bnÐß@‡Čà« [@ ⁄a@Õã ÜÓî àîò @ @ ˆbnþa @@Z μßbîÛa
أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ @ @ «@ @òîàîÜÓ⁄a@Õã@[bnÐß@‡Čà @ @μßbîÛa@ïßìm@åi@Z@ˆbnþa @ @ïßìm@åi@μßbîÛa@ˆbnþa @ @R@Ñîİ@òÈßbu ×@ @pbÌÜÛa@ë@la†Ła@òîÜ @ @ïi‹ÈÛa@l†þa@ë@òÌÜÛa@áÓ ﻋﻨﻮان اﻟﺒﺤﺚ : اﺳﺘﻔﺎد ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﻣﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ واﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻨﻬﺎﺟﻴﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﺪّﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪدة :اﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎت ،اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،اﻟﻠﺴﺎﻧﻴﺎت، س ﻣﻌﻀﻠﺔ اﻟﺘﺪاوﻟﻴﺎت ،اﻟﺬآﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ،اﻟﻤﻨﻄﻖ ...وﻟﻜﻦ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﻨﻬﺾ ﻓﻲ أ ﱢ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺜﺎﻗﻒ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ اﻟﻜﻠﻴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﻔﺘﺢ ﻣﻐﺎﻟﻴﻖ اﻟﻨﺺ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﺿﻤﻦ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ دﻗﻴﻘﺔ أﻃﻠﻘﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ "اﻟﺘﺜﺎﻗﻒ اﻟﻜﻠﻲ" ،وهﻮ اﻟﻨﻤﻮذج اﻷﻣﺜﻞ ﻟﺪراﺳﺔ ﺗﻌﺎﻟﻖ اﻷﻧﺴﺎق ﺣﻴﻦ ﻳﺤﺼﻞ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺎت واﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ﻹﻳﺠﺎد هﻮﻳﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاآﻢ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﺐ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺮﻓﺾ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻴﻬﺎ اﻟﻔﻮﻗﻲ واﻟﺘﺤﺘﻲ ،وﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ ﺿﺮورة إﻳﺠﺎد ﺗﻮاﺻﻞ ن إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻘﻴﺒﺎت أﻧﺴﺎﻗﻲ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻨﺠﺰات اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻳﻘﻮل" :إ ّ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺪﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻨﺎ وإﻧّﻤﺎ هﻲ اﺗﺠﺎﻩ ﻋﺎﻟﻤﻲ ،ﻓﻬﻨﺎك إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،وهﻨﺎك ﺑﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺄرﻳﺦ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ واﻟﺘﺄرﻳﺦ اﻟﻮﻃﻨﻲ ،١ "...ﻓﺎﻟﻤﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوع ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح أﻧّﻪ ﻳﻌﻤﻞ وﻓﻖ ﺁﻟﻴﺘﻴﻦ أﺳﺎﺳﻴﺘﻴﻦ: ﺁﻟﻴﺔ اﻻآﺘﺴﺎب.ﺁﻟﻴﺔ اﻟﻮﺻﻞ واﻟﺘﻤﺜﻞ.ﺗﻌﻤﻞ ﺁﻟﻴﺔ اﻻآﺘﺴﺎب ﻋﻠﻰ ُآﻨﻪ اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ واﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت ﻓﻲ ﻣﻀﺎﻧﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ وﻋﺠﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻓﻖ ﺳﻨﻦ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ﺗﺨﺮﻳﺢ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺗﻬﺎ ،وهﺬا ﻃﺮﻳﻖ ﻳﺸﻘّﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﻣﻦ آﺘﺎﺑﻴﻪ "ﻣﺠﻬﻮل اﻟﺒﻴﺎن"و "اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻧﺤﻮ ﺗﺄوﻳﻞ واﻗﻌﻲ"، ١٧٦ أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ إﻟﻰ ﻣﻨﺠﺰاﺗﻪ اﻷﺧﺮى "ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ "و"رؤﻳﺎ اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ" ﻓﺘﺘﻠﺨﺺ اﻵﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎزة اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ وإﻏﻨﺎﺋﻪ ﺑﺸﺤﻨﺎت دﻻﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وهﻮ ﻧﻮع ﻣﻦ إﺧﺼﺎب اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ،وﺗﺨﺮﻳﺠﻪ ﻣﺨﺮﺟﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﻣﺘﻮاﺋﻤﺎ ﻣﻊ إﺷﻜﺎﻻت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وأﻣﺎ اﻟﻮﺻﻞ واﻟﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﺘﺸﻘﻖ إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺘﻴﻦ: وﺻﻞ اﻟﻨﻈﺮي ﺑﺎﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ.وﺻﻞ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ.ﺼﻪ اﻟﻌﺒﺎرة اﻟﺘﻲ أوردهﺎ "ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" ﺨ ُ أﻣﺎ وﺻﻞ اﻟﻨﻈﺮي ﺑﺎﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﻓﺘﻠ ﱢ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻬﻞ آﺘﺎﺑﻪ "ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ" ﺣﻴﻦ ﻳﻘﻮل ":اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﻦ دون ﻧﻈﺮﻳﺔ أﻋﻤﻰ، واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﻦ دون ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻋﻘﻴﻤﺔ" ٢ووﺻﻞ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺗﻠﻚ ﻞ ﻣﻌﻀﻼت اﻟﺮاهﻦ وﺗﺠﺎوز ﻣﺂزﻗﻪ ﻟﺪﻓﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻤﻨﻬﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺣ ّ واﺳﺘﺒﺎق وﻋﻲ ﻋﻤﻴﻖ ﺑﻤﺴﺘﻮى اﻻﻧﺘﻈﺎم اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ /اﻟﻜﻮن ،إﻧّﻬﺎ ﺣﺮآﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻧﺴﻖ أدﻧﻰ /اﻟﻤﻐﺮب اﻷﻗﺼﻰ إﻟﻰ ﻧﺴﻖ أﻋﻠﻰ اﻟﻜﻮن ،وﻟﻌﻞ هﺬﻩ اﻟﻨّﻈﺮة ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع "ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻤﺘﺠﺬّرة ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﺑﺎﻟﻤﺨﺰن ،وهﻲ ﻓﻲ ﺗﺼﻮّري آﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﻋﻴﺐ ﻧﺴﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،أﺗﺼﻮّرﻩ ﻳﻤﺘ ّﺪ ﻓﻲ ﺗﺮاﺗﻴﺒﺔ ﺗﻌﻮد آﻠّﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻟﻤﺮآﺰﻳﺔ اﻟﻤﻐﺮب اﻷﻗﺼﻰ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. اﻟﻮﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺪء /اﻟﻤﻐﺮب آﻮﻧﻴﺔ اﻻﻧﻔﺘﺎح /ﺛﻘﺎﻓﺔ آﻮﻧﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﻐﺮب /اﻟﻤﺨﺰن ﺑﺆرة اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻨﺴﻖ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻞ هﺬا اﻟﻤﺨﻄﻂ ﻻ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺂﻻت اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻤﺸﺮوع ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﻟﻌ ّ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎﺗﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺤﺮر ﺗﻠﻚ اﻷﺑﻌﺎد ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺟﻮهﺮﻳﺔ -ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮي -أﺿﻌﻔﺖ ١٧٧ أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ أﻃﺮوﺣﺘﻪ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ آﺎﻧﺖ داﺋﻤﺎ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻴﻪ ،وذﻟﻚ ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ أن آﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﺮات اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ "ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" ﺗﺠﺮي ﻟﻤﺴﺘﻘﺮ واﺣﺪ ،إﻋﺎدة اآﺘﺸﺎف اﻟﻤﻐﺮب ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋﺎدة ﻗﺮاءة ﻟﻠﻤﺘﺸﺎﺑﻪ واﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ذاﺗﻬﺎ ،وﺳﻮف ﻧﻜﺸﻒ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ دﻗﻴﻖ ﻟﺘﻄﻮّر اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺘﺮاﺑﻄﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻮﺣﺪات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮوع، ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﺸﺮوﻋﻪ ﻣﻦ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﻟﻠﺨﻠﻔﻴﺔ اﻟﻤﺨﺰﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ و ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺟﻌﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪات ﻣﺘﺴﻤﺔ ﺑﻤﺒﺪإ اﻟﺘﻮاﺻﻞ آﻔﺎﻋﻠﻴﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﻌﺎﻟﻖ اﻷﻧﺴﺎق ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ. ﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺠﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮي هﺎ هﻨﺎ هﻲ ذﻟﻚ اﻟﺘﺴﺎؤل اﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻟﻌ ّ اﻟﻤﻌﺒّﺮ ﻋﻦ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﻘﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ "ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" ﺣﻴﻦ ﻳﻄﺮح ذﻟﻚ اﻟﺘﺴﺎؤل اﻟﺠﻮهﺮي ﻟﻤﺎذا اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ؟ ﻓﻬﺬا اﻟﺘﺴﺎؤل ﻳﺸﻜﻞ دﻟﻴﻼ ﻗﻮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ن أﺳﺌﻠﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ دﺧﻮل اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ اﻟﻨﻘﺪي ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ أّ ﻧﺴﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮل » :ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺎءل ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻋﻦ أهﻤﻴﺔ إﺗﻌﺎب اﻟﻨﻔﺲ ﻻﻗﺘﺮاح ﺗﺤﻘﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ وﻗﺪ ﺣﻘﺒﺖ ﺗﺤﻘﻴﺒﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ أﺑﺤﺎث ودراﺳﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﺘﺪاوﻟﺔ وﻣﺸﻬﻮرة وﻣﻌﺘﺎدة وﻣﺄﻟﻮﻓﺔ« ٣وإﻧﻤﺎ ﻳﺠﺮي هﺬا اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ ﻟﻤﺴﺘﻘﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ واﺣﺪة هﻲ إﻋﺎدة ﻣﻮﺿﻌﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ،أو إﻋﺎدة ﺗﺸﻴﻴﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺸﻴﻴﺪا إﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﺼﻮص ،ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪﻩ ﻗﺴﻢ اﻟﻨﺼﻮص ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرهﺎ ﻣﺮآﺰ ﺟﺬب إﻟﻰ :ﻧﺼﻮص آﻮﻧﻴﺔ وﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ،وأﺿﺎف ﺻﻨﻔﺎ ﻣﻬﻤﺎ هﻮ ﺷﺒﻪ اﻟﻨﺺ .وهﻨﺎ ﻧﻜﻮن أﻣﺎم ﻧﺴﻘﻴﻦ؛ ﻧﺴﻖ ﻣﻐﻠﻖ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ،وﻧﺴﻖ ﻣﻔﺘﻮح ﻟﻬﺎ ،ﻓﺄﻣّﺎ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﻤﻐﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وهﻮ اﻟﺬي ﻳﺤﺼﺮ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ ﻓﻲ إﻃﺎر ﻣﺤﻠﻲ /إﻗﻠﻴﻤﻲ ﺿﻴﻖ ﺺ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ إﺷﻜﺎﻻت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻧﺴﻖ ﻣﻔﺘﻮح ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﻓﻴﻪ ﻧ ﱡ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ آﻜﻞ. إّ ن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻴﻬﺎ "ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" ﻳﻘﻒ وراءهﺎ ﻧﺴﻖ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺮّح ﺑﻪ ،وهﻮ ﻣﺮآﺰﻳﺔ اﻟﻤﻐﺮب ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻐﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﻣﻦ ﺛﻤﺔ هﺬﻩ اﻟﺪﻋﻮى ﺗﺤﺎول إﻳﺠﺎد ﺳﺒﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻹﻋﺎدة ﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﻤﻐﺮب ﺿﻤﻦ ﺣﻠﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة ودﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. أﻣّﺎ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﺻﺮّح ﺑﻪ "ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" هﻮ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺸﻴﻴﺪ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﺠﺎوز اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺴﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ،وهﻲ ﺗﺒﻌﻴﺔ ذات ﺗﺸﻘﻴﻖ ﻓﻘﻬﻲ وﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻜﻮن اﻟﻤﺸﺮق دوﻣﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﻨﺰوع ﺳﻴﺎﺳﻲ دﻳﻨﻲ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ . ١٧٨ أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺘﺤﻘﻴﺐ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺒﻨﻲ ﻋﻠﻤﻲ دﻗﻴﻖ ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺮاهﻨﺔ ﺑﻮﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻟﺠﻬﻮي واﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،وذﻟﻚ ﻟﺘﺠﺎوز أﻣﺜﻞ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻌﻀﻼت ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻳﻘﻮل" :إﺷﻜﺎل اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ دﻳﻨﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻﺗﻬﺎ ،وإذا ن إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﺐ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮب ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻇﺮوف آﺎن اﻷﻣﺮ هﻜﺬا ،ﻓﺈ ّ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ وﺟﻬﻮﻳﺔ وداﺧﻠﻴﺔ ﺷﻲء ﻳﻔﺮض ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻮاﻋﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺮوج ٤ ﺣﻮاﻟﻴﻪ" وﻳﺤﺎول "ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" ﺗﺠﺎوز اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ اﻟﻤﺸﺮﻗﻲ اﻟﺬي أﻧﻬﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻧﺼﻮص ﻣﺘﻤﻴّﺰة ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺗﺜﺒﻴﺘﻬﺎ ﻳﻘﻮل ":ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﺔ إ ّ ﻻ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ" ٥واﻟﺘﺤﻘﻴﺐ ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﻔﺼﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ وﻳﻌﻄﻴﻬﺎ اﻟﺒﻌﺪ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺼﻮﺻﻬﺎ، ﻞ هﺬا ﻣﺎ ﺗﻌﻜﺴﻪ ﻋﺪﻳﺪ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ واﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺷﺎر إﻟﻴﻬﺎ "ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" وﻟﻌ ّ ن هﺬﻩ ﺣﻴﻦ ﻧﻘﻞ ﻣﺤﺎورة اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﺣﻮل اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻤﺸﺮق واﻟﻤﻐﺮب؟ ذﻟﻚ أ ّ اﻟﻤﻤﺎﻳﺰة ﺗﻀﻊ ﺣﺪّا ﻋﻠﻤﻴﺎ دﻗﻴﻘﺎ ﻟﻔﻚ اﻟﺘﺨﺮﻳﺠﺎت اﻟﺒﻼﻏﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ ،ﻓﻬﻮ ن اﻟﺪّرس اﻟﺒﻼﻏﻲ ﻟﻤﺠﺎﻟﻲ "اﻟﻤﻐﺮب" و"اﻟﻤﺸﺮق" ﻣﺨﺘﻠﻒ ،ﻳﻘﻮل» :ﻳﻘﺪّم اﺑﻦ ﻳﺮى أ ّ ن أهﻞ اﻟﻤﻐﺮب اﺧﺘﺼﻮا ﻣﻦ أﺻﻨﺎف "ﻋﻠﻢ اﻟﺒﻴﺎن" ﺑـ "اﻟﺒﺪﻳﻊ" ﺧﻠﺪون ﺷﻬﺎدة ﻋﻠﻰ أ ّ وﺻﻌّﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺄﺧﺬ اﻟﺒﻼﻏﺔ و"اﻟﺒﻴﺎن" وﻟﺮﺑﻤﺎ آﺎن ﻣﺴﺘﻨﺪ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻓﻲ هﺬا اﻟﺤﻜﻢ هﻮ ﻣﺎ وﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﺗﻮﻟﻴﻔﺎت ﺳﺎﺑﻘﻴﻪ وﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻪ ﻣﻦ أهﻞ اﻟﻤﻐﺮب«.٦ﺑﻞ هﻮ ﻳﻘﺮ رأي اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﻮل » :هﻨﺎك ﻓﺮق واﺿﺢ ﺑﺤﺴﺐ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﺑﻴﻦ ﻦ اﻟﺒﻴﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺎ ِرﺑﺔ اﻟﺬي اﺧﺘﺼﻮا ﻓﻲ ن اﻟﻤﺸﺎرِﻗﺔ أﻗﻮم ﻋﻠﻰ ﻓ ّ اﻟﻤﺪرﺳﺘﻴﻦ إذ ﻳﺮى أ ّ أﺻﻨﺎﻓﻪ ﺑـ "ﻋﻠﻢ اﻟﺒﺪﻳﻊ" ﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﺎﺳﺘﻔﺎﺿﻮا ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﻷﺳﺒﺎب ذآﺮهﺎ ،إن ﻗﻮل اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻪ ﻻ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ«.٧ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﺣﺪد "ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" اﻷﺳﺎﺳﻴﺎت اﻟﺘﻘﻌﻴﺪﻳﺔ ﻟﻤﻨﻈﻮرﻩ ﻓﻲ ﺗﺠﺎوز اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ اﻟﻤﺸﺮﻗﻲ اﻟﺪاﺋﺮ ﻓﻲ ﻓﻠﻚ ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﺴﻨﻦ ﻣﺎ ﺗﻘﻮّم ﺑﻪ اﻟﻨّﺺ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ، وهﻮ ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻠﻪ ﻟﻬﺬا اﻹﻃﺎر اﻟﺒﻼﻏﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺟﻐﺮاﻓﻲ ﻳﺤﺎول ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺬي ﻻزم اﻟﻤﺪوﻧﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ. ﺗﺮآّﺰ اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ هﺎ هﻨﺎ ﻟﻔﻬﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﺤﺎورة اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻨﺪ أهﻞ اﻟﻤﺸﺮق واﻟﻨﻈﺮ ﻋﻨﺪ أهﻞ اﻟﻤﻐﺮب ،وﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎرب اﻟﻤﺮﺟﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺎم إﻻ أن ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻻﺷﺘﻐﺎل واﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وهﻨﺎ ﻳﻔﺮض "ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" ﻣﻘﻮﻟﺔ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﺒﻴﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﺮﻳﺠﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ وﺻﻔﻨﺎهﺎ ووﺳﻤﻨﺎهﺎ ١٧٩ أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ ﺑﺎﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ُﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﺮ اﻟﻨﻘﺪي ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺟﻐﺮاﻓﻲ /إﻗﻠﻴﻤﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮآﺰﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋﺎدة إﺣﻴﺎء اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﻧﺼﻮﺻﻪ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ "ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" ﺿﻤﻦ أﻃﺮوﺣﺘﻪ ،وذﻟﻚ ﻟﺪراﺳﺔ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ" :ﺿﺒﻂ ﻣﻘﺪار اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺘﻲ ﻃﺮأت ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ أو ﻟﻀﺒﻂ ﺳﻴﺮهﺎ".٨وذﻟﻚ آﻠّﻪ ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ دﻳﻨﺎﻣﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﻧﺴﻘﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﺘﻔﻌﻴﻞ ﺧﺎﺻﻴّﺔ اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن، وﺗﺮهﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎﻣﻬﺎ اﻟﻮﺟﻮدي اﻟﻌﺎم ،وهﻲ ﻟﻴﺴﺖ أﻧﺴﺎﻗﺎ آﻠّﻴﺔ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ هﻲ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﻟﻸﻧﺴﺎق اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ،ﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﺐ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ" :ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻲ واﻟﺤﺎﻻت اﻷوﻟﻴﺔ ﺳﻨﻮﻇّﻔﻬﻤﺎ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ دﻳﻨﺎﻣﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ واﻧﺘﻈﺎﻣﻬﺎ ،إذ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻇﺎهﺮة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،أو ﻓﻠﻨﻘﻞ إ ّﻧﻬﺎ ﻧﺴﻖ ﻓﺮﻋﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي؛ وﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻬﻲ ﻧﺴﻖ دﻳﻨﺎﻣﻲ ﻣﻌﻘّﺪ وﻏﻴﺮ ﺧﻄﻲ ،وﻣﻊ ﻻ ﻓﻲ أوﻗﺎت ذﻟﻚ ﻓﺈن ﺧﻄﻴﺘﻪ وﺗﻌﻘﻴﺪﻩ ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻼ ﻣﻨﻪ ﻧﺴﻘﺎ ﻣﺘﺴﺎرع اﻟﻨﻤﻮ ﻣﺘﺸﻌﺒ ُﻪ إ ّ ﻗﺼﻴﺮة".٩ واﻟﺤﺎﺻﻞ أن اﻟﺘﺮاآﻤﺎت اﻟﻨﺴﻘﻴﺔ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ اﻷوﻟﻴﺔ وهﻲ ﻣﺘﺴﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻂء واﻟﺘﻜﺮار "وهﺬا اﻟﺘﻜﺮار هﻮ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻰ ﺑﺎﻟﺤﻘﺒﺔ".١٠ ﻞ ﻓﻜﺮة اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻌﻴﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ وﻟﻌ ّ إﻟﻰ ﻧﺼﻮﺻﻬﺎ اﻟﻌﺎﺿﺪة ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ،واﻟﺒﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮاﺋﻂ اﻟﻤﺨﺼﻮﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﻢ اﻟﻤﻐﺮب آﻨﺴﻖ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺗﻮﻟّﺪﻩ اﻋﺘﺒﺎرات ﻧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺴﺎوﻗﺔ ،ﺗﺒﺪأ ﺑﺪﺣﺾ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ اﻟﻨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮق .هﺬا اﻷﺧﻴﺮ اﻟﺬي اﺿﻄﻬﺪ اﻟﻤﺨﺰون اﻟﻨﺼﻮﺻﻲ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺳﻌﻰ "ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" ﻧﺤﻮ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻟﻌﻘﻞ ﻣﻐﺮﺑﻲ ﻳﺘﺠﺎوز اﻷزﻣﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ وإﺣﺮاﺟﺎﺗﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻟﺘﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ،ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ،وهﺬا اﻟﻨﻤﻮذج اﻻﺳﺘﺒﺎﻗﻲ ﻳﻌﻜﺲ أزﻣﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ اﻟﻤﺪرك ﻟﻬﺸﺎﺷﺔ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺼﺤﺮاوي اﻟﺒﻴﺘﺮوﻟﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ ﺗﺄوﻳﻞ اﻟﻈﺎهﺮة ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻬﺎ؛ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ آﻤﺎ ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ "رؤﻳﺎ اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ" أو اﻟﻜﻮﺳﻤﻮﺑﻮﻟﻮﺗﻲ آﻤﺎ ﻓﻲ دراﺳﺘﻪ "ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ". ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﻧﺴﻖ اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ اﻟﻤﻼﺣﻆ ﻧﺰوع ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻨﻘﺪي ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﻷﻗﻠﻤﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻻرﺗﻜﺎز ﻋﻠﻰ اﻟﻨّﺼﻮص اﻟﻤﻮﻟّﺪة ﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺗﺨﺮﻳﺠﺎﺗﻬﺎ ﻋﻦ اﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻷهﻞ اﻟﻤﻐﺮب اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺄﺛّﺮوا ن اﻟﻤﺠﺎل ﺑﻤﺎ ﺗﺮآﻪ أهﻞ اﻟﻤﺸﺮق ،وﻟﻜﻨﻬﻢ ﺗﻤﻴّﺰوا ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻤﻴّﺰ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺘﻬﻢ ﻳﻘﻮل ":إ ّ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﺑﺨﺼﺎﺋﺼﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺣﺪد ﺑﺪرﺟﺔ ١٨٠ أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ ﻞ اﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺒﻴﺮة ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ١١وﻟﻌ ّ اﺳﺘُﺼﻠِﺢ ﺑﻬﺎ اﻟﺒﻴﺎن آﺎن ؛اﻟﺘﺸﻘﻴﻖ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ واﻟﺮﻳﺎﺿﻲ »ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺮاﺿﻲ ن اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﺸﺮﻗﻲ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﻤﻮذج ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻧﻴﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻟﺘﺄوﻳﻞ« ١٢ﺣﻴﺚ إ ّ اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮدﻳﺪ ،ﻟﺘﺼﺒﺢ اﻟﺒﻼﻏﺔ ﻣﺘﻮﻧﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻔﻆ واﻟﺘﺮدﻳﺪ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻷوّل "ﻣﺠﻬﻮل اﻟﺒﻴﺎن" ﺑﺘﺨﺮﻳﺞ اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ واﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﺒﻼﻏﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﺖ ﻋﻦ إﺷﻜﺎﻻﺗﻬﺎ اﻟﻜﻼﻣﻴﺔ وهﻨﺎ ﺗﺘﻮﺿﺢ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح وﻣﺤﻠﻴﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺼﻮّر أن اﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎوزت ﻧﺴﻖ اﻟﺘﺮدﻳﺪ اﻟﻤﺸﺎرﻗﻲ ﻳﻘﻮل» :وﻗﺪ اﻣﺘﺎز آﻞ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ﺑﻬﻴﻤﻨﺔ ﻧﺴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻧﺴﺎق اﻷﺧﺮى ﻓﻘﺪ هﻴﻤﻦ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ اﻟﺒﻨﺎء وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ،وهﻴﻤﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻤﻘﻮﻻت ﻓﻲ آﺘﺎب "ﻣﻨﺰع اﻟﺒﺪﻳﻊ" ١٣ ﻟﻠﺴﺠﻠﻤﺎﺳﻲ وﺳﻴﻄﺮت ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ واﻟﻘﻴﺎس ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺒﻴﻬﺎت ﻻﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮة «... ﻞ هﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻧﺎﻗﺸﻪ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮﺿﻪ ﻟﻠﻨﻘﺎش اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﺑﻦ وﻟﻌ ّ ﻋﻤﻴﺮة واﺑﻦ اﻟﺰﻣﻠﻜﺎﻧﻲ اﻟﺬي آﺎن ﻣﻘﻠﺪا ﻟﻢ ﺗﺒﻠﻎ اﺳﺘﺨﻼﺻﺎﺗﻪ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ،هﺬﻩ اﻷﺧﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘﺎﻃﻊ ﻣﻊ اﻷﺳﺲ اﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ اﻷرﺳﻄﻴﺔ واﻟﻔﻮرﻓﻮرﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺷﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﻣﻦ ﺧﻼل "ﻣﺠﻬﻮل اﻟﺒﻴﺎن". ١٤ وﻟﻘﺪ ﺑﻴّﻦ آﻴﻒ ﺳﺎهﻢ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﻤﻨﻄﻖ ﻟﺪى اﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮة ﻓﻲ إﺛﺮاء اﻟﻤﺨﺰون ﺞ ﺗﺄوﻳﻼت اﺑﻦ اﻟﺰﻣﻠﻜﺎﻧﻲ ،ﻷﻧّﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﻀﺒﻂ ﺑﻤﺴﻠﻚ ﻋﻠﻤﻲ اﻟﺒﻼﻏﻲ ﺣﻴﺚ آﺎن ﻳﻤ ّ ن اﻟﺮهﺎن اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺴﻌﻰ اﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮة ﻟﻜﺴﺒﻪ وﻣﻨﻄﻘﻲ دﻗﻴﻖ ﻳﻘﻮل » :إ ّ ﺚ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻴﻪ هﻮ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺪﻣﺎت اﻟﺒﺮهﺎﻧﻴﺔ وﻓﻲ وﺣ ّ ﻞ ذﻟﻚ ﻟﻀﺒﻂ اﻟﺘﺄوﻳﻞ أﺿﻌﻒ اﻷﺣﻮال ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺪﻣﺎت اﻟﺠﺪﻟﻴﺔ واﻟﺨﻄﺎﺑﻴﺔ ،وآ ّ وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻟﻪ ﺣﺘّﻰ ﻻ ﻳﻘﺎل ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ ،وﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺒﻄﻞ ١٥ اﻷدﻟﺔ ﻓﻴﻘﻊ اﻟﺘﺸﻌﻴﺐ واﺧﺘﻼف اﻵراء وﺗﻜﻮن هﻨﺎك ﻓﺘﻨﺔ وﻳﻜﻮن اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻐﻴﺮ اﷲ« ن ﻋﻤﻞ اﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮة ﻣﺰدوج. وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈ ّ ﺗﻘﻨﻴﻦ اﻟﺘﺄوﻳﻞ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﺎل ﻓﻲ آﺘﺎب اﷲ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ وﺗﻮﺣﻴﺪ اﻷﻣﺔ.ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻗﻮاﻋﺪ ﺑﻼﻏﻴﺔ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﻦ اﻟﺪّﻳﻦ واﻟﺬب ﻋﻨﻪ وﻣﺎ ﺗﻠﺘﺰﻣﻪ اﻟﺤﻴﺎة١٦ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ. ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮة وإﺿﺎﻓﺘﻪ ،ﺑﻞ ﺗﻌ ّﺪاﻩ إﻟﻰ اﺑﻦ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻤﺮاآﺸﻲ ﻟﻴﺪﻟﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﻤﻴﺰ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ واﺣﺪ ،وإﻧّﻤﺎ ﺳﺦ اﻟﺨﻄﺎب ﻣﻦ ﻃﺮق ﺷﺘّﻰ ﻟﺘﺮﺳﻴﺦ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ وآﻠﻤﺎ ﺗﻜﺮر اﻟﻨﻤﻮذج ﺗﺮ ﱠ ١٨١ أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ وآﺎﻧﺖ دﻋﻮاﻩ أﺑﻠﻎ وﺣﺠﺠﻪ أﻗﻮى ﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺆآّﺪ هﺬا اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻟﻐﻠﺒﺔ ﻞ اﻟﻘﺎرئ اﻟﻤﻬﺘﻢ ﺑﻜﺘﺐ اﻟﺒﻼﻏﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ، اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻳﻘﻮل» :ﻟﻌ ّ وﺧﺼﻮﺻﺎ آﺘﺐ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﺬي آﺎن ﻣﻠﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ،ﻳﺮى ﺣﺮﺻﺎ ﺷﺪﻳﺪا ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻵﻟﻴﺎت اﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺴﺎءل ﻋﻦ اﻟﻐﺎﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻤﻦ وراء هﺬا اﻟﺘﻴﺎر . ١٧«..وﻟﻘﺪ رﺳﺦ اﺑﻦ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻤﺮاآﺸﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل آﺘﺎﺑﻪ "اﻟﺮوض اﻟﻤﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺒﺪﻳﻊ" هﺬا اﻟﺘﻤﻴّﺰ اﻟﺬي ﺗﺤﺪّﺛﻨﺎ ﻋﻨﻪ ،وهﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻮﺻﻮف ﻟﻠﻤﻐﺎرﺑﺔ ﺣﻴﺚ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﺑﻦ اﻟﺒﻨﺎء ﻃﺮﻳﻖ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ،واﺳﺘﺤﺪاﺛﻪ ﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ،وهﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ رﻳﺎﺿﻲ ﻣﻨﻄﻘﻲ ،ﺟﺎوز ﺑﻪ اﺑﻦ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻤﻌﻬﻮد ﻣﻦ اﻟﺪّرس اﻟﺒﻼﻏﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﻤﺘﻮارث .ﺛ ّﻢ اﺧﺘﺎر ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﻧﻤﻮذﺟﺎ ﺛﺎﻟﺜﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻠﻤﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل آﺘﺎﺑﻪ "اﻟﻤﻨﺰع اﻟﺒﺪﻳﻊ" وهﻮ ﺗﺜﺒﻴﺖ إﺿﺎﻓﻲ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﻐﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﻼﺻﺎﺗﻬﻢ ن هﺬﻩ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻖ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ،واﻟﻤﻼﺣﻆ أ ّ ن ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﻐﺎرﺑﺔ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﺠﺪ ﻟﻪ ﻣﺤﻀﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﺳﺒﻪ ﻣﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ﻳﺬهﺐ إﻟﻰ أ ّ ن ﻗﺮاءﺗﻪ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺮاث »اﺗﺠﻬﺖ أوّل ﻣﺎ اﺗﺠﻬﺖ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﻴﻮم ،ﻓﻬﻮ ﻳﻘ ّﺮ أ ّ إﻟﻰ اﻷﺻﻮل اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺛ ّﻢ ﻋﺎدت إﻟﻰ اﻷﺻﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ذهﺎب وإﻳﺎب ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ ﺣﺘّﻰ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ أن ﻧﻘﺮأ ذﻟﻚ ﺑﻬﺬا وهﺬا ﺑﺬاك ،ﻣﻤﺎ أدّى إﻟﻰ ﻃﺮح اﻟﺴﺆال اﻟﻤﺮآﺰي ﻋﻦ ﺳ ّﺮ هﺬا اﻟﻠﻘﺎء اﻟﻌﺠﻴﺐ ﻓﺈﻟﻰ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ،وﻗﺪ وﺟﺪﻧﺎ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﻲ وﺣﺪة اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺮاث اﻟﻜﻮﻧﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﻤﺘﻤﺜّﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻖ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت« ١٨وهﺬا ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ أﻗﺪر ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺨﺮاط ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮدﻳﺪ ،وﻣﻨﻪ ﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻌﺘﺼﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮروث ،ﻻ ﺑﺎﻟﺘﻮﻟﻴﺪ اﻟﻤﺤ ﱢﺮض ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻜﺎك. واﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻨﻘﺪي ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﻳﺠﺮي آﻠّﻪ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎزﻋﺘﻪ وﻗﺎﻣﺖ ﻓﻲ ﺻﻠﺒﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺨﺮﻳﺞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﺨﺮﺟﺎ آﻮﻧﻴﺎ ﻟﺘﺠﺎوز اﻟﻤﻌﻀﻠﺔ اﻟﻤﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰال ﻏﺎرﻗﺔ ﻓﻲ إﺷﻜﺎﻻﺗﻬﺎ اﻷﻧﻄﻮﻟﻮﺟﻴﺔ آﻤﺎ ﺳﻨﺒﻴّﻦ ﻣﻊ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺣﻤﻮدة. ن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻨﻬﺾ ﻣﺒﺎدئ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻘﻴﻖ ﺑﻞ إ ّ اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ واﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ اﻧﺨﺮاط وﺣﻮار ﻓﻌﺎل ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ،هﺬا اﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺪﻩ اﻟﻤﺤﻠﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ /اﻟﻤﺸﺮق /إﻟﻰ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺪﻩ اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﻲ إﻟﻰ ﺑﻌ ٍﺪ آﻮﻧﻲ، ﻳﻘﻮل» :ﻟﻴﺲ ﺧﺎﻓﻴﺎ أن ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻐﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻷﻋﺮاق ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ١٨٢ أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ ﻣﻨﺪﻣﺠﺔ وﻣﻤﺘﺰﺟﺔ ﻣﻤّﺎ ﺟﻌﻞ ﺣﻀﺎرﺗﻬﺎ وﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ اﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻼﻗﻲ واﻻﻧﺪﻣﺎج واﻻﻣﺘﺰاج ،آﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ﻣﺤﻴﻄﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ و اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺟﺰءا ﻣﺆﺛﺮا ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرة واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺘﻴﻦ وﻣﺘﺄﺛّﺮة ﺑﻬﻤﺎ«.١٩ واﻟﺘﺤﻘﻴﺐ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺟﻐﺮاﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻲ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺗﻌﺪاﻩ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻣﻔﺎهﻴﻤﻲ ﻟﺒﻴﺎن اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ اﻟﻤﻐﺎرﺑﻴﺔ ،ﻳﺘﺴﻢ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻨﻘﺪي ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌﺎﻟﻖ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻪ اﻟﺒﻌﺾ ،وﻳﺘﺨﺎرج ﻣﻦ اﻟﻜﻞ إﻟﻰ اﻟﺠﺰء ،ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن ﻳﻔﺾ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ واﻟﺘﻤﺎﻳﺰ اﻷﺻﻠﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺎرﺑﻴﺔ، واﻹﻃﺎر اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺎﻣﻠﻪ ﻟﻠﺒﻌﺪ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ اﻟﺬي هﻮ ﺳﻤﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ وﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ اﻟﻜﻮﻧﻲ ،ﻳﻤﻜّﻦ اﻟﺘﺜﺎﻗﻒ ﻣﻦ اﻻﻧﺨﺮاط اﻟﻤﺰدوج /اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻬﺎ ،واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﺘﺮﻣﻴﻢ أو ﺗﺠﺎوز اﻟﻤﻄﺐ اﻟﻤﺴﺘﻠﺐ ﻟﺮوح اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺎرﺑﻴﺔ اﻟﻤﻨﻬﻜﺔ ﺑﻐﻴﺮهﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺣﺮاك اﻷﻧﺴﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻣﺎرﺳﺖ ﺗﻌﻮﻳﺮا وﺗﻌﻄﻴﻼ ﻟﻠﻤﺨﺰون اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﻐﺎرﺑﻲ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،إﻋﺎدة ﺗﺄﻃﻴﺮ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺎرﺑﻴﺔ ووﺿﻊ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ واﻟﺮﻳﺎﺿﻲ اﻟﻤﺸﻤﻮﻟﺔ ﺑﻪ وﺿﻌﺎ آﻮﻧﻴﺎ ،وﻣﻦ ﺛﻤّﺔ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،وﺗﺄهﻴﻞ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻟﺘﺠﺎوز ﺳﻨﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮدﻳﺪﻳﺔ اﻟﻤﺤﻤﻮﻟﺔ وﻓﻖ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻃﺎر اﻟﻌﻘﺪي واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ. ن اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ وﻣﺎدام اﻟﺘﺮدﻳﺪ ﻟﻠﻤﺤﻔﻮظ هﻮ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﺈ ّ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺎرﺑﻴﺔ هﻮ اﻹﺑﺪاع ،واﻟﺪاﻓﻊ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ؛اﻟﺨﻴﺎل ،ﻷن ﺗﺘﺤﺎور وﺗﺘﺠﺎﻧﺲ ﻣﻊ اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ،وﻓﻴﻪ ﻳﺒﺘﻜﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﺁﻟﻴﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺪﻓﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻟﻼﻧﻄﻼق ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻜﻤﻦ أهﻤﻴﺔ آﺘﺎﺑﻪ "ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ،اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ" ﻣﻦ ﺗﺸﻘﻴﻖ اﻟﻤﻔﻬﻮم إﻟﻰ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺬات .ﻓﻬﻮ ﻳﻘﺘﺮح ﺗﺤﻘﻴﺒﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻟﻠﻤﻔﻬﻮم ﻟﺘﺨﺮﻳﺞ اﻟﺬات ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﻬﺘﺪي ﺑﻪ ﻟﻮﻇﻴﻔﺘﻬﺎ وﺿﻌﺎ آﻮﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎص ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻣﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺬﻳﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ،وهﻮ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺬي اﺗﺴﻤﺖ ﺑﻪ هﺬﻩ اﻷﻃﺮوﺣﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺮﻳﺢ اﻟﻌﻼﺋﻖ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﺮاﺑﻄﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم إﻟﻰ اﻟﺬات إﻟﻰ ﺗﻌﺎﻟﻖ اﻷﺟﻨﺎس ﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻤﻐﺮب آﺎن ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻟﻸﻋﺮاق. ﻳﺘﺴﺎءل ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح إذا ﻣﺎ آﺎن ﻳﺤﻘﻖ هﺬا اﻟﺘﺠﺎﻧﺲ وذﻟﻚ اﻻﻧﺪﻓﺎع ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺳﻴﺮورﺗﻬﺎ؟ ﻓﻠﻘﺪ ﺗﺠﺎوز اﻟﺪﻻﻟﺔ اﻻﻧﻄﺒﺎﻋﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﺳﻤﻪ اﻟﻤﻔﻬﻮم ،ﻟﻴﺨﺮﺟﻪ ﻞ ﻣﺮّة اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺘﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻮاﺻﻞ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻟﻠﺬات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول آ ّ ١٨٣ أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ ﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻣﻘﻮﻟﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎري ،وهﻨﺎ ﻳﻌﺮض ﻟﻨﺎ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻟﻠﻤﻔﻬﻮم ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺎرﻳﺦ دﻗﻴﻖ ﻟﻠﻔﻈﺔ ،ﻓﻔﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﻳﺠﺪ أﻧّﻬﺎ ﺗﺤﻴﻞ إﻟﻰ :اﻟﺨﻠﻖ واﻟﻮﺿﻊ ،وهﻲ ﺐ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﻤﻔﻬﻮم ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺟﺬر " "yeslerاﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺼ ﱢ ﻣﺪﻟﻮﻟﻪ اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻟﺪﻳﻨﻲ ،إﺛﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮﻟﻴﻒ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﺠﺮﻳﻬﺎ اﻟﺘﻠﻤﻮدﻳﻮن ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻴﺎل واﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ،وهﻲ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻹﺷﺎرات اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻟﻴﻨﺼﺮف إﻟﻰ اﻟﻤﻔﻬﻮم ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺒﺤﺚ داﺧﻠﻬﺎ وﻳﺤﻔﺮ ﻓﻲ ﺟﺬر /خ.ي.ل /اﻟﺬي وﺟﺪﻩ ﻻ ﻳﺨﺮج ﻋﻦ ﻇﻦ ووهﻢ وﻣﺤﺎآﺎة ،وﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻔﺎرق اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻘﺪﺣﻲ ﻟﻠﺠﺬر اﻟﻌﺒﺮي" ،"yster واﻟﺠﺬر اﻟﻌﺮﺑﻲ /وزر /اﻟﺬي ﻳﻔﻀﻲ إﻟﻰ اﻟﻐﻮاﻳﺔ وآﺄن اﻟﺘﺸﻘﻴﻖ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ دﻻﻟﺘﻪ إﻻ ﻓﻲ اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻟﻮل "وزر" اﻟﺬي اﺧﺘﺰن دﻻﻟﺘﻪ اﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ،وﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﺪﻻﻟﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺑﻞ اﻧﺰاح إﻟﻰ ﺗﻌﺮﻳﺔ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺒّﻬﺎ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻋﻠﻤﺎ أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ذات ﺗﺠﺬﻳﺮ ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ ،ﻓﻤﻊ أﻓﻼﻃﻮن وأرﺳﻄﻮ ﻋﺮف اﻟﺨﻴﺎل ﺑﻌﺪا أآﺜﺮ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺧﺮج ﻣﻦ آﻮﻧﻪ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ إﻟﻰ آﻮﻧﻪ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻳﻘﻮل» :وأول ﻣﻦ ﻗﺪم ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺨﻴﺎل ﻣﺴﺘﻨﺪة إﻟﻰ ﺗﻤﻴﻴﺰات وﻣﻔﺎهﻴﻢ وﺗﺤﻮﻻت وأﺣﻜﺎم ،وهﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ إﻃﺎر ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻗﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﻔﻬﻮﻣﻴﻦ أﺳﺎﺳﻴﻦ هﻤﺎ ،ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻜﻴﻨﻮﻧﺔ وﻣﻔﻬﻮم اﻟﺼﻴﺮورة«.٢٠ وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺨﻴﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮّر اﻷﻓﻼﻃﻮﻧﻲ ﻣﺮﺟﻌﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻜﻮن ،ﺑﻴﻨﻤﺎ أرﺳﻄﻮ ﻳﻘﻠﺐ هﺬا اﻟﻨﻤﻮذج وﻳﺠﻌﻞ اﻟﺨﻴﺎل ﻣﻠﻜﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻜﺎت اﻟﺴﺘﺔ: (١اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ(٢ ،اﻹﺣﺴﺎس(٣ ،اﻟﺮﻏﺒﺔ(٤ ،اﻟﺤﺮآﺔ(٥ ،اﻟﺨﻴﺎل (٦ ،اﻟﻌﻘﻞ ،وﻳﺮى أن ن "اﻟﺨﻴﺎل" ﻧﻮع ﻣﻦ اﻹﺣﺴﺎس اﻟﺨﻴﺎل ﻣﻠﻜﺔ ﺗﻜﻮن ﺑﻴﻦ اﻹﺣﺴﺎس واﻟﻌﻘﻞ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈ ّ واﻷﺣﻼم ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺎل ،واﻟﺨﻴﺎل ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻞ .٢١وﻣﻜﻤﻦ اﻻﺧﺘﻼف ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻹﺣﺴﺎس اﻻﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺬي ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻪ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ،ﻓﺎﻷول ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ل ،واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺮهﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺸﺮوط ﻗﻮاﻩ وﻣﻠﻜﺘﻪ اﻟﺬهﻨﻴﺔ. إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺟﻮهﺮي ﻣﺘﻌﺎ ٍ ﻟﻘﺪ ﻣﺜّﻞ اﻟﺘﺄﻏﺮق ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺮآﺰا ﺟﻮهﺮﻳﺎ أﻓﺎدت ﻣﻨﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، وﻟﺬﻟﻚ آﺎن اﺑﻦ رﺷﺪ واﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ وآﺎﻧﺖ آﺘﺒﻬﻢ ﺗﻠﻔﻴﻘﺎ ﻣﺰدوﺟﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﻞ واﻹﺿﺎﻓﺔ ،ﻓﻘﺪ آﺎن اﺑﻦ رﺷﺪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻣﻤﺜﻼ آﻼﻣﻴﺎ ﻣﻬﻤّﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺎرﺑﺔ ﻣﺘﺴﻤﺎ ﺑﺎﻟﺼﺮاﻣﺔ واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻤﻞ اﺑﻦ رﺷﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻠﻴﺺ اﻟﻤﻔﻬﻮم ﻣﻦ اﻻﺿﻄﻬﺎد اﻟﺬي ﻟﺤﻘﻪ ،و أدى اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ آﺘﺎب "ﻓﻦ اﻟﺸﻌﺮ" ﻷرﺳﻄﻮ ﻟﺘﻤﺜﻞ وﺗﻜﻴﻒ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ وﻓﻖ اﻟﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﺬي أدى ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ إﻟﻰ اﻟﺰﻟﻞ ﻓﻲ ﻓﺤﺺ اﻟﻤﻔﻬﻮم ١٨٤ أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ ﻞ اﻧﺘﻘﺎد اﺑﻦ رﺷﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ وﺳﺒﺮ ﻏﻮرﻩ ،ﻳﻘﻮل» :وﻟﻌ ّ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻤﺄﺳﺎة ﺧﻴﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺄزق اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻤﻔﻬﻮﻣﻴﺔ اﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ،وآﻤﺎ أدّت إﻟﻰ ﺳﻮء اﻟﻔﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﺎ أدت إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻞ اﻟﻤﻨﻬﺎﺟﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﺘﺮآﻴﺐ اﻟﺘﺎﻟﻲ "اﻟﻤﺤﺎآﺎة هﻲ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ" وﻟﻮ ﻋﻜﺲ اﻟﺘﺮآﻴﺐ وﻗﻴﻞ "اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ هﻮ اﻟﻤﺤﺎآﺎة" ﻟﻜﺎن أﺻﻮب ﻓﻘﺪ ﺻﺎر اﻟﻨﻮع )اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ( ﺟﻨﺴﺎ ،واﻟﺠﻨﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎآﺎة ﻧﻮﻋﺎ وﻟﻮ ﻗﺼﺪ ﺑﺎﻟﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﺘﺨﻴﻴﻞ ﻟﻜﺎن آﻞ اﻟﺤﻖ ﻣﻌﻪ ﻓﻴﺼﻴﺮ اﻟﺘﺮآﻴﺐ "اﻟﻤﺤﺎآﺎة" ﺗﺨﻴﻴﻞ«.٢٢ ن ﻣﺸﺮوع "ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" إﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻘﺪ ﻋﺮّج ﻋﻠﻰ ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻟﻐﺮب وﻧﻈﺮا ﻷ ّ ن ﻻأّ اﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ وآﺎن ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻨﻮا ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﻟﻠﺨﻴﺎل ﻧﺠﺪ ﺣﺎزﻣﺎ اﻟﻘﺮﻃﺎﺟﻨﻲ ،إ ّ اهﺘﻤﺎم اﻷﺧﻴﺮ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﻒ ﻋﻨﻪ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﺑﻞ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺳﺒﻴﻼ ﻓﻲ اﻟﺘﺜﺎﻗﻒ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ .ﻟﺬﻟﻚ آﺎﻧﺖ ﻟﺤﺎزم ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺤﻔﻈﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذهﺐ إﻟﻴﻪ أرﺳﻄﻮ ﻓﺎﺗﺼﻒ ﺗﻨﻈﻴﺮ ﺣﺎزم اﻟﻘﺮﻃﺎﺟﻨﻲ ﺑﺘﻤﺮآﺰ ﻣﻌﻴّﻦ ﺣﻮل اﻟﺬات ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺪﺣﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،و أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ "ﺗﻨﻈﻴﺮ اﻟﺬات ﺑﺎﻟﺨﻴﺎل" وﻣﻦ هﺬا اﻟﺘﺪﻟﻴﻞ ﻳﺮى ﺣﺎزم اﻟﻘﺮﻃﺎﺟﻨﻲ أن ن ﻗﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ أﻏﻨﻰ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈ ّ أرﺳﻄﻮ ﻻ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻗﺎوﻳﻞ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻏﻨﺎهﺎ وﻟﻬﺬا ﻟﺰم أن ُﻳﺰاد ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻗﺎوﻳﻞ. ن اﻟﺮاﻓﺪ اﻷرﺳﻄﻲ اﺷﺘﻐﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺒﻼﻏﻲ وﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﻓﺈ ّ واﻟﻨﻘﺪي ﻓﻲ اﻟﻐﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وهﻜﺬا اﻧﺰوى اﻟﺘﺨﻴﻴﻞ ﺿﻤﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻤﺤﺎآﺎة اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺨﺮج ﻋﻦ أﺻﻮﻟﻬﺎ اﻷرﺳﻄﻴﺔ ﻓﻲ آﻮﻧﻬﺎ ﻣﺤﺎآﺎة ﺗﺤﺴﻴﻦ أو ﻣﺤﺎآﺎة ﺗﻘﺒﻴﺢ أو ﻣﺤﺎآﺎة ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪﻩ ﻋﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺎآﺎة وﻋﻠﻰ أﻗﺴﺎﻣﻬﺎ وﻋﻠﻰ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ واﻟﺘﻤﺜﻴﻞ واﻟﻤﺸﺎﺑﻬﺔ واﻟﺼﺪق واﻟﻜﺬب ،وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺨﻄﻄﺎت اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪهﺎ ،وﻳﺒﺪو أن ﺣﺎزم ﺗﺸﺮّب اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ واﻟﺘﺸﺠﻴﺮ اﻟﻔﻮرﻓﻮرﻳﻮﺳﻲ اﻟﺬي ﺗﺠﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﻟـ :اﻟﺘﺠﻨﻴﺲ وﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺑﻼت وﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ.٢٣ وﺗﺒﺎﻟﻎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﺷﺘﻐﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪوﻧﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﻣﻦ ﺧﻼل أﻃﺮوﺣﺘﻪ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺣﻴﺚ ﻋﺮض ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻼل اﻟﻔﺎﺳﻲ وﻣﻦ ﺛﻢ اﺳﺘﺨﻠﺺ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺸﻌﺮﻳﺔ هﺬا اﻷﺧﻴﺮ. .١ﻓﻜﺮ ﻋﻼل اﻟﻔﺎﺳﻲ ﻧﺴﻘﻲ. .٢ﺷﻌﺮﻩ ﻳﻤﺜﻞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. ٢٤ .٣ﻣﻘﺎﺻﺪﻩ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ. ١٨٥ أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ وﻳﺴﺘﻨﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﻓﻲ اﻟﺒﺮهﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺮض اﻷوّل ﻋﻠﻰ آﺘﺎب "اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺬاﺗﻲ" ﻟﻌﻼل اﻟﻔﺎﺳﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﺼﺮّح ﻓﻲ اﻷﺧﻴﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ» :ﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﻴﻂ ﺗﻔﻜﻴﺮﻧﺎ ﺑﻜﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻞ واﺣﺪة اﻟﺮوﺣﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،وأن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ آ ّ ﻣﻔﺼﻠﺔ إﻟﻰ أﺟﺰاﺋﻬﺎ اﻟﻤﺘﻌﺪدة وإﻟﻰ ﻏﺼﻮن ﺗﻠﻚ اﻷﺟﺰاء اﻟﻤﺘﻔﺮّﻋﺔ ،وإن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ آﺘﺮآﻴﺐ ،ﻻ ﺑ ّﺪ ﻣﻨﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﺜﻞ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﺬي ﻧﺼﺒﻮ إﻟﻴﻪ ،ﺛ ّﻢ إﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ ٢٥ آﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ اﻻﻧﺴﺠﺎم اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻤﺠﻤﻮع ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ« وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻟﻨﻘﺪ هﺎ هﻨﺎ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ إﻋﺎدة ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻨﺴﻘﻴﺔ اﻟﻤﺸﻜّﻠﺔ ﻟﻠﻔﺮد ي ﻧﻘﺪ ﻳﻨﻄﻠﻖ أﺳﺎﺳﺎ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺘﺸﻘﻴﻖ ﻣﻦ وﺟﻮد اﻟﻔﺮد وﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻪ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺄ ّ ﻋﻨﺎﺻﺮﻩ اﻟﻨﺴﻘﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻴﻪ ،هﺬﻩ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺘﺴﻤﺔ ﺑﺎﻻﻧﺴﺠﺎم واﻟﺘﻌﺎﺿﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ، وﻓﻘﺪان اﻟﺠﺰء ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ إهﺪار ﻟﻸﺑﻌﺎد اﻷﺧﺮى ،ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺮوﺣﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﺗﺼﻮّر ﻋﻼل اﻟﻔﺎﺳﻲ هﻮ اﻟﻨﺎهﺾ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺮوﺣﻴﺔ واﻟﻤﻌﺒّﺮ ﻋﻨﻬﺎ وأﻣﺎ ،اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﻓﻼ ﺗﺨﺮج ﻋﻦ هﺬا اﻟﻨﺴﻖ اﻟﻌﺎم وهﻮ: ـ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ وﺗﻌﻤﻴﺮ اﻷرض. ـ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺤﺮّﻳﺔ واﻟﻤﺴﺎواة. ٢٦ ـ ﺗﻬﺬﻳﺐ اﻷﺧﻼق ورﻓﻊ هﻤّﺔ اﻟﻔﺮد ودﻓﻌﻪ إﻟﻰ ﺟﻠﻴﻞ اﻷﻋﻤﺎل. ن اﻟﺘﺨﻴّﻞ ﻋﻨﺪ ﻋﻼل اﻟﻔﺎﺳﻲ ﺧﻀﻊ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮات روﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﺷﺎﻋﺔ ﻣﺒﺪإ وﻧﺠﺪ أ ّ اﻟﺤﺮّﻳﺔ ،ﻓﺘﻜﻮّن ﻣﺎ ﺳﻤّﺎﻩ "ﺑﺎﻟﺨﻴﺎل اﻟﺨﻼق" ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ وهﻮ ﻳﺘﻮاﻟﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻵﻟﻴﺎت اﻟﺘﺤﻔﻴﺰﻳﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ وهﻲ: ـ ﺁﻟﻴﺎت ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﺣﺘﻜﺎآﻪ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻪ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ،وهﻲ ﺁﻟﻴﺎت ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺳﻤّﺎهﺎ ﺁﻟﻴﺎت اﻟﺘﺜﺎﻗﻒ. ـ ﺁﻟﻴﺎت إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟﻠﻨّﺺ اﻟﺸﻌﺮي /ﺁﻟﻴﺎت اﻟﺘﻨﺎص. ـ ﺁﻟﻴﺎت ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺨﺎﺻﻴﺎت اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮﻳﺔ ﺳﻤﺎهﺎ ﺁﻟﻴﺎت اﻟﺘﻮاﻟﺪ. واﻟﻤﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ أﻃﺮوﺣﺔ "ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح" ﻣﻦ إﻋﺎدة ﺗﺤﻘﻴﺒﻪ اﻟﺜﻼﺛﻲ هﻮ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ،وﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻧﺠﺪﻩ ﻗﺪ وﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺔ ﻣﻤﻴّﺰة ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎوز ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺪﻻﻻت اﻻﻧﻄﺒﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻔﻬﻮم وﻣﻦ ﺛﻤّﺔ أﺻﺒﺢ اﻟﺨﻴﺎل ﻋﻨﺪ ﻋﻠﻤﺎء ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻣﻀﺎﻓﺎ إﻟﻰ ﻗﻴﻤﺔ أآﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ وهﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺎول أن ﻳﺠﺬّر اﻟﻤﻔﻬﻮم ﻓﻲ ﺗﻮاﺻﻠﻪ ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ اﻟﻮﻃﻨﻲ /اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ وهﻮ اﻟﻬ ّﻢ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ أﻃﺮوﺣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح وﻣﻦ ﺛﻤّﺔ اﻧﻔﺘﺎح هﺬﻩ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺎول أن ﻳﻌﻴﺪ اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻟﻤﻔﻘﻮدة ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺬي ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻃﺒﻊ اﻵداب اﻟﻤﻐﺎرﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻐﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺸﺮﻗﻴﺔ إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻻﺷﺘﻐﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻴّﺰ ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ أﻧﺴﺎﻗﻬﺎ اﻟﺠﻮهﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴّﺰ ١٨٦ أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ ن اﻵداب اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺻﺎرت ﻻأّ اﻟﺴﻨﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻬﻮﻳﺔ اﻵداب اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻳﻘﻮل » :إ ّ أآﺜﺮ ﺗﻌﺒﻴﺮا ﻋﻦ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ،واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط اﻷﻧﺪﻟﺲ«.٢٧ وﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺪ وﻗﻒ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﺪدات هﺬﻩ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﻤﻴﺰة ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﺮهﺎ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻤﻴﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﻀﺪا ﻟﻬﺎ اﻧﺨﺮاﻃﻬﺎ ﻓﻲ آﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ،وهﻨﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ،وﻓﻀﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻮض اﻷﺑﻴﺾ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ اﻟﺘﻲ ﻟﺨﺼﻬﺎ ﻓﻲ أرﺑﻌﺔ أﺑﻌﺎد وهﻲ "ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻣﺎن اﻟﺪاﺋﺮي وﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،٢٨وهﻨﺎ ﻧﺠﺪ أن ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ﺧﺮج ﻣﻦ ﻧﺴﻖ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﺜﻴﻞ ﻣﻦ ﺗﺼﻮّر اﻟﺒﻨﻴﺎت اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻟﻠﺮواﺑﻂ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وهﻲ ﺗﻤﺜﻼت رﺳﻤﻬﺎ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ ،وﻟﻌﻞ هﺬا ﻣﺎ ذهﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ أرآﻮن ﻓﻲ ﺁﺧﺮ آﺘﺒﻪ "ﻧﺤﻮ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻘﺎرن ﻟﻸدﻳﺎن اﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻳﺔ" ،ﺣﻴﺚ أدى اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻹﻧﺴﻴّﺎت إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺨﻮاص اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ وهﻮ ﺗﺄوﻳﻞ وﺟﻮدي ﻟﻌﻤﻖ اﻟﺘﺠﺎﻧﺲ اﻟﺬي ﻳﺠﻤﻊ اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺗﻮاﺻﻠﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻵﺧﺮ.ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻤﻨﺎهﺞ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﺎن ﺑﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺐ اﻟﺬي ﺑﻴّﻨﺎﻩ ،ﺣﻴﺚ أﻧّﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺪار ﺑﻌﻘﻞ ﻣﺘﻤﺮّس ﻣﻔﺘﺎح ﺧﺎرﺟﺔ ﻋﻦ هﺬا اﻟﻤﺼ ّ ﺣﺼﻴﻒ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻟﺘﺄوﻳﻞ وﺟﻮد اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻐﺎرﺑﻲ ﺗﺄوﻳﻼ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﻳﺨﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﻣﺠﺎل اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺠﺎهﺰة إﻟﻰ ﻣﺠﺎل إﻋﺎدة اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻤﻜﻨﺎت اﻟﺼﻐﺮى واﻟﻜﺒﺮى ﻹﻋﺎدة اﺳﺘﺌﻨﺎف دورهﺎ اﻟﺤﻀﺎري. ١٨٧ أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ @ @Éua‹¾a@òàöbÓ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ "ﻧﺤﻮ ﺗﺄوﻳﻞ واﻗﻌﻲ" ،اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء،ﺑﻴﺮوت ،ط.١٩٩٩ ،١ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ،اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ ،اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء،ﺑﻴﺮوت ،ط.٢٠٠٠ ،١ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح،رؤﻳﺎ اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ ،اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ،ﺑﻴﺮوت ،ط.٢٠٠٥ ،١ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ ،ﻧﺤﻮ ﺗﺄوﻳﻞ واﻗﻌﻲ ،اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺑﻴﺮوت ،ط،١.١٩٩٩ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ،اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ ،اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺑﻴﺮوت ،ط،١.٢٠٠٠ -ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،اﻟﺘﻠﻘﻲ واﻟﺘﺄوﻳﻞ ،ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻧﺴﻘﻴﺔ ،اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺑﻴﺮوت ،ط.١٩٩٤ ،١ @ @ @ @”ßaìa -١ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ "ﻧﺤﻮ ﺗﺄوﻳﻞ واﻗﻌﻲ" ،اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء، ﺑﻴﺮوت ،ط ،١٩٩٩ ،١ص .١٢٢ -٢ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ،اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ ،اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ،ﺑﻴﺮوت ،ط ،٢٠٠٠ ،١ص.٥ -٣ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ ،ﻧﺤﻮ ﺗﺄوﻳﻞ واﻗﻌﻲ ،اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺑﻴﺮوت ،ط،١ ،١٩٩٩ص.١٢٠ -٤اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص.١٢٠ -٥اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.١٢٤ -٦ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،اﻟﺘﻠﻘﻲ واﻟﺘﺄوﻳﻞ ،ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻧﺴﻘﻴﺔ ،اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺑﻴﺮوت ،ط،١٩٩٤ ،١ ص.١٥ -٧اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص .١٦ -٨ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ ،ﻧﺤﻮ ﺗﺄوﻳﻞ واﻗﻌﻲ ،ص .١٣٨ -٩اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص .١٣٦ -١٠اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص .١٣٥ -١١ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،اﻟﺘﻠﻘﻲ واﻟﺘﺄوﻳﻞ ،ص .١٨ ١٨٨ أ .اﻟﻴﺎﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺗﻮﻣﻲ ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻻداب /اﻟﻌﺪد ١٠٥ -١٢اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص.١٨ -١٣اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص.٢٠ -١٤اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص .٣٤ -١٥اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .٣٩ -١٦ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،اﻟﺘﻠﻘﻲ واﻟﺘﺄوﻳﻞ ،ص.٣٩ -١٧اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص.٤١ -١٨اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .٨٢ -١٩ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ،اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ ،اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺑﻴﺮوت، ط ،٢٠٠٠ ،١ص .٢٥٨ -٢٠ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح ،اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ ،ص.١٢ -٢١اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.١٤ -٢٢اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص .٨٦ -٢٣اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص ص ٩٧إﻟﻰ .١٢٦ -٢٤اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص .١٥٣ -٢٥اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .١٥٤ -٢٦اﻟﻤﺮﺟﻊ ،ﻧﻔﺴﻪ ص.١٥٦ -٢٧اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .٢٥٤ ٢٨ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎح،رؤﻳﺎ اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ ،اﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ،ﺑﻴﺮوت ،ط،٢٠٠٥ ،١ ص .٩ ١٨٩
© Copyright 2025