣﺒـﺎﺏ ﺭﺷﻴــﺪﺍ ﻣــﺎ ﻋـ ﹼﻄــﺎﺏ ﻟﻠــﻪ ﻓﺎﺗــﺢ ﺍﻟﺒــﺎﺏ ﺗﻌﻠﻴــﻢ ﺳﻨــﺔ ﻭﻛـﺘـﺎﺏ ﺑﺸﺮﺍﻛــﻢ ﻳــﺎ ﺇﺧـﻮﺍﻥ ﻛﺸﻴــﻒ ﻏــﻮﺙ ﺍﻟﻐـﻴﺜﺎﻥ ﻣــﻦ ﺭﺑــﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺸـﺄﻥ ﺇﺭﺷـﺎﺩﻩ ﺍﳌـﺎ ﻭﺳــﺨــﺎﻥ ﻓﻜﻨﺄ ﻭﳓﻦ ﻧﺼﺤﺒﻪ ﰲ ﻗﻠﹼﺔ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ،ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ،ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺃﺿﺮﺣﺔ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻭﻗﺒﺎﻢ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﱄ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻛﺬﺍ ،ﻓﻴﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﲑ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻓﻌﻠﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻵﻥ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻓﲑﻓﻌﻨﺎ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﰲ ﺍﳊﲔ ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻟﻨﺎ ،ﻭﳓﻦ ﺍﻟﺜﻠﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭﻧﻈﲑ ﺫﻟﻚ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻲ ﻭﺍﻟﻄﲑﺍﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﳓﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺇﻥ ﺃﺧﻮﻙ ﻓﻼﻥ ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻄﻲ ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ،ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﺧﻠﻮﺓ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺐ ﻭﺿﲎ ،ﻓﻠﻮ ﺟﺎﺀﱐ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻜﺬﺍ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻗﻞ ﻣﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﺻﺒﻌﻚ ،ﻓﻤﺎ ﺃﲤﻤﺖ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ 172 ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺇﻻ ﻭﻗﺎﻝ ﱄ :ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﻗﻒ ﺃﺿﻊ ﺭﺟﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻵﻥ ﺃﻣﺎﻣﻲ ،ﻓﻨﻠﺖ ﺍﻟﻄﻲ ﰲ ﺩﻗﺎﺋﻖ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻟﻮ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻵﻥ ﺃﺿﻊ ﺭﺟﻠﻲ ﰲ ﻗﺪﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺟﻮﺍﺭ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻟﻔﻌﻠﺖ، ﻭﻟﻮ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺿﻊ ﺭﺟﻠﻲ ﰲ ﺍﶈﻴﻂ ﻣﻊ ﺣﺪ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻟﻔﻌﻠﺖ. ﻂ ﻏﺮﺑﺎ ﺑﻌﻴ ﺪ ﺟﺪﺍ ،ﻭﺍﻟﻜﻌﺒ ﹸﺔ ﻗﺮﻳﺒ ﹲﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺍﶈﻴ ﹶ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﺎﻟﻒ؟ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇ ﹼﻥ ﺍﹾﻟ ﹶﻜ ﻌﺒ ﹶﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻮﻫﺎ ﻗﺪ ﻡ ،ﺍﺣﺘﺮﺍ ﻣﺎ ﻭﺗﺄﺩﺑﺎ ﻣﻊ ﺑﻴﺖ ﺍﷲ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻟﻮﺿﻌﺖ ﺭﺟﻠﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻗﺪ ﻣﺎ ﻭﺍﺣ ﺪﺍ. ﰒ ﺇ ﱠﻥ ﺍﻟﻄﲑﺍﻥ ﻟﻮ ﺃﺭﺩﺗﻪ ﻟﻮﺿﻌﺖ ﻗﺪﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻼﰐ ،ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻋﻠﻤﻨﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﻄﺮﺕ ﺇﱃ ﻱ ﺟﻬﺔ ﺍﺭﻳﺪ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻭﺟﻴﺰ. ﺃ ﻭﲢﻀﺮﱐ ﺍﻵﻥ ﻗﺼﺔ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﱄ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﲑﺍﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳋﻨﺠﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻦ ﺑﻘﺮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﱘ ،ﻗﺎﻝ ﱄ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺿﺎﻋﺖ ﱄ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ، ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺃﲝﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻣﻊ ﺭﻓﻴﻖ ﱄ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻜﱪﱐ ﺳﻨﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻋﻴﺪ ﺃﺑﻮ ﺷﺎﻳﺔ، ﺟﺮﺍﺭﻱ ﺍﻷﺻﻞ ،ﻭﻫﻮ ﺻﺪﻳﻖ ﱄ ،ﻓﻤﺮﺭﻧﺎ ﲟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳋﻨﺠﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻇﻬﺮﺍ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﺼﺎﺣﱯ ،ﻧﺴﺘﻄﻌﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭﻧﺴﺘﺠﻢ ﻗﻠﻴﻼ: ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻧﺬﻫﺐ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺑﻘﺎﺭﻧﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﺮﻳﺪﻩ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻮ ﻋﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﻷﺧﺮﻧﺎ. ﻭﻓﻌﻼ ﺩﺧﻠﻨﺎ ﺧﻠﻮﺓ ﻣﻦ ﺧﻠﻮﺍﺗﻪ ـ ﻃﻌﻤﻨﺎ ﻭﺷﺮﺑﻨﺎ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻨﻀﻊ ﺍﻟﺴﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺑﺘﻴﻨﺎ ﻓﺄﺗﺎﻧﺎ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳋﻨﺠﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻜﻢ :ﻏﲑ ﻣﺴﻤﻮﺡ ﻟﻜﻢ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ. 173 ﻓﺮﺟﻌﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﰒ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ :ﻗﺎﻝ :ﺍﺗﺒﻌﻮﱐ ﻓﺘﻌﺒﻨﺎﻩ ،ﻓﺄﺩﺧﻠﻨﺎ ﺧﻠﻮﺓ ﺎ ﺷﺒﺎﺑﻴﻚ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﰒ ﻗﺎﻝ :ﺃﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﻔﺮﺵ ﺍﻟﻮﺛﲑ ،ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻘﻮﻝ :ﲡﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﱪﺵ ،ﰒ ﺧﺮﺝ. ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﱯ :ﻗﺪ ﻭﺿﺢ ﺃﻣﺮﻧﺎ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺳﺘﺮﻯ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻏﺮﺏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﱂ ﻧﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﱴ ﻏﺎﺑﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ،ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﱠﻠﻴﻞ ﻭﺩﺟﻦ ،ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﺍﻷﺧﲑ ،ﻭﺻﺎﺣﱯ ﻳﻨﺎﻡ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﻼﺓ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻗﺪ ﺗﺮﺑﻊ ﰲ ﻣﺼﻼﺓ ﰒ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺘﺮﺑﻌﺎ ﺣﱴ ﺣﺎﺫ ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ ،ﻓﺪﺍﺭ ﲜﺴﻤﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻃﺎﺋﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻌﻪ ،ﰒ ﺧﺮﺝ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎﻙ ﻃﺎﺋﺮﺍ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺪﺧﻞ ﺑﺸﺒﺎﻙ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ،ﰒ ﺟﺎﻝ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﻃﺎﺋﺮﺍ ﻓﻬﺒﻂ ﺃﻣﺎﻣﻲ ،ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺳﺄﻟﲏ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻣﻜﺎﺷﻔﺔ ،ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻌﻬﺪ؟ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺃﰊ ﺳﺒﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺟﺪﻙ. ﻓﺘﺤﺎﺩﺛﻨﺎ ﲝﺪﻳﺚ ﻃﻴﺐ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﰒ ﺗﺮﺑﻊ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻓﺎﺭﺗﻔﻊ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﺣﱴ ﻋﻼ ﻓﺄﺩﺍﺭ ﲜﺴﻤﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﰒ ﺧﺮﺝ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎﻙ ﻃﺎﺋ ﺮﺍ ،ﻓﺪﺧﻞ ﰲ ﺧﻠﻮﺗﻪ ﻃﺎﺋﺮﺍ. ﻓﻌﻨﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻃﻠﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳋﻨﺠﺮ ﺍﻟﺬﹼﻫﺎﺏ .ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ،ﻭﺍﺑﻨﺘﻚ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻉ ،ﺗﻠﺪ ﺣﻮﺍﺀ ﲰﻴﺔ ﺑﻨﺘﻚ ﺣﻮﺍﺀ، ﻳﻌﲏ ﺑﺎﺑﻨﺘﻚ ـ ﺍﺑﻨﺘﻪ ،ﺃﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻨﱵ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﲰﻬﺎ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ، ﻓﻤﻜﺜﻨﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﺃﺗﺖ ﺑﺒﻨﺖ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﲰﻮﻫﺎ ﺣﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ. 174 ﻭﺍﻷﻏﺮﺏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻛﺘﺐ ﺛﻼﺛﺔ ﺧﻄﺎﺑﺎﺕ ﻭﻗﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺧﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ﺇﱃ ﺃﻭﻻﺩﻙ ﺳﻼﻣﺎ ﻣﲏ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺭﺟﻮﻋﻚ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻌﻨﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎﻫﺎ ﻫﻜﺬﺍ ،ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻷﻭﻻﺩﻱ ،ﻭﺁﺧﺮ ﻻﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻻﺩﻩ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﹸﻓﺘﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺣﺼﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﳍﻢ ﺍﲰﺎ ﺍﲰﺎ ،ﻭﱂ ﻳﻨﺴﻰ ﺃﺣ ﺪﺍ ،ﻭﺍﻷﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﱐ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﺑﻨﺔ ﺃﺧﱵ ﺣﺒﹶﻠﻰ ﻓﻮﺟﺪﺎ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﰲ ﻏﻴﺎﰊ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳋﻨﺠﺮ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺍﺳﻢ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩﺓ ﻭﺃﻣﻬﺎ ،ﻓﻌﺠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻐﻴﺐ. ﻓﻠﻤﺎ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﺧﱪﺗﻪ ﲟﺎ ﺣﺪﺙ ﱄ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﻃﲑﺍﻥ ﻭﻛﺸﻒ .ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻧﻪ ﻗﻄﺐ ﻓﺮﺩﺍﱐ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻨﻪ ﺫﻟﻚ. ﻭﻗﺎﻝ ﱄ ﺷﻴﺨﻲ ﻭﺳﻨﺪﻱ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺇﻧﻪ ﰲ ﺳﻔﺮﻩ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻣﻨﻔﺮ ﺩﺍ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻤﺎﺭ ﲣﺮﺝ ﻃﺎﻓﻴﺘﻪ ﻋﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺗﻘﻒ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ،ﻭﻛﻨﺖ ﻻ ﺃﻣﺪﺩ ﳍﺎ ﻳﺪﺍ ﻷﻣﺴﻜﻬﺎ ﺑﻞ ﺗﺴﲑ ﻣﻌﻨﺎ ﰲ ﳏﺎﺫﺍﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﲪﺎﺭ ﻻ ﻫﻮﺍﺀ ﻳﺮﻓﻌﻬﺎ ﻭﻻ ﺟ ﻦ ﳝﺴﻜﻬﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﻮﺟﻬﻨﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﻥ ﻣﺴﺎﺱ ﳍﺎ. ﺴﺎ ﰲ ﻭﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺘﻨﻒ ﻛﻞ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﺎﻟ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ :ﺃﺩﺧﻞ ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ،ﻓﺄﻗﻮﻝ ﳍﻢ ﺃﺗﺮﻛﻮﻩ ،ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻌﻠﻖ ﺑﺎﳉﻮ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺳﻴﺎﺟﺎ ﻣﻀﺮﻭﺑﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻘﺪﺭ ﺫﺭﺍﻉ ﺑﺎﳉﻬﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ ،ﻻ ﳜﺘﺮﻗﻪ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺑﻞ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻫﻮﺍﺀ ﻃﻠﻘﺎ. 175 ﻭﻗﺪ ﶈﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﺃﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻷﺭﺽ ﺫﺭﺍﻋﺎ ﻛﺎﻣﻼ ،ﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﳛﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺧﺪﻣﺘﻨﺎ ،ﻭﷲ ﺩ ﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻓـﻼ ﺗـﺮﺿﻰ ﺑـﻐﲑ ﺍﷲ ﺑـﻘﺎﺀ ﻭﻛـﻦ ﺃﺑـﺪﺍ ﺑﻌﺸـﻖ ﻭﺍﺷﺘﻴـﺎﻕ ﺗﺮﻯ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﻐـﻴﺐ ﺫﺍ ﻋــﻴﺎﻥ ﻭﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﻮﺻـﺎﻝ ﻭﺑﺎﻟﺘــﻼﻕ ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻗﻤﻨﺎ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﳓﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﺑﻜﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﺍﲡﻬﻨﺎ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﱀ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺮﺣﺐ ﺑﻨﺎ ،ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ،ﻭﰲ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﻋﻘﺪﻧﺎ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ ،ﻓﺪﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳊﻠﻘﺔ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺤﺒﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻛﺎﺭﻳﻖ ﳚﺮﻩ ﺑﺎﻷﺭﺽ ،ﻭﻳﺘﻨﺎﺛﺮ ﺍﳉﻤﺮ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ، ﻓﺎﻋﺘﺮﺕ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻛﺎﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻔﻲ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ،ﻭﻛﺜﲑ ﻏﲑﻫﻢ ،ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﻳﺪﻭﺳﻮﻥ ﲨﺮﻩ ﺑﺄﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ،ﻓﻼ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ،ﻭﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻣﻪ ﺑﺎﳊﺎﻝ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﳌﺮﰊ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺎﻢ ،ﻓﺨﺮﺟﻨﺎ ﻭﻏﺎﺩﺭﻧﺎ ﻣﺴﻴﺪﻩ ﻏﲑ ﺭﺍﺿﲔ ﻣﺒﺎﺩﺭﺗﻪ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﺣﻮﺍﻟﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺧﻮﰐ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﱂ ﻳﻨﺴﻮﻩ ،ﺑﻞ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻬﺐ ،ﻓﺎﻧﺘﻬﻰ ﺃﻣﺮﻩ. ﻭﻗﺪ ﺻﺤﺒﻨﺎ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﺇﱃ ﺃﺿﺮﺣﺔ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﺪﺭ )ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ( ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻜﺒﺎﺷﻲ ،ﻣﻜﺜﻨﺎ ﻣﻊ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺷﻲ ﻭﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﺎﻣﻼ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺩﺧﻞ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺇﱃ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺷﻲ ،ﰒ ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻠﻢ ﳜﺮﺝ ﺇ ﹼﻻ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺼﺒﺢ ،ﻓﻜﻨﺄ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺤﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺨﻠﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﺿﺮﻳﺢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ 176 ﺍﻟﻜﺒﺎﺷﻲ ،ﺩﺧﻠﻨﺎ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﻭﻣﻜﺜﻨﺎ ﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ،ﻗﺎﻝ ﱄ ﺃﻳﻀﺎﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺮﺷﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻜﺎﺭ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻗﺪﻣﺎ ﰲ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺄ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺑﺴﻪ، ﻭﻫﻲ ﻋﻼﻣﺔ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻃﻠﺒﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﺫﻥ ﱄ ﰲ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﻓﺮﻓﺾ ﺑﻘﻮﻟﻪ :ﺇﻧﻚ ﻻ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﻷﻧﻪ ﻛﻤﺎ ـ ﻗﻠﻨﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ـ ﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ،ﺃﺧﺬ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﰒ ﻛﻤﻠﻪ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﻗﻄﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻄﺎﺏ ،ﻓﻘﺪ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﳊﻀﺮﺓ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﱄ :ﰲ ﺍﳊﻀﺮﺓ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺟﻠﻮﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﳝﲔ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﰒ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺷﻐﻔﻪ ﻭﺣﺒﻪ ﻟﻠﺨﻠﻮﺓ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺇﺫﻥ ،ﻗﺎﻝ ﱄ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ :ﻣﻸﺕ ﺇﺑﺮﻳﻘﲔ ﻭﺭﻛﻮﺓ ،ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﻭﻣﻜﺜﺖ ﺳﺒﻌﲔ ﻳﻮﻣﺎ ،ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻲ ،ﻭﺑﺴﻄﺖ ﺳﺠﺎﺩﰐ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ،ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺟﻠﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﻭﻫﻮ ﳚﻠﺲ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﱂ ﻳﺒﺎﺭﺣﲏ ﻟﻴﻼ ﻭﻻ ﺎﺭﺍ ﻃﻴﻠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﺣﱴ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻟﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺩﺍﻣﺴﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻛﻴﻒ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ؟ 177 ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻻ ﻃﻌﺎﻡ ﺑﺎﳋﻠﻮﺓ ،ﻭﻻ ﺭﺟﻞ ﳛﻮﻡ ﺣﻮﳍﺎ ﺇﻻ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﺎﺭﻳﻖ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻭﻛﻨﺖ ﺁﺧﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﺮﻋﺎﺕ ،ﻭﺃﺗﻮﺿﺄ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻤﻞ ﻣﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﺎﺭﻳﻖ ﺇﱃ ﺯﻣﻦ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﻣﺪﺓ ﺳﺒﻌﲔ ﻳﻮﻣﺎ. ﺲ ﺑﺒﻌﺾ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺴﻢ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻛﻨﺖ ﺃﺣ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﺿﺎﺀﺕ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﺿﻮﺀﺍ ﻗﻮﻳﺎ ،ﻓﻴﻤﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﺼﺤﺒﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺧﺮﺟﺖ ،ﻭﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳚﻠﺲ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﱂ ﻳﺒﺎﺭﺣﲏ ﻭﻻ ﳊﻈﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ. ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﱄ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﺩﺧﻞ ﻋﻠ ﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﳉﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺘﺎﻓﻬﻢ ﺩﺑﺎﺑﲑ ﺗﻠﻤﻊ ﳌﻌﺎﻧﺎ ﺷﺪﻳ ﺪﺍ ،ﻓﺴﺄﻟﻮﱐ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺒﻬﻢ ،ﻭﺃﺣﻀﺮﻭﺍ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻭﺧﺰﻧﺎ ﻵﺧﺬﻫﺎ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﻭﻫﻢ ﻳﻌﻄﻮﱐ ﻛ ﹼﻞ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﻱ ﻭﻗﺖ ،ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺒﻬﻢ ،ﻭﱂ ﺃﺗﻜﻠﹼﻢ ﻣﻌﻬﻢ ،ﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ،ﻭﰲ ﺃ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﻈﲑ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺒﻬﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﻳﺄﺳﻮﺍ ﻣﲏ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﰒ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﺍﻷﻋﻈﻢ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺻﻮﻟﺔ ـ ﻫﺬﺍ ﻭﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳚﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺼﻼﺓ ﻭﻳﺮﻗﺐ ﺍﳌﻮﻗﻒ ،ﻗﺎﻝ ﱄ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﳉﻨﻮﻥ ﻭﺍﳌﻠﻮﻙ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻗﺒﻼ ﺟﺎﲦﲔ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﻬﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻠﻚ :ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻙ ﺎ؟ ﺍﻧﺘﻬﺮﱐ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺷﺪﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺮﺭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﳋﺮﻭﺝ ،ﻓﻠﻢ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﱂ ﳜﻔﲏ ﻛﻼﻣﻪ ،ﻭﱂ ﺃﻧﺰﻋﺞ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻭﺣﱴ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﱂ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﺃﻭ ﺃﻟﻔﻆ ﻏﲑ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻳﺌﺲ ﻣﲏ ﺭﻓﻊ ﺳﻮﻃﺎ ﻛﺎﻥ ﳛﻤﻠﻪ ﺑﻴﺪﻩ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻓﺮﻗﺘﺎﻥ ،ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻬﻮﻱ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﻤﻲ ﺿﺮﺑﺎ ،ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺘﻬﺮﻩ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺮﺓ ﻗﻮﻳﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺼﻼﺓ ﺑﻘﻮﻟﻪ :ﺍﺿﺮﺏ ﻟﺘﺮﻯ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺪﺙ ﻟﻚ ،ﻓﺠﺜﻰ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﻭﺫﻛﺮﺍ ،ﰒ ﺃﺧﺬ ﳛﺒﻮ 178 ﳓﻮﻱ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﳌﻠﻮﻙ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺤﺒﻮﻩ ،ﻓﺄﻣﻠﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺇ ﹼﻻ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ،ﰒ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﻫﻢ ﳑﻠﻮﻛﲔ ﱄ. ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺍﻋﺘﻜﺎﰲ ﺳﺒﻌﲔ ﻳﻮﻣﺎ ﺻﻴﺎﻣﺎ ﻭﻗﻴﺎﻣﺎ ،ﻭﻛﻨﺖ ﺧﻔﻴﻔﺎ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻻ ﺃﻓﺘﺮ ،ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﺻﻠﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﺭﻛﻌﺔ ﰲ ﻓﻮﺭ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ. ﰒ ﺧﺮﺟﺖ ﻓﺎﻟﺘﻒ ﺣﻮﱄ ﺃﻫﻠﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ ،ﻭﲪﺪﻭﺍ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﱵ ﺑﺎﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﻣﻌﺎﰱ. ﰒ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻜﺜﲑ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺇﱃ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﱐ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﻬﺐ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺃﻧﺎ ﱂ ﺁﺫﻥ ﻟﻚ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﻓﺴﻜ ﺖ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﺴﺎﳏﲏ. ﻗﺎﻟﺖ ﱄ ﺃﺧﺘﻪ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺣﻮﺍﺀ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺴﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻗﺪ ﺻﺤﺒﺘﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻔﺮﺓ ﻭﲰﻌﺖ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻣﺴﺎﳏﺘﻪ ﻟﻪ ،ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﺄﰐ ﺑﻮﺭﻗﺔ ﻓﺄﻣﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺎ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪﻙ ﺯﻳﺎﺩﺓ ،ﻭﻳﻌﲏ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﱂ ﺃﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ،ﻓﺤﻜﻤﲏ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﲟﺮﺽ ﺍﳉﺪﺭﻱ ،ﻓﺄﺻﺎﺑﲏ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻓﻘﻂ ،ﺣﻴﺚ ﱂ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻷﻧﻪ ﺟﺪﺭﻱ ﺣﻜﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻗﺪ ﻭﺿﻌﻮﱐ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺃﺑﻴﺾ ،ﻭﺯﻭﺟﱵ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ ﺍﳌﺼﺎﺑﲔ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﻃﻮﺏ ﺃﲪﺮ ،ﰒ ﺃﺧﺬﺕ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ـ ﻭﻫﻢ ﺭﺍﻛﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﻮﻝ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﰲ ﺷﻜﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺣﱴ ﺷﻔﺎﻧﺎ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺮﺽ. ﻗﺎﻝ :ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﻣﺮﻳﺾ ﻣﺮﺑﻮﻁ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ،ﻓﻘﻠﺖ ﳍﻢ :ﺃﺧﺮﺟﻮﻩ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﺍﺭﺑﻄﻮﻩ ﺧﺎﺭﺟﺎ. 179 ﻓﻘﻠﺖ ﳍﻢ ﻭﱂ؟ ﻗﺎﻝ :ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻷﺻﻴﺐ ﲟﺮﺽ ﺍﳉﺪﺭﻱ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺣﺼﺮ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﺮﺽ ﻟﺌﻼ ﻳﻨﺘﺸﺮ. ﻗﻠﺖ :ﻓﺈﻥ ﺍﳌﱰﻝ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺍﳌﺒﲏ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺏ ﺍﻷﲪﺮ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻣﻮﺭ ﻏﻴﺒﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻫﻠﻬﺎ. ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﰎ ﻟﺸﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ،ﻓﻘﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﻟﻪ ﳑﻠﻜﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﳉ ﻦ ﲢﺖ ﺇﻣﺮﺗﻪ ﻭﻴﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺒﻌﺾ ﺫﻟﻚ ﺁﻧﻔﺎ ،ﻓﻜﺜﲑﹰﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺗﻴﻪ ﺍﳉﻨﻮﻥ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﻗﻀﺎﻳﺎﻫﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺑﲏ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻭﺳﻨﻌﺮﺽ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﻗﺎﺩﻡ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻪ ﻋﻠﻤﺎ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺪﺍﱐ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﻢ ﻭﺣﻮﺍﺋﺠﻬﻢ ،ﻛﺎﻥ ﻗﺎﻗﻀﻴﺎ ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﻭﷲ ﺩ ﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻳﺎ ﺳــﺎﻗﻲ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﺷــﺬﺍﻩ< < ﺍﻟﻜــﻞ ﳌﺎ ﺳﻘﻴﺖ ﺗــــﺎﻩ ﺴــﻜﺮ ﻓﻴﻚ ﻃﺎﺑــﻮﺍ< ﻭﺻــﺮﺣﻮﺍ ﺑﺎﳍــﻮﻯ ﻭﻓﺎﻫﻮ ﻏﺎﺑﻮﺍ ﺑﺎﻟ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﻳﻒ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺑﺪﺍ ﻟﻚ ﺳﺮ ﻃﺎﻝ ﻋﻨﻚ ﺍﻛﺘﺘﺎﻣــﻪ ﻭﻻﺡ ﺻﺒﺎﺡ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺖ ﻇﻼﻣـﻮ ﻓﺄﻧﺖ ﺣﺠﺎﺏ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻦ ﺳﺮ ﻏﻴﺒﻪ ﻭﻟﻮﻻﻙ ﱂ ﻳﻄﺒﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺘﺎﻣــﻮ ﻓﺈﻥ ﻏﺒـﺖ ﻋﻨﻪ ﺣ ﱠﻞ ﻓﻴﻪ ﻭﻃـﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﺐ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﳌﺼﻮﻥ ﺧﻴﺎﻣﻮ ﻭﺟﺎﺀ ﺣﺪﻳﺚ ﻻ ﳝﻞ ﲰـﺎﻋــﻮ ﺷـﻬﻲ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻧﺜـﺮﻭ ﻭﻧـﻈـﺎﻣﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﲰـﻌﺘﻪ ﺍﻟﻨـﻔﺲ ﻃﺎﺏ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ ﻭﺯﺍﻝ ﻋـﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﳌﻌﻨﻰ ﻏـﺮﺍﻣﻮ 180 ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻓﻄﺎﻣﻪ ﻋﻨﺪ ﺷﻴﺨﻪ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺭﻓﻴﻘﻪ ﻭﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻮﰲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻧﺲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻻ ﻳﻌﻘﺪ ﺃﻣﺮﺍ ﻭﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﺇ ﹼﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻪ ،ﳌﺎ ﻳﺄﻧﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﳊﺼﻴﻒ ،ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﻴﺎﺳﺔ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺭﺣﻞ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻣﻨﺬ ﺻﺒﺎﻩ ،ﻭﺃﻇ ﻦ ﺇﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ ،ﻓﺄﻣﺴﻜﻪ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺃﻣ ﻲ ﻭﺃﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﳘﻼ ،ﺑﻞ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﺮﺑﻪ ﺃﻭﻻ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻟﻔﻘﻴﻪ ﻳﻌﻠﹼﻤﻪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻭﺳﺘﲔ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺣﻔﻈﺎ ﻭﻓﻬﻤﺎ ،ﹼﰒ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ، ﻓﻴﻘﺮﺋﻪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻌﺸﻤﺎﻭﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ،ﻟﻴﻌﺮﻑ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻃﻬﺎﺭﺗﻪ ﻭﺻﻼﺗﻪ ،ﰒ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﹼﺪ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺣﻔﻆ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﺍﻷﻣﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻳﺔ ،ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻳﺴﻠﻤﻪ ﻟﻔﻘﻴﻪ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﻔﺤﻈﻪ ﺑﻌﺾ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻭﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ،ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﻜﻞ ﺃﻣﻲ ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ. ﰒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺍﻷﻭﺭﺍﺩ ﻟﻴﺠﺘﻬﺪ ﰲ ﻃﺎﻋﺔ ﺭﺑﻪ ﻣﻊ ﻣﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﺜﻠﺚ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﻔﻘﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻠﹼﻢ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ) :ﳓﻦ ﻭﺃﻧﺖ ﺇﺧﻮﺍﻥ ﰲ ﺍﷲ ،ﲡﻤﻌﻨﺎ ﻣﻌﻚ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ ،ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ( ،ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺧﱪﱐ ﻭﺍﻟﺪﻱ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﻴﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺟﺘﻤﻌﻨﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎﻫﻢ ﳛﻔﻈﻮﻥ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ،ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ،ﻛﻠﹼﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﺻﻼﺡ ﻇﺎﻫﺮ ﺑﱪﻛﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﹼﰎ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ،ﻣﻦ ﺑﻠﻮﻍ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ،ﻭﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﻓﻄﻤﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻋﻦ ﺧﺪﻣﺘﻪ، 181 ﻭﲤﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﺃﺭﺳﻠﻪ ﳌﻮﻃﻨﻪ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻧﺎﺋﺒﺎ ﻋﻨﻪ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺣﻮﺍﺋﺞ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﳍﻢ ﰲ ﺍﷲ ،ﻭﻋﻼﺝ ﺍﳌﺮﺿﻰ ،ﻓﺄﻭﻝ ﻣﺎ ﺑﺪﺃ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﻥ ﺃﻭﻗﺪ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻭﻣﻦ ﹼﰎ ﺎﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓ ﺞ ﻭﺻﻮﺏ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺑﺮﻛﺘﻪ ،ﻭﻗﻀﺎﺀ ﺣﻮﺍﺋﺠﻬﻢ ،ﻓﻘﺼﺪﻩ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻜﺎﻥ ﳎﻠﺴﻪ ﻋﺎﻣﺮﺍ ،ﺗﻌﻤﻪ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﷲ ﻭﺷﺮﻋﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺪﻭﻣﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ،ﻛﺎﻥ ﻛﻌﺒﺔ ﳏﺠﻮﺑﺔ ﻷﻧﻪ ﲝﺮ ﰲ ﺍﻟﻜﺮﻡ ،ﻭﻗﺪ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ،ﻭﺛﺮﻭﺓ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ،ﻛﺎﻥ ﳝﺘﻠﻚ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻮ ﻋﻦ ﺍﻷﻟﻒ ﺑﻘﺮﺓ ،ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺄﻥ ﻭﺍﻹﺑﻞ ،ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﺴ ﻐﺒ ٍﺔ ﻓﻤﻦ ﺃﻋﻴﺎﻩ ﺑﺎﻟﺒﻘﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﺑﺎﻟﻨﻘﻮﺩ ،ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻓﻚ ﺭﻗﺒﺔ ﻭﺣﻞ ﻣ ﺍﻟﻔﻘﺮ ،ﻭﺃﻗﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﻧﻔﻘﺔ ﻋﻴﺎﻟﻪ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺑﻘﺮﺓ ﺣﻠﻮﺑﺎ ..ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺳﻨﲔ ﻋﺠﺎﻑ ﻭﺯﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺑﻘﺮﺓ ﺣﻠﻮﺏ ،ﻟﺘﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﲣﻄﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﱂ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﺑﺈﺭﺟﺎﻋﻬﺎ ﺣﱴ ﻣﻜﺜﺖ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺳﻨﲔ ،ﻭﺣﱴ ﻛﺜﺮ ﻧﺴﻠﻬﺎ ﻭﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ،ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﺄﺭﺟﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳝﺘﻠﻜﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺴﻂ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺯﻗﻪ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻇ ﻦ ﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺟﻌﻮﺎ ﺣﱴ ﺻﺎﺭﺕ ﺑﻘﺮﺍ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻧﺴﻲ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﳍﻢ ﺭﺯﻗﺎ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﺭﺟﻌﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻮﺭﺛﺘﻪ. ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻭﺩ ﻣﻀﻮﻱ ﰲ ﺳﻨﲔ ﺍﺎﻋﺔ: )ﺇ ﹼﻥ ﺍﳉﻨﺔ ﳑﻄﻮﺭﺓ ،ﻭﻣﺎ ﺯﺭﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻛﺴﺮﺓ ﻭﺇﺩﺍﻡ(. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ :ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ) :ﺑﺮﺍ ﺟﻌﻔﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﰲ ﺯﻭﻝ ﺑﻘﺪﺭﻫﺎ(. << << << 182 < < < < < < < < < < < < < < ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻣﺘﻼﻛﻪ ﺍﳉﻦ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻗﻄﺮﺍﺕ ﻣﻠﻮﻧﺔ < < < < < < < < < < < < < < < < < < 183 ﺍﻣﺘﻼﻛﻪ ﺍﳉﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺗﺒﲔ ﻟﻨﺎ ﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺍﻣﺘﻼﻛﻪ ﻟﻠﺠﻦ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ :ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﺑﺎﺕ ﺑﺎﻟﻌﻠﻘﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻭﻻﺩ ﺟﺮﻭ ،ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﺍﻷﺧﲑ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﹶﻓ ﺮ ﺩ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ ،ﻭﺳﱠﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺳﺄﻟﻪ ﺃﻳﻦ ﻛﻨﺖ؟ ﻗﺎﻝ :ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺃﻃﻠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺳﺄﺣﺮﻕ ﳏﻄﺔ ﺃﻡ ﻛﻮﻳﻜﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺎ ﳏﺎﺻﻴﻞ ﻛﺜﲑﺓ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﻓﻮﻝ ﻭﺩﺭﺓ ﻭﲰﺴﻢ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻣﻊ ﻗﻀﻴﺐ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ﻟﻠﺸﺤﻦ ﻣﻊ ﻛﱪ ﺣﺠﻤﻬﺎ ،ﺗ ﺮﻯ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ،ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻵﻻﻑ ،ﺗﻘﺪﺭ ﲟﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﺍﻻﺕ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻗﻠﺖ ﻟﻠﺠﲏ :ﺃﺩﺧﻞ ﻷﺗﻔﺎﻛﺮ ﻣﻌﻚ. ﻗﺎﻝ :ﻻ ﺃﺩﺧﻞ ﺧﻮﹰﻓﺎ ﻣﻨﻚ ﻓﺮﺍﻭﺩﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺮﻓﺾ ،ﰒ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﲟﺤﻄﺔ ﺃﻡ ﻛﻮﻳﻜﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻌﻠﻴﲔ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ،ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﲪﻴﻤﺔ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ـ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﺃﺧﱪﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﲞﱪ ﺍﳉﲏ ،ﻭﺇﻧﻪ ﺳﻴﺤﺮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﻄﺔ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺇﺑﻌﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﺻﻴﻞ ﻟﺌﻼ ﺗﺤﺮﻕ ،ﻭﺃﻥ ﳜﱪﻭﺍ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﻪ ﳏﺼﻮﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﺃﻥ ﳛﺮﻛﻪ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ. ﻭﰲ ﺿﺤﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻳﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺟﻮﺍﻻﺕ ﺍﶈﺎﺻﻴﻞ ،ﻓﻬﺮﻋﻮﺍ ﳓﻮﻩ ﻹﻃﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﻓﺎﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﰲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﳏﻞ ،ﰒ ﺍﻧﺒﻌﺚ ﺍﻟﱠﻠﻬﺐ ﻳﻠﺘﻬﻢ ﺍﶈﺎﺻﻴﻞ ،ﻓﻤﻜﺚ ﺍﻟﺪﺧﺎﻝ ﻭﺍﻟﻠﻬﺐ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﺣﱴ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺎﺻﻴﻞ. ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻥ ﺑﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺮﻛﺰ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ ﻳﺘﻘﺎﺿﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ ﻭﺑﻪ ﻋﺴﻜﺮ ﻛﺜﲑﻭ ﺍﻟﻌﺪﺩ ،ﻭﻛﺘﺒﺔ 184 ﻭﻣﻮﻇﻔﲔ ﻭﻋﻤﺎﻝ ﻛﹼﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻫﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﳍﻢ ﺣﺮﻛﺔ ﺩﺅﻭﺏ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳉﻨﻴﺔ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻛﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ؟ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻳﺮﺍﻫﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﲑﺓ. ﻗﺎﻟﺖ ﱄ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ :ﺇﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﺃﺧﱪﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻠﻘﺎﺩﻣﲔ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻥ ﺍﳉ ﻦ ﺃﺧﱪﻩ ﺍﻵﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻫ ﺪﻡ ﻋﺪ )ﺁﺑﺎﺭ( ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻯ ﺍﳉﻮﺍﻣﻌﺔ ﻭﱂ ﻳﺘﺮﻙ ﳍﻢ ﻣﺎﺀ ﻓﺈﻢ ﺳﻴﺄﺗﻮﻧﻪ ﻟﻴﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﳍﻢ ﺃﻥ ﳜﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺼﻴﺒﺔ ،ﻭﻓﻌﻼ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ. ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﳜﱪﻭﻧﻪ ﺑﺄﻥ ﻣﺎﺀﻫﻢ ﻗﺪ ﻧﻔﺪ ،ﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﻗﺪ ﺃﺗﺎﱐ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ،ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻜﻢ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﳐﺮﺟﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻃﻌﻤﻮﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﺋﻢ ﻭﺷﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻴﻀﻌﻮﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﺪ ،ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ،ﻭﻗﺪ ﰎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﱪﻛﺘﻪ ﻭﺟﺎﻫﻪ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻪ. ﻗﺪ ﺣﺪﺙ ﺃﻥ ﻧﺎﺭﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﺠﺄﺓ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻓﺮﻗﺎﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻲ ﺑﺄﻡ ﻫﺎﱐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻃﻌﺎﻡ ﺇﻓﻄﺎﺭ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﺪﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺮﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻹﲬﺎﺩﻫﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ،ﻇ ﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺭﻋﺎﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻫﻢ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻨﺎﺩﻭﻫﻢ ﰲ ﺍﳊﲔ ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻨﺎﺯﻝ ،ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﳉﻦ. ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﺫﻫﺐ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻨﺎ ،ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻟﻌﺸﺎ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﹸﻠﻮ ﻩ ﻭﺳﻠﹼﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺭﺟﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺩ ﻣﻨﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻦ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻭ ﻭﺃﺧﱪﻭﻩ ﺍﳋﱪ ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻌﻠﺔ ﺃﺗﺎﻩ 185 ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﻟﻴﻼ ﺷﺎﻛﻴﺎ ،ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺣﺮﻕ ﻧﺒﺎﺗﺎ ﻳﺴﻤﻰ )ﺃﻡ ﺻﻮﻓﺔ( ﺑﺎﻟﺒﺤﺮ ،ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺃﺣﺪ ﺃﻭﻻﺩﻩ ،ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﳉ ﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻨﻬﻢ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺮﻕ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻓﻘﺪ ﻓﻘﺄ ﻋﻴﻨﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺣﺘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺃﻋﻮﺭ، ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻲ ،ﻓﻄﻠﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳌﺒﻴﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﻟﲑﺳﻞ ﻟﻠﺠ ﻦ ﺑﺄﻥ ﳛﻀﺮﻩ ﻭﳝﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻌﻠﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ. ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﺧﱪﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍﳉﻦ ﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻃﺮﺩﻩ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺣﺮﺍﻕ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻧﺎﺭ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﳍﺎ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎ ﱂ ﳛﺼﻞ ﺇﺣﺮﺍﻕ ﻃﻴﻠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﺑﱪﻛﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻫﺬﻩ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉ ﻦ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻥ ﺯﻭﺟ ﹰﺔ ﻟﻠﻌﻤﺪﺓ ﻋﺎﻣﺮ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ،ﻋﻤﺪﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻤﻨﺎ ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺒﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻟﻮﺿﻮﻉ ،ﻭﺃ ﹼﻥ ﺟﻨﻴﺎ ﺃﺗﻰ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﺴﻠﹼﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﺄﺩﺏ ،ﺃﺧﱪﻩ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻗﺪ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻋﺎﻣﺮ )ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ( ﻓﻮﻛﺰﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻬﺎ ،ﻓﺎﻧﺘﻬﺮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ :ﻻ ﺷﻲﺀ. ﻀﺮ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﻓﻠﻤﺎ ﺣ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ـ ﻫﻞ ﻫﻲ ﺣﺒﻠﻰ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ،ﻭﺭﲟﺎ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺪ؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﳉﻨﲔ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﻤﻮﺕ ﻷﻥ ﺍﳉ ﻦ ﺃﺧﱪﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﻛﺰﻫﺎ ﰲ ﺑﻄﻨﻬﺎ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻋﺎﻣﺮ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺑﺄﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺿﻌﺖ ﻭﻟﻴﺪﺍ ،ﻭﻳﺮﻳﺪ ﳍﺎ ﲤﺎﺋﻢ 186 ﺍﳊﻔﻆ ،ﻛﺘﺒﻬﺎ ﳍﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﺎﺕ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﲏ. ﻣﺘﺄﺛﺮﺍ ﺑﻮﻛﺰﺓ ﺍﳉ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺎﻡ ﺃﻭ ﳝﺮﺽ ﻣﺮﺿﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻳﻠﺘﻒ ﺣﻮﻟﻪ ﺣﺮﺱ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻛﻢ ﻋﺪﺩﻫﺎ؟ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ،ﻭﺑﻴﺪ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴﻔﺎ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ؟ ﻗﺎﻝ :ﻳﺪﻭﺩﻭﻥ ﻋﲏ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﻕ. ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺧﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺮﺱ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻧﺎﻡ ﻻ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺃﺣﺪ ﳍﻴﺒﺘﻪ ،ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ :ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺗﲏ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﺃﻳﻘﻈﲏ ﻓﺈ ﹼﻥ ﲨﺎﻋﱵ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻚ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺫﻥ ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ ﺑﺬﻟﻚ ،ﺃﻣﺎ ﻏﲑﻫﻢ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺣﺎﻭﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﺻﻴﺐ ﺑﺄﻣﺮﺍﺽ ﺍﺳﺘﻌﺼﻰ ﻋﻼﺟﻬﺎ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺭﺛﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻧﺎﻡ ﻻ ﻳﻮﻗﻆ، ﻭﺇﺫﺍ ﺻﺎﺡ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﺣﱴ ﺾ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺍﳉ ﻦ ﰲ ﻭﻗﺘﻪ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳌﺰﻣﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﻓﻨﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺇﺣﺪﻯ ﺑﻨﺎﺗﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﱂ ﳜﱪ ﺃﺣﺪﺍ ،ﻓﺄﺧﺬ ﺇﺑﺮﻳﻘﺎ ﻭﺧﺮﺝ ﺑﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻟﻼﺳﺘﱪﺍﺀ ،ﻓﺮﺃﻯ ﺑﻌﲑﺍ ﻫﺎﺋﺠﺎ ﻳﺴﺮﻉ ﳓﻮﻩ ،ﻓﺘﺮﻙ ﺍﻻﺳﺘﱪﺍﺀ ﻭﻫﺮﻭﻝ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ ﻭﺍﳉﻤﻞ ﻳﻼﺣﻘﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻓﻠﻢ ﻳ ﺮ ﺍﳉﻤﻞ ﻭﻻ ﺷﻴﺌﺎ. ﺃﺧﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﲟﺎ ﺭﺁﻩ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻫﻞ ﻓﻌﻠﺖ ﺷﻴﺌﺎ؟ 187 ﻗﺎﻝ :ﻻ ،ﻏﲑ ﺃﱐ ﻧﻮﻳﺖ ﺃﻥ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻜﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺄﱐ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ. ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻭﺃﺧﱪﻩ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻧﻌﻢ ،ﻗﺪ ﺭﺁﻩ ،ﻭﻟﻜﲏ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﳌﺮﺍﻗﺒﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺍﻭﺩﻩ ﺳﲑﺍﻩ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ :ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻭﺩ ﻣﻀﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻴﻘﺔ ،ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﰲ ﺧﻠﻮﺗﻪ ﻭﺃﻛﺮﻣﻪ ،ﻓﻨﺎﻡ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ،ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﺧﱪ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﺄﱐ ﱂ ﺃﱎ ﻃﻴﻠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﳉﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺬﻩ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻏﲑﻱ ﳉ ﻦ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﳉﻦ ﻭﻏﺮﺍﺋﺒﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺣﻀﺮﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﻏﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ ﻭﻻ ﺃﻇ ﻦ ﺫﻟﻚ ـ ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻠﲏ ﰲ ﺧﻠﻮﺗﻪ ﻭﻻ ﳛﻀﺮ ﱄ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻭﻻ ﻣﺼﻼﻩ ﻭﻻ ﺇﺑﺮﻳﻘﻪ ،ﻭﻻ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﳝﺘﻠﻜﻪ ﻫﻮ، ﻭﺫﻟﻚ ﳍﻮﻝ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺑﻞ ﺳﺄﻧﺰﻝ ﺿﻴﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﻳﻮﻧﺲ ﻭﺃﻧﺎﻡ ﻋﻨﺪﻩ. ﺳﺄﻟﺘﻪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ـ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﳉﻦ ﻭﺃﺣﺠﺎﻣﻬﺎ ،ﻗﺎﻝ ﱄ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﳉﻦ ﻻﻳﺮﻭﻥ ﺇﻻ ﻇﻼﳍﻢ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ،ﻷ ﹼﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﳉﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻭﻳﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ،ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻓﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺭﺃﻯ ﺍﳉﻦ ﺑﺼﻮﺭﺗﻪ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﺴﻘﻂ ﻣﻐﺸﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﳊﲔ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﻠﻴﺔ ـ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻃﻊ ـ ﻓﻼ ﳝﺘﻠﻜﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﺭﺍﺫﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻷﺎ ﳒﺴﺔ ،ﻭﺣﺠﻤﻬﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻃﻮﻻ ﺇﺑﺮﻳﻘﻲ ﻫﺬﺍ ،ﻷﺎ ﻗﺼﲑﺓ ﺟﺪﺍ ،ﻭﳍﺎ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺎ ،ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺤﺒﻮﺎ ﺗﻐﻤﺴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻔﺮ ،ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺩ ﺑﺎﷲ ﻭﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺣﺠﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﲪﺮ ﲣﻠﻔﺖ ﻋﻨﻪ ﻷﺎ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻷﺭﺽ 188 ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻟﻨﺠﺎﺳﺘﻬﺎ ﻭﻗﺬﺍﺭﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻛﻤﻞ ﺣﺠﻪ ﻭﺃﺩﺑﺮ ﺭﺍﺟﻌﺎ ﺍﻋﺘﻠﺖ ﻛﺘﻔﻪ ﻭﺭﺟﻊ ﺎ ﺇﱃ ﻣﻮﻃﻨﻪ .ﻭﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺘﺐ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﻳﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺃﻧﻪ ﲟﻮﺗﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﲤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺀ ،ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ. ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ـ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﻣﺘﻼﻛﻬﺎ .ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻫﲔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺮﺩ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺃﺣﺮﻑ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻧﻜﺘﺒﻬﺎ ﲢﺖ ﺍﳌﺼﻼﺓ ﻓﺘﺄﰐ ﺭﺍﻏﻤﺔ ﻣﺴﺘﺴﻠﻤﺔ ،ﻭﺗﺄﻣﺮﻫﺎ ﲟﺎ ﺗﺮﻳﺪ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﲤﺮﺩﻩ ﻓﻼ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺳﻄﻮﺗﻨﺎ ﻭﻗﺒﻀﻨﺎ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻧﺴﻤﻊ ﺃﻥ ﲟﻨﻄﻘﺔ ﺃﻡ ﻫﺎﻧﻴﻮﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻭﺟﻨﻮﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻨﻮﻥ. ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ،ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺎ ﻧﻔﺮ ﻗﻠﻴﻞ ،ﻏﺮﺎ ﻭﺟﻨﻮﺎ ﻭﺎ ﺟﲏ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﻄﻮ ﻭﺍﻟﺒﺄﺱ ،ﻷﻧﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻓﻘﺪ ﻧﺰﻟﺖ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻣﻼﺣﻘﺎ ﺃﺑﻘﺎﺭﺍ ﱄ، ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺮﺑﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﺗﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﲏ ﻭﻣﻌﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ،ﻓﺼﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﲏ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻣﻘﲏ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺍﳌﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺮﺓ ،ﹶﻓﹶﻠ ﻤﺎ ﺃﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺰﻉ ﻣﲏ ﻭﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﻗﻂ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﺍﻟﻘﻄﻂ ،ﻓﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﻬﺮ ،ﻓﱰﻝ ﺭﺟﻞ ﻳﻮﻣﺎ ﲢﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﲏ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻇﻬ ﺮﺍ ،ﻓﻨﺎﻡ ﻓﻬﺠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﲏ ﻫﺠﻤﺔ ﻗﻮﻳﺔ ،ﻓﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﻴﻨﻪ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﺜﺮ ﺎ؟ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺍﳉﻨﻮﺏ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻭﳌﺎ ﻗﺎﻝ :ﻷﻥ ﺍﳉﻦ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﻻﺗﺮﻳﺪ ﺃﻧﻴﺴﺎ ،ﻓﻜﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ـ ﻧﺮﺣﻞ ﺑﺄﺑﻘﺎﺭﻧﺎ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻧﻄﻠﺐ ﺍﻟﻜﻸ ﻟﺮﻋﻲ ﺃﺑﻘﺎﺭﻧﺎ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﲜﻮﺍﺭ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﺎ ﻓﺮﻳﻘﺎ ﻣﻦ 189 ﻓﺮﻗﺎﻥ ﺍﳉﻦ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﰐ ﻭﻗﺖ ﺍﻷﺻﻴﻞ ،ﻭﺍﺻﻔﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ،ﺗﺪﺧﻞ ﺃﺑﻘﺎﺭ ﺍﳉﻦ ﻓﺮﻗﺎﻢ ﻭﻏﺒﺎﺭﻫﺎ ﻳﻌﺒﻖ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ،ﺣﱴ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻨﻌﺪﻡ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﲑﺓ ـ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﲦﺔ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﳉﻦ ﺧﻠﻒ ﻣﻨﺎﺯﻟﻜﻢ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺫﻫﺐ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺣﻴﻜﻢ ،ﻭﺃﺗﻰ ﺻﻮﺏ ﺣﻴﻬﻢ ﺃﻻ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺃﻭ ﻳﺼﻴﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﻗﺎﻥ ﺍﳉﻦ ،ﺃﻭ ﺍﺷﺨﺎﺻﻬﻢ ﺃﻭ ﺃﺑﻘﺎﺭﻫﻢ؟ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻻ ﻓﺈ ﹼﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻳﻨـ ﺰﻭﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺭﺓ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﺭ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ. ﻗﺎﻝ ﱄ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﺫﺍ ﻛﺜﺮ ﻣﺮﺽ ﺍﳉﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻣﻌﻪ ﻋﻼﺟﻬﻢ ﻟﻜﺜﺮﻢ ،ﻓﺈﱐ ﺃﺟﻠﺲ ﻟﻴﻼ ﻷﻧﺎﺩﻱ ﻣﻠﻜﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﳉﻦ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺻﻞ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﻴﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﱐ ،ﻓﺈﻥ ﻛ ﹼﻞ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﻳﻔﻴﻘﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻬﻢ، ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺍﳉﻨﻮﻥ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﻫﺮﺑﹰﺎ ﻡ ﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻠﻚ .ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻳﺄﺗﻮﱐ ﻭﻛﻠﹼﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃ ﹼﰎ ﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺘﺐ ﳍﻢ ﺍﳊﺠﺒﺎﺕ ،ﻭﺃﺭﺳﻠﻬﻢ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻬﻢ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺗﻌﺮﻓﻨﺎ ﺑﺴﻄﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﳉﻦ، ﻭﺍﻣﺘﻼﻛﻪ ﳍﻢ ﺑﱪﻛﺔ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﺃﺧﱪﱐ ﺁﺩﻡ ﺍﳊﺎﺝ ﻧﻮﺭ ـ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﻴﺎ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ، ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ " :ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺪ ﺳ ِﺮﹶﻗ ﻭﲝﺜﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﺎﻭﺭﺓ ﻓﻠﻢ ﳚﺪﻭﻫﺎ ،ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﳑﻦ ﺗﺮﺑﻄﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﻭﺍﳌﺼﺎﱀ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺁﺩﻡ ﺣﺎﺝ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ،ﻭﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﻠﻴﻞ ،ﻭﻏﲑﻡ ﳑﻦ ﻻ ﳛﻀﺮﱐ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺍﻵﻥ ،ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻭﻥ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻓﺎﲡﻬﻮﺍ ﺻﻮﺏ ﺃﻡ ﺑﺎﺩﺭ ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ ،ﻓﻘﺼﺪ ﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺮﻳﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﻗﺮﻯ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻭﳝﻢ ﳓﻮ ﺑﻴﺖ ﻣﻌﲔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﻪ ﺍﻟﺘﻒ ﺣﻮﳍﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﱵ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ 190 ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﻓﺴﻠﹼﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﰒ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﻣﻌﲔ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﺧﱪﱐ ﺃﻳﻦ ﲨﺎﱄ؟ ﻗﺎﻝ :ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ؟ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ :ﺃﺧﱪﱐ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﳉﻤﺎﻝ؟ ﺃﻳﻦ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ :ﺃﻱ ﲨﺎﻝ ﺗﻌﲏ؟ ﻗﺎﻝ :ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﺧﱪﱐ ﻋﻦ ﺇﺑﻠﻲ ﻭﺇﻻ ﺳﺘﺮﻯ. ﺳﻜﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻭﺍﻧﺰﻭﻯ ﺑﻨﺎﺣﻴﺔ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ ،ﻭﺗﺸﺎﻭﺭﻭﺍ ﰲ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﰒ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ :ﻻ ﺃﺧﱪﻙ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﱪﺗﲏ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ .ﻓﻘﲑ ـ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺷﻴﺦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺃﻡ ﺷﻴﺦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺃﻡ ﻋﻤﺪﺓ؟ ﻗﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﻨـﺰﻝ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺇ ﹼﻻ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ .ﺇﻥ ﺍﻹﺑﻞ ﲝﻮﺯﺓ ﺇﺑﲏ ،ﻭﻗﺪ ﺑﺎﻉ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻴﻌﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﻊ ،ﻭﺳﺄﺧﱪﻙ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﺑﻴﺾ ،ﻟﻴﻄﻠﻌﻚ ﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺑﻞ. ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﺑﲏ ،ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﳜ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺩﻋﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺍﺗﺠﻪ ﺻﻮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﺑﻴﺾ، ﻓﻮﺻﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﺍﳌﻌﲏ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇ ﹼﻥ ﻓﻼﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺑﺎﻉ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺑﻞ ،ﻭﺫﻫﺐ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ،ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﺍﻧﺘﻈﺮﻩ ﻋﻨﺪﻧﺎ. ﻣﻜﺚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ِﺑـ ﻤﻨـ ِﺰ ِﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺁﺩﻡ ﺣﺎﺝ ﺍﻟﻨﻮﺭ :ﻛﺎﻥ ﻣﻨـﺰﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳜﺮﺝ ﻟﻴﻼ ﻓﺄﲰﻊ ﺣﺮﻛﺘﻪ ،ﻓﺂﺧﺬ ﺍﻹﺑﺮﻳﻖ ﻭﺃﻋ ﺪ ﺍﻟﺪﺍﺑﺔ، ﻓﲑﻛﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺃﺗﺒﻌﻪ ﺎ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﻴﻨـﺰ ﹸﻝ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺇﺑﺮﻳﻘﻪ 191 ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻋﲏ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺃﺭﺍﻩ ﻓﻴﺠﻠﺲ ﻭﻳﺘﻮﺿﺄ ﻭﻳﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺎﺕ ،ﻭﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺻﻼﺗﻪ ﺃﺷﺎﻫﺪ ﻧﻮﺭﺍ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ،ﻓﻴﺄﰐ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﻴﻀﻲﺀ ﺳﺎﺣﺘﻪ ﻓﻴﻤﻜﺚ ﻣﻌﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﳚﻠﺴﻬﺎ ،ﻓﲑﺗﻔﻊ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ،ﻭﻳﺘﺠﻪ ﺷﺮﻗﺎ ﺣﱴ ﳜﺘﻔﻲ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺑﺮﻳﻘﻪ ﻭﻳﺄﺗﻴﲏ ،ﻓﻨﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﳌﱰﻝ ،ﻓﻨﺠﺪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻢ ﻧﻴﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ. ﻭﰲ ﻏﺪ ﻭﰲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﳔﺮﺝ ﻣﻌﻪ ﻛﻌﺎﺩﺗﻨﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻠﺴﻨﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ،ﻓﻴﻨﻬﺾ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺼﻠﻴﺎ ﺣﱴ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﳝﻜﺚ ﻣﻌﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺪﺓ ،ﰒ ﻳﺮﺟﻊ ﻛﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﺑﺎﻷﻣﺲ ،ﻓﻴﺄﺗﻴﲏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻧﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﻣﻨـﺰﻟﻨﺎ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺳﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴﻖ. ﻭﰲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﳔﺮﺝ ،ﺣﻴﺚ ﳚﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﻗﺪ ﺃﻗﺒﻞ ﻓﺄﺿﺎﺀ ﺑﺮﺣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻣﺮﺍ ﻋﺠﺒﹰﺎ ،ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳚﺜﻮ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻣﻄﺄﻃﺄ ﺭﺃﺳﻪ ،ﻭ ﺭ ﺟﹰﻠﺎ ﺫﺍ ﻋﻤﺎﻣﺔ ﻳﺮﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺱ ﻣﺴﺘﻌﻠﻴﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﺴﺎﻓﺔ ،ﻓﻤﻜﺚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺪﺓ ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﰒ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ،ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﻬﻮﻙ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻣﺘﻌﺐ ،ﻓﻌﻼ ﺍﻟﺪﺍﺑﺔ، ﻓﻠﻤﺴﺖ ﺟﺴﻤﻪ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﺎ ،ﻓﺮﺟﻌﻨﺎ ﺃﺩﺭﺍﺟﻨﺎ ،ﰒ ﺳﺄﻟﲏ ﻳﺎ ﺣﺎﺝ ﻧﻮﺭ ﻣﺎﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ؟ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻲ ﻟﻮ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻻ ﺃﺗﻜﻠﻢ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺗﺸﻜﻒ ﺍﻟﺴﺮ ﻣﺎ ﺻﺤﺒﺘﲏ. ﻗﺎﻝ ﺣﺎﺝ ﻧﻮﺭ :ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻣﲔ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻗﺪ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﺃﺿﺎﺀ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻚ ،ﻭﻟﻮﻧﻪ ﺃﺧﻀﺮ ،ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﺫﺍ ﻋﻤﺎﻣﺔ ﻳﺮﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺱ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻮﻗﻚ. 192 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺣﺎﺝ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﺇﻧﻪ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻳﺄﺗﻴﲏ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻫﻜﺬﺍ ،ﺃﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺃﻧﺖ ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻲ ﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺑﺄﻥ ﺍﳉﻤﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻜﻢ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺍﺭﺟﻊ ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻻ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻭﻻ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺷﺄﺎ ،ﻭﺳﻨﺮﺟﻊ ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﻳﺎ ﺣﺎﺝ ﻧﻮﺭ ،ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻷﻣﺲ؟ ﻗﺎﻝ :ﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﻹﺛﻨﲔ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻥ ﰲ ﻋﺼﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻹﺛﻨﲔ ﻗﺪ ﺗﻮﰲ ﺇﱃ ﺭﲪﺔ ﻣﻮﻻﻩ ﳏﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻌﺎﱄ ،ﻭﻗﺪ ﻧﻮﻳﺖ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﻷﺣﻀﺮ ﻭﻓﺎﺗﻪ ،ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﺑﲏ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ .ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻷﻛﱪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﳊﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻻﺀ ،ﱂ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻤﺮﻩ ﺑﻀﻌﺎ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻓﻤﺎﺕ ﻣﻨﺬ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺃﰊ ﺍﳌﻌﺎﱄ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻛــــﻼﻡ ﻣﺼـﺤــﻮﺡ ﳛــﻀﺮ ﻋﻨــﺪ ﻧـﺰﻉ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺳـﺆﺍﻝ ﺍﻟﻘــﱪ ﻳﺎ ﻣﺼـﻠﻮﺡ ﻳﻠﻘﻦ ﻟﻚ ﻭﺃﻧــﻮﺍﺭﻩ ﺗﻔــﻮﺡ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ :ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳉﻴﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺮﰊ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﲢﻒ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺑﺎﻷﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺬﺏ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،ﻭﺗﺮﻭﺡ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻏﺬﺍﺅﻫﺎ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﶈﻤﻮﺩ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳉﻴﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮﺽ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﰲ ﳊﻈﺔ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﺮﻭﺡ ،ﺳﻜﻨﺖ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺟﺴﻤﻪ ،ﻓﻘﻠﺖ ﺳﺒﺤﺎﻥ 193 ﺍﷲ ،ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﻛﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻠﻤﻪ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ، ﻓﺒﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﺃﻓﺎﻕ ﻭﻓﺘﺢ ﺑﺼﺮﻩ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﱄ ﻭﻗﺎﻝ :ﻳﺎﳉﻴﻠﻲ ﻗﻠﺖ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﱂ ﻳﺴﻤﻌﻚ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﱂ ﺃﻧﻄﻖ ﺑﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺷﻲﺀ ﺣﻜﻴﺘﻪ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﱂ ﻳﺴﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻻﺑﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳉﻴﻠﻲ :ﺇﻥ ﺗﻠﻤﻴﺬﺍ ﱄ ﻗﺪ ﻣﺮﺽ ،ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﺰﻉ ،ﻭﻣﻌﻪ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﻮﺕ ،ﻓﻜﻨﺖ ﺃﻟﻘﹼﻨﻪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ،ﻓﻤﺎ ﺃ ﹼﰎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺣﱴ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ،ﰒ ﻓﺎﺿﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﺪﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﲔ( ،ﻛﻼﻣﺎ ﺃﺫﻛﺮ ﻓﺤﻮﺍﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺃﺣﺘﻀﺮ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﻟﺮﺟﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻷﻣﻜﻨﻪ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻭﺗﻠﻘﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ. ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﺿﺮﻭﻥ :ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻋﺰﺭﺍﺋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻘﺒﺾ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﺰﺭﺍﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻷﻥ ﻛﻼﳘﺎ ﳐﻠﻮﻕ ﷲ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻫﻮ ﺍﷲ. ﰒ ﺗﺎﺑﻊ ﺣﺎﺝ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻗﺼﺘﻪ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﻴﺾ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﻭﳓﻦ ﺑﺎﻷﺑﻴﺾ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺟﻼﻥ ،ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ،ﻓﺴﻠﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺴﺄﻝ ﺃﺣﺪﳘﺎ :ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ؟ ﻗﺎﻝ :ﺃﻓﻌﻞ ﻫﻜﺬﺍ ،ﻓﻜﺘﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻧﻌﻢ. 194 ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺎﺩﺭﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﺄﻟﻨﺎﻩ ﻋﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺇﻤﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﳊﻲ ﺍﳉﻦ ،ﻭﷲ ﺩ ﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﺳﺮﻭﺭﻱ ﺑﻜﻢ ﺃﺿﺤﻰ ﳚﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻭﻗﺮﺑـﻲ ﻣﻨﻜﻢ ﺑﺎﳌﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻣﻌﻲ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻘﻞ ﰊ ﺍﳍﻮﻯ ﻓﻠﻲ ﺑﻜﻢ ﺷﻐﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺍﱐ ﻭﺍﻷﻟﻒ ﺳـﻮﻳﺪﺍﺀ ﻗﻠﱯ ﺃﺻﺒﺤﻦ ﺣﺮﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﺗﻄﻮﻑ ﺎ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﲡﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﺍﻟﻌﺮﻑ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﶈﺒﲔ ﺃﺻﺒﺤـﺖ ﺭﺳـﺎﺋﻞ ﺟﺎﺀﺗﻨﺎ ﺑﺮﺑـﺎ ﺟﻨﺎﺑﻜـﻢ ﻋﻮﺍﺭﻑ ﻋﺮﻑ ﻓﺎﻕ ﻛﻞ ﺷﺬﺍ ﻋﺮﻑ ﰒ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻤﺎﻝ ﻭﺃﻣﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺳﺎﺭﻕ ﻭﻣﺒﺎﻟﻎ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻋﻨﺪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﻨـﺰﻝ ،ﻭﺭﺟﻊ ﻣﻊ ﺭﻓﻘﺘﻪ ﺗﻨﻔﻴﺬﺍ ﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻓﺮﻛﺒﻮﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﳏﻄﺔ ﺃﻡ ﻛﻮﻳﻜﺔ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﺎ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳊﺎﺝ ﺍﻟﻨﻮﺭ :ﺍﺫﻫﺐ ﻭﺍﲝﺚ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﺣﻀﺮ ﺇﱃ ﺍﶈﻄﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻨﺎ؟ ﺫﻫﺐ ﺣﺎﺝ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺎﺣﻮﻧﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺎﶈﻄﺔ ،ﻓﻮﺟﺪ ﺎ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻃﺤﻦ ﺟﻮﺍﻟﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺭﺓ ،ﻓﺴﻠﹼﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﺪﻋﻮﻙ ﻟﻠﺤﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻭﻫﻮ ﳚﻠﺲ ﰲ ﺩﻛﺎﻥ ﻓﻼﻥ ـ ﺫﻛﺮﻩ ﺑﺎﲰﻪ ،ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻌﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﻫﻞ ﻫﻢ ﲞﲑ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ﺇﻻ ﳏﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻌﺎﱄ ﻗﺪ ﺗﻮﰲ ﺇﱃ ﺭﲪﺔ ﻣﻮﻻﻩ ﻋﺼﺮ ﺍﻻﺛﻨﲔ، ﻓﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﶈﻄﺔ ﺇﱃ ﻣﻮﻃﻨﻪ ﲜﺪﻳﺪ. ﺳِﺌ ﹶﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻓﻘﺎﻝ :ﺍﻟﻄﻲ ﻭﺍﻟﻄﲑﺍﻥ ﻭﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﳌﻴﺖ ﺃﻣﻮﺭ ﻫﻴﻨﺔ.ﻗﻴﻞ :ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻷﻣﻮﺭ؟ ﻗﺎﻝ :ﻳﻮﻡ 195 ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻒ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﻣﻮﻻﻙ ،ﻭﻳﺴﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻚ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻹﳍﻲ ،ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﻘﺔ ﻟﻸﻟﻮﻫﻴﺔ ،ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ. ﻗﺎﻝ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺭﲪﺔ: ﻋــﻠﻰ ﺍﻷﻗـﺪﺍﻡ ﻗــــﺪﻡ ﺣـﺎﺯ ﺍﻟﻜـــﻤﺎﻝ ﺧﺘـــﻢ ﰲ ﺣﻀــﺮﺓ ﺍﻟﻌــﻠـــﻢ ﻛــﻮﺯﻩ ﻟﻠﻔــﺎﺿﻲ ﺗـــﻢ ﻏــﻮﺛﺎ ﻛــﺒﲑ ﻳﺎ ﺃﺣـﺒﺎﺏ ﺭﺷﻴــﺪﺍ ﻣــﺎ ﻋـﻄــﺎﺏ ﻟﻠــﻪ ﻓﺎﺗــﺢ ﺍﻟﺒـــﺎﺏ ﺗﻌﻠــﻴﻢ ﺳﻨــﺔ ﻭﻛﺘـــﺎﺏ ﺑﺸــﺮﺍﻛــﻢ ﻳﺎ ﺍﻻﺧــﻮﺍﻥ ﻛﺸﻔﻴﻨــﺎ ﻏــﻮﺙ ﺍﻟﻐﻴﺜـﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﺑــﻪ ﻟــﻴﻪ ﺍﻟﺸـــﺎﻥ ﺇﺭﺷـﺎﺩﻩ ﺍﳌـــﺎ ﻭﺳﺨــﺎﻥ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ :ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎﻷﻣﲔ ،ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻠﻚ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﱃ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻨﺪﻟﱵ ﻟﺒﻴﻊ ﳏﺎﺻﻴﻠﻬﻢ ،ﺃﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻣﻌﻬﻢ؟ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ :ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﻣﻌﻚ ﺇﱃ ﺗﻨﺪﻟﱵ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺒﻐﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺣﻀﺮﻩ ﻟﻚ ﻣﻌﻲ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﻣﻌﻚ. ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻧﺎﺩﺗﲏ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺍﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻻﺗﺪﻉ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻌﻚ ،ﻷﻥ ﺍﳌﺴﻴﺪ ﳛﺘﺎﺟﻪ ،ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺄﺣﻀﺮﻩ ﺃﻧﺖ ﻣﻌﻚ. ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻚ ﺻﻔﻴﺔ؟ 196 ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻗﺎﻟﺖ ﱄ ﻻﺗﺬﻫﺐ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻨﺪﻟﱵ ﺃﺣﻀﺮﻩ ﻟﻚ ﻣﻌﻲ. ﺖ. ﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﻳﺪﻩ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﺖ .ﻓﺴﻜ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺗﺄﺧﺮ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻛﺐ ،ﰒ ﻧﺬﻫﺐ ﺧﻠﻔﻬﻢ ،ﻓﺮﻛﺒﻨﺎ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﲡﻬﻨﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻨﺪﻟﱵ ،ﻭﻭﺻﻠﻨﺎﻫﺎ ﻣﻐﺮﺑﺎ ،ﻓﱰﻟﻨﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺍﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﲨﺎﻋﺘﻚ ،ﻭﻻ ﺗﺪﻋﻬﻢ ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ ﳏﺼﻮﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺘﺮﻳﻦ ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻱ، ﻟﺘﺮﲝﻮﺍ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺭﲝﻬﻢ ،ﻭﻓﻌﻼ ﻣﻨﻌﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺣﱴ ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻓﻮﺝ ﳓﻦ ،ﻓﺰﻳﺪ ﺍﻟﺴﻌﺮ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ. ﺩﺧﻠﺖ ﺳﻮﻕ ﺗﻨﺪﻟﱵ ،ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺷﻴﺨﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﺟﻠﻴﻼ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻟﻪ ﲨﻊ ﻏﻔﲑ ﺣﱴ ﻳﻜﺎﺩ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻳﺼﻠﻪ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ،ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺮﻋﲏ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﻣﺮ ﻏﺮﻳﺐ ،ﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺷﻴﺨﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻛﻞ ﺗﻨﺪﻟﱵ ،ﻭﺣﻮﻟﻪ ﺯﲪﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ،ﺣﱴ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ. ﻗﺎﻝ :ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﺌﺖ ﺇﻟﻴﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻗﻢ. ﻓﺘﺒﻌﺘﻪ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺮﻓﻪ ،ﳌﺎ ﺃﺭﺍﻩ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﻼﻝ ﻭﺍﳍﻴﺒﺔ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻊ ﻃﺄﻃﺄﺓ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﺣﱴ ﻭﺻﻠﻨﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﻓﻌﻮﺍ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ :ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻓﻨﻬﺾ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﳓﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺘﻌﺎﻧﻘﺎ ،ﰒ ﺟﻠﺴﺎ ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﺃﺳﺮﻋﻮﺍ ﺑﺎﳌﺎﺀ ،ﻓﺄﺣﻀﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﺎﻟﺴﲔ ﺯﺟﺎﺟﺘﲔ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﺏ ،ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺨﲔ، 197 ﻓﺄﻋﻄﺎﱐ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺯﺟﺎﺟﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻟﻪ ،ﻭﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﺷﺮﺏ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻭﺃﻧﺖ؟ ﻓﺎﺮﱐ ﺮ ﹰﺓ ﻗﻮﻳ ﹰﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ :ﺃﻣﺴﻚ ،ﻓﻤﺴﻜﺘﻬﺎ ﻭﺷﺮﺑﺘﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ،ﺃﺣﻀﺮﻭﺍ ﺯﺟﺎﺟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﻠﻢ ﳝﻜﺚ ﻣﻌﻪ ﺇﻻ ﻼ ﻓﺄﺧﺬﱐ ﻣﻦ ﻳﺪﻱ ،ﻭﺫﻫﺒﻨﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﻗﻠﻴ ﹰ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺃﻋﻂ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻷﺣﺪ ﺇﺧﻮﺍﻧﻚ ﻳﺸﺘﺮﻳﻪ ﻟﻚ ،ﻭﻻ ﺃﺗﺮﻛﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﺧﻠﻔﻲ ،ﻭﻓﻌﻼ ﺃﻋﻄﻴﺘﻬﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻭﺃﺧﱪﺗﻪ ﲟﺎ ﺃﺭﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺘﺮﻳﺎﺕ ،ﰒ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﺪﻟﱵ ،ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻣﺪﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﺇﺫ ﳓﻦ ﲟﻜﺎﻥ ﺃﻫﻠﻨﺎ. ﰒ ﺇﻥ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻨﺪﻟﱵ ﺗﺮﻙ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺻﻮﺏ ﺃﻡ ﺑﺎﺩﺭ ،ﻓﻤﻜﺚ ﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺩﻭﻥ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ،ﻭﰲ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﲢﻮﻝ ﻛﻞ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺟﲑﺍﻧﻪ ،ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﺎﻭﺭﺓ ﳓﻮ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺎﻣﺘﻠﻚ ﻛﻞ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺻﺎﺭﺕ ﺗﺘﺒﻊ ﻟﻪ ﺭﻭﺣﻴﺎ ﻭﻗﻀﺎﺀ ﺍﳊﻮﺍﺋﺞ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻠﻤﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺪ ﺳﻠﺒﻪ ،ﻭﺃﺧﺬ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻌﺎﻧﻘﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻪ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺣﻈﻮﺓ ﻓﻴﻪ. ﻭﲰﻌﺖ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﱄ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺨﻪ ﻭﺳﻨﺪﻩ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻴﻤﲎ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺮﻑ ،ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻻ ﺐ ﺣﻜﻴﻤﺎ ﻭﻻ ﺷﻴﺨﺎ ﺻﺎﳊﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺪﻳﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺈﻤﺎ ﻻ ﻳﺆﺛﺮﺍﻥ ﻓﻴﻚ ﺑﺸﻲﺀ ،ﻓﺄﻧﺖ ﰲ ﺣﺼﻦ ﻣﻨﻴﻊ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻪ ﺳﻄﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻮﻙ ﻷﻧﻪ ﺍﳌﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﺧﱪﻩ ـ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺻﻠﻴﺎ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ـ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺬﻫﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﴰﺎﻻ ﻟﺬﻟﻚ 198 ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻟﺖ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﺣﱴ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻟﻴﻌﺮﻑ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ. ﻓﻌﻨﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﺳﺄﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻗﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ،ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻃﻤﻊ ﺃﻥ ﺃﺟﺪ ﺳﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﻳﻄﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻷﻟﺘﻘﻂ ﲦﺎﺭﻫﺎ ،ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻓﺎﺭﻏﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﻛﺮﳝﺎ ،ﺫﺍ ﻧﻔﺲ ﺳﺨﻴﺔ ،ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺳﺮ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ، ﻓﺘﺮﻛﺘﻪ ﻭﺷﺄﻧﻪ ،ﻭﷲ ﺩﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﲢﻴﺎ ﺑﻜﻢ ﻛﻞ ﺃﺭﺽ ﺗﻨـﺰﻟﻮﻥ ـﺎ ﻛـﺄﻧﻜﻢ ﰲ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻣـﻄﺎﺭ ﻭﺗﺸﺘﻬﻲ ﺍﻟﻌﲔ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﻨﻈﺮﺍ ﺣﺴﻨﺎ ﻛﺄﻧـﻜﻢ ﰲ ﻋﻴـﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺯﻫﺎﺭ ﻭﻧﻮﺭﻛﻢ ﻳﻬﺘﺪﻱ ﺍﻟﺴﺎﺭﻱ ﺑـﺮﺅﻳﺘﻪ ﻛـﺄﻧﻜﻢ ﰲ ﻇـﻼﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻗﻤـﺎﺭ ﻻ ﺃﻭﺣﺶ ﺍﷲ ﺭﺑ ﻌﺎ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗـﻜﻢ ﻳﺎ ﻣﻦ ﳍﻢ ﰲ ﺍﳊﺸﺎ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﺬﻛﺎﺭ ﺫﻫﺐ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻤﻜﺜﻨﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻳﺎﻣﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺫﻥ ﻟﻨﺎ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﺎﳌﻐﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﺟﺎﺀﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ـ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﺃﻋﻄﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﻋﺸﺮﺓ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺍﺷﺘﺮﻱ ﺎ ﻋﺠﻮﻻ ،ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺳﺄﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻙ ﻵﺧﺬ ﻣﺎﱄ ﻭﺭﲝﻪ ،ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻷﰊ :ﺩﻉ ﻣﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ، ﺑﻞ ﺃﺭﺟﻌﻪ ﻷﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﻚ. ﻓﻘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ :ﻛﻴﻒ ﺃﺭﺟﻌﻪ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻣﻨﻪ ﺭﺍﺿﻴﺎ؟ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺻﻴﻔﺎ ،ﻭﺍﳊﺮ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻓﺨﻠﻊ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﳉﻼﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺎ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻳﻪ ﻭﺑﺎﻟﻌﺮﺑﺔ ﺛﻘﺐ ﲢﺘﻪ ،ﻓﺮﻛﺐ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ 199 ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﻌﺪ ﺍﻷﻣﺎﻣﻲ ،ﻓﺴﺎﺭﺕ ﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺻﻮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺪﱐ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺳﺎﺭﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻴﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ،ﻗﻒ ﻣﻜﺎﻧﻚ ،ﰒ ﻧﺎﺩﻯ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ:ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ :ﺃﻧﻈﺮ ﻧﻘﻮﺩ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﻫﻞ ﻣﻌﻚ،؟ ﻓﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺇﱃ ﻓﺨﺬﻳﻪ ﻓﻠﻢ ﳚﺪ ﺍﳉﻼﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ،ﻓﻨﻬﺾ ﻭﲝﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﲢﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﳚﺪﻫﺎ ،ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻫﻞ ﺭﺃﻭﺍ ﺟﻼﺑﻴﺔ ،ﻗﺎﻟﻮﺍ :ﱂ ﻧﺮﻫﺎ. ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ :ﺇﻥ ﺍﳉﻼﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﺘﻚ ،ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺃﺩﺭﺍﺟﻪ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻓﺮﺟﻊ ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﳉﻼﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻌﻼ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻓﻌﻠﻢ ﺍﳊﺎﺿﺮﻭﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﱪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ،ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺮﻛﺐ ﰲ ﺍﳌﻘﻌﺪ ﺍﻷﻣﺎﻣﻲ ،ﻭﱂ ﳝﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﺣﱴ ﻳﺮﻯ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻛﻠﻪ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﱯ. ﳌﺎ ﻭﺻﻞ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ﺫﻫﺐ ﰲ ﺛﺎﱐ ﻳﻮﻡ ﺇﱃ ﺯﺭﻳﺒﺔ ﺍﳌﻮﺍﺷﻲ، ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ ﻋﺠﻠﲔ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﳌﺒﻠﻎ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻹﻳﺼﺎﻝ ﺍﳌﺎﱄ ،ﻭﺃﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ،ﻭﳘﺎ ﺗﺎﺟﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﳉﻌﻠﻴﲔ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﺳﱵ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﺻﻠﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺑﺄﻡ ﻫﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﳜﱪﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﻓﻮﺭﺍ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺄﺧﲑ ،ﰲ ﻏﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ﺍﳌﺰﻳﺪﺓ. ﺳﺎﻓﺮ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺑﺎﻉ ﺍﻟﻌﺠﻠﲔ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭﺣﻀﻮﺭ ﺃﰊ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻠﻤﻪ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ،ﻭﱂ ﻳﺰﺩ ﻭﱂ ﻳﻨﻘﺺ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﻳﻦ ﻧﻘﻮﺩﻱ ﻭﺭﲝﻬﺎ؟ ﺃﺧﺬ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺃﰊ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻭﺳﻠﻤﻪ ﻟﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮﻩ ﻭﻭﺟﺪﻩ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﻟﻪ :ﻗﺒﺾ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﻦ ﺗﻼﺑﻴﺒﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻻ ﺃﺗﺮﻛﻚ 200 ﺣﱴ ﺃﻭﻗﻔﻚ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻷﻧﻚ ﺿﻴﻌﺖ ﺭﲝﻲ ،ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻟﻪ :ﺃﻗﺴﻢ ﺑﺎﷲ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺠﻼﻥ ﱂ ﻳﺰﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻠﻤﻪ ﻟﻚ ﺍﻷﻣﲔ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻷﱐ ﻛﻨﺖ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﺍﻟﺒﻴﻊ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ،ﻻ ﺃﺗﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﲔ ﺩﻭﻥ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﻪ ،ﻓﺎﻟﺘﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻝ ﺃﰊ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ،ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﰊ .ﻭﻫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ:ﺇﻥ ﺍﻷﻣﲔ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻜﺬﺏ ﻭﻻ ﻳﻐﺶ ﻭﻻ ﳜﺪﻉ ،ﻭﳓﻦ ﻧﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻭﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﻳﻘﻮﻝ :ﻻ ﺃﺗﺮﻛﻪ ﺣﱴ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻌﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ،ﻭﻫﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺇﺫ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﺗﺖ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﺣﱴ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺼﺪﻡ ﺍﳉﻤﻴﻊ ،ﻓﺎﻧﻜﺸﻒ ﺍﳊﺎﺿﺮﻭﻥ ،ﻓﱰﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺪﺳﻮﻗﻲ ﻏﺎﺿﺒﺎ ،ﺧﺼﻤﻚ ﺃﻧﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﲔ، ﻭﻻ ﺃﻋﻄﻴﻚ ﻗﺮﺷﺎ ﻓﺎﺫﻫﺐ ﳌﻦ ﺗﺮﻳﺪ. ﻓﺨﺎﻑ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ،ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺗﺎﻩ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺻﻌﺒﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻬﺮﻩ ﺑﻘﻮﺓ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﳌﺒﻠﻎ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺇﻻ ﺍﳌﺴﺎﳏﺔ ﻭﺍﻟﺮﺿﻰ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻳﺮﻓﺾ ،ﻓﻜﻠﹼﻢ ﺍﳉﻌﻠﻴﻮﻥ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺪﻭﺀ ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻣﺢ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ،ﻭﻳﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﰲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻏﻠﻴﻈﺎ ﻓﻈﺎ ﻣﻌﻪ ،ﻓﺮﺿﻲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻋﻔﺎ ﻋﻨﻪ، ﻭﺃﺭﺟﻌﺖ ﻟﻪ ﻧﻘﻮﺩﻩ ،ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ. ﰒ ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ،ﻓﻠﻨﺬﻫﺐ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺑﺘﻌﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﳌﻜﺎﻥ ،ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ :ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻀﺮﻙ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﳌﺒﻜﺮﺓ؟ ﻗﺎﻝ :ﺟﺌﺘﻚ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺃﻗﻀﺖ ﻣﻀﺠﻌﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ،ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺿﻊ ﺭﺃﺳﻲ ﻷﻧﺎﻡ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﳑﺴﻜﺎ ﲟﻼﺑﺴﻚ ،ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻟﻴﻼ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻚ ﻫﻜﺬﺍ، ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﺎ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺪﻭﻥ ﺣﻀﻮﺭﻱ ،ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺣﻀﺮﺕ ،ﻭﻟﻴﺲ ﱄ ﻏﺮﺽ ﻏﲑﻫﺎ، 201 ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻵﻥ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﻣﻌﻲ ﳉﺪﻳﺪ ﻓﻼ ﺑﺎﺱ ..ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ. ﺃﺭﺳﻞ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺷﻔﻬﻴﺔ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﰲ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﺟﺒﻴﺔ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻟﻴﺼﺤﺒﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﺮ، ﺣﻀﺮ ﻭﺍﻟﺪﻱ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ـ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻮﻡ ﺳﻔﺮﻩ ﻗﺎﻝ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ: ﺇﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﱃ ﻋﻨﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﺍﳌﺎﺀ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻱ :ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺯﻣﻨﻪ ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺑﺎﶈﻄﺔ ﺇﻻ ﲬﺴﺔ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻓﻘﻂ ،ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻵﺑﺎﺭ ﺍﳌﺎﺀ ﻟﺘﺮﻯ ﺷﺮﺏ ﺍﳌﻮﺍﺷﻲ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻭﺍﻟﻌﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ، ﻓﺮﺃﻳﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻨﺒﻜﺮ ﰲ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﱃ ﳏﻄﺔ ﺃﻡ ﻛﻮﻳﻜﺔ ﻟﻠﺴﻔﺮ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺳﺄﺣﻀﺮ ﺳﺮﻳﻌﺎ. ﻭﻓﻌﻼ ﺗﺄﺧﺮ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ ﺇﻻ ﻗﺮﺏ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻓﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭﺧﺮﺟﺎ ﺫﺍﻫﺒﲔ ﻳﺮﻛﺒﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺑﺘﲔ ﻭﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺑﲔ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﶈﻄﺔ ﲬﺴﺔ ﺃﻣﻴﺎﻝ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻼ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺗﻌﺪﻳﺎﻩ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﺭ ﻗﺪ ﺃﻗﺒﻞ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﳓﻮ ﺍﶈﻄﺔ ،ﻭﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺍﳌﺘﺒﻘﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﻣﻴﻠﲔ ،ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﲬﺴﺔ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺃﺧﺬ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ، ﺃﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ :ﻻ ﺗﺬﻫﺐ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻗﺪ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﻟﻮ ﻃﺮﻧﺎ ﻃﲑﺍﻧﺎ ﻻ ﻧﻘﻄﻌﻬﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺫﻟﻚ؟ ﻭﻭﻗﺖ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺭﲟﺎ ﻳﻔﻮﺗﻨﺎ ،ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻳﺮﺩﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻀﺤﻚ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :ﻟﻮ ﺭﻛﺒﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﻚ؟ ﻭﻭﺍﻟﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ :ﳊﻮﻕ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻣﺘﻌﺬﺭ ،ﻭﻫﻮ ﻗﺪ ﺃﻃﻠﻖ ﺻﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ، ﺡ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ :ﺳﻨﺮﻛﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﻻﺗﻨـﺰﻋﺞ ،ﺭ ﻭ ﻭﻭﺍﻟﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ :ﻭﺍﷲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻟﻚ. 202 ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺻﻔﺎﺭﺗﻪ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻭﺛﺎﻟﺜﺎ ،ﰒ ﺳﻜﻨﺖ ﺣﺮﻛﺘﻪ ،ﻭﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺴﲑﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺪﻭﺀ ﻭﲤﻬﻞ ،ﻓﺒﻌﺪ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺻﻼ ﺍﶈﻄﺔ ﻭﺭﺃﻳﺎ ﺳﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﻭﻩ ﻳﺘﺠﻮﻟﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺄﻢ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﺿﺎﺋﻊ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﺿﻊ ﺇﺣﺪﻯ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﺮﻛﻮﺏ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ :ﺍﺫﻫﺐ ﻭﺍﺷﺘﺮﻱ ﺗﺬﻛﺮﺗﲔ ،ﰒ ﺧﺬ ﻣﻌﻚ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺤﺒﺎﳘﺎ ﻹﺭﺟﺎﻉ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻭﺍﺷﺘﺮﻱ ﳍﻤﺎ ﻣﺎ ﳛﺘﺎﺟﺎﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻀﺎﺋﻊ ،ﻓﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﻭﺟﺪ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺑﺎﶈﻄﺔ ﻳﻠﺘﻔﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺮﺣﺒﲔ ﺑﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ،ﻣﺎ ﺑﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻳﻘﻒ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻃﻮﻳﻼ ،ﻭﱂ ﻧﺮ ﺣﺪﺛﺎ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﻨﺬ ﺟﺌﻨﺎ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﻄﺔ؟ ﻗﺎﻝ :ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ..ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﺩﻫﺸﲏ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻣﻨﺘﻈﺮ ﻣﻘﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﻼ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺭﻛﺐ. ﻓﺴﻠﻢ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻭﺣﻀﺮ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﺍﺭﻛﺐ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﳛﺎﻭﻝ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻟﻠﺴﻔﺮ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﺭ ﻳﻨﺴﺎﺏ ﻣﺴﺮﻋﺎ ،ﻓﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻏﺮﻳﺐ ،ﺇﺎ ﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻋﻈﻤﻰ. ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻱ :ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﺳﱵ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ﻭﻣﻔﺘﺸﻮﻩ ،ﻭﻫﻢ ﰲ ﺣﲑﺓ ﺗﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺘﺄﺧﲑ ،ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﱂ ﲢﺼﻞ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ ﻭﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ـ ﺣﻀﺮﺕ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺃﰊ ﺭﻛﺒﺔ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ،ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﺮﻛﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺭﻱ ﰲ ﻋﺰﺍﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻭﻭﺍﻟﺪﻱ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ 203 ﺍﻟﻠﻮﺭﻱ ﻭﺃﺗﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻌﺰﻭﻩ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺟﻠﺴﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻠﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﱂ ﻳﱰﻝ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻷﻧﻪ ﰲ ﻋﺠﻠﺔ. ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﺿﺮﻭﻥ :ﺇ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﺗﻔﺎﻗﻪ ﻣﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺼﻞ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻭﻻ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻷﻧﻪ ﺃﺧﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺫﻧﻪ ،ﻭﺩﻭﻥ ﺣﻀﻮﺭﻩ ،ﻷﻧﻪ ﺫﻫﺐ ﳌﻜﺎﻥ ﺷﺮﺏ ﲬﺮ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺣﻀﺮ ﻭﱂ ﳚﺪﻫﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻌﻪ ﻣﻮﻗﻒ ﺻﻌﺐ. ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻻ ﺃﺩﻋﻜﻢ ﺗﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻃﻌﻤﺘﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ،ﻭﻗﺪ ﺫﲝﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﺫﺑﻴﺤﺎ ،ﺷﺮﺑﻮﺍ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ،ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻳﻀﺮﺏ ﰲ ﺍﻟﻠﻮﺭﻱ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎ ﳍﻢ. ﻃﻠﺐ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﳍﻢ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍ ﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ :ﻻ ﺃﺩﻋﻜﻢ ،ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻳﻀﺮﺏ ﰲ ﺻﻔﺎﺭﺗﻪ، ﻭﲢﺮﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺭﻛﺒﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ، ﻭﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﻠﻮ ﺳﺎ ،ﺣﺮﻙ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻋﺮﺑﺘﻪ ﻗﻠﻴﻼ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺤﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻩ :ﺍﺟﻠﺴﻮﺍ ،ﳊﻖ ﻢ ﻋﺪﺩ ﺁﺧﺮ ﻭﺭﻛﺐ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺳﻜﻨﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ. ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻭﻓﺘﺢ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ،ﻭﺃﺧﺬ ﳛﺮﻙ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ،ﻋﺎﻭﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﻻ ﺣﺮﻛﺔ ﺎ ،ﻧﺰﻝ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﻛﺐ ﺎ، ﻭﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﳓﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ :ﺳﻜﻨﺖ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﻻ ﺣﺮﻛﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﺔ. ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻘﻮﻝ :ﺃﺗﺮﻛﻮﻩ ـ ﻭﻳﻌﲏ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ. ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺠﺰ ﻋﻨﻬﺎ ﻧﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻴﻪ. 204 ﺟﻬﺰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺎﺳﺘﻄﻌﻤﻮﺍ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺍﻳﻘﻈﻮﺍ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ،ﻭﺍﺩﻋﻮﻩ ﻓﺄﺗﻰ ﺧﺠﻼ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ، ﻻ ﺗﻨـﺰﻋﺞ ،ﺳﺘﻘﻮﻡ ﻋﺮﺑﺘﻚ ﻭﺗﺼﻞ ﺃﰊ ﺭﻛﺒﺔ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ،ﻭﺗﻀﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﺎﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﺎ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻻ ﲡﺪ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻳﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﺣﱴ ﺗﺼﻞ ﺃﻧﺖ ،ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺃﻧﺖ ،ﻓﻜﻦ ﻣﻨﺸﺮﺡ ﺍﻟﺼﺪﺭ،ﻭﺍﺷﺮﺏ ﻭﻻ ﲣﻒ ﺷﻴﺌﺎ. ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺒﺴﻄﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮﻩ ﻭﻗﺎﻝ :ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻮ ﰎ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺃﻧﻘﻄﻊ ﻋﻨﻚ. ﻓﻠﻤﺎ ﹼﰎ ﺍﻹﻛﺮﺍﻡ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﺣﺮﻙ ﻋﺮﺑﺘﻚ ﻓﺈﺎ ﺳﺘﻘﻮﻡ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﻛﺒﻮﺍ ﲨﻴﻌﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺮﻙ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﻓﺘﻔﺎﻋﻠﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﰲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ،ﰒ ﺣﺮﻛﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻧﺰﻝ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﳓﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﺮﺡ ﻣﺴﺮﻭﺭ ،ﻓﻘﺒﻞ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻗﺎﻝ :ﺍﻋﻄﲏ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ،ﰒ ﻏﺎﺩﺭﻭﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﲨﻴﻌﺎ ﻭﻫﻢ ﰲ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﳝﺴﻚ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻘﺎﻣﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻪ. ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﻴﺔ ،ﺃﺗﻮﺍ ﻣﻌﺰﻳﻦ ﰲ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﺧﺘﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺷﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺾ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻭﻗﺎﻝ :ﻻ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺣﺴﺐ ﺍﺗﻔﺎﻗﻲ ﻣﻌﻜﻢ ،ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻓﻠﻴﺄﺗﻴﲏ ،ﻭﺇﻻ ﺳﺄﺗﺮﻛﻪ ،ﻭﺃﺫﻫﺐ :ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ :ﻻ ﺗﻨﻬﻀﻮﺍ ﻭﺍﺗﺮﻛﻮﻩ، ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺬﻫﺐ. ﻓﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻓﺎﺳﺘﻠﻘﻰ ﻭﻧﺎﻡ ﻻ ﺷﻌﻮﺭﻳﺎ ،ﻃﻌﻢ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺷﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻐﻂ ﰲ ﻧﻮﻡ ﻋﻤﻴﻖ ،ﰒ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﳏﺎﻳﺔ ﺃﻭ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻓﻌﻠﻪ ،ﰒ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ:ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺷﻲﺀ؟ ﻗﺎﻝ :ﻻ ،ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ 205 ﻣﺬﻋﻮﺭﺍ ،ﻧﺎﺩﺍﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺤﻀﺮ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻓﻄﻌﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺷﺮﺏ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﰒ ﺭﺑﻜﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ،ﻭﷲ ﺩﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﻭﻫﻢ ﰲ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍ ٍ ﻗـﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌـﺎﺭﻓﲔ ﻟـﻬﺎ ﻋﻴـﻮﻥ ﺗـﺮﻯ ﻣـﺎ ﻻ ﻳـﺮﻯ ﻟﻠﻨـﺎﻇﺮﻳﻦ ﻭﺃﻟﺴﻨــﺔ ﺑﺄﺳـﺮﺍﺭ ﺗﻨـﺎﺟـﻲ ﺗﻐﻴـﺐ ﻋـﻦ ﺍﻟﻜـﺮﺍﻡ ﺍﻟﻜـﺎﺗﺒﲔ ﻭﺃﺟﻨﺤـﺔ ﺗﻄـﲑ ﺑﻐﻴـﺮ ﺭﻳـﺶ ﺇﱃ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴــــﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﻴﺔ ﻳﻘﺼﻮﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﳋﺮﻳﻒ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺗﺮﺣﺎﳍﻢ ﻭﲡﻮﺍﳍﻢ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﻌﺸﺐ ﻭﺍﳌﺎﺀ ،ﻭﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﺳﻜﻨﻬﻢ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ، ﺃﻣﺎ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺟﻨﻮﺑﺎ ﻛﻮﺳﱵ ﻭﻳﻘﻄﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ ﻭﺍﳉﺮﻭﻑ ﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺒﻄﻴﺦ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺠﻮﺭ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﳚﻨﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻃﺎﺋﻠﺔ ،ﻗﺎﻝ ﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺷﻘﻴ ﻖ ﳉﺪﻱ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ :ﳓﻦ ﺳﻨﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ ،ﻭﻧﺬﻫﺐ ﳌﻜﺎﻥ ﺣﺪﺩﻩ ﻓﻌﻼ ،ﻭﻋﺮﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﲑﺣﻞ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﻏﲑ ﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﻓﻮﺍﻟﺪﻱ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﻕ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺑﻞ ﺃﺯﻋﺠﻪ ﻓﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺧﱪ ﺃﺑﻮﻳﻪ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻢ ﻻ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇ ﹼﻻ ﻣﻌﻨﺎ. ﻓﺒﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﻠﻮﺱ ﺃﰊ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻧﺎﺩﺍﻩ ﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﻻ ﺧﲑ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺍﻷﺣﺴﻦ ﺃﻥ ﻧﺬﻫﺐ ﺳﻮﻳﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻮﻗﻴﺔ. ﻭﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺭﺟﻼ ﻹﺣﻀﺎﺭ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ﺩﺑﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳛﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲨﻠﻪ ﺳﻘﺎﺀﻳﻦ ،ﻭﺍﻟﺴﻘﺎﺀ ﻫﻮ ﺟﻠﺪ ﺍﻟﻌﺠﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺮﺑﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﻤﻞ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﻓﻬﻮ ﻛﺒﲑ ﺍﳊﺠﻢ ،ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﺭﻓﻘﺘﻪ 206 ﻹﺣﻀﺎﺭ ﺍﳌﺎﺀ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻸﻭﺍ ﻗﺮﻢ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺸﺠﺮ ،ﻓﻘﻔﺰ ﺍﳉﻤﻞ ﻭﺃﺳﻘﻂ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻘﺎﺀﻳﻦ ،ﻭﺫﻫﺐ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﺼﺮﺍ ،ﲝﺜﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﻞ ﻓﻠﻢ ﳚﺪﻭﻩ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺑﺰﻍ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺃﺗﻰ ﺍﳉﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﳛﻤﻞ ﺳﻘﺎﺀﹰﺍ ﻭﺍﺣ ﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ،ﻓﱪﻙ ،ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﺴﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ. ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﰲ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﺇﺫﺍ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﳍﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﻃﺮﺣﺖ ﻟﻠﺴﺮﺝ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﺍﳊﻤﺎﺭ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻟﺴﻘﺎﺀ ﻭﻛﻤﻴﺔ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﳝﻸ ﺳﺒﻌﺔ ﻗﺮﺏ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. ﻭﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺣﺎﺝ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﲪﻞ ﺳﺒﻌﺔ ﺟﻮﺍﻻﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﲑﻩ ،ﻭﺗﺒﻌﻪ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﲪﺎﺭ ﻳﺴﻤﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺩ ﺃﺑﻮ ﺭﻳﺶ، ﻓﺄﻧﺎﺥ ﺣﺎﺝ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺒﻌﲑ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﳉﻮﺍﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﺘﺰ ﺣﱴ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺴﻘﻂ ،ﻓﻄﺮﺣﻬﺎ ﺃﺭﺿﺎ ،ﻭﺫﻫﺐ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ،ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﻟﺮﻓﻊ ﺍﳉﻮﺍﻻﺕ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﳉﻤﻞ ﻓﺮﻓﺾ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻭﻗﺎﻝ :ﻻ ﺃﻧﺘﻈﺮﻙ. ﻓﺎﺣﺘﺎﺭ ﺣﺎﺝ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻣﻦ ﻳﺮﻓﻊ ﻣﻌﻪ ﺍﳉﻮﺍﻻﺕ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﳉﻤﻞ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺃﺗﺎﻩ ﺭﺟﻞ ﻣﺘﺪﺛﺮﺍ ﺑﺜﻮﺏ ،ﻓﻮﺿﻊ ﺍﳊﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﻞ ﻭﺭﻓﻊ ﻣﻌﻪ ﺍﳉﻮﺍﻻﺕ ،ﻓﺄﺾ ﺣﺎﺝ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺑﻌﲑﻩ ﻭﺫﻫﺐ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ،ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﻓﻠﻢ ﻳﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﺎﺗﻌﺒﺖ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻔﻮﻝ ،ﻓﻀﺤﻚ ﺣﺎﺝ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻴﻠﺘﲏ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻫﺠﻢ ﻭﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﺤﺎﺋﻲ ـ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ )ﺃﺑﻮ ﻋﻨﻴﻘﺮﺓ( ـ ﻭﻗﺪ ﺣﺼﺪ ﲨﻌﺎ ﻏﻔﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ،ﻓﻼ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻓﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﺑﺎﻟﺴﺤﺎﺋﻲ ﺇﻻ ﻭﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮ .. ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻭﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺑﺼﺮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻣﻌﻪ ﲨﻊ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﻫﻢ ﳛﻴﻄﻮﻥ ﲟﺮﺿﻰ ﺍﻟﺴﺤﺎﺋﻲ ﰲ 207 ﺷﻜﻞ ﺯﺭﻳﺒﺔ ،ﻓﺎﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﻪ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ،ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻮﻗﻮﻧﻪ؟ ﻗﺎﻝ :ﺇﻧﻪ ﻭﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﺤﺎﺋﻲ ،ﻗﺪ ﺣﺼﺪ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ. ﻗﻠﺖ :ﻭﺃﻳﻦ ﺗﺬﻫﺒﻮﻥ ﺑﻪ؟ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇﱃ ﺟﺒﺎﻝ ﺗﻘﻠﻲ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻯ ﻓﺮﺯ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﱄ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻇﺎﻫﺮﺍ ،ﻭﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﺧﺘﺮﺍﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﺭﻳﺒﺔ ﺇ ﹼﻻ ﳊﻘﻪ ﻭ ﹼ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ،ﻭﺃﺭﺟﻌﻪ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺰﺭﻳﺒﺔ. ﻭﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﺑﻜﻼﻡ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺬﺍ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻭﲰﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻀﺎﻭﻱ ﻋﻴﺴﻰ ﲰﻌﻪ ﻣﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﻮﱄ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﲪﺪ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﻛﻲ .ﻗﺎﻝ ﱄ:ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﰲ ﻋﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﺣﻮﻟﻪ ،ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ﻳﺴﺄﳍﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻘﻮﻟﻪ :ﻣﺎ ﻃﻮﻟﺖ ﻣﻨﻨﺎ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻧﻌﻢ ،ﻗﺪ ﻃﺎﻟﺖ ﻣﺪﰐ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ـ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ـ ﺳﺄﺣﻀﺮ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﱃ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺋﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﻛﻴﺔ ،ﻭﳘﺎ ﻳﻘﻄﻨﺎﻥ ﺟﺒﺎﻝ ﺗﻘﻠﻲ ،ﻗﺎﻝ ﻻ :ﻩ ﻩ! ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻻ ﳛﻀﺮ ﻓﺘﻌﺠﺒﺖ ﺃﻧﺎ ،ﻭﺗﻌﺠﺐ ﺍﳊﺎﺿﺮﻭﻥ ،ﻭﺗﺎﺑﻌﺖ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻷﻋﻠﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﳛﺼﻞ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ. ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮﺏ ﻭﻗﺖ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺮﺟﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺻﺎﺩﻑ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﺳﻴﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﺟﺒﺎﻝ ﺗﻘﻠﻲ ،ﻓﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﻃﻮﻗﺖ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻻ ﺩﺍﺧﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻤ ﺮ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺳﻼﻣﺎ ﻭﱂ ﳛﻀﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﻄﻮﻗﲔ ،ﻓﻌﻠﻤﺖ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻛﺸﻔﻪ. ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﱄ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺃﺧﱪ ﺛﻘﺔ ﺑﺄﻥ ﺷﺨﺼﲔ ﳍﻤﺎ ﺣﻈﻮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺗﻴﺎ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻪ ،ﰒ ﻭﺩﻋﺎﻩ ﻭﺫﻫﺒﺎ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻤﺎ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻘﻒ ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ،ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻄﻴﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻮﺩﻋﻬﻤﺎ ﻭﺩﻋﺎ ﺃﺧﲑﺍ .ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ :ﺇﻥ 208 ﻭﻗﻮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ،ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺬﻩ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺷﻲﺀ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳛﻀﺮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﰲ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ،ﻓﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﺃﻳﺎﻡ ﺇﻻ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭ ﺭﺑﻪ ،ﻭﺃﺗﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺪﻭﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ .ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻳ ﺪﻝﱡ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﺎﻝ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﲪﺪ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﻛﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ :ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺖ ﺑﺈﺳﻬﺎﻝ ﺣﺎﺩ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻜﻮﻟﲑﺍ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺻﻴﻼ ﺣﱴ ﻣﻨﻌﲏ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ،ﻓﺄﺗﺎﱐ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﺠﺔ ،ﻓﺮﺟﻊ ﻣﺴﺮ ﻋﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻭﺟﺪ ﺣﺎﻟﱵ ﹶﻛ ِﺮﺑﺔ ﻣ ﺰ ِﻋ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻭﺟﺪﻩ ﻗﺪ ﺗﻮﺿﺄ ﻭﻗﺎﻡ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﳌﻐﺮﺏ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﻘﻤﻬﺎ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇﱐ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﺇﺳﻬﺎﻝ ﺧﻄﲑ. ﻓﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻫﻨﻴﻬﺔ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﳓﻮ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﰒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺪ ﺷﻔﻰ ﺃﰊ ﲤﺎﻣﺎ ﰲ ﺍﳊﲔ ،ﻭﱂ ﻳﺄﺗﻪ ﺇﺳﻬﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﻛﺬﻟﻚ. ﻭﰲ ﻏﺪ ﺫﻫﺐ ﺃﰊ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﺑﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﳓﻮﻩ ،ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﺍﻹﺳﻬﺎﻝ ﺃﺗﻌﺒﲏ ﺟﺪﺍ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﻳﺄ ﺃﺧﻲ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﱂ ﻳﺄﺗﻚ ﺷﻲﺀ ،ﻭﱂ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ،ﺃﱂ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺧﺮﻳﻔﺎ .ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﺧﱳ ﺃﻭﻻﺩﻙ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﺎ ﻋﺎﺟﺒﺎﱐ 209 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻛﻢ ﺇﺭﺩﺑﺎ ﺣﺼﺪﺕ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ؟ ﻗﻠﺖ :ﲬﺴﺎ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺇﺭﺩﺑﺎ. ﻗﺎﻝ :ﺳﺘﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇﺎ ﺷﺤﺎﺡ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻘﺼﺐ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺳﺘﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺃﺧﱳ ﺃﻭﻻﺩﻙ ،ﻭﻓﻌﻼ ﻗﺪ ﺣﺼﺪﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺇﺭﺩﺑﺎ ،ﻓﺨﺘﻨﺖ ﺃﻭﻻﺩﻱ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ :ﺇ ﹼﻥ ﺍﺑﻨﻚ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﺮﻳﺾ ،ﻭﺧﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺨﺮﺍﺕ ﻭﺍﶈﺎﻳﺔ ،ﻭﺍﺫﻫﺐ ﻟﻪ ،ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻣﺮﺿﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺳﻘﻴﺘﻪ ﺍﶈﺎﻳﺔ ﻭﲞﺮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺒﺨﺎﺭﺍﺕ ﺷﻔﻲ ﲝﻤﺪ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ :ﺇﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺯﻭﺟﻚ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﲟﻦ؟ ﻗﺎﻝ :ﺑﺎﺑﻨﺔ ﻋﻤﻚ ﻓﻼﻧﺔ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻻ ﺃﺭﻳﺪﻫﺎ. ﻗﺎﻝ :ﻭﳌﺎﺫﺍ؟ ﻗﻠﺖ :ﺇﻧﻬﺎ ﺣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻄﺒﻊ. ﺣﺎﻭﻟﲏ ﻛﺜﲑﺍ ﻓﺮﻓﻀﺖ ،ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻧﺬﻫﺐ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺬﻫﺒﺖ ﻣﻌﻪ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻮﺻﻮﻟﻨﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺯﻭﺟﻚ. ﻗﻠﺖ :ﲟﻦ؟ ﻗﺎﻝ :ﺑﻔﻼﻧﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. ﻗﻠﺖ :ﻻ ﺃﺭﻳﺪﻫﺎ ،ﻭﺣﻜﻴﺖ ﻟﻪ ﺳﺒﺐ ﺭﻓﻀﻲ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺮﻳﺪ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ؟ 210 ﻗﻠﺖ :ﻓﻼﻧﺔ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻻ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﻛﻼﻣﻲ ﺃﻧﺎ ﺳﺄﺗﺮﻛﻚ. ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﺻﻌﺒﺎ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻗﺒﻠﺖ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﳝﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﻤﻞ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺳﺘﺸﺘﻐﻞ ﺗﺒﻊ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﺳﱵ ،ﻭﺍﷲ ﻭﺍﷲ ﻟﻮ ﺫﻫﺐ ﻣﺼﺮ ﻻ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺇﻻ ﻣﻦ ﲢﺖ ﺳﺠﺎﺩﰐ ﻫﺬﻩ. ﻗﻠﺖ :ﻗﺪ ﻓﺘﺸﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﺍﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﻣﻜﺘﺐ ﻛﻮﺳﱵ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﺴﺘﻠﻢ ﻋﻤﻠﻚ ﺗﻌﺎﻝ ﺧﺬ ﻣﲏ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻋﺸﺮﺓ ﺟﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﺰﻧﱵ. ﻓﺒﻌﺪ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻣﻜﺘﺐ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﺳﱵ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻓﲏ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻭﱐ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﱄ :ﻣﱪﻭﻙ ﻟﻘﺪ ﹼﰎ ﻗﺒﻮﻟﻚ ﻣﻌﻠﻤﺎ ﺑﺮﻳﻔﻲ ﻛﻮﺳﱵ ..ﻭﻫﺬﻩ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻭﻣﺜﻴﻠﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ :ﻛﻨﺖ ﺃﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ،ﻭﺃﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺩ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺕ ،ﻓﻜﺘﺒﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﺗﻨﺎﺯﻉ ﻣﻊ ﺁﺧﺮ ﰲ ﻗﻄﻌﺔ ﺃﺭﺽ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﳌﻜﻲ ﳜﱪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺎﳊﻖ ،ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻣﻠﻜﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ،ﻫﻮ ﺿﻤﻦ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻠﻢ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺬﻓﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻭﻗﺎﻝ :ﳓﻦ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻣﺮﺅﻭﺳﲔ ،ﺍﺫﻫﺐ ﻋﲏ ..ﻫﻜﺬﺍ ﺣﻜﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺃﺗﺎﻩ ﺁﺧﺮ ﻳﻨﺎﺯﻋﻪ ﺃﺣﺪﺍ ﰲ ﺯﺭﻉ ﻟﻪ ،ﻓﻨﺎﺩﺍﱐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺃﺧﱪﱐ ﲟﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺬﻑ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ 211 ﻭﻗﺎﻝ ﱄ :ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻴﻘﺬﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ،ﻭﻻ ﻳﻘﺮﺃﻩ ،ﻭﺃﻇ ﻦ ﺃﻥ ﺳﻔﺮﺓ ﺇﳒﻠﺘﺮﺍ ﻛﺒﺮﺕ ﻟﻪ )ﻋﻨﻴﻘﺮﺓ(. ﻓﻜﻨﺖ ﺃﺣﻮﺷﻪ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺕ ﳍﺎ ﺗﺄﺛﲑ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻀﺮﻩ ،ﻭﻓﻌﻼ ﺳﻠﹼﻢ ﺍﻟﺸﺎﻛﻲ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻓﻘﺬﻓﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺗﺎﱐ ﻻ ﻳﺼﻠﲏ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﺣﺪ. ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺷﺪﻭ ـ ﻗﺎﺿﻲ ﳏﻜﻤﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﺳﱵ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳜﱪﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺣﻠﹼﻬﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻻ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ. ﻓﺤﻀﺮ ﺍﻟﺸﺎﻛﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ،ﻭﺃﺧﱪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻘﺬﻑ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﱪﻩ ﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ :ﺇﱐ ﺳﺄﺭﻓﻊ ﻳﺪﻱ ﻋﻨﻪ، ﻫﻮ ،ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺇ ﹼ ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﺳﻴﺄﺗﻴﲏ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺎﻥ ..ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﻨﺎ ﺟﻠﻮﺳﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺻﺒﺎﺣﺎ ،ﻭﺍﻟﺰﻣﻦ ﺧﺮﻳﻔﺎ ،ﻓﺮﺃﻳﻨﺎ ﻋﺮﺑﺔ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻗﺎﺩﻣﺔ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ: ﻏﺮﻳﺐ ﺟﺪﺍ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻌﺪﺩﺕ ﰲ ﺃﺻﺎﺑﻌﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ،ﻭﻓﻬﻤﺖ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻹﺣﻀﺎﺭ ﺍﳌﺎﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮﺑﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻬﺰﻧﺎ ﺍﳌﺎﺀ ﻟﻠﺸﺮﺏ ﲪﻠﺘﻪ ﻭﺃﺗﻴﺖ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻣﻐﻠﻘﺎ :ﺟﻠﺴﺖ ﺑﺎﳋﺎﺭﺝ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺘﺢ. ﻗﻠﺖ :ﺍﳌﺎﺀ ،ﻓﻠﻢ ﳜﺎﻃﺒﲏ ﺃﺣﺪ ،ﻓﺴﺪﺩﺗﻪ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﹸﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻭﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻌﻪ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻓﻬﻢ ﲨﻴﻌﺎ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺣﺠﺎﺑﺎ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ،ﻭﺃﻥ ﲞﺎﺭﺍﺕ ﻗﺪ ﺟﻬﺰﺕ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﰎ ﺇﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻭﲨﺎﻋﺘﻪ ﻭﻣﻐﺎﺩﺭﻢ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺳﺄﻟﺘﻪ :ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ؟ 212 ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻟﻴﻼ ،ﻓﻘﺬﻓﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﳑﻦ ﻳﻘﺼﺪﻭﻧﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻓﺄﺭﺩﺍﻩ ﰲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﺗﺎﻣﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻖ ﺇﻻ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ،ﻣﻊ ﺃ ﹼﻥ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻄﱯ ﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻪ ،ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺣﻀﺮ ﻧﺎﺩﻣﺎ، ﻭﺃﺧﱪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﻠﻂ ﻣﻌﻪ ﻏﻠﻄﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﺃ ﹼﻥ ﺃﺑﺎﻙ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺍﳌﻜﻲ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﳏﺒﺔ ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ ،ﻭﳓﻦ ﻻ ﻧﻄﻠﺐ ﻏﲑ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚ ،ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺑﺄﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻬﺎﺑﺔ ،ﻭﻻ ﳛﻜﻢ ﻗﻀﻴﺔ ﺇ ﹼﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﰲ ﻛﻞ ﺑﻴﺎﻧﺎﺎ ﻣﻦ ﺇﺷﻬﺎﺩ ﻭﻏﲑﻩ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﻷ ﹼﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻀﻌﻔﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻻ ﳝﺎﺭﻱ ﺍﻟﻌﻤﺪ ،ﻭﺯﻭﺩﻩ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ،ﻭﻭﻋﺪﻩ ﺑﺄﻥ ﻻ ﳛﺼﻞ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻋﻤﻨﺎ ﻋﻤﺮ ﳏﻤﺪ ﺃﲪﺪ ،ﻛﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺟﺪﻳﺪ )ﺍﻵﺑﺎﺭ( ﳕﻸ ﰲ ﺍﻷﺣﻮﺍﺽ ﻟﺴﻘﻲ ﺃﺑﻘﺎﺭﻧﺎ ،ﻭﺍﻟﻌﺪ ﻛﺒﲑ ﺍﳊﺠﻢ ،ﻛﺜﲑ ﺍﻵﺑﺎﺭ ،ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻄﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺑﺎﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﺼﻴﻒ ،ﻭﻳﺸ ﺢ ﺍﳌﺎﺀ ﺗﺄﰐ ﺑﻔﺮﻗﺎﺎ ﻭﺃﺑﻘﺎﺭﻫﺎ ﺗﻘﻄﻦ ﲜﻮﺍﺭﻩ ،ﻓﺘﺠﺪ ﻋﻘﻼ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ،ﺑﻜﻞ ﻋﻘﻠﺔ ﺑﺌﺮ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ،ﺣﻮﺽ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ..ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﱰﺣﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﻳﺼﺒﻮﻧﻪ ﰲ ﺍﳊﻴﻀﺎﻥ ﻟﺴﻘﻲ ﺃﺑﻘﺎﺭﻫﻢ ﻭﺩﻭﺍﻢ ﻭﺃﻏﻨﺎﻣﻬﻢ. ﻓﺬﺍﺕ ﻳﻮﻡ ـ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻌﻤﻨﺎ ﻋﻤﺮ ـ ﻭﳓﻦ ﳒﺘﻬﺪ ﰲ ﻧﺰﺡ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﺇﺫ ﺃﻃﻠﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﳌﻔﺘﺶ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻱ ﳉﻤﻊ ﺍﻟﻘﻄﻌﺎﻥ ،ﻭﺍﳊﻤﻠﺔ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ،ﻃﻮﻗﺖ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌ ﺪ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ ،ﻭﺣﺼﺮﺕ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﺪ. ﺑﺪﺃ ﺍﳌﻔﺘﺶ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﻭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺒﺔ ﻋﻤﻠﻬﻢ ،ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻋﻘﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺻﻌﺐ ،ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺃﲪﺪ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺄﺯﻕ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻻ ﲣﻒ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ. 213 ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻫﻜﺬﺍ؟ ﺃﺧﺬ ﺍﳌﻔﺘﺶ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻋﻘﻠﺔ ﺇﱃ ﻋﻘﻠﺔ ﳛﺼﻲ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﻭﻳﺴﺠﻞ ،ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺃﲪﺪ ﺯﻣﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺴﻮﻱ ﺇﻻ ﺍﳉﺪ ﻭﺍﻟﻨﺠﻴﺾ ،ﺃﳊﻘﻨﺎ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻀﺤﻚ ﻋﻠﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ :ﻻ ﲣﻒ. ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﳌﻔﺘﺶ ﻳﻨﻈﻢ ﻋﻤﻠﻪ ،ﻭﻳﻨﺸﺮ ﻋﺴﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳌﺘﺒﻘﻴﺔ ،ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻳﺪﻧﻮ ﻣﻨﺎ ﻧﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻧﻜﻠﻤﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﻗﺮﺏ .ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺓ ،ﻭﱂ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺇﻻ ﻋﻘﻠﺘﲔ ،ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ،ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺼﺎ ﰲ ﺩﻓﺮﺗﻪ ﺳﻴﻄﺒﻘﻪ،ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻟﺸﺄﻧﻪ ﲜﻤﻴﻊ ﻋﺴﻜﺮﻩ ،ﻭﻻ ﻳﺼﻠﻚ ﺃﻧﺖ ،ﺑﻞ ﻳﺪﻉ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻤﻞ ﻭﻳﻐﺎﺩﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪ. ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺃﺗﻴﺖ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﺭﺍﻗﺐ ﺍﳋﱪ .ﺍﻧﺒﻌﺜﺖ ﻫﺮﺟﻠﺔ ﻭﺿﻮﺿﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺍﻟﱵ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻣﻊ ﺍﳌﻔﺘﺶ ،ﻓﺎﺭﺗﻔﻊ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ،ﻓﺄﻃﻠﻖ ﺍﳌﻔﺘﺶ ﺻﻔﺎﺭﺗﻪ ﻭﺃﺗﺎﻩ ﲨﻴﻊ ﻋﺴﻜﺮﻩ ﻳﻬﺮﻭﻟﻮﻥ ،ﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﺃﺻﺒﻘﻮﺍ ﻣﺎ ﺩﻭﻧﺘﻤﻮﻩ ،ﻭﺍﲨﻌﻮﺍ ﺭﺟﺎﻟﻜﻢ ﻭﻋﲑﻛﻢ ،ﻭﻟﻨﺬﻫﺐ ﺍﻵﻥ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺭﻛﺒﺔ ،ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻌ ﺪ ..ﻓﻌﻠﻤﺖ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻋﻨﺪ ﺯﻳﺎﺭﺗﻨﺎ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻗﺒﻮﺟﺔ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻜﺎﻥ ﳏﺪﺩ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻗﻄﹼﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺼﻠﻪ ﻳﺄﺗﻴﻨﺎ ﻧﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ،ﻧﺮﺍﻩ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ،ﻓﺄﻧﺰﻝ ﻋﻦ ﺩﺍﺑﱵ ،ﻓﻴﻤﺴﻚ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺑﺔ ،ﻭﻳﺘﺒﻌﲏ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻓﻴﻈﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﻢ ﺭﻛﻮﺑﺎ ،ﻓﺎﻟﻨﻮﺭ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺘﻤﺸﻰ ﻣﻌﻲ ﺑﺮﺟﻠﻴﻪ ﻭﻳﺆﺍﻧﺴﲏ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ،ﻭﺭﻓﻘﱵ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﲏ. 214 ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ ،ﻳﺼﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺗﻰ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﺃﺭﻛﺐ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺩﺍﺑﱵ ،ﺃﺧﱪﱐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺷﻨﻜﻞ ـ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻴﲏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻌﻠﹼﻤﺎ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﻛﻌﻜﻮﻝ ﺟﻨﻮﺏ ﻛﻮﺳﱵ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺒﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﻜﺚ ﻣﻌﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﻂ ،ﻟﻴﻠﻪ ﻛﻠﹼﻪ ﺇﻣﺎ ﺭﺍﻛﻊ ﺃﻭ ﺳﺎﺟﺪ ،ﻻ ﻳﻀﻊ ﺟﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻭﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ،ﻭﻳﻨﺜﺮ ﻛﺜﲑﺍ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ،ﻭﻧﺴﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺮﺡ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺳﺮﻳﺎﱐ ،ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻣﻨﺬ ﻋﺮﻓﺖ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻫﻜﺬﺍ ﺷﺄﱐ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﺃﻧﺎﻡ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻗﺎﻝ ﱄ :ﱂ ﺃﺧﻒ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ. ﻛﻨﺖ ﺃﻣﻜﺚ ﻣﻌﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ،ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﺒﺎﻝ. ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺧﻠﻮﺓ ﻭﺣﺪﻱ ،ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﻣﻌﻲ ﳊﺮﻛﱵ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻣﺎﻣﻲ ،ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ـ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﳋﺮﻭﺝ، ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ،ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﺷﺮﻗﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﻓﻌﺖ ﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺧﻔﹼﺔ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﻗﺪﻣﺎﻱ ﺇﻻ ﻭ ﺟ ﺪ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺳﺮﺣﺖ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻃﺎﺋﺮﹰﺍ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﱂ ﺃﻋﻬﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ. ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﻣﺴﺎ ،ﻭﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻣﺘﻜﺎﺛﻔﺔ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺎﺳﻖ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ، ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻯ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺃﻋﺮﻑ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻨﺨﻔﺾ، ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﻗﺼﲑﺓ ،ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺭﻣﻠﻴﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﻃﻴﻨﻴﺔ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﲟﻘﺪﻭﺭﻱ ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ ﻷﱐ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﲤﺎﻣﺎ ،ﻭﻗﻠﺖ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺇﱃ ﺃﻳﻦ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺝ؟ 215 ﺧﻔﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺼﺤﺖ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻧﻮﺭﺍ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ،ﻓﻬﺒﻄﺖ ﺑﲔ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ،ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻴﻤﻤﺖ ﳓﻮﻩ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﺍﳌﺘﻜﺎﺛﻔﺔ ﺗﻨﻔﻚ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﲟﺮﻭﺭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﺻﺪﺍ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻓﻠﻢ ﺃﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﱂ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﲏ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﳏﻔﻮﻇﺔ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﰲ ﺳﲑﻱ ﻛﻠﻪ ،ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ،ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻭﻫﻢ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺳﲑﻱ ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﻃﻮﻳﻼ، ﻓﻤﺮﺭﺕ ﺑﻨﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺧﻠﻮﰐ. ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﺭﺳﻞ ﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ،ﰒ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﱄ ﻗﺎﺋﻼ :ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺷﻨﻜﻞ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﺘﺘﺤﻤﻠﻮﻫﺎ؟ ﳌﺎﺫﺍ ﺗﺼﻴﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺇﹼ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺯﻋﺠﻚ؟ ﻓﻄﺄﻃﺄﺕ ﺭﺃﺳﻲ ﺧﺠﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﻌﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻮ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﻋﻠﻮ ﺩﺭﺟﺘﻪ ،ﻭﻣﻜﺎﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ،ﻭﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺍ ﹸﳌ ﱠﻄِﻠ ﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﲟﻨﻄﻘﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺃﻣﺮ ﺎ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺷﺆﻭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺬﻛﺮﱐ ﺑﺸﻲﺀ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺑﻮﺡ ﺑﻪ ﻟﻮﻻ ﺣﻀﻮﺭ ﻣﻨﺎﺳﺒﺘﻪ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻳﻮﻣﺎ :ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻘﺴﻤﺔ ﻷﻫﻞ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ،ﻭﻟﻜ ﱢﻞ ﻭﺍﺣ ٍﺪ ﻣﻨﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻳﺪﻳﺮ ﺷﺌﻮﻧﻪ ،ﻭﻻ ﻧﻌﲏ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ـ ﻛﺈﺩﺍﺭﺓ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ،ﺑﻞ ﻧﻌﲏ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﺟﻨﺐ ﺍﳊﻀﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﺍﺭ ﺷﺆﻭﺎ ﻏﻴﺒﻴﺎ ،ﺭﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﳉﺎﻣﻊ، ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻷﻗﻄﺎﺏ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﻭﺳﺘﲔ ﺩﺭﺟﺔ، ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺃﺧﱪﱐ ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻘﺘﻚ ﺍﳌﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺇﺩﺍﺭﺎ ﻟﻴﻼ ،ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺷﺮﻗﺎ ﺟﺒﻞ ﺳﻘﺪﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﺷﻘﻴﻘﻪ ،ﻭﻏﺮﺑﺎ ﺃﻡ ﺭﻭﺍﺑﺔ ،ﻭﴰﺎﻻ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺷﻘﻴﻘﻪ ،ﻭﺟﻨﻮﺑﺎ ﺟﺒﻞ ﺃﲪﺪ ﺃﻏﺎ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﺒﻪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﻳﺔ ،ﻭﲢﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻣﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﲰﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﻳﺔ ﺗﻨﻔﺬ ﻣﺎ ﺃﺑﺮﻡ 216 ﺑﺎﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﺮﺗﺎﺏ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺳﺮ ﻋﻈﻴﻢ ،ﻭﲝﺮ ﻋﻤﻴﻖ ،ﺃﻣﻮﺍﺟﻪ ﻣﻜﻔﻮﻓﺔ، ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ،ﳌﻦ ﺩﺧﻞ ﺳﻮﻗﻪ ﻭﻋﻠﻢ ﻣﻌﺮﻭﺿﻪ. ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻭﺩ ﻣﻀﻮﻱ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﺎ ،ﻗﺎﻝ :ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻭﳓﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ. ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ـ ﻭﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﻟﺒﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﲨﺮ ﻓﺄﺩﺧﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﺸﺄﱐ ﰲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ،ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺨﺎ ﺻﺎﳊﺎ ﺗﻘﻴﺎ ﻭﺭﻋﺎ، ﺳ ﻤ ﺢ ﺍﻟﻨ ﹾﻔ ِ ﺲ ،ﲨﻴﻞ ﺍﳋﻠﻖ ،ﻛﺮﳝﺎ ﺳﺨﻴﺎ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﻓﺄﻏﻠﻘﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ،ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻋﻨﺪﳘﺎ ،ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻭﺻﺤﺘﻪ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﻠﻬﻢ ،ﻭﺍﳌﺴﻴﺪ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ :ﻗﺪ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻖ؟ ﲝﺒﻞ ﺳﻘﺪﻱ ﰲ ﺍﳌﺮﺓ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﹶﺃ ﹾﺫ ﻫﺒ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ :ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﻠﻬﻢ ﻃﻴﺒﻮﻥ؟ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ. ﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ؟ ﺻﹾﻠ ﻗﺎﻝ :ﹶﺃ ﻭ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ :ﻭﻛﻴﻒ ﺻﺤﺘﻪ؟ ﻗﻠﺖ :ﲞﲑ. 217 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺭﲪﺔ :ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻫﻜﺬﺍ ،ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺑﺴﺒﺎﺑﺔ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻴﻤﲎ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ،ﻭﻭﺿﻌﻬﻤﺎ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺘﲔ ﻫﻜﺬﺍ ،ﻭﻳﻌﲏ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﺭﺟﺔ. ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ :ﻧﻌﻢ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭﻳﻌﲏ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺴﺮ. ﻭﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﺘﻮ ﻣﺎ ﻟﻠﺴﺮ ﻭﻟﻪ ﺇﺣﺎﻃﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺟﺪﺍ ﺑﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻜﺸﻒ ،ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﱄ :ﺇ ﹼﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺪ ﺃﻃﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻈﻴﻢ ﺟﺪﺍ ﰲ ﻋﺎﱂ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ. ﰒ ﺃﺧﱪﺕ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺛﻘﺔ ﺑﺄﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻘﺼﲑ ـ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺎﻣﺪﺓ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ﻗﺪ ﺿﺎﻉ ﻟﻪ ﺑﻌﲑ ،ﻭﲝﺚ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﲑﺍ ،ﰒ ﺍﺗﺠﻪ ﳓﻮ ﻋﺪ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺧﱪﻩ ﻣﻦ ﺃﻫﺎﱄ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻄﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺪ ،ﻓﻠﻢ ﳚﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺧﱪﺍ ،ﻭﻭﺻﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻤﻜﺚ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﰒ ﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺧﱪ ﺍﻟﺒﻌﲑ، ﻭﳝﻢ ﳓﻮ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﻘﺔ ﻓﻮﺻﻠﻬﺎ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻭﺩ ﻣﻀﻮﻱ، ﻭﺑﺎﺕ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﺃﺧﱪﻩ ﺑﻘﺼﺔ ﺍﳉﻤﻞ ،ﻭﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﺮﻙ ﺑﻘﻌﺔ ﻭﻻ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﺇ ﹼﻻ ﻭﲝﺚ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻋﻴﺎﻩ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ،ﻟﻌﻞ ﺍﷲ ﺃﻥ ﳚﻤﻊ ﻟﻪ ﺑﺒﻌﲑﻩ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ :ﻫﻞ ﻭﺻﻠﺖ ﻭﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ :ﻭﻫﻞ ﺫﻛﺮﺕ ﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺒﻌﲑ ﺍﻟﻀﺎﺋﻊ ،ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ؟ ﻗﺎﻝ :ﻻ. 218 ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺑﲏ ،ﺇﻧﻚ ﻗﺪ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻤﺎ ،ﺗﺼﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻭﻻ ﲣﱪﻩ ﲞﱪ ﺍﻟﺒﻌﲑ ،ﺇﻧﻪ ﻻ ﳚﻤﻊ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻮﺍﷲ ﻟﻮ ﺃﺧﱪﺗﻪ ﺑﻘﺼﺘﻪ ،ﻭﲝﺜﻚ ﻋﻨﻪ ﻷﻭﺻﻔﻪ ﻟﻚ ،ﻭﳉﻤﻌﻚ ﺍﷲ ﺑﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻚ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺿﻴﻊ ﺑﻌﲑﻙ. ﻭﻗﺼﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺬﻩ ..ﻓﺈ ﹼﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺪ ﺷﺮﺩ ﻣﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﻗﺒﻞ ﺯﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺔ ـ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ،ﻓﺄﺗﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ :ﺇﺫﺍ ﲨﻊ ﺍﷲ ﱄ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺸﺎﺭﺩ ﻟﻚ ﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ. ﰒ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺗﻰ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻭﺩ ﻣﻀﻮﻱ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻄﻦ ﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺸﺎﺭﺩ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺇ ﹼﻥ ﱄ ﻋﺒﺪﺍ ﺷﺎﺭﺩﺍ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﺎﱐ ﺭﺍﺟﻌﺎ ﻟﻚ ﻓﺼﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ. ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻛﻠﻤﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﰲ ﺃﻣﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻴﺪﻩ ﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ :ﺇﻧﻚ ﻗﺪ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻳﺎ ﺑﲏ ،ﺇﻥ ﻋﺒﺪﻙ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻣﺮﺍﺕ ،ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻣﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺪﻱ ﻷﻗﺒﻀﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻳﺪﻱ ﻣﻨﻪ ﺃﺭﻯ ﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻲ ﻭﻗﺪ ﻣﺪﺕ ﻃﻮﻳﻼ ﻓﻴﻨﻜﺰﻩ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﲏ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺟﻊ ،ﻭﺍﳋﻄﺄ ﻣﻨﻚ. ﻭﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؛ ﺇﻧﻪ ﰲ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻧﺰﻝ ﺍﳌﻄﺮ ﻏﺰﻳﺮﺍ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﳋﺮﻳﻒ ﺣﱴ ﺍﻣﺘﻸﺕ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻐﻴﻼﻥ ﻭﺍﻟﱪﻙ ،ﻭﲨﻴﻊ ﺍﳌﻨﺨﻔﻀﺎﺕ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﳓﺼﺮ ﺍﳌﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺷﺘﺎﺀ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻄﲔ ،ﻓﻬﺮﻋﺖ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻧﺸﻄﺔ ﻓﺰﺭﻋﻮﺍ ﺍﻟﻄﲔ )ﺍﳌﺎﺯﺭﻋﻮﺍ( ﻭﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﱵ ﺣﻮﻟﻪ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﲢﺮﻛﺖ ﺍﻟﺰﺭﺍﻳﺮ 219 ﺁﻛﻠﺔ ﺍﳊﺒﻮﺏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺞ ﻭﺻﻮﺏ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﲞﲑ ﻭﻓﲑ ،ﻓﺴﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻳﻨﻮﺀ ﲝﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﻕ ،ﻟﻌﻈﻢ ﺣﺠﻤﻬﺎ ،ﻓﺴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻭﻓﺮﺓ ﺍﳊﺒﻮﺏ ،ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻹﻓﺮﺍﻙ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﲑ ﻗﺪ ﻫﺠﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻨﻬﻢ ﺷﺪﻳﺪ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﲑ ،ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﳊﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﲑ، ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻛﻨﺖ ﺃﻣﺪ ﻋﻮﺩﺍ ﻃﻮﻳﻼ ﻭﺃﺿﺮﺏ ﺑﻪ ﺍﻟﻄﲑ ﺍﳌﻬﺎﺟﻢ ،ﻓﺄﻛﺎﺩ ﺃﺳﻘﻂ ﰲ ﺍﳌﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺯﺭﺯﻭﺭﺍ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺗﻪ. ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﺍﳌﺰﺭﻭﻋﺔ ﲤﺘﻠﻜﻬﺎ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺳﺒﻴﻎ، ﻭﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﳋﻠﻒ ﻭﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺍﺏ ﻭﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺤﺎﻗﺤﺔ ـ ﺃﺗﺖ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻛﻠﹼﻤﻮﻩ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻄﲑ ،ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﳍﻢ ﺑﻄﺮﺩﻩ ،ﻗﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﻬﻤﺔ :ﺇﻧﻨﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﺳﻞ ﻣﻨﺎﺩﻳﺒﻬﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﻭﺍﺣﺪﺍ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻧﻌﻢ ﺩﻋﻮﻫﻢ ﻟﻴﺼﻠﻮﺍ ﻋﻨﺪﻱ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﱂ ﳛﻀﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻫﻢ، ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ،ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﺰﺍﺭﻋﲔ ﺑﺄﻥ ﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺷﻴﺦ ﻋﻘﻴﺪﺎ ،ﻓﺎﳌﺴﺎﻋﺪ ﺍﺏ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺧﺎﻟﺪ ،ﻭﺃﺣﻀﺮﻭﺍ ﻣﻨﻪ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﲑ ﻓﻄﺎﻓﻮﺍ ﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼﺒﺢ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺳﺒﻴﻊ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﻭﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺫﻫﺐ ﻭﻓﺪﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻠﻴﻘﺔ ﻭﺃﺗﻮﺍ ﺑﻮﺭﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻣﻀﻮﻱ ،ﻭﻃﺎﻓﻮﺍ ﺎ ﻗﺒﻞ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﻗﺘﲔ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻭﳓﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺭﺿﻨﺎ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻓﻠﻢ ﻧﺮ ﻃﲑﺍ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﺰﺭﺍﺯﻳﺮ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺒﻖ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﻓﻤﻜﺜﻨﺎ 220 ﻳﻮﻣﻨﺎ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻻ ﻃﲑ ﳛﻮﻡ ،ﺑﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻄﲑ ﻗﺪ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻃﺎﻑ ﺍﻟﻮﻓﺪﺍﻥ ﺑﺎﻟﻮﺭﻗﺘﲔ ،ﻭﻗﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ،ﻭﺧﻠﺼﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ. ﺭﺟﻌﺖ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﺴﺄﻟﲏ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﱵ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻭﺩ ﻣﻀﻮﻱ ﻗﺪ ﻃﻴﺮﺕ ﺍﻟﻄﹼﲑ ،ﻓﺄﺻﺒﺤﻨﺎ ﰲ ﺃﻣﺎﻥ ،ﻭﰲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺍﺫﻫﺐ ﻟﻠﺰﺭﻉ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ،ﻓﺬﻫﺒﺖ ،ﻭﺭﺟﻌﺖ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﻃﲑ ﻓﺴﺄﻟﲏ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ،ﻭﰲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺍﺫﻫﺐ ﻭﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ،ﻓﺬﻫﺒﺖ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﺭﺟﻌﺖ ﻭﺃﺧﱪﺗﻪ ﺃﺎ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ،ﻓﺴﻜﺖ. ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻼ ،ﻭﺃﺧﱪﻭﻩ ﺧﱪ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﺍﻧﺘﻈﺮﻭﺍ ﺣﱴ ﲡﺘﻤﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﻭﻓﻮﺩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺧﱪﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻗﺪ ﺗﻔﺮﻗﺖ ،ﻭﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻌﻘﻴﺪﺎ ،ﻭﺃﺗﻮﺍ ﺑﻮﺭﻗﺔ ﻣﻦ ﺷﻴﺨﻬﻢ ﻟﻠﻄﻴﻮﺭ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻪ :ﺃﻗﺴﻤﺖ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﲑ ﺳﻴﺄﰐ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻳﻌﲏ ﳝﻜﺚ ﻛﻞ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻭﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭﻫﺎ ،ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭﻫﻦ ﺳﻴﲔ ،ﻫﻨﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺎﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻫﻞ ﺍﻟﻄﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺣﻞ ﺳﻴﻌﻮﺩ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ :ﻭﺍﻟﺰﺭﻉ؟ ﻗﺎﻝ :ﺳﻴﻠﺘﻬﻤﻪ ﺍﻟﻄﲑ ﲨﻴﻌﻪ. 221 ﻗﺎﻝ :ﻭﺯﺭﻋﻚ ﺃﻧﺖ ﻣﻘﺪﺭ ﺑﺴﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﺟﻮﺍﻝ؟ ﻗﺎﻝ :ﺳﺘﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ،ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻗﺪ ﺣﻜﻤﺖ. ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﰲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﺍﺫﻫﺐ ﻭﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﺰﺭﻉ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ :ﺇﱃ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ ﻃﲑ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺭﺍﺟﻌﺔ ﺃﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ،ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺳﺤﺐ ،ﻓﻬﻮﺕ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺃﻛﻼ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻏﻔﻠﺔ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺑﻘﻴﺔ ﻳﻮﻣﻬﺎ ،ﰒ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﺷﺘ ﺪ ﺃﻣﺮﻫﺎ. ﻗﻠﺖ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ :ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻗﺪ ﺃﺗﺖ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺃﺷ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ. ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ،ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺘﺄﻛﻞ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ. ﺭﺟﻊ ﻛﻞ ﻭﻓﺪ ﺇﱃ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ـ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪ ﺁﺏ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﺎﻟﺪ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭ ﺭﺑﻪ ،ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ،ﻓﻜﺘﺐ ﳍﻢ ﻭﺭﻗﺔ ،ﻭﺳﺒﻴﻊ ﺫﻫﺐ ﻭﻓﺪﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻜﺘﺐ ﳍﻢ ﻭﺭﻗﺔ ،ﻓﻄﻴﻒ ﺑﺎﻟﻮﺭﻗﺘﲔ ﻓﻼ ﺗﺄﺛﲑ. ﰒ ﺭﺟﻊ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﺷﻴﺨﻪ ،ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺍﳋﱪ ،ﻭﺭﺟﻌﻮﺍ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺄﻭﺭﺍﻕ ﺃﺧﺮﻯ ﻃﺎﻓﻮﺍ ﺎ ،ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﻓﻤﻜﺜﺖ ﺍﻟﺰﺭﺍﺯﻳﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﱂ ﺗﻐﺎﺩﺭﻫﺎ ﺣﱴ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﶈﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﱵ ﺎ. ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻳﻮﻣﺎ :ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻟﻮ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﺪﻭﻥ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﳊﺼﺪﻧﺎ ﺧﲑﺍ ﻭﻓﲑﺍ. ﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﺇ ﹼﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻔﻮﻫﻮﻥ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺮﻗﻰ ﺇﱃ ﺍﻷﺩﺏ ،ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﺎﻟﻚ ،ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻭﻓﻮﺩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﻋﺪﺕ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪﻱ ﻫﻴﻨﺎ ،ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻭﻻ ﻗﺮﺍﺀﺓ ،ﺑﻞ ﺃﺷﲑ ﺇﱃ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻲ ﻭﺁﻣﺮﻩ ﺑﺄﻥ ﻳﻄﺮﺩ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻣﻦ ﻛﻞ 222 ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻟﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ،ﻭﳍﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﻳﺎﺡ ﻭﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﺇﱃ ﺃﺭﺽ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ،ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﰲ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺮﺟﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺙ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻛﻌﻴﺪ ﺍﻷﺿﺤﻰ ،ﺃﺭﺳﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺷﻔﻬﻴﺔ ﻣﻊ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻗﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻷﻗﺎﺑﻠﻪ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﺳﱵ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻗﺪ ﳛﺪﺩ ﺳﻔﺮﺓ ﻟﻠﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﺃﻭ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﱄ ﻟﻠﺤﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻩ ﲜﺪﻳﺪ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻐﺎﺩﺭ ﻣﺴﻴﺪﻩ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻌﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻫﻞ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻛﺎﻥ ﺗﺮﺣﺎﺑﻪ ﺑﻨﺎ ﻗﻮﻳﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﻮﺻﻒ ،ﻭﻛﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﳌﺸﺎﺋﺢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻟﻌﻴﺪ ﺍﻟﺮﺟﺒﻴﺔ ،ﺗﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻻﺑﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﱰﻟﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﳛﻞ ﺎ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ :ﻗﺪ ﲰﻌﺘﻪ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻣﺮﺍﺕ ﻳﻮﺟﻪ ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﲑ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﳛﺘﺮﻣﻮﻧﻪ ﺃﳝﺎ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ. ﻋ ﺪﻧﺎ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﻭﳓﻦ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ﻣﺮﺭﻧﺎ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﻣﺪﱐ ،ﻓﱰﻟﻨﺎ ﲟﺤﻄﺔ ﺳﻜﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪ ،ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﺘﺬﺍﻛﺮ ،ﻭﳓﻦ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺻﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻌﻤﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﲪﺎﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﳍﺎﺩﻱ ﻭﻣﻌﻪ ﻭﻓﺪ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻗﺪ ﺃﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﻭﻫﻢ ﰲ ﺗﺴﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻟﻠﹼﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻭﻩ ﲪﺪﻭﺍ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﻓﺒﻌﺪ ﲢﻴﺘﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﺫﻫﺐ ﰊ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﲪﺎﺩ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﱄ :ﳓﻦ ﻻ ﳕﺘﻠﻚ ﲦﻦ ﺍﻟﺘﺬﺍﻛﺮ ،ﻓﺄﻣﻠﻨﺎ ﻛﻠﻪ ﺃﻥ ﳒﺪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻴﻘﻄﻊ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺘﺬﺍﻛﺮ. ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻱ :ﺗﺮﻛﺘﻬﻢ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﺃﺧﱪﺗﻪ ﺧﱪﻫﻢ ،ﻭﻫﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺬﺍﻛﺮ ،ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ 223 ﻋﻨﻪ ،ﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺫﻫﺒﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﳒﻌﻞ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻟﻠﻨﻔﻘﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ،ﻭﻟﻠﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﻻ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﻌﻨﺎ ﺇ ﹼﻻ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺬﺍﻛﺮ ،ﻭﺣﻖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻨﻔﻘﺘﻨﺎ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻲﺀ. ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺗﺮﺗﻜﺘﻬﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺻﻌﺒﺎ ،ﻭﳚﻠﺐ ﻟﻨﺎ ﺍﳌﺬﻣﺔ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻣﺎﺫﺍ ﻧﻔﻌﻞ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎ ﻭﻻ ﻗﺮﺷﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ.؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻱ :ﺗﺼﺮﻑ. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﺭ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﱂ ﳛﻀﺮﻩ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻌﻴﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ،ﻭﻫﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﺘﺬﺍﻛﺮ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﻧﺬﻫﺐ ﻭﻧﺘﺮﻛﻬﻢ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻚ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﳌﺎﺫﺍ ﱂ ﳜﱪﻭﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ؟ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﺷﺠﺮﺓ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﻇﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﶈﻄﺔ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺟﻠﺲ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭﻩ ،ﻓﺴﻜﺖ ﻋﲏ ،ﻭﻣ ﺪ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﻤﲎ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﲏ ،ﻓﺄﻏﻤﻀﻬﺎ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻣﺪ ﻳﺪﻙ. ﻓﻤﺪﺩﺎ ﻓﺄﺭﺟﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﳌﻐﻤﻀﺔ ﻭﺻ ﺐ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺸﺮﻳﻦ ،ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻨﻴﻪ ﻟﻪ ،ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺬﺍﻛﺮ ﻭﺍﺷﺘﺮﻳﺘﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻋﺪﺩﻫﻢ ،ﻓﺄﻋﻄﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﲪﺎﺩ، ﻭﺃﺭﺟﻌﺖ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺿﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻟﻨﺴﺘﻌﲔ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻻ ﺃﺭﻳﺪﻫﺎ ﻭﻻ ﺃﺿﻌﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺣﻔﻈﺘﻬﺎ ﻟﻨﻔﻘﺘﻨﺎ ﻷ ﹼﻥ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻏﺮﻳﺐ ،ﻓﻀﺤﻚ ﻭﺳﻜﺖ. 224 ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ :ﻗﺪﺍﺳﺘﻮﻯ ﺍﻟﻘﻄﻦ ﲟﺸﺮﻭﻉ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ﻟﻠﻘﻴﻂ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﳋﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻧﺘﺎﺝ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻋﻠﻲ ﻃﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻹﺑﺮﺍﻡ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻠﹼﻘﻴﻂ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﺋﺨﺔ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻄﻦ ﺑﻐﺮﺏ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ،ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﻭﱂ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﲞﱪ ﻷﻥ ﻣﺪﺭﺍﺀ ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﳉﺎﻢ ﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﰲ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﺷﺪﻳﺪ ،ﻛ ﹼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪ ﻟﻘﺎﻃﺎ ﳌﺸﺮﻭﻋﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﺄﻧﻮﺍ ﻗﻠﻴﻼ ﰲ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻃﻤﻌﺎ ﰲ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻘﻮﺩ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ. ﳌﺎ ﺭﺟﻊ ﻭﻓﺪ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺃﻭ ﻭﻋﺪﻥ ﻣﺸﺎﺋﺨﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺣ ﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﻧﻘﺲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻋﻠﻲ ﻃﻪ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ،ﻭﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻨﻂ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻻﻗﻄﲔ ﳌﺸﺮﻭﻋﻪ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ،ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻹﺑﺮﺍﻡ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ،ﻟﺜﻘﺘﻪ ﻓﻴﻪ ،ﻭﳌﻌﺮﻓﺘﻪ ﻟﻪ ،ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﻇﺮﺍ ﺑﺎﳌﺸﺮﻭﻉ. ﺳﺎﻓﺮ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻣﻌﻪ ﻗﻠﹼﺔ ﻣﻦ ﻧﻈﹼﺎﺭ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﻻﻗﻄﲔ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ﻓﺠﺎﺑﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻓﻠﻢ ﳚﺪﻭﺍ ﻭﻋﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻳﻄﻤﺌﻨﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﺟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ﻟﺸﻴﺨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺃﻛﺮﻣﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﺮﺍﻣﺎ ﺟﻠﺐ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﰲ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ ،ﻷ ﹼﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﱂ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ. ﻓﻘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺇﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻓﺸﻠﻨﺎ ﰲ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﻻﻗﻄﲔ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ،ﻭﻗﺪ ﺟﺒﻨﺎ ﻛﻞ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﻓﻠﻢ ﳒﺪ ﻭﻋ ﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﱰﻭﻝ ﺇﱃ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ. 225 ﻓﻠﻤﺎ ﲰﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﻀﺎﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩ ـ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ،ﺑﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺼﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ ﻳﻠﻬﺚ ﺧﻠﻔﻚ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺣﱴ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ،ﻭﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻼﻗﻄﲔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺃﻧﺖ ﺃﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﻓﻠﻚ ﺫﻟﻚ. ﰒ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﺪﺉ ﲜﻬﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻢ ﰒ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﳉﻬﺎﺕ ﺣﺪﺩﻫﺎ. ﺭﻛﺐ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻓﻤﺎ ﺭﺁﻫﻢ ﻓﺮﻳﻖ ﺃﻭ ﻗﺮﻳﺔ ﺇﻻ ﺭﻛﻀﻮﺍ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ :ﳓﻦ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺇ ﹼﻻ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ﻷﻧﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ،ﻓﺎﻛﺘﻔﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺑﺎﻟﻌﺪﺩ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ. ﻓﻠﻤﹼﺎ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻋﻠﻲ ﻃﻪ ،ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺍﳋﱪ ﺳ ﺮ ﺳﺮﻭﺭﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ ،ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﺃﺧﺪ ﻣﻌﻪ ﺛﻼﺙ ﻋﺮﺑﺎﺕ ﻓﻤﻸﻫﺎ ﺑﺎﻟﻼﻗﻄﲔ ،ﰒ ﺃﺧﺪ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ )ﺍﻟﻠﻮﺍﺭﻱ( ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﺣﱴ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻮ ﻋﺪﺩ ﺣﻮﺍﺷﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺘﻤﺎﺋﺔ ﺣﻮﺍﺷﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺑﱪﻛﺔ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻷﻧﻪ ﳎﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ. ﻣﻦ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﱵ ﺗﻈﻬﺮ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻭﻗﺒﻮﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺃ ﹼﻥ ﻼ ﻋﻤ ﺪﺍ ،ﻓﺄﺗﻰ ﺇﱃ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﻴﺔ ﻳﺪﻋﻰ ﻣﻬﻠﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎ ﻗﺘﻞ ﺍﺑﻨﻪ ﻗﺘ ﹰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﺴﺘﻐﻴﺜﺎ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﷲ ﰲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺪﻡ ﺍﺑﻨﻪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﳍﺬﻩ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﺤﺒﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺳﻨﻄﻠﻖ ﺳﺮﺍﺣﻜﻤﺎ ﻟﻠﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺷﺮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺿﺤﻰ ﻭﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇ ﹼﻥ ﺍﺑﻨﻚ ﻻ ﻳﻌﺪﻡ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ،ﺍﺫﻫﺐ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎ ﺇﱃ ﻣﻨـﺰﻟﻚ. 226 ﻣﻀﻰ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺷﻬﻮﺭﺍ ،ﻓﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ،ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺇﱃ ﻣﺪﱐ ،ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﻷﻧﻪ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﻭﻻﻳﺔ ﺳﻨﺎﺭ ﻭﻭﻻﻳﺔ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ )ﻣﺪﱐ( ،ﻓﺼﺤﺐ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺍﶈﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﺇﱃ ﺟﺪﻳﺪ ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲰﻊ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻪ ،ﻭﻫﻮ ﰲ ﻫ ﻢ ﻭﺿﻴﻖ. ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺁﳘﺎ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺭﺝ ﻟﻼﺳﺘﺠﻤﺎﺭ ،ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻳﺮﲡﻒ ﳑﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﺴﺮﺓ ﻭﺧﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻪ، ﻓﺨﺎﻃﺒﻬﻤﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻼ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ :ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻣﻬﻠﺔ ﺍﻃﻤﺌﻦ ،ﺇ ﹼﻥ ﺍﺑﻨﻚ ﻻ ﻳﻌﺪﻡ ،ﻻ ﲢﻤﻞ ﳘﹼﺎ ﰲ ﻧﻔﺴﻚ ،ﺇ ﹼﻥ ﺍﺑﻨﻚ ﻻ ﻳﻌﺪﻡ ﻭﻻ ﻳﺰﻋﺠﻚ ﻧﺒﺄ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻧﻪ ﺳﻴﺄﺗﻴﻪ ﺍﻹﻓﺮﺍﺝ ﻭﺳﻴﺒﺪﻝ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ. ﳌﹼﺎ ﲰﻊ ﺷﻴﺦ ﻣﻬﻠﺔ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻜﻨﺖ ﻓﺮﺍﺋﺼﻪ ،ﻭﺍﺭﺗﺎﺣﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﳋﱪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺴﻠﹼﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﻫﺪﻭﺀ ،ﻭﺳﻠﹼﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻫﺬﺍ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﺑﺎﳌﻐﻴﺒﺎﺕ ،ﱂ ﻳﻜﺜﺮ ﺷﻴﺦ ﻣﻬﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺑﻞ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﻲ ﺃﲪﺪ ﻟﻴﺘﻮﱃ ﻋﻨﻪ ﻣﻜﺎﳌﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﻌﺸﺎ ﺍﶈﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ،ﻓﻄﻤﺄﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﺳﻴﺒﺪﻝ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﲔ ،ﻭﺃﻥ ﻻ ﳛﻤﻞ ﻟﺬﻟﻚ ﳘﺎ ،ﻓﺒﺎﺗﺎ ﻣﺮﺗﺎﺣﻲ ﺍﻟﺒﺎﻝ. ﻭﺩﻉ ﺷﻴﺦ ﻣﻬﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺭﺟﻊ ﺃﺩﺭﺍﺟﻪ ﺇﱃ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ، ﻓﻄﻤﺄﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﲟﺎ ﲰﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺃﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﺳﻴﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻷﻋﻮﺍﻡ ،ﻓﺤﻤﺪﻭﺍ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﺣﺪﺩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻬﻠﺔ ﺣﺎﺿﺮ ﲟﺪﱐ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻨﻪ، ﻓﻔﻲ ﺍﻷﻣﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﻭﺻﻞ ﺗﻠﻐﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻣﻦ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﺑﺎﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺸﺎ ﻣﻬﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ، 227 ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻪ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻷﻧﻪ ﺻﻐﲑ ﺍﻟﺴﻦ ،ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻭﲪﻴﺪ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ. ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﹼﰎ ﺑﱪﻛﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺸﻬﻮﺩﺍ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺴﻠﻤﻴﺔ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﳛﻜﻤﻬﺎ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ ﺁﻧﺬﺍﻙ. ﻛﻨﺖ ﺫﺍﻫﺒﺎ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴﻴﺪﻩ ﺑﺪﺑﺔ ﺍﻟﻘﺮﻉ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇ ﹼﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﲨﻴﻠﺔ ،ﺧﺼﺒﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ،ﻣﺴﺘﻮﻳﺔ ﰲ ﻫﻴﺌﺘﻬﺎ ،ﻻ ﺗﺸﺒﻪ ﺇﻻ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﻄﻦ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺎ ﻣﺎﺀ ﻷﺗﺖ ﺇﻧﺘﺎﺟﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﻮﺝ ﺍﻟﻘﻄﻦ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇ ﹼﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎﺀ ﻛﺜﲑ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻭﺃﻳﻦ ﻋﻴﻮﻧﻪ؟ ﻓﺄﺷﺎﺭ ﱄ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻗﺪ ﺗﻄﺎﻭﻟﺖ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇﻥ ﲢﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺑﻴﺖ ﳕﻞ ﻭﺍﺳﻊ ﺍﳊﺠﻢ ،ﺇﻧﻪ ﻋﲔ ﺍﳌﺎﺀ ،ﰒ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺷﺎﻫﺪﻩ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﱐ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻭﻫﺬﻩ ﻋﲔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺇﺫﺍ ﺣﻔﺮﺗﺎ ﺃﺧﺮﺟﺘﺎ ﻣﺎﺀﺍ ﻏﺰﻳﺮﺍ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﻱ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﻦ ﻭﺍﻟﺬﺭﺓ ،ﻭﻟﻜﲏ ﻻ ﺃﺧﱪ ﺑﻪ ﻷﻥ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻭﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﺣﻮﻟﻪ ﳑﺎ ﻳﺴﺘﺒﺐ ﰲ ﺿﻴﻖ ﻣﻮﺍﺷﻴﻨﺎ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ،ﻭﻣﻌﻮﻗﺎ ،ﻭﻣﺼﺪﺍﻗﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺣﻔﺮﺕ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺑﺌﺮﺍ ﺍﺭﺗﻮﺍﺯﻳﺔ ﻗﺮﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﻣﺎﺀﺍ ﻛﺜﲑﺍ. ﻗﺪ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﻨﺖ ﲟﺮﺽ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﳉﻦ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﻳﺮﻗﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻓﺎﻗﺪﺓ ﺍﻟﻮﻋﻲ ،ﺗﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺤﻀﺮﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﺪﺍﺀ )ﺍﻟﻜﻚ( ،ﻭﻻ ﺗﻔﻴﻖ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻌﲔ ﻳﻮﻣﺎ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺖ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﻣﻦ ﺇﺻﺎﺑﺘﻬﺎ. ﺤ ﺻ ﺣﺪﺩﻩ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻓﺎﻗﺖ ﻛﻠﻴﺔ ،ﻭ 228 ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﲟﺮﺽ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻷﲪﺮ ـ ﻭﻫﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﻥ ـ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺯﻭﺟﱵ ﻗﺪ ﺃﺗﻌﺒﺘﲏ ﰲ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﶈﺎﻳﺔ ،ﻭﺃﻧﺖ ﻟﻚ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻦ ،ﻓﻼ ﺃﻏﺎﺩﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻝ ﱄ :ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ. ﻓﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﰲ ﺧﻠﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﲟﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻪ ،ﻭﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻭﻋﺪﻩ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺮﺽ ﺳﻴﻐﺎﺩﺭﻫﺎ ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﺗﺎﻧﺎ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﻮﺭ ﻓﺴﺄﻟﻨﺎﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ :ﻟﻘﺪ ﺻﺤﺖ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ،ﻭﱂ ﻳﺄﺎ ﺍﳌﺮﺽ ﺣﱴ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﺁﺩﻡ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ:ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻣﻦ ﺷﺎﺭﻗﺔ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ )ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻖ( ،ﻗﺪﳝﺎ ،ﻓﻮﺟﺪ ﺃ ﹼﻥ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻣﻮﺛﻖ ﺑﺎﳊﺒﺎﻝ ﻗﺪ ﺃﺣﻀﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺮﻓﻊ ﺳﺒﺤﺘﻪ ﻭﺿﺮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﹶﻇ ﻬ ِﺮ ِﻩ ﺿﺮﺑﺎﺕ ،ﻭﻗﺎﻝ :ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﰒ ﺃﺣﻀﺮ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﻀﺮﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﺩﻭﻥ ﺭﻗﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺳ ﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻀﺮﺏ. ﰒ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎ ﻣﻌﺎﰱ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﺣﺠﺎﺑﺎ ﻭﺃﺭﺳﻠﻪ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ ،ﻓﻌﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻼﺝ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﻗﻴﺔ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻛﺘﺎﺑﺔ ،ﻭﰲ ﻳﻮﻣﲔ ﻓﻘﻂ ..ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﱪﻛﺔ ﻭﺇﻧﻪ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ )ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻛﻠﹼﻪ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ(. ﺃﺧﱪﱐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ﻗﺪ ﺃﺧﱪﻩ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺭﺍ ﰲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻓﺮﺃﻯ ﺃﻋﻼ ﻣﺎ ﺧﻀ ﺮﺍ ،ﻭﺭﺍﻳﺎﺕ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻓﻘﺼﺪﻩ ﻟﻴﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﻦ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺑﻪ ﺭﺣﺐ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ 229 ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺤﻜﻰ ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻗﺼﺔ ﻗﺎﻝ :ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺷﻴﺨﺎ ﺻﺎﳊﺎ، ﺴ ﺮﺍ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺥ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﰲ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻧﻘﻢ ﻋﻠ ﻲ ﻋﻤﻲ ،ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﹶﻗ ﻓﺰﺍﲪﲏ ﺷﺪﻳﺪﺍ ،ﻭﱂ ﻳﺘﺮﻙ ﱄ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﺪﻡ ﺃﺟﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻤﻨﻌﲏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﲏ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺃﺧﱪﺗﻪ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ،ﻓﻜﺘﺐ ﱄ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﺇﱃ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﲜﺪﻳﺪ ،ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳﻠﻤﺘﻪ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺳﻨﺴﻤﺢ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻚ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ. ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇ ﹼﻥ ﻋﻤﻚ ﻣﺎ ﺳﺎﻫﻞ، ﻓﺤﺴﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛ ﻢ ﺍﳉﻼﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻛﺘﻔﻘﻪ ﻭﺃﺭﺍﻩ ﺿﺮﺑﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻓﺮ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ. ﻗﺎﻝ :ﻭﺩﻋﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺇﱃ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﱃ ﻣﻨﺎﺯﻟﻨﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺼﻴﻮﺍﻥ ﻣﻘﺎﻣﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺧﻠﻮﺓ ﻋﻤﻲ ،ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ، ﻓﻌﺰﻳﺖ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺧﻠﺺ ﱄ ﺍﶈﻞ. ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﻤﻰ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ )ﺍﻟﺸﺮﻙ( ﺑﻘﺮﻳﺔ ﺩﺑﺮﺓ ،ﻋﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﺣﺴﻦ ،ﻓﺴﻠﹼﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇ ﹼﻥ ﲨﻠﻲ ﻗﺪ ﺳﺮﻕ ،ﻭﲝﺜﺖ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﲑﺍ ﻭﱂ ﺃﺟﺪﻩ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻃﻌﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺷﺮﺏ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺍﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻚ ،ﻭﻻ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻷﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﲝﺜﺖ ﻋﻨﻪ ﻻ ﲡﺪﻩ ،ﺑﻞ ﺳﻴﺄﺗﻴﻚ ﺍﳉﻤﻞ ﺃﻭ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﺧﱪﻩ، ﻟﻜﻦ ﺃﺫﻛﺮﻙ ﻻ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﻣﱰﻟﻚ. ﻓﺮﺟﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺃﺗﺎﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻥ ﲨﻠﻲ ﱂ ﳚﻤﻊ ،ﻭﺣﻀﺮﺕ ﻷﺫﻛﺮﻙ ﺑﺄﻣﺮﻩ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻚ ،ﻭﻻ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﻞ ،ﺳﻴﺄﺗﻴﻚ ﻫﻮ ﺃﻭ ﺧﱪﻩ. 230 ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻋﲔ ﺃﺗﺎﻧﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇ ﹼﻥ ﺍﳉﻤﻞ ﱂ ﳛﻀﺮ ،ﻭﺃﻧﺎ ﲰﻴﻚ ،ﻭﺃﻥ ﺃﻫﻠﻲ ﻗﺪ ﺃﻛﻠﻮﺍ ﳊﻤﻲ ،ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﱄ :ﺃﻧﺖ ﻣﻴﺖ ﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﳓﻦ ﻻ ﻧﺸﻚ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﻟﻜﻦ ﲢﺮﻙ، ﻭﺍﲝﺚ ﻋﻦ ﲨﻠﻚ ،ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ؟ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻣﻜﺜﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺼﻒ ﱄ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﺃﲝﺚ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﲨﻠﻲ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﺇﻥ ﲨﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﱂ ﻳﺘﻌﺪ ﺧﻂ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ﺟﻨﻮﺑﺎ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﺳﻴﺄﺗﻴﻚ ﻫﻮ ﺃﻭ ﺧﱪﻩ ،ﻓﻼ ﺗﺴﻤﻊ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻞ ﺍﻟﺰﻡ ﺑﻴﺘﻚ ﻭﺍﻧﺘﻈﺮ. ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﺗﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺃﺗﺎﻧﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﲨﻠﻪ ﻓﺄﻧﺎﺧﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺳﻠﹼﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺷﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺄﻣﺮﻩ ،ﻭﲪﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻮﻉ ﺍﳉﻤﻞ ﺳﻠﻴﻤﺎ ..ﹼﰒ ﺳﺄﻟﻪ :ﻛﻴﻒ ﻭﺟﺪﺗﻪ؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﰲ ﺧﻠﻮﰐ ﻓﺄﺗﺎﱐ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﺣﺸﺎﺷﺎ ﻭﺑﻌﺾ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ،ﻭﻳﺘﺠﻬﻮﻥ ﺻﻮﺏ ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ،ﻓﱰﻟﻮﺍ ﻋﻨﺪﻱ، ﻭﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻮﺍ؟ ﻕ ،ﻭﺻﻔﻪ ﻛﺬﺍ. ﺖ ﳍﻢ :ﺇﻥ ﱄ ﺑﻌﲑﺍ ﻗﺪ ﺳ ِﺮ ﻓﺄﺧﱪﻭﱐ ،ﻓﻘﻠ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﱄ :ﻟﻘﺪ ﻣﺮﺭﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺰﻋﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺑﻜﺮﺩﻓﺎﻥ ﴰﺎﻝ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﱰﻟﻨﺎ ﰲ ﺧﻠﻮﺓ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻔﺘﻪ ﻣﺮﺑﻮﻃﺎ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭﻧﺎ ،ﻓﺤﺮﻛﺘﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻧﻄﻴﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻧﺘﻔﺤﺺ ﻣﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﻢ ﻭﻫﻮ ﲨﻠﻚ ﻓﻌﻼ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻧﺼﻴﺤﺘﻨﺎ ﻟﻚ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺬﻫﺐ ﻭﺣﺪﻙ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ،ﻭﺗﱰﻝ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺧﻠﻮﺓ ﻓﻼﻥ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻧﺰﻭﻟﻚ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ،ﻓﺴﺘﺠﺪ ﲨﻠﻚ ﻣﺮﺑﻮﻃﺎ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭﻙ ،ﻷﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻴﺘﻬﺎ ﻇﻬﺮﺍ ﺃﻭ ﺿﺤﻰ ﻭﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﺍﻟﻠﻴﻞ 231 ﻚ ﰲ ﺃﻣﺮﻙ ،ﻭﳛﻮﻝ ﺍﳉﻤﻞ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ،ﻷﻧﻪ ﲨﻞ ﺳﺮﻗﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻻ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺸ ﺗﻄﻴﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺌﻼ ﻳﻔﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ. ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳉﻤﻞ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒﺰﻋﺔ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﻭﺇﱃ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﳌﻌﻴﻦ ﻓﱰﻟﻨﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺿﻴﻮﻓﹰﺎ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﳉﻤﻞ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭﻱ ﻭﻭﺟﺪﺗﻪ ﻓﻌﻼ ﲨﻠﻲ ،ﻟﻜﲏ ﱂ ﺃﺳﺄﻝ ﻋﻨﻪ ،ﻭﱂ ﺃﺗﻔﻮﻩ ﲞﱪﻩ ﺣﱴ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺳﺄﻟﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﱰﻝ ﻋﻦ ﺷﻴﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻠﹼﺔ، ﻓﺄﺧﱪﱐ ﺑﺎﲰﻪ ،ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺮﺯﺕ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻮﻱ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﰲ ﺍﳉﻤﻞ ﻭﺻﻔﺘﻪ ،ﻭﻗﻠﺖ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﳌﱰﻝ ،ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻤﻞ ﲨﻠﻲ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﲣﻔﻴﻪ ،ﻭﺇﱐ ﺫﺍﻫﺐ ﺇﱃ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺒﻠﺪ ،ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻣﻌﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﰊ. ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺳﻠﻤﺘﻪ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ،ﻭﺣﻀﺮ ﻣﻌﻲ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﳉﻤﻞ، ﻭﻭﺟﺪ ﺃﻥ ﻛ ﹼﻞ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﻴﻨﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻫﻲ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺑﺎﳉﻤﻞ، ﻭﺍﻋﺘﺮﻑ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻌﻪ ﺍﳉﻤﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﺷﺘﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺎﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺛﺒﻮﺗﻴﺔ ،ﻓﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﳉﻤﻞ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ،ﻭﺍﺳﺘﻠﻢ ﺟﻌﻔﺮ ﲨﻠﻪ ،ﻭﺭﺟﻊ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻪ ،ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ. ﻗﺪ ﺳﺮﻕ ﻣﻦ ﻋﻤﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﲑ ،ﻓﺘﺘﺒﻊ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺃﺛﺮﻩ ،ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﺍﻷﺛﺮ ،ﻓﺎﺗﺠﻬﻮﺍ ﳓﻮ ﺟﺪﻳﺪ ـ ﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻮﺻﻠﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﺄﻛﺮﻡ ﻭﻓﺎﺩﻢ ،ﻭﺃﺧﱪﻭﻩ ﺑﻘﺼﺔ ﺍﳉﻤﻞ ﺍﳌﺴﺮﻭﻕ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻤﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳉﻤﻞ :ﺇﻥ ﺑﻌﲑ ﺃﻭﻻﺩﻙ ﻭﺳﺮﻗﺘﻪ ،ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﺍﻧﺒﻬﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻭﻗﺼﺪﻧﺎﻙ ﻟﺘﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺑﻌﲑﻧﺎ. ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ،ﻭﻣ ﺪ ﻳﺪﻳﻪ ﺷﺮﻗﺎ ،ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺒﻮﺍ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻳﺪﻳﻪ ،ﻭﺃﻥ ﳝﺮﻭﺍ ﺑﺄﻭﻻﺩ ﺍﳌﻬﻠﺔ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻮﺳﺎﻉ. ﻓﺮﺟﻌﻮﺍ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻻﺻﻴﻞ ،ﻭﻫﻢ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﲑ ،ﻭﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻏﺎﺑﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﺫﺍﻫﺒﺎ 232 ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﺑﻞ ﺫﻫﺐ ﰲ ﺍﲡﺎﻫﻪ ،ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻃﻤﺄﻥ، ﻓﺤﺮﻛﻮﺍ ﺩﻭﺍﻢ ﳓﻮﻩ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﰲ ﺳﲑﻩ ،ﻛﺄﻧﻪ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺼﻤﻢ ﰲ ﺃﺫﻧﻴﻪ، ﺣﱴ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻓﺄﻣﺴﻜﻮﺍ ﺑﻪ ،ﻭﻛﺘﻔﻮﻩ ،ﻭﺃﺧﺬﻭﻩ ﺇﱃ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ. ﰒ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻣﻌﻪ ،ﻭﻋﺪ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻳﻄﻮﻑ ﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻓﺄﻃﻠﻘﻮﺍ ﺳﺮﺍﺣﻪ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﺇﻥ ﻋﻤﻲ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﱂ ﻳﺮﺯﻕ ﻣﻮﻟﻮﺩﺍ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻭﺩ ﻣﻀﻮﻱ ﻟﻪ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﱂ ﺗﺮﺯﻕ ﲟﻮﻟﻮﺩ. ﻓﺬﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳚﻠﺲ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺇﺫ ﺃﺗﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻭﺳﻠﹼﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇﺎ ﻻ ﲢﺘﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻮﺡ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﺃﻣﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ، ﻓﻜﻠﻢ ﻋﻴﺴﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻴﺄﺗﻴﲏ ،ﻓﻜﺘﺐ ﳍﺎ ﻟﻮﺣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﺮﺯﻗﻬﺎ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﱪﻛﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﺇ ﹼﻥ ﻋﻤﻨﺎ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻔﻈﺎ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ،ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺝ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺮﺯﻕ ﻣﻮﻟﻮﺩﺍ ،ﻭﻗﺪ ﻣﻜﺜﺖ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ـ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣ ﺮ ﻢ ﻋﻤﻨﺎ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺃﲪﺪ :ﺃﺧﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﺄﺗﻴﲏ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻋﻨﺪﻱ ﻟﻮﺣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺳﲑﺯﻗﻪ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ،ﻭﻓﻌﻼ ﺃﺗﺎﻩ ﻋﻤﻨﺎ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻭﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻮ ﺣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ،ﻓﺸﺮﺑﻪ ﻓﺮﺯﻗﻪ ﺍﷲ ﺃﻭﻻﺩﺍ ﻭﺑﻨﺎﺗﺎ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺧﱪﱐ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺑﺎﻟﻘﺼﺘﲔ. ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻫﺬﺍ،ﻭﺍﻟﻔﻜﻲ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﳘﺎ ﺃﺷﻘﺎﺀ ﺃﰊ ﺃﻣﺎ ﻭﺃﺑﺎ. ﺃﺗﺎﻩ ﺗﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﲡﺎﺭ ﻛﻮﺳﱵ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺒﻊ ﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ،ﻭﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺣﺠﻤﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺒﲑ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: 233 ﺇﱐ ﻗﺪ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺬﺍ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،ﻭﺇ ﹼﻥ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻳﻘﻒ ﺣﺠﺮﺓ ﻋﺜﺮﺓ ﳓﻮﻱ ﳝﺎﻃﻞ ،ﻓﺎ ﺳﹶﺄ ِﻝ ﺍﷲ ﱄ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﱐ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﺄﻋﻄﻴﻚ ﻋﺸﺮﺓ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﳋﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﻠ ﻐﺎ ﺿﺨ ﻤﺎ ،ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳓﻮ ﺭﺑﻪ ﻤﺔ ﻭﺳﺄﻝ ﺍﷲ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ. ﻓﻔﻲ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻫﻮ ﳛﻤﻞ ﺗﻠﻐﺮﺍﻑ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﳌﺒﻠﻐﻪ ،ﻭﺷﻜﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ. ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ،ﻓﺎﺷﺘﻌﻠﺖ ﻧﺎﺭ ﺑﺪﻛﺎﻥ ﺑﺸﲑ ﺻﺎﱀ )ﺍﻟﻘﺰﻳﻖ( ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺃﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ،ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻧﺎﺭﺍ ﻳﺴﺘﻌﺮ ﺃﻭﺍﺭﻫﺎ ،ﻭﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻠﺘﻬﻢ ﺧﻠﻮﺓ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﺻﻌﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﻘﺼﺐ ﻭﺍﻟﻌﻴﺪﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﺃﻧﺰﻟﻮﺍ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻻ ﺗﺼﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ ،ﻭﻓﻌﻼ ﲬﺪﺕ ﰲ ﻭﻗﺘﻬﺎ. ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺭﺱ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻷﰊ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻘﲑﻭﺍﱐ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﻠﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ،ﻓﺬﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺳﺄﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻫﻞ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻗﺮﻳﺒﺎ. ﻗﺎﻝ :ﻻ ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ :ﻭﳓﻦ ﻧﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﲜﺪﻳﺪ ،ﺇ ﹼﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﻗﺼﺔ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ،ﻭﺃﻇ ﻦ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭﺱ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻛﺒﲑﺍ ،ﻓﺘﻮﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﺍﻧﺸﻐﻞ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﺑﺎﻟﻌﺰﺍﺀ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﻣ ﺪﺍ ﺭ ﺳ ﹶﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ ،ﻓﺸ ﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ. 234 ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺃﻟﻮﺍﺣﻬﻢ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﻟﻴﻼ ﺇﱃ ﺿﺮﻳﺢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭﺳﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﺠﻠﺴﻮﺍ ﺣﻠﻘﺎ ﺣﻮﻟﻪ ،ﻭﺃﻭﻗﺪﻭﺍ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺂﺧﺮ ﺁﻳﺔ ﺗﻼﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﱪ ﻳﺘﻤﻢ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﳝﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻜﺘﺒﻮﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻮﺍﺣﻬﻢ ،ﰒ ﺍﺎﻝ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﻼﺀ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﳝﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﻠﻘﻴﻨﺎ ،ﻭﻫﻢ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻮﺍﺣﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﻴﺎ ،ﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﺴﻠﹼﻠﻮﻥ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﺍﺭﺳﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻔﻲ ﲤﺎﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﺟﻠﺲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﳋﻼﻓﺔ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺳﻮﻁ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻌﻠﻤﺎ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺮﺑﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺟ ﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻛﻌﺎﺩﻢ ﺇﱃ ﺿﺮﻳﺢ ﺷﻴﺨﻬﻢ ﻭﺟﻠﺴﻮﺍ ﺣﻠﻘﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﺄﺿﺮﻣﻮﺍ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺭﺟﺎﺀ ﺃﻥ ﳝﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﱪ ﻗﺪ ﺻﻤﺖ ﻷﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ـ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻗﺪ ﺟﻠﺲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ،ﻭﲢﻤﻞ ﻋﺐﺀ ﺍﳌﺪﺍﺭﺳﺔ ،ﰒ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻫﻞ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻗﺮﻳﺒﺎ؟ ﺃﻭ ﺃﺗﺎﻙ ﺧﱪ ﻋﻦ ﺻﺤﺘﻪ؟ ﻗﺎﻝ :ﻻ ﻗﺎﻝ :ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻄﻠﺒﻚ. ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﺸﻨﺪﻱ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺷﻴﺨﺎ ﻋﺎﺭﻓﺎ ﻓﻮﺟﺪﻩ ﰲ ﺍﻟﱰﻉ ﺍﻷﺧﲑ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻫﻞ ﺣﻀﺮ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﻟﺪﻩ ﺍﻟﻌﺎﱂ :ﻗﺪ ﺣﻀﺮﺕ ،ﻓﺤﻤﺪ ﺍﷲ ﰒ ﻣﺎﺕ. ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﻭﻣﻌﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺸﻬﲑ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻠﹼﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ 235 ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﺟﻠﺴﻮﺍ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺣﱴ ﻳﻜﺎﺩ ﺑﻌﻀﻢ ﻳﺼﺮﻉ ﺑﻌﻀﺎ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﻠﹼﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ،ﺑﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻓﲑ ﻭﺍﳋﲑ ﻛﺜﲑ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﻭﻳﺶ ،ﻓﺤ ﺰ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ،ﻭﱂ ﻧﺮﺿﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﺎ ﱂ ﻧﺘﻔﻮﻩ ﺑﺸﻲﺀ. ﺣﻀﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻭﻭﺿﻌﺖ ﺳﻔﺮﺓ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ـ ﻭﳓﻦ ﻗﻠﺔ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﺪﺩﻧﺎ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺒﺪﺃﻧﺎ ﰲ ﺍﻷﻛﻞ ،ﻓﺄﺟﻬﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻔﺮﺓ ،ﻭﱂ ﳓﺲ ﺑﺸﺒﻊ ،ﰒ ﺳﻔﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻠﻢ ﻧﺸﺒﻊ ،ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ :ﻻ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﲞﻮﺍﻃﺮﻧﺎ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﺍﺋﺘﻮﱐ ﺑﻜﺴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺎﺀ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺩﺍﻡ ،ﻓﻌﺠﻨﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﺑﺎﳌﺎﺀ،ﰒ ﻗﺎﻝ :ﺿﻌﻮﻫﺎ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﻗﺎﻝ :ﻛﻠﻮﺍ ،ﻓﺄﻛﻠﻨﺎﻫﺎ ﻓﺒﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﻊ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﰒ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺪﻩ ،ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻏﺮﻳﺒﺔ ،ﻣﻨﻬﻢ ﳝﺪ ﻳﺪﻩ،ﻭﻳﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻪ ﺻﻮﺕ ﻛﺮﻏﺎﺀ ﺍﳉﻤﻞ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻨﺎ :ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﲑ؟ ﻓﻤﺎ ﺃ ﹼﰎ ﻛﻼﻣﻪ ﺣﱴ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺪﱃ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﳛﺮﻛﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻳﺸﺒﻪ )ﻫﺪﺍﺭﺓ ﺍﳉﻤﻞ( ﺍﳊﻤﺮﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺍﻟﺒﻌﲑ ﺍﳍﺎﺋﺞ ،ﻓﻴﺘﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﺰﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺪﱃ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳍﺪﺍﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺍﻧﻔﺼﻠﺖ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﻓﻴﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺰﺑﺪ ﻛﺰﺑﺪ ﺍﻟﺒﻌﲑ. ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺫﻭﻭﺍ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺻﺎﺩﻗﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ،ﻭﻣﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ،ﻓﺎﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻣﻦ ﺫﺍﻕ ﺷﺮﺍﺏ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺻﺎﺡ. ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻈﻬﲑﺓ ،ﻭﺍﳊ ﺮ ﺷﺪﻳﺪ ،ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺇﻋﺼﺎﺭﺍ ﺻﻐﲑﺍ ﻛﺄﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺯﺭﻳﺒﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﺑﻨﻪ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺎﺻﲑ ﺍﳌﺘﺤﺮﻛﺔ ﻫﻞ ﻫﻲ ﺭﻳﺎﺡ ﻓﻘﻂ ﺃﻡ ﻣﻌﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ؟ 236 ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺭﻳﺎﺡ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﻨﻘﻼﺕ ﻟﻠﺠ ﻦ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﳌﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳌﺘﺤﺮﻙ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻹﻋﺼﺎﺭ ﻳﺪﻭﺭ ﻭﻳﻜﱪ ﻭﻳﻜﱪ ﻓﺘﺮﻛﺘﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺗﻘﻊ ﻣﻨﺎﺯﻟﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺧﻂ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﺼﺎﺭ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺤﺮﻛﺎ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﻓﻤﺎ ﻟﺒﺘﻨﺎ ﺇﻻ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﺼﻴﺎﺡ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﹼﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺍﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ،ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻋﺠﺒﺎ؛ ﺇ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﺼﺎﺭ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺿﺨﻤﺎ ،ﻭﻟﻪ ﻗﻮﺓ ﻫﺎﺋﻠﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺩﺧﻞ ﲢﺖ ﺭﺍﻛﻮﺑﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﲢﺘﻬﺎ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﻛﻮﺑﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﺃﺭﻛﺎﺎ ﺑﺎﻟﻄﻮﺏ ﺍﻷﲪﺮ ،ﻭﳍﺎ ﻛﻤﺮ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺪ ،ﻭﻛﻤﺮ ﻏﺮﰊ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﺎﻥ ﺭﺃﺳﻪ ﲡﺎﻩ ﺍﻟﺸﺮﻕ ،ﻓﺤﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﺼﺎﺭ ﺑﻘﻮﺗﻪ ﺍﳍﺎﺋﻠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﻛﻮﺑﺔ ﺑﻜﻤﺮﻳﻬﺎ ﻭﻃﺮﺣﻬﺎ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺋﻢ ،ﻓﻤﺎ ﺑﲔ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻜﻤﺮ ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﱪ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻓﻠﻮ ﺳﻘﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻘﻄﻊ ﺭﺃﺳﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﷲ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻗﺪ ﳒﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ،ﻓﺄﺗﻴﺖ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ،ﻭﺃﺧﱪﺗﻪ ﺑﺄﻣﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﺼﺎﺭ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺿﺨﻤﺎ ،ﻭﻗﺪ ﻃﺮﺡ ﺭﺍﻛﻮﺑﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﺮﻗﺎ ﺣﱴ ﻛﺎﺩ ﻳﻘﺘﻠﻪ ،ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺍﳉﻦ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻨﻴﺪ. ﻛﻠﹼﻤﲏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺃﺥ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺧﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ،ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﻋ ﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﳊﺠﺎﺯﻳﺔ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻻﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ :ﺃﻧﺖ ﻭﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﲏ ﻭﺑﻨﺎﰐ ﻭﺯﻭﺟﺎﰐ ،ﺇﱐ ﺫﺍﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﳊﺠﺎﺯﻳﺔ، ﻭﺳﺄﺟﺎﻭﺭ ﻫﻨﺎﻙ ـ ﻳﻌﲏ ﺳﻴﻤﻮﺕ. 237 ﻓﻠﻤﺎ ﺳِﺌ ﹶﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ﺇﻧﻪ ﳚﺎﻭﺭ ،ﻭﻻ ﳛﻀﺮ ﺇﱃ ﻫﻨﺎ ،ﻓﺄﻭﺻﻰ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺩ ﺃﲪﺪ ﺑﺄﻥ ﻻ ﺗﻘﺴﻢ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﺣﱴ ﻳﻜﱪ ﺍﺑﻨﻪ ﻫﺬﺍ ،ﻷﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺑﻨﺎﺗﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺳﻴﻀﻴﻌﻮﻥ ﺣ ﻖ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ. ﻓﻘﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ﺳﺎﻓﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﳊﺠﺎﺯﻳﺔ ،ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺣﺠﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﳊ ﺞ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﺎﺕ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻗﱪﻩ ﲜﺪﺓ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺃﺗﺘﲏ ﺑﻨﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ،ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳌﺒﺸﺮ ،ﻓﻘﻠﻦ ﱄ، ﳓﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﺣﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ،ﻭﺃﻇ ﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﻳﻌﺎﺯ ﻣﻦ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬ ﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺣﻖ ﺷﺮﻋﻲ ،ﻳﺴﺘﺤﻘﻘﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﺯﻉ ﺗﺮﻛﺘﻬﻦ ﻣﻨﺬ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﻦ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ﻻﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺑﺄﻥ ﻻ ﺗﻮﺯﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﺣﱴ ﻳﻜﱪ ﺍﺑﻨﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﺮﺕ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﺃﻋﻮﺍﻣﺎ ،ﻭﺍﻟﻮﺻﻲ ﻗﺪ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭﻋﻤﻞ ﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻮﺯﻉ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ،ﻓﺄﺗﺖ ﺑﻨﺎﺗﻪ ﻟﻴﻼ ﻭﺃﺭﺩﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﺮﺍ ﻻﺑﻦ ﻋﻤﻬﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ، ﻭﻗﻠﻦ ﻟﻪ :ﳓﻦ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻜﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻮﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﻷﻧﻪ ﺭﲟﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻮﺻﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﻷﻧﻪ ﺭﲟﺎ ﻳﻨﻬﺮﻧﺎ ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺎﺳﻴﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻓﺠﺌﻨﺎﻙ ﺬﺍ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﺮﺍ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻚ ﺑﺄﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻒ ﻗﻠﺐ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺍﻟﻮﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﻟﻴﻨﺎﺩﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﻳﻘﺴﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﻟﻨﺎ ،ﻭﺇﺫﺍ ﹼﰎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻚ ﻣﻨﺎ ﺣﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺒﻚ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ :ﻧﻌﻢ ﻗﺒﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺐ ،ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﺮﺍ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻜﻦ ،ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ. 238 ﻗﺎﻝ :ﺩﺧﻠﺖ ﺧﻠﻮﰐ ،ﻭﻗﻔﻠﺖ ﺑﺎﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺯﱐ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﰲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻗﻠﻴﻼ ،ﻭﻟﻜﲏ ﻧﻈﺮﺍ ﻷﳘﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻌﺠﺎﳍﺎ ﺯﺩﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺗﺴﺒﻴﺤﺎ ﻭﺫﻛﺮﺍ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻭﻣﺌﺎﺕ ﻭﺃﻟﻮﻑ ،ﻓﻤﻀﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﺴﻼﻡ. ﻭﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﺭﻭﺣﺎﱐ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺭﺟﻞ ﺿﺨﻢ ،ﺃﺳﻮﺩ ﺍﻟﻠﻮﻥ ،ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ،ﻓﻘﺒﻀﲏ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﻳﺪﻱ ﺗﻀﺎﺀﻟﺖ ﺩﻭﺎ ﻗﻮﰐ ،ﻓﺼﺮﺕ ﰲ ﻳﺪﻩ ﻛﺎﻟﻔﺮﺥ ﺍﻟﺼﻐﲑ ،ﻓﻤﺪﺩﺕ ﻳﺪﻱ ﻷﻗﺒﻀﻪ ﻓﺠﺎﻟﺖ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﱂ ﺗﻘﺒﻀﻪ، ﻓﺠﺬﺑﲏ ﺟﺬﺑﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺃﺳﺘﻞ ﺑﺎﺏ ﺍﳋﻠﻮﺓ ،ﰒ ﲪﻠﲏ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻪ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻗﺪﺭﺓ ﱄ ﺑﻪ ،ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻭﺍﻟﺪﰐ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ :ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻌﻚ؟ ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﺎﺕ ﺗﺮﻯ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﳍﺎ :ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻲ ﺷﻲﺀ. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﱄ :ﺃﻧﺎ ﺃﺭﺍﻩ. ﻓﻘﻠﺖ ﳍﺎ :ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻩ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻣﻌﻲ. ﻓﺴﻜﺘﺖ ﻟﻌﻠﻤﻬﺎ ﺑﺄﻧﲏ ﻻ ﺃﺑﻮﺡ ﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ. ﻓﻘﺎﺩﱐ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻪ ﻭﻻ ﺣﻴﻠﺔ ﱄ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻤ ﺮ ﰊ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺣﺼﺎﻥ ﻣﺮﺑﻮﻁ ﰲ ﺯﺭﻳﺒﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺒﺢ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺃﺧﺬ ﻳﺼﻬﻞ ﺻﻬﻴﻼ ﺷﺪﻳﺪﺃ ،ﻭﻳﺮﲡﻒ ﻓﺮﻗﺎ ﻣﻨﻪ. ﻓﻘﺎﺩﱐ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺃﻭﺻﻠﲏ ﺃﻣﺎﻡ ﺧﻠﻮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻧﺎﺋﻤﺎ، ﻓﻠﻤﺎﻭﺻﻠﻨﺎ ﺑﺎﺏ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻭﻫﻮ ﻧﺎﺋﻢ ﻳﻨﺜﺮ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﺮﺟﻢ ﰊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻓ ﺮ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﱃ ﺧﻠﻮﰐ ﻭﺩﺧﻠﺘﻬﺎ ،ﻭﱂ ﺃﺯﺍﻭﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﻞ ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ. 239 ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻭﺑﻌﺪ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﺃﺗﻰ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﺒﻮﺳﺘﺔ ﻳﺮﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺑﺔ ﻣﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ،ﻓﺴﻠﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻮﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﲟﺪﱐ ،ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻪ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺠﻤﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ ﻓﻘﺮﺃ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻋﺠﺒﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﳏﻜﻤﺔ ﻣﺪﱐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺇﱃ ﻗﺎﺿﻲ ﳏﻜﻤﺔ ﻛﻮﺳﱵ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﱂ ﺗﻘﺴﻢ ﺣﱴ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﺭﺟﻮ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻓﻮﺭﺍ ﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻮﺻﻲ ﻗﺎﻝ ﻟﻌﻤﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ :ﻣﺎﻟﻌﻤﻞ؟ ﻗﺎﻝ :ﺗﻘﺴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﺍﻵﻥ. ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻟﻠﻤﺎﺀ ،ﻓﻨﻬﺾ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ،ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﻜﻚ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻓﺠﻤﻌﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ،ﻭﻭﺯﻋﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺌﻼ ﳛﻀﺮ ﻗﺎﺿﻲ ﻛﻮﺳﱵ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﱂ ﺗﻮﺯﻉ ،ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺻﻌﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﻟﺘﻌﺎﺭﺿﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﲑﺍﺙ ،ﰒ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻭﺃﺧﱪﺗﻪ ﺧﱪ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ،ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﰊ ،ﻭﺇﻧﻚ ﻗﺪ ﺧﱠﻠﺼﺘﲏ ﻣﻨﻪ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﹼﰎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﳋﻄﺎﺏ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺪﱐ ﺇﱃ ﻗﺎﺿﻲ ﻛﻮﺳﱵ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ،ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﲟﺪﱐ ﻟﻴﻼ ،ﻭﺧﺘﻤﻪ ﲞﺘﻢ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺪﱐ ،ﻭﺃﺭﺳﻠﻪ ﺇﱃ ﻛﻮﺳﱵ ﻓﺨﺘﻤﻪ ﲞﺘﻢ ﻗﺎﺿﻲ ﻛﻮﺳﱵ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ،ﰒ ﲪﻠﻪ ﻭﺃﺩﺧﻠﻪ ﰲ ﺑﻮﺳﺘﺔ ﺃﻡ ﻛﻮﻳﻜﺔ،ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ،ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻏﺮﻳﺐ. 240 ﰒ ﻃﻠﺐ ﻣﲏ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺷﺘﻐﻞ ﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺣﱴ ﺃﺻﻞ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺑـﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺃﺧﱪﺗﻪ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ،ﻭﲟﺎﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﻣﻌﻲ ﻭﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ،ﻭﺑﺄﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﹼﺼﲏ ﻣﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻛﺮﻣﻚ ،ﻷﻧﻚ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻟﻄﺎﺭ ﺑﻚ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ،ﻭﻣﺰﻗﻚ ﺃﺷﻼﺀﺍ. ﰒ ﺃﺟﺎﺯﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﺩ ،ﻭﻣﻠﹼﻜﻪ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ،ﻓﺄﺻﺒﺢ ﳜﺪﻣﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻫ ﻢ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻷﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ. ﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﳊﺞ ،ﻓﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺄﻋﻠﻤﻪ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﻡ ﺍﳊﺞ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﻛﻢ ﻣﻨﺤﺔ ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﺍﳊﻠﻮﺏ؟ ﻗﺎﻝ :ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺑﻘﺮﺓ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻻ ﲢ ﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺞ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﻛﻢ ﻣﻨﺤﺖ ﻣﻨﺤﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﺎﻛﲔ؟ ﻗﺎﻝ :ﲬﺴﲔ ﺑﻘﺮﺓ ﺣﻠﻮﺏ. ﻗﺎﻝ :ﺍﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﺍﳊﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﳌﻨﺎﺋﺢ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ،ﻭﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﳊ ﺞ ﻻﺑﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ،ﻭﺍﳌﻨﺎﺋﺢ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﻭﺍﳋﻤﺴﲔ ﺑﻘﺮﺓ ﺣﻠﻮﺏ ﰲ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ،ﺣﱴ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﳊﺞ. 241 ﺳﺎﻓﺮ ﻟﻠﺤﺞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻣﻌﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ،ﻭﻳﺼﺤﺒﻬﺎ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﺘﻬﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺄﺩﻭﺍ ﺍﳌﻨﺎﺳﻚ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺍﳊﺞ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﳊﺮﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺎﻛﻨﻪ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﺯﻛﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ،ﻓﻤﻜﺜﻮﺍ ﺑﻪ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻣﺮﺿﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ،ﰒ ﺃﻛﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ،ﻓﻄﻠﺐ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ :ﺍﻣﻜﺚ ﻗﻠﻴﻼ. ﰒ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻭﻣﺮﺿﻬﺎ ﱂ ﳜﻒ ،ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺍﻧﺘﻈﺮ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺃﺧﺬﺗﲏ ِﺳﻨ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺎﺭﺍ ،ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺑﺎﳌﻜﻮﺙ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﺍﺛﲏ ﻋﺸﺮ ﻳﻮ ﻣﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻗﻠﺖ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ :ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺍﻵﻥ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺃﱂ ﳜﱪﻙ ﺑﺎﳌﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﳕﻜﺜﻬﺎ ﻫﻨﺎ: ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ. ﰒ ﺇ ﹼﻥ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺪ ﺷﻔﺎﻫﺎ ﺍﷲ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻏﺎﺩﺭﻭﺍ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﳊﺠﺎﺯﻳﺔ ﻣﺘﺠﻬﲔ ﺻﻮﺏ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺳﻮﺍﻛﻦ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﻟﻮﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺅﻳﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﺃﻣﺮ ﰲ ﺳﻔﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ. ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ. 242 ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﻭﺯﻭﺟﻪ ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﳏﻄﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﺃﺗﺘﻪ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻭﺻﻮﺏ ﻓﺎﻣﺘﻸﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﺣﺒﺔ ﻭﺍﻟﻔﺠﺎﺝ ﺍﻟﱵ ﺣﻮﳍﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺮﺣﲔ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﻘﺪﻭﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﺞ ﻣﺒﺎﺭﻛﲔ ﻣﻬﻨﺌﲔ ﰒ ﺇﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺯﻭﺝ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﲔ ﻟﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﳛﻤﻞ ﺑﻨ ِﺪِﻗﻴﺔ ﻓﺮﻓﻌﻬﺎ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻋﻴﺎ ﺭﺍ ﻧﺎﺭﻳﺎ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺳﻠﻴﻢ ،ﻓﺄﺭﺩﺍﻩ ﻗﺘﻴﻼ ﻓﺘﻔﺮﻕ ﺍﳉﻤﻊ ﻭﺳﻠﹼﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺿ ﻊ ﰲ ﺗﺮﻣﺎﺝ، ﺻﺎﺩﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﳊﺮﺱ ﺍﶈﻄﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻭﺭﻓﻊ ﺍﳊﺮﺱ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﹶﻓ ﻮ ِ ﻓﺮﻛﺐ ﻣﻌﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺗﻮﺟﻪ ﻢ ﳓﻮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻨﺪﻟﱵ ﰒ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﺭ ﺇﱃ ﻛﻮﺳﱵ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻠﻤﻪ ﺃﻣﻦ ﻛﻮﺳﱵ ﻭﻭﺿﻊ ﰲ ﺍﳊﺮﺍﺳﺔ. ﺫﻫﺐ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﻣﻊ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ،ﺑﺪﻻ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﺃﺧﺘﻪ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺳﻌﺎﺩ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﺩﻕ. ﻓﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﻨﻢ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻭﻗﻊ ﺍﳌﺼﻴﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﰲ ﻧﻔﻮﺱ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﻪ ،ﻓﻌﻨﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﺧﱪﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺬﻫﺐ ﻟﻴﺘﺎﺑﻊ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻓﺎﻧﺘﺤﺒﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﲝﺮﻗﺔ ﻭﻗﻠﻦ ﻟﻪ :ﺇﻧﻚ ﺳﺘﻌﻮﺩ ﺑﺪﻭﻧﻪ ،ﻓﺄﻗﺴﻢ ﺑﺎﷲ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺄﰐ ﺑﺪﻭﻧﻪ ،ﻭﺃﻥ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﺎﷲ ﺳﻴﱪ ﺣﻠﻔﻪ ﻭﻗﺴﻤﻪ. ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻭﻣﻌﻪ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺇﱃ ﻣﱰﳍﻢ ﻋﻨﺪ ﺃﺑﻮ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ،ﻭﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﺟﻌﻠﻲ ﻳﺴﺘﻀﻴﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩﺍﺋﻤﺎ ،ﻓﻮﺟﺪ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﻌﻠﻴﲔ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﻓﺴﻠﹼﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺭﺣﺒﻮﺍ ﺑﻪ ،ﰒ ﺇﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺘﻞ، 243 ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻔﻮﺍ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺃﺧﱪﻭﻩ ﺑﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ،ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﳊﺎ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ. ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﺙ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺸﻲﺀ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﳓﻦ ﰲ ﺑﻴﺎﺎ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺍﳊﺪﺙ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﺻﻮﻝ ﻭﻓﺪ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﺼﺮﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﳌﻬﻤﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻦ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﲨﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﻭﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺻﻼﺡ ﺳﺎﱂ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﲟﻨﻄﻘﺔ ﺳﻨﺎﺭ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻜﺜﻮﺍ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﲰﻌﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺭﺃﻭﺍ ﻛﻞ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺗﺘﺠﻪ ﳓﻮﻩ ﺭﺟﺎﺀ ﺑﺮﻛﺘﻪ ﻭﻓﻀﻠﻪ ،ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻣﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻴﺘﺄﻛﺪ ﳍﻢ ﺑﺮﻛﺘﻪ ﻭﺻﻼﺣﻪ ﺳﻠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺟﻠﺴﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻓﺄﻛﺮﻣﻬﻢ ﻭﺭﺃﻭﺍ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ﺇﻋﺮﺍﺿﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺠﺎﺫﺑﻮﻥ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﲨﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺑﻌﻀﺎ ﺑﺎﲰﻪ ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻪ ﻭﻗﺎﻝ :ﻣﻦ ﲨﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﻧﺎ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﺃﺃﻧﺖ. ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ :ﺇﻧﻚ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﳌﺼﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺳﺘﺤﻜﻢ ﺩﻭﻻ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ. ﻗﺎﻝ ﲨﺎﻝ :ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻮ ﺣﺼﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﱄ ﺑﻚ ﺻﻠﺔ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺳﺘﺮﻯ ﺫﻟﻚ. 244 ﻭﻓﻌﻼ ﺍﻋﺘﻠﻰ ﺍﳉﻴﺶ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﳏﻤﺪ ﳒﻴﺐ ﻋﺮﺵ ﻣﺼﺮ ،ﰒ ﺗﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﺛﻮﺭﺓ ﺗﺼﺤﻴﺤﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﲨﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﰒ ﺃﲢﺪﺕ ﻣﺼﺮ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻓﺼﺎﺭ ﲨﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ،ﰒ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻜﺎﻧﺔ ﱂ ﻳﻨﺲ ﲨﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻭﻋﺪﻩ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﻭﻓﺪﺍ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺎﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ،ﻭﻣﻌﻬﻢ ﻫﺪﺍﻳﺎ ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ ،ﰒ ﻃﻠﺐ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻳﻔﺎﺩ ﻭﻓﺪ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻪ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺑﻌﺾ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ. ﻭﻓﻌﻼ ﺳﺎﻓﺮ ﻭﻓﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻔﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻓﻮﺻﻠﻮﺍ ﻣﺼﺮ ﺣﻴﺚ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﰲ ﻛﻨﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﲨﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻓﺮﺣﺐ ﻢ ﻭﺃﻛﺮﻣﻬﻢ ﻭﺍﻋﻄﺎﻫﻢ ﻫﺪﺍﻳﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻫﺪﻳﺔ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻣﺼﺤﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻓﻠﻤﺎﻭﺻﻞ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻭﻓﺤﺼﺖ ﺍﳍﺪﺍﻳﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻋﺎﱄ ﺍﳉﻮﺩﺓ، ﻓﺄﺟﺮﻯ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﳉﻤﺎﺭﻙ ﲢﻘﻴﻘﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﺪﺍﻳﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺟﻬﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﻓﺤﺒﺲ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﳍﺪﺍﻳﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺣﺒﺴﻬﻢ ﺃﻣﻦ ﺍﳌﻄﺎﺭ ﻭﺍﳉﻤﺎﺭﻙ. ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺍﳋﱪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺣﻴﺚ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺴﺆﺍﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﳌﻌﺘﻘﻞ ﺑﺎﳌﻄﺎﺭ ﻭﻋﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﹼﰎ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ؟ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﻏﺮﺑﺎ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ :ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﻭﳓﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺮﺏ؟ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻭﺃﺧﱪﺕ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﳍﻢ :ﺇ ﹼﻥ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﱪﺍ ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻷﻫﻠﻨﺎ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺮﺏ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻓﺮﺝ ﻋﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﺃﺭﺟﻌﺖ ﳍﻢ ﺍﳍﺪﺍﻳﺎ ﱂ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ. 245 ﻗﻠﻨﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺇﻥ ﳍﺬﻩ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﻴﻨﺖ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﲨﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺿﺎﺑﻂ ﺻﻐﲑ ﺇﱃ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ،ﺇﱃ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻮﺣﺪﻭﻱ ﺑﲔ ﻣﺼﺮ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ،ﻭﺭﺋﻴﺲ ﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ. ﻣﻜﺚ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺳﺘﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﻟﺰﻧﺰﺍﻧﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺍﳋﱪ ﰲ ﺛﺎﱐ ﻳﻮﻡ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺑﻪ ﺃﻭﻻﺩﻩ ،ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ،ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻦ ﻛﺘﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ. ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﳓﻦ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﻨﺎ ﺭﺟﻼ ﻻ ﳛﻮﺟﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻨﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻼ ﺗﻐﺎﺩﺭﻭﺍ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﺃﺑﺪﺍ. ﻭﻓﻌﻼ ﱂ ﻳﺬﻫﺒﻮﺍ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻮﺍﻝ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﳌﻘﺪﻡ ﲝﲑﻱ ﺟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻷﻣﻪ ،ﻭﻛﻞ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﱃ ﳏﺎﻣﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻹﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ،ﻭﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﳊﻜﻢ ،ﲰﻊ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻭﱂ ﳚﺒﻬﻢ ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﻟﻠﻤﺤﺎﻣﻲ. ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻛﻞ ﺍﳉﻌﻠﻴﲔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻗﺒﺎﻟﺔ ،ﻭﺃﺗﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻏﻀﺎﺑﺎ ،ﻭﻫﻢ ﰲ ﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﳏﺎﻣﻴﲔ ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮﻥ ﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﳓﻦ ﺍﳉﻌﻠﻴﻮﻥ ﻻ ﻧﻘﺒﻞ ﳏﺎﻣﻴﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻷ ﹼﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻌ ﺪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻧﻘﺼﺎ ﰲ ﺟﻨﺎﺑﻜﻢ ،ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺄﺗﻮﻧﻜﻢ ﻟﻔﻚ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﻭﰲ ﺍﻟﺮﻗﺎﺏ ،ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻣﻘﺒﻮﻟﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻞ ﻛﻼﻡ ﺍﶈﺎﻣﻲ ،ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻌﲔ ﺑﻪ ،ﻫﺬﺍ ﻃﻠﺒﻨﺎ ﳓﻦ ﺍﳉﻌﻠﻴﻮﻥ ،ﺷﻜﺮﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﺎﻝ ﳍﻢ: 246 ﻧﻌﻢ ﻻﺣﺎﺟﺔ ﱄ ﺑﺎﶈﺎﻣﻲ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺗﻔﺎﻗﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﶈﺎﻣﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺳﺒﻌﲔ ﺟﻨﻴﻬﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ،ﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﺃﻧﺎ ﳏﺎﻣﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﻼ ﺃﻗﺒﻞ ﳏﺎﻣﻴﺎ ﻏﲑﻩ ،ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻴﲏ ﺃﺣﺪ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻏﺪﺍ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺳﻴﺨﺮﺝ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ،ﻭﻧﺄﺧﺬﻩ ﻣﻌﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻠﺪ. ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ. ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺤﺒﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻷﻧﻪ ﺭﻓﻴﻘﻪ ﻭﺗﻠﻤﻴﺬﻩ :ﺃﻗﻔﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻗﻔﻼ ﳏﻜﻤﺎ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﺣﺪ. ﻭﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺃﻏﻠﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺑﺪﺍ ﺣﱴ ﺍﻟﻐﺪ. ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﻭﻫﻮ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻣﻌﻪ ،ﻗﺪ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﻟﻪ ﲞﻮﺭﺍ ﻭﻧﺪﺍ، ﻓﻔﺮﺵ ﻣﺼﻼﺓ ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻠﻮﺳﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ،ﰒ ﻭﺍﺻﻞ ﺟﻠﻮﺳﻪ ﺇﱃ ﺍﻻﺻﻔﺮﺍﺭ ﻓﺎﺿﺠﻊ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﺼﻠﻰ ﺍﳌﻐﺮﺏ ،ﻓﺎﺿﺠﻊ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﺄﺧﺬ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﰒ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ،ﻓﺄﺣﻀﺮﺕ ﻟﻪ ﻧﺪﺍ ،ﻓﺠﻠﺲ ﺇﱃ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﻠﻴﻼ ،ﰒ ﺟﻠﺲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﺼﺒﺢ،ﻓﻮﺍﺻﻞ ﺫﻛﺮﻩ ﺣﱴ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ،ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ،ﰒ ﻗﺎﻝ :ﺍﻓﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﻓﺪﺧﻞ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ،ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﺳﻨﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ،ﻭﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﻳﻮﻧﺲ ـ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻷﻛﱪ ـ ﺇﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ ،ﻭﺍﺷﺘﺮﻱ ﻣﺎ ﳓﺘﺎﺟﻪ ﻷ ﹼﻥ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻛﺜﲑﺍ. ﰒ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳉ ﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﺳﱵ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺭﺟﻞ ﺫﻭ ﺑﺼﲑﺓ ﳋﺮﺝ ﻣﻦ ﻛﻮﺳﱵ ﻷﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳉ ﻦ ﺻﻌﺒﺔ، ﻭﺳﻴﺤﻀﺮ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺇﻓﻄﺎﺭﻧﺎ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻩ. ﻗﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﱐ ﻣﻦ ﻣﱰﻟﻪ ﺇﱃ ﻣﻜﺘﺒﻪ، ﻭﺧﺮﺝ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﺒﺲ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﻤﻞ ﺎ ﺑﻌﺪ ﺷﺮﻭﻕ 247 ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﻓﻮﺟﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺑﻚ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﳌﺒﻜﺮﺓ؟ ﻗﺎﻝ :ﻻ ﺃﺩﺭﻱ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ :ﺇﱐ ﱂ ﺃﱎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ،ﻭﻋﻘﻠﻲ ﻛﻠﹼﻪ ﻣﻊ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﺴﺠﲔ ،ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﺨﺮﺝ ﻟﻪ ﺿﻤﺎﻧﺔ؟ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ :ﺃﻻ ﲣﻒ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ؟ ﻗﺎﻝ :ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻜﺮﻣﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﳜﺎﻑ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ، ﻓﺎﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ. ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ ،ﻭﺃﺗﻰ ﰲ ﻭﻗﺘﻪ ﺍﳌﻌﺘﺎﺩ ﻓﺪﺧﻞ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺇﱃ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﻗﺎﻝ :ﺍﺳﻌﻰ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ،ﻓﺄﻭﻝ ﻗﺎﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﺣﺴﻦ ،ﻋﻤﺪﺓ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﺮﻙ ،ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﻋﻤﺪﺓ ،ﺃﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻤﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﲞﻤﺴﲔ ﺟﻨﻴﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ﺃﺿﻤﻨﻪ ﲞﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺟﻨﻴﻪ. ﻓﺎﺳﺘﺨﺮﺟﺖ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﻭﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ، ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺤﻤﺪﻭﺍ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺸﻬﻮﺩﺍ ،ﻭﺭﺟﻌﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﺳﻜﻨﻬﻢ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺍﷲ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻤﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﻞ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻓﻄﻠﺒﻮﺍ ﻣﲏ ﺃﻥ ﺁﺫﻥ ﳍﻢ ﰲ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ ،ﻓﻘﻠﺖ ﳍﻢ :ﻻ ﺇﻻ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻓﻘﻂ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﴰﺴﻴﺎﻢ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﻓﻌﻮﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﲤﺘﺪ ﻣﻦ ﺯﺭﻳﺒﺔ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﺇﱃ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ ﺑﻜﻮﺳﱵ ﻭﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﲤﺘﺪ ﺑﻀﻊ ﺃﻣﻴﺎﻝ ،ﻭﻟﺪﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: 248 ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﺍﺏ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﺧﻀﻮﻉ ﻭﻫﻴﺒﺔ ﻭﺻﺪﻕ ﻭﳏﺒــﺔ ﻓﻼ ﺗﺮﻓﻌﻦ ﺻﻮﺗﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﻭﻻ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺃﺻﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻭﻻ ﺗﺮﻣﲔ ﻋﻴﻨﺎ ﺇﱃ ﻣـﺎﺀ ﻏﻴـﺮﻩ ﻭﻻ ﲣﺮﺟﻦ ﻣﻦ ﻋﺶ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﻏﺪﺕ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺪ ﻗﺪ ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺘـﻪ ﲤﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻣـﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﰲ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌـﺔ ﺭﺍﺗــﻊ ﻭﻋﻘﻞ ﻛﻤﺎﻝ ﻓﻴـﻪ ﺇﻧـﻪ ﺟﺎﻣـﻊ ﻭﻻ ﺗﻀﺤﻜﻦ ﻓﺎﻟﻀﺤﻚ ﻓﻴﻪ ﻓﺠﺎﺋﻊ ﺑﻨﻮﺭ ﺷﻬـﻮﺩ ﻟﻠﺒﺼﻴــﺮﺓ ﺗﺎﺑـﻊ ﻓﺘﺮﻣﻲ ﻛﺴﲑﺍ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻃﺶ ﺿﺎﺋـﻊ ﲤﺪﻙ ﺑﺎﻷﻧﻮﺍﺭ ﻣﻨﻬــﺎ ﺗﺘﺎﺑــﻊ ﻭﻣﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﺃﻣﺮﻙ ﺷﺎﺋـﻊ ﻭﺗﺴﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺎﻡ ﻣﻦ ﻫـﻮ ﺗﺎﺑـﻊ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻟﻮﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺫﻥ ﳍﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺗﻪ ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ :ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﱄ :ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﻧﻌﻢ. ﺃﺧﺬ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﰲ ﺳﺎﺑﻊ ﻳﻮﻡ ﺇﱃ ﻣﻮﻃﻦ ﺇﻗﺎﻣﺘﻬﻢ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺑ ﺮ ﺍﷲ ﺑﻘﺴﻤﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻣﻊ ﺭﺑﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﰲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺏ ﺃﺷﻌﺚ ﺃﻏﱪ ﺩﻭ ﻃﻤﺮﻳﻦ ﻟﻮ ﺃﻗﺴﻢ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﰲ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ) :ﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻷﺑﺮﻩ(. ﻭﻗﺪ ﲰﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ :ﻣﺎ ﺭﻓﻌﺖ ﻳﺪﻱ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺇ ﹼﻻ ﻭﺃﺟﺎﺏ ﺩﻋﻮﰐ ،ﻭﺃﻋﻄﺎﱐ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻪ ،ﻓﺤﻤﺪﺍ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﻓﻘﺎﺑﻠﻪ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺘﺮﺣﺎﺏ ﻭﺍﳌﺴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ،ﰒ ﻋﺮﺿﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻭﺣﻀﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ 249 ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ،ﻭﺣﻀﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻘﺘﻮﻝ ،ﻭﻗﺪ ﻗﺒﻠﻮﺍ ﺑﺪﻓﻊ ﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ،ﻭﻗﺪﺭﻫﺎ ﲬﺴﺔ ﻭﺃﺭﺑﻌﲔ ﺑﻘﺮﺓ ،ﻓﻨﻄﻖ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﺴﻨﺘﲔ ﺳﺠﻦ ﻣﻊ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺍﺭﺟﻊ ﺑﺎﺑﻨﻚ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻴﻨﺎ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﲔ. ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻤﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺇﱃ ﻣﻮﻃﻨﻪ ،ﻓﻌﺠﺐ ﺍﳊﺎﺿﺮﻭﻥ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻗﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻌﻲ ﲬﺴﺔ ﻭﺛﻼﺛﲔ ﺛﻮﺭﺍ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻭﺷﺤﻨﺘﻬﺎ ﻣﻌﻲ ﺇﱃ ﻣﺪﱐ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﺭﻓﻘﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻲ ﻓﺒﻌﺘﻬﺎ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻷﺷﺘﺮﻱ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺷﺮﺍﺅﻩ ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻟﻨﺎ ،ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺟﻮﺏ ﺳﻮﻕ ﻣﺪﱐ ﺇﺫ ﺃﺑﺼﺮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻣﻌﻪ ﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬﺗﻪ ،ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻋﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺣﻀﻮﺭﻩ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺎﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺑﻚ ﺇﱃ ﻣﺪﱐ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻃﻠﺒﲏ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﳋﺮﻃﻮﻡ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﻛﱪﻯ. ﻗﻠﺖ :ﻭﻣﻦ ﺧﺼﻤﻚ؟ ﻗﺎﻝ :ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ. ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ ﲬﺴﺔ ﻭﺛﻼﺛﲔ ﻋﺮﺽ ﺣﺎﻝ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺳﻴﺪﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﺸﺎﻛﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻫﺬﻩ ﻗﻀﻴﺔ ﺧﻄﲑﺓ ،ﻓﺄﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺎ ،ﻛﻤﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺣﻮﻝ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺪﱐ ،ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩﻓﻊ ﺍﷲ ﺍﳌﺼﻮﺑﻦ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﺑﻮ ﺷﺮﺍ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺪﱐ ﺍﻟﺴﲏ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻔﻲ ـ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻟﻨﺴﺘﻌﲔ 250 ﻢ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺧﱪﺗﲏ ،ﻭﺇﻧﻚ ﺳﺘﻘﻮﻡ ﲝﺮﻛﺔ ﻛﺤﺮﻛﺔ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻟﻄﺮﺩ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ. ﻗﺎﻝ :ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺘﺎﺝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ،ﺑﻞ ﺳﺘﺮﻯ ﺿﺮﺏ ﺃﻳﺪﻱ ﺃﺑﻮﻙ ﻓﻴﻬﺎ. ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺤﺒﻮﱐ ﰲ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺜﲑﺍﻥ ﻣﺎﹰﻟﺎ ﻟﺘﻘﻀﻲ ﺑﻪ ﺍﳊﻮﺍﺋﺞ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻳﺪ ﻗﻀﺎﺀﻫﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺟﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﳜﱪﻭﻫﻢ ﺑﺄﱐ ﻗﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ. ﺭﻛﺒﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﻃﺮﺓ ﻭﳓﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﱃ ﳏﻄﺔ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ، ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﲑﻏﲏ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳍﻨﺪﻱ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻧﺎ ﻟﻠﺴﻜﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﻃﻴﻠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ،ﻓﺮﻓﺾ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﺴﻜﻦ ،ﻭﻗﺎﻝ: ﺳﺄﺳﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺎﺑﻜﺮ ﺑﺪﺭﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ. ﻋﻠﻤﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﳚﻮﺏ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺒﺸﲑﻳﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻤﻜﺘﻨﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮﻩ ﻣﺪﺓ ﺷﻬﺮﻳﻦ ،ﻭﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﺣﺼﻠﺖ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺐ، ﻻ ﻳﺄﰐ ﳎﻨﻮﻥ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺇﻻ ﻭﻳﻔﻴﻖ ﰲ ﻭﻗﺘﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎ ،ﺣﻀﺮﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻣﺮﺃﺗﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﳘﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻗﺎﻝ :ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻜﻤﺎ ،ﻭﺍﷲ ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻜﻤﺎ ،ﰒ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻠﹼﻤﺖ ﰲ ﺍﳌﻬﺪ ﻓﺴﺄﻝ ﺃﻣﻬﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﱪ. ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ. ﻗﺎﻝ ﳍﺎ :ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻟﺖ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻭﺍﻟﺪﺎ :ﻗﺎﻟﺖ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ،ﰒ ﺳﻜﺘﺖ ،ﻭﱂ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇ ﹼﻻ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ. 251 ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﻳﻮ ﻣﺎ :ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﻓﺎﺣﻀﺮﻭﺍ ﱄ ﺍﻟﻠﺒﺎﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ،ﻓﺒﺤﺜﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻓﻠﻢ ﳒﺪﻩ ،ﻓﺄﺧﱪﻧﺎﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩ ،ﻭﰲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻗﺎﻝ، ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﻭﺍﺗﻮﱐ ﺑﺎﻟﻠﺒﺎﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ،ﻓﺬﻫﺒﻨﺎ ﻭﲝﺜﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎﻩ. ﰒ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﻭﺃﺗﻮﱐ ﺑﺎﻟﻠﺒﺎﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﲨﻌﺖ ﺃﺻﺤﺎﰊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺧﺎﺭﺝ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﻠﺖ ﳍﻢ :ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﻠﺒﺎﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺳﺄﻛﻠﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻥ ﺭﺿﻲ ﺳﺂﺗﻴﻪ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺍﳍﻨﺪ. ﻓﺪﺧﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺍﻟﻠﺒﺎﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﻌﺪﻭﻡ ﰲ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ، ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺁﺫﻥ ﱄ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺃﻧﺎ ﺳﺂﺗﻴﻚ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﳍﻨﺪ ﺍﻵﻥ. ﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﻗﻮﻣﻮﺍ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺘﻪ. ﻣﻀﻰ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺭﺗﻴﺒﺎ ،ﻭﰲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﻨﺖ ﺃﺟﻠﺲ ﺧﺎﺭﺝ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻐﻠﻖ ،ﺃﺗﺎﱐ ﺭﺟﻞ ﻣﺮﺑﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﻳﻠﺒﺲ ﺟﻼﺑﻴﺔ ﺭﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﺷﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺎ ﻳﺴﺪﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻫﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩ؟ ﻗﻠﺖ :ﻻ ﻷﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻼ ،ﻭﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ُﻷ ﺩ ِﺧ ﹶﻞ ﺃﺣﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ. ﻓﺮﺟﻊ ﺑﻌﺾ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻓﻀﺮﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻌﻜﺎﺯﺗﻪ ،ﻭﻗﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﻫﻞ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺎﻃﺒﻚ. ﻗﻠﺖ :ﻻ ﻗﺎﻝ :ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﺍﺩﻋﻮﻩ ﺇﱄ ،ﻓﻨﺎﺩﻳﺘﻪ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻌﺎﻧﻘﺎ ،ﻭﺟﻠﺲ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﱪﻭﻗﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻣﺼﻼﺓ 252 ﻛﺒﲑﺓ ،ﺃﺧﺬﺍ ﺛﻼﺛﺔ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻋﻠﻰ ﺻﻤﺖ ﺗﺎﻡ ،ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻭﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺎﻳﺲ ﺃﺳﺎﻳﺲ ﺳﻮﺀ ،ﺷﻜﻮﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﻙ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺃﺑﻮﻱ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﻗﺎﳍﺎ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﰲ ﺻﻤﺖ ،ﰒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺭﻓﻊ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺳﺒﺎﺑﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﺍﷲ ﺇﱐ ﻻ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺭﰊ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﳐﻠﻮﻕ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﺑﺸﻲﺀ. ﰒ ﺃﻋﻘﺒﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ :ﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﻧﺪﻳﺪﻙ ،ﻭﻣﺎ ﺗﺄﺧﺬﱐ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺓ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ،ﻭﺗﺴﺄﻝ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻣﻠﲏ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ،ﻷﻧﻚ ﺻﺎﺣﺒﻪ ،ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺇﻥ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﱂ ﺃﻓﻌﻠﻪ. ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﺇﻧﻚ ﱂ ﺗﻔﻌﻠﻪ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﻭﺩﻋﺘﻪ ﺧﺘﻤﻚ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻔﻖ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺣﺴﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﹼﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻧﻔﺤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻷ ﹼﻥ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻧﻔﺤﺎﺗﻪ ﻭﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﻭﺍﻧﺼﺮﺍﻓﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﻀﺎﺀﻟﺖ ﺩﻭﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻔﺤﺎﺕ. ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ :ﺇ ﹰﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﰲ ﺣﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺍﳌﻌﺎﻓﺎﺓ ،ﻓﻌﻔﺎ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺳﺎﳏﻪ. ﻃﻠﺐ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻗﺪ ﺣﺪﺩﻩ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺣﻀﺮﻭﻫﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﲪﺪ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﻛﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻫﺠﻮ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻮﺽ 253 ﺍﳉﻴﺪ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺭﺟﻞ ﻛﺴﻼ ﺍﳋﺘﻤﻲ ،ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳍﻨﺪﻱ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﲑﻏﲏ ،ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ﻭﺍﳌﺸﺎﳜﺔ. ﺟﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺘﻈﺔ ﺑﺎﳋﻮﺍﺟﺎﺕ، ﺑﻌﻀﻬﻢ ﳛﻤﻞ ﺃﻭﺭﺍﻗﺎ ﻟﻴﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﺃﻇﻨﻬﻢ ﺻﺤﻔﻴﻮﻥ ،ﻭﺗﻮﺳﻂ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ،ﻭﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﻣﺴﺎﻋﺪﻭﻩ ،ﺃﻣﺮ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﻴﺘﺮﺟﻢ ﻟﻪ ﻛﻼﻣﻪ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﺍﺫﻫﺐ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻼﻣﻪ ﻭﺃﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ،ﲢﺮﻙ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ :ﻗﺎﻝ ﱄ ﺇﻧﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻼﻣﻚ ﻭﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻠﻐﺘﻚ. ﻭﺿﻊ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻋﻢ ﺗﻘﻮﻝ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ؟ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﻠﻐﺔ ﺇﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﻠﻴﻐﺔ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ،ﲢﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ،ﻓﻮﻗﻒ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻧﺎﻫﻀﺎ ﻭﺭﻓﻊ ﺑﺮﻧﻴﻄﺘﻪ ﻋﻦ ﺭﺃﺳﻪ ،ﻭﻭﻗﻔﺖ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﻛﻠﹼﻬﺎ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻭﺇﺟﻼﻻ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﰒ ﺟﻠﺲ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺟﻠﺲ ﺍﳊﻀﻮﺭ. ﻭﳌﺎ ﲰﻊ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳌﲑﻏﲏ ﻛﻼﻡ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ،ﺻﺎﺭ ﻳﻘﻮﻝ 1ﻳﺎ ﻭﺩ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺻﺎﺭ ﻳ ﺮ ّﺩ ﺩ ﻫﺎ א א ﻭﻳﺮﺩﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺣﱴ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﳉﻠﺴﺔ. 1 א ،א .3 254 ﹶﻓﻨ ﺪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺣﺎﻻﺕ ﻭﺍﺣ ﺪﺍ ﻭﺍﺣ ﺪﺍ ،ﻭﺭ ﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﺤ ﺪﺍ ﺍﻟﺘﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﱂ ﻳﻘﻠﻪ ﻭﱂ ﻳﻜﺘﺒﻪ ،ﻓﻈﻬﺮ ﻀِ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻣ ﻣﺪﺑﺮﻭﺍ ﺍﳌﺆﺍﻣﺮﺓ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ :ﺍﺣﻜﻤﻬﻢ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﻗﺪ ﻋﻔﻮﺕ ﻋﻨﻬﻢ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ :ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﺪ ﻋﻔﻮﺕ ﻋﻨﻬﻢ. ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻔﻀﺎﺽ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﰲ ﻣﱰﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﳌﱰﻝ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﺍﺋﺘﲏ ﺑﻮﺍﻟﺪﺗﻚ ﻷﺳﻠﹼﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ :ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻘﻌﺪﺓ ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﺍﲪﻞ ﻋﻜﺎﺯﰐ ﻫﺬﻩ ﻭﺍﻋﻄﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﺘﺘﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺈﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ. ﲪﻞ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻌﻜﺎﺯﺓ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﳍﺎ ،ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺗﺴﻌﻰ ﻭﻫﻲ ﺭﺍﻓﻌﺔ ﺍﻟﻌﻜﺎﺯﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﱂ ﲡﻠﺲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ. ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻴﺖ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻪ ﻟﻨﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﳐﺎﻃﺒﺎ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺍﺑﻨﻚ ﻫﺬﺍ ﻏﻀﺒﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﻢ ﺗﻐﻀﺐ؟ ﻗﻠﺖ :ﻗﺪ ﻣﻜﺜﺘﻨﺎ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻭﳓﻦ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺑﺮﻳﻬﺎ ﺗﻌﻔﻮﺍﻥ ﺃﻧﺘﻤﺎ ﻋﻨﻬﻢ؟ 255 ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﻗﺪ ﻋﻔﻮﻧﺎ ﻋﻨﻬﻢ. ﺳﺄﻝ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﹼﻢ ﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ؟ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ؟ ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﻋﻠﹼﻤﲏ ﳍﺎ ﺭﺑﻨﺎ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ،1ﻫﻜﺬﺍ ﻋﻠﻤﲏ ﺭﰊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺃﺣﺪ. ﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻃﻠﺒﻨﺎ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﳓﻦ ﺑﻌﻴﺪﻭﻥ ﻋﻨﻜﻢ ،ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﺪﻡ ﻟﻜﻢ ﺧﺪﻣﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻜﻢ ،ﻓﺄﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﲣﺘﺎﺭ ﱄ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﺬﺗﻚ ﻫﺆﻻﺀ ،ﻟﻨﻌﻄﻴﻪ ﻭﻇﻴﻔﺔ، ﻭﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﳋﺪﻣﺘﻜﻢ. ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﺍﺧﺘﺮ ﺃﺿﻌﻒ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﰲ ﻧﻈﺮﻙ. ﻗﺎﻝ :ﺫﺍ ،ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﻟﻮ ﺧﻴﺮﺗﻪ ﺑﲔ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻌﻨﺎ ﳚﻠﺴﻬﺎ ﰲ ﺍﷲ ﻭﺑﲔ ﺃﻥ ﳚﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻴﻚ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﳚﻠﺴﻬﺎ ﻣﻌﻨﺎ ﰲ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻴﻚ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻠﹼﺴﻮﺩﺍﻥ. ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻏﻀﺐ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻏﻀﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ،ﻭﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻣﺘﻬﺎﻥ ﻟﻜﺮﺍﻣﺘﻪ ،ﻭﻣﻘﺎﻣﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺳﺘﺪﺭﻙ ﻗﺎﺋﻼ :ﺇﻧﻚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺧﺎﻟﺼﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﻃﻤﻊ ﰲ ﺍﳌﻠﻚ ﺃﻭ ﳏﺎﺭﺑﺘﻨﺎ ،ﻓﺄﻧﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻛﻼﻣﻚ، ﻓﺄﺷﻜﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﰒ ﻭﺩﻋﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺫﻫﺐ. 1 א ،א . 65 256 ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺣﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﲜﻮﺍﺭ ﺍﳌﺴﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭﺱ ﰲ ﻣﻌﻬﺪ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺣﻀﻮﺭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﻠﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻗﺎﻝ ﱄ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﺯﺍﺭ ﺍﳌﻌﻬﺪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻓﺮﺣﺐ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ :ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻓﻠﻴﻌﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻷﻧﻪ ﺷﻴﺦ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻭﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﻛﺬﺍ ﻭﺳﺤﻨﻮﻥ ﻛﺬﺍ ﻓﻴﻜﻤﻞ ﺍﺛﲏ ﻋﺸﺮ ﺭﺟﻼ ﻭﻣﺴﺎﺋﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ، ﰒ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ،ﻗﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ :ﻓﻼﻥ ﻛﺬﺍ ﻭﻓﻼﻥ ﻛﺬﺍ ﻻﺛﲏ ﻋﺸﺮ ﺭﺟﻼ. ﰒ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﰲ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺍﳊﻨﺒﻠﻲ ﻗﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ :ﻓﻼﻥ ﻛﺬﺍ ﻭﻓﻼﻥ ﻛﺬﺍ ﺇﱃ ﺍﺛﲏ ﻋﺸﺮ ﺭﺟﻼ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻛﺬﺍ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﺇﱃ ﺍﺛﲏ ﻋﺸﺮ ﺭﺟﻼ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻌﺠﺐ ﻟﻐﺰﺍﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﻭﺇﻧﻪ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﻏﻮﺭﻩ ﻭﻻ ﺳﻌﺘﻪ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻤﻨﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻋﺎﻣﺮ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﺪﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﰲ ﻋﻴﺪ ﺇﱃ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﳊﻀﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﻭﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺪﻳﲏ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﻗﻒ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﺎﻓﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺴﻴﺪ :ﺃﻧﺎ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻼﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻼﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻼﻥ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ،ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺃﰊ ﻭﺟﺪﻱ. 257 ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ :ﺍﺟﻠﺲ ﻳﺎ ﺃﻧﺼﺎﺭﻱ ،ﻭﺍﺳﺘﺮﺳﻞ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ،ﻭﻭﻋﻈﻪ ﰒ ﺾ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﹶﻛ ﺮ ﺭ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﻠﺐ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ :ﺍﺟﻠﺲ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺃﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻲ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﻋﻈﻪ ﺍﻟﺪﻳﲏ ،ﻗﺎﻝ :ﺃﻳﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﻠﹼﻢ؟ ﻗﺎﻝ :ﺃﻧﺎ. ﻗﺎﻝ :ﻣﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖ؟ ﻗﺎﻝ :ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺃﰊ ﻭﺟﺪﻱ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ :ﻳﺎ ﺃﻧﺼﺎﺭﻱ ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻋﻨﺪﻧﺎ ،ﻭﺳﺄﻛﺘﺐ ﻟﻚ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﻌﻄﻴﻚ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺟﺪﻙ ﻭﺃﺑﻴﻚ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻋﺎﻣﺮ :ﻓﻌﺠﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻛﻤﺎﻟﻪ. ﻗﺎﻝ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻳﻜـﻴﻞ ﻛـﻴﻠـــــﻪ ﻣـﻦ ﻳﺸﻴــﻞ ﺷﻴﻠــــﻪ ﺃﻣــﻼﻙ ﺍﻟــﺮﲪﺔ ﺗـﺄﰐ ﻟﻪ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﺸـﺮﻉ ﺗﺒﺠﻴﻠــــﻪ ﻓﺮﻗﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﰲ ﺃﻫــﻞ ﺟﻴﻠــﻪ ﻣﻜـﺎﺷﻔﻴﻨـﺎ ﺍﻟﻄﻤــﺢ ﻧﻴﻠـﻪ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺮﺷﻲ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻜﺎﺭ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻗﺪﻡ ﰲ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺑﺴﻪ ،ﻭﻫﻲ ﻋﻼﻣﺔ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ. 258 ﻗﺎﻝ ﱄ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﱪﻭﻗﺔ ﻣﺪﻭﺭﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺍﺩﻧﻮﻣﲏ ،ﻓﺪﻧﻮﺕ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﺩﻧﻮ ﻓﺪﻧﻮﺕ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩﺕ ﺭﻛﺒﱵ ﺃﻥ ﲤﺲ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ،ﰒ ﺃﺗﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺠﻮﺯ ﻣﺴﻨﺔ ،ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﺭﺛﺔ. ﻗﺎﻝ ﳍﺎ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﺃﺩﱐ ،ﻓﺪﻧﺖ. ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﺩﱐ ،ﻓﺪﻧﺖ. ﰒ ﻗﺎﻝ ﳍﺎ :ﺍﺩﱐ ﻓﺪﻧﺖ ،ﺣﱴ ﺗﺴﺎﻭﺕ ﺭﻛﺒﺘﺎﻫﺎ ﻣﻊ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ،ﱂ ﺃﻛﻦ ﺭﺍﺿﻴﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺭﺛﺔ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻗﺪ ﻧﺴﻴﺘﲏ. ﻗﺎﻝ ﳍﺎ :ﺃﻧﺎ ﱂ ﺃﻧﺴﻚ ﻓﻜﺮﺭﺕ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﺇﻧﻚ ﻗﺪ ﻧﺴﻴﺘﲏ. ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ :ﱂ ﺃﻧﺴﻚ. ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﳍﺎ :ﳌﹼﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻓﺎﺱ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ،ﺃﱂ ﺃﻛﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﺎﻟﺖ :ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ :ﻭﳌﺎ ﻃﺮﺕ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ،ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻋﻠﻲ ـ ﺃﱂ ﺃﻛﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﺎﻟﺖ :ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ ﳍﺎ :ﻭﻫﻞ ﻏﺎﺩﺭﺗﻚ ﳊﻈﺔ ﻭﺃﻧﺖ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ. ﻗﺎﻟﺖ :ﻻ ﻗﺎﻝ ﳍﺎ :ﺃﻧﺎ ﻣﺎﻧﺴﻴﺘﻚ. ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﺎﺕ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﳋﻄﻮﺓ. 259 ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﳋﺎﺹ ﻟﺴﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺛﻼﺙ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﲰﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﺭﺁﻫﺎ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺍﳊﺎﺝ :ﻟﻮﻻ ﺃﻧﺖ ﻻ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ. ﺍﻓﺘﻘﺪﺗﻪ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﻐﺮﺏ ،ﻭﻫﻮ ﰲ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ ،ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳜﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻟﻜﱪ ﺳﻨﻪ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺻﻠﻴﻨﺎ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺳﻮﻳﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻧﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﺮﻳﺒﻪ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻓﺮﺍﺵ ﻭﺛﲑ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺃﻭﺭﺍﺩﻱ ﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘﺪﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﺮﻳﺒﻪ ،ﻓﻘﻤﺖ ﻣﻦ ﳎﻠﺴﻲ ،ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻳﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻘﺮﻳﺐ ﻷﲢﺴﺲ ﺟﺴﻤﻪ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪﻩ ،ﻓﺼﺤﺖ ﻳﺎﺑﺎﺑﺎ ﻳﺎﺑﺎﺑﺎ ﻳﺎﺑﺎﺑﺎ ،ﻓﻠﻢ ﺃﲰﻊ ﻟﻪ ﺻﻮﺗﺎ ،ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻨﻴﻒ ،ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺮﺗﺎﺩﻩ ﻛﺜﲑﺍ ﻻﻧﻄﻮﺍﺀ ﺑﻄﻨﻪ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﻛﻞ ،ﻓﺪﺧﻠﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪﻩ ﺑﻪ ،ﻓﺼﺤﺖ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳊﻮﺵ ﺃﻧﺎﺩﻳﻪ ،ﻓﻠﻢ ﳚﺒﲏ ،ﻭﺃﺧﲑﺍ ﺟﻠﺴﺖ ﰲ ﻣﻜﺎﱐ ﺍﳌﻌﺘﺎﺩ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭ ﻋﻨﻘﺮﻳﺒﻪ ،ﻭﺃﻧﺎ ﰲ ﺣﲑﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﻨﺎﺩﻳﲏ :ﻳﺎ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺍﳊﺎﺝ ،ﻣﺎﻟﻚ؟ ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩ ،ﻓﻘﻠﺖ :ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﺎﷲ ﻭﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﲢﺒﻪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﺗﲏ ﺃﻳﻦ ﻛﻨﺖ؟ ﻓﺨﺎﻃﺒﲏ :ﻳﺎ ﺃﲪﺪ ﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲡﺪﱐ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻻ ﺗﺴﺄﻟﲏ؟ ﻗﺎﻝ ﻭﺩ ﺍﳊﺎﺝ :ﺃﻧﺎ ﺣﻠﻔﺘﻚ ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ. ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﺔ ﻷﺭﻯ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻄﻴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ. ﻗﺎﻝ :ﻭﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﺜﻞ ﺟﻮﺑﺎ؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﺟﻮﺑﺎ ﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﺑﺘﺼﻠﻬﺎ ﺍﻵﻥ. 260 ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﺍﳉﻨﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺬﻛﺮﱐ ﲝﺎﺩﺛﺔ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﻠﻤﻴﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﳉﺬﺏ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ،ﻭﺳﻘﻂ ﺻﺮﻳﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﺣﺮﺍﻙ ﺑﻪ ،ﻓﻬﺮﻉ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻼﻣﺬﺓ ﺇﱃ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺃﺧﱪﻭﻩ ﺃﻥ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ،ﻓﺄﺗﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻗﺪ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺍﳉﺎﻟﺴﲔ ،ﻭﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﺇﻥ ﺃﲪﺪ ﱂ ﳝﺖ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﳉﻨﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ ﺍﻵﰐ: ﺃﻥ ﻳﺮﻗﺪ ﺎﺭﻩ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺐ ﻭﺍﺣﺪ ،ﰒ ﻟﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻨﺐ ﺍﻵﺧﺮ ..ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ. ﻓﻤﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﺬﺏ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﻴﻞ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﺬﺏ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﺗﺄﺩﺏ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﳉﻨﺔ ،ﻭﺃﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﺠﻤﻊ ﺟﺴﻤﻪ ﻭﺾ، ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺨﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﺼﺮﺍ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺃﻗﻴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﳉﺬﺏ ﺎ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ،ﻭﻻ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺸﺮﻉ ،ﻷﻥ ﺑﻌﺾ ﺷﺮﺍﺡ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺃ ﹼﻥ ﻣﻦ ﻏﺎﺏ ﻋﻘﻠﻪ ﰲ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻳﻨﻘﺾ ﻭﺿﻮﺅﻩ ﻷﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﻮﺓ ﻗﻠﺒﻴﺔ. ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻋﻦ ﺟﺪﻩ ﺷﻌﺮﺍ: ﻭﺃﺳـﺮﻯ ﺑﺮﻭﺣـﻪ ﺇﱃ ﺍﳉـﻨﺎﺕ ﻭﺷـﺎﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻌـﻢ ﻏـﺰﻳﺮ ﻓـﺄﻭﻋﻰ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺍﻻﻋﺘــﺮﺍﺽ ﻓﺎﻫـﻞ ﺍﷲ ﺟــﺎﻫﻬﻢ ﺯﺍﺋﺪ ﻛﺜﲑ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﻫﻢ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﺃﺭﻭﻡ ﻣﻦ ﻓﻴﻀـﻜﻢ ﻧﻌــﻢ ﻏﺰﻳﺮ 261 ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳕﻀﻲ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻧﻨﻮﻩ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻏﺮﻳﺐ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﻭﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺍﻟﺼﻠﺒﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺭﰊ ،ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﻛﻨﻬﻬﺎ ﺇﻻ ﻫﻮ ،ﻭﺩﺧﻮﻝ ﺍﳉﻨﺎﺕ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺬﻭﺍﺕ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﺎﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺭﺃﻯ ﺍﳉﻨﺔ ،ﻭﺩﺧﻠﻬﺎ ﲜﺴﻤﻪ ﻭﺭﻭﺣﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻛﻤﻞ ﺍﳋﻠﻖ ،ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﳍﻢ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ،ﻻ ﳛﺼﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ،ﻭﻻ ﳛﻮﻳﻬﺎ ،ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻷﻥ ﻣﻦ ﺗﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻪ ﺑﻪ ﻭﻻ ﺩﺭﺍﻳﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﳊﻨﻴﻒ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﺇ ﹼﻻ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ،ﻭﺃﻥ ﻧﺘﺮﻙ ﻣﺎ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﻪ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﻜﺎﻫﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺍﳊﺎﺝ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻣ ﺪﺍﺡ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ ،ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺳﻌﺪ ﻭﻭﺩ ﺃﺑﻮ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻭﻭﺩ ﺍﻟﻨﻮﱘ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺧﺮﻳﻔﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻀﻮﺭﻫﻢ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻸﻯ ﺑﺎﻟﺴﺤﺐ ،ﻓﻮﻗﻒ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺁﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﺧﻠﻮﺗﻪ. ﻓﻘﺎﻝ :ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻜﻢ ﻋﺸﺮﺓ ،ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻜﻢ ﻣﺎﺋﺔ ،ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻜﻢ ﺃﻟﻒ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﺡ ﺃﺑﻮ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻠﹼﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﻛﻔﺎﻧﺎ ﺍﻟﻮﺳﻂ ،ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻧﺰﻝ ﺍﳌﻄﺮ ﻏﺰﻳﺮﺍ ،ﻭﻃﺎﻟﺖ ﻣﺪﺗﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨـﺰﻝ ﺑﻘﻮﺓ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ، ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻜﺖ ﺍﳌﻄﺮ ﺫﻫﺐ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻣﻌﻪ ﻭﺩ ﺍﳊﺎﺝ ـ ﻭﳘﺎ ﳜﻮﺿﺎﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﺧﻮﺿﺎ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﳌﻀﻴﻔﺔ ،ﻓﻨﺎﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺩﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﻤﺮ ﻓﺤﻀﺮﺕ، ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ :ﺇ ﹼﻥ ﻣﺪﺍﺡ ﺧﲑ ﺍﻷﻧﺎﻡ ﻗﺪ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﻋﻨﺪﻧﺎ ،ﻭﺑﺪﺧﻮﳍﻢ ﻧﺰﻝ ﺍﳌﻄﺮ ،ﻓﻠﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ ﺇﻛﺮﺍﻣﻬﻢ ،ﻭﻻ ﺣﱴ ﺑﺎﻟﻘﻬﻮﺓ ﻓﻨﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻄﻬﻲ ﳍﻢ ﻃﻌﺎﻣﺎ ﻭﻗﻬﻮﺓ. 262 ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺮﻯ ﺍﳌﺎﺀ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﳌﻀﻴﻔﺔ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﻗﲔ؟ ﻗﺎﻝ ﳍﺎ :ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺗﺮﻙ ﻣ ﺪﺍﺡ ﺧﲑ ﺍﻷﻧﺎﻡ ﻳﻨﺎﻣﻮﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﺿﻴﺎﻓﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﳍﺎ :ﺃﺣﻀﺮﻱ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻭﺍﻟﺒﺼﻞ ﻭﺍﻟﺰﻳﺖ ﻭﻛﻞ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﻹﺩﺍﻡ ،ﰒ ﺃﻭﺍﱐ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ،ﻭﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺎ ،ﻓﻮﺿﻌﺖ ﻟﻪ ﻣﻘﻌﺪﺍ ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ )ﺑﻨﱪ( ،ﻭﺟﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺍﳊﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﺣﱴ ﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﻭﺳﻄﻪ ،ﰒ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻠﺪﺍﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﺟﻦ ،ﻓﻮﺻﻞ ﺍﳌﺎﺀ ﻧﺼﻔﻪ ﻣﻦ ﲢﺖ ،ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ :ﺻﱯ ﺍﳌﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻌﺠﲔ ،ﰒ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺍﳊﺎﺝ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﻻ ﲣﺎﻑ؟ ﻗﺎﻝ :ﻻ ﻗﺎﻝ :ﻳﻌﲏ ﻣﺎ ﺑﺘﺨﺎﻑ؟ ﻗﺎﻝ :ﻻ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ :ﺿﻊ ﺭﺟﻠﻴﻚ ﺳﻮﻳﺎ ،ﰒ ﺃﻣﺪﺩﳘﺎ ﱄ ﻓﺄﺧﺬ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺩﺭﺝ ﺎ ﺭﺟﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺍﳊﺎﺝ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺩﺧﻠﻬﻤﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﲢﺖ ﺍﻟﺼﺎﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻄﻬﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺃﺩﺧﻠﻬﻤﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﲢﺖ ﺍﻟﺼﺎﺝ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﻋﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻧﺎﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻲ ﻭﺩ ﺍﳊﺎﺝ ،ﻭﳘﺎ ﲢﺖ ﺍﳌﺎﺀ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ.. ﺭﺟﻼﻥ ﻭﻋﻤﺎﻣﺔ ﻭﻧﺎﺭ ،ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﻳﻌﻠﻮﻫﻢ ،ﻭﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺟﺎﻟﺲ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻗﺎﻋﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ، ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﱃ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺍﳊﺎﺝ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﺧﺮﺝ ﺭﺟﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﲢﺖ ﺍﻟﺼﺎﺝ ،ﻓﺄﺧﺮﺟﻬﻤﺎ ﻓﺎﻧﻄﻔﺄﺕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ،ﻭﺫﻫﺐ ﻫﻮ ﻭﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﻳﺘﺒﻌﻬﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪﻩ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﻋﺠﻴﺒﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ 263 ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﲑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻠﻘﺔ ﻋﻠﻢ ﺗﺪﺭﺱ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺑﻨﺎﺭ ﺍﳊﻄﺐ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻗﺪ ﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﻋﻮﺩﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻇ ﹼﻞ ﻣﺸﺘﻐﻼ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﺃﺩﺧﻠﻪ ﰲ ﺃﻋﻠﻰ ﻗﺼﺐ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﻭﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﲣﺎﻟﻂ ﺍﻟﻘﺼﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻝ ،ﻭﻫﻮ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻻﺷﺘﻌﺎﻝ ،ﻓﺼﺎﺡ ﺍﳊﺎﺿﺮﻭﻥ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺳﺘﺤﺮﻕ ﺍﳋﻠﻮﺓ. ﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﻻ ﺗﺎﺛﲑ ﻟﻠﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﰲ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺆﺛﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﳊﻄﺐ ﻣﺘﻼﻣﺴﺎﺕ ،ﻓﻠﻢ ﲤﺖ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺍﻟﱵ ﳛﺴﺒﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺋﻲ ﺃﺎ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ ﺩﻗﺎﺋﻖ ،ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻣﺸﺘﻌﻼ ﺣﱴ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﳊﻠﻘﺔ ،ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻏﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ. ﻓﻤﻜﺜﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﰒ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﻣﺎﺋﺔ ﺭﻳﺎﻝ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻭﺩ ﺃﺑﻮ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﳌﺎ ﺬﺍ ﻟﻘﻠﺖ ﻛﻔﺎﻧﺎ ﺍﻷﻟﻒ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻮﺳﻂ ،ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺎﺋﺔ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﺣﻔﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﺄﻥ ﳏﺎﺿﺮﺓ ﻗﺪ ﺑﺜﺖ ﻋﱪ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻄﺮ ﻟﻠﻤﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺸﻬﲑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺰﻧﺪﺍﱐ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻧﺪﺍﱐ :ﺇﻥ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻟﻪ ﻗﺒﻄﻴﺎ ﺣﺎﺋﺰﺍ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ،ﻭﻣﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺻﻤﺎﺀ ﺑﻜﻤﺎﺀ ﻗﺪ ﺯﺍﺭﻩ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﻣﺪﱐ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻃﻠﺐ ﺃﻫﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﺎﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺒﻌﺪ ﻛﺜﲑﺍ ﻋﻦ ﻣﺪﱐ، ﻓﺼﺤﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺒﻜﻤﺎﺀ ﻭﺃﺣﺪ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﺳﻠﹼﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻄﻠﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺎﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﳊﻔﲑ ﻭﻟﻴﻤﻮﻧﺔ ﻭﺳﻜﺮ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻛﺒﺎﻳﺎﺕ ﻓﺎﺭﻏﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻟﻮﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﺃﺻﻔﺮﺍ ،ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺎﺀ ﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ،ﰒ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻴﻤﻮﻧﺔ ﻭﻣﺴﻜﻬﺎ ﺑﻔﻴﻪ ﳑﻠﻮﺀ ﺑﺎﳉﺮﺍﺛﻴﻢ ،ﺻ 264 ﻓﺤﻠﺒﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ،ﻭﺣﺮﻙ ﺍﳌﺎﺀ ﺑﺈﺻﺒﻌﻪ ،ﻗﺎﻝ ﺯﻣﻴﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ :ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺷﺮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺎﺀ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ،ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻫﻢ ﻻﻳﺪﺭﻭﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ. ﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺭ ﺷﺮﺍﺑﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﺒﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ،ﺃﺧﺬ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﰒﺻ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺳﻠﹼﻤﻪ ﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺼﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻜﻤﺎﺀ ﻓﻠﻤﺎ ﺷﺮﺑﺘﻪ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ )ﺛﺎﻧﻜﻴﻮ ﻓﲑﻱ ﻣﻄﺶ( ،ﻭﻫﻲ ﺗﻌﲏ ﺃﺷﻜﺮﻙ ﻛﺜﲑﺍ ،ﻓﺬﻫﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻏﻤﺮﻤﺎ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ،ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻫﺠﻢ ﺍﳌﺮﻳﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺎﺀﻳﻦ ﻓﺄﻫﺮﹶﻗﺎ، ﻓﻮ ﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ. ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻛﻠﹼﻪ ﺑﻜﻢ ﻭﺻﻤﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﺏ ﻣﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺗﺸﻔﻰ ﰲ ﺍﳊﲔ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺰﻧﺪﺍﱐ :ﻭﺩﺩﺕ ﻟﻮ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻊ ﻓﺌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ،ﻟﻜﺎﻥ ﳍﺎ ﺍﺛﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﰲ ﺍﻹﺻﻼﺡ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻧﺪﺍﱐ ﺭﺟﻞ ﺳﻠﻔﻲ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺣﺪﻳﺜﻪ ،ﻻ ﺷﺄﻥ ﱄ ﺑﺎﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﲰﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻘﺒﻄﻲ ،ﻭﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﺗﻪ ﰲ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻗﺪ ﺃﺫﻫﻠﲏ ﻭﺣﻴﺮﱐ ،ﰒ ﺃﺭﺩﻑ ﳒﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﻛﺸﻚ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﳏﺎﺿﺮﺍﺗﻪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺭﺟﻞ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﻭﺳﲑﺗﻪ ﻭﺳﻠﻮﻛﻪ ﻣﻊ ﺍﳍﺪﻱ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ،ﻓﺄﻣﻨﻴﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﳎﺎﻟﺴﺘﻪ ،ﻭﺻﺤﺒﺘﻪ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﱂ ﺗﺴﻌﻔﻪ ﺣﱴ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭ ﺭﺑﻪ. 265 ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻗﻄﺮﺍﺕ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﺁﺛﺎﺭ ﻏﺴﻴﻞ ﻣﻼﺑﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﻭﺍﻟﺸﻢ ﺃﺧﱪﱐ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻛﺎﻥ ﻳﻐﺴﻞ ﻣﻼﺑﺴﻪ ،ﻓﻴﻐﺴﻠﻬﺎ ﺃﻭﻻ ﺑﺎﳌﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺍﺡ ،ﻓﻴﺼﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺎﺀ ﰲ ﺇﺑﺮﻳﻘﻪ ﻭﻳﻀﻌﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎ ،ﰒ ﻳﻐﺴﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﺎﺑﻮﻥ ،ﰒ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﲟﺎﺀ ﻣﻼﺑﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﻹﺑﺮﻳﻖ ،ﻓﺒﻌﺪ ﻳﺒﺴﻬﺎ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﺟﻴﺪﺍ ،ﻭﻳﻄﺒﻘﻬﺎ ﰒ ﳛﻤﻠﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺧﻠﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻫﻮ ﺣﺎﻣﻞ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﻼﺑﺲ ،ﻭﺃﺛﺮ ﻣﺎﺀ ﺍﳌﻼﺑﺲ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﻤﻪ ،ﻭﻳﻀﻊ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﻓﻴﺼﻴﺢ ﻛﻞ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ ﻳﻜﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ،ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺑﺮﻛﺔ ﺍﳌﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﻤﻪ ﻭﺍﳌﻼﺑﺲ ﺍﻟﱵ ﳛﻤﻠﻬﺎ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻘﻮﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻌﻄﺎﺋﻴﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ) :ﻻ ﺗﺼﺤﺐ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻨﻬﻀﻚ ﲝﺎﻟﻪ ،ﻭﻻ ﻳﺪﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﲟﻘﺎﻟﻪ(. ﻭﷲ ﺩﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻗﻮﻡ ﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﺴﺠﺎﻳﺎ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺟﻠﺴﻮﺍ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺁﺛـﺎﺭﻫﻢ ﻋـﻄﺮﺍ ﻳﻬﺪﻱ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﻇﺮﻓﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺂﻟﻒ ﻣﻨﻬـﻢ ﺭﺍﻗـﲏ ﻧﻈﺮﺍ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﻭﺩﻱ ﻭﺃﺣﺒﺎﰊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﳑـﻦ ﳚـﺮ ﺫﻳـﻮﻝ ﺍﻟﻌﺰ ﻣﻔﺘﺨـﺮﺍ ﻻ ﺯﺍﻝ ﴰﻠﻲ ـﻢ ﰲ ﺍﷲ ﳎﺘﻤـﻌﺎ ﻭﺫﻧﺒﻨـﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻌــﻔﻮﺭ ﻭﻣﻐﺘﻔــﺮﺍ ﺃﻣﺎ ﺟﺪﻱ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﰲ ﺳﻠﻮﻛﻪ ،ﺫﺍﻛﺮﺍ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﻔﺘﺮ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻩ ،ﻭﻻ ﻳﻀﻊ ﻣﺴﺒﺤﺘﻪ ﻟﻴﻼ ﺃﻭ ﺎﺭﺍﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﺃﻭ ﰲ ﻗﻀﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺣﻮﺍﺋﺠﻪ ﺍﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﳛﻀﺮ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ 266 ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺮﻣﻪ ﻭﻳﻀﻌﻪ ﰲ ﺧﻠﻮﺓ ﻟﻮﺣﺪﻩ، ﻭﺗﺬﺑﺢ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺍﻟﺬﺑﻴﺤﺔ ،ﰒ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﳌﺆﺍﻧﺴﺘﻪ. ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺍﻣﺎ ﻳﺼﻮﻡ ﺭﺟﺐ ﻭﺷﻌﺒﺎﻥ ﻭﺭﻣﻀﺎﻥ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺤﺒﻮﺍ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﻓﺘﺢ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ، ﻭﺣﻀﺮ ﻣﻌﻪ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻙ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻗﺪ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻥ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﺟﺎﻫﺰ ،ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﳚﺪ ﺭﺟﻞ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ،ﻭﻟﻮ ﻭﺟﺪﻩ ﻟﻜﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ. ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻗﻀﻴﺔ ﻛﱪﻯ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ ﻋﻈﻤﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﳋﻨﻔﺮﻱ ﺑﺎﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ،ﻓﺠﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺨﺎ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﳋﻨﻔﺮﻱ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﳊﺎ ،ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﲝﺰﺏ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻭﻛﻴﻼ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﳋﻨﻔﺮﻳﺔ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﺯﻣﻦ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﻋﺎﻡ 1920ﻡ. ﺣﺼﻞ ﺧﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﲔ )ﺍﳌﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﳋﻨﻔﺮﻳﺔ( ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﱵ ﲤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﻨﻴﻞ ،ﻓﻜﻞ ﻳﺪﻋﻴﻬﺎ ﺃﺎ ﺃﺭﺿﻪ ،ﻓﺤﻀﺮ ﺟﺪﻱ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻱ ﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻔﺎﻥ ﺳﻮﻳﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻓﺠﺪﻱ ﳛﺘﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻳﺘﺒﻜﹼﻢ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ :ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺎﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻳﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﳜﺮﺝ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻳﻐﻠﺒﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ. 267 ﻭﰲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ،ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﺍﻷﺧﲑ ،ﻭﻫﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻼﺓ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﻣﺴﺒﺤﺘﻪ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ،ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺳﺪ ﻳﺮﻛﺾ ﳓﻮﻩ ،ﻭﺃﺟﺪﺍﺩﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﲪﺪ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺧﻠﻔﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺳﻮﺩ، ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺭﺃﻯ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻭﺩ ﺑﺪﺭ ﳚﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﳝﻴﻨﻪ ،ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺍﻷﻛﱪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺒﻼﻉ ﳚﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﺎﺭﻩ ،ﻭﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻳﻌﺪﻭ ﲞﻄﻮﺍﺕ ﻣﺴﺘﻌﺠﻼ ﳓﻮﻩ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻴﺎ ﻭﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻮﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺁﻧﺬﺍﻙ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻤﻊ ﺍﳌﻬﻴﺐ ﺣﻮﻝ ﺟﺪﻱ ﺍﺭﺗﻜﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻔﺎﻫﺎ ،ﺭﻓﻊ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻌﻜﺎﺯﺓ ﳉﺪﻱ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻮﻣﺊ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺟﺪﻱ :ﻻ. ﻗﺎﻝ :ﺃﲣﺎﻑ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ؟ ﻗﺎﻝ :ﻻ. ﻗﺎﻝ :ﺍﺭﻓﻌﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ. ﻗﺎﻝ :ﻻ ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﺪﺭ ﳉﺪﻱ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ :ﻗﺪ ﺣﻜﻤﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﻬﻲ ﻟﻜﻢ ،ﻓﺎﺧﺘﻔﻰ ﻣﺎ ﺭﺁﻩ ﺟﺪﻱ ،ﻭﻭﺟﺪﻩ ﻧﻔﺴﻪ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻼﺓ ﲟﺴﺒﺤﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ. ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺫﻫﺐ ﶈﻀﺮ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻓﻮﻗﻔﺎ ﺳﻮﻳﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﳋﻨﻔﺮﻱ ،ﻓﻨﻄﻖ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺑﻜﻼﻡ ﻓﺼﻴﺢ ،ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﳊﻖ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﻴﺔ ،ﻭﺳﺎﻕ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻣﺎ ﺳﺠﻠﻪ ﺍﳌﺄﻣﻮﺭ ﺍﳌﺼﺮﻱ )ﻫﻠﻮﺩﺓ( ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣ ﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﻨﻴﻞ ،ﻭﺳﺠﻞ ﺍﳌﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﲰﺎﺀ ﺃﺻﺤﺎﺎ ،ﻓﻮﺟﺪﻫﻢ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﻴﺔ ،ﻓﺤﻜﻤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﳍﻢ ،ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. 268 ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﺑﻞ ﺟﺪﻱ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇﺎ ﻣﻐﺎﺭﺓ ،ﻭﻟﻮ ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻟﻌﻜﺎﺯﺓ ﻻ ﻧﺘﻬﻰ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻭﳌﺎﺕ ﰲ ﺍﳊﲔ. ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﳊﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻧﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻛﻌﻜﻮﻝ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1975ﻡ ﺇﱃ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺃﺑﻮ ﻗﻤﺰﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﻣﺼﺮﺍﻥ ،ﻭﺍﻛﻦ ﺍﳌﺪﺧﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﳝ ﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻣﻴﺔ ﲜﻮﺍﺭ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﳋﻨﻔﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻜﺜﲑﺓ ،ﻓﻘﻠﺖ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺑﺼﻮﺕ ﻣﻨﺨﻔﺾ :ﻻ ﺃﺯﻭﺭﻙ ﻳﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻨﻚ، ﻭﻳﺪ ﹼﻝ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﻚ ،ﻭﺃﻧﺖ ﰲ ﺟﺪﺛﻚ. ﻓﻠﻢ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ،ﻭﱂ ﺃﺻﻠﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﲬﺴﺔ ﺃﺷﻬﺮ ،ﻭﱂ ﺗﻘﺎﺑﻠﲏ ﻓﻴﻪ ﺭﺅﻳﺔ ﺣﱴ ﻧﻘﻠﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻧﻚ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﻟﻴﺎﱄ ﻭﺃﻧﺎ ﻧﺎﺋﻢ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﻫﺠﻠﻴﺞ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﺎﺭﻱ ﻣﻸﻯ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻟﻮﺏ ،ﻓﺎﺗﺠﻬﺖ ﺻﻮﺎ ﻷﻟﺘﻘﻂ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ،ﰒ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﳝﻴﻨﺎ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﻫﺸﺎﺏ ﻳﺘﺪﱃ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﻤﻎ، ﻓﺘﺮﻛﺖ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﳍﺠﻠﻴﺞ ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﳓﻮ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﳍﺸﺎﺏ ﻷﻥ ﲦﺎﺭﻫﺎ ﺳﻬﻠﺔ ﺍﳌﺄﻛﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﺘﻬﺎ ﻭﺟﺪﺎ ﻣ ﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮ ،ﻭﻛﻞ ﺷﺠﺮﺓ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺣﺎﺭﺱ ﺭﺟﻞ ﳛﺮﺳﻬﺎ ،ﻓﺎﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻴﲏ ،ﻓﺎﻟﺘﻘﻄﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﺍﳊﺎﺭﺱ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺇﺎ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﳋﻨﻔﺮﻱ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻟﻪ ﺷﺠﺮﺓ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﻧﺎﺩﻳﻪ ﻋﻠﻴﻚ. 269 ﻓﻘﻠﺖ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ :ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﳛﻀﺮ ﻓﻌﻼ ،ﻓﺎﺑﺘﻌﺪﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻗﻠﻴﻼ ،ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻳﺮﺑﻊ ﺃﺳﺪﺍ ﻳﺮﻛﺾ ﳓﻮﻱ ﻣﺴﺮﻋﺎ ،ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺣﻀﺮ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ، ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻷﺳﺪ ﺑﻌﻴﺪﺍ ،ﻭﻧﺎﻭﻟﲏ ﺳﻴﻔﺎ ﻓﺮﻓﻌﺘﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻌﺠﺐ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻓﻘﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﻮﻳﻪ ﻭﺃﺭﻳﺪﻩ ،ﻓﻠﻮ ﻛﻨﺖ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺑﻐﻴﺘﻪ ﻟﺰﺭﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ. ﻭﷲ ﺩﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﺇﺫﺍ ﺣﺰﺕ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﻓﻼ ﺗﺒـــﺎﻝ ﻧﻘــﺼﺎ ﰲ ﺍﳉـﺒﻠﺔ ﺃﻭ ﻛـﻤﺎﻝ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺘﺄﻧﻴﺚ ﰲ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻧﺎﻗﺺ ﻭﻻ ﺍﻟﺘــﺬﻛﲑ ﻓـﺨﺮ ﻟﻠـﻬﻼﻝ ﺫﻫﺐ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻟﻌﺰﺍﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﰲ ﺍﺑﻨﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺾ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ :ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﻮﰲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﺮﺍﺭ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻓﻴﻨﺎ ﳓﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﰒ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﰲ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﺭ ،ﰒ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﺇﱃ ﲨﻴﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻟﻴﺄﺗﻮﺍ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ، ﻭﻳﻌﺰﻭﻩ ﰲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻷﻧﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﻭﺻﻔﻴﻪ ،ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﳊﻖ ،ﻓﺎﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﻧﺎﺩﺭﺍ ،ﻭﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻣﻄﺎﻭﻻﺕ ﻋﻈﻴﻤﺔ. ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳉﻌﻠﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ،ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻴﺔ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﱀ ﺑﺸﻨﺪﻱ ﻷﺗﺮﺣﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺒﻨﻴﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺇﺫﺍ ﺑﺪﺭﻭﻳﺶ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻳﺢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ ،ﰒ ﻭﺿﻊ ﺃﺫﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺮﻳﺢ، ﻓﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻗﺎﻝ :ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ،ﻛﻞ ﺗﻠﻔﻮﻧﺎﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺗﻘﻮﻝ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺍﺣﻞ ﺇﱃ ﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻓﻌﻠﻤﺖ ﻧﺒﺄ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺭﻭﻳﺶ. 270 ]< <Œ^ŠÖ]<h^fÖ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺧﺎﲤﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ ﺍﳋﺎﲤﺔ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﻟﻒ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ 271 ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ: ﺃﻭﻻﻫﻦ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ، ﻭﻗﺪ ﺃﳒﺒﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻠﻘﺐ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﻛﺎﻥ ﳎﺬﻭﺑﺎ ﻣﻨﺬ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﱂ ﻳﺮ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﰲ ﳎﻠﺲ ﻛﻤﺎ ﳚﻠﺲ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ، ﺑﻞ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ. ﻳﺮﻯ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﺪ ،ﳝﺘﺎﺯ ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻏﺎﺋﺐ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻩ ﺇﻻﻭﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ. ﻟﻘﺪ ﺿﺎﻉ ﻟﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﲑ ،ﻭﻗﺪ ﲝﺜﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﲑﺍ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ :ﻫﺬﺍ ﺑﻌﲑ ﻗﺪ ﺃﺗﻌﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻﲣﱪ ﻋﻨﻪ؟ ﻭﻭﺍﻟﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺋﻤﺎ ،ﻭﳋﻮﻓﻪ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﺍﳌﻐﻴﺒﺎﺕ ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ :ﺇﻧﻪ ﲜﺒﻞ ﺍﻟﺪﺍﻳﺮ. ﻓﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻓﻮﺯﻱ ،ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺪﺍﻳﺮ ﻟﻴﺤﻀﺮ ﺍﻟﺒﻌﲑ ،ﻭﻓﻌﻼ ﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺪﺍﻳﺮ ،ﻭﻭﺟﺪﻩ ﺑﻪ ﻭﺃﺣﻀﺮﻩ. ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﻓﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺗﺄﺧﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻳﺎﻡ ،ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﻴﺼﻞ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻔﻼﱐ ،ﻓﻤﻦ ﲰﻌﻪ ﺗﺮﻗﺐ ﺯﻣﻦ ﺣﻀﻮﺭﻩ ،ﻓﻴﺤﻀﺮ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩﻩ ،ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﲑ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻮﰲ ﺇﱃ ﺭﲪﺔ ﻣﻮﻻﻩ ﻭﻋﻤﺮﻩ ﲬﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ. 272 ﻭﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ،ﰒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﰒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ،ﰒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ،ﰒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺣﻮﺍﺀ ﻭﺑﺘﻮﻝ ﻭﺁﻣﻨﺔ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﻛﻠﻬ ﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻯ ﻣﻦ ﺭﻢ. ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﰒ ﺗﺰﻭﺝ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﲞﻴﺘﺔ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻋﺎﻣﺮ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺴﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ،ﻓﻮﻟﺪﺕ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﱡﻛﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺻﻔﻴﺔ. ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﰒ ﺗﺰﻭﺝ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺄﳒﺒﺖ ﻟﻪ ﺫﻛﻮﺭﺍ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳊﺎﺝ. ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ،ﻭﻫﻲ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻓﻘﺪ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ ﰲ ﺧﻠﻮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ ﻣﺸﺎﺋﺦ ،ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﳉﻌﻠﻴﲔ ،ﻭﺍﻟﻔﻜﻲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻘﺎﺭﺓ ـ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ. ﻓﻠﻤﺎ ﻓﻄﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﻔﻄﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺃﻫﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ،ﺃﻭﻗﺪ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻓﺤﻔﻆ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ،ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﺣﻔﻈﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ. 273 ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﳛﻔﻈﻪ ﻛﺤﻔﻈﻬﻢ ،ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺃﻭﺍ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺧﻠﻮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﱂ ﳛﻔﻈﻮﻩ ،ﻭﻗﺮﺃ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ،ﻭﺗﺪﺭﺝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻪ ﰲ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﱴ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ. ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﻄﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺳﻜﺎﺎ ﳜﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳉﻬﻞ ﺍﻟﺘﺎﻡ ،ﻓﻼ ﻗﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﻋﻠﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪﺗﻪ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻓﻘﺮﺃ ﰲ ﺧﻠﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻫﻢ ﻧﺬﺭ ﻗﻠﻴﻞ ،ﻓﻤﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺠﺎﺯﻱ ،ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﲝﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﺍﻋﺘﲎ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﳔﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻠﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻻﻧﺘﺸﺎﳍﻢ ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺔ ﺍﳉﻬﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ، ﻭﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺃﻭﻻ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺰﻣﻞ ﻓﻘﺮﺃﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ،ﰒ ﺃﺭﺳﻞ ﳍﻢ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳉﻌﻠﻲ ﻓﺪﺭﺳﻬﻢ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﰊ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻘﲑﻭﺍﱐ ،ﰒ ﺃﻋﻘﺒﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺸﻬﲑ ﺍﳌﺘﻤﻜﻦ ﰲ ﳐﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻔﻆ ﻣﺘﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﺍﳊﺎﺫﻕ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﺍﳌﻠﻘﺐ )ﺑﺈﻛﻠﻴﻞ( ﳊﻔﻈﻪ ﳌﱳ ﻭﺷﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ. ﻭﻗﺪ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻣﺮﺓ ﻋﻦ ﻛﻢ ﺧﺘﻤﺔ ﺧﺘﻤﻬﺎ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﰲ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ،ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺍﺛﻨﺘﲔ ﻭﺃﺭﺑﻌﲔ ،ﻓﺄﻗﺮﺃﻫﻢ ﺟﻮﺍﻫﺮ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﲜﺰﺋﻴﻪ ﺣﻔﻈﺎ ﻟﻠﻤﱳ ﻭﻓﻬ ﻤﺎ ﻟﻠﺸﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﺘـﻦ. ﻭﻗﺪ ﺳﺄﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﻟﻠﺸﻜﻴﻨﻴﺒﺔ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻪ :ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻘﺮﺃﻭﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ؟ 274 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ :ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ :ﺇﻗﺮﺃﻭﻩ ﺑﺎﻟﻠﻮﺡ ﺣﻔﻈﺎ ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ﺇﺷﻜﺎﻝ ،ﻓﺄﻧﺎ ﻗﺪ ﺣﻔﻈﺘﻪ ﻫﻜﺬﺍ. ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻗﺪ ﻗﺮﺃ ﳐﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ ﺑﺸﺮﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﺋﺦ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻮﻫﺎ ﺇﻻ ﺟﺪﻩ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﻛﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻷﻧﻪ ﻭﺭﺙ ﺟﺪﻩ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻤﲔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ. ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻘﺒﻮﺍ ﺇﺧﻮﺍﻢ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﹼﻤﻮﺍ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﲏ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻫﻢ ،ﻭﺍﳌﻜﺚ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻛﺘﺎﺏ )ﺃﻗﺮﺏ ﺍﳌﺴﺎﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ( ﻭﻗﺪﺣﻀﺮﺕ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﰲ ﻓﺘﺮﺓ ﲤﻜﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺪﺭﻳﺴﻬﻢ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺣﱴ ﺍﳊﺞ ﻟﻜﺘﺎﰊ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﺭﺩﻳﺮﻱ ،ﻭﳐﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ ـ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻟﻠﻘﻄﺐ ﺍﻟﺪﺭﺩﻳﺮﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺣﱴ ﺑﺎﺏ ﺍﳊﺞ ،ﻭﻗﺪ ﺣﻘﻘﻨﺎ ﻛﻞ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﲔ ِﺑﺘ ﺮ ﻭ ﻭﲤﻬﻞ ﻣﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺎ ﻭﺣﺬﻗﻬﺎ. ﻓﺈﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﳝﺘﺎﺯﻭﻥ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﺍﳉﻢ ،ﻭﺍﳋﺼﺎﻝ ﺍﳊﻤﻴﺪﺓ ،ﻭﺍﳌﺮﻭﺀﺓ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ،ﻭﺍﻟﻜﻴﺎﺳﺔ ﻓﻬﻢ ﻋﺪﻭﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻭﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳋﺼﺎﻝ ﲤﺘﺪ ﺣﱴ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺸﺊ ﻣﻦ ﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻭﻫﺬﻩ ﺟﺒﻠﺔ ﻓﻄﺮﻳﺔ ﻭﺭﺛﻮﻫﺎ ﻋﻦ ﺃﺑﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﺟﺪﺍﺩﻫﻢ ،ﻭﻫﻲ ﻏﺮﺱ ﻟﻸﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﺑﺬﺭﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ، 275 ﻓﻼ ﺃﻏﺎﱄ ﺇﻥ ﻗﻠﺖ :ﺃﻥ ﻛ ﹼﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﻟﺴﻬﻢ ،ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﻢ ،ﻭﲰﻊ ﳊﺪﻳﺜﻬﻢ، ﻭﻻﺣﻆ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ﻭﺣﺮﻛﺎﻢ ﻭﺳﻜﻨﺎﻢ ﺃﺩﺭﻙ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ. ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﳌﺮﻭﺀﺓ ﻓﻬﺬﻩ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺷﻴﻤﻬﻢ ﻭﺧﺼﺎﳍﻢ ،ﻭﺭﺛﻮﻫﺎ ﻛﺎﺑﺮﺍ ﻋﻦ ﻛﺎﺑﺮ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﺧﺼﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ. ﻓﺎﻹﺑﻦ ﺍﻷﻛﱪ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﺳﺎﺑﻘﺎ، ﻛﺎﻥ ﳝﺘﺎﺯ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻤﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻗﺪ ﺃﻟﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﺃﻟﻔﻪ ﺍﻟﻠﻴﻞ ،ﻓﻤﺎ ﺟ ﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﻻ ﻭﻧﻔﺮ ﻋﻦ ﻣﻀﺠﻌﻪ ،ﻓﻼ ﺗﺮﺍﻩ ﺇﻻ ﺭﺍﻛﻌﺎ ﺳﺎﺟﺪﺍ ﺫﺍﻛﺮﺍ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺣﱴ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﻔﺠﺮ ،ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺼﺤﲏ ﻋﻦ ﲡﻨﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﰲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ ﻟﺌﻼ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺍﻷﻭﺭﺍﺩ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﻼﻻ ﻃﻴﺒﺎ ﻭﻻ ﻗﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻷﻥ ﻣﺎ ﺗﻌﺪﺍﻩ ﻻ ﳚﻮﺯ ،ﻭﻗﺪ ﺳِﺌ ﹶﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺸﻮﺯﻫﺎ ﻗﺎﻝ :ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺫﻟﻚ ﺷﻬﺮﺍ ،ﻭﻫﻲ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻓﺎﺭﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﱭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺷﻬﺮﺍ ،ﺣﱴ ﻧﺰﻟﺖ ﺁﻳﺔ ﺍﳋﲑﺓ ﻓﺎﺧﺘﺮﻥ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﺘﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺮﺟﻊ ﳍ ﻦ. ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺨﺎ ﺻﺎﳊﺎ ﺫﺍ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﺃﺫﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ، ﺣﻀﺮﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻀﺠﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻋﻮﺽ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﺄﻡ ﻫﺎﱐ؟ ﻗﻠﺖ :ﰲ ﺃﻱ ﺯﻣﻦ ﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ :ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﻐﺮﺏ. ﻗﻠﺖ :ﱂ ﺃﲰﻊ ﺷﻴﺌﺎ ،ﻭﱂ ﺃﺭ ﺷﻴﺌﺎ. 276 ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻗﺪ ﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﺣﻀﺮ ﻗﺒﻠﻲ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺳﻴﺤﻀﺮ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ،ﺭﲟﺎ ﻳﺄﰐ ﲞﱪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ. ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺠﺔ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻣﺎﻝ ﺩﻳﺔ ﻗﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ،ﻓﻨﺸﺐ ﺧﻼﻑ ﰲ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳌﻮﺯﻉ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻓﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻀﺠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ. ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺎﺑﻌﲏ ﰲ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺍﳌﻨﺎﻣﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻮﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﳍﻢ ﻟﻴﻼ ،ﻓﲑﺟﻌﲏ. ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺮﰊ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻳﺎ ﻣﻦ ﺭﻣﺖ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﺃﻭﺻﻴـﻚ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﺧﺼﺎﻻ ﰲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻬﻮ ﺍﻷﺑﺮ ﻋﺎﳌﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳـﻌﺔ ﻭﻣﺪﻗﻖ ﻭﻣﻘــﺮ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﳝﻴــﺰ ﺑﲔ ﺣﻼﻟـﻪ ﻭﺣﺮﺍﻣـﻪ ﻭﺗﻠﻤﻴـﺬﻩ ﻳﻨﻘﺬﻩ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻜﺮ ﺇﻥ ﻛﻞ ﺧﻮﺍﻃﺮ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﲢﺖ ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﻛﻤﻞ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻣﺎ ﻫﻢ ﺃﻭ ﻗﺼﺪ ﻣﻘﺼﺪﺍ ﺧﲑﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺷﺮﺍ ﺇﻻ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻪ ﺍﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﱵ ﺃﻃﻠﻌﻬﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻟﻨﺎ ﰲ ﻗﺼﺔ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﳉﺒﻞ. ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺣﺎﻛﻴﺎ ﻋﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺑﻘﻤﻴﺺ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﺸﻢ ﺭﳛﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺍﷲ ﻋﻦ ،1·Á ¹Wï Cú >¿ ï ·K¿ jð ¿ cﻭﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﻫﺬﺍ î ï jï Uî ¥Á Wï ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪô G¿¿ lúó Á : ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺃﺫﻛﺮ ﺣﺎﺩﺛﺘﲔ ﺣﺼﻠﺘﺎ ﱄ. 1 ،،א .94 277 ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﺍﻷﻭﱃ: ﻟﻘﺪ ﳘﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﻗﺮﺃ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ،ﻭﻫﻮ ﻋﺎﱂ ﻣﺪﻗﻖ ﰲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻄﻦ ﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﺬﻩ ﺍﻟﻨﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺃﺻ ﺮ ﻋﻠﻲ ﰲ ﺫﻟﻚ. ﻭﳌﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻏﺘﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻋﺎﱂ ﻗﺪ ﻗﺮﺃ ﳐﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻠﻮﺡ ﺣﻔﻈﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﻀﺖ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﱐ ﺃﻥ ﺃﳊﻖ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ،ﻭﺫﻟﻚ ﳋﻼﻑ ﺩﺍﺋﺮ ﺑﲔ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﻋﻠﻢ ﱄ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻓﺎﳋﻠﻴﻔﺔ ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﱄ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻳﺘﻨﻴﲏ ﻋﻦ ﻋﺰﻣﻲ. ﻫﺬﺍ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺑﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺼﺢ ﺷﺮﻋﺎ ﻷﻥ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﺟﺐ ،ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺃﻫﻠﻪ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ. ، ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﶈﺪﺩ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﻼ ﻭﺃﻧﺎ ﻧﺎﺋﻢ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻮﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﻜﻠﹼﻤﲏ ﻛﻼﻣﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺎﻥ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻲﺀ ﺃﺩﺭﻛﺘﻪ ﺃﻧﺎ ﻭﻓﺤﻮﺍﻩ ﺑﺎﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻷﺩﺏ ،ﻭﰲ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ. ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﲝﺜﺘﺖ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﺭﲟﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﺑﻜﻮﺳﱵ ،ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﳊﺎ ﻋﺎﳌﺎ ﻭﺣﺎﻓﻈﺎ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﺤﻜﻴﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﲔ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﻜﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻛﻠﻴﻞ؟ ﻗﻠﺖ :ﻻ 278 ﻗﺎﻝ :ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ،ﻗﺪ ﺻﺮﻓﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻷﻧﻚ ﺇﻥ ﺫﻫﺒﺖ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺃﻣﺮﻙ ﺧﻄﲑﺍ. ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﰲ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺃﻭﺝ ﺍﻟﺬﺭﻭﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻟﻪ ﻣﻮﻃﺊ ﻗﺪﻡ ﺑﺄﻡ ﻫﺎﱐ ،ﻓﻜﻨﺖ ﺃﺟﺎﻫﺮﻩ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ، ﻭﻣﻌﻲ ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﱄ ﻫﻮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺎﻣﺮ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﲜﺎﻣﻌﺔ ﺍﳌﻠﻚ ﺳﻌﻮﺩ ﺑﺎﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺣﺴﻮﺍ ﲞﻄﻮﺭﺗﻨﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﲏ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﺃﺣﻀﺮ ﻣﺆﲤﺮﺍ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺑﺎﳋﺮﻃﻮﻡ ﻷﻧﻈﺮ ﻫﻞ ﰲ ﻣﻨﻬﺠﻬﻢ ﻋﺪﺍﺀ ﻟﻠﺪﻳﻦ؟ ﺭﻓﻀﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﺃﻭﻻ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺇﳊﺎﺡ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻜﹼﺮﺕ ﰲ ﺃﻥ ﺃﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ،ﻓﻌﺰﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮ ،ﻭﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎﺩﺭﰐ ﻛﻮﺳﱵ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛﻔﻈﻮﻥ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮ ،ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ،ﻓﺄﺧﱪﺗﻪ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ، ﻭﺑﻔﻜﺮﰐ ﲡﺎﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ. ﺳﻜﺖ ﻭﱂ ﻳﻨﺒﺚ ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﺔ ﳓﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻓﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺃﺧﱪ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﺍﻟﻀﻮ ،ﻭﺍﺻﺮﻓﻮﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﱃ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺟﺪ ﺧﻄﲑ ﻋﻠﻴﻪ. ﳕﺖ ﺧﺎﺭﺝ ﻗﺮﻳﺔ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺃﺗﻮﺟﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﳓﻮ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﳊﻀﻮﺭ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ،ﻓﺤﻀﺮ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﺑﻮﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺧﺎﻃﺒﲏ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ،ﻭﺻﺮﻓﲏ ﺻﺮﻓﺎ ﺗﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻐﻴﺔ، ﻓﺤﻤﺪﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻓﺄﺧﱪﻢ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﱄ. 279 ﻗﺎﻟﻮﺍ ﱄ :ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﻧﺎﻩ ،ﻭﺃﻧﺖ ﲢﺖ ﺍﳌﺮﺍﻗﺒﺔ. ﻣﺎ ﻗﺼﺼﺖ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﳊﺎﺩﺛﺘﲔ ﺇ ﹼﻻ ﻷﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﲢﺖ ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺍﳌﺸﺎﺋﺨﺔ ﻻ ﲢﺪﻫﻢ ﺣﺪﻭﺩ ،ﻷﻥ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻗﻮﻳﺔ ،ﻭﺍﳌﺮﻳﺪ ﻣﺪﺧﻠﻪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ. ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻷﺑﻜﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﳊﺎ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳉﺬﺏ ﺍﳌﺴﺘﺪﱘ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﺤﻮ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﱐ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﻋﻨﺪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻀﻄﺮﺏ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﲜﺬﺏ ﺷﺪﻳﺪ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻟﺸﻴﺨﻪ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﺇﱐ ﻗﺪ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ ،ﻭﻫﻲ ﺑﺎﳋﺎﺭﺝ ،ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺎﺭﺏ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ ﻷﺧﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ،ﻓﺄﻓﺎﻕ ﻟﻮﻗﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﺬﺏ ،ﻭﻧﺴﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻟﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﺮﺍﺕ ﺑﺄﻡ ﻫﺎﱐ. ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺁﺑﺎﺋﻲ :ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﻋﻨﺪﻧﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﺼﺮﺍ ،ﻓﺤﻀﺮ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻭﻧﺎﺩﻯ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ،ﻓﻜﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﲝﺪﻳﺚ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺣﺪﺓ ﻭﺗﻮﻋﺪ، ﻃﻠﺐ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﻹﻛﺮﺍﻣﻪ ،ﻓﺮﻓﺾ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﻨﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺳﺄﻟﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻱ ـ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺻﻤﺪﺍ ﺑﺎﳌﺸﺮﻭﻉ :ﻗﺎﻝ ﱄ ﺇﱐ ﺳﺄﻓﺼﻠﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﻏﺪ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﳌﻄﻠﻮﺏ ﺣﻀﻮﺭﻙ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻻﺳﺘﻼﻡ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻔﺼﻞ. 280 ﻓﻠﻤﺎ ﲰﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻛﻼﻡ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻗﺎﻝ :ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺑﺎﳌﺸﺮﻭﻉ. ﻗﺎﻝ ﻋﻤﻨﺎ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻋﺎﻣﺮ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ :ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﳓﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﺳﻨﺤﺴﺒﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺒﻼﻝ :ﺳﻴﺤﺼﻞ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺫﻫﺒﻨﺎ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﱘ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺗﻼﻣﻴﺬﺗﻪ ﺑﻌﺮﺑﺘﲔ ﻟﻌﻘﺪ ﻗﺮﺍﻥ ﺃﺣﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻪ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﱘ ،ﻓﺬﻛﺮﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻥ ﻏﺪﺍ ﻫﻮ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﻓﺼﻞ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﺸﺮﻭﻉ ،ﻭﺫﻛﺮﺗﻪ ﺑﻜﻼﻡ ﻋﻤﻨﺎ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ :ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ. ﻓﺮﺟﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻳﻦ ﺇﱃ ﻛﻮﺳﱵ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ،ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ﻷﻧﻈﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺼﻞ ﰲ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﻟﺪﻱ ،ﺫﻫﺐ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺇﱃ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﳌﺪﻳﺮ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﱂ ﳚﺪ ﺇ ﹼﻻ ﺍﳋﻔﲑ ،ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﻱ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇ ﹼﻥ ﺍﳌﺪﻳﺮ ﻗﺪ ﹼﰎ ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ،ﻭﻃﻠﺐ ﻣﺴﺘﻌﺠﻼ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻷﻣﺮ ﻫﺎﻡ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎﺛﻼ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﻩ ﻣﻦ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺻﺒﺎﺣﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﻃﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻀﻮﺭ ﻭﺍﻟﺪﻱ. ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳋﻔﲑ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﻔﺘﺸﲔ ﻗﺪ ﻧﻘﻼ ﺃﻳﻀﺎﻣﻌﻪ ،ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺇﱃ ﻣﺸﺮﻭﻉ )ﻟﻮﻟﻮ( ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻘﺴﻢ ﺍﳉﻨﻮﰊ ،ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﺣﺪﺩﻩ ..ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻭﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻘﺴﻤﺔ ،ﻭﻟﻜﻞ ﺷﻴﺦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻴﻪ ،ﻓﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺑﻼﻝ ﺍﳌﺘﻜﺮﺭ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺒﻮﻻ 281 ﻋﻨﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻭﺇﺧﻮﺗﻪ ،ﻷﻧﻨﺎ ﺃﻫﻞ ﻧﺴﺐ ﻭﺗﺒﻌﻴﺔ ،ﲣﺺ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻯ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻨﺎﻣﺎ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺫﺍﻫﺐ ﳓﻮ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ ﺣﻴﺚ ﺃﺭﺍﻩ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﺑﲔ ﺗﻼﻣﻴﺬﺗﻪ ،ﻓﺄﺭﻯ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻳﺮﻛﺾ ﳓﻮﻱ ﻭﻳﻨﻬﺮﱐ ﻗﺎﺋﻼ :ﺍﺭﺟﻊ؛ ﻓﺄﺭﺟﻊ ﺃﺩﺭﺍﺟﻲ ،ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺎﻣﺎ. ﺃﻣﺎ ﻳﻘﻈﺔ ،ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ،ﻻ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ،ﻭﲡﻠﺲ ﻣﻌﻪ، ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﺑﻜﻮﺳﱵ ،ﻭﺍﻓﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺇﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺃﺧﻮﻙ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻭﺣﺪﺩﻩ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺲ ﺑﺄﱐ ﻗﺪ ﺗﺒﺎﻋﺪﺕ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺍﻟﺴﺒﺐ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﳓﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﻣﻨﺪﻭﺑﺎ ﺇﱃ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻟﺰﻳﺎﺭﻢ ﻋﺼﺮ ﺍﳋﻤﻴﺲ ،ﻓﺤﻤﻞ ﺍﳌﻨﺪﻭﺏ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻭﺩ ﺃﲪﺪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺃﺥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺩ ﺃﲪﺪ ﻭﺫﻫﺐ ﺎ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﳍﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﳋﻤﻴﺲ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ. ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﻻﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺩ ﺃﲪﺪ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ ﻻ ﻳﺄﰐ ﺇﱃ ﻫﻨﺎ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ :ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﱄ ﺍﻟﻨﻘﻴﺐ ﺍﻟﺘﻮﱐ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻲ ﺍﻵﻥ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﻜﻢ ﺑﺰﻳﺎﺭﺗﻜﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﳋﻤﻴﺲ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻳﻮﻧﺲ :ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﻲﺀ ﺇﱃ ﻫﻨﺎ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ،ﻭﺭﺟﻊ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻨﻘﻴﺐ ﺍﻟﺘﻮﱐ ،ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ. 282 ﻓﻔﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ،ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ ﺇﺫ ﺃﺣﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺄﱂ ﺣﺎﺩ ﰲ ﻳﺪﻩ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺻﺒﺎﺣﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﺳﺎﻋﺎﺗﺎﻥ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻷﱂ، ﻭﺗﻮﺭﻣﺖ ﺍﻟﻴﺪ ،ﻓﺄﺣﻀﺮﻧﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﹼﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﳉﺪﻳﺪ ﺑﻴﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻋﻨﺪ ﻏﺮﻭﺏ ﴰﺲ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﺍﺳﺘﻔﺤﻞ ﺍﻟﺪﺍﺀ ،ﻓﻤﺮ ﺍﳋﻤﻴﺲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺃﳌﻪ ،ﻓﻠﻢ ﻧﻐﺎﺩﺭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﺳﱵ ،ﻭﱂ ﻧﺴﺎﻓﺮ ﺇﱃ ﺟﺪﻳﺪ. ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﺃﺧﱪﱐ ﺷﻘﻴﻘﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺤﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﺇﱃ ﺗﻔﻨﺘﺎﺭﺍ ـ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻜﺮ ﺩﻓﺎﻥ ﳊﻀﻮﺭ ﻋﺮﺱ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺝ ﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ،ﻓﻤﻜﺜﻮﺍ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﰒ ﻏﺎﺩﺭﻭﺍ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺇﱃ ﻛﻮﺳﱵ ،ﻓﻌﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭﻫﻢ ﲟﺤﻄﺔ ﺃﻡ ﻛﻮﻳﻜﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻭﻋﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻟﺰﻳﺎﺭﻢ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﳌﺮﺿﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻷﻣﲔ ،ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻛﻴﻠﻮ ،ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﺬﻫﺐ ﻟﺰﻳﺎﺭﻢ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻭﻋﺪﻧﺎﻫﻢ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﲡﻪ ﳓﻮ ﺟﺪﻳﺪ. ﺳﺎﺭﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺭﺑﻊ ﻛﻴﻠﻮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﰒ ﺗﻮﻗﻔﺖ ،ﻓﱰﻟﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﲝﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻔﻬﺎ ،ﻓﻮﺟﺪ ﺃﺎ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﳓﻮ ﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻣﻜﺜﻮﺍ ﲟﻜﺎﻢ ﺛﻼﺙ ﺳﺎﻋﺎﺕ ،ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ: ﺇﻧﻨﺎ ﻻ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻷﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺯﻳﺎﺭﺗﻨﺎ ،ﻓﺮﳒﻊ ﺇﱃ ﻛﻮﺳﱵ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﺗﻪ ،ﺍﺭﻛﺒﻮﺍ ﻧﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﻛﻮﺳﱵ ،ﻓﺮﻛﺒﻮﺍ ﲨﻴﻌﺎ ،ﻓﺄﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﺘﺤﺮﻛﺖ ﺑﻜﻞ ﻫﺪﻭﺀ ،ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻢ ﺍﳊﺎﺿﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﰲ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻣﺮ. 283 ﻗﻠﺖ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺷﻘﻴﻘﻲ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻨﺎ ﺑﺄﻡ ﻫﺎﱐ ،ﻭﺃﺧﱪﱐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ ﺑﺄﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﻳﻮﻡ ﳎﻴﺌﻪ ،ﻓﺴﻜﺖ ﻷﻧﲏ ﻏﲑ ﻣﺴﻤﻮﺡ ﱄ ﺑﺎﳉﻠﻮﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ،ﻓﻔﻲ ﻳﻮﻡ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﻛﻌﻜﻮﻝ ﺣﻴﺚ ﺎ ﺗﻼﻣﻴﺬﰐ. ﺣﻀﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﱃ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ،ﻭﺳﺄﻝ ﻋﲏ ﻭﺍﻟﺪﻱ ،ﻓﺄﺧﱪﻩ ﺃﱐ ﻗﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﻛﻌﻜﻮﻝ ،ﱂ ﻳﺮﺽ ﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﻏﻀﺐ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﰲ ـ ﺃﺧﱪﱐ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺣﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،ﺣﻀﺮﺕ ﻳﻮﻡ ﻏﺪ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﺃﱐ ﻻ ﺃﺟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ ،ﻟﻜﲏ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﺑﺄﻡ ﻫﺎﱐ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﱐ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﱂ ﺃﺧﱪﻙ ﲟﻮﻋﺪ ﳎﻴﺌﻲ ﺇﻟﻴﻜﻢ؟ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﳌﺎﺫﺍ ﺫﻫﺒﺖ ﻭﱂ ﺗﻨﺘﻈﺮﱐ؟ ﻗﻠﺖ :ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺄﲤﺮ ﺑﺄﻭﺍﻣﺮ ﺷﻴﺨﻪ. ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻔﻬﻤﻪ ﳌﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ،ﻓﻌﻨﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺩﻋﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻴﺚ ﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﻛﻮﺳﱵ. ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻛﺸﻔﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺒﺲ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﲔ ﺷﻴﺦ ﺃﲪﺪ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻋﲔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻧﺎﺋﻢ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﰲ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻠﺲ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﺴﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻪ ﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻭﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺎﻋﺘﻨﻘﻪ ﺑﻌﻀﺪﻩ ،ﻭﻃﺎﺭ ﺑﻪ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﺷﺮﻗﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﺣﱴ ﻭﺻﻼ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻛﻨﺎﻧﺔ ﺍﳊﺎﱄ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻛﻨﺎﻧﺔ ،ﰒ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ،ﻓﻌﻨﺪ 284 ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﺧﱪﺕ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ،ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ﻭﺩ ﺑﻼﻝ ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﺇﱃ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﺪ ﺃﻏﻠﻖ ﲤﺎﻣﺎ ،ﻭﻓﻌﻼ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻇﻨﻨﺖ ،ﺣﻴﺚ ﻣﻜﺚ ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﱂ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﺇﱃ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻮﰲ ﺇﱃ ﺭﲪﺔ ﻣﻮﻻﻩ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﺇﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻪ ﺑﺎﻉ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻔﺮﻁ ﺑﺘﻠﻤﻴﺬﻩ ،ﻭﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﲝﻤﺪ ﺍﷲ ﻣﻨﻪ ﻏﺮﺍﺋﺐ ﻭﻋﺠﺎﺋﺐ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﳛﻀﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻠﻤﺎﺕ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻘﻮﻟﻪ ﺎﺭﺍ ﳜﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﻟﻴﻼ. ﺃﻣﺎ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﳐﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﳝﺘﺎﺯ ﺑﺎﻟﺪﺏ ﺍﳉﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﺣﻠﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻃﻴﺐ ﺍﳌﻌﺸﺮ، ﻟﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﺍﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲰﻌﺘﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﲢﻘﻘﺖ ﻓﻌﻼ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺳﺠﻦ ﺃﺣﺪ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻳﺴﻤﻰ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﺫﻛﺮﻩ ﲝﺬﺍﻓﲑﻩ ،ﻛﻨﺖ ﻣﻌﻠﻤﺎ ﲟﺪﺭﺳﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺭﻳﻔﻲ ﻛﻮﺳﱵ، ﻣﻜﺜﺖ ﺎ ﲬﺴﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻛﻨﺖ ﺧﻼﳍﺎ ﺃﺩﺭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻨﺪ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﻛﺒﺎﺷﻲ ،ﻓﻤﺮ ﺑﺎﳌﺪﺭﺳﺔ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﺃﺭﺟﻮ ﻧﻘﻠﻲ ﻷﱐ ﻣﻜﺜﺖ ﺬﻩ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﲬﺴﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺍﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﺎﳌﻜﺘﺐ ﻭﺣﺪﺩ ﺍﳌﺪﺓ. ﻭﻓﻌﻼ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﶈﺪﺩ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪﻩ ،ﺑﻞ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﻭﻳﺴﻤﻰ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﳌﺎﺣﻲ ،ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﴰﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ. 285 ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺫﻫﺐ ﳌﺸﻜﻠﺔ ﲟﺪﺭﺳﺔ ﺃﻡ ﻓﻮﺭﺓ. ﺣﻀﺮﺕ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻗﻠﺖ ﻟﻨﺎﺋﺒﻪ :ﺃﻳﻦ ﴰﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ؟ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﱂ ﳛﻀﺮ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻏﺎﺿﺒﺎ ،ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺃﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﺪﺭﺳﺘﻚ ﻓﺎﲢﺔ؟ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ :ﻭﱂ ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ؟ ﻗﻠﺖ :ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻷﻧﻪ ﻃﻠﺐ ﻣﲏ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﻛﻼﻣﺎ ﺃﺯﻋﺠﲏ. ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺃﺗﻴﺖ ﻟﻠﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺍﳌﺪﻳﺮ ﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﱂ ﻳﺴﺄﻟﲏ ،ﺑﻞ ﺃﺧﺮﺝ ﻭﺭﻗﺔ ،ﻭﻛﺘﺐ ﱄ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺑﺎ ،ﻭﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ؟ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻧﺎﺋﺒﻪ ،ﻳﺎ ﻫﻲ ﻟﻴﻚ ،ﺑﺎﺳﺘﻔﺰﺍﺯ ﺟﺎﻭﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﳌﺪﻳﺮ، ﻭﺳﻠﻤﺘﻬﺎ ﻟﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﻟﻨﺎﺋﺒﻪ ﲝﻀﺮﺗﻪ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﱄ ﺷﻴﺌﺎ ،ﻭﺃﲰﻊ ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﺣﺪﻳﺜﺎ :ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﳏﺘﻚ ﺳﺄﻧﻘﻠﻚ، ﻭﺃﻧﺎ ﺳﺄﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ،ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﳌﺪﻳﺮ ﻓﻨﺎﺩﺍﱐ ﺍﳌﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﺃﺭﺟﻊ. ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ ،ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﺟﺎﻟﺴﺎ ،ﻭﻛﻨﺖ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻀﺐ ﳑﺎ ﺣﺼﻞ ﰲ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇﱐ ﻗﺪ ﻧﻘﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ. 286 ﻗﺎﻝ ﱄ :ﻭﻫﻞ ﻧﻘﻠﻚ ﺍﳌﺪﻳﺮ؟ ﻗﻠﺖ :ﻻ ،ﺑﻞ ﻧﻘﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺎﻳﺴﻮﻳﻬﺎ ﺩﺭﻭﻳﺸﻴﺔ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺃﻧﺎ ﱂ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺇﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ،ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻟﻜﻢ، ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ،ﻭﰲ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﺟﻠﺴﺖ ﺟﻠﺴﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﳍﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ،ﰒ ﳕﺖ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﻛﻮﻧﺖ ﻟﻪ ﺟﻠﺴﺔ ﻟﻴﻠﻴﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺭﺟﻼ ،ﻓﺴﺄﳍﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﻤﺸﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻬﻢ ،ﻓﺎﺧﺘﻠﻔﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﺭﺍﺀ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﺩﻭﺭﻱ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻵﻥ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻠﺤﺎﺿﺮﻳﻦ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺮﻓﻊ ﳉﻠﺴﺔ ﻋﻠﻴﺎ .ﻭﻓﻌﻼ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺃﻧﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻗﺪ ﺿﺮﺏ ﺟﺮﺳﺎ ﺃﻣﺎﻣﻪ ،ﻭﺗﻜﻠﻢ ﺑﻜﻼﻡ ﱂ ﺃﻓﻬﻤﻪ ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻛﻨﺖ ﺃﲰﻊ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻭﻻ ﺃﻓﻬﻢ ﻣﻌﻨﺎﻩ. ﻓﺒﻌﺪ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﺇﱃ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﲟﺠﻠﺴﻪ ،ﻭﻗﺎﻝ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﺣﺪﺩ ﻟﻪ ﺳﺘﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺇﱃ ﺟﻬﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻭﺳﻴﺄﺧﺬ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺗﻌﺒﺎ ﻓﻴﻪ. ﺍﺳﻴﺘﻘﻈﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ،ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻛﻠﻤﺖ ﺃﺳﺘﺎﺫﺍ ﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ،ﻭﻳﺴﻤﻰ ﳏﻤﺪ ﻣﻀﻮﻱ ،ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻚ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﰲ ﻇﻬﺮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺻﻞ ﻋﻨﺪﻧﺎ 287 ﻋﺴﻜﺮﻱ ﳛﻤﻞ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﻣﻀﻮﻱ ،ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ :ﺇﻧﻪ ﻫﺬﺍ ،ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺘﺤﻪ ﻭﺟﺪﻩ ﺃﻧﻪ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻟﻠﻤﺜﻮﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ ،ﻓﻮﺟﻢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﺃﺗﺎﻩ ﺑﻐﺘﺔ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺳﺒﺒﻪ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻫﻞ ﻟﻚ ﻋﻼﻗﺔ ﲟﻴﺰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺎﺕ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ؟ ﻗﺎﻝ :ﻧﻌﻢ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ. ﺇﻧﻚ ﺳﺘﺬﻫﺐ ﻟﻠﺨﺮﻃﻮﻡ ﻏﺪﺍ :ﻭﺳﺘﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻌﺪ ﻏﺪ ،ﻓﺄﺭﺟﻮﺍ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮﻭﺍﺟﻊ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺎﺕ ﺑﻴﺪﻳﻚ ﻷﻧﻚ ﺳﺘﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ،ﰒ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺳﺘﺮﺟﻊ ،ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻨﻴﻬﺎ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ،ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﰲ ﻏﺮﺓ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ. ﺫﻫﺐ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﻣﺜﻞ ﺃﻣﺎﻣﺎ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺎﺕ ،ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺌﻮﻝ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﻫﺎ ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺭﻳﻔﻲ ﻛﻮﺳﱵ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﳌﺎﺣﻲ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﻬﺪ؟ ﻗﺎﻝ :ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ. ﻓﺮﺟﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭﺃﻃﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﱪ ﺳﺄﻝ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﳌﺎﺣﻲ ﻭﻣﺼﻄﻔﻰ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ،ﻭﻛﻞ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺎﺕ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺩﱃ ﺑﻪ ﺍﳌﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺟﻊ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﳌﺘﻬﻤﲔ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﳌﺎﺣﻲ ﻭﻣﺼﻄﻔﻰ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺳﺠﻦ ﻛﻮﺳﱵ ﺭﻫﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ. 288 ﻭﻫﻨﺎ ﻧﺮﺟﻊ ﳌﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﺃﺗﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺭﻛﺒﺔ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﻫﻢ ﰲ ﺧﻮﻑ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﺮﳝﺔ ،ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﻭﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺧﲑ ،ﰒ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻳﻮﻧﺲ :ﻛﻠﻤﺖ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ :ﺇﻥ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻻ ﻳﻄﻠﻖ ﺳﺮﺍﺣﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺳﺘﲔ ﻳﻮﻣﺎ. ﻭﲰﻌﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻳﻘﻮﻝ :ﺇﱐ ﻗﺪ ﻛﻠﻤﺖ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺮﺍﺕ ،ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺇﻥ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻴﻤﻜﺚ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﺳﺘﲔ ﻳﻮﻣﺎ. ﻓﻌﻨﺪ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﺑﻨﻪ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻠﻘﺐ ﺑﺄﰊ ﺳﻦ ﺑﺄﻥ ﻳﺮﻛﺐ ﲪﺎﺭﺍ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﳏﻄﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ،ﻓﺄﻭﻝ ﺑﺎﺹ ﻳﺄﰐ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ. ﻗﺎﺑﻠﻪ ﺑﺎﻟﺒﺎﺹ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﲪﺪ ﺍﷲ ﲞﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺳﻼﻣﺘﻪ ،ﻭﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﻠﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻭﻫﻮ ﰲ )ﺍﻵﺧﺮﺓ( ،ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﺑﻨﻴﻪ ﺑﺎﻻﺧﺒﺎﺭ ﺑﺎﳌﺪﺓ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺃﻳﺎﻣﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﺑﺎﳌﻐﻴﺒﺎﺕ. ﰒ ﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻓﺤﻜﻤﺖ ﺍﶈﻜﻤﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺋﺐ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﳌﺎﺣﻲ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺪﺓ ﺳﻨﺘﲔ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﻧﺼﻒ ﺭﺍﺗﺐ ﻓﻘﻂ. ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺻﻠﲏ ﺟﻮﺍﺏ ﺑﺎﻟﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺇﱃ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻛﻌﻜﻮﻝ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﻣﻊ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﲰﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﺳﻴﺎﺭﺓ، 289 ﻓﺨﺮﺟﺖ ﳓﻮﻫﺎ ،ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﻠﻮ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻣﱰﻟﻪ ،ﻭﺫﻫﺒﻨﺎ ﳓﻮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ،ﻓﻮﺟﺪﻧﺎﻩ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﴰﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺴﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﱄ :ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺮﺗﺎﺡ؟ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ :ﻭﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ. ﻗﻠﺖ :ﻻ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻗﻮﻥ ﻣﺎ ﺑﺘﻘﻮﻣﻮﺍ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﻫﻠﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻤﺘﻢ ﻣﺎ ﺑﺘﺮﳛﻮﺍ ،ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﲰﻌﻪ ﻣﲏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﳊﺎﻣﺪ ﺍﳌﺎﺣﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻟﻮ ﺟﺎﻣﻠﺘﻚ ﺳﺄﻧﻘﻠﻚ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ. ﻭﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﳊﺎﻣﺪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺛﺎﻟﺚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺳﺘﲔ ﻳﻮﻣﺎ، ﻭﻭﻗﻮﻓﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺪﺓ ﺳﻨﺘﲔ ﻓﺨﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﳛﺪﺙ ﻟﻪ ﻣﺜﻠﻪ ،ﻓﻄﻠﺒﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﺮﻓﺾ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻨﺎ :ﺇﻧﻪ ﺭﺍﺟﻊ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﻭﱂ ﺟﺌﺖ؟ ﻗﺎﻝ ﱄ :ﺟﺌﺖ ﻟﻚ ﺃﻧﺖ ﻓﻘﻂ ﻷﻋﺮﻑ ﺇﻧﻚ ﻣﺮﺗﺎﺡ ،ﰒ ﺭﺟﻊ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎ ﻣﻦ ﺇﻧﺰﻋﺎﺟﻪ. ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺧﺎﲤﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺐ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻜﺮﻱ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻷﺧﲑ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﻫﻮ ﻭﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺎﻳﺮ ﺇﱃ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﻀﺎﻝ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ 290 ﺃﲪﺪ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﺎﳉﻪ ﺑﺎﻷﻋﺸﺎﺏ ،ﻭﻋﲔ ﻟﻪ ﺍﳋﺸﺒﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ،ﻓﻤﻜﺚ ﻣﻌﻪ ﰲ ﻓﺘﺮﺓ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﺗﻨﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ﻳﻮﻣﺎ ،ﻓﺸﻌﺮ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﻭﻣﻌﺎﻓﺎﺓ ﻣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﰒ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﺃﻥ ﻋﺎﻭﺩﻩ ﺍﳌﺮﺽ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ، ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻣﺴﻜﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﳌﺮﺽ ﻳﻨﺨﻔﺾ ﺣﻴﻨﺎ ﻭﻳﺮﺗﻔﻊ ﺣﻴﻨﺎ ﺁﺧﺮ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﰲ ﺍﳌﺄﻛﻞ ﻭﺍﳌﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ ﻷﻧﻪ ﱂ ﻳﻔﻄﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺮﺽ ،ﺭﻏﻢ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻪ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺼﻮﻡ. ﺩﺧﻞ ﺍﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺑﻐﻴﺒﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺍﺀ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺍﳉﺎﻟﺴﲔ ﺣﻮﻟﻪ ،ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﲪﺪﻭﺍ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ ،ﻓﺮﺃﻯ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﳌﻜﻲ ﻭﺑﻌﺾ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﻘﺎﻡ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺟﻮﺩﺓ ،ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺼﻴﺒﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﺰﺍﺭﻋﲔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻪ ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻛﱪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﳌﺘﻬﻤﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﶈﻮﺭﻳﻦ ﰲ ﺍﻻﺎﻡ ،ﺃﻭﳍﻤﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ، ﻭﺍﶈﻮﺭ ﺍﻵﺧﺮ ﺟﺎﻫﺰ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺿﺎﻃﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﻀﻠﻲ ،ﻓﻜﻼ ﺍﶈﻮﺭﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﳛﻴﻞ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺇﱃ ﺍﶈﻮﺭ ﺍﻵﺧﺮ ﺯﺍﻋﻤﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﳌﺆﳌﺔ. ﻭﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳌﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺴﻜﺮﻱ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻟﻘﺪ ﰎ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ 291 ﻟﻴﻼ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻀﻮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﻟﻘﺪ ﺑﺮﺋﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ، ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺇﱃ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ،ﻭﺳﻴﺤﺎﻛﻤﻮﻥ ،ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺑﺮﺍﺀ. ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺣﻜﻤﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺟﻮﺩﺓ ،ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﲏ ﺍﳌﻌﺘﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻦ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ،ﻭﻗﺘﻠﻬﻢ ﺑﺎﻻﺧﺘﻨﺎﻕ ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻷﻛﺴﺠﲔ ﺟﺰﺍﺀﻩ ـ ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺟﺮﻣﻪ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻭﻗﺪ ﻻﺯﻣﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺎﻣﲔ ﻛﺎﻣﻠﲔ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ،ﻛﺖ ﻻ ﺃﻏﺎﺩﺭﻩ ﺇﻻ ﻟﻠﻨﻮﻡ، ﻓﻜﻨﺖ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﻮﺿﻮﺋﻪ ﻟﻠﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ،ﻭﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﻮﺍﻻ ﻋﺠﻴﺒﺔ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺳﻄﺮﺗﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺳﲑﺗﻪ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺃﺧﺬﺎ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ﻃﺮﻳﺔ. ﻗﺎﻝ ﱄ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ :ﺇﺫﺍ ﺭﺟﻌﺖ ﻣﻦ ﺫﺑﺔ ﺍﻟﻘﺮﻉ ،ﻭﻫﻲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﺮﻳﻔﺎ )ﺩﺍﺭ ﺍﳌﺨﺮﻑ( ﺇﱃ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻭﻫﻲ )ﺩﺍﺭ ﺍﳌﺼﻴﻒ( ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﰲ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﻗﺘﻴﺔ ﺳﺄﻗﺴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺎﻝ ﺗﺮﻛﺔ ﺇﱃ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ،ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳝﺘﻠﻚ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻷﻟﻒ ﺑﻘﺮﺓ ،ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﻴﻌﺮ ،ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ. ﻭﰲ ﻳﻮﻡ ﺁﺧﺮ ﻗﺎﻝ ﻳﻞ :ﻗﺪ ﺍﺣﺘﺠﻨﺎ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﳌﺎﺫﺍ؟ ﻗﺎﻝ :ﻟﺘﻔﺴﲑ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻼﻡ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻌﻚ. ﻗﺎﻝ ﱄ :ﱂ ﺗﻐﺎﺩﺭﱐ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺘﻪ ﻗﻂ ،ﻻ ﰲ ﻟﻴﻞ ﻭﻻﺎﺭ. 292 ﻓﻔﻬﻤﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﳌﻌﲎ ﺁﺧﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻠﺤﻮﻕ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺃﻱ ﳊﻈﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺸﺘﺎﻕ ﳌﻼﻗﺎﺗﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻄﻨﻮﻥ ﻣﻌﻪ ،ﻭﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺃﺧﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻷﺏ ،ﻷﻤﺎ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎﻥ ﰲ ﺍﳉﺪ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻮﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﻭﻫﻢ ﲜﺪﻳﺪ ،ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﳎﻠﺲ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ،ﻭﻫﻢ ﰲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﻣﺸﻮﺭﺓ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﻫﻞ ﻳﻘﱪ ﲜﺪﻳﺪ ﺃﻡ ﺑﺪﺑﺔ ﺍﻟﻘﺮﻉ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺣﺎﺩﺍ ﻭﻃﻮﻳﻼ. ﻓﺈﱃ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﱂ ﳛﺴﻢ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﻓﻦ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﺣﻘﻴﻘﻲ ،ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﰐ: ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺮﺣﻞ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺳﲑﺣﻞ ﺑﺪﺑﺔ ﺍﻟﻘﺮﻉ ﺩﺍﺭ ﺍﳋﺮﻳﻒ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺳﺎﳌﺎ ،ﺑﻞ ﺳﲑﺣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻓﻌﻼ ﻗﺪ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﰲ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺋﻪ ﳌﻀﻤﻮﻥ ﺭﺅﻳﺎ ﺍﺑﻨﻪ. ﺫﻫﺒﻨﺎ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﺍﳋﺮﻳﻒ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎ ﻣﻌﺎﰱ ،ﻏﲑ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺎ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﺎ ﻭﺍﳔﻔﺎﺿﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺀ ﺍﻟﺴﻜﺮﻱ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮﺏ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺼﻴﻒ ،ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﳌﺮﺽ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ،ﻭﱂ ﺗﻨﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺴﻜﻨﺎﺕ ،ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﻡ ﻫﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺰﺍﺭﻋﲔ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﺟﻮﻟﺔ ﲣﺺ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ، ﻭﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﲟﺮﺿﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﳌﺎ ﺭﺃﻯ ﺑﻪ ﺷﺪﺓ ﺍﳌﺮﺽ ﺃﺷﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ،ﻭﺗﺄﺛﺮ ﻛﺜﲑﺍ ،ﻓﺄﻛﺮﻣﻬﻤﻢ ﻭﲰﺢ ﳍﻢ ﺑﺎﳌﻐﺎﺩﺭﺓ ﳌﺰﺍﻭﻟﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ. 293 ﺃﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ ﺫﻟﻚ ،ﺑﻞ ﺃﱀ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﻣﻊ ﺭﻓﺎﻗﻪ. ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻭﺩﺍﻋﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﲔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻧﺖ ﺻﻌﺐ ،ﰒ ﻭﺩﻋﻪ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺭﻗﺖ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻛﺜﲑﺍ ﺣﻴﺚ ﻋﺮﻑ ﻣﻀﻤﻮﺎ. ﻃﻠﺐ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺇﱃ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻷﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﻛﺜﲑ ﻭﻣﺘﻮﻓﺮ ،ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﳛﻀﺮﻭﺍ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻟﻮﺍﺭﻱ ﺍﺛﻨﲔ ﳌﻨﺎﺯﻟﻪ ﻭﻣﻨﺎﺯﻝ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ،ﻭﻋﺮﺑﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ، ﻭﻋﺮﺑﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﳌﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺮﺓ ،ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﺷﺤﻨﺖ ،ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ ﱂ ﺗﺸﺤﻦ ﺑﻌﻬﺪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﰎ ﺷﺤﻨﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ :ﻣﺮﻭﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﲪﺪ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺒﺸﺮ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻛﺎ ﺑﻌﺮﺑﺘﻴﻬﻤﺎ ،ﻭﲢﺮﻛﻮﺍ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻣﺎﻣﻲ ،ﻭﺭﻛﺒﺖ ﻣﻌﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺭﺟﺐ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﱪ ﻋﺎﻡ ﺍﺛﻨﲔ ﻭﺳﺘﲔ ﻭﺗﺴﻌﻤﺎﺋﺔ ﻭﺃﻟﻒ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻗﻔﺖ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ،ﻓﻘﻠﻨﺎ :ﳌﺎﺫﺍ ﻭﻗﻔﺖ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ :ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻷﱂ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ. ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﲢﺮﻛﺖ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻮﺻﻠﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻇﻬﺮﺍ ،ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﰲ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ،ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﳌﻨﺎﺯﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺳﺎﺥ. 294 ﻭﰲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻓﺎﺿﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺇﱃ ﺑﺎﺭﺋﻬﺎ، ﺑﻌﺪ ﺣﻘﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﰲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﻋﻤﺮﺍ ﺣﺎﻓﻼ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺍﳋﲑﺓ ﺍﳉﻠﻴﻠﺔ ﻟﻨﻔﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻓﺮﺣﻢ ﺍﷲ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﻴﺎ ﻭﺭﻋﺎ ﻋﻔﻴﻔﺎ ﻭﻗﺎﻓﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ،ﻣﻬﺬﺑﺎ ﻛﻴﺴﺎ ،ﳝﺘﺎﺯ ﺑﺎﳌﺮﻭﺀﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳚﺎﺭﻯ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻻ ﻳﺒﺎﺭﻯ ،ﻳﻨﻔﻖ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻪ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﺑﻴﺖ ﺳﻜﻮﻧﻪ ،ﻭﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺘﺮﺓ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ،ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺘﺴﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ..ﺃﻻ ﺭﺣﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ،ﻭﺃﺳﻜﻨﻪ ﺍﷲ ﻓﺮﺩﻭﺳﻪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻣﻊ ﺟﺪﻩ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ. 295 296 ﺧﺎﺗـﻤـﺔ ﺟﺰﻯ ﺍﷲ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﳉﺰﺍﺀ ،ﳌﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ،ﻭﳌﺮﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﺳﻠﻴﻢ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺃﺛﺮﻩ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﰲ ﺃﺧﻼﻕ ﻭﺳﻠﻮﻙ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﻣﺮﻳﺪﻳﻪ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ،ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺃﺭﺷﺪﻭﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺍﳊﺎﻝ ﻭﺍﳌﻘﺎﻝ ﺣﱴ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﻓﻬﻨﻴﺌﺎ ﳌﻦ ﺳﻠﻚ ﻃﺮﻳﻘﻪ ،ﻭﺞ ﺠﻪ ،ﻭﺳﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺑﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﻷﻛﱪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ ﺭﲪﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻏــﻮﺛﺎ ﻛــﺒﲑ ﻳـﺎ ﺃﺣﺒـﺎﺏ ﺭﺷﻴـﺪﺍ ﻣــﺎ ﻋــﻄــﺎﺏ ﺗﻌﻠﻴـﻢ ﺳﻨـﺔ ﻭﻛــﺘـــﺎﺏ ﷲ ﻓﺎﺗﺢ ﺍﻟﺒــــﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ ،ﻓﻘﺪ ﺭﻓﻊ ﺑﻌﻠﻤﻪ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻩ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺍﻟﺼﺮﺡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺭﻛﺎﺋﺰﻩ ﻋﻠﻰ ﺞ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﳍﺪﻱ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻛﱰﺍ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﷲ ،ﻳﻨﺪﺭ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻭﻗﻴﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺍﺀ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩﻓﻊ ﺍﷲ ﺍﳌﺼﻮﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﻛﻲ ،ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ،ﻭﻫﻢ ﺧﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﳉﻴﻼﱐ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺭﺳﻰ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﻮﰲ ،ﻭﺃﺳﺲ ﺑﻨﻴﺎﻧﻪ ،ﻭﺃﻋﺎﺩ ﻟﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩﻱ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺪﺍﻋﻰ ﺑﻨﻴﺎﻧﻪ ﺇﺑﺎﻥ ﻋﻬﺪ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ ﻭﺯﺭﻉ ﺍﷲ ﳏﺒﺘﻪ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﻋﺒﺎﺩﻩ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﺜﺎﻻ ﻧﺎﺩﺭﺍ ،ﻭﻣﻨﺤﺔ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻬﻨﻴﺌﺎ ﳌﻦ ﺳﻠﻚ ﻃﺮﻗﻪ ،ﻭﻃﻮﰉ ﳌﻦ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺑﻪ ،ﻭﺍﺗﺒﻊ ﻣﻨﻬﺎﺟﻪ ،ﻷﻥ ﻧﻮﺭﻩ ﻭﺿﺎﺀ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﻣﺮﻳﺪﻳﻪ ،ﻓﺮﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ. 297 ﺭﻗﻢ 1 ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﺃﻫـﻢ ﺍﳌـﺮﺍﺟﻊ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﻭﻏﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ 2 ﺗﻔﺴﲑ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﺣﻘﻲ 3 ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ 4 ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ 5 ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﻷﰊ ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ 6 ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭﻣﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ 7 ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺷﺮﺡ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﰊ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﱐ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ 8 ﺷﺮﺡ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ 9 ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﻃﺄ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﱐ 10ﺟﺎﻣﻊ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﺒﻬﺎﱐ 11ﺯﺍﺩ ﺍﳌﻌﺎﺩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳉﻮﺯﻱ 12ﺇﻳﻘﺎﻅ ﺍﳍﻤﻢ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎ ﺍﷲ 13ﺟﻮﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )ﺃ( ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺒﻴﺠﻮﺭﻱ 298 ﳏﻤﺪ 14 15 16 17 18 19 20 21 )ﺏ( ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺟﻮﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ. ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻠﻘﺎﱐ ﺩ .ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺼﺤﺢ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻟﻠﻨﱯ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺸﺮﻳﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺃﰊ ﻗﺎﺳﻢ ﺍﻟﻘﺸﲑﻱ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺍﳉﻨﺎﺋﻦ ﺍﳌﻐﺮﻭﺳﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺽ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﶈﺮﻭﺳﺔ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺷﺮﺡ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺣﻴﻤﺮ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﺗﻴﻤﻴﺔ 299 ﺍﻟﻔﻬــﺮﺱ ﻛﻠﻤﺔ ﺷﻜﺮ 03 .......................................................................................... ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﺆﻟﻒ 05 ............................................................................ 07 ............................................................................................... ﺍﻟﺒـﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﳌﻌﺎﺟﺰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻟﺘﱪﻙ ﻭﺍﻹﻃﻼﻕ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ 16 ..................... ﺍﻟﻠﹼﻔﻈﻲ 28 .......................................... ﺍﻟﻠﺜﺎﻡ28....................................................... ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ 34 ................. ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ 37 ............................................ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﺍﻟﺘﱪﻙ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ 43 ............................. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﳋﺎﻣﺲ :ﺍﻹﻃﻼﻕ ﺍﻟﻠﹼﻔﻈﻲ ﻟﻠﻔﻌﻞ 54 ................................... ﺍﻟﺒـﺎﺏ ﺍﻟﺜـﺎﱐ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﻧﺴﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ 60 ........................ 61 ........................................ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻦ ﲝﺮ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮ 63 .................................. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﳋﺎﻣﺲ :ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ 300 62 ................................. 98 ................................. ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭﺍﳌﻮﻟﺪ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﻲ 149 .................................. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺟﻬﺔ ﺍﻷﺏ 149 ..................................................... ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺟﻬﺔ ﺍﻷﻡ 147 ........................................................ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ 151 ................................................................. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ: ﻧﺸﺄﺗﻪ151 ........................................................... ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ 154 ........................................................... ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﳋﺪﻣﺔ ﻭﺍﳋﻠﻮﺓ ﻭﺍﻟﻔﻄﺎﻡ158 ............................................. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﻬﺪ 172 ......................................... ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻭﺍﳋﺪﻣﺔ 162 ................................... ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻭﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﻔﻄﺎﻡ172 .............................. ﺍﳋﺪﻣﺔ 172 ......................................... ﺍﳋﻠﻮﺓ 177 ................................................. ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻓﻄﺎﻣﻪ ﻋﻨﺪ ﺷﻴﺨﻪ 181 .......................................... ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﳉﻦ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻣﺘﻼﻛﻪ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ 184 ..................................................... ﺍﳉﻦ 184 .................................................................. 301 ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻗﻄﺮﺍﺕ ﻣﻠﹼﻮﻧﺔ ﻋﺎﻣﺔ 196 ...................................................... 266 ................................................................ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺧﺎﲤﺔ ﻋﻨﻪ 272 ........................................................ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ 273 ............................................................................. ﺍﳌﻄﺎﻑ 290 ...................................................................................... ﺍﳋﺎﲤﺔ 297 ................................................................................................ ﺃﻫ ﻢ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ298 ......................................................................................... ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ 300 .............................................................................................. 302
© Copyright 2025