Z š÷ % š - Yemen Tourism Promotion Board

;3103šGš÷1š
J,Z92*º
zz¼¤÷zz
VH.šF
;93!š:9÷š
ß²FD&W
W3H0/½p2
Y1.!š
V0¶9šZ
:!š92šF
Zš÷%š
·9ošºH,šºH.š;*
‫المحتويات‬
‫السكنى في الجبال‪..‬‬
‫جمال اليمن ال يتوقف عند حد‪ ،‬وكذلك‬
‫جغرافيته وتضاريسه المتنوعة‬
‫وطبيعته األخاذة‪..‬‬
‫‪22‬‬
‫مفاجئات وأسرار‬
‫‪52‬‬
‫فن النقش‬
‫على الجسد‬
‫النقش وتصاميمه‬
‫لم تكن بمعزل عن‬
‫الحركة المتطورة‬
‫للموضة‪..‬‬
‫االفتتاحية‬
‫نحلق عرب هذا العدد يف �سفر طويل يعود بالذاكرة �إىل زمن املا�ضي اجلميل‪ ،‬وجمال�س أالن�س‬
‫والطرب الغابرة‪ ،‬حيث تتبدى من بني أ�قبية التاريخ وردهاته ق�صة مثخنة بالكثري من‬
‫التفا�صيل واملغامرات‪ ،‬بتجلياتها املوغلة يف العمق‪ ،‬و أ�حداثها ال�سحرية امل�سكونة باخلياالت‬
‫وال�سحر أ‬
‫والن�س والروحانية‪� ...‬إنها ق�صة أ��شهر و أ�عرق ال�سلع احل�ضارية العربية عرب‬
‫التاريخ؛ حكاية ممالك البخور وطرق قوافل جتارة اللبان واملر‪.‬‬
‫كما نتوقف‪ ،‬يف زاوية من الزوايا ال�شيقة‪ ،‬مع أ�حد الرجاالت وال�شخ�صيات االجتماعية‬
‫املعروفة؛ �إنه القا�ضي علي أ�بو الرجال‪ ،‬رئي�س املركز الوطني للوثائق‪ ،‬وهو يحكي ق�صة‬
‫ع�شقه املبكرة لعد�سة الكامريا‪ ،‬وما �سجله لنا يف باب “عا�شقون” من تفا�صيل �شيقة ومثرية‬
‫حول هذه الهواية املجهولة بالن�سبة للكثريين يف �شخ�صيته‪.‬‬
‫و�إىل ح�ضرموت‪ ،‬حيث يبدو كل �شيء فيها كبريا وملفتا‪ ،‬حيث يقر أ� املت�صفح �آيات اجلمال‪،‬‬
‫ويطالع يف بدائع الطبيعة والزمان واملكان‪ ،‬متجاوزا حدود اخليال‪ ،‬ليعي�ش حلظات مع‬
‫أ�منيات كبرية‪ ،‬تبدو كقراءة يف كتاب امل�ستقبل‪ ،‬تراود القريب وتخال�س البعيد‪ ،‬وك أ�ن كل‬
‫�شيء ا�ستحال �إىل مدائن عامرة وحدائق وم�شاريع ا�سرتاتيجية ودنيا تعج بزحمة احلياة‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫اليمـن بلد جميل‬
‫وناســه طيبــون‬
‫‪62‬‬
‫ميالنــو‬
‫«اليمن بلد جميل‪ ،‬وناسه طيبون‪ ،‬تعلو وجوههم‬
‫االبتسامة‪ ،‬ويرحبون بالضيف‪ ،‬ويمتازون بالكرم»‪ .‬هذا ما‬
‫قاله سائح فرنسي قابلته صدفة في صنعاء القديمة‪..‬‬
‫تنس وأنت في طريقك‬
‫َ‬
‫إلى ميالنو‪ ،‬الواقعة شمالي‬
‫إيطاليا‪ ،‬وذات الشهرة‬
‫الواسعة في عالم الموضة‪...‬‬
‫جملة دورية ت�صدر كل �شهرين عن وزارة ال�سياحة جمل�س الرتويج ال�سياحي خمت�صة بال�سياحة وال�سفر‬
‫رئيس مجلس اإلدارة‬
‫رئيس التحرير‬
‫إدارة التحرير‬
‫التدقيق اللغوي‬
‫نبيل ح�سن الفقيه‬
‫حممد ال�سياغي‬
‫علي التوهمي‬
‫وليد مانع‬
‫ترحب املجلة بالكتابات من خمتلف االجتاهات أ‬
‫والقطار واملعززة بال�صور ذات اجلودة العالية الداعمة‪ ،‬وا�ستقبالها على عنوان املجلة‪ ،‬وت ؤ�كد يف‬
‫ذات الوقت عدم التزامها ب�إعادة املواد غري املن�شورة أل�صحابها‪..‬‬
‫مالحظة ‪ :‬تقع حمتويات املجلة على م�صادرها‬
‫و أ�مام دار احلجر نقف م�شدوهني بانبهار على عتبة واحد من أ�برز ق�صور اليمن‪ ،‬التي‬
‫تو�صف ب أ�عجوبة الدنيا الثامنة‪ ،‬وحيث يبدو لك هذا البناء ال�شامخ وك أ�نه نبتة عبقرية نبتت‬
‫من ال�صخر‪ ،‬وهو بتخطيطه الهند�سي وبنائه املعماري البديع ميثل لوحة فنية باذخة كانت‬
‫تفا�صيلها قد داعبت خميلة فنان ماهر ل�سنوات طويلة‪ ،‬قبل أ�ن تختطها أ�نامله يف هيئة‬
‫مقطوعة فنية معمارية �آ�سرة على هذه ال�صخرة النادرة التكوين‪.‬‬
‫ومع �إيفيلني هوك�ستاين ن�ستمتع ب�سرده حكاية أ��سرار اليمن الفاتنة عرب االنطباعات التي‬
‫�سجلها يف �صحيفة «نيويورك تاميز»‪ ،‬يف �صباح من �صباحات �صنعاء الناع�سة‪ ،‬حيث ا�ستيقظ‬
‫على أ��صوات امل آ�ذن‪ ،‬لتبدو املدينة ‪-‬حد و�صفه‪ -‬وك أ�نها غرفة �صدى هائل‪ ،‬ظل معها �صوت‬
‫الدعاء املدوي «ك�صاعقة طويلة»‪ ،‬يثري يف نف�سه الكثري من عالمات اال�ستفهام على نحو‪ :‬هل‬
‫يجدر بي أ�ن أ�حاول أ�ن أ�نام مرة أ�خرى هنا؟!‬
‫وتبقى مفاج أ�ة املجلة احلافلة باملفاجئات يف �إعالن الفائز مب�سابقة جملة «ال�سياحة» ألف�ضل‬
‫�صورة �سياحية للعدد ال�سابق‪.‬‬
‫مجلس الترويج السياحي‬
‫وزارة السياحة‪ -‬صنعاء‬
‫‪Republic of Yemen‬‬
‫‪Ministry of Tourism‬‬
‫‪Yemen Tourism Promotion Board‬‬
‫‪Tel. 009671-251033/5/6/7‬‬
‫‪Fax 009671-251034‬‬
‫‪P.0.BOX 5607‬‬
‫‪E-mail: [email protected]‬‬
‫تصميم و إخراج‬
‫بن دسمال للدعاية واإلعالن‬
‫رائد عزت �صوّان‬
‫هاتف ‪00971 4 2828569 :‬‬
‫فاك�س ‪00971 4 2828372 :‬‬
‫طبعت يف مطبعة بن د�سمال‬
‫دبي ‪-‬ا إلمارات العربية املتحدة‬
‫‪ n‬املحـــــــررون‬
‫من األجندة‬
‫التحدي الحقيقي‬
‫ال �شك أ�ن ا إلرهاب‪ ،‬مبختلف أ��شكاله و أ��صنافه‪ ،‬وبكل تبعاته ونتائجه امل ؤ�رقة وامل ؤ��سفة يف �آن‪ ،‬بات ميثل خطرا‬
‫وحتديا حقيقيا من أ�كرب التحديات التي تواجه أالمم واملجتمعات الب�شرية املعا�صرة يف الوقت الراهن‪ ،‬وهو‬
‫يرتب�ص وي�شوه كل �شيء جميل يف هذا العامل‪ ،‬ويهدد أالمن واال�ستقرار وال�سالم االجتماعي‪ ،‬لي�س بالن�سبة‬
‫لليمن فح�سب‪ ،‬بل وغريه من البلدان على امتداد املعمورة‪.‬‬
‫‪ n‬نبيل ح�سن الفقيه‬
‫وزير ال�سياحة ـ رئي�س جمل�س ا إلدارة‬
‫ما يثير االهتمام عند‬
‫الحديث عن كابوس هالمي‬
‫خطير كاإلرهاب‪ ،‬على‬
‫الرغم من كثرة ما كتب‬
‫حوله‪ ،‬خصوصا من بعد‬
‫أحداث الحادي عشر من‬
‫أيلول‪ /‬سبتمبر‪ ،‬تحوله إلى‬
‫هاجسا مفزعا ليس له‬
‫مالمح ثابتة وال يرتدي ثيابا‬
‫محددة وال تحركه عقيدة أو‬
‫أيديولوجية بعينها‪..‬‬
‫‬
‫لكن ما يثري االهتمام عند احلديث عن كابو�س‬
‫هالمي خطري كا إلرهاب‪ ،‬على الرغم من كرثة ما‬
‫كتب حوله‪ ،‬خ�صو�صا من بعد أ�حداث احلادي ع�شر‬
‫من أ�يلول‪� /‬سبتمرب‪ ،‬حتوله �إىل هاج�سا مفزعا‬
‫لي�س له مالمح ثابتة وال يرتدي ثيابا حمددة وال‬
‫حتركه عقيدة أ�و أ�يديولوجية بعينها‪ ،‬بقدر ما يبدو‬
‫كالوباء وا آلفة اخلطرة‪ ،‬أ�و احلرباء التي تتلون ح�سب‬
‫الظروف أ‬
‫والحوال‪ ،‬بال�شكل الذي ي�سمح بتوجيه‬
‫�ضربات موجعة القت�صاديات الدول و أ�من املجتمعات‬
‫و�سالمة الب�شر؛ هو ا�ستمراره مرة برداء الدين‬
‫و أ�خرى بثياب الثورة وثالثة بقناع الع�صبية القبلية‬
‫أ�و املذهبية أ�و احلزبية‪!...‬‬
‫أالنكى من كل ذلك‪ ،‬أ�ن تتحول ال�سياحة وعوامل‬
‫تنميتها وتطويرها وانتعا�شها يف بلدان كثرية‪،‬‬
‫للرهاب ودعاته من‬
‫بينها اليمن‪ ،‬هدفا مبا�شرا إ‬
‫عنا�صر ا إلجرام والتخريب و�سفك الدماء‪ ،‬وم�سرحا‬
‫خ�صبا لت�صفية احل�سابات وحتقيق م آ�رب م�سرييهم‬
‫وموجهيهم من أ�مراء احلروب ومناه�ضي أالمن‬
‫وال�سالم االجتماعي يف العامل‪ ،‬وغريهم من �سا�سة‬
‫ومروجي أالفكار الهدامة وامل�ضللة ومثريي الفنت‪.‬‬
‫�إن املتابع ملا �شهده اليمن من أ�حداث �إرهابية‬
‫�إجرامية م ؤ��سفة يف ا آلونة أالخرية‪ ،‬ابتداء من‬
‫االعتداء على ال�سفارة أالمريكية يف أ�كتوبر من العام‬
‫املا�ضي‪ ،‬وانتهاء بحادثي �شبام ح�ضرموت و�صنعاء‬
‫ا إلرهابيني‪ ،‬وما أ��سفرا عنه من نتائج م أ��ساوية‬
‫متثلت يف ا�ست�شهاد عدد من أ�بناء الوطن (جنود‪،‬‬
‫مر�شدين �سياحيني‪� ،‬سائقي �سيارات‪ ،‬ومواطنني‬
‫أ�برياء) ومقتل عدد من ال�سياح من خمتلف‬
‫اجلن�سيات‪ ،‬وتزامن تنفيذ أالول مع بداية تد�شني‬
‫املو�سم ال�سياحي‪ ،‬والثاين مع �إطالق اليمن برنامج‬
‫م�شاركاته يف املعار�ض الدولية اخلارجية وح�صده‬
‫الكثري من املكا�سب والنجاحات؛ ال �شك �سيدرك‬
‫حجم أال�ضرار واخل�سائر الفادحة‪ ،‬املبا�شرة وغري‬
‫املبا�شرة‪ ،‬التي ميكن أ�ن تلحق بقطاع ال�سياحة‬
‫يف اليمن‪ ،‬نتيجة تلك أالحداث‪ ،‬باعتباره من‬
‫القطاعات االقت�صادية احليوية ذات النمو ّ‬
‫املطرد‪،‬‬
‫والتي تت أ�ثر ب�صورة مبا�شرة و�سريعة بكل ما يتعمد‬
‫امل�سا�س بال�سمعة وت�شويه ال�صورة احلقيقية امل�ضيئة‬
‫وامل�شرقة لليمن والدور الريادي ألبنائه على مر‬
‫التاريخ‪.‬‬
‫مثل هذه اخل�سائر وال�ضربات املوجعة املوجهة‬
‫لليمن و�سياحته وغريها من عنا�صر وعوامل التنمية‬
‫االقت�صادية عموما‪ ،‬وهي خ�سائر ال تقف عند حد‪،‬‬
‫وال يت�سع املجال حل�صرها هنا‪ ،‬تعيدنا �إىل النقطة‬
‫نف�سها‪ ،‬حمور اهتمامنا يف هذه الزاوية‪ ،‬وهي حتويل‬
‫للرهاب‪ ،‬مبا جعل‬
‫ال�سياحة �إىل هدف مبا�شر إ‬
‫مثل هذه اإلجراءات‬
‫وغيرها من الخطوات ال‬
‫تمنع من اإلقرار بمدى‬
‫حاجتنا لمراجعة تحليلية‬
‫متأنية لقضية اإلرهاب‬
‫وتأثيراتها الضارة على‬
‫السالم المجتمعي‬
‫واألمان الداخلي ومعدالت‬
‫التنمية في المجتمع‬
‫اليمني؛‬
‫من ا�ستهداف الرعايا أالجانب‪� ،‬سواء باخلطف‬
‫أ�م بالتفجري‪ ،‬أ��شبه بتقليعة جديدة ت�ستهوي �سفكة‬
‫الدماء وعنا�صر ا إلجرام والتخريب وا إلرهاب‪،‬‬
‫ومتثل بحد ذاتها �سابقة خطرية ودخيلة على املجتمع‬
‫اليمني وعاداته وتقاليده و أ�عرافه وانتمائه العقائدي‬
‫للدين ا إل�سالمي احلنيف‪ ،‬الذي ينبذ ا إلرهاب‬
‫والتطرف والغلو‪ ،‬ويدعو للمحبة والت�سامح واالعتدال‬
‫أ‬
‫والمن وال�سالم والتعاي�ش ال�سلمي مع أالمم‬
‫وال�شعوب‪ ،‬وغريها من القيم ا إلن�سانية النبيلة التي‬
‫كان اليمن مبعثا ومنطلقا لها‪ ،‬وكان اليمنيون أ�ول‬
‫من نادوا بها وروجوا لها يف أ��صقاع أالر�ض قاطبة‬
‫عرب جحافل العلم والعلماء الذين خرجوا من اليمن‬
‫منذ فجر التاريخ‪.‬‬
‫أ‬
‫ال يخفى على الكثريين �ن ا�ستهداف ا إلرهاب‬
‫لل�سياحة‪ ،‬يف وقت بد أ� فيه هذا القطاع ي�ستعيد‬
‫عافيته ويحتل موقعا هاما وم ؤ�ثرا يف حتديد وتوجيه‬
‫ال�سيا�سات االقت�صادية وا إل�سهام الفاعل يف حتقيق‬
‫التنمية ال�شاملة لليمن ور�سم مالمح م�ستقبله‬
‫امل�شرق‪ ،‬مبا بد أ� ي�شهده م ؤ�خرا من تطورات‪،‬‬
‫�سواء على م�ستوى البناء امل ؤ��س�سي والت�شريعي أ�م‬
‫اال�ستثماري‪ ،‬يهدف �إىل �إعادة ال�سياحة اليمنية‬
‫�إىل نقطة البداية‪ ،‬ون�سف كل اجلهود املبذولة‬
‫للنهو�ض مبثل هذا القطاع‪ ،‬ومترير جميع املخططات‬
‫الت آ�مرية التي حتاك �ضد اليمن من قبل قوى خارجية‬
‫تريد جعله يعي�ش يف حالة من العزلة واحل�صار‬
‫ال�سياحي‪ ،‬ف�ضال عن حماولة التقليل من حجم‬
‫اجلهود وامل�ساعي اخلالقة التي يقوم بها اليمن �إىل‬
‫جانب أال�سرة الدولية يف مكافحة ا إلرهاب و أ�عمال‬
‫القر�صنة يف املياه ا إلقليمية‪.‬‬
‫من هذا املنطلق ينبغي ا إلقرار ب أ�ن أ�حداثا �إجرامية‬
‫ب�شعة كهذه ال يقرها دين وال خلق‪ ،‬وال تقابل �سوى‬
‫مبوجة �سخط �شعبية عارمة‪ ،‬يف جمتمع حمافظ مثل‬
‫اليمن‪ُ ،‬عرف على مر التاريخ ب�إكرام ال�ضيف وح�سن‬
‫الوفادة واالحتفاء بالزائر؛ أ� ًّيا كان لونه أ�و جن�سه‬
‫أ�و انتما ؤ�ه العقائدي‪ ،‬بقدر ما متثل حتديا بالن�سبة‬
‫لليمن و�سياحته‪ ،‬وتعزز ا إلرادة ال�سيا�سية وال�شعبية‬
‫امل�صممة على مواجهة هذه ا آلفة وقطع دابر‬
‫ا إلرهاب وقنوات تغذيته‪ ،‬عرب �سل�سلة من ا إلجراءات‬
‫والتدابري التي اتخذها اليمن م ؤ�خرا‪.‬‬
‫من أ�برز هذه ا إلجراءات �إن�شاء وحدة إلدارة‬
‫أالزمات ال�سياحية بوزارة ال�سياحة‪ ،‬و�إن�شاء وحدة‬
‫أ�من ال�سياحة التابعة أ‬
‫للمن املركزي بوزارة‬
‫آ‬
‫الداخلية‪ ،‬و�إدخال النظام اليل لتتبع املركبات‬
‫ال�سياحية‪ ،‬وتفعيل دور ال�شرطة ال�سياحية بالتن�سيق‬
‫مع كل أالجهزة أالمنية ذات العالقة‪ ،‬و�شن حمالت‬
‫املالحقة واملطاردة واالعتقال الوا�سعة للجهات‬
‫أالمنية جتاه العنا�صر ا إلرهابية أ�ينما كانت‪،‬‬
‫و�إن�شاء حمكمة خا�صة ممثلة باملحكمة اجلزائية‬
‫املتخ�ص�صة بق�ضايا من هذا النوع‪ ،‬با إل�ضافة‬
‫�إىل �إعطاء جرائم القتل واالختطاف واالعتداء‬
‫على الرعايا أالجانب أ�ولوية خا�صة �ضمن �سلم‬
‫أ�ولويات اجلهات الق�ضائية املعنية‪ ،‬أ‬
‫والهم حتقيق‬
‫كل تلك ا إلجراءات للكثري من النتائج االيجابية‬
‫حتى ا آلن‪.‬‬
‫�إ�ضافة �إىل كل ذلك‪� ،‬شرع اليمن يف تطبيق �إجراءات‬
‫ت�ضمن اال�ستفادة املبا�شرة من املجتمع املدين‬
‫القاطن باملواقع ال�سياحية‪ ،‬عرب �إ�شراك أ�كرب قطاع‬
‫من أ�بناء هذه املجتمعات يف عملية التنمية ال�سياحية‬
‫ب�صورة مبا�شرة‪ ،‬ومن خالل ت أ�هيل وتدريب‬
‫املر�شدين ال�سياحيني من أ�بناء هذه املناطق‪،‬‬
‫ودعم امل�شاريع أ‬
‫والن�شطة احلرفية ذات ال�صلة‬
‫بتنمية القطاع ال�سياحي‪ ،‬وتعزيز قاعدة اخلدمات‬
‫ال�سياحية‪ ،‬مبا يتيح ا�ستثمار أ�بناء املناطق ال�سياحية‬
‫يف املواقع امل�ستهدفة ويجعل من كل ذلك خط دفاع‬
‫�آمن ًا للعملية ال�سياحية برمتها‪.‬‬
‫يف هذا ال�سياق ينبغي ا إل�شارة �إىل أ�ن مثل هذه‬
‫ا إلجراءات وغريها من اخلطوات ال متنع من‬
‫كما تدعونا إلى استنهاض‬
‫جميع القوى االجتماعية‬
‫الفاعلة والمؤثرة والخيرة‬
‫في هذا البلد‪ ،‬لتحمل‬
‫مسؤولياتها واالصطفاف‬
‫جنبا إلى جنب مع الجهات‬
‫األمنية والمعنية بتثبيت‬
‫األمن واالستقرار‪،‬‬
‫ا إلقرار مبدى حاجتنا ملراجعة حتليلية مت أ�نية لق�ضية‬
‫ا إلرهاب وت أ�ثرياتها ال�ضارة على ال�سالم املجتمعي‬
‫أ‬
‫والمان الداخلي ومعدالت التنمية يف املجتمع اليمني؛‬
‫عرب حتليل م�ضامني الر�سائل ا إلعالمية واملناهج‬
‫املدر�سية والفتاوى الدينية والفقهية‪ ،‬وتعاطيها مع‬
‫ق�ضية ا إلرهاب وا�ستهدافها لل�سياحة مبا ميكن‬
‫من ح�سن توجيهها ملا فيه خدمة اليمن وم�صاحله‬
‫الوطنية العليا‪ .‬وهي مهمة نت�صورها من اخت�صا�ص‬
‫مراكز الدرا�سات أ‬
‫والبحاث‪ ،‬وغريها من املراكز‬
‫وامل ؤ��س�سات احلكومية وغري احلكومية‪ ،‬املعنية‬
‫بالتوجيه وا إلر�شاد‪ ،‬ورفع �سقف الوعي االجتماعي‬
‫ب أ�همية ال�سياحة وكونها مكونا �إن�سانيا وح�ضاريا‬
‫راقيا يقوم على ال�سلوك والنهج االجتماعي العام‬
‫يف التعامل مع ا آلخر والتوا�صل معه‪ ،‬ويعك�س نف�سه‬
‫على ت�صرفات وتعاطي أالفراد مع مفهوم ال�سياحة‬
‫بكل متعلقاتها ومكوناتها‪ ،‬ولي�ست جمرد تراث و�آثار‬
‫وجمال طبيعي خالب!‬
‫كما تدعونا �إىل ا�ستنها�ض جميع القوى االجتماعية‬
‫الفاعلة وامل ؤ�ثرة واخلرية يف هذا البلد‪ ،‬لتحمل‬
‫م� ؤس�ولياتها واال�صطفاف جنبا �إىل جنب مع‬
‫اجلهات أالمنية واملعنية بتثبيت أالمن واال�ستقرار‪،‬‬
‫وال�سلطات الت�شريعية والق�ضائية‪ ،‬مبا يعزز اجلهود‬
‫الرامية �إىل حتقيق أالمن ال�سياحي‪ ،‬الذي يعاين‪،‬‬
‫كباقي املنظومة أالمنية يف البالد‪ ،‬من �صعوبات‬
‫وعوائق وحتديات جمة‪ ،‬تقف أ�مام ب�سط ال�سيطرة‬
‫يف بع�ض املناطق القبلية الوعرة‪ ،‬نتيجة عدم كفاية‬
‫ا إلمكانيات وحماولة جتنب اال�صطدام مب�شايخ‬
‫و أ�عيان كرث‪ ،‬ومبا ميكن من مواجهة �آفة ا إلرهاب‪،‬‬
‫الذي ي�سعى �إىل أ�ن يحيل عاملنا �إىل حالة من‬
‫الفو�ضى والعبث!‬
‫‬
‫السياحة في ستون يومًا‬
‫ال����ي����م����ن ي��س��ت��ض��ي��ف‬
‫اج��ت��م��اع��ات ال������دورة ‪12‬‬
‫ل��ل��م��ج��ل��س ال��������وزاري‬
‫ال����ع����رب����ي ل��ل��س��ي��اح��ة‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫شكـــر‬
‫وعرفـــــــــان‬
‫توجه جملة «ال�سياحة» ر�سالة �شكر‬
‫وعرفان �إىل رئي�س حترير املجلة ال�سابق‪،‬‬
‫يا�سني التميمي‪ ،‬على �إ�سهاماته واجلهود‬
‫اخلالقة التي بذلها من خالل العمل يف‬
‫املجلة كرئي�س حترير‪ .‬كما هي �إىل بقية‬
‫أ�ع�ضاء هيئة التحرير ال�سابقة‪ ،‬ممن‬
‫تركوا لنا حمل �إ�صدار املجلة‪ ،‬ومتنياتنا‬
‫لهم بالتوفيق والنجاح‪.‬‬
‫ي�ست�ضيف اليمن أ�واخر ال�شهر اجلاري‬
‫اجتماعات الدورة الثانية ع�شرة للمجل�س‬
‫الوزاري العربي لل�سياحة مب�شاركة وزراء �سياحة‬
‫البحرين واجلزائر و�سورية وال�سودان والعراق‬
‫وفل�سطني وموريتانيا‪.‬‬
‫و أ�كد وزير ال�سياحة نبيل ح�سن الفقيه‬
‫ل(ال�سياحة) أ�ن الدورة الوزارية الثانية ع�شرة‬
‫�ستناق�ش مقررات االجتماعات املتمخ�ضة عن‬
‫الدورة ال�سابقة التي من أ�همها ان�شاء جائزة‬
‫للمجل�س للجودة ال�سياحية‪ ,‬و أ��س�س ومعايري‬
‫اختيار عا�صمة ال�سياحة العربية‪ ,‬ونتائج‬
‫م ؤ�متر االمن ال�سياحي‪ ,‬واعتماد �شعار املجل�س‪,‬‬
‫با إل�ضافة �إىل عر�ض للمقومات ال�سياحية يف‬
‫الدول العربية‪.‬‬
‫أ‬
‫و أ��شار �إىل �إن الدورة �ستناق�ش �ي�ضا خطة‬
‫العمل املقرتحة أ‬
‫للعوام ‪ ،2009-2010‬وتعزيز‬
‫أ‬
‫ال�سياحة العربية البينية‪ ،‬م�شريا �إىل �نه �سيتم‬
‫«س��ائ��ق ال��ت��اك��س��ي ال��س��ي��اح��ي للعام‬
‫‪ ”2008‬م��ال��ك م��رك��ب��ة أج����رة بصنعاء‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫يف بادرة هي أالوىل من نوعها لتعزيز مفهوم أ�ن ال�سياحة لي�ست جمرد ر�صيد تاريخي وح�ضاري وبلد جميل‬
‫وخ�ضرة متناثرة على �سفوح اجلبال وبطون الوديان‪ ،‬بقدر ما هي أ�ي�ضا قيمة �إن�سانية تتجلى يف �سلوك‬
‫وت�صرفات أالفراد وتعامالتهم مع معطيات الواقع املحيط؛ منحت وزارة ال�سياحة م ؤ�خرا لقب “�سائق‬
‫التاك�سي ال�سياحي للعام ‪ ”2008‬لل�سائق علي الفقيه‪ .‬وجاء تكرمي الوزارة لل�سائق علي الفقيه (مالك �إحدى‬
‫�سيارات أالجرة العاملة ب أ�مانه العا�صمة �صنعاء)‪ ،‬مبنحه �شهادة تقديرية ومكاف أ�ة مالية رمزية ت�شجيعا‬
‫له للياقته يف التعامل مع زبائنه وحر�صه على العناية مبظهره وقيافته وهندامه ونظافة وجمال مركبته‬
‫واعتباره منوذجا ل�سائق التاك�سي ال�سياحي الذي يعك�س �صورة �إيجابية عن بلده‪ .‬وح�سب وزارة ال�سياحة ف�إن‬
‫التكرمي جاء بناء على معلومات وتقارير �صحفية أ��شادت بالتعامل اخلالق ل�سائق التاك�سي ال�سياحي وحر�صه‬
‫على تلبية رغبات زبائنه وتوفري أ��سباب الراحة لهم‪ ،‬ف�ضال عن العناية ب�سيارته وحتويلها �إىل جزء من املكون‬
‫الثقايف والرتاثي لليمن من خالل تزيينها ببع�ض مالمح هذا الرتاث‪.‬‬
‫ي�شار �إىل أ�ن التكرمي يندرج يف �سياق م�ساعي الوزارة وبرنامج جوائزها الت�شجيعية املر�صودة يف الكثري من‬
‫املجاالت املرتبطة بالتنمية ال�سياحية والهادفة لالرتقاء بالوعي االجتماعي العام ب أ�همية ال�سياحة وب أ�ن العمل‬
‫ال�سياحي تت�ضافر يف �صناعته وتكوين مفرداته عنا�صر كثرية ال تبد أ� ب�سائق التاك�سي وال تنتهي بوزارة ال�سياحة‪.‬‬
‫‬
‫يف االجتماع اختيار أ�ول املدن العربية الفائزة‬
‫لتكون عا�صمة ال�سياحة العربية للعام ‪2010‬م‪.‬‬
‫و أ�و�ضح الوزير الفقيه أ�ن املنطقة العربية تتمتع‬
‫مبقومات اجلذب ال�سياحي لوجود العديد من‬
‫املنتجات ال�سياحية وتعدد انواعها كالثقافية‬
‫والرتفيهية والدينية و�سياحة امل ؤ�مترات‪ ،‬م ؤ�كدا‬
‫أ�همية التعاون العربي يف جمال ال�سياحة بهدف‬
‫امل�ساعدة يف زيادة الطلب على املنتج ال�سياحي‬
‫العربي‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬لقد ا�صبحت ال�سياحة بعد أالزمة املالية‬
‫العاملية التي أ�ثرت على االقت�صاديات العاملية‬
‫ومن بينها بالدنا‪ ،‬مطلبا أ��سا�سي ًا ورافدا مهما‬
‫للدخل القومي للبلدان العربية‪.‬م ؤ�كدا أ�همية‬
‫تفعيل ال�سياحة العربية البينية باعتبارها ر�صيد‬
‫العرب اال�سرتاتيجي الذي يتطلب التعامل مع‬
‫التكتالت االقت�صادية الدولية على امل�ستوى‬
‫ال�سياحي من خالل بحث �سبل تعزيزه وت أ�مينه‪.‬‬
‫الع���داء العالم���ي ماك���س كالدروني‬
‫ينف���ذ برنامج���ا س���ياحيا ف���ي اليم���ن‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫ي�ستعد العداء العاملي ماك�س كالدروين‪ ،‬خالل الفرتة القليلة القادمة‪ ،‬لتنفيذ برنامج �سياحي لليمن‬
‫�ضمن �سياحة املغامرات التي �سبق و أ�ن اختري اليمن ك أ�ف�ضل وجهة لها على م�ستوى العامل يف العام‬
‫‪.2007‬وقال كالدروين‪ ،‬يف ات�صال مع جملة «ال�سياحة»‪� ،‬إنه حاليا ب�صدد الرتتيب لال�ستعداد لزيارة‬
‫اليمن وتنفيذ الربنامج الذي �سبق أ�ن مت االتفاق عليه مع وزير ال�سياحة‪ ،‬نبيل ح�سن الفقيه‪ ،‬يف لقاء‬
‫�سابق جمعه به على هام�ش م�شاركة اليمن يف معر�ض بور�صة ميالنو ال�سياحي الدويل (‪)Bit‬يف‬
‫فرباير املا�ضي‪ .‬ومبوجب االتفاق يقوم العداء العاملي‪ ،‬مع جمموعة من ا إلعالميني التابعني لو�سائل‬
‫ا إلعالم العاملية املختلفة‪ ،‬بعمل برنامج زيارات لعدد من املدن التاريخية واملعامل ال�سياحية و�صحارى‬
‫اليمن الذهبية‪� ،‬ضمن فيلم يتم عر�ضه يف خمتلف القوات الدولية‪.‬‬
‫ال���ب���ي���ئ���ة ت����ب����دأ إج�������������راءات ل��ح��م��اي��ة‬
‫أس���������ود وف������ه������ود ون������م������ور ع����م����ران‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫أ�علنت الهيئة العامة حلماية البيئة اتخاذ �سل�سلة من‬
‫ا إلجراءات حلماية جمموعة من احليوانات املفرت�سة‪،‬‬
‫ت�شمل أال�سود والفهود وف�صيلة نادرة من النمر العربي‪،‬‬
‫موجودة يف منطقة وادعة مبديرية بني �صرمي ‪ -‬حمافظة‬
‫عمران‪ .‬وي أ�تي ا إلعالن بعد أ�ن ك�شفت درا�سات فنية‬
‫وميدانية أ�جرتها الهيئة العامة حلماية البيئة عن وجود‬
‫ف�صيلة نادرة للنمر العربي وحيوانات مفرت�سة أ�خرى يف‬
‫املنطقة‪.‬وت�سعى الهيئة‪ ،‬عرب �سل�سلة من ا إلجراءات التي‬
‫�شرعت يف تنفيذها‪ ،‬ح�سب الهيئة‪ ،‬حلماية هذه أالنواع‬
‫احليوانية من االنقرا�ض‪ ،‬وجعل املنطقة‪ ،‬التي تتميز‬
‫بوديانها الوا�سعة وبوجود املياه والنباتات املختلفة‪،‬‬
‫حممية طبيعية لتلك احليوانات‪ .‬وقالت الهيئة �إن من‬
‫هذه ا إلجراءات منع اال�صطياد غري امل�شروع يف املنطقة‪،‬‬
‫وجتنب االقرتاب منها‪ ،‬عرب حملة توعية ت�ستهدف �سكان‬
‫املنطقة واملناطق املجاورة متهيدا لت�سويرها‪.‬‬
‫االستعداد‬
‫لتدشين المرحلة‬
‫الثانية من‬
‫الدليل السياحي‬
‫االلكتروني‬
‫ت�ستعد وزارة ال�سياحة لتد�شني املرحلة الثانية‬
‫من م�شروع الدليل ال�سياحي االلكرتوين‪ ،‬التي‬
‫من املقرر أ�ن تبد أ� خالل الفرتة املقبلة �شاملة ‪12‬‬
‫حمافظة من حمافظات اجلمهورية‪ .‬وي أ�تي تد�شني‬
‫املرحلة الثانية من الدليل ال�سياحي االلكرتوين بعد‬
‫أ�ن كان نائب رئي�س الوزراء ل� ؤش�ون الدفاع أ‬
‫والمن‬
‫وزير ا إلدارة املحلية‪ ،‬الدكتور ر�شاد العليمي‪ ،‬د�شن‪،‬‬
‫يف مار�س املا�ضي‪ ،‬املرحلة أالوىل من امل�شروع‪،‬‬
‫�شاملة حمافظات‪� :‬صنعاء‪ ،‬عدن‪ ،‬احلديدة‪ ،‬تعز‪،‬‬
‫ح�ضرموت‪� ،‬إب‪ ،‬املحويت‪ ،‬م أ�رب‪� ،‬شبوة‪ ،‬حلج‪.‬‬
‫وح�سب “ال�سياحة”‪ ،‬ف�إن تد�شني امل�شروع ي أ�تي‬
‫تنفيذا مل�ضامني اال�سرتاتيجية الوطنية لل�سياحة‬
‫للعام ‪ ،2008‬واملت�ضمنة تد�شني الدليل ال�سياحة‬
‫ا إللكرتوين وحتديث وتطوير املوقع االلكرتوين‬
‫اخلا�ص مبجل�س الرتويج ال�سياحي‪.‬‬
‫كما ي أ�تي يف �إطار توجهات وزارة ال�سياحة نحو‬
‫مواكبة التطورات احلديثة يف عامل �صناعة ال�سياحة‪،‬‬
‫وخا�صة يف جمال الت�سويق ال�سياحي‪ ،‬ومبا ي�سهل‬
‫عملية ت�صفح املعلومات وحفظها و�سهولة احل�صول‬
‫عليها وتداولها وتو�سيع قاعدة انت�شارها‪.‬‬
‫يذكر أ�ن الدليل ي�ضم معلومات �سياحية تعريفية‬
‫م�صورة للخدمات ال�سياحية يف املحافظات‬
‫املذكورة‪ .‬كما يعطي �صورة متكاملة عن اخلارطة‬
‫ال�سياحية للمحافظات التي يت�ضمنها الدليل‪،‬‬
‫وما حتتويه من مقومات وعنا�صر جذب �سياحية‬
‫و�شواهد تاريخية وفلكلور‪ ،‬بثالث لغات‪ :‬العربية‪،‬‬
‫االجنليزية‪ ،‬والفرن�سية‪.‬‬
‫‬
‫السياحة في ستون يومًا‬
‫لوحات تعريفية‬
‫للمحميات‬
‫الطبيعية في‬
‫سقطرى وبرع‬
‫وحوف‬
‫اكتشاف مبنى‬
‫أثري وتمثال امرأة‬
‫متربعة على‬
‫عرش في ذمار‬
‫تاريخ اليمن الحضاري والثقافي في موسكو‬
‫مو�سكو ‪ -‬رويدا ال�شربجي‬
‫أ�طل املجتمع الرو�سي من خالل فعاليات اليوم الثقايف‬
‫اليمني الذي أ�حيته م ؤ�خرا رابطة الطالب اليمنيني‬
‫بالعا�صمة الرو�سية‪� ،‬ضمن برنامج أال�سبوع الثقايف‬
‫العربي‪ ،‬على مالمح التاريخ احل�ضاري والثقايف‬
‫الوفري لليمن‪ ،‬وما يتفرد به من عنا�صر جذب‬
‫�سياحية‪.‬‬
‫وكانت فعاليات اليوم الثقايف اليمني‪ ،‬مب�شاركة عدد‬
‫من املثقفني اليمنيني والعرب والرو�س‪ ،‬ا�ستهلت‬
‫بكلمة ل�سفري اليمن يف رو�سيا‪ ،‬حممد �صالح الهاليل‪،‬‬
‫تناولت مقومات اليمن التاريخية واحل�ضارية ودوره‬
‫الريادي يف �إثراء احل�ضارات القدمية يف خمتلف‬
‫مناحي احلياة‪ ،‬وتطرقت �إىل تاريخ العالقات اليمنية‬
‫الرو�سية‪.‬‬
‫فيما ت�ضمنت كلمة الدبلوما�سي وامل�ست�شرق الرو�سي‬
‫اليغ بريي�سبكني انطباعاته عن اليمن‪ ،‬الذي �سبق له‬
‫أ�ن عا�ش فيه مدة طويلة‪ ،‬م ؤ�كدا أ�همية اليمن على‬
‫اخلارطة احل�ضارية والتاريخية‪ ،‬وما ميتلكه من‬
‫مقومات “جعلت منه بلدا غنيا بتنوعه احل�ضاري‬
‫والثقايف‪ ،‬ويتمتع بخ�صائ�ص فنية وجمالية رائعة”‪.‬‬
‫و�شملت فعاليات اليوم الثقايف اليمني �إلقاء عدد‬
‫‬
‫من الق�صائد ال�شعرية‪ ،‬وافتتاح معر�ض فوتوغرايف‬
‫�سياحي م�صور �ضم عددا من ال�صور التي التقطت‬
‫بعد�سة �سائح رو�سي و�صورت خمتلف مظاهر احلياة‬
‫يف اليمن‪� ،‬إ�ضافة �إىل عر�ض جم�سمات ملبان أ�ثرية‬
‫وتاريخية ج�سدت عمق احل�ضارة اليمنية القدمية‬
‫وبينت أ��شكال امل�صوغات الف�ضية وامل�شغوالت اليدوية‬
‫احلرفية املختلفة يف اليمن‪ .‬كما عر�ض فيلم ت�سجيلي‬
‫�سياحي عن اليمن تناول أ�برز املعامل أالثرية ومواقع‬
‫اجلذب ال�سياحي وخ�صائ�ص املوروث الفلكلوري‬
‫الذي تزخر به املحافظات اليمنية‪.‬‬
‫يوم اليمن الثقايف يف مو�سكو ت ِّوج بتكرمي الرابطة‬
‫لل�سفري اليمني وامل�ست�شرق الرو�سي وال�شاعرين‬
‫ال�سعودي النهاري وامل�صري ه�شام طلبة‪ ،‬ب�شهادات‬
‫تقديرية‪ ،‬إل�سهاماتهم وتعاونهم يف الفعاليات الثقافية‬
‫اليمنية يف أال�سبوع الثقايف العربي مبو�سكو‪.‬‬
‫ُيذكر أ�ن أال�سبوع الثقايف العربي حتت�ضنه جامعة‬
‫ال�صداقة بني ال�شعوب‪ ،‬وبات تقليدا �سنويا تداوم‬
‫اجلامعة على تنظيمه باعتباره من أ�هم الفعاليات‬
‫الثقافية العربية التي تقام يف مو�سكو‪ ،‬والتي يتم من‬
‫خاللها التعريف بالثقافات العربية قدميها وحديثها‪.‬‬
‫ك�شفت النتائج أالولية ألعمال التنقيب‬
‫واحلفريات أالثرية اجلارية يف موقع “حمة‬
‫ذياب أالقمر” أالثري مبديرية ميفعة ‪ -‬عن�س‬
‫(‪ 40‬كم �شرق مدينة ذمار) النقاب عن بقايا‬
‫مبنى أ�ثري ينتمي �إىل عهد املمالك اليمنية‬
‫القدمية يف جنوب �شبة اجلزيرة العربية‪.‬‬
‫كما أ��سفرت نتائج امل�سوح التي ينفذها فريق‬
‫وطني تابع ملكتب الهيئة العامة آ‬
‫للثار واملتاحف‬
‫مبحافظة ذمار عن العثور على العديد من اللقى‬
‫أالثرية‪ ،‬أ�همها متثال م�صنوع من املرمر ي�صور‬
‫امر أ�ة مرتبعة على كر�سي العر�ش وعلى �صدرها‬
‫نقو�ش بخط امل�سند القدمي‪.‬و أ�ظهرت النتائج‬
‫جمموعة من اللقى أالثرية التي حتمل رموزا‬
‫ت�شري �إىل معتقدات دينية‪ ،‬منها لوحة على حجر‬
‫من البلق مر�سوم عليها ثوران متقابالن بينهما‬
‫�شجرة عرفت يف احل�ضارة اليمنية كرمز للحياة‬
‫(�شجرة احلياة)‪ .‬و أ��شارت النتائج �إىل أ�ن املبنى‬
‫أالثري املكت�شف يحتوي على العديد من العنا�صر‬
‫الزخرفية التي حتمل رموزا دينية‪ ،‬مثل رمز‬
‫الهالل وغريه‪ ،‬والتي ت�شري �إىل “املقة” (�إله‬
‫القمر) واملعروف يف الع�صور ال�سبئية واحلمريية‪.‬‬
‫فيما يتكون املبنى من حجرات ومرافق خدمية‬
‫أ�خرى يحتمل أ�نها ا�ستخدمت لتقدمي القرابني‪،‬‬
‫ح�سب تقديرات أ�ولية للفريق أالثري‪.‬‬
‫نفذت وزارة ال�سياحة م�شروع تركيب اللوحات‬
‫ا إلر�شادية للمحميات الطبيعية يف كل من‪:‬‬
‫أ�رخبيل �سقطرى‪ ،‬برع‪ ،‬وحوف؛ وعددها ‪84‬‬
‫لوحة تعريفات حول املحميات الطبيعية‪ .‬وت�ضم‬
‫اللوحات جميع املحميات الربية والبحرية يف‬
‫املناطق امل�ستهدفة‪ .‬وقال مدير عام التوعية‬
‫وا إلر�شاد ال�سياحي بوزارة ال�سياحة‪ ،‬عادل‬
‫اخلوالين‪ ،‬لـ”ال�سياحة” �إن امل�شروع ي أ�تي يف‬
‫�إطار ا�ستكمال م�شروع �إحاطة املواقع واملقا�صد‬
‫ال�سياحية باللوحات التعريفية وا إلر�شادية‪ ،‬مبا‬
‫مي ّكن من التعرف عليها وجذب االهتمام لها‬
‫وعدم التعدي عليها وحمايتها‪.‬‬
‫‪ 276‬معلم���ا تاريخي���ا متنوعا بش���بوة‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫أ�علن فريق �آثاري وطني االنتهاء من أ�عمال امل�سح والتوثيق وحتديد �إحداثيات املواقع أالثرية يف‬
‫ال�سفوح اجلبلية التي تربط مديريتي عتق وجردان مبحافظة �شبوة التاريخية التي متثل منطقة‬
‫عمل ال�شركة النم�ساوية للنفط ( أ�و‪� .‬إم‪ .‬يف) وذلك لتجنب ا إل�ضرار بهذه املواقع يف أ�ثناء تنفيذ‬
‫ال�شركة مل�شاريعها‪.‬‬
‫وكان الفريق الوطني التابع ملكتب ا آلثار واملتاحف مبحافظة �شبوة أ�علن‪ ،‬يف وقت �سابق‪ ،‬أ�ن نتائج‬
‫أ�عمال امل�سح أالثري امليداين ك�شفت حوايل مائتني و�ستة و�سبعني معلما تاريخيا متنوعا‪ .‬كما أ�علن‬
‫الفريق ت�سليم مكتب الهيئة باملحافظة ن�سخة من خريطة املواقع أالثرية التي مت اكت�شافها م ؤ�خرا‬
‫على جانبي الطريق الرتابي الذي ت�ستخدمه ال�شركة لنقل معداتها و�آلياتها عرب ال�سفوح اجلبلية‬
‫التي تربط هاتني املديريتني‪.‬‬
‫أ‬
‫و أ�و�ضح مدير عام فرع الهيئة‪ ،‬خريان حم�سن الزبيدي‪ ،‬لـ”ال�سياحة”‪� ،‬ن هذه املواقع املكت�شفة متثل‬
‫نتائج امل�سح أالثري ال�شامل الذي نفذه فريق خمت�ص من الهيئة بالتعاون مع قيادة ال�شركة خالل‬
‫أ�ربعة ع�شر يوما‪ .‬م�شريا �إىل أ�نها تتمثل يف جمموعة من امل�ستوطنات البدائية والقبور ب أ��شكالها‬
‫املختلفة واحلواجز املائية وقنوات ت�صريف املياه و�شظايا من حجر ال�صوان‪ ،‬تقع جميعها على جانبي‬
‫الطريق الرتابي املمتد بطول خم�سة وت�سعني كيلومرتا‪.‬و أ�كد الزبيدي أ�ن الفريق يعكف حاليا على‬
‫و�ضع الدرا�سات العلمية لهذه ا آلثار وت�صنيفها وتوثيقها والعمل على �إ�سقاطها ر�سميا يف اخلارطة‬
‫أالثرية للمحافظة‪ ،‬مثمنا عاليا حر�ص قيادة ال�شركة النم�ساوية على تنفيذ هذا ال�سمح أالثري الهام‬
‫والهادف �إىل حماية هذه الكنوز أالثرية وجتنيبها ال�ضرر املبا�شر جراء أ�عمال ال�شركة‪ .‬معربا عن‬
‫أ�مله ب أ�ن تقتدي بقية ال�شركات أالجنبية بهذه اخلطوة لهذه ال�شركة‪ .‬ي�شار �إىل أ�ن املرحلة أالوىل من‬
‫امل�سح كانت أ�ظهرت ت�سعة وع�شرين موقعا أ�ثريا جديدا ت�ضم أ�كرث من �ستني قربا �صخريا و أ�ثار‬
‫أ�ربع م�ستوطنات بدائية وجمموعة من اللقى احلجرية‪.‬‬
‫‬
‫السياحة في ستون يومًا‬
‫إقرار مشروع النظام اآللي لتتبع مركبات النقل السياحي‬
‫والخطة االستراتيجية للتسويق والترويج السياحي (‪ 2009‬ـ ‪)2015‬‬
‫أ�قر املجل�س أالعلى لل�سياحة‪ ،‬برئا�سة رئي�س جمل�س الوزراء رئي�س املجل�س‪،‬‬
‫الدكتور علي حممد جمور‪ ،‬م�شروع النظام ا آليل لتتبع مركبات نقل ال�سياح‪،‬‬
‫بحيث يتم دعمه من قبل جمل�س الرتويج‪ ،‬م ؤ�كد ًا أ�همية تفعيل وحدة ت أ�مني‬
‫ال�سياح وتن�سيق عملها مع ال�شرطة ال�سياحية أ‬
‫والجهزة أالمنية املختلفة‪،‬‬
‫ف�ضال عن ر�صد املوازنة الالزمة لوحدة الطوارئ ال�سياحية واال�ستمرار يف‬
‫احلمالت والتحركات الرتويجية والت�سويقية خارجيا عرب جمل�س الرتويج‪.‬‬
‫واطلع املجل�س‪ ،‬يف اجتماعه م ؤ�خرا‪ ،‬على تقرير وزير ال�سياحة‪ ،‬حول‬
‫تداعيات الو�ضع أالمني على القطاع ال�سياحي‪� ،‬إثر احلادث ا إلرهابي‬
‫يف �شبام ح�ضرموت على ال�سياح الكوريني‪ .‬حيث ت�ضمن التقرير ا آلثار‬
‫ال�سلبية التي خلفها هذا احلادث ا إلجرامي‪ ،‬والتي منها انخفا�ض م�ستوى‬
‫ا إلقبال على اليمن كمق�صد �سياحي �آمن‪ ،‬وتدين ن�سبة الت�شغيل يف املن� آش�ت‬
‫ال�سياحية‪ ،‬وما يرتبط بها‪ ،‬وزيادة ا إلنفاق على أ�عمال الت�سويق والرتويج‬
‫ال�سياحي‪ ،‬وم�ضاعفة اجلهود الرتويجية إلعادة بناء الثقة ال�ستقطاب‬
‫اال�ستثمار ال�سياحي‪.‬‬
‫أ‬
‫و أ�كد املجل�س‪ ،‬يف �ضوء اطالعه على التقرير‪� ،‬ضرورة تعزيز جهود الجهزة‬
‫أالمنية يف الك�شف املبكر عن املخططات ا إلرهابية وك�شف من يقفون وراءها‬
‫وتقدميهم على وجه ال�سرعة �إىل‪ ‬العدالة لينالوا عقابهم الرادع‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫ت�شديد �إجراءات احلماية أالمنية للمواقع ال�سياحية‪ ،‬وخ�ضوعها إلجراءات‬
‫أ�منية وقائية م�ستمرة‪.‬‬
‫كما أ�قر املجل�س اخلطة اال�سرتاتيجية للت�سويق والرتويج ال�سياحي ‪2009‬‬
‫ـ ‪ ،2015‬التي أ�عدتها وزارة ال�سياحة‪ ،‬ووجه الوزارة وجمل�س الرتويج‬
‫ال�سياحي مببا�شرة تنفيذها‪.‬‬
‫وتهدف اخلطة �إىل تعزيز و�ضع ال�سياحة يف اليمن‪ ،‬وزيادة حجم ال�سياحة‬
‫وال�صادرات ال�سياحية‪ ،‬وحت�سني الهياكل التنظيمية والت�سويق و�صورة اليمن‪،‬‬
‫لي�صبح وجهة �سياحية تناف�سية يف ال�سوق العاملية‪� ،‬إىل جانب م�ساهمة‬
‫القطاع ال�سياحي يف االقت�صاد الوطني‪ ،‬وكذلك دعم املوائل الطبيعية الغنية‬
‫والرتاث التاريخي واملعماري والثقايف‪ ،‬وخدمة التفاهم بني الثقافات وت أ�كيد‬
‫االحرتام املتبادل فيما بينها‪.‬‬
‫وتت�ضمن اخلطة جملة من ال�سيا�سات والربامج الرامية �إىل حت�سني القدرة‬
‫على حتديد وتوجيه املنتجات الت�سويقية والتجارب التي تلبي بال�شكل أالمثل‬
‫الفر�ص املحددة يف املجموعات امل�ستهدفة‪ ،‬وتطوير أ�داء قنوات التوزيع‪،‬‬
‫�إ�ضافة �إىل أ�دوات املتابعة والتقييم امل�ستمر مل�ستوى تنفيذ تلك ال�سيا�سات‬
‫والربامج‪ ،‬ومعرفة مدى حتقيقها أ‬
‫للهداف وت أ�ثريها يف التنمية ال�سياحية‬
‫وتطوير هذا القطاع احليوي‪.‬‬
‫وتقوم اخلطة على ترابط أالدوار بني القطاعني العام واخلا�ص‪ ،‬والتن�سيق‬
‫الوثيق بينهما‪ ،‬و�شعاراتنا للخارج و�شركات العالقات العامة الدولية جتاه‬
‫كافة اجلوانب املرتبطة بعمليات الرتويج والت�سويق‪ ،‬وزيادة حجم التدفق‬
‫ال�سياحي الدويل �إىل اليمن‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ووافق املجل�س على املواقع املختارة للم�شاريع الرائدة للتطوير ال�سياحي التي‬
‫ت�ستهدفها خطة التنمية ال�سياحية‪ ،‬وذلك يف �ضوء الدرا�سة التي أ�جرتها‬
‫وزارة ال�سياحة‪.‬‬
‫وتتمثل املناطق املختارة إلقامة تلك امل�شاريع يف خم�سة مواقع‪ ،‬أالول‪:‬‬
‫ال�شاطئ ال�شمايل ملدينة ميدي وجزيرة الدومية مبحافظة حجة‪ ،‬والثاين‪:‬‬
‫�شواطئ مدينة اللحية وجزيرة كمران مبحافظة احلديدة‪ ،‬والثالث‪� :‬شاطئ‬
‫خور عمرية را�س العارة مبحافظة حلج‪ ،‬والرابع‪� :‬شاطئ جازوليت بالغيظة‬
‫مبحافظة املهرة‪ ،‬واخلام�س‪� :‬شاطئ �ضب�ضب ال�شحر مبحافظة ح�ضرموت‪.‬‬
‫و أ�كد املجل�س على ال�سلطة املحلية‪ ،‬ممثلة باملحافظني واملجال�س املحلية‬
‫باملحافظات‪ ،‬وكذلك الهيئة العامة أ‬
‫للرا�ضي وامل�ساحة والتخطيط‪ ‬احل�ضري‪،‬‬
‫�ضرورة حجز أالرا�ضي اخلا�صة بتلك املواقع‪� ،‬إ�ضافة �إىل امل�شاريع‬
‫ال�سياحية اخلدمية البالغ عددها ‪ 49‬م�شروعا‪ ،‬والعمل على �إ�سقاطها �ضمن‬
‫املخططات‪ ،‬على أ�ن ت ؤ�ول أالرا�ضي املخ�ص�صة للم�شاريع ال�سياحية �إىل‬
‫م ؤ��س�سة �شبام القاب�ضة وفقا لقرار جمل�س الوزراء بهذا ال� أش�ن‪.‬‬
‫ووافق االجتماع على م�شروع الالئحة التنظيمية ألعمال املجل�س‪ ،‬التي‬
‫تت�ضمن جمموعة من ا إلجراءات الرامية �إىل تنظيم �سري أ�عماله‪ ،‬وت أ�كيد‬
‫انتظام اجتماعاته‪ ،‬وتعزيز دوره يف ر�سم ال�سيا�سة العامة لتطوير وتن�شيط‬
‫ال�سياحة‪ ،‬ورفع معدالت منوها‪ ،‬وزيادة دور هذا القطاع يف منو االقت�صاد‬
‫الوطني‪ ،‬وت أ�كيد التن�سيق بني الوزارات واجلهات ذات العالقة بتنفيذ خطط‬
‫التنمية ال�سياحية‪ ،‬وحتقيق التكامل يف تن�شيط احلركة ال�سياحية‪ ،‬ون�صت‬
‫الالئحة على دورية انعقاد املجل�س كل �ستة أ��شهر على أالقل أ�و ب�صفة طارئة‬
‫كلما اقت�ضت ال�ضرورة‪.‬‬
‫كما أ�كد املجل�س على وزارة الرتبية والتعليم �ضرورة �إدراج التوعية ال�سياحية‬
‫�ضمن املناهج التعليمية‪ ،‬عدى عن تطوير اخلطاب وا إلر�شاد الديني‪،‬‬
‫ودور خطباء امل�ساجد يف الوعظ‪ ،‬و�إبراز ا آلثار املدمرة ألعمال ا إلرهاب‬
‫واالختطاف على املجتمع وم�صالح البالد‪.‬‬
‫واطلع املجل�س على تقرير ا إلح�صاء ال�سياحي الذي يت�ضمن �إح�صاءات‬
‫احلركة ال�سياحية الوافدة �إىل اليمن لعام ‪ ،2008‬وم ؤ��شراتها‪ .‬حيث أ�و�ضح‬
‫ا إلح�صاء أ�ن حجم ال�سياحة خالل العام املا�ضي ‪ ،2008‬و�صل �إىل‪ ‬مليون و‬
‫‪ 227‬أ�لفا و‪� 737‬سائح ًا‪ ،‬مثل الوافدون اليمنيون ما ن�سبته ‪ 60%‬أ�ي ‪618‬‬
‫أ�لفا و‪ 240‬وافد ًا‪ ،‬و‪� 404‬آالف و‪� 497‬سائح ًا أ�جنبي ًا‪ ،‬وبن�سبة زيادة بلغت ‪7%‬‬
‫عن عام ‪.2007‬‬
‫أ‬
‫و أ��شار ا إلح�صاء �إىل �ن حجم العائدات الناجتة عن �إنفاقهم و�صل �إىل ‪886‬‬
‫مليون دوالر‪ ،‬أ�ي ما يعادل ‪ 178‬مليار ريال‪.‬‬
‫وثمن املجل�س دور وزارة ال�سياحة وجمل�س الرتويج ال�سياحي يف �إعداد‬
‫ا إلح�صاء‪ .‬و أ�كد أ�همية اال�ستمرار يف تنفيذ م�شروع م�سح ا إلنفاق ال�سياحي‪،‬‬
‫ملا ميثله من أ�همية يف حتديد ا إل�سهام احلقيقي للقطاع ال�سياحي يف الناجت‬
‫املحلي ا إلجمايل‪ ،‬وامل�ساعدة على حتقيق القيمة امل�ضافة لهذا القطاع‪.‬‬
‫«السياحة» ترصد جوائز تشجيعية لألنشطة المرتبطة بالسياحة‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫�ضمن براجمها الرامية �إىل �إ�شراك أ�كرب قدر من أ�بناء املجتمع يف عملية التنمية ال�سياحية ال�شاملة‪ ،‬واالرتقاء بخدمات القطاع ال�سياحي يف جماالته املختلفة‪،‬‬
‫أ�علنت وزارة ال�سياحة ر�صد عدد من اجلوائز الت�شجيعية ملختلف املبادرات والن�شاطات املرتبطة مبجال تنمية القطاع ال�سياحي يف خمتلف اجتاهاته‪.‬‬
‫و�شملت املجاالت املعلنة ر�صد مبلغ مليون ريال ألف�ضل منتج حريف تنتجه جمعية من اجلمعيات الن�سوية احلرفية‪ ،‬بحيث تنح�صر املناف�سة على ‪ 13‬جمعية‬
‫ن�سوية‪ ،‬فيما يتم ت�سليم اجلائزة يف مهرجان �صيف �صنعاء املقبل‪ .‬كما أ�علنت وزارة ال�سياحة جائزة ألف�ضل �سائق تاك�سي �سياحي للعام ‪ .2008‬ومن امل ؤ� َّمل أ�ن‬
‫يت�سع نطاق جماالت اجلوائز التي تدر�س الوزارة حاليا �إمكانية منحها كجوائز �سنوية ت�شجيعية‪ ،‬لت�شمل املجاالت ا إلبداعية والن�شاطات ا إلن�سانية‪ ،‬مثل منح‬
‫جوائز أالف�ضلية‪ :‬ألف�ضل �شخ�صية �سياحية‪� ،‬صورة �سياحية‪ ،‬مر�شد �سياحي‪ ،‬حريف‪ ،‬مطعم‪ ،‬وجهة �سياحية �سواء كانت مدينة أ�م مزارا أ�م حيا‪ .‬كما يتوقع أ�ن‬
‫ت�شمل أ�ف�ضل من� أش�ة �سياحية وجماالت أ�خرى متعددة ذات �صلة بالعمل ال�سياحي‪ُ .‬يذكر أ�ن اجلمعيات الن�سوية احلرفية املنح�صرة املناف�سة فيما بينها على‬
‫جائزة أ�ف�ضل منتج حريف‪ ،‬هي جمعيات‪� :‬صنعاء االجتماعية التنموية‪ ،‬الرباءة اخلريية‪� ،‬سام الن�سوية‪ ،‬الوجدان للتنمية وت أ�هيل الطفل أ‬
‫وال�سرة‪ ،‬ال�شروق‬
‫للتنمية‪ ،‬املعارف للت أ�هيل والتدريب الن�سوي‪ ،‬ا إلرادة لتنمية املر أ�ة‪ ،‬ال�ضياء اخلريية االجتماعية‪ ،‬ابن الهيثم اخلريية لتنمية أال�سرة‪ ،‬املر أ�ة للتنمية والتطوير‬
‫الن�سوي‪ ،‬النخيل االجتماعية اخلريية؛ �إ�ضافة �إىل م ؤ��س�ستي بيتنا للرتاث والتنمية‪ ،‬وريدان الندية للرتاث والتنمية‪.‬‬
‫ت���دش���ي���ن م���ش���روع‬
‫الخارطــــة السياحية‬
‫للجمهوريـة اليمنية‬
‫ال�سياحة «خا�ص»‬
‫د�شن وزير ال�سياحة نبيل ح�سن الفقيه م�شروع‬
‫اخلارطة ال�سياحية للجمهورية اليمنية يف م�شروع‬
‫يعد االول من نوعه �ضمن م�ساعي وزارة ال�سياحة‬
‫الهادفة �إىل االرتقاء بالقاعدة املعلوماتية ال�سياحية‬
‫لليمن و�إحاطة الزائر لليمن بجميع البيانات املت�صلة‬
‫بالقطاع ال�سياحي‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫السياحة في ستون يومًا‬
‫اليمن يستعد‬
‫الستضافه الملتقى‬
‫االستثماري السياحي‬
‫العربي ‪ 2010‬م‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫ي�ستعد اليمن ال�ست�ضافة �إعمال امللتقى اال�ستثماري‬
‫ال�سياحي للعام‪2010‬م مب�شاركة عدد من وزراء‬
‫ال�سياحة العرب وعدد من املنظمات ا إلقليمية والدولية‬
‫املتخ�ص�صة ‪ ،‬وكذلك رجال املال أ‬
‫والعمال امل�ستثمرين‬
‫يف املجال ال�سياحي‪ .‬وا�ست�ضافه اليمن للملتقى ت أ�تي‬
‫ك أ�حد خمرجات�إ�سرتاتيجية ال�سياحة العربية وقمة‬
‫دم�شق الع�شرين فيما يهدف امللتقى �إىل تعزيز و تفعيل‬
‫وزيادة اال�ستثمارات مابني الدول العربية و�إبراز الفر�ص‬
‫اال�ستثمارية املتاحة يف الدول العربية‪.‬‬
‫تزايد الدعوات المؤيدة لتأجيل موسم‬
‫العمرة تفاديا النتشار أنفلونزا الخنازير‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫تتزايد الدعوات امل ؤ�يدة لدعوة وزير ال�صحة امل�صري ب� أش�ن ت أ�جيل العمرة ملدة أ��سبوعني تفاديا النت�شار‬
‫وباء أ�نفلونزا اخلنازير و�سط ات�ساع انت�شار املر�ض حول العامل و�إعالن منظمة ال�صحة العاملية ت�سجيل‬
‫‪ 1000‬حالة م�صابة يف ح�صيلة جديدة‪.‬‬
‫وكان مفتي دبي الدكتور أ�حمد عبد العزيز احلداد قال ‪:‬يجوز ت أ�جيل العمرة �شرعا وعقال اتقاء للوباء‬
‫فيما نقلت العديد من املواقع ا إلخبارية فتوي عن ال�شيخ علي أ�بو احل�سن أ�مني عام م�ساعد جممع‬
‫البحوث ا إل�سالمية بجواز ت أ�جيل العمرة‪.‬‬
‫تدشين برنامج دورات تأهيلية الكثر‬
‫من ‪ 400‬كادر سياحي في مختلف المجاالت‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫ال�سياحة ‪:‬ا�ستفاد أ�كرث من ‪ 400‬كادر �سياحي يف‬
‫خمتلف املجاالت ال�سياحية من برنامج الدورات‬
‫الت أ�هيلية املكثفة الذي د�شنته وزارة ال�سياحة‬
‫منت�صف مايو اجلاري �ضمن برناجمها‬
‫الت أ�هيلي للعام ‪2009‬م‪.‬‬
‫أ‬
‫ي�شمل برنامج الدورات الت�هيلية‬
‫دورات تدريبية ل�سائقي املركبات‬
‫ال�سياحية يف جماالت أ‬
‫الداء املتميز‬
‫‪12‬‬
‫للخدمة ‪ ،‬باال�ضافة �إىل دورات تدريبية‬
‫لوحدة امن ال�سياحة ‪ ‬يف جمال‬
‫التعامل مع اجلمهور ‪ ، ‬ودورة متقدمة يف‬
‫جمال االر�شاد ال�سياحي لعدد من املر�شدين‬
‫ال�سياحيني ‪ ‬ودورة يف جمال الت�سويق‬
‫ال�سياحي ‪ ‬ملوظفي الوكاالت والفنادق ‪،‬‬
‫باال�ضافة ايل تدريب نوعي ملوظفي وزارة‬
‫ال�سياحة يف جمال احلا�سوب واعداد وكتابة‬
‫السياحة تحيي‬
‫مهرجان تريم‬
‫للسياحة والتراث‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫حتيي وزارة ال�سياحة بالتعاون مع جمل�س‬
‫الرتويج ال�سياحي وجمعية ترمي للرتاث‬
‫مهرجان ترمي لل�سياحة والرتاث املقرر‬
‫�إقامته يف مدينة ترمي بالتزامن مع‬
‫احتفاالت �شعبنا بالعيد التا�سع ع�شر‬
‫للجمهورية اليمنية ‪.‬‬
‫ويت�ضمن املهرجان فعاليات ثقافية وتراثية‬
‫و�سياحية وترفيهية والعاب �شعبية متنوعة‬
‫كرق�صة «ال�شبواين» ال�شهرية‪.‬‬
‫المؤتمر العربي الثاني للسياحة الشبابية‬
‫يعقد في بيروت في ‪ 22‬الجاري‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫حتت�ضن العا�صمة اللبنانية بريوت اعمال امل ؤ�متر‬
‫العربي الثاين لل�سياحة ال�شبابية الذي ينظمه‬
‫االحتاد اللبناين لبيوت ال�شباب وي�ستمر حتى نهاية‬
‫مايو اجلاري مب�شاركة وزارات ال�شباب والريا�ضة‬
‫وال�سياحة والرتبية والبيئة واجلمعيات ال�شبابية‬
‫وامل ؤ��س�سات ال�سياحية والت�سويقية و�سواها‪.‬‬
‫ويهدف امل ؤ�متر �إىل و�ضع �سيا�سة عربية �شاملة‬
‫للفادة من أالبعاد ال�سياحية والبيئية واالجتماعية‬
‫إ‬
‫والقومية لفكرة بيوت ال�شباب يف الوطن العربي‬
‫والبحث فى �سبل تعميم هذه الثقافة املتقدمة جدا‬
‫يف خمتلف أ�نحاء العامل كما اىل تعزيز مبادئ‬
‫التنمية امل�ستدامة يف قطاع ال�سياحة عامة وال�سياحة‬
‫ال�شبابية خا�صة‪.‬‬
‫‪ 189‬مليار دوالر دخل‬
‫االقتصاد العربي من‬
‫السياحة عام ‪2016‬‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫توقع خرباء أ�ن يرفد قطاع ال�سياحة يف ال�شرق‬
‫أالو�سط اقت�صاديات الدول العربية بعوائد‬
‫ت�صل �إىل ‪ 189‬مليار دوالر بنهاية العام ‪2016‬‬
‫أ�ي ما يعادل ‪ 10‬باملائة من �إجمايل الدخل‬
‫القومي لهذه الدول ‪.‬‬
‫و أ�كد رئي�س م ؤ��س�سة مطارات دبي ال�شيخ‬
‫احمد بن �سعيد �آل مكتوم خالل افتتاح‬
‫فعاليات ملتقى ال�شرق أالو�سط ل�سياحة ذوي‬
‫االحتياجات الذي عقد للمرة أالوىل بدبي‬
‫وانطلق اخلمي�س ‪ 14‬مايو اجلاري يف دورته‬
‫اخلام�سة‪ ،‬أ�ن اعتماد خيار قطاع ال�سياحة‬
‫ك أ�حد الركائز أال�سا�سية للناجت ا إلجمايل‬
‫للدول العربية‪ ،‬يحتم و�ضع ا�سرتاتيجيات‬
‫ت�ستهدف يف نهاية املطاف االرتقاء الدائم‬
‫باخلدمات التي تقدمها املرافق ذات ال�صلة‬
‫بالقطاع ال�سياحي‪.‬‬
‫وقال‪« :‬لقد جنح امللتقى طوال ال�سنوات أالربع‬
‫املا�ضية يف �إلقاء ال�ضوء على حجم الفر�ص‬
‫املهدورة التي تخ�سرها �صناعة ال�سياحة‬
‫العربية نتيجة عزوف عدد كبري من ال�سياح‬
‫على امل�ستويني ا إلقليمي والعاملي من ذوي‬
‫االحتياجات الذين ي�صل عددهم �إىل نحو ‪750‬‬
‫مليون ن�سمة‪ ،‬عن القدوم �إىل ال�شرق أالو�سط‬
‫ب�سبب عدم توفر الت�سهيالت واخلدمات‬
‫الكافية التي تنا�سب احتياجاتهم وتف�ضيل‬
‫وجهات اخرى»‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫السياحة في ستون يومًا‬
‫اليمن ينتهي‬
‫من إنشاء أكبر‬
‫متحف للعمالت‬
‫والمسكوكات‬
‫النقدية اليمنية‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫حدد م�سئولون يف البنك املركزي اليمني‬
‫نهاية العام اجلاري الفتتاح أ�ول متحف‬
‫خا�ص بالنقود وامل�سكوكات اليمنية القدمية‪،‬‬
‫بالبنك املركزي اليمني‪ ،‬والتي جرى تداولها‬
‫على مدى أ�كرث من ثالثة �آالف عام من تاريخ‬
‫البالد‪.‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫وي�ضم املتحف ت�سعة �ق�سام‪ ،‬تبد� بالعمالت‬
‫املتداولة يف اليمن منذ عهود املمالك اليمنية‬
‫وحمي وقتبان ومعني وغريها من‬
‫ك�سب أ�‬
‫رَ‬
‫املمالك التي �سادت قبل امليالد‪ ،‬مرور ًا بالنقود‬
‫وامل�سكوكات ا إل�سالمية‪ ،‬التي تعود �إىل ع�صر‬
‫الدولة العبا�سية وما تالها‪ ،‬وانتهاء بالعمالت‬
‫املتداولة أ�ثناء فرتة الوجود العثماين يف اليمن‬
‫(بدايات القرن ال�ساد�س ع�شر امليالدي)‬
‫والعمالت التي ظهرت يف الع�صور احلديثة‪.‬‬
‫وح�سب أ�حمد عبد الرحمن ال�سماوي‪،‬‬
‫حمافظ البنك املركزي اليمني‪ ،‬ف�إن املتحف‬
‫ي�شكل مرجعية وثائقية وتاريخية‪ ،‬تعك�س‬
‫خمتلف التطورات االقت�صادية واملالية التي‬
‫مرت بها البالد يف خمتلف احلقب والع�صور‬
‫التاريخية‪ ،‬معتربا هذا املتحف أ�كرب متحف‬
‫متخ�ص�ص على م�ستوى الوطن العربي‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ 18‬مليار دوالر سنويا عائدات السياحة‬
‫الدينية في الشرق األوسط‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫ال�سياحة ‪:‬قدر خرباء يف ال� ؤش�ون ال�سياحية حجم‬
‫عائدات قطاع ال�سياحة الدينية يف ال�شرق أالو�سط‬
‫بنحو ‪ 18‬مليار دوالر �سنويا يف وقت تلقي فيه تداعيات‬
‫أالزمة املالية العاملية بظاللها على ال�سياحة الدولية‬
‫‪ .‬وذكر مدير الهيئة العاملية لل�سياحة الدينية كيفني‬
‫رايت ان ال�شرق االو�سط يرتبع على قائمة ا�شهر‬
‫املناطق التي يتوافد �إليها الزوار بغر�ض زيارة‬
‫االماكن املقد�سة‪ ..‬الفتا يف ذات ال�صدد �إىل دور‬
‫ال�سياحة الدينية يف رفع معدل منو قطاع ال�سياحة‬
‫والذي يقدر بنحو ‪ 11‬باملائة �سنويا‪.‬‬
‫يذكر أ�ن اململكة العربية ال�سعودية ال�شقيقة حتظى‬
‫مبكانة بارزة يف قطاع ال�سياحة الدينية حيث يقدر‬
‫عدد زوارها خالل مو�سمي احلج والعمرة ب أ�كرث‬
‫من ‪ 6‬ماليني زائر �سنويا ‪.‬‬
‫على طريق «تريم»‬
‫عاصمة للثقافة‬
‫االسالمية‪2010‬م‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫اختارت املنظمة ا إل�سالمية للرتبية والثقافة‬
‫والعلوم االي�سي�سكوا ‪ ‬مدينة ترميعا�صمة للثقافة‬
‫ا إل�سالمية لعام ‪2010‬م من بني عدة مدن تنفيذا‬
‫لقرارات امل ؤ�متر ا إل�سالمي الرابع لوزراء الثقافة‬
‫يف بلدان العامل ا إل�سالمي‪ .‬وكان جمل�س الوزراء‬
‫يف اليمن �شكل ‪ ‬جلنة إلقرار ال�سيا�سة العامة‬
‫لتنفيذ أ�هداف «ترمي» عا�صمة للثقافة ا إل�سالمية‬
‫"‪2010‬م و اخلطط اخلا�صة بهذه الفعالية التي ت أ�تي‬
‫لالحتفاء بالدور التاريخي املتميز لهذه املدينة‬
‫واحلفاظ على هويتها الثقافيةالعربية وا إل�سالمية‪.‬‬
‫مشاركة يمنية فاعلة في أعمال المؤتمر‬
‫الدولي الثالث للسياحة االسالمية‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫تركزت م�شاركة اليمن يف �إعمال امل ؤ�متر الدويل الثالث لل�سياحة ا إل�سالمية(احلج والعمرة)‬
‫الذي احت�ضنته العا�صمة املاليزية كواالملبور منت�صف مايو اجلاري على التعريف بخ�صائ�ص‬
‫املنتج ال�سياحي اليمني‪ ،‬و أ�همية اليمن على اخلارطة ال�سياحية الدولية‪ ،‬باعتباره أ�حد‬
‫أ�هم الوجهات ال�سياحية التي تقدم أ��شكاال من منتجات ال�سياحة الدينية وامل�ستهدفة من‬
‫قبل ال�سوق ال�سياحية أال�سيوية‪.‬‬
‫اليمن يستضيف‬
‫االجتماع ‪34‬‬
‫لمجموعة الشرق‬
‫األوسط ويوم‬
‫السياحة العالمي‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫أ�قرت منظمة ال�سياحة العاملية ا�ست�ضافة اليمن‬
‫لالجتماع الـ‪ 34‬للجنة ال�شرق أالو�سط مبنظمة‬
‫ال�سياحة العاملية وكذلك يوم ال�سياحة العاملي‪.‬‬
‫و أ�علنت اللجنة يف ختام اجتماعاتها‪ ،‬أ�واخر ال�شهر‬
‫املا�ضي بالدوحة �إطالق مبادرة هامة ال�ست�ضافة‬
‫فعاليات للتدريب والتعليم ال�سياحي بالتعاون مع‬
‫منظمة ال�سياحة العاملية بحيث ت�صبح الدوحة‬
‫مركزا �إقليميا للتدريب يف املنطقة‪.‬‬
‫اليمن يدعو البلدان‬
‫العربية إلى مزيد من‬
‫التعاون السياحي‬
‫«ال�سياحة» خا�ص‬
‫ال�سياحة‪ :‬دعا اليمن يف ختام فعاليات أال�سبوع اليمني‬
‫لل�سياحة والرتاث» بريوت منت�صف مايو اجلاري‬
‫البلدان العربية �إىل مزيد من التعاون ال�سياحي فيما‬
‫بينها مبا ميكنها من تعزيز اقت�صادياتها ومواجهة‬
‫التحديات الراهنة يف عامل الكيانات والتكتالت‬
‫االقت�صادية العمالقة‪.‬‬
‫وكانت دعوة اليمن البلدان العربية ملزيد من التعاون‬
‫ال�سياحي فيما بينها جاءت على ل�سان �سفري اليمن‬
‫يف بريوت في�صل أ�مني أ�بو را�س يف كلمته بختام‬
‫الفعاليات التي توجت با�ستعرا�ض فلكوري �شعبي‬
‫ت�ضمن عدد من أ�نواع الرق�صات ال�شعبية اليمنية‬
‫ومعر�ض �صور ومنتوجات حرفية وجموهرات تراثية‬
‫وحفل ع�شاء أ�قامته ال�سفارة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫عاشقـــون‬
‫يقتني ارخص‬
‫وأثمن المقتنيات‬
‫عبد الرحمن الشهاري‬
‫لـ(السياحة)‪:‬‬
‫أنا مولع بثقافة التسوق واالقتناء‬
‫منذ نعومة أ�ظافرة ورغبة جاحمة يف نف�سه جعلته كما جتعله يف كثري من أالحيان ‪،‬ي ؤ�ثر االقتناء على قوت يومه‬
‫ال�ضروري‪ ،‬حتى بات االقتناء جزء ال يتجز أ� من روتني يومه احلافل با إل�سفار وامتالك اجلديد مما مل يعد ميتلك‬
‫أ�مامه القدرة على املقاومة وال�سيطرة على النف�س‪..‬هذا هو عبد الرحمن ال�شهاري(‪ 55‬عاما) م�ستودع لزجاجات‬
‫العطر املليئة والفارغة ‪� ،‬ساعات اليد أ�رخ�صها و أ�ثمنها‪ ،‬أ�جهزة الراديو وااللكرتونيات أ�قدمها و أ�حدثها ‪ ،‬قطع ال�سالح‬
‫أالبي�ض منها (اجلنابي) وا آليل‪ ،‬أالحجار الكرمية (العقيق اليماين) أ��صغرها و أ�كربها ‪ ،‬اخلوامت الف�ضية أ‬
‫والقالم‬
‫الرديء منها والفاخر ‪ ،‬امل�سابح أ�ب�سطها و أ�جملها‪ ..‬جمع كل ما جمعة على مدى تاريخ حياته الطويل‪ ،‬و أ��صبحت‬
‫املح�صلة ثروة هائلة من املقتنيات هي من اغلي ما يتملكه يف هذا الوجود‪ .‬أ�ت�صلنا به غري مرة متهيدا ال قناعة ب�إجراء‬
‫هذا احلوار‪ ،‬وكان يف كل مرة‪ ،‬أ�ما يبدى ترددا وعدم اقتناعا بالفكرة‪ ،‬أ�و ي�ضحك يف وجهنا تاركا املوعد للظروف‬
‫وال�صدفة لتحدده‪ ..‬لكن بعد أ�ن فاج أ�ناه بزيارة خاطفة يف �إجازة نهاية أال�سبوع مبنزله �آمن أ‬
‫بالمر الواقع ‪ ،‬و أ�خذ‬
‫يك�شف لنا حمتويات غرفة نومه غري املرتبة من مقتنيات ال ح�صر لها‪ ..‬املجموعة تلو أالخرى‪ ،‬ويف كل مرة كانت‬
‫ابت�سامة «الرتحيب» التي تعلوا حمياه ت�شي لنا مبا يردده ل�سان حاله وهو يقول‪ »:‬من أ�ين نزلتم علي يف هذه ال�ساعة‬
‫«‪� ..‬إىل ن�ص احلوار‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪17‬‬
‫عاشقـــون‬
‫عاشقـــون‬
‫ياترى ما �سر اقتنائك ملثل هذه أال�شياء ؟‬
‫طبعا أ�نا يل عقلية ت�صورية تتوق �إىل كل جديد و�إىل كل‬
‫مبتكر ‪ ،‬فمثال بالن�سبة الهتمامي بالراديو هات بالذات‬
‫وتعددها كما هو وا�ضح ح�سب �إيقاع اجلديد ‪ ،‬ف أ�ن مردة‬
‫�إىل أ�ن الراديو بالن�سبة يل كانت أ�ول نافذة و أ�ول و�سيلة‬
‫نطل بها على العامل اخلارجي ‪ ،‬وعلى ما اذكر يف عام‬
‫‪ 1956‬أ�يام العدوان الثالثي على م�صر وجدت راديو مع‬
‫احد أ�بناء املنطقة يف �شهاره – أ�حد املدن التاريخية‬
‫مبحافظة حجة اليمنية (‪130‬كم ) تقريبا عن العا�صمة‬
‫�صنعاء‪ -‬وكان وجودها مثل ال�صاعقة ‪ ،‬إلثارته تعجب‬
‫وا�ستغراب النا�س ‪� ،‬إذ كيف ن�سمع �صوت �إن�سان‬
‫ومو�سيقى من �صندوق �صغري كهذا (الراديو)بحجم‬
‫ال�صندوق ومل تكن مبا هي عليه اليوم‬
‫كنا بحق نبحث عن من يتكلم داخل هذا ال�صندوق‬
‫ومتى �سيظهر ‪ ،‬و أ��سئلة كثرية ‪ ،‬كان مثل هذا االخرتاع‬
‫يف ذلك الوقت ‪ ،‬ويف ظل اجلهل ال�سائد حينها يثري‬
‫الكثري من الت�سا ؤ�الت لدى النا�س الذين كانوا يتوقعون‬
‫ظهور املتحدث فيه من اي الزوايا ويف أ�ي وقت‪.‬‬
‫وطبعا مع مالحظة ان وجود العامل اخلارجي كان‬
‫بالن�سبة لدى النا�س يف ذلك الوقت �شيئا م�ستحيل أ�ن‬
‫�صح التعبري والعقليات كانت حم�صورة جدا ‪ ،‬وفهمنا‬
‫للكرة االر�ضية انها هي القرية ال�صغرية التي كنا نعي�ش‬
‫فيها ‪ ،‬وما امتد على مرئ الب�صر‪ ،‬لدرجة ان النا�س مل‬
‫‪18‬‬
‫يكونوا ي�صدقوا ان هناك بلدان اخرى حتى ولو �سمعوا‬
‫بذلك ‪.‬‬
‫متتلك اليوم هذا الكم من الراديو هات ‪ ،‬هل نعترب أ�ن‬
‫اقتناءك لها جاء نتيجة تعوي�ض حلرمان ما ؟‬
‫نعم جوانب احلرمان كانت كثرية جتعل من ا إلن�سان‬
‫يتوق القتناء ما ميتلكه ا آلخرون ‪ ،‬ومبجرد ما توفرت‬
‫ا إلمكانيات اقتنيت ما ارغب فيه ‪ ،‬لكن احلرمان مل يكن‬
‫وحدة الذي جعلني أ�قتني الراديو فح�سب ‪ ،‬بل أ�ن حب‬
‫االطالع ملا هو جديد يف عامل الراديو هات هو أ�ي�ضا ما‬
‫قادين �إىل م�سايرة كل ما هو جديد وخمرتع يف هذا‬
‫العامل القتنيته ‪ ،‬حبا و�إ�شباعا لرغبة قدمية ‪.‬‬
‫لكن ياترى ما �سبب اقتناء كل هذه املقتنيات دون‬
‫غريها؟ وما �سر اقتنائك لل�سالح أالبي�ض بالذات؟‬
‫بالن�سبة لل�سالح أ�نا كنت �ضد اقتنائه بالذات ‪ ،‬لكن‬
‫اكت�شفت انه لي�س هناك أ�ي مانع من اقتنائه ب�شرط‬
‫أ�ن يكون لل�ضرورة وعدم توجيهه �ضد بع�ضنا البع�ض‬
‫داخل املجتمع ‪ ،‬و�إمنا يكون معدا للدفاع عن النف�س‬
‫وخا�صة �ضد العدو اخلارجي ‪ ،‬واقتناء «اجلنبية»(ر ؤ�و�س‬
‫اخلناجر التقليدية اليمنية) كما تعرف يعد جزء مهم‬
‫ومكمل ل�شخ�صية الرجل يف املجتمع اليمني‪.‬‬
‫قلت أ�ن اقتناء ال�سالح �ضد العدو اخلارجي هل معنى‬
‫ذلك انك تقتني أ��سلحة من نوعا اخر ؟‬
‫نعم اقتني �سالح امل�سد�س و�آال يل كما هو متوفر لدى‬
‫النا�س جميعا هنا ‪ ،‬أ�ما بالن�سبة لبقية املقتنيات‬
‫كال�ساعات مثال ‪ ،‬فداللة اقتناءها تعود ل�سببني رئي�سيني‬
‫أ�وال الت أ�كيد على أ�همية الوقت والزمن هذان العامالن‬
‫اللذان مل نكن نفكر بهما قدميا نهائيا ‪ ،‬ومل ندرك‬
‫قيمتهما رمبا �إال بعد االنفتاح والتطور املوجود اليوم‬
‫‪ ،‬وال�سبب الثاين هو الرغبة يف اقتناء اجلديد من‬
‫املخرتعات يف عامل ال�ساعات املتطور والذي ي�شدين‬
‫دائما القتناء ما هو جميل وجديد منها وال يهمني يف‬
‫املقتنيات عموما القيمة املادية ‪ ،‬املهم يف املقتني أ�ن‬
‫يكون ذو ذوق وجمال‪.‬‬
‫ملاذا ؟ وماهي الغاية من االحتفاظ بزجاجات العطر‬
‫الفارغة؟‬
‫أ‬
‫أ‬
‫احلقيقة �نا ال اقدر ال�شياء من منطلق ثمنها وقيمتها‬
‫و�إمنا من منطلق جمايل وذوقي ‪ ،‬واالحتفاظ بزجاجات‬
‫العطر الفارغة تلبية لنزعة االحتفاظ أ‬
‫بال�شياء‪،‬‬
‫واالحتفاظ بذكرى كل عطر‪.‬‬
‫�إىل أ�ي مدى ا�ستطعت أ�ن تلبي رغبتك؟‬
‫بالن�سبة لرغبتي م�ستمرة هي ت�ساير كل جديد وال‬
‫تتوقف عند حد ‪.‬‬
‫كيف تنظر �إىل ما اقتنيته هل ميثل ثروة بالن�سبة لك‬
‫‪ ،‬أ�م ال تعدو كونه �شيء غريب ؟‬
‫أ�نا ال اعتربها ثروة وال �شيئا غريبا ‪ ،‬بقدر ما هي هواية‬
‫إل�شباع رغبة �شخ�صية ‪.‬‬
‫لكن قبل أ�ن ا�ضغط على �شريط الت�سجيل و�صفت يل‬
‫حالتك بالقول‪ :‬أ�نها حالة عبثية أ�و هو�س مبعنى ا�صح؟‬
‫(�ضحك)‪ ..‬هي بالفعل عبثية الن فيها �إ�سراف باملال‬
‫وبع�ض أالوقات أ�قدمها على ال�ضروريات (القوت‬
‫ال�ضروري)‪ ،‬وحالتي قد ت�شبه يف هذا على �سبيل املثال‬
‫من يقدمون القات على القوت ال�ضروري‪.‬‬
‫ا�ستغرب رغم ما تقتنيه من �ساعات خلو يدك من �يأ‬
‫واحدة منها؟‬
‫اعترب نف�سي من النوعية التي حتافظ على ال�شيء وعدم‬
‫وجود ال�ساعة يف يدي فال�سبب ألنني أ�الن يف حالة و�ضوء‬
‫لهذا ال ادع ال�ساعة تبتل باملاء من باب املحافظة عليها‪.‬‬
‫هل معنى هذا أ�ن �ساعاتك من النوع الرديء مثال ؟ ام‬
‫انك ال تثق يف ال�ساعات املقاومة للماء؟‬
‫لي�س هذا هو املعنى ‪ ،‬أ�نا أ�ثق يف كل ما يقولون من �نأ‬
‫هناك الكثري من ال�ساعات تت�صف مبقاومتها للماء أ�و‬
‫ال�صد أ� ولكن لي�س كل الثقة ‪ ،‬الن املاء عامل م ؤ�ثر مهما‬
‫كانت مقاومة ال�ساعة له‪ ،‬وقاعدتي هي ‪:‬حافظ على‬
‫ال�شيء يدوم‪.‬‬
‫ماذا عن بلدان و أ�ماكن هذه املقتنيات ؟وهل من فوائد‬
‫أ�خرى حتققت لك ؟‬
‫الفائدة �إىل جانب �إ�شباع الرغبة ‪ ،‬هي املعرفة بجميع‬
‫أ��صحاب املعار�ض اخلا�صة ببيع مثل هذه املقتنيات التي‬
‫اجمعها فهم يعرفون أ�نني من النوع املغامر‪ ،‬مبعنى أ�نني‬
‫زبون �شراء ‪ ،‬ولي�ست زبون � ؤس�ال ‪ ،‬لهذا الكل أ��صبحوا‬
‫مثل أال�صحاب الذين جتمعني بهم الثقة املتبادلة‬
‫وامل�صداقية يف وجود اجلديد ‪ ،‬ف�ضال عن أ�ن هذا جعل‬
‫يل مكانة خا�صة لديهم حيث تتم مراعاتي مراعاة‬
‫خا�صة بالن�سبة لل�سعر‪.‬‬
‫أ�ما عن أ�ماكن هذه املقتنيات ف أ�ن معظمها يف الواقع من‬
‫ال�سوق املحلية ‪ ،‬وال�سبب يعود لتمتعها باجلمال أ‬
‫وال�سعار‬
‫املعقولة واملنا�سبة مقارنة مبا هو موجود يف اخلارج‪،‬‬
‫ولهذا اعتقد من خربتي واطالعي أ�ن �سوقنا املحلية‬
‫مغرية ‪ ،‬وطبعا هناك أ��شياء أ�خرى اقتنيتها من اخلارج‪.‬‬
‫�إىل أ�ي مدى تهوى الت�سوق؟‬
‫أ�هوى الت�سوق واقتناء اجلديد �إىل حد اجلنون‬
‫هل الت�سوق وبالتايل اقتناء مثل هذه املقتنيات هروب‬
‫من جمال�س القات ؟‬
‫بالن�سبة ملجال�س القات انا اجل�س مع النا�س و ال افر من‬
‫احد وعلى العك�س عالقاتي االجتماعية بالنا�س كبرية‬
‫جدا ولدي عالقات وا�سعة ‪.‬‬
‫ما ر أ�يك يف القول أ�ن مثل هذه املقتنيات مدعاة‬
‫للمباهاة ؟‬
‫مل اعر�ض ما ا�شرتيه وما اقتنيه على احد من قبل‪ ،‬فهي‬
‫اقتناء �شخ�صي كما قلت ‪.‬‬
‫لكن حملك أ�و ارتدائك لبع�ض هذه املقتنيات �إال يثري‬
‫�إعجاب أ��صدقاءك وبالتايل تبيعهم �إياها؟‬
‫فعال ما اقتنيته من اخلارج حاز على �إعجاب زمالء‬
‫أ�عزهم ‪ ،‬وقد وهبتهم أ�كرثها هبة ال بيعا ‪ ..‬أ�نا ال أ�بيع‬
‫مقتنياتي أ�بدا‪ ،‬و�إمنا �إذا ما أ�عجب احد الزمالء فال‬
‫أ�تردد يف �إهدائه �إياه مهما بلغ ثمنها ‪.‬‬
‫يا ترى ما موقف زوجتك و أ�بنائك من حبك و�شغفك‬
‫القتناء هذه اال�شياء؟‬
‫رغبتي هذه معروفة لدى اجلميع ‪ ،‬طبعا أ�نا ا�شرتي‬
‫يل أ‬
‫وللوالد ‪ ،‬فرغبتي هذه يف اقتناء أال�شياء تكاد‬
‫تكون م�شرتكة وغري مقت�صرة على �شخ�صي ‪،‬فمتى ما‬
‫ا�ستهواين �شيء ما الي �شخ�ص من افراد عائلتي ا�شرتيه‬
‫على الفور وبدون أ�ي تردد‪ ،‬حيث اقتني لهم كل ما هو‬
‫جديد ولذا هي رغبة تعود بالفائدة رمبا على اجلميع‪.‬‬
‫ويف الواقع امام رغبتي اجلاحمة جتدين أ�ت�صرف‬
‫ت�صرف فردي ‪ ،‬وال احد ي�ستطيع الوقوف امامها ‪ ،‬حتى‬
‫أ�نني أ�رف�ض أ�ي نقا�ش يف هذا املو�ضوع متاما ‪.‬‬
‫اال ترى انك ظامل يف هذا؟‬
‫واهلل انا ظامل لنف�سي‪(.‬ي�ضحك)‬
‫طيب هل نفهم من كالمك انه ال دخل لذوق زوجتك‬
‫و أ�والدك فيما تقتنيه �سواء كان يخ�صك أ�و يخ�صهم ؟‬
‫يف الواقع أ�نا قليل امل�صاحبة لزوجتي و أ�والدي يف أ�ماكن‬
‫الت�سوق ‪ ،‬وما يريدونه يطلبونه مني وانا أ�قوم ب�شرائه‬
‫وهم يثقون يف ذوقي ‪.‬‬
‫ما هي املواقف الطريفة التي تتذكرها من رحلة‬
‫اقتنائك الطويلة؟‬
‫أ‬
‫هناك مواقف كثرية ال �تذكرها ‪ ،‬لكن اذكر منها‬
‫كيف أ�نني كنت أ�حتول يف كثري من املرات �إىل �شخ�صا‬
‫متطفال على العامل امل�شتغل يف �صقل وت�شكيل أالحجار‬
‫الكرمية مع ان ذلك لي�س من طباعي‪ ،‬حيث ا�ضطر كلما‬
‫اذهب القتناء احد أالحجار للبقاء مع العامل حتى بعد‬
‫لل�شراف‬
‫منت�صف الليل وم�شاركته وجباته ال ل�شيء �إال إ‬
‫املبا�شر على خروج احلجر الكرمي(الف�ص) بالطريقة‬
‫وال�شكل الذي يتنا�سب مع ذائقتي اخلا�صة ‪ ،‬وذلك رغم‬
‫ما يثريه هذا من حالة امتعا�ض لدى العامل ‪ ،‬وقلق‬
‫أ��سرتي ورمبا ال�شك من ت أ�خري غري املعتاد �إىل �إن�صاف‬
‫الليايل ‪.‬‬
‫هل من هوايات أ�خرى غري جمع هذه املقتنيات‬
‫ت�ستهويك ؟‬
‫انا اهوى الر�سم ‪ ،‬والرتحال لهذا كنت اول من يرحل‬
‫من قريتي ال�صغرية باجتاه املدينة �صنعاء العا�صمة‬
‫وقد �سافرت معظم بلدان العامل عدى ال�صني وتايالند‬
‫وا�سرتاليا وال�سويد فقط‪.‬‬
‫ماهو البلدان التي أ�عجبتك ومتنيت اال�ستقرار فيها ؟‬
‫وهل نفهم ان زياراتك �شملت حتى �إ�سرائيل ؟‬
‫هواية الرتحال هي رغبة تتوقف عندي مبجرد الو�صل‬
‫للمكان واكت�شافه ‪ ،‬و أ�كرث بلد أ�عجبني طبيعة و�إن�سانا‬
‫وتركيبة اجتماعية تقوم على عدم التفرقة العن�صرية‬
‫هو االحتاد ال�سوفيتي �سابقا ‪ ،‬ومع ذلك �صدقني �إنني مل‬
‫ارغب يف العي�ش يف أ�ي بلد من هذه البلدان غري بلدي‪،‬‬
‫�إما عن �إ�سرائيل فهي م�ستبعدة من الذهن متاما ومل‬
‫أ�زرها ‪ ،‬لكني زرت القد�س يف املنام ‪ ،‬ور أ�يت يف املنام‬
‫بوابة بيت املقد�س وو�صفتها ألحد الفل�سطينيني فقال‪»:‬‬
‫واهلل أ�نها كما و�صفت»‪ ، .‬غري �إنني منعت من دخول‬
‫بيت املقد�س من قبل اجلنود ا إل�سرائيليني الذين كانوا‬
‫يقولون ‪»:‬كل النا�س يدخلون �إال أ�نت «‪ .‬فا�ستيقظت‪.‬‬
‫�إال تعتقد أ�ن هذا احللم ترجمة لرغبة قدمية يف‬
‫العقل الباطن لديك؟ وهل يا ترى تتمنى زيارتها؟‬
‫رمبا هو كذلك بعد حتريرها �إن�شاء اهلل‬
‫أ�خريا ياترى ماهي أ�خر �شيء اقتنيته من بني هذه‬
‫املقتنيات؟‬
‫أ�خر �شيء هو كامريا فيديو اقتنيتها من ال�سعودية عندما‬
‫ذهبت ألداء فري�ضة العمرة بعد عودتي من أ�مريكا‬
‫م ؤ�خرا ‪ ،‬وقد �شدين ثمنها املنا�سب مقارنه بقيمتها‬
‫يف أ�مريكا وهي من املقتنيات ال�ضرورية لال�ستخدام‬
‫واالحتياج العائلي ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫مرافـــــئ‬
‫وطن‪ ..‬ال نعرفه!‬
‫ال ميكن أ�ن ت�سجل ال�سياحة الداخلية يف اليمن تقدما يذكر طاملا‬
‫والقات هو املهيمن على حياة الغالبية العظمى من اليمنيني‪.‬‬
‫فالقات أ‬
‫–لل�سف– هو ما يحدد امل�ساحة التي يتحرك فيها‬
‫اليمني واملكان الذي يق�ضي فيه أ�غلب �ساعات يومه الذي توزع‬
‫ما بني العمل واالعتكاف مل�ضغ القات والنوم اخلفيف القلق!‬
‫فلوال وجود القات‪ ،‬الذي يجعل متعاطيه ي ؤ�ثر اجللو�س ال�ساعات‬
‫الطويلة واخللود �إىل الراحة والت�سمر يف مكان واحد‪ ،‬لوال‬
‫ذلك ل�صعب عليه العي�ش يف الو�ضع ذاته أليام و�شهور متتالية‪،‬‬
‫وعلى منط ولون واحد‪ ،‬ولدفعه امللل وال�ضجر للتغيري؛ والتغيري‬
‫يعني أ�ن يتغلب على جموده ويخرج من الروتني الذي يقيده‪،‬‬
‫واالنطالق لتغيري اجلو‪ .‬و�سيكون هذا التحرك والتغيري عرب‬
‫ال�سياحة الداخلية والتعرف على أ�ماكن جديدة يف وطنه؛‬
‫الوطن الذي ال �شك يف جهل الكثريين منا للكثري من تفا�صيله‬
‫وجمالياته‪ ،‬والذي رمبا ال يراه بع�ضنا �إال من خالل عيون‬
‫ا آلخرين!‬
‫أ�عتقد أ�ن املبالغ الكبرية التي ي�صرفها ال�سواد أالعظم على‬
‫القات �ست�ساعد الكثريين يف اخلروج من عزلتهم‪ ،‬وممار�سة‬
‫ن�شاط ال�سياحة الداخلية مع أ�فراد أ��سرهم‪ ،‬على عك�س ما هو‬
‫عليه أالمر مع القات‪ ،‬حيث جتد أ�ن املبالغ التي ينفقها املواطن‬
‫العادي على القات ال ت�سمح له باالدخار‪ ،‬بقدر ما ت�سهم يف‬
‫ا إليقاع بن�سبة كبرية من متعاطي القات حتت طائلة الديون ومن‬
‫‪20‬‬
‫حممد ثابت‬
‫ثم اال�ستمرار يف دوامة امل�ضغ اليومية التي ال تنتهي �سوى بالعزلة!‬
‫معروف أ�ن متعاطي القات يبد أ� أ�ول ما يبد أ� يومه بالتفكري يف‬
‫تدبري ثمن «جرعة» القات قبل أ�ي �شيء �آخر‪ ،‬و�إن حدث ‪-‬ال‬
‫�سمح اهلل‪ -‬وزيَّنتَ له متعة ال�سفر والرتحال يف ربوع الوطن‬
‫احلبيب‪ ،‬ابت�سم يف وجهك م�شفق ًا‪ ،‬ول�سان حاله يقول‪« :‬م�سكني‬
‫هذا الرجل! أ�ين يعي�ش!؟ و أ�ين هو من الواقع!؟»‪.‬‬
‫اخلروج من دوامة كهذه ال يت أ�تى اعتباطا‪ ،‬ما مل يتم التفكري‬
‫بجدية يف فتح باب اال�ستثمارات يف �إن�شاء أ�كرب عدد من‬
‫املنتزهات واملتنف�سات أ‬
‫والندية‪ ،‬مبا تت�ضمنه من منا�شط‬
‫و أ�لعاب وو�سائل ترفيه متنوعة يف خمتلف املدن اليمنية‪ ،‬جلذب‬
‫املواطنني �إليها‪ ،‬و�ضمان مغادرة الكثريين منهم جمال�س القات‬
‫ال�ضيقة بكل ما تفر�ضه من قيود‪.‬‬
‫�إن من � أش�ن جذب املوطن للذهاب �إىل أ�بعد من املنتزه �وأ‬
‫النادي‪ ،‬أ�ي االنطالق خارج املدينة‪� ،‬صوب أالرياف‪ ،‬القريبة‬
‫والبعيدة‪ ،‬والتعرف على اجلبال وال�صحراء والبحار‪ ،‬ويف‬
‫ذلك ‪�-‬إذا ما حتقق‪ -‬خدمة عظمى لل�سياحة اخلارجية؛ �إذ‬
‫نكون بذلك قد و�ضعنا أال�سا�س ال�صحيح ليدرك املواطن‬
‫أالهمية البالغة التي تلعبها ال�سياحة يف حياة ال�شعوب أ‬
‫والمم‬
‫أ‬
‫يف الوقت احلا�ضر‪ ،‬و�سيكون هذا املواطن‪ ،‬املتحرر من ��سر‬
‫جمال�س القات‪ ،‬أ�كرب معني وم�شجع لل�سياح أالجانب لزيارة‬
‫اليمن والتمتع مبفاتنها اخلالبة‪.‬‬
‫ترحال‬
‫السكنى‬
‫في الجبــــــال‪..‬‬
‫قمم تداعبها السحب!!‬
‫كتب‪ :‬من�صور اجلرادي‬
‫جمال اليمن ال يتوقف عند حد‪ ،‬وكذلك جغرافيته‬
‫وتضاريسه المتنوعة وطبيعته األخاذة؛ كلها آيات من‬
‫اإلبداع الرباني الذي ال يضاهيه جمال وال تضاريس وال‬
‫تنوع في بقعة من العالم‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪22‬‬
‫‪23‬‬
‫ترحال‬
‫ألوان عديدة وصور ملونة تبهرك في اليمن‪ .‬جبال تتعدد أسماؤها وألوانها حسب لون حجارتها‬
‫الجبال اليمنية تحوي الكهوف والمغارات العظيمة التي تحكي قصة أخرى للتاريخ اليمني‪..‬‬
‫بعيدة جدا‪ ،‬لي�صيح فج أ�ة‪« :‬احنا رايحني ال�سماء! النجوم قريبة منا»‪.‬‬
‫ليف�صح عن تفرد ميني بالقمم املرتفعة عن �سطح البحر عن غريها من‬
‫القمم يف اجلزيرة العربية والعامل‪ ،‬ففيها أ�على قمة يف اجلزيرة العربية‪ ،‬وهي‬
‫قمة النبي �شعيب‪ ،‬التي يبلغ ارتفاعها ‪ 3760‬مرتا عن م�ستوى �سطح البحر‪،‬‬
‫وقمم جبال حراز وجبال احليمة وحجة واملحويت و�إب وتعز والبي�ضاء وال�ضالع‬
‫وتهامة وجبال عتمة يف ذمار وجبال رمية وجبال أ�بني وح�ضرموت وجبال‬
‫�صنعاء ال�شاهقة‪...‬‬
‫هذه اجلبال ارتبطت بالتاريخ العريق لليمن‪ ،‬التي يت�شكل بع�ضها على �شكل‬
‫�سال�سل جبلية ممتدة من أ�ق�صى اليمن �إىل أ�ق�صاه؛ عليها �شيدت احل�ضارات‬
‫اجلبال التي حتوي كنوز التاريخ اليمني‪ ،‬و أ��سرار ممالكه القدمية‪ ،‬وتنوع أ�حجاره‬
‫الكرمية‪ ،‬واملعادن النفي�سة‪.‬‬
‫هنا‪ ،‬يف �شمال البالد ويف �شرقها وغربها وجنوبها‪� ،‬ستجد جباال ت أ�خذ اللب من‬
‫مكانه‪ .‬ال تكاد تذكر حمافظة �إال وذكرت جبالها‪ .‬ال تكتفي الطبيعة أ�ن تهب لك‬
‫البحار وال�صحارى وال�سهول والوديان‪ ،‬دون أ�ن تعطيك �سكنى يف ال�سماء!‬
‫قريبا من النجوم‪..‬‬
‫أ‬
‫عندما قدم زائر عربي لليمن‪� ،‬خذه �صديقه �إىل قريته‪ ،‬التي تقع يف قمة جبل‬
‫�صرب‪ .‬كان الليل داكن الظالم‪ ،‬ال ُيرى من الطريق �سوى أ‬
‫تلل ؤ� النجوم يف كبد‬
‫أ‬
‫ال�سماء‪ ،‬كان يهتدي بها وهو ي�صعد رويدا رويدا نحو أالعلى‪ ،‬وك�منا ميخر عباب‬
‫بحر وا�سع‪� ،‬صعب املرا�س‪ ،‬وال ي�شعر ب�صعوده �إال اقرتابه من النجوم التي كانت‬
‫‪24‬‬
‫التي ال تزال حتكي عنها �شواهد كثرية و�آثار غزيرة وح�صون وق�صور ال تعد وال‬
‫حت�صى‪ ،‬بع�ضها ما يزال ُي�ستخدم و ُي�سكن و ُيع َمر‪ ،‬وبع�ضها مطمور حتت الركام‬
‫بحاجة �إىل من يك�شف مكنوناته‪.‬‬
‫ففي �إب ك�شفت امل�سوح الع�شوائية للمواطنني عن بقايا ح�ضارة احلمرييني على‬
‫قمم و�سفوح اجلبال اخل�ضراء واملروج املتنوعة املك�سوة بحلل جمال الطبيعة‪.‬‬
‫وهناك ك�شفت ارتباط امللوك احلمرييني بهذه أالر�ض وباجلبال التي ت�شري �إىل‬
‫القوة أ‬
‫والنفة والعزة واملرا�س ال�شديد لتلك الدول‪ .‬و�إذا كانت اجلبال اليمنية‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫التي ت�شكل �غلب م�ساحة الياب�سة مل تك�شف ��سرارها بعد‪ ،‬ومل ت�خذ حقها من‬
‫امل�سوح ا آلثارية العلمية اجلادة‪ ،‬ف�إن الدالئل ت�شري �إىل كنوز عظيمة تخبئها هذه‬
‫قناديل معلقة‪..‬‬
‫أ�لوان عديدة و�صور ملونة تبهرك يف اليمن‪ .‬جبال تتعدد أ��سما ؤ�ها و أ�لوانها ح�سب‬
‫لون حجارتها‪ :‬البي�ضاء‪ ،‬وال�سوداء‪ ،‬واخل�ضراء‪ ،‬وال�صفراء‪ ،‬والبنية‪ ،‬والرمادية‪،‬‬
‫والكحلية‪ ...‬وغريها من أاللوان أالخاذة التي تذكرك بلوحات الفنانني الت�شكيليني‬
‫العامليني‪ .‬ومن هذه أالحجار بنى اليمنيون منازلهم ال�شهرية بعمارتها الرائعة‬
‫واملتفردة على مر التاريخ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫ترحال‬
‫لكنهم عرب مراحل التاريخ املختلفة �ص ّكوا عمالت ت�شهد على ح�ضارة عريقة‬
‫تزيد على أ�ربعة �آالف �سنة‪.‬‬
‫وك�شفت مو�سوعة «النقود يف اليمن عرب الع�صور»‪ ،‬يف طبعتها الثانية‪ ،‬ال�صادرة‬
‫عن البنك املركزي اليمني‪ ،‬تفا�صيل مثرية عن تطور النقود املعدنية مبكوناتها‬
‫الف�ضية والذهبية واحلديدية والنحا�سية‪ ،‬التي كانت م�ستخدمة قدميا من مواد‬
‫ا�ستخرجها اليمنيون من الطبيعة وخا�صة اجلبال‪.‬‬
‫وتعر�ض املو�سوعة أ�حجار ًا حفرت عليها �صور �آدمية وحيوانية وطيور‪ .‬كما تعر�ض‬
‫للنقود املعروفة بـ»البومة»‪ ،‬وهي عبارة عن حجر كرمي خلط مبعادن يف �شكل مثلث‬
‫يعتقد أ�نه ُ�صك يف أاللف الثالث قبل امليالد‪ .‬أ�ما النقود ال�سبئية فمن أ��شهرها ر أ��س‬
‫ملك �سب أ� وقطع ذهبية أ�خرى على �شكل �صقر وملك ور أ��س الثور والرمز الديني‬
‫أ�و ال�شعار امللكي وال�صقر باللون أالحمر‪.‬‬
‫وت�شري املو�سوعة �إىل أ�ن املعينيني عرفوا النقود و�ضربوها‪ .‬ومن نقود الدولة‬
‫املعينية ر أ��س ملك و�صقر‪ .‬أ�ما نقود ع�صر الدولة احل�ضرمية فمعروف أ�نها ُ�ص ّكت‬
‫من معدن الربونز وخليط من معادن أ�خرى‪ ،‬وجميعها م�ستخرج من اجلبال‪.‬‬
‫ونحت اليمنيون ب أ�ناملهم اجلبال بنقو�ش تدل عليهم‪ .‬ف أ�ينما ذهبت ترتاءى لك‬
‫تلك النقو�ش البديعة‪ ،‬فتبدو القرى املتناثرة فوق قمم اجلبال ال�شاهقة كقناديل‬
‫معلقة‪ ،‬يف جمموعات حتكي روعة ا إلبداع ا إلن�ساين‪.‬‬
‫ومن أ�حجار اليمن ا�ستفاد العامل يف بناء منازلهم‪ .‬و�صدر اليمنيون احلجارة �إىل‬
‫اخلارج‪ ،‬لت�صبح احلجارة اليمنية أ�حد املوارد االقت�صادية التي ميكن االعتماد‬
‫عليها وت�صديرها �إىل دول اجلوار‪.‬‬
‫أ‬
‫وعلى هذه اجلبال ُعرف اليمن ببلد الق�صور فقد اعترب ق�صر غمدان‪ ،‬من �قدم‬
‫ناطحات ال�سحاب يف احل�ضارات القدمية‪ ،‬وبني يف القرن أالول للميالد‪ ،‬وهُ دم‬
‫يف عهد اخلليفة عثمان بن عفان‪ .‬وكان هذا الق�صر يت أ�لف من ع�شرين طابقا‪،‬‬
‫و أ�حجاره من الرخام واجلرانيت‪� .‬إال أ�ن كل جبال اليمن ال تخلو من هذه الق�صور‬
‫التي مل تكت�شف بعد‪ ،‬والتي بع�ضها له �شهرة تاريخية عظيمة‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫كهوف ومغارات ومناجم‬
‫أ‬
‫اجلبال اليمنية حتوي الكهوف واملغارات العظيمة التي حتكي ق�صة �خرى للتاريخ‬
‫اليمني‪ ،‬حيث �سكن ا إلن�سان أالول هذه الكهوف‪ ،‬ور�سم على جدرانها حكايته‬
‫و أ�دواته ومذكرات حياته منذ الع�صور احلجرية أالوىل‪.‬‬
‫لكن هذه الكهوف واملغارات الكثرية جدا ما تزال جمهولة وت�ستهوي الكثريين‬
‫ال�ستك�شافها‪ ،‬وخا�صة من هواة ال�سياحة اجلبلية‪ .‬ومتتد بع�ض هذه اجلبال �إىل‬
‫عدة كيلومرتات يف أ�عماق اجلبال‪ .‬فيما بع�ضها ميتد ب�ضعة أ�متار فقط‪ ،‬لكن‬
‫كهوف اليمن ومغاراته �شهدت أ�ي�ضا مراحل تاريخية هامة يف الع�صور القدمية‪،‬‬
‫�إذ اكت�شف يف بع�ضها أ�نها حتوي مياها متدفقة على �شكل بحريات‪ ،‬و أ�خرى �سائلة‬
‫كنهر جار‪ ،‬وبع�ضها ت�ضم عيونا جوفية‪ .‬ويف املقابل وجد يف املغارات القريبة من‬
‫نحت ا إلن�سان أالول مومياوات ب�شرية مل تك�شف بعد عالقة ا إلن�سان اليمني بعملية‬
‫التحنيط ال�شهرية‪ ،‬ورمبا تك�شف البحوث العلمية على هذه املومياوات العديد من‬
‫أ��سرار احل�ضارة اليمنية القدمية وارتباطها بح�ضارات العامل وخا�صة احل�ضارة‬
‫امل�صرية‪.‬‬
‫وتوجد يف جبال اليمن العديد من املناجم ال�ستخراج أ�حجار «احلر�ض»‪ ،‬والتي‬
‫ت�ستخدم يف �صناعة أالواين املنزلية‪ ،‬وكذا مناجم الف�ضة والنحا�س والزنك‬
‫والذهب‪ ،‬أ‬
‫والحجار الكرمية؛ لكنها ال تزال يف بدايتها جميعا‪.‬‬
‫جبال اليمن نقود متداولة‬
‫ي�ستفيد اليمنيون من اجلبال العديد من الرثوات الطبيعية والثمينة‪ .‬وقدميا �صك‬
‫اليمنيون أ�موالهم من أالحجار الكرمية واملعادن امل�ستخرجة من بطون اجلبال‪.‬‬
‫حيث ا�ستخدم اليمنيون القدماء أال�صداف أ‬
‫والحجار كو�سيلة للتداول واملقاي�ضة‪.‬‬
‫ال�سيوف اليمانية‪ ..‬وارتباطها بجبال اليمن‬
‫وي�شتهر اليمن با�ستخراج احلديد من أ�يام ذي القرنني الذي بنا �سد ًا بني القرية‬
‫وجيو�ش ي أ�جوج وم أ�جوج‪ .‬وا�شتهر ب�صناعة أال�سلحة البي�ضاء وخا�صة ال�سيوف‬
‫اليمانية ال�شهرية‪ ،‬والتي ت�صنع من احلديد الذي ي�ستخرج أ��صال من اجلبال‬
‫الغنية باملعادن الكثرية‪.‬‬
‫وتعترب ال�سيوف اليمانية ‪-‬ح�سب الدكتور م�صطفى �شيحة‪ -‬أ�حد املظاهر‬
‫احل�ضارية والفنية للفنون يف اليمن القدمي وخالل الع�صر ا إل�سالمي‪� ،‬إذ‬
‫ا�شتهرت ب أ�نواعها املختلفة وجودة �صناعتها‪.‬‬
‫ولعل وجود مناجم املعادن بكرثة يف بالد اليمن‪ ،‬كان من أ�هم العوامل يف تقدم‬
‫�صناعة ال�سالح‪ ،‬ويف مقدمته �صناعة ال�سيوف‪.‬‬
‫وذكر امل ؤ�رخ اليمني الهمداين يف كتابيه «ا إلكليل» و»�صفة جزيرة العرب» الكثري‬
‫من أ�ماكن وجود مناجم املعادن يف جبال �شتى من اليمن‪ ،‬ومنها ما يوجد يف‬
‫«جبل خوالن» من معدين الذهب والف�ضة‪ ،‬ويف مدينة �إب‪ ،‬و»بني غ�صني»‪،‬‬
‫و»الر�ضرا�ض»‪ ،‬و» ِن ْهم» التي توجد بها عدة مناجم للمعادن ي�ستخل�ص منها‬
‫احلديد‪ ،‬ف�ضال عن املناجم العديدة يف «جبل نقم» املطل على �صنعاء‪ ،‬ومنها‬
‫ما هو للذهب اجليد‪ ،‬ومنها ما هو للحديد‪ ،‬با إل�ضافة �إىل وجود مناجم عديدة‬
‫ت�ستخل�ص منها معادن الزمرد والياقوت والبلور والزجاج‪ .‬ويف مدينة م أ�رب‬
‫بالقرب من �سدها القدمي توجد بع�ض مناجم املعادن‪ ،‬ف�ضال عن معادن الر�صا�ص‬
‫أال�سود يف «بالط برطو» و»املعافر»‪ .‬ولقد ذاع من أ�نواع هذه ا ملعادن نوع عرف‬
‫با�سم «ال�شزب» ت�صنع منه أ�لواح و�صفائح وقوائم �سيوف ون�صب �سكاكني‪.‬‬
‫وا�شتهرت مدينة �صعدة با�ستخال�ص املادة الالزمة ل�صناعة ال�سيوف‪ .‬وف�ضال عن‬
‫ذلك فقد كانت مادة احلديد ت�ستورد أ�ي�ض ًا من خارج بالد اليمن‪ ،‬وال�سيما من‬
‫الهند‪ .‬ولعل من أ��شهر ال�سيوف اليمانية القدمية نوع منها عرف با�سم «الريع�شية»‬
‫التي �صنعت يف عهد امللك �شمر يرع�ش‪ ،‬وعرفت بـ»ال�سيوف احلمريية»‪ .‬ومن‬
‫املعروف أ�ن ال�سيوف اليمانية متيزت بجودتها و�صالبتها وليونتها يف الوقت‬
‫نف�سه‪ ،‬وقيل فيها كثري من أال�شعار التي ت�صفها ب�صفات خمتلفة‪.‬‬
‫وعموما تعد جبال اليمن العظيمة منارات حقيقية تك�سوها احللل اخل�ضراء‬
‫املزروعة يف مدرجاتها التي بناها ا إلن�سان اليمني العظيم‪ ،‬والتي مل تعرف يف غري‬
‫اليمن‪ ،‬وت�شد الزائر لها أ�نواع من الهوايات التي ي�ستطيع أ�ن ميار�سها بدءا من‬
‫الت�سلق على اجلبال‪ ،‬ونهاية بالطريان ال�شراعي من أ�على قممها‪ ،‬يف جبال مناخة‬
‫و�صنعاء وبني مطر وخوالن‪ ،‬واملحويت‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫ذاكرة الصورة‬
‫ح‬
‫�صن الغوي‬
‫ــري‬
‫مبدينة‬
‫املكال ح‬
‫�ضر‬
‫موت يبد‬
‫و عليه � آ‬
‫ثار الدما‬
‫رم‬
‫الذاكرة‬
‫التي ال تصدأ‬
‫ألن ال�صور ذاكرة ال�شعوب التي ال ت�صد أ�؛ تقدم «ال�سياحة»‬
‫لقرائها الكرام يف كل مرة عرب هذا الباب جمموعة خمتارة‬
‫من ال�صور‪ ،‬قدمية وحديثة‪ ،‬وهي ترمز ملدن وم�شاهد‬
‫ومعامل ال ح�صر لها‪ ،‬أ�خذت تكت�سب بعدا وقيمة ال ت�ضاهى‬
‫مع بروز الكثري من التحوالت واملتغريات‪ ،‬بالرغم من أ�ن‬
‫ال�صورة هي نف�سها التي مبجرد أ�ن ي�ضغط ملتقطها على‬
‫زناد �آله الت�صوير يبدو وك أ�نه ا�ستوقف حلظة ما من الزمن‪،‬‬
‫قبل أ�ن تتحول تلك اللحظة �إىل ن�ص ب�صري وحكاية ت�ستحق‬
‫أ�ن تروى ويقر ؤ�ها النا�س‪.‬‬
‫الطر‬
‫يق الذي‬
‫يرب‬
‫ط بني مد‬
‫ي‬
‫ن‬
‫ت‬
‫ي‬
‫(‬
‫ا‬
‫ملك‬
‫�أ‬
‫حدى بوا‬
‫بات مد‬
‫ينة زبيد‬
‫‪28‬‬
‫التار‬
‫يخية تب‬
‫ال ‪� -‬سيئو‬
‫دو يف‬
‫حاجة ما‬
‫ن ) قب‬
‫ل �شق ال‬
‫�سة‬
‫طريق‬
‫للرتميم‬
‫ن كارثة‬
‫ال�سيول‬
‫اال�سفلت‬
‫يا‬
‫لرئي�سي‬
‫‪29‬‬
‫أماكن‬
‫قصر غمدان‬
‫أشهر قصور التاريخ وأعجبها‬
‫بداية الفكرة واختالف الرواة‬
‫ارتبط ق�صر غمدان يف التاريخ اليمني بتاريخ مدينة �صنعاء وبانيها‪� ،‬سام بن نوح‬
‫عليه ال�سالم‪ ،‬وهو نف�سه الذي بنى ق�صر غمدان‪ .‬ويقول أ��شهر م ؤ�رخي اليمن‪ ،‬أ�بو‬
‫حممد احل�سن الهمداين‪ ،‬يف م ؤ�لفه املعروف «ا إلكليل»‪« :‬وتقول الرواية �إن �سام‬
‫بن نوح فكر يف ال�سكن يف أ�ر�ض ال�شمال‪ ،‬ف أ�قبل طالع ًا من اجلنوب‪ ،‬يرتاد أ�طيب‬
‫البالد‪ ،‬حتى �صار �إىل ا إلقليم أالول‪ ،‬فوجد اليمن أ�طيبه م�سكن ًا‪ ،‬وارتاد اليمن‬
‫فوجد حقل �صنعاء أ�طيبها‪ ،‬فو�ضع مقرانة ‪-‬وهو اخليط الرفيع الذي يقدر به‬
‫البناء �إذا ُم َّد مبو�ضع أال�سا�س‪ -‬يف ناحية فج عطان‪ ،‬يف غربي احلقل مما يلي‬
‫جبل عيبان‪ ،‬فبنى الركن الذي يو�ضع عليه أال�سا�س‪ ،‬فلما ارتفع الركن‪ ،‬بعث اهلل‬
‫طائر ًا اختطف املقرانة وطار بها‪ ،‬و�سام يتبعه لينظر أ�ين ي�سقطه‪ ،‬فتوجه الطائر‬
‫�إىل جيوب النعيم (اجليوب‪ :‬ما ارتفع من أالر�ض ودون اله�ضبة) من �سفح جبل‬
‫نقم‪ ،‬فوقع بها‪ ،‬فلما اقرتب منه‪ ،‬طار بها وطرحها على حرة غمدان (احلرة‬
‫بلهجة أ�هل اليمن‪ :‬أالر�ض املدرجة يف املرتفعات) فلما ا�ستقرت املقرانة على‬
‫حرة غمدان‪ ،‬علم �سام أ�نه قد أُ� ِمر بالبناء هناك وحفر بئره»‪.‬‬
‫أ‬
‫ويرى أ�نه كان �إىل جانب الق�صر نخلة ت�سمى «الدامقة �سحوق» تطرح ب�غ�صانها‬
‫�إىل بع�ض أ�بهائه‪ .‬وفيه يقول حممد بن خالد من احلديث �إىل وهب‪« :‬ملا بنى‬
‫غمدان �صاحب غمدان‪ ،‬وبلغ غرفته العليا‪ ،‬أ�طبق �سقفها برخامة واحدة‪ ،‬وكان‬
‫ي�ستلقي على فرا�شه يف الغرفة فيمر بها الطائر فيعرف الغراب من احلد أ�ة من‬
‫حتت الرخامة‪ ،‬وكان على حروفه أ�ربعة متاثيل أل�سود من نحا�س جموفة‪ ،‬ف�إذا‬
‫هبت الريح فدخلت أ�جوافها �سمع لها زئري كزئري أال�سد»‪.‬‬
‫قصر غمدان شاهد آخر على‬
‫الحضارة اليمنية القديمة التي‬
‫سادت في ذلك الجزء من‬
‫الجزيرة العربية‬
‫وقد اتخذ من الق�صر م�سكن ًا‪ ،‬ومقر امللك اليمني �سيف بن ذي يزن بعد انت�صاره‬
‫على أالحبا�ش‪.‬‬
‫واختلف الرواة كعادتهم يف رواياتهم حول من بنى غمدان‪ .‬فروى الغريري أ�ن‬
‫بانيه حام بن نوح‪ ،‬وزعم �آخرون أ�ن الذي بناه هو بيورا�سب‪ ،‬على ا�سم الزهرة‪.‬‬
‫وقال ابن ه�شام �إن الذي بناه يعرب بن قحطان‪ ،‬و أ�كمله بعده وائل بن حمري بن‬
‫�سب أ� بن يعرب‪ .‬وروي أ�ن م ؤ��س�سه �آزال بن قحطان ب أ�مر أ�خيه يعرب‪ .‬أ�ما الهمداين‬
‫كما ذكرنا �سابق ًا فقد جعل بانيه �سام بن نوح‪ ،‬و�سرد ق�صة بنائه‪.‬‬
‫وقد جعل امل�سعودي «غمدان» خام�س بيت من البيوت املعظمة‪ ،‬ونقل ما ن�سجه‬
‫الرواة حوله من أ��ساطري وحكايات؛ فعندما أ�راد أ��سعد بن يعفر أ�ن يبني غمدان‬
‫أ��شار عليه يحيى بن احل�سني احل�سيني أ�ال يتعر�ض ل�شيء من ذلك‪� ،‬إذ كان بنا ؤ�ه‬
‫على يدي غالم يخرج من أ�ر�ض �سب أ� و أ�ر�ض م أ�رب‪ ،‬ي ؤ�ثر يف �صنع هذا العامل‬
‫ت أ�ثري ًا عظيم ًا؛ ولعل هذا ارتبط يف ذهنهم مبجيء املهدي املنتظر من اليمن‪ ،‬أ�و‬
‫ما تعارف اليمنيون على ت�سميته بـ(املن�صور)‪.‬‬
‫أ�حمد اجلبلي‬
‫‪ z‬أ�ول ق�صور اليمن و أ�عجبها ذكر ًا و أ�بعدها �صيت ًا‪ ،‬كان ممتد ًا �شرق ًا من �شرق‬
‫اجلامع الكبري �إىل حد م�سجد احلميدي املوجود ا آلن‪ ،‬كما يظهر من بع�ض وثائق‬
‫الوقف القدمية‪ .‬ويف الطول‪ :‬من اجلنوب‪ ،‬من قرب باب اليمن �إىل حد “م�سجد‬
‫النهرين»‪ .‬ويتفق البكري وياقوت احلموي على �ضم أ�ول حروفه و�سكون ثانيه‬
‫ُ‬
‫(غ ْمدان)‪.‬‬
‫وبح�سب درا�سة تاريخية لها‪ ،‬تقول الباحثة اليمنية فاطمة ال�صايف‪ ،‬عن ق�صر‬
‫غمدان‪� ،‬إنه من أ��شهر ق�صور اليمن يف �صنعاء‪ ،‬وتبارى الرواة يف و�صف الق�صر‬
‫و�إبراز عظمته‪ ،‬فقيل �إنه كان مربع ًا‪ ،‬أ�ركانه مبنية بالرخام امللون‪ ،‬وفيه �سبعة‬
‫�سقوف طباق ًا‪ ،‬ما بني ال�سقف أالول وا آلخر خم�سون ذراع ًا‪ .‬وقد انتقد الهمداين‬
‫هذه الرواية املبالغ فيها‪.‬‬
‫ً‬
‫أ‬
‫وروى بع�ضهم أ�نه �ضم ع�شرين �سقفا‪ ،‬كل �سقف على ع�شرة �ذرع‪ .‬وكانت غرفة‬
‫الر أ��س العليا جمل�س امللك‪ .‬ويف زواياه أالربع أ��سود من نحا�س أ��صفر‪ ،‬خارجة‬
‫�صدورها‪ ،‬ف�إذا هبت الريح يف أ�جوافها ز أ�رت كما يز أ�ر أال�سد‪ .‬ويف البيت الثاين‬
‫�إ�شارة �إىل وجود ال�ساعة يف ق�صر غمدان وا�ستعمال قدماء اليمنيني لها‪.‬‬
‫وذكر أاللو�سي وجود غرف �شهرية يف غمدان ي�سمونها «املحاريب» وكانت حمكمة‬
‫البناء‪ .‬ومن �ضمن ما ذكره الرواة عن ق�صر غمدان أ�ن ملوك اليمن كانوا �إذا‬
‫جل�سوا يف أ�على هذا البنيان لي ًال و أ��شعلت ال�شموع ر أ�ى النا�س ذلك من م�سرية‬
‫ثالثة أ�يام‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪31‬‬
‫الغوص عميقًا‬
‫أماكن‬
‫شيء من كل ذلك‬
‫قالوا عن ال�سياحة هي‪:‬‬
‫ومما ذكره امل ؤ�رخون والرواة عن هذا الق�صر العجيب أ�ن غمدان هو البناء الذي‬
‫ذكره �سبحانه وتعاىل يف قوله }ال يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة يف قلوبهم{‪،‬‬
‫فلما نزلت هذه ا آلية أ�ر�سل ر�سول اهلل �صلوات اهلل عليه و�سالمه فروة بن م�سيك‬
‫املرادي ليهدمه‪ ،‬فلما أ�راد هدمه مل يقدر عليه حتى أ�حرقه بالنار؛ ومل يهدم �إال‬
‫بعد وفاة الر�سول‪.‬‬
‫آ‬
‫ومما يذكر أ�ن املف�سرين يف تف�سريهم الية املذكورة ال يذكرون هذا التف�سري‪،‬‬
‫فقد ذكر الطربي أ�ن البناء املق�صود هو م�سجد املنافقني‪ .‬ويتفق معه الزخم�شري‬
‫يف هذا التف�سري‪.‬‬
‫وروي عن عمر بن اخلطاب قوله‪« :‬ال ي�ستقيم أ�مر العرب مادام فيها غمدانها»‪،‬‬
‫وهذا القول هو الذي ح�ض عثمان على هدمه‪.‬‬
‫وروى ياقوت احلموي‪« :‬زعم كهان اليمن أ�ن من يهدم غمدان يقتل‪ ،‬وبذلك علل‬
‫قتل عثمان»‪.‬‬
‫الق�صر أ‬
‫ال�سطورة‪..‬‬
‫وعندما يت أ�مل املرء يف الروايات حول ق�صر غمدان منذ �إن�شائه حتى هدمه‪،‬‬
‫يجده أ��سطورة أ�و رمز ًا ملا أ�جنزه اليمن‪ ،‬وتلك كانت نظرة ال�شعراء �إليه‪ ،‬و�إال‬
‫ما ظفر بكل تلك ا إل�شعار‪ ،‬وما لهج بذكره ال�شعراء بني معتز ومفتخر‪ ،‬وبني‬
‫متح�سر و�آ�سف على ما�ض عريق‪ ،‬واكتنفته احلكايات واخلرافات‪ ،‬ف�إن�شا ؤ�ه‬
‫قررته قوة غيبية ال دخل لبنيانه فيها‪ ،‬حيث تبع الطائر فاختاره‪ ،‬وهدمه أ�ي�ض ًا‬
‫قررته قوة غيبية ال ي�ستطيع الفرد ردها‪ ،‬ففروة ابن م�سيك ميني ال ميكن أ�ن‬
‫‪32‬‬
‫جتربه قوة على هدم بناء اعتز به قومه �إال تبع ًا لقوة دينية عميقة‪.‬‬
‫ويبقى يف النهاية أ�ن ق�صر غمدان �شاهد �آخر على احل�ضارة اليمنية القدمية‬
‫التي �سادت يف ذلك اجلزء من اجلزيرة العربية‪� ،‬إىل جانب ال�شواهد أالخرى‪،‬‬
‫مثل �سد م أ�رب‪ ،‬وعر�ش بلقي�س‪ ،‬وغريهما‪.‬‬
‫ومثلما أ�عاد اليمنيون‪ ،‬بدعم من �صاحب ال�سمو ال�شيخ زايد بن �سلطان �آل نهيان‪،‬‬
‫بناء �سد م أ�رب العظيم‪ ،‬معجزة التاريخ اليمني‪ ،‬يبقى ال� ؤس�ال امللح الذي يطرح‬
‫نف�سه‪ :‬هل �سيعيدون بناء ق�صر غمدان‪ ،‬الذي مل يظفر ق�صر يف التاريخ العربي‬
‫بال�شهرة التي ظفر بها‪ ،‬ليبقى هو ا آلخر رمز ًا من رموز احل�ضارة االعربية‬
‫القدمية؟‬
‫ً‬
‫أ‬
‫أ‬
‫ً‬
‫قد يكون ذلك ممكنا‪ ،‬خا�صة �ن �خبارا �صحفية كانت قد ن�شرت منذ فرتة عن‬
‫االجتاه إلعادة بناء ق�صر غمدان يف موقعه القدمي نف�سه‪ ،‬وب�إ�سهام م�شرتك‬
‫ملجموعة من املغرتبني اليمنيني‪ .‬وح�سب علمنا‪ ،‬ف�إن درا�سات أ�ولية قد متت بهذا‬
‫اخل�صو�ص‪ ،‬ومت و�ضع املج�سم املقرتح لبناء الق�صر اجلديد‪ .‬لكن يبدو أ�ن الفكرة‬
‫مل جتد طريقها �إىل التنفيذ‪ ،‬خا�صة يف ظل املتغريات والظروف االقت�صادية‬
‫ال�صعبة التي مر بها اليمن م ؤ�خر ًا‪ ،‬وعودة الكثري من املغرتبني �إىل بالدهم نتيجة‬
‫ألحداث اخلليج التي ع�صفت باملنطقة‪ .‬ويف كل أالحوال تبقى الفكرة قائمة أ�مام‬
‫امل�ستثمرين اليمنيني وغريهم‪ ،‬يف ظل قانون اال�ستثمار اجلديد الذي فتح املجال‬
‫وا�سع ًا أ�مام اال�ستثمار لليمنيني والعرب أ‬
‫والجانب‪ ،‬يف جميع املجاالت ال�صناعية‬
‫والزراعية وال�سياحية وغريها‪.‬‬
‫امل�صدر ‪� :‬سبتمرب نت‬
‫فن �إتقان التعامل مع ا آلخر‪.‬‬
‫فن التعامل مع البيئة املحيطة واحلفاظ عليها‪.‬‬
‫فن اكت�ساب ثقة ا آلخرين وحبهم وتقديرهم‪.‬‬
‫فن حت�سني �صورة ا إلن�سان أ‬
‫آ‬
‫والوطان يف عيون الخرين‪.‬‬
‫فن اكت�ساب ال�صداقات وتو�سيع �شبكة العالقات ال�شخ�صية وح�سن �إدارتها‪.‬‬
‫فن اكت�شاف اجلديد وزيادة املعرفة‪.‬‬
‫فن اكت�ساب اخلربة و�صقل املوهبة‪.‬‬
‫فن تنمية املهارات ‪.‬‬
‫فن �إمتاع الب�صر وتنوير الب�صرية‪.‬‬
‫فن تهذيب النف�س وت�صفيتها وتنقيتها من �شوائبها‪.‬‬
‫فن مراجعة احل�سابات و�إعادة جدولتها وفق حدود العقل واملنطق‪.‬‬
‫فن ا إلغراق يف عامل الذات‪.‬‬
‫فن جتديد الطاقة وا�ستعادة احليوية مبا ميكن من مواجهة �ضغوط احلياة‪.‬‬
‫فن التميز وا إلبداع وابتكار اجلديد‪.‬‬
‫فن تقدمي ما يلبي الطلب وي�شبع الرغبة من اخلدمات‪.‬‬
‫فن تكري�س وتعزيز القيم الروحية وا إلن�سانية النبيلة‪.‬‬
‫فن ال�سفر الطويل يف أ�عماق الروح االن�سانية والعودة �إىل االخرين حممال بقيم النبل والعدل وامل�ساواة‪.‬‬
‫وقلنا‪:‬‬
‫‪ n‬بقلم نور حممد‬
‫هي ذلك اللغز املحري الذي ال يفقهه اجلاهلون‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫الفقيه‪ :‬قطاع السياحة اليوم يمثل بعدا اقتصاديا كبيرا جدًا أثرى‬
‫ميزان المدفوعات في العام الماضي بأكثر من ‪ 800‬مليون دوالر‪،‬‬
‫ويعمل في القطاع السياحي حاليا ما يزيد عن ‪ 74‬ألف عامل‬
‫بشكل مباشر‪ ،‬وأكثر من ‪ 90‬ألفا بشكل غير مباشر‪ ،‬وفقًا‬
‫إلحصائيات الجهاز المركزي لإلحصاء‪ .‬وهناك أكثر من مليون و‪90‬‬
‫ألف سائح دخلوا اليمن في عام ‪ ،2008‬منهم ‪ 690‬ألف سائح يمني‬
‫من المغتربين‪ ،‬و‪ 400‬ألف سائح أجنبي‪.‬‬
‫اليمن‬
‫في‬
‫مواجهة‬
‫تحدي‬
‫اإلرهاب!‬
‫تبرز قضية اإلرهاب واستهداف السياح‪ ،‬سواء بالتفجير أم‬
‫باالختطاف‪ ،‬بكل متعلقاتها وإفرازاتها‪ ،‬وبكل ما تتطلبه من‬
‫إمكانات وحشد للكثير من الطاقات‪ ،‬كواحد من أكبر التحديات‬
‫التي تواجه الكثير من بلدان العالم اليوم‪ ،‬وليس اليمن فحسب‪،‬‬
‫وتهدد أمنها وسالمتها واستقرارها‪ ،‬وتسمح بتوجيه ضربات‬
‫موجعة القتصادياتها‪.‬‬
‫�شارك يف اعداد امللف‪ :‬فاطمة ها�شم‪ ،‬عبد احلليم االكوع‬
‫جملة «ال�سياحة»‪ ،‬ويف �ضوء اهتمامها بالقطاع ال�سياحي و�سعيها اجلاد نحو‬
‫طرح ق�ضاياه ومناق�شة همومه وحتدياته‪ ،‬باعتباره واحدا من أ�برز القطاعات‬
‫االقت�صادية الواعدة وامل ؤ�ثرة يف معدالت النمو االقت�صادي والدخل الوطني‪ ،‬تفتح‬
‫يف هذا العدد‪ ،‬وعرب �آراء عدد من امل� ؤس�ولني أ‬
‫والكادمييني واملعنيني واملهتمني‬
‫يف اجلهات ذات العالقة‪ ،‬باب احلوار حول أ��شد امللفات و أ�كرثها �سخونة و�إثارة‬
‫للجدل واالهتمام‪ ،‬والت�صاقا ومالم�سة لهموم ال�سياحة الوطنية؛ يف حماولة‬
‫جريئة ت�سعى ال�ستنها�ض الر أ�ي العام الوطني‪ ،‬ولفت انتباهه �إىل خطورة حتدي‬
‫ا إلرهاب‪ ،‬وت أ�ثرياته امل�ضرة على ال�سالم االجتماعي أ‬
‫والمان الداخلي ومعدالت‬
‫التنمية يف املجتمع اليمني‪.‬‬
‫ؤ‬
‫كما تهدف �إىل و�ضع اجلهات احلكومية املعنية‪ ،‬وغريها من م��س�سات ومنظمات‬
‫املجتمع املدين واملراكز البحثية املهتمة على حد �سواء‪ ،‬أ�مام حقيقة وطبيعة‬
‫اجلهود وا إلجراءات واخلطوات املتخذة يف هذا اخل�صو�ص‪ ،‬وكذا التو�صيات‬
‫واملقرتحات واملعاجلات املمكنة‪ ،‬مبا ي�سهم يف م�ساندة اجلهود احلكومية وتوظيف‬
‫وح�شد الطاقات وا إلمكانات ملواجهة حتدي ا إلرهاب‪.‬‬
‫رؤي�������������ة س����ي����اح����ي����ة‬
‫رؤي����������ة اق����ت����ص����ادي����ة‬
‫ن�����ب�����ذة إج���ت���م���اع���ي���ة‬
‫رؤية إجتماعية تحليلية‬
‫رؤي���������������ة ن���ف���س���ي���ة‬
‫عوامل داخلية وخارجية‬
‫وجهة نظر دبلوماسية‬
‫وزارة الداخليــــــــــــــــــــة‬
‫إج��������������������������������������راءات‬
‫ن���������������ت���������������ائ���������������ج‬
‫ر ؤ�ية �سياحية‬
‫بداية يقول وزير ال�سياحة‪ ،‬نبيل ح�سن الفقيه‪« :‬ال �شك أ�ن القطاع ال�سياحي‬
‫مني ب�ضربات موجعة نتيجة أالعمال ا إلرهابية املوجهة لليمن و�سياحته وغريها‬
‫من عنا�صر وعوامل التنمية االقت�صادية عموما‪ ،‬وهي خ�سائر ال تقف عند حد‪.‬‬
‫وكما هو معروف ف�إن ال�سياحة من القطاعات االقت�صادية احليوية التي تعتمد‬
‫على اخلدمات واال�ستقرار أ‬
‫والمن وذات العوائد غري امللمو�سة رغم حجمها‬
‫أ‬
‫يف الناجت القومي‪ ،‬ولهذا ال ميكن ح�صرها يف جملة �رقام ون�سب قد ال تعطينا‬
‫أالبعاد احلقيقة حلجم الت أ�ثريات التي تتكبدها ال�سياحة نتيجة مثل هذه أالعمال‬
‫ا إلجرامية الالم� ؤس�ولة»‪ .‬و أ�كد أ�ن قطاع ال�سياحة اليوم ميثل بعدا اقت�صاديا كبريا‬
‫جد ًا أ�ثرى ميزان املدفوعات يف العام املا�ضي ب أ�كرث من ‪ 800‬مليون دوالر‪ ،‬ويعمل‬
‫يف القطاع ال�سياحي حاليا ما يزيد عن ‪ 74‬أ�لف عامل ب�شكل مبا�شر‪ ،‬و أ�كرث من‬
‫للح�صاء‪ .‬وهناك‬
‫‪ 90‬أ�لفا ب�شكل غري مبا�شر‪ ،‬وفق ًا إلح�صائيات اجلهاز املركزي إ‬
‫أ‬
‫أ�كرث من مليون و‪ 90‬أ�لف �سائح دخلوا اليمن يف عام ‪ ،2008‬منهم ‪� 690‬لف �سائح‬
‫ميني من املغرتبني‪ ،‬و‪ 400‬أ�لف �سائح أ�جنبي‪.‬‬
‫وقال �إن «هذه أالرقام وامل ؤ��شرات تدعونا للوقوف أ�مامها وال�سعي لتح�سينها‬
‫من خالل ت أ�مني املواقع ال�سياحية وال�سياح يف جميع املرافق واملواقع ال�سياحية»‪.‬‬
‫و أ�عرب عن أ�مله يف أ�ن ت�شكل �سل�سلة ا إلجراءات التي اتخذها اليمن رافدا من‬
‫روافد التنمية‪ ،‬وداعما أ��سا�سيا للقطاع ال�سياحي‪ ،‬خا�صة و أ�ن اجلهات أالمنية‬
‫تبذل جهودا كبرية جدا يف �سبيل ت أ�مني ال�سياح واملواقع ال�سياحية‪.‬‬
‫وعدَّد �سل�سلة ا إلجراءات املتخذة‪ ،‬بداية ب�إن�شاء وحدة إلدارة أالزمات ال�سياحية‬
‫بوزارة ال�سياحة‪ ،‬و�إن�شاء وحدة أ�من ال�سياحة التابعة أ‬
‫للمن املركزي بوزارة‬
‫الداخلية‪ ،‬و�إدخال النظام ا آليل لتتبع املركبات ال�سياحية‪ ،‬وتفعيل دور ال�شرطة‬
‫ال�سياحية بالتن�سيق مع كل أالجهزة أالمنية ذات العالقة‪ ،‬و�شن حمالت املالحقة‬
‫واملطاردة واالعتقال الوا�سعة للجهات أالمنية جتاه العنا�صر ا إلرهابية أ�ينما‬
‫كانت‪ ،‬و�إن�شاء حمكمة خا�صة ممثلة باملحكمة اجلزائية املتخ�ص�صة بق�ضايا من‬
‫هذا النوع‪ ،‬با إل�ضافة �إىل �إعطاء جرائم القتل واالختطاف واالعتداء على الرعايا‬
‫أالجانب أ�ولوية خا�صة �ضمن �سلم أ�ولويات اجلهات الق�ضائية املعنية‪ ،‬أ‬
‫والهم‬
‫حتقيق كل تلك ا إلجراءات للكثري من النتائج االيجابية حتى ا آلن‪.‬‬
‫و أ��ضاف‪« :‬و�شرع اليمن يف تطبيق �إجراءات ت�ضمن اال�ستفادة املبا�شرة من‬
‫املجتمع املدين القاطن باملواقع ال�سياحية‪ ،‬عرب �إ�شراك أ�كرب قطاع من أ�بناء‬
‫هذه املجتمعات يف عملية التنمية ال�سياحية ب�صورة مبا�شرة‪ ،‬ومن خالل ت أ�هيل‬
‫وتدريب املر�شدين ال�سياحيني من أ�بناء هذه املناطق‪ ،‬ودعم امل�شاريع أ‬
‫والن�شطة‬
‫احلرفية ذات ال�صلة بتنمية القطاع ال�سياحي وتعزيز قاعدة اخلدمات ال�سياحية‬
‫مبا يتيح ا�ستثمار أ�بناء املناطق ال�سياحية يف املواقع امل�ستهدفة ويجعل من كل‬
‫ذلك خط دفاع �آمنا للعملية ال�سياحية برمتها‪.‬‬
‫للرهاب‪ ،‬مبا جعل‬
‫وتابع‪« :‬من امل ؤ��سف حقا حتويل ال�سياحة �إىل هدف مبا�شر إ‬
‫من ا�ستهداف الرعايا أالجانب‪� ،‬سواء باخلطف أ�م بالتفجري‪ ،‬أ��شبه بتقليعة‬
‫جديدة ت�ستهوي �سفكة الدماء وعنا�صر ا إلجرام والتخريب وا إلرهاب‪ ،‬رغم‬
‫تنافيها مع عادات ومبادئ املجتمع اليمني وتقاليده و أ�عرافه وانتمائه العقائدي‬
‫للدين ا إل�سالمي احلنيف الذي ينبذ ا إلرهاب والتطرف والغلو‪ ،‬ويدعو للمحبة‬
‫والت�سامح واالعتدال أ‬
‫والمن وال�سالم والتعاي�ش ال�سلمي مع أالمم وال�شعوب‪،‬‬
‫وغريها من القيم ا إلن�سانية النبيلة‪ .‬ومن هنا ندعو �إىل ت�ضافر جميع اجلهود‬
‫ملواجهة خطر ا إلرهاب»‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫اليمن في مواجهة تحدي اإلرهاب‬
‫رؤية اقتصادية‬
‫حدثت يف اليمن‪ ،‬لكن تقديرات العام ‪ 2008‬ت�شري �إىل أ�ن خ�سائر ال�سياحة و�صلت‬
‫وحول ت أ�ثريات أالحداث ا إلرهابية‬
‫�إىل ‪ %70-60‬هبوطا‪ ،‬خ�صو�صا يف بع�ض أال�سواق مثل ال�سوق الفرن�سية والتي‬
‫أالخرية على القطاع ال�سياحي‪ ،‬قال‬
‫أ‬
‫أ‬
‫��صبح �صفرا‪ ،‬تقريبا‪ ،‬وكذلك ال�سوق البلجيكية‪ ،‬لن حتذيرات ال�سفر لل�سياح‬
‫مدير فندق �شرياتون‪ ،‬في�صل قدورة‪:‬‬
‫أ��صبحت يف م�ستوى عال جدا يف هاتني الدولتني‪ ،‬ومعنى هذا أ�ن أ�ي �سائح يتجه‬
‫«ال�شعب اليمني �شعب م�ضياف‪ ،‬والثقافة‬
‫ال�سياحية لديه جيدة‪ ،‬أ‬
‫من هذه البلدان �إىل اليمن فهو على م� ؤس�وليته‪� ،‬سواء من ناحية الرتخي�ص من‬
‫والعمال ا إلرهابية‬
‫احلكومة أ�م من ناحية الت أ�مني‪.‬‬
‫موجودة يف جميع بلدان العامل‪ ،‬وهي‬
‫ومع بداية ‪ 2009‬كانت امل ؤ��شرات جيدة (والكالم لبازرعة)‪ ،‬ونحن حاليا نحاول‬
‫بالت أ�كيد ت ؤ�ثر على االقت�صاد والدخل‬
‫أ‬
‫�ن ن�ستمر �إىل م�ستوى ما كان عليه احلال يف العام ‪ ،2007‬لكن حادث مقتل ال�سياح‬
‫القومي للدول‪ .‬وال أ�ظن أ�نه يوجد‬
‫الكوريني‪ ،‬وبعده حادث اللجنة الكورية يف طريق مطار �صنعاء‪ ،‬كان لهما أ�ثر كبري‪،‬‬
‫تق�صري من الدولة‪ ،‬فهي تقوم بواجبها‬
‫خ�صو�صا على ال�سوق اليابانية‪ ،‬والتي تراجعت �إىل ال�صفر أ�ي�ضا‪ ،‬وفقدنا جماميع‬
‫على أ�كمل وجه‪� ،‬إمنا املو�ضوع يحتاج �إىل‬
‫كانت موجودة معنا‪ ،‬مع أ�ن اليابانيني مل يمُ نعوا ال�سفر �إىل اليمن‪� ،‬إمنا رفعوا‬
‫جانب توعية‪ ،‬واملواطن له دور ويجب أ�ن‬
‫أ‬
‫أ‬
‫التحذير من ح�ضرموت كما هو من �صنعاء‪ ،‬بينما م�رب و�شبوة و�بني واجلوف‬
‫يتعاون مع الدولة ملكافحة ا إلرهاب»‪.‬‬
‫و�صعدة فال ي�سمحون بال�سفر �إليها على ا إلطالق‪ ،‬ولك أ�ن تتخيل االنعكا�سات‬
‫و أ��ض���اف‪ :‬أ‬
‫«لل�س���ف أالم���ور تتك���رر يف‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫ال�سلبية لذلك على �بناء هذه املناطق‪ ،‬وعندما �قول‪� :‬بناء هذه املناطق‪ ،‬ال �عنيهم‬
‫اليم���ن‪ ،‬ومنذ نهاي���ة ‪ 2007‬منيت فنادق‬
‫وحدهم فح�سب‪ ،‬بل ال�شعب اليمني ب أ�كمله‪ ،‬كم�ستفيد من عائدات ال�سياحة‪،‬‬
‫الدرجة أالوىل يف اليمن بخ�س���ائر كبرية‬
‫بالنظر �إىل حجم عائداتها والرقم الذي ت�شكله يف معادلة الناجت املحلي‪ ،‬و أ�ثر أ�ي‬
‫بن�سبة ال تقل عن ‪ ،%10‬وو�صل الفارق يف‬
‫أ�عمال تقلل من حجم هذه العائدات عملية التنمية عموما»‪.‬‬
‫عدد أالف���واج ال�س���ياحية �إىل ‪ %80‬نهاية‬
‫و أ��شار بازرعة �إىل أ�ن لدى جمموعته جماميع من ال�سوق أالوروبية ا�شرتطوا‬
‫‪ ،2008‬ومت �إلغاء حجوزات لرجال أ�عمال‬
‫ؤ‬
‫أ‬
‫توفري حرا�سة مرافقة لهم طوال الرحلة‪ ،‬م�كدا �نه قد مت التن�سيق مع ال�شرطة‬
‫ومندوب���ي �ش���ركات وجروبات �س���ياحية‬
‫ال�سياحية ووزارة ال�سياحة ووزارة الداخلية‪ .‬وقال‪ « :‬أ�ما بالن�سبة للمجاميع العربية‬
‫نتيجة �إلغاء خططهم لزيارة اليمن‪،‬‬
‫فلدينا جمموعة من لبنان‪ ،‬و أ�ي�ضا جمموعة من جاكرتا وهي �سياحة دينية �ستبقى‬
‫با إل�ضافة �إىل ت أ�ثري ذلك على أال�سعار لدينا وت أ�ثرها بعملية العر�ض والطلب»‪.‬‬
‫املجاميع ‪ 5-4‬أ�يام يف اليمن ثم تتوجه �إىل ال�سعودية للعمرة‪ ،‬ومن ثم العودة لليمن‬
‫وفيما يتعلق بت أ�ثري أالحداث ا إلرهابية على القدرة اال�ستيعابية للعمالة بالفندق‬
‫أ‬
‫ليوم �و يومني ويغادرون �إىل جاكرتا»‪.‬‬
‫و�سيا�سته املالية والوفاء بالتزاماته ناحية العاملني‪ ،‬وما �إذا كانت أالحداث‬
‫وتابع‪ « :‬أ��ستطيع القول �إن أالعمال ا إلرهابية موجودة يف كل مكان يف العامل؛ يف‬
‫أالخرية قد أ�دت �إىل ت�سريح بع�ض املوظفني‪ ،‬نفى قدورة أ�ن يكون قد مت ت�سريح‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫�مريكا حدثت �عمال قتل‪ ،‬لكنهم ي�تون ب�عذار �خرى ويرجعون ال�سباب �إىل‬
‫أ�ي موظف على �إثر تلك أالحداث‪ ،‬مبينا أ�ن لدى الفندق عاملني منذ فرتة طويلة‬
‫ال�صحة العقلية و أ��سباب نف�سية وغريها‪ .‬ونحن يف اليمن حل�سن احلظ توجد‬
‫جدا يرجع تاريخ التحاق أ�حدثهم �إىل خم�س �سنوات‪ ،‬بينما أ�قدمهم ع�شرين‬
‫�شفافية‪ ،‬ونقول احلقيقة‪ ،‬مع أ�ن قول احلقيقة ل�سوء احلظ ال ينفع هذه أاليام»‪.‬‬
‫عاما‪ .‬وقال‪« :‬ونحن نتعامل من مبد أ�‪ :‬حرام قطع أالرزاق‪ ،‬ونتحمل تبعات ذلك‪،‬‬
‫أ‬
‫وا�ستطرد قائال‪« :‬لكن علينا �ن نكون حمبني لبلدنا‪ .‬وعلى ال�صحافة‪� ،‬سواء‬
‫لكن �إىل متى؟ أ�نا ال أ��ضمن يف حال ا�ستمرار الو�ضع على ما هو عليه!»‪.‬‬
‫أ‬
‫احلكومية أ�م املتو�سطة أ�م املعار�ضة‪ ،‬وو�سائل ا إلعالم‪ ،‬أ�ن تخفف من وقع احلدث‪،‬‬
‫ويرى قدورة أ�ن اخل�سائر ال تكمن عند حدود ذلك فح�سب‪ ،‬بل �إن �عمال‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫ال �ن تزيد الطني بله‪ ،‬وطبعا اجلميع وطنيون و�إمنا يحاولون �ن يكونوا �كرث �شفافية‪،‬‬
‫التفجريات واالختطافات ت ؤ�ثر �سلبيا على �سمعة اليمن يف اخلارج‪ ،‬واملثل يقول‪:‬‬
‫و أ�عتقد أ�ن عليهم أ�ن يتكلموا ب�شفافية‪ ،‬ولي�س ب أ�كرث �شفافية‪ ،‬وهنا فرق‪ .‬و أ�نا أ� ؤ�من‬
‫«ال�سيئة تعم‪ ،‬واحل�سنة تخ�ص»‪ ،‬ويكاد ينطبق على الو�ضع احلايل‪ ،‬فالعمل‬
‫ب أ�ن ال�صحافة يجب أ�ن تكون‬
‫ال�سياحي يعترب نافذة على احل�ضارات‬
‫دميقراطية حرة‪ ،‬لكن يجب أ� َّال‬
‫أالخرى‪ ،‬ومقومات ال�سياحة يف اليمن غنية‬
‫اإلرهابية‬
‫األعمال‬
‫إن‬
‫القول‬
‫«أستطيع‬
‫بازرعة‪:‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫تبالغ يف تناول ال�شياء و�ن تقارن‬
‫جدا وهي بحاجة �إىل اال�ستثمار والعناية‬
‫موجودة في كل مكان في العالم؛ في‬
‫بني ما يجري يف اليمن وما يجري‬
‫واالهتمام‪ ،‬والظروف احلالية حتتاج فقط �إىل‬
‫أ‬
‫يف بلدان العامل‪ ،‬كما يف �مريكا‬
‫مزيد من التوعية والتعاون لتح�سني أالو�ضاع‬
‫أمريكا حدثت أعمال قتل‪ ،‬لكنهم يأتون‬
‫و أ�ملانيا وم�صر‪ ...‬ألن ا إلرهاب‬
‫يف قطاع ال�سياحة‪.‬‬
‫بأعذار أخرى ويرجعون األسباب إلى الصحة‬
‫أ��صبح عاما ولي�س خا�صا»‪.‬‬
‫أ�ما زغلول بازرعة‪ ،‬رئي�س جمموعة بازرعة‬
‫ونحن‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫نفسية‬
‫وأسباب‬
‫العقلية‬
‫أ‬
‫و�كد �ضرورة عدم االنتقا�ص من‬
‫لل�سفريات وال�سياحة ع�ضو جمل�س الرتويج‬
‫في اليمن لحسن الحظ توجد شفافية‪،‬‬
‫جهود احلكومة يف مواجهة مثل‬
‫ال�سياحي‪ ،‬الذي أ�بدى تعاونا وجتاوبا أ�كرث من‬
‫أ‬
‫هذه العمال‪ ،‬فاجلميع يقوم‬
‫ونقول الحقيقة‪ ،‬مع أن قول الحقيقة لسوء‬
‫غريه ي�ستحق عليه ال�شكر والثناء‪ ،‬فقال‪« :‬من‬
‫بواجبه‪ .‬مطالبا �سفارات اليمن‬
‫ال�صعب أ�ن أ�عطي أ�رقاما دقيقة عن خ�سائر‬
‫الحظ ال ينفع هذه األيام»‪.‬‬
‫أ‬
‫يف اخلارج بدور �كرث فاعلية يف‬
‫قطاع ال�سياحة نتيجة احلوادث ا إلرهابية التي‬
‫‪36‬‬
‫قايد‪ :‬اليمن لديه الكثير من المقومات‬
‫السياحية‪ ،‬والمجاالت السياحية فيه متنوعة‪:‬‬
‫الدينية‪ ،‬الرياضية‪ ،‬التاريخية‪ ،‬البحرية‪...‬‬
‫لدينا مجاالت واسعة ومقومات أساسية‬
‫للسياحة‪ .‬وصناعة السياحة في اليمن‬
‫هي في مراحلها األولى‪ .‬واليمن يستهوي‬
‫الكثير من السياح من جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫والسائح في أي بلد بمثابة الضيف على‬
‫هذا البلد‪ .‬فعندما يأتي السائح إلى اليمن‬
‫ينبغي أن يكون في حمايتنا‪ ،‬وأن نكرمه‬
‫ونريه عاداتنا الجميلة من الكرم المحبة‬
‫والعالقات الطيبة‪ ،‬حتى إذا ما عاد إلى بلده‬
‫أعطى انطباعات جيدة عن بالدنا‪ ،‬وبذلك‬
‫يزداد تدفق السياح إلى اليمن»‪.‬‬
‫الرتويج لليمن‪ .‬وقال‪“ :‬نحن‪ ،‬كوكاالت‪ ،‬نخ�سر‪ ،‬وال مانع أ�ن تزيد اخل�سارة قليال‪،‬‬
‫ونح�سن �صورة اليمن ونبينّ وجهة نظرنا آ‬
‫للخرين”‪.‬‬
‫ونعمل نوعا من التوازن‪ّ ،‬‬
‫ويف معر�ض رده على � ؤس�ال حول ما يق�صده من وراء مطالبة ال�سفارات اليمنية يف‬
‫اخلارج بدور أ�كرث فاعلية يف الرتويج‪ ،‬قال‪“ :‬يوجد تق�صري‪ .‬و أ�قول �إن احلكومة‬
‫ووزارات ال�سياحة والداخلية واخلارجية تقوم بالواجب‪ ،‬لكن يف بع�ض أالحيان‬
‫يح�صل نوع من الت أ�خري يف ا إلجراءات‪ .‬فعلى النيابة والق�ضاء أ�ن يتخذوا �إجراءات‬
‫�سريعة مع من يتم القب�ض عليهم ممن ينفذون مثل هذه أالعمال‪ ،‬بحيث تكون‬
‫هناك نتيجة خالل أ��سبوع أ�و أ��سبوعني‪ ،‬والر أ�ي العام اخلارجي ي أ�خذ فكرة عن‬
‫جدية اجلهود الر�سمية يف التعامل مع هذه أالعمال ا إلجرامية”‪.‬‬
‫و أ��ضاف‪“ :‬كما يجب أ�ن يكون لدينا عالقات عامة كبرية ووا�سعة بني اجلهات يف‬
‫اليمن واجلهات يف اخلارج‪ ،‬وذلك عرب ال�سفارات‪ ،‬التي من واجبها بناء عالقات‬
‫متينة مع احلكومات يف البلدان التي يتواجدون فيها‪ .‬فالعالقات تلعب دورا‬
‫بن�سبة ‪ ،%70-60‬والر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم يقول‪ :‬تهادوا حتابوا‪ .‬فبالتوا�صل‬
‫امل�ستمر وتبادل الزيارات نح�صل على ما نريد‪ ،‬وبهذا �سنخفف من ا آلثار ال�سلبية‬
‫لهذه أالحداث ووقعها‪ .‬و أ�نا ال أ�تهم أ�حدا بالتق�صري‪ ،‬لكن أ�قول‪ :‬يجب أ�ن يكون‬
‫هناك �إ�سراع يف تطبيق القانون‪ ،‬وهذا ما قاله وزير الداخلية بنف�سه‪ ،‬فال�سياحة‬
‫تتلقى �ضربات موجعة من هذه أالحداث‪ ،‬واال�ستقرار �سيحقق عوائد وفر�ص عمل‬
‫كثرية‪ ،‬ألن ال�سياحة م�صدر مهم للدخل القومي‪ ،‬وامل�ستفيد ‪-‬كما قلت‪ -‬لي�ست فئة‬
‫حمددة‪ ،‬و�إمنا ال�شعب اليمني ب أ�كمله”‪.‬‬
‫من جهتهم اتفق املدير التنفيذي ملجموعة أ�بو طالب لل�سفريات وال�سياحة حممد‬
‫علي أ�بو طالب واملدير العام وكالة اجلمالة لل�سياحة حممد بازع واملدير العام‬
‫لوكالة �سب أ� لل�سياحة حممد العماري على أ�ن خ�سائر �شركاتهم نتيجة ا إلحداث‬
‫أالخرية تراوحت ما بني ‪ 75-70‬باملائة‪ ..‬مطالبني اجلهات املعنية بتطبيق قانون‬
‫التقطع واالختطاف وعقوبته املحددة با إلعدام‪.‬‬
‫و أ��شاروا يف أ�حاديثهم ملجلة “ ال�سياحة‬
‫اليمنية” �إىل أ�ن على املواطن أ�ن يدرك‬
‫ب أ�ن أالمن واال�ستقرار االجتماعي أ�حد‬
‫أ�هم دعائم أالمن املعي�شي‪ ..‬داعني جميع‬
‫املواطنني امل�ساهمة �إىل جانب اجلهات‬
‫أالمنية املعنية يف تثبيت دعائم أالمن‬
‫وحماية الوافدين أالجانب من خالل‬
‫ا إلبالغ عن أ�ي حاالت ا�شتباه‪.‬‬
‫أ‬
‫الدكتور علي عبد اهلل قايد‪�� ،‬ستاذ‬
‫علم االقت�صاد بجامعة �صنعاء‪،‬ا�ستهل‬
‫حديثه بالقول‪« :‬اليمن لديه الكثري من املقومات ال�سياحية‪ ،‬واملجاالت‬
‫ال�سياحية فيه متنوعة‪ :‬الدينية‪ ،‬الريا�ضية‪ ،‬التاريخية‪ ،‬البحرية‪ ...‬لدينا‬
‫جماالت وا�سعة ومقومات أ��سا�سية لل�سياحة‪ .‬و�صناعة ال�سياحة يف اليمن‬
‫هي يف مراحلها أالوىل‪ .‬واليمن ي�ستهوي الكثري من ال�سياح من جميع أ�نحاء‬
‫العامل‪ .‬وال�سائح يف أ�ي بلد مبثابة ال�ضيف على هذا البلد‪ .‬فعندما ي أ�تي‬
‫ال�سائح �إىل اليمن ينبغي أ�ن يكون يف حمايتنا‪ ،‬و أ�ن نكرمه ونريه عاداتنا‬
‫اجلميلة من الكرم املحبة والعالقات الطيبة‪ ،‬حتى �إذا ما عاد �إىل بلده‬
‫أ�عطى انطباعات جيدة عن بالدنا‪ ،‬وبذلك يزداد تدفق ال�سياح �إىل اليمن»‪.‬‬
‫وقال‪« :‬يعد قطاع ال�سياحة من القطاعات الواعدة‪ ،‬وبالتايل ف�إن �آثار هذه أالعمال‬
‫املبا�شرة على قطاع ال�سياحة ت�شويه �سمعة اليمن يف اخلارج‪ ،‬وبالتايل يقل عدد‬
‫ال�سياح‪ ،‬وال�سياح الذين ي أ�تون اليمن يقومون بعملية �إنفاق‪ ،‬وبذلك ا إليرادات‬
‫املتح�صلة من ال�سياح �ستقل‪ .‬أ�ي�ضا يرتبط بال�سياحة بناء الفنادق وال�شاليهات‬
‫وغريها من اخلدمات ال�سياحية التي متثل جزءا رئي�سا من مكون البنية التحتية‬
‫العامة‪ ،‬وهذه تن�شط كثريا عندما يكون هناك ا�ستقرار و أ�من‪ ،‬وي أ�تي ال�سياح ب�شكل‬
‫مكثف ومتتال‪ .‬وكذا هناك العاملون يف جمال ال�سياحة يتجاوز عددهم ا آلالف‪،‬‬
‫وعند حدوث مثل هذه أالعمال ا إلرهابية ال يجد ه ؤ�الء العاملون عمال؛ وبذلك‬
‫هناك ت أ�ثري مبا�شر على العاملني يف جمال ال�سياحة‪.‬‬
‫ومبا أ�ن قطاع ال�سياحة مقوم أ��سا�سي من مقومات االقت�صاد والتنمية‪ ،‬وهو من‬
‫القطاعات الواعدة‪ ،‬معنى ذلك أ�ن ي ؤ�ثر على الناجت املحلي ا إلجمايل‪ ،‬وبالتايل على‬
‫الناجت القومي ا إلجمايل‪ .‬هذا هو الت أ�ثري‪ ،‬مبعنى أ�ن م�ساهمة هذا القطاع �سوف‬
‫تتدنى وتنخف�ض �إىل درجة ال معقولة‪ ،‬ومن ثم �ست ؤ�ثر باعتبارها مكونا من مكونات‬
‫الناجت املحلي والقومي على م�ستوى الدخل العام وم�ستوى اخلدمات»‪.‬‬
‫وال بد ‪-‬ح�سب الدكتور علي‪ -‬أ�ن نعرف أ�ن �إيرادات قطاع ال�سياحة تعترب �إيرادات‬
‫نقد أ�جنبي‪ ،‬ونحن ا آلن نعتمد على النفط‪ ،‬والنفط قابل للن�ضوب وحتكمه عوامل‬
‫أ�خرى‪ ،‬لكن البديل هو القطاعات الواعدة‪ ،‬وال�سياحة يف مقدمتها‪ ،‬والتي ‪-‬وفق‬
‫امل ؤ��شرات‪ -‬يتبني أ�نها حتتل املرتبة الثانية بعد النفط يف اليمن‪ ،‬ومن ثم ف�إن توقف‬
‫عملية النمو والتنمية يف هذا البلد تتوقف على أ�ن يكون هذا القطاع م�ساهما أ�كرب‬
‫لتمويل التنمية وتزويد �إيرادات الدولة ب�شكل أ��سا�سي ب�إيرادات قطاع ال�سياحة‪.‬‬
‫�إذن‪ ،‬تت أ�ثر ميزانية الدولة‪ ،‬تت أ�ثر التنمية‪ ،‬نتيجة عدم اال�ستقرار ب�شكل عام‪،‬‬
‫وخا�صة ما ي�صيب قطاع ال�سياحة من انعكا�سات �سلبية من جراء هذه أالعمال‬
‫الال�إن�سانية والال أ�خالقية‪ ،‬مع العلم أ�ن من يندرجون حتت امل�ستفيدين من‬
‫عائدات القطاع ال�سياحي ال ميكن ح�صرهم‪ ،‬فالطفل الذي يبيع علبة املاء يف أ�ي‬
‫جولة م�ستفيد هو و أ��سرته‪...‬‬
‫‪37‬‬
‫اليمن في مواجهة تحدي اإلرهاب‬
‫نبذة إجتماعية‬
‫هذه‪ ‬األعم���ال تع���د خرق���ا‬
‫وتج���اوزا ل���كل األنظم���ة‬
‫واألع���راف‬
‫والقواني���ن‬
‫اليمنية األصيلة‪ ،‬وتتنافى‬
‫م���ع كل القيم والمبادئ‬
‫والثواب���ت الوطني���ة التي‬
‫ضحى م���ن أجله���ا أباؤنا‬
‫المناضل���ون ليهب���وا لن���ا‬
‫الحري���ة واألمن‪ ‬واألم���ان‬
‫واالطمئن���ان في س���بيل‬
‫الحف���اظ وص���ون الحقوق‬
‫من أجل استقرار الوطن»‬
‫أرضا وإنسانا‬
‫‪38‬‬
‫نبذة إجتماعية تحليلية‬
‫أ�ما ما يتعلق بنظرة املجتمع‪ ،‬ف�إن مثل هذه اجلرائم ا إلرهابية التي ت�ستهدف ال�سياح أالجانب تقابل‬
‫مبوجة �سخط وا�ستنكار �شعبي وا�سعة‪ ،‬حيث كانت فعاليات وطنية و�شعبية خمتلفة‪ ،‬من أ�حزاب‬
‫واحتادات مهنية و�إبداعية ومنظمات جمتمع مدين‪ ،‬جددت �إدانتها مثل هذه أالعمال ا إلجرامية التي‬
‫ت�ستهدف ال�سياح؛ مطالب ًة احلكومة ب�ضرورة تطبيق القانون اخلا�ص مبكافحة االختطاف والتقطع‬
‫و�إعداد ا�سرتاتيجية �شاملة لتطوير القطاع ال�سياحي طويلة املدى ت�شمل برامج تنفيذية متو�سطة‬
‫وق�صرية املدى‪.‬‬
‫أ‬
‫واعتربت الفعاليات الوطنية مثل هذه العمال ا إلجرامية‪ ،‬التي يقوم بها اخلارجون على القانون‪ ،‬ه ًّما‬
‫م�شرتك ًا ترف�ضه كافة القيم والعادات االجتماعية اليمنية‪ .‬ودعت �إىل ا�ستئ�صال هذه الظاهرة‪ ،‬من‬
‫خالل احتاد وتكاتف م ؤ��س�سات املجتمع ب أ�كملها ملحاربة مثل هذه الظاهرة التي ت�سيء بالدرجة أالوىل‬
‫ل�سمعة اليمن اخلارجية‪ ،‬ويف الوقت نف�سه ت�ضر مب�صلحة املجتمع ب أ�كمله‪.‬‬
‫و أ�كدت ‪-‬يف بيانات‪� -‬إدانتها مثل هذه الظواهر الدخيلة‪ ،‬و أ�ن ما أ�قدم عليه بع�ض العنا�صر اخلارجة‬
‫على النظام والقانون‪ ،‬وت�صرفهم ال�سافر باختطاف اخلبري الهولندي وقرينته‪ ،‬يجب جترميه ومعاقبة‬
‫فاعليه وحماكمتهم‪.‬‬
‫وقالت �إن ما يحدث من علميات اختطاف أ‬
‫للجانب وخرق للقانون‪ ،‬ترف�ضه العادات والتقاليد اليمنية‬
‫أال�صيلة‪ ،‬ويحرمه الدين ا إل�سالمي احلنيف‪ ،‬الذي ال يوجد فيه ‪-‬وال يف أالديان أالخرى‪ -‬ما يربر‬
‫ارتكاب مثل هذه أالعمال ال�شنيعة‪ .‬و أ��شارت �إىل أ�ن هذا ال�سلوك ا إلجرامي ال يتفق أ�بد ًا مع أ�خالق‬
‫و�سلوكيات أ�بناء اليمن قاطبة‪ ،‬ويعترب عم ًال منبوذ ًا لدى اجلميع‪.‬‬
‫وقالت �إن من أ�كرب اجلرائم ا�ستهداف ال�سياح أالجانب الذين يدخلون بالدنا بطريقة م�شروعة‪ ،‬و أ�نهم‬
‫مع�صومو الدم‪ ،‬داخلون يف عهد امل�سلمني و أ�مانهم‪ ،‬وال يجوز التعر�ض لهم ب�سوء وال �إخافتهم‪ .‬و�شددت‬
‫على أ�همية تفعيل العقوبات املن�صو�ص عليها يف القوانني النافذة �إزاء جرائم االختطاف والتقطع‪،‬‬
‫وتنفيذ أالحكام الق�ضائية الباتة دون ت أ�خري‪ ،‬و�سرعة البت يف الق�ضايا املتعلقة بالتقطع واالختطاف‪،‬‬
‫باعتبارها متثل أ�هم الق�ضايا امل�ستعجلة‪.‬‬
‫وطالبت الفعاليات الوطنية وال�شعبية اجلهات املعنية بتوفري حيز كاف يف و�سائل ا إلعالم املرئية‬
‫وامل�سموعة واملقروءة للتوعية ال�سياحية‪ ،‬و�إ�شراك أ�جهزة التوجيه وا إلر�شاد بهذه التوعية‪ ،‬ويف �إطار‬
‫خطة �إعالمية مدرو�سة ومنتظمة‪ ،‬وكذا ت�ضمني املناهج الدرا�سية مفهوم و أ�همية ال�سياحة يف دعم‬
‫االقت�صاد الوطني‪ ،‬مبا ي�ساعد على خلق وعي �سياحي متنام يف أ�و�ساط الن�شء‪.‬‬
‫على ال�صعيد نف�سه دان ملتقى أ�بناء الثوار واملنا�ضلني وال�شهداء (جمد) مبديريات بني �ضبيان‬
‫مبحافظة �صنعاء اختطاف ال�سياح أ‬
‫والجانب وزائري اليمن؛ م�شبها �إياها «بال�سرطان» الذي «بد أ�‬
‫أ‬
‫يغزو املجتمع اليمني ويهدد ن�سيجه االجتماعي وحلمته الوطنية ويعرقل ا�ستقراره وازدهاره و�منه‪,‬‬
‫يف ظل تهاون احلكومة يف القيام بواجباتها جتاه هذه الظاهرة‪ ،‬والتي برزت م ؤ�خرا»‪ ‬ب�صورة خميفة‬
‫للغاية‪ ،‬بالعمل على احلد منها بو�ضع ا�سرتاتيجيه متنع تكرار وانت�شار هذه الظاهرة الدخيلة على‬
‫اليمن وعاداته‪.‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫و أ�كدا أ�ن «هذه‪ ‬العمال تعد خرقا وجتاوزا لكل النظمة والقوانني والعراف اليمنية ال�صيلة‪،‬‬
‫وتتنافى مع كل القيم واملبادئ والثوابت الوطنية التي �ضحى من أ�جلها أ�با ؤ�نا املنا�ضلون ليهبوا لنا‬
‫أ‬
‫احلرية أ‬
‫من‪ ‬والمان واالطمئنان يف �سبيل احلفاظ و�صون احلقوق من أ�جل ا�ستقرار الوطن» أ�ر�ضا‬
‫وال‬
‫و�إن�سانا‪.‬‬
‫أ‬
‫وا�ستنكر البيان ال�صادر عن ال�شيخ نا�صر بن علي القعمة‪ ،‬من�سق «جمد»‪ ,‬ظاهرة‪ ‬اختطاف الجانب‬
‫وال�سياح ا آلمنني والزائرين لبالدنا أ�و بني أ�بناء القبائل اليمنية؛ ألن ذلك «يعيدنا �إىل ما قبل الثورة‪،‬‬
‫اجلمهورية‪ ,‬واال�ستقالل الوطني»‪ ،‬التي نا�ضل من أ�جلها �آبا ؤ�نا و أ�رخ�صوا أ�رواحهم ودماءهم الزكية‬
‫لرت�سيخ أالمن واال�ستقرار و�صون احلقوق وممتلكات ال�شعب وحريته يف ظل نظام عادل‪ .‬وما ي ؤ��سف‬
‫له أ�ننا جندها اليوم أ��صبحت تهدر أ�مام مر أ�ى وم�سمع اجلميع‪ ،‬من خالل تلك الظاهرة التي ينبذها‬
‫ديننا‪ ‬ا إل�سالمي احلنيف وكل ال�شرائع والديانات ال�سماوية‪.‬‬
‫من جهته أ�كد الدكتور عادل ال�شرجبي‪،‬‬
‫أ��ستاذ علم االجتماع بكلية ا آلداب ‪ -‬جامعة‬
‫�صنعاء‪ ،‬ا�ستنكار الغالبية االجتماعية‬
‫و�إدانتها مثل هذه أالعمال ا إلرهابية‪.‬‬
‫وقال‪�« :‬إذا كان البع�ض يعتقد أ�ن ارتكاب‬
‫مثل هذه أالعمال ا إلجرامية عمل ديني‪،‬‬
‫فهي لي�ست كذلك‪ ،‬أ�و اعتقد البع�ض أ�نها‬
‫ن�ضال �سيا�سي‪ ،‬فالن�ضال ال�سيا�سي له‬
‫أ��ساليب أ�خرى غري هذا القتل والتفجري»‪،‬‬
‫مبديا ا�ستغرابه من أ�ن العامل كله قد‬
‫بد أ� يتخل�ص من هذه أال�ساليب‪ ،‬بينما‬
‫جمتمعاتن���ا العربي���ة م���ا تزال متار�س���ها‬
‫حتت أ�ي م�سمى كان»‪ .‬و أ��ضاف‪« :‬امل�شكلة أ�ننا ال ن�ستطيع م�سبقا أ�ن نتنب أ� مبن‬
‫هو ال�شخ�ص الذي ميكن أ�ن يرتكب مثل هذه اجلرائم؛ أ�حيانا يبدو لك �شخ�صا‬
‫عاديا‪ ،‬وتفاجئ ب أ�نه قد قام بعمل انتحاري أ�و تفجريي‪ ،‬ولو كان املجتمع فهمه‬
‫م�سبقا‪ ،‬جريانه‪ ،‬أ�هله مثال‪ ،‬كانوا �سين�صحونه‪ ،‬لكن ا إل�شكالية أ�ن هذه خاليا‬
‫غري معروفة»‪.‬‬
‫وتابع‪« :‬امل�شكلة أ�ن هناك عوامل كثرية جدا‪ ،‬حيث ال يوجد تنوع ثقايف؛ أالجهزة‬
‫املعنية مل تبذل اجلهد الكايف باجتاه �إيجاد م�صادر بديلة للثقافة واحلوار؛ لهذا‬
‫جتد مثل ه ؤ�الء يجدون أ�نف�سهم أ�مام م�صدر واحد للثقافة؛ ثقافة هذه اجلماعات‬
‫التي تغ�سل أ�دمغتهم‪ ،‬وتعمل على حتفيظهم عن ظهر قلب بع�ض املبادئ التي‬
‫يعتقد ب�صحتها‪ ،‬وانه �سيذهب �إىل اجلنة �إذا ما فجر بال�سياح!»‪.‬‬
‫و أ��شار ال�شرجبي �إىل أ�همية عامل الفقر يف ا�ستغالل اجلماعات ا إلرهابية بع�ض‬
‫العنا�صر يف تنفيذ العمليات ا إلرهابية بدافع مادي نفعي‪ .‬وقال‪« :‬ال نن�سى أ�ن مثل‬
‫هذه اجلماعات تقدم لهم أ�مواال‪ ،‬فامل� أس�لة ال تتم بدافع ديني بحت‪ ،‬فالبداية‬
‫عادة ما تكون بتوفري بع�ض أال�شياء واملتطلبات ملن يراد ا�ستقطابهم �ضمن هذه‬
‫اجلماعات التخريبية‪ ،‬قبل أ�ن تبد أ� هذه اجلماعات ‪-‬مبا لديها من �إمكانيات‬
‫كبرية جدا‪ -‬يف غ�سل أ�دمغة ال�شباب أ�و أالطفال الذين يلتحقون بها‪ ،‬وتغيري‬
‫تفكريهم ومعتقداتهم جتاه الكثري من الق�ضايا‪ ،‬بحيث ي�صبح مقتنعا ‪-‬دينيا‬
‫و�إميانيا‪ -‬ب أ�ن هذا العمل فعال يقربه من اهلل واجلنة‪ .‬وال نن�سى أ�ن كثريا من‬
‫النا�س الذين يقومون بالعمل االنتحاري أ�و التفجريات عادة ما يكونون أ�نا�سا‬
‫ارتكبوا معا�صي كثرية يف فرتات �سابقة‪ ،‬ويعتقدون أ�ن يف تنفيذهم عمال �إرهابيا‬
‫انتحاريا نوع من التطهري!»‪.‬‬
‫وتابع‪« :‬لهذا ال بد من �إر�شاد ديني حقيقي‪ ،‬ومبا ي�سهم يف ت أ�كيد حقيقة أ�ن أ�حدا‬
‫لي�س مع�صوما من أالخطاء‪ ،‬و أ�ننا جميعا نقع يف أالخطاء‪ ،‬واهلل غفور رحيم‪،‬‬
‫ولي�س بهذا العمل تتقرب من اهلل‪ ،‬هناك أ�عمال كثرية تقربك من اهلل‪ ،‬أ�حيانا‬
‫مبجرد أ�ن مت�سح ر أ��س طفل يتيم‪ ،‬أ�و أ�ن تقدم �صدقة �صغرية‪ ،‬ولي�س بال�ضرورة‬
‫أ�ن يذهب ليدمر نف�سه ويدمر ا آلخرين حتى يغفر اهلل له‪ ،‬أ�حيانا يغفر اهلل‬
‫بت�سبيحه‪ ...‬فهذه ق�ضايا يجب أ�ن يتدخل التيار الديني املعتدل فيها ويطرح‬
‫ثقافة بديلة له ؤ�الء ال�شباب‪ ،‬ويجب أ�ن تكون الربامج التي تقدمها امل ؤ��س�سات‬
‫ا إلعالمية الر�سمية‪ :‬التلفزيون وا إلذاعة‪ ...‬هادفة ومدرو�سة درا�سة جيدة‪ ،‬حتى‬
‫نحن في اليمن بالذات لم يكن في‬
‫مجتمعنا أو بيننا حساسية‪ ،‬والشاهد‬
‫أنه ما يزال هناك مواطنون عاديون‬
‫كثر‪ ،‬ال يعرفون الفرق بين السنة‬
‫والزيدية‪ ،‬نعرف السربلة والضم؛ لكن‬
‫هذه الجماعات جاءتنا اليوم بأفكار‬
‫غريبة قائمة على عدم التسامح مع‬
‫اآلخر أو مع الغربي وأن ذبحه حالل‪،‬‬
‫وبأساليب مقززة»‪ .‬واعتبر أن أكثر‬
‫آثار اإلرهاب تدميرا هو تأثيرها على‬
‫التنمية الشاملة‪ ،‬التي تدخل السياحة‬
‫وعائداتها ضمنها‪.‬‬
‫أ�ن ماهية هذه الربامج يجب أ�ن ت ؤ�خذ بعني االعتبار‪ .‬أ�ي�ضا القالب الذي تقدم به‬
‫يجب أ�ن يكون قالبا جاذبا لهم»‪ .‬و أ��شار �إىل أ�ن احلديث عن وجود برامج توعوية‬
‫لي�س م�شكوكا فيه‪ ،‬ولكن «ب أ��سلوب وعظي غري �شيق‪ ،‬أ�حيانا يكون منفرا أ�كرث منه‬
‫جاذبا‪ ،‬وتكون له نتائج عك�سية خطرية كالتي نتحدث عنها‪ ،‬وهذه ق�ضية مهمة‬
‫يجب التنبه لها»‪.‬‬
‫مثل هذه أالعمال عززتها ‪-‬ح�سب ال�شرجبي‪ -‬التنظيمات الدينية ب أ�فكارها‬
‫امل�ضللة‪ ،‬والتنظيمات الدينية ومعظمها جاءتنا من اخلارج خالل الفرتات‬
‫أالخرية‪ ،‬حيث مل نكن نعرف يف فرتات �سابقة �سوى تيار ا إلخوان امل�سلمني يف‬
‫اخلم�سينيات‪ ،‬وهو تيار معتدل‪.‬‬
‫«لكن (والكالم للدكتور ال�شرجبي) أ�فغان�ستان واحلرب الدولية بني أ�مريكا‬
‫واالحتاد ال�سوفييتي يف ال�سبعينيات‪ ،‬هي ما حملت الواليات املتحدة على‬
‫ت�صوير االحتاد ال�سوفييتي للعامل ا إل�سالمي ب أ�نه جاء للق�ضاء على ا إل�سالم يف‬
‫أ�فغان�ستان‪ ،‬ما �ساهم يف تعبئتهم تعبئة خاطئة عاطفيا‪ ،‬ولهذا عندما يكون أ�ي‬
‫خيار مبنيا على غري العقل ومبنيا على العاطفة ال�شخ�صية‪ ،‬يندفع �إىل أالخري‪،‬‬
‫وه ؤ�الء ال�شباب عادوا لنا من أ�فغان�ستان وعندهم أ�فكار خمتلفة عن فكر الت�سامح‬
‫الديني»‪.‬‬
‫أ‬
‫وتابع‪« :‬ونحن يف اليمن بالذات مل يكن يف جمتمعنا �و بيننا ح�سا�سية‪ ،‬وال�شاهد‬
‫أ�نه ما يزال هناك مواطنون عاديون كرث‪ ،‬ال يعرفون الفرق بني ال�سنة والزيدية‪،‬‬
‫نعرف ال�سربلة وال�ضم؛ لكن هذه اجلماعات جاءتنا اليوم ب أ�فكار غريبة قائمة‬
‫على عدم الت�سامح مع ا آلخر أ�و مع الغربي و أ�ن ذبحه حالل‪ ،‬وب أ��ساليب مقززة»‪.‬‬
‫واعترب أ�ن أ�كرث �آثار ا إلرهاب تدمريا هو ت أ�ثريها على التنمية ال�شاملة‪ ،‬التي‬
‫تدخل ال�سياحة وعائداتها �ضمنها‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫اليمن في مواجهة تحدي اإلرهاب‬
‫عوامل داخلية وخارجية‬
‫رؤية نفسية‬
‫نجاة‪ :‬من يدفعون بهؤالء األشخاص تفسيرهم‬
‫للمفاهيم الدينية خاطئ‪ ،‬وسهولة غرسها عند‬
‫هؤالء الشباب يساعد على أن يتجهوا اتجاها‬
‫متزمتا فيما يتعلق بمفهوم الدين‪ ،‬والمتطرفون‬
‫مفهومهم للدين قاصر جدا ونظرتهم لألمور قاصرة‪،‬‬
‫ويجب أن تنطلق من منطلق أن الدين اإلسالمي دين‬
‫سالم ومحبة ويتقبل اآلخر‪...‬‬
‫ويف حتليلها ل�شخ�صية القاتل‬
‫واملختطف ومن يفجر نف�سه‪ ،‬تقول‬
‫الدكتورة جناة �صائم‪ ،‬رئي�س ق�سم علم‬
‫النف�س بكلية ا آلداب ‪ -‬جامعة �صنعاء‪:‬‬
‫«العملية معقدة ولي�س من ال�سهل‬
‫حتليل �شخ�صية القاتل أ�و املختطف‬
‫والذي يفجر نف�سه»‪ ،‬م�شرية �إىل أ�ن‬
‫العديد من العوامل تدخل يف عملية‬
‫بناء ال�شخ�صية‪ .‬وقالت‪« :‬متر عملية‬
‫بناء �شخ�صية ا إلن�سان مبراحل معقدة‬
‫جدا‪ ،‬منذ حلظة ا إلخ�صاب �إىل الوفاة‪.‬‬
‫ولو حللنا �شخ�صية ه ؤ�الء �سنالحظ أ�نه �إما ح�صل لهم خلل يف عملية التن�شئة‬
‫االجتماعية من امليالد �إىل �سن الثامنة‪ ،‬و�إما أ�نهم عا�شوا يف ظروف مل ت�سهم‬
‫يف منوهم النف�سي واالجتماعي ب�شكل �سليم مبا يتوافق ومعايري وقيم املجتمع‬
‫الذي يعي�شوا فيه‪.‬‬
‫ونالحظ (والكالم للدكتورة جناة) أ�نهم يتّ�سمون أ‬
‫بالنانية املفرطة‪ ،‬وعدم‬
‫احرتام حقوق ا آلخرين وتقديرهم‪ ،‬و أ�ي�ضا يكون عندهم ا�ستجابات متطرفة‪،‬‬
‫مبعنى أ�نه لي�س �شرطا أ�ن يكون ال�شخ�ص املتطرف متطرفا دينيا فقط‪ ،‬بل‬
‫البع�ض ي�ستجيب للتطرف يف كل حياته‪ ،‬وهو قد يتطرف دينيا‪ ،‬مبعنى أ�ن يغايل‬
‫يف التزامه بالعبادات الظاهرية ولي�س الداخلية»‪.‬‬
‫وت�ضيف‪« :‬كما نالحظ تطرف بع�ضهم يف االجتاه ا آلخر‪ ،‬أ�ي االنحراف‬
‫ال�سلوكي‪ ،‬بكل ما فيه من معنى‪ ،‬وبالتايل نالحظ أ�ن أال�شخا�ص من هذا‬
‫النوع لديهم جمود يف التفكري باجتاه واحد‪ ،‬نتيجة لظروف غري طبيعية مروا‬
‫بها أ�ثناء عملية التن�شئة االجتماعية‪� ،‬سواء يف البيت أ�م يف املدر�سة أ�م حتى‬
‫مع الرفاق‪ ،‬مبا ي�سهل ا�ستقطابهم‪ ،‬وغر�س أ�فكار يف أ�ذهانهم‪ ،‬عن طريق‬
‫‪40‬‬
‫اال�ستغالل‪ ،‬وعلى أ��سا�س‪ :‬أ�نت ميكن أ�ن تكون م�شهورا والنا�س يتكلمون عليك‬
‫وهكذا يتم اال�ستغالل»‪.‬‬
‫أ‬
‫وفيما يتعلق باملراحل العمرية ملنفذي العمال ا إلرهابية التي ت�ستهدف ال�سياح‪،‬‬
‫ومالحظة أ�ن معظم من يتم ا�ستغاللهم عادة ما يكونون من �صغار ال�سن (‪-18‬‬
‫‪� 21‬سنة)‪ ،‬تقول الدكتورة جناة‪« :‬هي مرحلة مل ي�صل فيها ا إلن�سان �إىل ا�ستقرار‬
‫فيما يتعلق مبفهوم الذات وتكوين ال�شخ�صية‪ ،‬ولهذا جتد أ�ن بع�ض اجلماعات‬
‫تطرح عليهم أ�فكارا م�ضللة با�سم الدين‪ ،‬كالقول‪� :‬إن الدين يف خطر و أ�نك أ�نت‬
‫الذي �ست�صلح الكون (!!) وال�سياح الذين ي أ�تون �إىل بالدنا ين�شرون قيما غري‬
‫متفقة مع عاداتنا وتقاليدنا بالتايل يجب منع دخولهم �إىل جمتمعنا‪.»...‬‬
‫وت�ضيف‪« :‬من يدفعون به ؤ�الء أال�شخا�ص تف�سريهم للمفاهيم الدينية خاطئ‪،‬‬
‫و�سهولة غر�سها عند ه ؤ�الء ال�شباب ي�ساعد على أ�ن يتجهوا اجتاها متزمتا فيما‬
‫يتعلق مبفهوم الدين‪ ،‬واملتطرفون مفهومهم للدين قا�صر جدا ونظرتهم أ‬
‫للمور‬
‫قا�صرة‪ ،‬ويجب أ�ن تنطلق من منطلق أ�ن الدين ا إل�سالمي دين �سالم وحمبة‬
‫ويتقبل ا آلخر‪ ،‬وهناك الكثري من ا آليات القر�آنية التي تنادي بذلك مثل قوله‬
‫تعاىل‪{ :‬لكم دينكم ويل دين}‪ ،‬وقوله تعاىل‪{ :‬وجادلهم بالتي هي أ�ح�سن}‪...‬‬
‫وكثري من ا آليات التي تو�ضح أ�ن ا إل�سالم دين حمبة ودين �سالم‪ ،‬ولي�س دين‬
‫غلو وتطرف»‪.‬‬
‫ورغم أ�ن اجلهات امل� ؤس�ولة يف ر أ�ي الدكتور جناة تتحمل جزءا من امل� ؤس�ولية‪،‬‬
‫لكن هذا ال يعني أ�ن احلكومة م� ؤس�ولة عن كل �شيء‪ ،‬وتقول‪ :‬أ‬
‫«لننا تعودنا‬
‫جميعنا أ�ن نحمل ا آلخرين م� ؤس�ولية �إ�صالح كل �شيء‪ ،‬وبالتايل كثري من‬
‫املواطنني يحملون احلكومة أ��شياء كثرية‪ ،‬بينما يوجد كثري من أال�شياء التي‬
‫ميكن للمجتمع املحلي أ�ن يقوم ب�إ�صالحها ويقوم بعملها‪ ،‬وبالتايل ال يحتاجون‬
‫للحكومة بهذا ال�شكل الذي نحن متعودون عليه‪ ،‬متاما كما هو احلال بالن�سبة‬
‫للمواطنني ممن ميكن أ�ن ي�ساعدوا يف عمل أ��شياء كثرية‪ .‬فامل� أس�لة م� أس�لة تكامل‬
‫بني املواطنني واحلكومة‪ .‬لكن أ‬
‫لل�سف هذا غري موجود!»‪.‬‬
‫ووف���ق الدكت���ور حمم���د الظاه���ري‪،‬‬
‫أ��س���تاذ العلوم ال�سيا�س���ية بكلية التجارة‬
‫واالقت�صاد ‪ -‬جامعة �صنعاء‪ ،‬ف�إن ق�ضية‬
‫ا إلره���اب ق�ض���ية يتداخ���ل فيه���ا العامل‬
‫الداخلي مع اخلارجي‪ ،‬والت أ�ثري متبادل‪،‬‬
‫حيث ال يج���وز أ�ن يحتكر الظاهرة عامل‬
‫واحد‪ .‬ففي ق�ض���ية ا إلره���اب «املالحظ‬
‫أ‬
‫لل�س���ف أ�نه يتم التعامل معها من زاوية‬
‫أ�مني���ة وب�ش���كل مو�س���مي أ�و وعظ���ي عن‬
‫طريق خطبة جامع مثال أ�و يف ال�صحافة‬
‫ب�ش���كل مو�س���مي عندم���ا يح���دث حدث‬
‫مع�ي�ن مث�ل�ا‪ ،‬وهن���ا تب���دو لن���ا جوان���ب‬
‫الق�ص���ور يف التعامل مع هذه الظاهرة»‪ .‬ويقول‪« :‬العام���ل اخلارجي‪ :‬بعد أ�حداث‬
‫�سبتمرب رفع أالمريكيون �ش���عار‪ :‬ملاذا يكرهوننا (يق�صدون ا إل�سالميني)؟ ونحن‬
‫نق���ول‪ :‬ا إل�س�ل�ام براء من ظاه���رة ا إلره���اب‪ .‬واملالحظ أ�ن ذلك لي����س يف اليمن‬
‫فح�س���ب‪ ،‬الذي يعاين من تبعات أالعمال ا إلرهابية‪ ،‬و�إمنا يف الوطن العربي ككل‪.‬‬
‫وكم���ا قلنا الت أ�ثري متبادل‪ ،‬مثال �سيا�س���ات جائرة و�سيا�س���ات تكي���ل مبكيالني‪...‬‬
‫أ‬
‫لل�س���ف بع�ض ال�ش���باب الغا�ض���ب ألن ال�سيا�س���ة أالمريكية الظاملة جتاه احلق‬
‫العرب���ي غالبا ما ترفع ح���ق الفيتو (حق النق�ض) يف جمل�س أالمن‪ ،‬بينما تقوم‬
‫بدعم الكيان ال�ص���هيوين الذي يدن�س املقد�سات ويحتل أالر�ض‪ ،‬وهذا املتغري‬
‫اخلارج���ي متواج���د يف هذا ا إلطار‪ ،‬ف�ض�ل�ا ع���ن املتغري الداخل���ي واملتمثل يف‬
‫أ�ن اجلماعات املتطرفة ت�س���عى ال�س���تقطاب ال�ش���باب وتعمل على ا�س���تغاللهم‬
‫ودفعه���م نح���و العنف‪ ،‬ومن هن���ا يتبني من وجهة نظري كباح���ث و أ�كادميي أ�ن‬
‫مثل هذه الظاهرة لها أ��سبابها التي ال بد من النظر �إليها وحتليلها ودرا�ستها»‪.‬‬
‫و أ�كد الظاهري يف �سياق حديثة أ�ن هناك جهات م�ستفيدة من عدم اال�ستقرار يف‬
‫اليمن وال ترغب بر ؤ�ية اليمن دولة قوية م�ستقرة اجتماعيا و�سيا�سيا واقت�صاديا‪.‬‬
‫وقال‪ :‬أ‬
‫«لل�سف اليمن منك�شف باجتاه اخلارج‪ ،‬وهو كثريا ما يت أ�ثر به‪،‬‬
‫ولهذا أ�طالب بتحقيق العدل ومكافحة الف�ساد‪ ،‬وامل�ساواة‪،‬‬
‫كن�سيج لهذا الوطن يحميه من ت أ�ثري اخلارج‬
‫على اجتاه الداخل»‪.‬‬
‫و أ�كد �ضرورة أالخذ مببد أ� ال�شفافية والو�ضوح يف التعامل مع ق�ضية ا إلرهاب‪،‬‬
‫كظاهرة لها جذورها االقت�صادية وال�سيا�سية والثقافية‪ ،‬وعدم االكتفاء بالتعامل‬
‫مع أ�عرا�ضها أ�و التقليل منها‪ .‬وقال‪« :‬يجب التعامل مع عقدة ا إلرهاب على‬
‫امل�ستوى الفكري وعلى م�ستوى الت أ�ويل اخلاطئ للعقيدة ا إل�سالمية‪ ،‬والبعد‬
‫االقت�صادي‪ ،‬والبحث عن كيفية درا�سة امل�شكلة وااللتقاء ب�شبابنا ومعرفة كيف‬
‫لل�سالم بعيدا‬
‫ينظرون لل�سيا�سات احلكومية‪ ،‬و�إيجاد نوع من التف�سري ال�صحيح إ‬
‫عن التطرف»‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫اليمن في مواجهة تحدي اإلرهاب‬
‫وجهة نظر دبلوماسية‬
‫وزارة الداخلية‬
‫الدكتور أ�بوبكر القربي‪ ،‬وزير اخلارجية‪ ،‬أ�كد أ�همية ت�ضافر اجلهود الدولية ملكافحة ا إلرهاب ودعم جهود‬
‫اليمن يف هذا ال� أش�ن‪ ،‬م�شددا على أ�ن ا إلرهاب �آفة دولية ولي�ست مرتبطة بدولة أ�و �إقليم حمدد‪.‬‬
‫و أ��شار القربي‪ ،‬يف ت�صريحات �صحفية‪� ،‬إىل أ�ن وزارة اخلارجية تبذل العديد من اجلهود والتن�سيق مع الدول‬
‫ذات العالقة ب� أش�ن التخفيف من حتذيراتها ال�صادرة �ضد اليمن‪ ،‬من خالل االلتقاء بعدد من �سفراء البلدان‬
‫الغربية يف اليمن‪.‬‬
‫وكان القربي التقى م ؤ�خرا �سفراء ٍّ‬
‫كل من االحتاد أالوروبي والواليات املتحدة أالمريكية واليابان وكوريا‬
‫اجلنوبية‪ ،‬وعددا من �سفراء الدول الدائمة الع�ضوية‪ ،‬وممثل أالمم املتحدة لدى اليمن‪ .‬ومت �إطالعهم على‬
‫اجلهود التي تبذلها احلكومة اليمنية يف مكافحة ا إلرهاب ونتائج التحقيقات أالولية التي تو�صلت �إليها‬
‫أالجهزة أالمنية حول العمليتني ا إلرهابيتني اللتني ا�ستهدفتا ال�سياح والرعايا الكوريني يف مدينة �شبام‬
‫بح�ضرموت والعا�صمة �صنعاء‪ ،‬وكذا ما مت اتخاذه من �إجراءات لتعزيز ا إلجراءات أالمنية االحرتازية حلماية‬
‫ال�سياح والبعثات الدبلوما�سية أالجنبية‪.‬‬
‫وثمن تفهم ر ؤ��ساء البعثات الدبلوما�سية جلهود اليمن وجناحاته يف مكافحة ا إلرهاب‪ ،‬وما مت اتخاذه من‬
‫�إجراءات لتوفري احلماية الالزمة لل�سياح والبعثات الدبلوما�سية‪ .‬و أ��شار �إىل الدور الذي تقوم به القنوات‬
‫الدبلوما�سية عرب ال�سفارات اليمنية يف اخلارج بهذا ال�صدد‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫لن تقلقنا هذه األحداث‪،‬‬
‫لن يقلقنا أي عمل‬
‫إرهابي هنا أو هناك‪ ،‬لن‬
‫تهز األجهزة األمنية إطالقا‪،‬‬
‫ولكنها ستجدنا أكثر‬
‫تصميمًا وإرادة على اتخاذ‬
‫إجراءات قوية بحق كل‬
‫هذه العناصر ومنابعهم‬
‫التي تفرخهم‬
‫اللواء مطهر ر�شاد امل�صري‪ ،‬وزير الداخلية‪ ،‬أ�كد يف ت�صريحات �صحفية‪ ،‬أ�ن اجلهات أالمنية‬
‫اتخذت �سل�سلة من ا إلجراءات بهذا اخل�صو�ص‪ ،‬أ�همها �إن�شاء وحدة أ�من ال�سياحة‪ .‬وقال‪« :‬جاءت‬
‫هذه الوحدة بتجهيزات �سريعة‪ ،‬ويف وقت ق�صري‪ ،‬وهذا كان ردا أ�وليا على كل أال�شخا�ص الذين‬
‫يحاولون ت�شويه �سمعة اليمن‪ ،‬ويحاولون احلد من ال�سياحة»‪.‬‬
‫و أ��ضاف‪« :‬هذه الوحدة لها م� ؤس�ولية مبا�شرة‪ ،‬ولكن حماية ال�سياحة ومكافحة ا إلرهاب هي‬
‫م� ؤس�ولية عامة لكافة أالجهزة أالمنية‪ ،‬وكل املواطنني ال�شرفاء على طول اليمن وعر�ضه‪ .‬كما‬
‫�إننا ال بد أ�ن نعمل على جتفيف منابع ا إلرهاب‪ .‬ويجب أ�ن نكون �صريحني‪ ،‬فهناك بع�ض املعاهد‬
‫واجلوامع واخلطباء الذين تفرخون ا إلرهاب‪ .‬هذه م� ؤس�ولية جماعية‪ ،‬ولن تكون م� ؤس�ولية أالمن أ�و‬
‫الداخلية �إطالقا‪ ،‬و�إمنا م� ؤس�ولية املثقفني‪ ،‬والوطنيني‪ ،‬ووزارة الرتبية والتعليم‪ ،‬ووزارة الثقافة‪،‬‬
‫ووزارة ا إلعالم‪ ...‬فهي ‪�-‬إذن‪ -‬م� ؤس�ولية وطنية عامة»‪.‬‬
‫وك�شف أ�ن وزارة الداخلية يف حادثة �شبام ا�ستطاعت يف غ�ضون ‪� 12‬ساعة فقط التو�صل �إىل‬
‫معلومات جيدة‪ ،‬تعرفت من خاللها على الكيفية التي مت بها ا�ستقطاب بع�ض ه ؤ�الء أال�شخا�ص‪،‬‬
‫ومبا ت أ�كد أ�ن «املو�ضوع يحتاج �إىل جهود جماعية من قبل كل أالفراد وامل ؤ��س�سات»‪.‬‬
‫و أ�كد‪« :‬ا آلن لدينا معلومات عن أ�ن ه ؤ�الء �شباب طائ�شني بعمر ‪� 20-18‬سنة‪ ،‬تتم تعبئتهم تعبئة‬
‫خطرية‪ ،‬فيقومون بهذه أالعمال ا إلرهابية التي ال تر�ضي اهلل وال ر�سوله‪ .‬نحن على ثقة كاملة ب أ�ن‬
‫امل ؤ��س�سات أالمنية مبختلف �صنوفها �ستعمل على مطاردتهم‪ ،‬مثلما مت قتل ا إلرهابيني يف ترمي‬
‫وكانوا من أ�خطر ا إلرهابيني يف ح�ضرموت الوادي وال�صحراء‪ -‬وكما مت التعامل مع ا إلرهابيني‬‫يف ال�سفارة أالمريكية وقتلهم‪.»...‬‬
‫ً‬
‫أ‬
‫وقال‪« :‬يف هذا العام مت �ضبط أ�كرث من ‪� 25‬شخ�صا ممن حاولوا اختطاف بع�ض الجانب‪ ،‬وبع�ض‬
‫املواطنني اليمنيني‪ ،‬و�آخرهم أال�شخا�ص الذين حاولوا اختطاف اخلبرية أالملانية يف م أ�رب‪ ،‬وهم‬
‫ا آلن داخل ال�سجون»‪.‬‬
‫وتابع‪ « :‬أ�طالب الق�ضاء والنيابة ب أ�ن يوقعوا أ�ق�صى العقوبات‪ .‬ا آلن لديهم جمموعة من اخلاطفني‬
‫وقطاع الطرق ومن الذين يتعر�ضون لل�سياح‪ ،‬فلماذا ال يحكمون على واحد أ�و اثنني با إلعدام!؟‬
‫ف�إذا مت اتخاذ حكم قوي ف أ�نا مت أ�كد أ�ن هذه احلوادث لن تتكرر �إطالقا»‪.‬‬
‫و أ��ضاف‪ ،‬يف كلمته خالل افتتاح وحدة أ�من ال�سياحة‪ :‬أ‬
‫«الجهزة أالمنية تقوم مبتابعتهم‪ ،‬وت�ضحي‬
‫ب أ�فراد و�ضباط وجنود‪ ،‬وت�ضبطهم‪ ،‬ويدخلون ال�سجن‪ ،‬وبعدها ت�صدر أ�حكام �ضعيفة‪ .‬أ�عتقد أ�ن‬
‫هذا ال ي�شجع على �إنهاء عملية اخلطف‪ ،‬لذلك نطالب الق�ضاة والنيابة بعقوبات رادعة»‪.‬‬
‫و أ�كد قائ ًال‪« :‬لن تقلقنا هذه أالحداث‪ ،‬لن يقلقنا أ�ي عمل �إرهابي هنا أ�و هناك‪ ،‬لن تهز أالجهزة‬
‫أالمنية �إطالقا‪ ،‬ولكنها �ستجدنا أ�كرث ت�صميم ًا و�إرادة على اتخاذ �إجراءات قوية بحق كل هذه‬
‫العنا�صر ومنابعهم التي تفرخهم»‪.‬‬
‫وطالب قوات أالمن املركزي «الذراع اليمنى القوية لوزارة الداخلية» ‪-‬على حد و�صفه‪ -‬ب�نأ‬
‫يتعاملوا مع هذه اجلرائم «بكل قوة وبدون تردد‪ ،‬وبحزم و�سرعة‪ ،‬و أ�نا معكم‪ ،‬و� أس�كون داعما‬
‫لهذه الوحدة»‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫اليمن في مواجهة تحدي اإلرهاب‬
‫إجراءات ونتائج‬
‫الجراءات ما يلي‪:‬‬
‫فيما كان من أ�برز نتائج تلك إ‬
‫‪� n‬إعالن �ضبط أ�كرث من ‪� 25‬شخ�ص ًا ممن حاولوا اختطاف بع�ض أالجانب‬
‫وبع�ض‬
‫أ‬
‫آ‬
‫املواطنني اليمنيني‪ ،‬و�خرهم ال�شخا�ص الذين حاولوا اختطاف اخلبرية‬
‫أالملانية يف م أ�رب‪ ،‬وهم ا آلن يف ال�سجون‪.‬‬
‫أ‬
‫‪� n‬إعالن �ضبط وتقدمي أ�كرث من ‪ 60‬مطلوبا �منيا للمحاكمة‪ ،‬من بينهم‬
‫خم�سة‬
‫أ‬
‫أ‬
‫مطلوبني �منيا بق�ضايا اختطاف �سياح وقطاع طرق يف �مانة العا�صمة‪،‬‬
‫با إل�ضافة �إىل �إعالن �ضبط ‪ 34‬مطلوبا أ�منيا يف ق�ضايا تخريبية بحملة‬
‫جعار‬
‫مطلع ابريل اجلاري‪.‬‬
‫‪ n‬مت تقدمي ‪ 8‬أ��شخا�ص على دفعتني وجمموعة أ�خرى مكونة من ‪16‬‬
‫�شخ�صا جتري حماكمتهم ا آلن أ�مام املحكمة اجلزائية املتخ�ص�صة‬
‫بق�ضايا ا إلرهاب‪.‬‬
‫‪ n‬مبا�شرة املحكمة املتخ�ص�صة التي مت �إن�شا ؤ�ها يف عام ‪ 1999‬بتنفيذ‬
‫عدد من‬
‫أ�حكام ا إلعدام بحق مدانني ب أ�عمال اختطاف منها تنفيذ حكم ا إلعدام‬
‫تعزيرا يف القاتل أ�حمد علي أ�حمد نوا�س إلدانته بالقتل عمد ًا وعدوانا‬
‫مع �سبق‬
‫ا إل�صرار والرت�صد للمجني عليها زوجته «وندي‬
‫جوندر» (هولندية‬
‫أ‬
‫اجلن�سية)‪،‬و�سبقه ب�يام تنفيذ حكم‬
‫الق�صا�ص ال�شرعي يف القاتل في�صل‬
‫حمود بجا�ش ال�شايف إلدانته بالقتل عمداً‬
‫وعدوانا مع �سبق ا إل�صرار والرت�صد‬
‫للمجني عليه حممد أ�حمد قرية وكذا قيامه‬
‫بالتقطع وخطف أ�جانب‪.‬‬
‫وكان اليمن اتخذ ‪-‬يف �إطار جهوده‬
‫ملكافحة ا إلرهاب‪� -‬سل�سلة من ا إلجراءات‬
‫التي خل�صها لنا العديد من ال�شخ�صيات‬
‫امل�ست�ضافة �ضمن امللف باال�ضافة �إىل ما‬
‫قدمه �ضمن امللف الدكتور مطيع جبري‬
‫وكيل وزارة ال�شئون القانونية فيما يتعلق‬
‫باالجراءات القانونية ونوجزها فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أ‬
‫‪� n‬إن�شاء وحدة إلدارة الزمات ال�سياحية‬
‫بوزارة ال�سياحة‪.‬‬
‫أ‬
‫‪� n‬إن�شاء وحدة �من ال�سياحة التابعة‬
‫أ‬
‫للمن املركزي بوزارة الداخلية‪.‬‬
‫‪� n‬إدخال النظام ا آليل لتتبع املركبات ال�سياحية‪ ،‬و�إقرار النظام من قبل املجل�س‬
‫أالعلى لل�سياحة‪.‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫‪ n‬تفعيل دور ال�شرطة ال�سياحية بالتن�سيق مع كل الجهزة المنية ذات العالقة‪.‬‬
‫‪� n‬شن حمالت مالحقة ومطاردة وا�سعة للعنا�صر ا إلرهابية أ�ينما كانت‪ ،‬و�إعالن‬
‫تقدمي عدد من العنا�صر ا إلرهابية للمحاكمة‪.‬‬
‫‪� n‬إعالن أالجهزة أالمنية تقدمي عدد من العنا�صر ا إلرهابية للمحاكمة خالل‬
‫أال�شهر املا�ضية‪.‬‬
‫‪� n‬إن�شاء حمكمة جزائية خا�صة مبحاكمة املجرمني الذين يخلون ب أ�من الدولة‬
‫ويخلون أ‬
‫بالمن العام‪ ،‬ومنها جرائم التقطع واالختطاف والنهب وال�سلب‪ ،‬حتى‬
‫جرائم ا إلرهاب التي تت�ضمن هذه اجلرائم‪ ،‬مبعنى أ�ن هذه املحكمة متخ�ص�صة‬
‫وتبت يف هذه الق�ضايا ب�صورة �سريعة ولديها ق�ضاة على م�ستوى ت أ�هيل عال‪.‬‬
‫‪� n‬إعطاء جرائم القتل واالختطاف واالعتداء على الرعايا أالجانب أ�ولوية‬
‫خا�صة �ضمن �سلم أ�ولويات اجلهات الق�ضائية املعنية‪ ،‬واتخاذ جمل�س الق�ضاء‬
‫أالعلى توجها للحفاظ على ا�ستقاللية ونزاهة الق�ضاء وحتقيق العدل أ‬
‫والمن‬
‫واال�ستقرار با إلعالن خالل الفرتة املا�ضية عن اتخاذ �سل�سلة من ا إلجراءات‬
‫العقابية بحق ق�ضاة ووكالء نيابات متهمني بالف�ساد‪.‬‬
‫‪ n‬ال�سعي نحو احلفاظ على ا�ستقاللية ونزاهة وحيادية الق�ضاء‪ ،‬وتعيني ق�ضاة‬
‫على م�ستوى ت أ�هيل عال يعملون على الف�صل يف املنازعات‪.‬‬
‫‪ n‬ال�شروع يف تطبيق �إجراءات ت�ضمن اال�ستفادة املبا�شرة من املجتمع املدين‬
‫القاطن باملواقع ال�سياحية‪.‬‬
‫‪� n‬إ�شراك أ�كرب قطاع من أ�بناء هذه املجتمعات يف عملية التنمية ال�سياحية ب�صورة‬
‫مبا�شرة‪ ،‬ومن خالل ت أ�هيل وتدريب املر�شدين ال�سياحيني من أ�بناء هذه املناطق‪،‬‬
‫ودعم امل�شاريع أ‬
‫والن�شطة احلرفية ذات ال�صلة بتنمية القطاع ال�سياحي وتعزيز‬
‫أ‬
‫قاعدة اخلدمات ال�سياحية مبا يتيح ا�ستثمار �بناء املناطق ال�سياحية يف املواقع‬
‫امل�ستهدفة ويجعل من كل ذلك ميثل خط دفاع �آمن للعملية ال�سياحية برمتها‪.‬‬
‫‪� n‬إ�صدار قانون منع حمل وحيازة ال�سالح‪ ،‬وتنفيذ حمالت وا�سعة أ��سفرت عن‬
‫م�صادرة الكثري منها‪.‬‬
‫‪� n‬إن�شاء ا إلدارة العامة ملكافحة ا إلرهاب واجلرمية املنظمة طبقا للقرار‬
‫اجلمهوري رقم (‪ )159‬ل�سنة ‪.2004‬‬
‫‪44‬‬
‫‪ n‬اتخاذ كافة ا إلجراءات وال�ضوابط للحد من انت�شار أالعمال ا إلرهابية أ�و‬
‫اتخاذ أ�را�ضي اليمن لتنفيذ تلك أالعمال أ�و جتنيد اجلماعات ا إلرهابية‪،‬‬
‫عرب �سن قوانني حتد من تلك أالعمال وت�شدد يف معاقبة مرتكبيها مبا ين�سجم‬
‫ويتواءم مع االتفاقيات ا إلقليمية والدولية التي أ��صبح اليمن طرفا فيها‪ ،‬وعلى‬
‫اعتبار أ�ن تلك االتفاقيات التي �صادقت عليها اجلمهورية اليمنية وا�ستكملت‬
‫ب� أش�نها ا إلجراءات الد�ستورية للم�صادقة عليها باعتبارها قوة القانون وجزء‬
‫ال يتجز أ�من الت�شريع اليمني ومنها القانون (‪ )12‬ل�سنة ‪ 1994‬ب� أش�ن اجلرائم‬
‫والعقوبات‪ ،‬والقانون رقم (‪ )24‬للعام نف�سه ب� أش�ن مكافحة جرائم االختطاف‬
‫والتقطع‪ ،‬والقانون رقم (‪ )25‬ل�سنة ‪ 2005‬ب� أش�ن حظر �إنتاج أاللغام امل�ضادة‬
‫أ‬
‫للفراد وحيازتها واالجتار بها‪ ،‬والقانون رقم (‪ )35‬ل�سنة ‪ 2003‬ب� أش�ن مكافحة‬
‫غ�سل أالموال‪.‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫‪ n‬أ‬
‫ولن اليمن �ول دولة يف العامل عانت من ا إلرهاب ونتائجه و�ول دولة و�ضعت‬
‫ت�شريعات ملكافحة ا إلرهاب و�إ�صدار القانون رقم (‪ )12‬ل�سنة ‪ 1994‬ب� أش�ن‬
‫اجلرائم والعقوبات واملعدل بالقانون رقم (‪ )16‬ل�سنة ‪ ،1995‬قام اليمن ب�إعداد‬
‫وو�ضع ت�شريع خا�ص مبكافحة ا إلرهاب‪� ،‬صدر بالقانون رقم (‪ )24‬ل�سنة ‪1998‬‬
‫ب� أش�ن جرائم االختطاف والتقطع‪ .‬كما أ��صدر القانون رقم (‪ )34‬ل�سنة ‪1999‬‬
‫ب� أش�ن املوافقة على االتفاقية العربية ملكافحة ا إلرهاب ال�صادرة عن جامعة‬
‫الدول العربية‪ ،‬ويوجد حاليا لدى جمل�س النواب أ�هم ت�شريعني جديدين ملكافحة‬
‫ا إلرهاب‪ ،‬وهما‪ :‬م�شروع قانون مكافحة ا إلرهاب‪ ،‬وم�شروع قانون ملكافحة غ�سل‬
‫أالموال ومتويل ا إلرهاب‪.‬‬
‫‪ n‬ي�سعى اليمن جاهدا �إىل تطبيق الت�شريعات امل�ستمدة من أ�حكام ال�شريعة‬
‫ا إل�سالمية ال�سمحة جتاه جميع اجلرائم ا إلرهابية التي تقع على أ�را�ضيه‪ .‬كما‬
‫ي�سعى مع كافة الدول يف أال�سرة الدولية لو�ضع �آليات لتفعيل التعاون الدويل‬
‫ملكافحة ا إلرهاب‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫بقعة ضوء‬
‫إلى كل هؤالء !‬
‫�إىل ال�ضالعون يف لغة الهيمنة واال�ستعالء على ا آلخر‪ ،‬ممن علقوا على دماء وجثث‬
‫�ضحاياهم من أالبرياء دن�س اخلطايا والذنوب واملعا�صي التي اقرتفوها‪� ،‬إىل من‬
‫حولوا أ�نف�سهم �إىل عبوات نا�سفة يلقونها على كواهل الب�سطاء وامل�ست�ضعفني يف‬
‫أالر�ض وا آلمنني من بني الب�شر حمملة برج�س أ�يامهم ا آلفل ّة‪ ،‬واملوغلة يف عامل‬
‫الرج�س واجلرمية املنظمة‪� ،‬إىل أ�ولئك الذين يباغتون الوطن وحرا�س أ�منه‬
‫البوا�سل ب أ��سلحة الغدر واملكر واخلديعة؛ كالذين باغتوك يف أ�حد أ��شهر اهلل‬
‫ا ُ‬
‫حلرم‪ ،‬و أ�نت يف مكانك عاكف على تالوة القر�آن و أ�داء واجبك املقد�س!‬
‫�إىل من يتقنون فن ا�ستهداف احللم يف املهد‪ ،‬من ينا�صبون القيم ا إلن�سانية‬
‫النبيلة احلرب والعداء‪ ،‬وي ؤ�ثرون لغة املدافع والر�صا�ص والدمار على لغة العقل‬
‫واملنطق واحلب وال�سالم والعدل وامل�ساواة والتعاي�ش ال�سلمي مع ا آلخر‪� ،‬إىل‬
‫ال�ضالعون يف فنون قتل وت�شوية كل ما هو أ�ن�ساين وجميل يف هذا العامل ‪� ،‬إىل من‬
‫ُيلب�سون أ�يامنا و أ�حالمنا و أ�مالنا وتطلعاتنا البائ�سة ثوب احلزن واخلزي والعار‪،‬‬
‫�إىل ال�ضالعون يف خطف وتقطيع أ�و�صال أالحالم املتوردة يف نفو�س الب�سطاء‬
‫أ‬
‫والبرياء وعابري ال�سبيل‪ ،‬ال�ضالعون يف ترويع أالمنيني يف م�ساكنهم املتاخمة‬
‫يف أ�ق�صى عامل ال�سكينة‪ ،‬من ال يفقهون �سوى ا إلعداد والتخطيط الرتكاب أ�ب�شع‬
‫اجلرائم وتنفيذها بدم بارد!‬
‫�إىل من ال يعي�شون �سوى يف الظالم احلالك ال�سواد مثل قلوبهم الغارقة يف احلقد‪،‬‬
‫من ال يحيون �سوى يف موا�سم املوت واالقتتال‪ ،‬وافتعال أالزمات‪ ،‬من ال يحلوا لهم‬
‫املقام �إال يف أ�جواء عدم اال�ستقرار ‪� ،‬إىل معاول الهدم و�سيوف التخلف والبط�ش‬
‫والظلم والظالل ومروجي أالفكار ال�ضالة املتعط�شة للعنف والتطرف وممار�سة‬
‫ا إلرهاب‪� ،‬إىل م�شيعي الفو�ضى والفنت ما ظهر منها وما بطن‪� ،‬إىل أ��صحاب‬
‫النظرة املتدنية وامل�سرتخ�صة للذات ا إلن�سانية ب�سموها وعلوها‪ ،‬أ��صحاب النظرة‬
‫امل�شو�شة واملرتبكة يف أ��صول العقيدة ا إل�سالمية ال�سمحة‪ ،‬القائمة على أ��س�س‬
‫احلب والعدل وامل�ساواة واالحرتام بني بني الب�شر!!‬
‫الثم والظلم والعدوان لو تعلمون؟‬
‫ما هو ا�شد أ�نواع إ‬
‫أ‬
‫أ�ن ُيقدم املرء على عمل ال يعرف �سلفا نتائجه وتبعاته‪� ،‬ن يقدم على عمال ال‬
‫يعلم جزاءه يف الدنيا وا آلخرة! أ�ن يكون م�سريا ال خمريا لثلة من �سدنة أ�حاديث‬
‫�آالفك و أ��صحاب أالفكار امل�سمومة التي تُد�س كما ُيد�س ال�سم يف الع�سل‪ ،‬حيث ت ؤ�د‬
‫لج ومتنهج بها عقليات من يتم ا�ستقطابهم وا�ستغاللهم من أالطفال وال�شباب‬
‫املعلقة قلوبهم وعقولهم بعامل التيه وال�شتات؟‬
‫أ�ن يكون املرء جاهال �إىل حد ال�سذاجة‪ ،‬و�إىل درجة االنقياد واالن�صياع ملن‬
‫ي�ستهوون التحكم أ‬
‫بالخر وتوجيهه أ�ينما ومتى أ�رادوا يف وقتا يحاول فيه –هذا‬
‫أ‬
‫املرء‪ -‬خداع نف�سه ا إلمارة بال�سوء يف كل مرة يقنعها ب�نه املتحكم يف ت�صرفاته‬
‫و أ�فعاله النكرة‪ ..‬أ�ن يعتقد املرء مبا ال يقر به عقل وال دين وال منطق وال خلق!‬
‫أ�ن يعتقد أ�مثالكم أ�ن يف قتله للنف�س التي حرم اهلل تطهري وتزكية لنف�سه من‬
‫الذنوب واملعا�صي؟‬
‫أ‬
‫أ‬
‫الثم والظلم؟‬
‫نوع‬
‫�‬
‫ق�سى‬
‫�‬
‫أ�تعرفون ما هو‬
‫إ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫هو ما متار�سونه �نتم بحق �نف�سكم‪ ،‬تفريطكم يف �مانه النف�س التي زكاكم اهلل‬
‫بها‪ ،‬و�إ�صراركم على تعري�ض أ�نف�سكم وا آلخرين ال ب�شع أ�نواع أالذى والظلم! أ�ن‬
‫تباغتوا قريبا أ�و غريبا يف الطريق امل�سبلة ا آلمنة‪ ،‬وتختطفوا منه حلمه و أ�مله يف‬
‫العودة �ساملا غامنا �إىل أ�هله وذويه دون أ�دنى حق!‬
‫�إمنا جرائمكم (القتل واالختطاف)‪ ،‬هي ردا قويا و�صارخا على فعلكم الدوين‬
‫الناك�ص �إىل ح�ضي�ض ال�سوء والرذيلة‪ .‬وفعال �إن كنتم تفقهون فال �صحة العتقاد‬
‫أ�حدكم أ�ن تنفيذه ملثل هذه اجلرائم من ال�شجاعة والرجولة والبطولة أ�و حتى‬
‫ا إلميان يف �شيء‪ ..‬فهل من ا إلميان حتويل العامل �إىل م�ستنقعات عفنه من‬
‫أال�شالء والدماء (حيث تتفتح �شهيتكم)؟‬
‫أ�ين أ�نتم من نهيه عز وجل يف قوله تعاىل‪ ( :‬وال تعتدوا‪� ،‬إن اهلل ال يحب‬
‫املعتدين)؟ أ�لي�س املنهج الرباين العظيم‪ ،‬هو ذلك الداعي �إىل تعزيز القيم‬
‫الروحية واالن�سانية يف العامل و أ��شاعه الت�سامح بني بني الب�شر‪ ،‬واحرتام كرامة‬
‫ا إلن�سان أ�يا كان نوعه أ�و لونه أ�و جن�سه؟!‬
‫أ�مل ي� أس�ل أ�مثالكم نف�سه أ�ين هو من حقيقة الر�سالة املحمدية ل�سيد أالنبياء‬
‫واملر�سلني �سيدنا حممد عليه ال�صالة وال�سالم الداعية �إىل ت أ��سي�س العمل اخلري‬
‫و أ��شاعه املحبة وال�سالم من اجل الو�صول �إىل حتقيق �إن�سانية ا إلن�سان وحت�صني‬
‫كرامته و�صونها يف بلدا �سبق له أ�ن و�صفه ببلد ا إلميان واحلكمة ؟‬
‫للن�سان أ‬
‫والوطان؟ أ�لي�س هذا احلقد‬
‫ترى أ�ين ر�ضعتم كل هذا احلقد والكراهية إ‬
‫هو نف�سه الذي �ستظلون أ�نتم ناره ووقوده التي ال تخمد �إىل ابد ا آلبدين(هذه هي‬
‫ب�شراكم �إن كنتم تفقهون)!‬
‫حممد ال�سياغي‬
‫‪46‬‬
‫مهن عبر األجيال‬
‫يربز اخلنجر اليمني كواحد من أ�هم اخلناجر‬
‫العربية أال�صيلة‪ ،‬التي حتتل أ�همية ال ت�ضاهى يف‬
‫مكون ال�شخ�صية اليمنية وتركيبها الثقايف االجتماعي‬
‫التقليدي‪ ،‬لدرجة اعتباره جزءا أ��سا�سيا من مكونها‬
‫العام وبعدها الرتاثي واحل�ضاري‪ ،‬وم�صدر فخرها‬
‫واعتزازها بكل ما يحمله من رمزية جلمال املظهر‬
‫العام الذي ال يكتمل بدونه‪.‬‬
‫حممد فرج‬
‫الخنجر اليمني‪...‬‬
‫رمـــز للهـويــة‬
‫يف النقو�ش وال�صور على أالحجار واملعامل التاريخية‬
‫تبني ال�صور ملوك اليمن منذ ‪� 6000‬سنة وهم‬
‫يحملونها‪ ،‬لت ؤ�كد مدى اعتزاز اليمني بهذا ال�سالح‬
‫الذي ظل اقتنا ؤ�ه متوارثا عرب أالجيال �إىل زمننا هذا‪.‬‬
‫وبالرغم من اختالف م�سمياتها و�شهرتها التي حملت‬
‫ا�سم أ��سر �صانعيها‪ ،‬مثل «بيت �صيفان» و» أ��سعد»‬
‫و»بيت الكرك» ونحو ذلك؛ �إال أ�ن اجلنبية «العزيرية»‬
‫(ن�سبة �إىل �آل العزيري) أ��صبحت حاليا أالكرث �شهرة‬
‫يف �صناعة اجلنابي‪ ،‬بل �إن جميع تلك امل�سميات‬
‫أ‬
‫وال�صناف ان�ضوت حتت هذا اال�سم‪ ،‬ملا حملته من‬
‫جودة ومميزات فنية يف �صناعتها يعرفها املهتمون‪.‬‬
‫وي�شري ال�شيخ عبد اهلل بن عبد اهلل العزيري �إىل أ�ن‬
‫�صناعة وجتارة اجلنابي أ��صبحت ل�صيقة ب أ��سرته‬
‫ومتوارثة أ�با عن جد بني أ�بناء عائلته ذائعة ال�صيت يف‬
‫مدينة �صنعاء التاريخية‪ ،‬والتي زاولت هذه املهنة منذ‬
‫حوايل ‪� 1100‬سنة تقريبا‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫وي ؤ�كد خبري اجلنابي الذي التقيناه جال�سا يف حانوته‬
‫يف «�سوق اجلنابي» مبدينة �صنعاء القدمية‪ ،‬مبعية‬
‫ولديه عمار وعادل‪ ،‬أ�ن «عهدا قد قطعته هذه أال�سرة‬
‫على موا�صلة مزاولة هذه املهنة للحفاظ على القيمة‬
‫التاريخية لهذا املوروث ال�شعبي»‪.‬‬
‫واعترب اجلنبية امل�صنوعة من قرن وحيد القرن تعد‬
‫« أ�غلى من الذهب‪ ،‬ل�ضمان ارتفاع قيمتها املادية‬
‫كلما مرت ال�سنون‪ ،‬ودون أ�ن تت أ�ثر ب أ�ي ظرف من‬
‫الظروف»‪.‬‬
‫و أ�كد أ�ن اجلنبية ذات التاريخ‪� ،‬سواء تلك التي يف‬
‫اخلليج أ�م �سواها‪ ،‬أ��صلها ومنبعها اليمن‪.‬‬
‫و أ��شار العزيزي �إىل أ�ن الدرا�سات وا آلثار ت ؤ�كد أ�ن‬
‫للجنبية تاريخا عريقا‪� ،‬إذ وجدت منذ ‪� 6000‬سنة‪،‬‬
‫و أ�ن النقو�ش وال�صور تظهر ملوك �سب أ� وحمري‪ ،‬مثل‬
‫«�شمر يهرع�ش» و»تبع» وغريهما‪ ،‬متمنطقني اجلنابي‪.‬‬
‫ولفت �إىل أ�ن املرحلة أالوىل ل�صناعة اجلنابي بد أ�ت‬
‫ح�سب ال�شواهد با�ستخدام قرن اخلرتيت (وحيد‬
‫القرن) كمقب�ض لل�سيوف واخلناجر قبل أ�ن يتحول‬
‫�إىل اجلنبية يف عهد امللك أ��سعد الكامل‪.‬‬
‫ويربط العزيري‪ ،‬الذي ورث مهنة �صناعة اجلنابي‬
‫عن �آبائه و أ�جداده الذين مار�سوها من قبل أ�كرث من‬
‫‪� 1100‬سنة‪ ،‬القيمة التاريخية وال�صحية واالجتماعية‬
‫للجنبية ب�صناعة ر أ��سها من قرن وحيد القرن‪.‬‬
‫وقال بهذا اخل�صو�ص �إن لقرن اخلرتييت خ�صائ�ص‬
‫كبرية‪ ،‬كونه يك�شف ال�سم يف الطعام �إذا ا�ستخدم‬
‫ك�إناء‪ ،‬كما ي�ستخدم يف الكثري من العالجات الطبية‪،‬‬
‫كما هو حا�صل يف ال�صني والهند وغريهما من‬
‫البلدان‪.‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫ومن جانبه �كد عادل العزيري �نه حري�ص و�خاه عمار‬
‫على اكت�ساب خربة والدهما‪ ،‬التي بف�ضلها ا�شتهرت‬
‫اجلنبية العزيرية على مدى ثالثة عقود وامتدت هذه‬
‫ال�شهرة �إىل خارج اليمن‪.‬‬
‫أ��شهر اجلنابي‬
‫و أ��شار عادل‪ ،‬املكلف ببيع و�شراء اجلنابي يف م ؤ��س�سة‬
‫والده‪� ،‬إىل الكثري من اجلنابي ال�شهرية لدى العديد‬
‫من أال�سر أ�و الوجاهات اليمنية‪ ،‬قائال �إن أ��شهر جنبية‬
‫�سابقا كانت مع ال�شيخ راجح بن �سعد‪� ،‬شيخ م�شايخ‬
‫قبيلة «عيال �سريح» مبحافظة عمران والتي أ�هديت‬
‫للمام يحيى بن حميد الدين‪.‬‬
‫إ‬
‫أ‬
‫كما ال تزال أ��سر عريقة ك آ�ل الحمر املتمثلة يف ال�شيخ‬
‫الراحل عبد اهلل بن ح�سني أالحمر و أ�والده‪ ،‬و أ��سرة‬
‫�آل ال�شايف على ر أ��سهم ال�شيخ ناجي بن عبد العزيز‬
‫ال�شايف الذي يقتني أ�غلى اجلنابي والتي يقدر �سعرها‬
‫بنحو مليوين دوالر‪.‬‬
‫تاريخ اجلنبية‬
‫وحول تاريخ اجلنبية اليمنية قال عبد اهلل العزيري �إن‬
‫اجلنبية امل�صنوع مقب�ضها من قرن اخلرتيت لي�ست‬
‫وليدة اليوم‪ ،‬بل �إن لها تاريخا طويال وعريقا‪.‬‬
‫وح�سب بع�ض الدرا�سات التاريخية ف�إن امل�ستعر�ض‬
‫لتاريخ اجلنبية اليمنية يجد أ�نها قبل أ�خذ �شكلها‬
‫احلايل ف�إن ر أ��س اجلنبية (القرن) ا�ستخدم يف‬
‫املراحل أالوىل كمقب�ض لل�سيف أ�و كخنجر‪ ،‬فح�سب ما‬
‫ترويه الق�ص�ص أ�ن أ�حد امللوك ( أ��سعد الكامل) ُك�سر‬
‫ن�صل �سيفه ف أ�مر ب أ�ن ي�ستخدم القرن يف ن�صل أ��صغر‬
‫من ن�صل ال�سيف وهو الن�صل احلايل للجنبية‪.‬‬
‫بينما يذهب �آخرون لالعتقاد ب أ�ن أ�خذ اجلنبية ل�شكلها‬
‫احلايل‪ ،‬وهو يج�سد‬
‫�شكل «الهالل»‪ ،‬يعود �إىل طقو�س دينية كان اليمانيون‬
‫أالوائل ميار�سونها خالل فرتات زمنية غابرة‪� ،‬إذ كانوا‬
‫يعبدون �إله القمر وهو �إله احلب عند اليونان‪.‬‬
‫وكما هو معروف ف�إن �شكل اجلنبية اليمنية ي أ�خذ‬
‫�شكل الهالل يف أ�كرث من جانب وزاوية‪ ،‬ويت�ضح ذلك‬
‫يف انحناء الر أ��س من جانبيه وامتداده من أالعلى‬
‫�إىل أ��سفل ما يعرف بـ»املب�سم» الذي يتوج اجل�سم‬
‫(الن�صل) ويلتحم به مبادة «اللُّ ْك»‪ ،‬كما يت�ضح �شكل‬
‫الهالل يف انحناء الن�صل‪.‬‬
‫أ‬
‫وعن فرتة دخول قرن اخلرتيت �إىل اليمن‪�� ،‬شار‬
‫العزيري �إىل أ�ن «اليمنيني كانوا كثريي الهجرة‬
‫وال�سفر �إىل أ�فريقيا‪ ،‬وكان من العادة أ�ن يجلبوا‬
‫�شيئا معروفا من �سفرهم ي ؤ�كد و�صولهم �إىل مناطق‬
‫أ�فريقيا‪ ،‬فكانوا يح�ضرون قرن هذا احليوان كداللة‬
‫أ�كيدة على أ�نهم كانوا هناك»‪.‬‬
‫ويقول‪ « :‬أ�ظهرت املعامل أالثرية والنقو�ش ا�ستخدام‬
‫هذا القرن بالذات عند الكثري من امللوك والوجهاء‬
‫ك أ�وان لل�شراب والطعام‪ ،‬ملا له من قدرة على ك�شف‬
‫ال�سم �إذا و�ضع فيه الطعام أ�و ال�شراب‪ ،‬حيث كان‬
‫يظهر على ا إلناء عالمات وبقع ت ؤ�كد وجود �سم يف‬
‫امل�شروب أ�و امل أ�كول»‪.‬‬
‫وي�شري �إىل ا�ستخدام قرن وحيد القرن يف بع�ض الطقو�س‬
‫واالعتقادات لعالج ال�سحر وطرد اجلان‪ ،‬حيث تقوم‬
‫حمالت العطارة بدقه وطحنه ال�ستخدامه كبخور‪،‬‬
‫بدعوى أ�ن رائحة دخانه م ؤ�ذية للجان ما يدفعهم‬
‫للخروج من أال�شخا�ص واملنازل امل�سكونة‪.‬‬
‫ويعمد العزيري �إىل التدليل على هذا اجلانب بق�صة‬
‫حدثت قبل ‪� 40‬سنة ألحد عمال جده بتعر�ضه للدغة‬
‫ثعبان ف أ��سرع اجلد عبداهلل بن حممد بن حم�سن‬
‫العزيري وو�ضع ر أ��س اجلنبية على مو�ضع اللدغة‬
‫وانتزع ال�سم‪ .‬وهذه ق�صة متداولة وم�شهورة عند‬
‫الكثري من بائعي اجلنابي‪.‬‬
‫كما حكى أ�ي�ضا أ�ن رجال أ��صيب بال�صرع وهو يف ال�سوق‬
‫فجاء رجل عجوز و أ�خرج جنبيته وكان ر أ��سها من وحيد‬
‫القرن فخط حول الرجل ثالثة خطوط فتوقف ال�صرع‬
‫وعاد الرجل �إىل طبيعته‪ ،‬ح�سب ما قال‪.‬‬
‫�شهرة اجلنبية‬
‫وكما هو معروف فقد تنامت �شهرة اجلنبية العزيرية‬
‫و أ��صبحت من قبل ثالثة عقود ونيف من الزمن حتديدا‬
‫م�ضرب املثل للجنبية ذات ال�شهرة والقيمة املادية‪ ،‬بل‬
‫وتربعت على �سائر أ�نواع وم�سميات اجلنابي أالخرى‬
‫كاجلنبية «ال�صيفاين» املن�سوبة أل�سرة بيت �صيفان‪،‬‬
‫أ‬
‫و»ال�سعدي» أل�سرة أ��سعد وانتهاء باجلنبية «الكرك»‬
‫وهم من �سبقوا يف عمل و�صناعة اجلنابي‪ .‬و أ�و�ضح‬
‫عبد اهلل العزيري أ�ن تلك ال�شهرة واملكانة للجنبية التي‬
‫حتمل لقب أ��سرته والتي بد أ�ت منذ ال�سبعينيات تعود �إىل‬
‫الكثري من العوامل أ�برزها أ�نها أ‬
‫«الكرث �سرعة يف التغري‬
‫وطيب ر أ��سها مبا يفوق ‪ 10‬أ��ضعاف غريها من امل�سميات‬
‫أالخرى ذات اجلودة وال�شهرة»‪ .‬وو�صف اجلنبية‬
‫«العزيرية» ب أ�نها «متتاز بقطع (�شكل) مميز وعمل‬
‫م�شغلي ويدوي يجعلها الفتة لالهتمام ومثرية �إ�ضافة‬
‫�إىل انتقاء القطع املخ�ص�ص للر أ��س من قلب القرن‬
‫وهو ما يجعل قيمتها ت�صل يف أ�عوام قليلة بدءا من عام‬
‫قطعها �إىل ‪� 20‬سنة أ��ضعاف قيمتها ال�شرائية»‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫مهن عبر األجيال‬
‫جنابي الر ؤ��ساء وامللوك‬
‫أ‬
‫وح�سب ما يقوله العزيري والكثري من ��صحاب هذه‬
‫املهنة‪ ،‬فقد أ�هديت هذه اجلنبية التي حتمل ا�سم جد‬
‫«�آل العزيري» للكثري من الر ؤ��ساء وامللوك أ‬
‫والمراء‪،‬‬
‫كرئي�س ا إلمارات الراحل زايد بن �سلطان‪ ،‬والرئي�س‬
‫الراحل �صدام ح�سني الذي أ�هديت له الكثري من‬
‫اجلنابي‪ ،‬وامللكني في�صل وفهد ابني عبد العزيز‪،‬‬
‫وال�شيخ حممد بن را�شد �آل مكتوب أ�مري دبي‪.‬‬
‫ويعد «مركز العزيري»‪ ،‬ح�سب ما يقوله خبري اجلنابي‬
‫احلاج يحيى �سريع (‪ 55‬عاما)‪ ،‬مرجعا للكثريين‬
‫من النا�س يف بيع و�شراء اجلنابي لتثمني قيمتها‬
‫امل�ستحقة‪.‬‬
‫وقال �إن «الثمن الذي يقدره عبد اهلل العزيري لثمن‬
‫أ�ي من اجلنابي يكون الف�صل النهائي وال جدال فيه‪،‬‬
‫كونه أ��صبح املرجع الثقة يف اليمن على مر ال�سنوات»‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫ولفت �إىل أ�ن قطع اجلنبية ب�شكل أ�نيق ومن�سق هو �شرط‬
‫أ��سا�سي الرتفاع قيمتها‪ ،‬مبينا أ�ن ماعدا ذلك حتى لو‬
‫طابت اجلنبية فلن يكون لها ثمنا مر�ضيا ل�صاحبها‪.‬‬
‫كما حتدد القيمة املادية للجنبية من الو�ضعية التي‬
‫قطع منها ر أ��سها من القرن حيث أ�ن القلب هو أالغلى‬
‫أ‬
‫والطيب‪ ،‬بينما يقل �سعرها �إذا كان القطع من الظهر‬
‫أ‬
‫أ�و الر��س ونحو ذلك‪.‬‬
‫قرون اجلنبية‬
‫وح�سب العزيري فبالرغم من ا�ستخدام قرون حيوانات‬
‫أ�خرى‪ ،‬كقرن البقر الهندي والوعل وناب الفيل �إىل‬
‫جانب وحيد القرن‪ ،‬يف �صناعة ر ؤ�و�س اجلنابي‪� ،‬إال‬
‫أ�ن أالخري ظل يحتل املرتبة أالوىل بال منازع من‬
‫حيث القيمة املادية للجنبية أ�و من حيث �سرعة طيب‬
‫اجلنبية الذي بدوره يرفع من ثمنها‪.‬‬
‫كما أ�ن الثمن الذي ي�صل �إليه �سعر اجلنبية من بقية‬
‫القرون أالخرى ال يعادل �سوى ُثمن أ�و ُربع �سعرها �إذا‬
‫�صنعت من قرن وحيد القرن‪ .‬ويحتل ناب الفيل من‬
‫حيث القيمة وال�شهرة املرتبة الثانية‪ ،‬يليه قرن الوعل‬
‫أالفريقي‪ ،‬ثم قرن البقر الهندي‪.‬‬
‫�صناعة اجلنبية‬
‫ومتر �صناعة اجلنبية ‪-‬وفق ما بينه العزيري‪-‬‬
‫مبراحل معروفة لدى �صانعي اجلنابي‪ ،‬حيث تبد أ� من‬
‫ر أ��سها بقطع القرن �إىل أ�حجام حمددة بني ‪-12 10‬‬
‫�سم وعر�ض ‪� 4‬سم‪ ،‬يليها ن�شر الر أ��س املقطوع ثم برده‬
‫مبربد يلي ذلك زراعة الر أ��س ثم كي ق�شرته اخلارجية ن�صل ومب�سم اجلنبية‬
‫بالنار ثم تركيب الن�صل واحلروف‪.‬‬
‫وتتعدد أ�نواع وم�سميات الن�صال امل�ستخدمة للجنبية‬
‫أ‬
‫اليمنية‪� ،‬إذ �ن بع�ضا منها يحمل �شهرة ومكانة ت�ضاف‬
‫�إىل قيمة اجلنبية املادية والتاريخية‪.‬‬
‫وبح�سب عادل العزيري ف�إن الن�صال تنتقى بعناية يف‬
‫�صناعة اجلنبية‪� ،‬إذ يتم اختيار الن�صل املنا�سب الذي‬
‫يتواءم وطبيعة قرن اجلنبية وقيمته‪.‬‬
‫كما أ�ن هناك العديد من الن�صال امل�شهورة‪ ،‬بدءا‬
‫بـ»احل�ضرمي» وهو عبارة عن ن�صل ر�شيق وقوي مير‬
‫ال�سمك‪ ،‬مو�ضحا أ�ن �سعرها احلايل‬
‫بو�سطه عمود قليل ُّ‬
‫قد يتجاوز ‪ 100‬أ�لف ريال‪ .‬يليه الن�صل «النخريي»‪،‬‬
‫و»اجلوبي» واملن�سوب ملناطق بدوية يف م أ�رب‪ ،‬وهي‬
‫عادة ت�ستخدم للجنابي البدوية التي ميتاز قرنها‬
‫امل أ�خوذ من حيوان‬
‫اخلرتيت بال�صفاء والنقاوة من ال�شعريات (اجلنبية‬
‫«الب�صلي» والتي تقطع من طريف القرن ولي�س من قلبه‬
‫أ�و اللب)‪ .‬ويجمل الن�صل «الق�صبي» ال�شهرة ذاتها‪،‬‬
‫وهو أ�ي�ضا ي�ستخدم أ�ي�ضا للجنابي باهظة الثمن‬
‫والفاخرة‪ ،‬وميتاز ب أ�نه م�ستدق وعموده �سميك بعك�س‬
‫الن�صل احل�ضرمي‪.‬‬
‫أ�ما ب� أش�ن الن�صال امل�ستخدمة يف الغالب للجنابي‬
‫أالقل قيمة ومكانة في�ستخدم لها الن�صل امل�صنوع من‬
‫«اال�ستيل» و»البنز» و»الهندوان» وغريها من أالنواع‬
‫أالقل تكلفة وقيمة‪.‬‬
‫ب�صناعة املبا�سم‪ .‬وبح�سب العزيري ف�إن أ��سرتي أالكوع‬
‫والنونو و�ضعتا ب�صماتهما يف هذه ال�صناعة بجودة‪،‬‬
‫�سواء تلك امل�صنوعة من الف�ضة أ�م غريها من املعادن‪.‬‬
‫ع�شق اجلنابي‬
‫يقول عمار العزيري �إن �صناعة اجلنبية ترتبط ب�شكل‬
‫أ��سا�سي بع�شق هذه احلرفة‪ ،‬و أ�نه ال ميكن أ�ن ي�صل‬
‫ال�صانع للجودة والفن وا إلتقان ما مل تكن لديه الرغبة‬
‫الكاملة لهذه ال�صناعة‪ ،‬م ؤ�كدا أ�ن ذلك هو ما أ�و�صل‬
‫�آل العزيري عرب مئات ال�سنني الكت�ساب هذا ال�شهرة‬
‫ذائعة ال�صيت‪ .‬وهو ما ي ؤ�كده أ�ي�ضا ال�شيخ علي �صالح‬
‫مقبل الغويل‪ ،‬اخلبري يف �صناعة اجلنابي‪ ،‬والذي قال‬
‫أ�ي�ضا �إن ع�شق اجلنابي قد ي�صل �إىل م�ستوى ع�شق‬
‫املر أ�ة وحب أالوالد‪ ،‬مبينا أ�نه وجد نف�سه بعد أ�ن أ��صيب‬
‫بهذا الع�شق مغمورا ب�صناعة اجلنبية‪.‬‬
‫وتربز �صناعة «املب�سم» ك أ�حد مكونات الزخرفة‬
‫أال�سا�سية للجنبية‪ ،‬وهو متعدد أالنواع أ‬
‫وال�شكال‬
‫والقيمة ح�سب طبيعة اجلنبية التي �ستحمله‪ .‬وبني عمار‬
‫العزيري أ�ن �صناعة املبا�سم ارتبطت يف ال�سابق باليهود‬
‫الذين كانوا ي�صنعونها من الف�ضة نظرا ال�شتهارهم‬
‫�آنذاك ب�صناعة احللي على فرتات من التاريخ‪.‬‬
‫حظر قرن اخلرتيت‬
‫�إال أ�ن أ��سرا من �صنعاء القدمية ا�شتهرت بعد ذلك وتواجه �صناعة اجلنبية امل�صنوعة من قرن وحيد القرن‬
‫م�ستقبال جمهوال‪ ،‬خا�صة بعد احلظر الذي تفر�ضه‬
‫اجلهات املعنية هنا على ا�سترياده‪ ،‬جتاوبا مع دعوات‬
‫دولية للحفاظ على هذا النوع من احليوانات ومنع‬
‫انقرا�ضه‪ ،‬يف �إ�شارة �إىل عملية قتله يف ال�سابق ال�ستخراج‬
‫قرنه وجلده الذي ي�ستخدم يف الكثري من أالدوية‪.‬‬
‫�إال أ�ن درا�سات �صدرت م ؤ�خرا عن منظمة الرفق‬
‫باحليوان قد أ�بطلت تلك الدعاوى‪ ،‬مبينة أ�نه ميكن‬
‫ا�ستخراج القرن من اخلرتيت با�ستخدام خمدر دون‬
‫أ�ن يت�سبب ذلك يف موته‪ ،‬م�شرية �إىل �إمكانية منو قرن‬
‫جديد للحيوان بدال من ال�سابق‪ ،‬ال�سيما عندما تكون‬
‫نف�سية احليوان ومزاجه جيدين‪.‬‬
‫وعلى �إثر ذلك طالب العزيري اجلهات املعنية يف‬
‫اليمن بال�سماح بدخول كميات ولو قليلة من القرون‬
‫كما هو حا�صل يف العديد من الدول كالهند وال�صني‪،‬‬
‫للن�سان اليمني‬
‫ملا ميثله ذلك من قيمة تاريخية إ‬
‫وجزءا من اعتزازه بتقاليده وعاداته‪.‬‬
‫�سب أ�نت‬
‫تشكيل‬
‫فن النقش على الجسد‬
‫الفصل األكثر إثارة‬
‫في أعياد اليمنيات‬
‫تر�سم حروفه‪ :‬فاطمة ها�شم‬
‫النق�ش زينة طبيعية‪..‬‬
‫ويزاول فن النق�ش على نطاق وا�سع من اليمن‪ .‬واملثري أ�ن هذا الفن ارتبط لدى اليمنيني بطقو�س‬
‫فرائحية مده�شة‪ ،‬كمنا�سبات الزواج أ‬
‫والعياد‪ ،‬حيث ت�ضفي نقو�شه ور�سومه على ج�سد املر أ�ة جماال‬
‫أ�خاذا ي�ضاف �إىل أ�نوثتها وجمال املنا�سبة التي تنق�ش فيها‪.‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫ويكرث ا�ستعمال احلناء يف املنا�سبات الهامة‪ ،‬كليلة العر�س أ�و ليلة العيد �و �يام العيد نف�سها‪ .‬فكثري من‬
‫فتيات ون�ساء املجتمع اليمني يحر�صن على القيام بتخ�ضيب أ�يديهن و أ�رجلهن باحلناء واخل�ضاب يف‬
‫مثل تلك الليايل الفرائحية البهيجة؛ حتى اقرتن احلناء بالفرح والبهجة‪.‬‬
‫ويف ال�سنوات أالخرية غزت أال�سواق أ�نواع عديدة من أ�دوات التجميل امل�ستوردة‪ ،‬التي جتد ال�شابات يف‬
‫قراءة و�صفاتها ما يثري ف�ضولهن على �شرائها‪ ،‬فمنها املقاوم لت�ساقط‬
‫ال�شعر وامل�ضاد ملتغريات اجلو واملنا�سب إلزالة الق�شرة وما ي�سهل‬
‫ت�سريح ال�شعر املجعد‪� ،‬إىل ما هنالك مما يكتب على ظهر أ�غلفتها‬
‫النقش وتصاميمه لم تكن‬
‫وعلبها‪.‬‬
‫بمعزل عن الحركة المتطورة‬
‫وبفعل ا إلقبال املتزايد على احلناء واخل�ضاب كمادة للزينة ابتكر‬
‫للموضة‪ ،‬بل أخذت تتطور مع‬
‫الكثري من الر�سامني والت�شكيليني واملوهوبني ر�سوما وت�صاميم‬
‫تطورات العصر‪ ،‬لتأخذ مكانا‬
‫حملية‪ ،‬منها ما هو مقتب�س من النباتات الطبيعية وما يحاكي خياالت‬
‫الفنانني‪ ،‬فتجد املكتبات وحمالت القرطا�سية مكتظة بهذه الر�سوم‬
‫متميزا في صالونات التجميل‬
‫وب أ��سعار منا�سبة‪ ،‬وك أ�ن ما على الفتاة �سوى أ�ن تتمتع بذائقة فنية‬
‫الحديثة‪.‬‬
‫عالية ليقع اختيارها على ال�شكل املنا�سب لب�شرتها وت�ضعه على أاليدي‬
‫أ�و أالقدام أ�و ال�صدر لتبدو أ�كرث جماال و�إثارة!‬
‫ويتبع هذا الفن يف معظم مناطق اليمن‪� ،‬إال أ�نه ينت�شر بكرثة يف املناطق‬
‫ال�ساحلية‪ :‬عدن‪ ،‬ح�ضرموت‪ ،‬حلج‪ ،‬واحلديدة‪ ،‬على عك�س املناطق اجلبلية‪ ،‬كتعز و�صنعاء وغريهما‪.‬‬
‫وغالبا ما يثري هذا الفن الده�شة وا إلعجاب لدى كثري من ال�سياح‪ ،‬خا�صة الن�ساء‪ ،‬الالتي زرن اليمن‬
‫وتلم�سن عن قرب معامل هذه الزينة الطبيعية‪ ،‬متاما كما هو حا�صل يف منطقة �شبام كوكبان التاريخية‬
‫(‪ 90‬كيلومرتا �شمال العا�صمة �صنعاء) أ�و يف مدينة �صنعاء القدمية‪ ،‬حيث تقبل الكثري من ال�سائحات‬
‫على نق�ش أ�ج�سادهن خا�صة باحلنة‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪53‬‬
‫تشكيل‬
‫وتتنوع املواد‪ ‬امل�ستخدمة يف النق�ش‪ ،‬متاما كما تتعدد أ�لوان مادة احلناء ذات‬
‫الدرجات املختلفة‪ ،‬فمنها الفاحت والغامق واللون أال�سود‪ ،‬جميعها ت أ�تي من �شجرة‬
‫احلناء املعروفة و أ�وراقها حتمل رائحة زكية وتنمو يف العديد من مناطق اليمن‬
‫مثل حراز وح�ضرموت وغريهما‪.‬‬
‫ومعروف أ�ن احلناء ي�ستخدم يف ت�صنيع الكثري من املواد الطبية ومواد وم�ساحيق‬
‫التجميل املختلفة‪ ،‬بدءا من �صناعة أ�حمر ال�شفاه �إىل ال�شامبو اخلا�ص بال�شعر‬
‫و�صابون احلمام وملطف الب�شرة‪.‬‬
‫نق�ش العازبات‬
‫ومل يكن فن النق�ش على اجل�سد‪� ،‬سواء كان باحلناء أ�م باخل�ضاب‪ ،‬عفويا أ�و‬
‫ع�شوائيا‪ ،‬بل كان منذ القدم فنا له أ��صوله و أ�دواته اخلا�صة وقواعده املتعارف‬
‫عليها التي تن�سجم والعادات والتقاليد االجتماعية القبلية املحافظة يف اليمن‪.‬‬
‫حيث أ�ن هناك حاالت كثرية تفر�ض فيها العادات والتقاليد على املر أ�ة يف اليمن‬
‫الكثري من املحاذير عند التزين باحلناء أ�و اخل�ضاب‪ ،‬مثل غياب الزوج‪ ،‬كما‬
‫حتظر على الفتيات غري املتزوجات نق�ش أالكف أ‬
‫والقدام �إال يف منا�سبات زواج‬
‫أالقارب أ‬
‫والعياد فقط‪ ،‬فيما تتزين املر أ�ة املتزوجة بالنق�ش يف حالة وجود زوجها‬
‫يف خمتلف مناطق اجل�سد‪.‬‬
‫تقول “ أ�م عبد الرزاق” (‪ 65‬عاما)‪“ :‬يف املا�ضي كنا ن�ستخدم احلناء للنق�ش‬
‫أ�و نخلط احلناء مع حبات الزر وقليل من ال�سكر ويو�ضع على نار هادئة حتى‬
‫يعطي لون داكن‪ ،‬أ�و ي�ستخدم (اخل�ضاب) الذي يجلب من العطار ويكون أ��سود‬
‫اللون‪ ،‬والن�ساء يحددن لون النق�ش بح�سب لون ب�شرة اجل�سد‪ ،‬والكثري من الن�ساء‬
‫يف�ضلن النق�ش باحلناء فقط‪ ،‬خا�صة هنا يف عدن‪ ،‬وكنا ن�ستخدم يف النق�ش عود‬
‫رفيع من �شجرة أالثل أ�و أ�حد أ�عواد الكربيت أ�و �إبرة بعد أ�ن يتم ك�سر ر أ��سها”‪.‬‬
‫و�إىل وقت قريب كانت مهنة النق�ش يف اليمن ت�سند �إىل ن�ساء يعرفن‬
‫بـ”ال�شارعات” أ�و “املزينات”‪ ،‬وهن اللواتي ينتمني ح�سب الت�صنيف االجتماعي‬
‫الفئوي يف اليمن �إىل أ��صحاب املهن املحتقرة‪.‬‬
‫لكن بفعل التطورات وانفتاح املجتمع وظهور �صالونات التجميل احلديثة‪ ،‬عالوة‬
‫على تردي احلالة االقت�صادية‪ ،‬ف�إن هذه املهنة مل تعد تقت�صر على هذه الفئة من‬
‫الن�ساء‪ ،‬فقد كرثت حمالت التزيني والتجميل والكوافري‪ ،‬وكذا الن�ساء اللواتي‬
‫يزاولن املهنة دون أ�ي حرج أ�و تردد‪.‬‬
‫وتتابع “ أ�م عبد الرزاق”‪ ،‬وهي كانت تقوم بتجهيز العرائ�س وتزيني الن�ساء‬
‫بالنق�ش‪“ :‬كان النق�ش يف املا�ضي عبارة عن نقاط ب�شكل دائري حول أال�صابع‬
‫ور�سم نقط متجاورة على ظاهر الكف ت أ�خذ �شكل �شجرة ت�صل �إىل منت�صف‬
‫ال�ساعد فقط‪ ،‬فمن العيب أ�ن ترتفع عن هذا احلد وذلك للمتزوجات فقط‪،‬‬
‫�إ�ضافة �إىل ر�سم نقاط على أ��صابع القدم وحول حافتها‪ ،‬ور�سم زهرة على اجلبني‬
‫ونقط حول احلاجبني ويف اخلدين والرقبة وي�سمى‪ :‬خطط”‪.‬‬
‫نق�ش املتزوجات‪ ..‬ح�سب الطلب‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ�ما بالن�سبة للفتيات العازبات فينتق�شن يف العياد والعرا�س فقط‪ ،‬ويكون النق�ش‬
‫بالن�سبة لهن يف أال�صابع فقط‪ ،‬لكن هذه احلال قد تغريت‪ ،‬حيث «مل يعد أ�حد‬
‫ي�ستطع التفريق بني املتزوجة والعازبة اليوم» ح�سب قولها‪.‬‬
‫كما أ�ن أ�دوات النق�ش وت�صاميمه مل تكن مبعزل عن احلركة املتطورة للمو�ضة‪،‬‬
‫بل أ�خذت تتطور مع تطورات الع�صر‪ ،‬لت أ�خذ مكانا متميزا يف �صالونات التجميل‬
‫احلديثة‪ .‬حيث تذكر بع�ض الفتيات ممن احرتفن املهنة عن أالدوات امل�ستخدمة‬
‫يف النق�ش أ�نهن كن ي�ستخدمن « أ��شواك الطلح» خللط اخل�ضاب على اجل�سد‬
‫‪54‬‬
‫ثبت علميًا أن معجون الحناء إذا وضع‬
‫في الرأس لمدة طويلة بعد تخمره‬
‫ف���إن ال��م��واد ال��ق��اب��ض��ة والمطهرة‬
‫الموجودة فيه تعمل على تنقية‬
‫ف����روة ال�����رأس م���ن ال��م��ي��ك��روب��ات‬
‫والطفيليات ومن اإلفرازات الدهنية‬
‫ال��زائ��دة‪ .‬كما يعد عالجا نافعا ضد‬
‫القشرة والتهاب فروة الرأس‪.‬‬
‫انتصار ‪ :‬وهو مشغل نسائي بصنعاء‪ ،‬إن‬
‫اإلقبال يتضاعف في العيد على ‪ ‬نقشة‬
‫الحناء والخضاب‪ ،‬وأن األسعار تختلف‬
‫حسب الرسمة واألماكن المطلوب‬
‫نقشها‪...‬‬
‫بخيوط فنية رفيعة‪ ،‬و أ�ن املادة كانت ت�صنع من نبات «العف�ص» و»ال�سكة»‪ ،‬غري‬
‫أ�ن التطور مثلما نقل النق�ش من املنازل �إىل حمالت الكوافري احلديثة‪ ،‬ف�إنه‬
‫أ�دى بدال من ا�ستخدام اخل�ضاب املحلي �إىل ا�ستخدام امل�ستورد (من الهند يف‬
‫الغالب)‪ ،‬و�إىل ا�ستبدال ال�شوكة بالري�شة وا إلبرة املعدنية‪.‬‬
‫وكما تغريت أ�دوات النق�ش تغريت أ�ي�ضا أ�ماكن النق�ش على اجل�سد لتتعدى اليد‬
‫والقدم واملع�صم والعنق لت�شمل ال�ساق كلها من أال�صابع �إىل أ�على الفخذ واليد‬
‫�إىل الكتف‪ ،‬و أ��صبحت الن�ساء املتزوجات والعرائ�س ينق�شن ر�سمات على ال�صدر‬
‫وعلى مناطق خمتلفة من اجل�سد‪.‬‬
‫تقول “جناة” (‪ 30‬عاما) وهي “منق�شة” يف العا�صمة �صنعاء‪“ :‬ال جمال ملقارنة‬
‫النق�ش قدميا وحديثا‪ ،‬مل تعد الن�ساء يلتزمن بالعادات والتقاليد القدمية‪ ‬يف‬
‫النق�ش‪ ،‬حتى يف القرى‪ ،‬حيث كان هناك حدود ألماكن النق�ش وم�ساحاته‬
‫بالن�سبة للفتاة العازبة واملر أ�ة املتزوجة‪ .‬وا آلن مل تعد توجد منطقة حمظورة يف‬
‫اجل�سد‪ ،‬أ�مام النق�ش‪ ،‬وكله ح�سب الطلب‪ ،‬حيث تف�ضل ن�ساء اليوم نق�شات الظهر‬
‫ال�سودانية‪ ،‬بينما تف�ضل العازبات نق�ش اليد �إىل الكتف أ‬
‫والرجل �إىل الفخذ على‬
‫�شكل و�شم يف املع�صم أ�و �سوار يف ال�ساعد‪ .‬أ�ما املتزوجات فكل واحدة ت أ�تي وتطلب‬
‫النق�ش الذي يحبذه زوجها‪ .‬والقليل من الن�ساء ي أ�تني للنق�ش ب�صورة م�ستمرة‪،‬‬
‫فيما غالبيتهن ي�ستخدمنه يف املنا�سبات”‪.‬‬
‫نق�ش العيد‬
‫وقد تختلف أ�ماكن النق�ش ح�سب املنا�سبة‪� ،‬إال أ�ن منا�سبة أ‬
‫كالعياد‪ ،‬أ�و حيث‬
‫تكرث حفالت الزواج واخلطوبة‪ ،‬يت�ضاعف الطلب على عمليات النق�ش وتختلط‬
‫أالماكن‪ ،‬ففي العيد حتظى امل�شتغالت بهذا املجال ب�إقبال كبري ويدر عليهن‬
‫العمل دخال كبريا‪ ،‬كما تقول انت�صار عبد اهلل (منق�شة) وت ؤ�يدها الوالدة نورية‬
‫(بائعة خ�ضاب)‪.‬‬
‫تقول انت�صار �صاحبة م�شغل وهو م�شغل ن�سائي ب�صنعاء‪� ،‬إن ا إلقبال يت�ضاعف يف‬
‫العيد على ‪ ‬نق�شة احلناء واخل�ضاب‪ ،‬و أ�ن أال�سعار تختلف ح�سب الر�سمة أ‬
‫والماكن‬
‫املطلوب نق�شها‪ ،‬فهناك تو�سع يف ال�سنوات أالخرية يف أالماكن املطلوب نق�شها‪،‬‬
‫حيث تطلب بع�ض الن�ساء نق�ش أ�ماكن غري اليدين والرجلني‪.‬‬
‫ويف العيد تكرث يف أالحياء ال�شعبية يف اليمن م�شاهدة الزهرات وهن بف�ساتني‬
‫ونق�ش العيد‪ ،‬حيث تعمل الن�ساء على التفرغ ليلة العيد لتخ�ضيب أ�كرب قدر ممكن‬
‫من طفالت أالهل واجلريان‪.‬‬
‫الطفلة �شيماء �صادق الفرا�ص (يف الربيع ال�سابع من العمر) التقيناها خالل‬
‫أ�يام العيد ب�صحبة والدها و أ��شقائها‪ .‬قالت عن النق�ش‪“ :‬تعودت يف كل عيد أ�ن‬
‫ورجلي باحلناء واخل�ضاب ليلة‬
‫يدي‬
‫تقوم والدتي أ�و جدتي أ�و عمتي بتخ�ضيب َّ‬
‫َّ‬
‫العيد”‪.‬‬
‫وقد يبدو احلناء واخل�ضاب يف أ�نظار الكثريين من اخللطات املرغوبة يف العيد‪،‬‬
‫أ�و عادة طيبة متوارثة‪ ،‬لكن “حلظة و�ضع احلناء واخل�ضاب مع أالهل واجلريان‬
‫حلظة مليئة بال�سعادة والفرحة” ح�سب �شيماء‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫تشكيل‬
‫م‬
‫س‬
‫ا‬
‫ب‬
‫ق‬
‫ة‬
‫ا‬
‫ل‬
‫عدد‬
‫�أح�صل عل‬
‫ى‬
‫ت‬
‫ذ‬
‫ك‬
‫ر‬
‫ت‬
‫ي‬
‫�س‬
‫ف‬
‫ر‬
‫�إىل مدينة �سيئو‬
‫ن‬
‫م‬
‫ع‬
‫ا‬
‫ل‬
‫قا‬
‫م‬
‫إ‬
‫ة‬
‫مل‬
‫يومني‪ ،‬و�أر�س‬
‫ل‬
‫دة‬
‫ف‬
‫أ‬
‫ق‬
‫ط‬
‫�‬
‫ف‬
‫�ض‬
‫ل‬
‫�ص‬
‫ورة‬
‫�سياحية لديك‪.‬‬
‫وتتفق فوزية قايد (طالبة جامعية) مع �شيماء يف أ�ن أ�جمل أال�شياء يف املجتمع هو وت�ستعمل عجينة احلناء يف عالج ال�صداع الناجت عن ارتفاع حرارة الر أ��س‪،‬‬
‫خ�ضاب احلناء ليلة العيد‪ .‬وتبد أ� عملية اخل�ضاب أ�و و�ضعه بعد ال�ساعة العا�شرة بو�ضعها على اجلبني‪ .‬واحلناء ‪-‬ح�سب املخت�صني‪ -‬يفيد يف عالج ت�شقق القدمني‬
‫ليال‪ ،‬ألن جفاف احلناء ي�ستغرق من ثالث �إىل أ�ربع �ساعات قبل غ�سله‪ ،‬وعادة وعالج الفطريات املختلفة‪.‬‬
‫ما تربط أاليدي بقطع قما�شية حتى ال تت�ساقط عجينة احلناء بعد ذلك‪ .‬وهناك وزهور احلناء ت�ستعمل يف �صناعة العطور‪ .‬وا�ستن�شاقها الزهور ي�ساعد يف تن�شيط‬
‫من تنام ويداها ملفوفتان حتى �صالة الفجر لتقوم بغ�سل يديها ورجليها و�إزالة احلوا�س وينع�ش القلب ويقوي أالع�صاب‪.‬‬
‫ق�شور عجينة احلناء‪ ،‬بعد ذلك يظهر لون احلناء املميز اجلميل ورائحته الالفتة وت�ستخدم جذور احلناء املغلية واملنقوعة يف امل�ضم�ضة لتقوية اللثة‪ ،‬وت�ساعد على‬
‫متا�سك أال�سنان‪ .‬ويف�ضل ا�ستعمال معجون احلناء باخلل أ�و الليمون؛ ألن مادة‬
‫مع �إ�شراقة أ�ول أ�يام العيد كما هو حال الطفلة عبري خالد‪.‬‬
‫وما يلفت االهتمام عند احلديث عن النق�ش مبادة احلناء أ�و اخل�ضاب أ�نه اللوزون امللونة ال ت�صبغ يف الو�سط القلوي‪.‬‬
‫بقدر اقرتانهما بع�ضهما ببع�ض‪� ،‬إال أ�ن النق�ش باخل�ضاب أ‬
‫(ال�سود) بات‬
‫من املو�ضات التي متيز الفتيات وال�شابات يف اليمن عن غريهن من الن�ساء أ��ساطري‬
‫أ‬
‫متو�سطات وكبريات ال�سن اللواتي ي�ستخدمن احلناء على خجل حتا�شيا لتعليقات وارتبط احلناء بالكثري من املعتقدات وال�ساطري‪ ،‬وهناك معتقدات خرافية‬
‫و أ�خرى رمبا ال ي ؤ�من بها العلم احلديث‪ ،‬ولكن ال ي�ستطيع ا إلن�سان �إنكارها‪،‬‬
‫وم�شاك�سات البع�ض‪.‬‬
‫أ‬
‫خا�صة تلك التي تدعو �إىل جتربتها باعتبار �ن التجربة خري برهان‪.‬‬
‫فوائد!‬
‫ومن أ�برز املعتقدات ما يقال عن أ�ن من يكرث ا�ستعمال احلناء جتده حليما‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫ومعلوم �ن لنبتة احلناء ا�ستخدامات متعددة ح�سب نوعية م�سحوق احلناء‪� ،‬إن عطوفا‪ ،‬و�ن احلناء غذاء للبدن والروح معا‪ ،‬و�نه يف�ضل عدم اجللو�س قرب‬
‫كان من أالوراق أ�م من الزهور أ�م من اجلذور‪.‬‬
‫�شجر احلناء ليال‪ ،‬ألنها م أ�وى للجن وغالبا ما تكون من ا إلناث‪.‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫وقد تفنن الكثري من النا�س يف كيفية حت�ضريها مبا ينا�سب الذواق املختلفة‪ .‬كما يقال �إن دفن حفنة من م�سحوق ورق احلناء يف الر�ض الزراعية تزيد من‬
‫حيث ت�ستخدم أالوراق يف التجميل‪ ،‬ويخ�ضب معجون أ�وراقها أ��صابع أ�يدي و أ�قدام خ�صوبة أالر�ض كلها حتى و�إن كانت م�ساحتها مب�ساحة ملعب كرة القدم‪ .‬ويعتقد‬
‫ال�سيدات‪ ،‬و�شعر ال�سيدات والرجال على ال�سواء‪ .‬كما ي�ستعمل يف عالج أالورام أ�ن عمل قالدة من ورق احلناء تلب�سها الفتاة حتى جتف يجلب احلظ للزواج‪ .‬و أ�ن‬
‫والقروح �إذا ُعجن ُ‬
‫و�ض ِّمدت به‪.‬‬
‫ال�شلل الذي يحدث ملن يخ�ضب ر أ��سه باحلناء هو من عمل اجلن‪ ،‬وال�صحيح أ�ن‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫وي�ستخدم يف أ�عمال ال�صبغ مع �إ�ضافة مواد مثبتة للون ‪.‬كما تقوم الفتيات ال�شخ�ص يجب �ن ي�خذ حذره عندما ي�ضع احلناء على الر��س‪ ،‬فال ي�ضعه على‬
‫الباهرات البيا�ض ب�إعداد حو�ض به معجون حناء مغلي ويجل�سن فيه فرتة حتى الر أ��س باردا وال يعر�ض نف�سه للهواء واجلو البارد‪.‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫يكت�سنب اللون القرمزي أ�و النحا�سي ذو اجلاذبية‪.‬‬
‫هكذا يبدو أ�ن النق�ش على اجل�سد ميثل واحد ًا من �برز الف�صول الكرث �إثارة يف‬
‫وقد ثبت علمي ًا أ�ن معجون احلناء �إذا و�ضع يف الر أ��س ملدة طويلة بعد تخمره أ�عياد اليمنيات‪� ،‬إذ ي�ضفي على املر أ�ة جماال وجاذبية‪ .‬لكن يبقى أ�ن ن�شري �إىل أ�ن‬
‫ف�إن املواد القاب�ضة واملطهرة املوجودة فيه تعمل على تنقية فروة الر أ��س من هناك اعتقادا �سائدا ب أ�ن النق�ش تقليد هندي قدمي أ�خذه اليمنيون يف املناطق‬
‫امليكروبات والطفيليات ومن ا إلفرازات الدهنية الزائدة‪ .‬كما يعد عالجا نافعا ال�ساحلية بفعل اختالطهم بالقوميات واحل�ضارات الهندية وا إلن�سانية أالخرى‬
‫�ضد الق�شرة والتهاب فروة الر أ��س‪.‬‬
‫يف مراحل غابرة‪ ،‬وينم ‪-‬بح�سب أال�ساطري املتناقلة‪ -‬عن حالة تعذيب املر أ�ة‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫�شروط اال�ش‬
‫رتاك يف امل�سابقة‪:‬‬
‫‪ n‬متن‬
‫ح اجلائزة ألف�ض‬
‫ل‬
‫�‬
‫صو‬
‫رة‬
‫�س‬
‫يا‬
‫حي‬
‫ة حتكي عن‬
‫لليمن‪.‬‬
‫جماليات املكونو‬
‫ن‬
‫ال‬
‫�س‬
‫يا‬
‫ح‬
‫ي‬
‫امل‬
‫تفرد‬
‫‪n‬ي‬
‫حق للم�شرتك امل�ش‬
‫أ‬
‫ار‬
‫ك‬
‫ة‬
‫ب‬
‫�‬
‫ك‬
‫رث‬
‫م‬
‫ن‬
‫�صورة‪ ،‬ك‬
‫ا‬
‫ما ال تقبل ال�صور‬
‫امل‬
‫ملعدلة واملعاجلة ‪.‬‬
‫ن�‬
‫شو‬
‫رة‬
‫م‬
‫ن‬
‫قب‬
‫ل‬
‫وال ال�صور‬
‫‪ n‬تلتزم‬
‫املجلة بن�شر ال�‬
‫صو‬
‫رة‬
‫ا‬
‫لف‬
‫ائ‬
‫زة‬
‫ع‬
‫تف‬
‫رب هذه ا‬
‫�صيلي عن مو�ضوع‬
‫مل�ساحة مع ا�سم ا‬
‫ال‬
‫لف‬
‫�‬
‫ائ‬
‫صو‬
‫ز‬
‫رة‬
‫و‬
‫وم‬
‫هو‬
‫كا‬
‫يت‬
‫ه‬
‫نه‬
‫ا‪،‬‬
‫و‬
‫�شرح‬
‫وت ؤ�كد يف‬
‫غري‬
‫ذات الوقت عدم ا‬
‫املن�شورة أل�صحا‬
‫لت‬
‫به‬
‫ز‬
‫ا‪.‬‬
‫ام‬
‫ها‬
‫ب‬
‫�‬
‫عا‬
‫إ‬
‫دة‬
‫ال�صور‬
‫‪n‬‬
‫يقوم كل م�شارك‬
‫ب‬
‫�‬
‫ر�‬
‫سا‬
‫إ‬
‫ل‬
‫ا‬
‫لن‬
‫�س‬
‫أ‬
‫خ‬
‫ة‬
‫ال�صلية م‬
‫بجودة‬
‫ن ال�صور على العن‬
‫وا‬
‫ن‬
‫ال‬
‫عالية ال تقل عن و�أ‬
‫ربي‬
‫د‬
‫ي‬
‫امل‬
‫ح‬
‫د‬
‫ح‬
‫مي‬
‫دد‬
‫لل‬
‫جا‬
‫م‬
‫ك‬
‫أ‬
‫جل‬
‫ح‬
‫ة‬
‫د �دنى‪.‬‬
‫‪ n‬مبج‬
‫رد ح�صول املجلة‬
‫عل‬
‫ى‬
‫ال‬
‫�ص‬
‫ور‬
‫تع‬
‫‪ n‬با‬
‫ود حقوق امللكي‬
‫ب امل�شاركة مفتوح‬
‫ة كاملة للمجلة‪.‬‬
‫جل‬
‫مي‬
‫ع‬
‫ا‬
‫لق‬
‫را‬
‫ء‬
‫من كافة ا أل‬
‫عمار وا ألقطار‪..‬‬
‫‪2‬‬
‫‪57‬‬
‫في عيونهم‬
‫ال ميكن احلديث عن اليمن دون احلديث‬
‫عن الفن املعماري اليمني‪.‬‬
‫هذا البلد الرائع الذي يده�ش كل زائر ي أ�تي‬
‫�إليه من بالد الغرب‪ .‬وقبل كل �شيء فهو‬
‫نام يكافح من أ�جل الوقوف على قدميه‬
‫بلد ٍ‬
‫نظر َا لركود النمو االقت�صادي‪.‬‬
‫برغم أ�نه يقع على حدود ال�صحراء العربية‬
‫ومملكة البدو الرحل‪� ,‬إال أ�نه ميتلك فنا‬
‫معماريا فريدا ودقيقا ومبهرا‪ ,‬حتى أ�ن‬
‫أ��صغر قرية فيه‪� ،‬سواء يف �صحرائه أ�م يف‬
‫جباله‪ ،‬متثل حتفة فنية ت أ��سرك بجمالها‪,‬‬
‫مما جعل البع�ض منها يف حماية منظمة‬
‫اليون�سكو‪.‬‬
‫‪ ‬بقلم‪ :‬بي�سونا موري‬
‫ترجمة‪ :‬جهاد ال�صلوي‬
‫‪58‬‬
‫النوافذ‬
‫اليمنية‪..‬‬
‫النوع المتميز واألكث���ر أصالة الذي‬
‫يمتاز ب���ه اليمن ه���و‪« ‬القمريات»‬
‫ذات األلوان المتعددة والتي يحتليها‬
‫كل منزل في اليمن‪.‬‬
‫وقعها في‬
‫*‬
‫نفس «موري»‬
‫اليمن ميتاز بنوعني من طراز الفن املعماري‬
‫الطراز أالول هو املتبع يف ت�شييد املنازل يف ال�صحراء التي يتم ت�شييدها باللنب‬
‫(الطني) وهو عبارة عن تراب ا آلجر املمزوج باملاء والق�ش‪.‬‬
‫والطراز الثاين هو املتبع يف املناطق اجلبلية واملناطق املحيطة مبدينة �صنعاء‪,‬‬
‫حيث يتم ت�شييد املباين أ‬
‫بالحجار املنحوتة وجميع واجهات هذه املنازل مزينة‬
‫بـ»اجل�ص» (اجلب�س)‪.‬‬
‫‪ ‬وما أ�ثار �إعجابي يف هذه املباين هو‪ :‬تلك النوافذ التي تتنوع مع تنوع املباين‪،‬‬
‫فاملنازل ال�صغرية (ال�شبيهة أ‬
‫بالكواخ) لها نوافذ وا�سعة وجميلة ومنقو�ش على‬
‫واجهاتها اخلارجية زخارف رائعة‪ ،‬با إل�ضافة �إىل القمريات املتعددة أاللوان‪.‬‬
‫وميكن أ�ن نرى يف هذه املباين أ�ي�ض ًا كثري ًا من امل�شربيات امل�صنوعة من اخل�شب‪,‬‬
‫و�شيء �آخر ما كنت أ�عرفه هو أ�ن هناك زجاج نوافذ من املرمر‪.‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫فالطابع الذي يغلب على أ�نواع النوافذ أالخرية التي أ�حتدث عنها �نها ت�خذ‬
‫ال�شكل امل�ستدير بحيث يكون حجر املرمر م�صقوال �إىل درجة عالية من ال�شفافية‪.‬‬
‫كما أ�ن نوافذ هذه املباين مل ت�صمم ‪ ‬بال�ضرورة من أ�جل أ�ن ينظر من خاللها �إىل‬
‫خارج املبنى‪ ،‬ولكنها �صممت من أ�جل أ�ن تعك�س �ضوءا خافتا و أ�بي�ض �إىل داخل‬
‫املنزل‪ .‬وعلى أ�ية حال ف�إن جزءا ي�سريا من هذا الطراز موجود يف منازلنا‪� ,‬سواء‬
‫يف الزخرفة أ�م بقطع الزجاج امل�صقول الذي ن�ضعه على أ��سوار منازلنا‪.‬‬
‫امل�شربيات‪ :‬هي دائم ًا م�صنوعة من اخل�شب‪ ،‬وهي موروث ثقايف من الع�صر‬
‫ا إل�سالمي‪ .‬فالعديد من منازل �صنعاء جند أ�ن م�شربياتها قدمية جد ًا ولكنها‬
‫ما تزال ت�ستخدم‪ ,‬فهذا النوع من النوافذ له أ�همية كبرية يف املدن ال�صحراوية‪،‬‬
‫وذلك لتربيد املنزل‪ ,‬فهي‪ ‬توجد يف ديوان الن�ساء والذي عادة ما يكون يف الطابق‬
‫أالول من املنزل أ�و الق�صر‪.‬‬
‫لكن النوع املتميز أ‬
‫والكرث أ��صالة الذي ميتاز به اليمن هو‪« ‬القمريات» ذات‬
‫أاللوان املتعددة والتي يحتليها كل منزل يف اليمن‪.‬‬
‫املباين املتو�سطة احلجم متتاز بنوافذ زجاجية �صغرية‪ .‬أ�ما بالن�سبة للق�صور‬
‫فنجدها ثرية بكل أ�نواع النوافذ التي أ‬
‫متل أ�رجاء الق�صر جماال‪ ،‬وخا�صة عند‬
‫�سقوط أ��شعة ال�شم�س على القمريات امللونة والتي تعك�س �ضوء ال�شم�س ب أ�لوانها‬
‫�إىل الداخل‪ .‬فهذا الطراز الفني املتناهي الدقة هو يف احلقيقة ما متلك �إعجابي‬
‫وجعلني أ�تناوله يف مدوناتي عن الزخرفة‪.‬‬
‫فالقمريات من أال�شياء الكمالية‪ ،‬كما أ�ن ثمنها باهظ بع�ض ال�شيء‪ ،‬وهي منوذج‬
‫يتفرد به اليمن عن بقية بلدان العامل‪ .‬واملنظر اخلارجي بالن�سبة للقمرية ال‬
‫يظهر ب�شكل وا�ضح‪� ,‬إال أ�ن ب�إمكان املارة أ‪� ‬ن يت�سنوا اجلمال الذي يبحثون عنه‬
‫مب�شاهدة الزخارف والنقو�ش املوجودة على هذه القمريات والتي لها طابع فني‪،‬‬
‫وذات أ‪�� ‬شكال هند�سية و أ��شكال غري هند�سية‪ ،‬والتي تعك�س أ�لوانها �إىل داخل‬
‫املنزل‪ .‬وما يجعل قطع الزجاج امللون الذي تت�شكل منه القمرية يتما�سك هو مادة‬
‫اجلب�س أ�و يبدو أ�نها تلتحم مبادة نحا�س مذابة داخل الزخارف البي�ضاء‪.‬‬
‫* �صحيفة «لوموند» الفرن�سية‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫في عيونهم‬
‫اليمـن بلد جميل‬
‫وناســه طيبــون*‬
‫«اليمن بلد جميل‪ ،‬ونا�سه طيبون‪ ،‬تعلو وجوههم‬
‫االبت�سامة‪ ،‬ويرحبون بال�ضيف‪ ،‬وميتازون‬
‫بالكرم»‪ .‬هذا ما قاله �سائح فرن�سي قابلته‬
‫�صدفة يف �صنعاء القدمية‪ ،‬و أ�بدى م�شاعر طيبة‬
‫وانطباعا كله �إعجاب وحب وافتتان مبدينة‬
‫�صنعاء‪ ،‬بعك�س تلك ال�صورة التي كانت قد‬
‫انطبعت يف خياله من خالل بع�ض أالخبار التي‬
‫قد تن�شر خالفا للواقع عن اليمن‪.‬‬
‫أعجبني في اليمن‬
‫طباع الناس في‬
‫الترحاب والحفاوة‬
‫والحياة الطبيعية بكل‬
‫ما تعنيه والتي ربما‬
‫كانت موجودة عندنا‬
‫في السابق في الحياة‬
‫الباريسية إال أنها اآلن مع‬
‫التقدم ربما قد اختفت‪،‬‬
‫والذي أتمناه أن تستمر‬
‫هكذا في اليمن‬
‫‪60‬‬
‫يف البداية طلبت من املرتجم أ�ن ي� أس�له عن نف�سه وما‬
‫الدافع �إىل زيارة اليمن‪ ،‬وهل هي زيارته أالوىل‪.‬‬
‫قال‪« :‬ا�سمي‪ :‬ليوك كتلية‪ ،‬و أ�عمل يف التلفزيون‬
‫الفرن�سي‪ ،‬وهذه الزيارة أالوىل التي أ�قوم بها لليمن‪،‬‬
‫وب�صراحة الذي دفعني لزيارة بلدكم‪ ،‬هو أ�نني ذات‬
‫مرة كنت أ�ت�صفح االنرتنت ولفت انتباهي �صورة‬
‫وقفت عندها‪ ،‬ومل أ�كن أ�عرف أ�ن هذه ال�صورة التي‬
‫أ�مامي هي ملدينة �صنعاء‪� ،‬إال عندما � أس�لت زمالئي‬
‫الذين عرفوين ب أ�ن ال�صورة التي �شدت انتباهي هي‬
‫ملدينة �صنعاء يف اليمن‪� ،‬ساعتها قررت أ�ن أ�زور هذا‬
‫البلد العجيب وهذا ما دفعني لزيارة اليمن»‪.‬‬
‫� أس�لته‪ :‬زيارتك هذه ملجرد ال�سياحة والتعرف على‬
‫اليمن فقط؟‬
‫قال‪« :‬طبعا الزيارة هي لل�سياحة‪ ،‬و أ�ي�ضا هي زيارة‬
‫عمل‪ ،‬حيث أ�نوي عمل فيلم عن اليمن لعر�ضه يف‬
‫فرن�سا‪ ،‬وهذا الفيلم أ�نوي عر�ضه يف البداية يف‬
‫االنرتنت ومن ثم يف دور ال�سينما ثم على ال�شركات‬
‫ال�سياحية لو�ضع �صورة وا�ضحة عن اليمن وطبيعة‬
‫النا�س واحلياة فيها‪ ،‬لذلك � أس�زور العديد من‬
‫املناطق للتعرف على حياة النا�س هناك‪ ،‬ومن ثم‬
‫البحر أالحمر بيت الفقيه واحلديدة وتعز و�إب‬
‫و�شبام ح�ضرموت»‪.‬‬
‫� أس�لته‪ :‬كيف وجدت اليمن و أ�نت ا آلن فيه؟‬
‫قال‪« :‬وجدت نا�سه طيبني‪ ،‬يحتفون بزوارهم ال�سياح‬
‫أالجانب ويقابلونهم باالبت�سامة‪ .‬لقد وجدت كل‬
‫�شيء جميال‪ ،‬وعك�س ما كان ي�صور عن اليمن‪.‬‬
‫وب�صراحة لقد قوبلت باالحرتام والرتحاب‪ .‬والذي‬
‫�شدين يف �صنعاء مبانيها اجلميلة وطريقة البناء‬
‫ومتايز أاللوان الذي ينم عن براعة ا إلن�سان اليمني‬
‫يف الفن املعماري القدمي»‪.‬‬
‫و أ��ضاف‪ « :‬أ�عجبني يف اليمن طباع النا�س يف‬
‫الرتحاب واحلفاوة واحلياة الطبيعية بكل ما تعنيه‬
‫والتي رمبا كانت موجودة عندنا يف ال�سابق يف احلياة‬
‫الباري�سية �إال أ�نها ا آلن مع التقدم رمبا قد اختفت‪،‬‬
‫والذي أ�متناه أ�ن ت�ستمر هكذا يف اليمن»‪.‬‬
‫� أس�لته‪ :‬خالل تواجدك يف اليمن هل جربت أالكالت‬
‫ال�شعبية؟‬
‫بعد ابت�سامه عري�ضة قال‪« :‬لعلمك أ�نني ذهبت م�ساء‬
‫أ�م�س ورغم أ�نني طوال حياتي مل أ�ذق الكبدة وال‬
‫تروقني‪� ،‬إال أ�نني أ�كلت كبدة أ‬
‫ولول مرة يف اليمن ويف‬
‫أ�حد املطاعم ال�شعبية يف �شارع املطاعم ووجدتها‬
‫لذيذة والذي دفعني �إىل تناول ذلك رمبا طريقة‬
‫�إعدادها ولن أ�ن�سى ذلك»‪.‬‬
‫* (منتديات اليمن)‬
‫‪61‬‬
‫من حقيبة مسافر‬
‫ميـالنـو‬
‫المدينة التي ال تعرف الشمس!‬
‫تنس وأنت في طريقك إلى ميالنو‪،‬‬
‫ال‬
‫َ‬
‫الواقعة شمالي إيطاليا‪ ،‬وذات الشهرة‬
‫الواسعة في عالم الموضة واألزياء‬
‫ورياضة كرة القدم‪ ،‬أن تصطحب‬
‫معك شيئين‪ :‬معطفك أو لحافك‪،‬‬
‫ومستلزمات وأدوات ممارستك لهوايتك‬
‫أيا كانت؛ حيث ستكون على موعد مع‬
‫كل ما يثير فيك حاسة اإلبداع ويفجر‬
‫في رأسك األفكار الوثابة‪ ،‬بل ويجعلك‬
‫تشعر بأنك مالك اللحظة التي تعيشها‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫اكت�شاف هذه املوهبة و�صقلها بالكثري من اخلربة والتجربة‪ .‬وال يتقدم خطوة‬
‫واحدة نحو أالمام أ�و ي�شعر بلذة وطعم النجاح من تعود على حتميل ا آلخرين نتائج‬
‫أ�خطائه وف�شله الذريع‪ .‬واحلياة حلظة خاطفة ال ي�شعر ب أ�نه عا�شها من مل ت�سبقه‬
‫م�شاعره و أ�حا�سي�سه للتعبري عن نف�سها‪ .‬ومن مل تكن لديه موهبة متكنه من �إطالق‬
‫عنان احلرية مل�شاعره و أ�حا�سي�سه وانفعاالته ف�إن أالخرية تظل حتا�صره حتى املوت‬
‫خنقا‪.‬‬
‫ن�صائح بنكهة الطبا�شري‬
‫أ‬
‫يف ميالنو العا�صمة الراديكالية الوىل إليطاليا‪ ،‬بطابعها االقت�صادي التجاري بعد‬
‫العا�صمة التاريخية روما‪ ،‬والتي زرناها م ؤ�خرا للم�شاركة �ضمن فعاليات معر�ض‬
‫‪63‬‬
‫من حقيبة مسافر‬
‫اللوم والتوبيخ‪ ،‬التي يبقى من أالرحم لك على احتمالها أ�ن «تتكعف» غرامة مالية‪.‬‬
‫وتخيلوا أ�نف�سكم يف موقف اقتحم فيه أ�حدهم طابورا طويال بدون ا�ستئذان قبل‬
‫أ�ن ي�صطدم بكلمات اللوم والتوبيخ على �شكل �صرخات مدوية انطلقت ك�صفعات‬
‫م�سموعة يف الوجه من حنجرة عجوز �شمطاء!‬
‫تالحظ ما يجعلك تبدو يف نظر البع�ض �سخيفا وتفتقد للتهذيب‪ ،‬خ�صو�صا �إذا‬
‫ما ذهبت للقول �إن دورات املياه واحلفاظ الدوري على نظافتها و�صيانتها ب�صورة‬
‫دورية كل ثالث دقائق هو من أ�هم ما يلفت انتباهك يف مطار ميالنو‪ .‬لكن هذه هي‬
‫احلقيقة املرة التي‪� ،‬سواء اعرتفت أ�م مل تعرتف بها‪ ،‬ف�إن ذلك لن يغري �شيئا يف‬
‫حمامات مطارات أ�خرى أ�و يعيد �إليها التيار الكهربائي املقطوع ب�سبب عدم توفر‬
‫«قنديل» منذ كم من ال�سنني!؟ ال تدري!!‬
‫بور�صة ميالنو ال�سياحي الدويل خالل‬
‫الفرتة ‪ 16-25‬فرباير املا�ضي على‬
‫ر أ��س وفد رفيع امل�ستوى برئا�سة وزير‬
‫ال�سياحة‪ ،‬نبيل ح�سن الفقيه؛ ال بد أ�ن‬
‫تدرك أ�ن ميالنو لي�ست ك�صنعاء‪ ،‬التي‬
‫تبدو مثل قرية نائية تعي�ش يف مراحل‬
‫زمنية بعيدة‪ ،‬تقرتب من الع�صور‬
‫الو�سطى‪ ،‬حيث ال ت�سمع فيها أ��صوات‬
‫الديكة‪ ،‬وهي متزق خيوط الظالم‬
‫الدام�س‪ ،‬وال ي�ستقبلك يف مطارها موظفون قلقون مرتبكون مبالب�س رثة وغري‬
‫مهندمة‪ ،‬يت�صرفون معك وك أ�ن أ�حدكم خارج نطاق التغطية! وهم ي�ستوقفون‬
‫الزائر بدم بارد ل�ساعات طويلة يف انتظار حقيبته دون أ�دنى اكرتاث ألهمية الوقت‬
‫وما حتمله من عناء وم�شقة ال�سفر!‬
‫أ‬
‫هكذا يبدو لك أالمر‪ :‬االتكالية وك�نها �سلعة نادرة‪ .‬اجلميع مي�شي يف خط �سري‬
‫واجتاه وا�ضح املالمح حمدد أالهداف‪ ،‬مثل عقارب ال�ساعة‪ ،‬ال وقت أ�بدا يدعو‬
‫أ�حدهم لاللتفات للخلف حتى ملجرد االلتفات‪.‬‬
‫أ‬
‫فعلى العك�س متاما مما يبدو يف بلدان كثرية‪ ،‬ف�إن من الغريب �ن تالحظ موظفني‬
‫يراوحون بني االتكالية بع�ضهم على بع�ض وعدم �إال ح�سا�س بامل� ؤس�ولية‪ .‬متاما كما‬
‫هو من الغريب أ� َّال تالحظ يف بع�ض املدن اقت�صار وظيفة البع�ض على و�ضع عالمات‬
‫بـ»الطبا�شري» امللونة على حقائب الزوار الوافدين‪ ،‬حتى حقائب الرتانزيت منهم‬
‫التي لن تدخل البالد أ��صال‪ ،‬وذلك حتت مربرات بغي�ضة تثري ‪ -‬أ�كرث ما تثري‪-‬‬
‫ال�سخرية واال�ستفزاز‪ ،‬وجتعل من مدة بقاء الوافد يف املطار تعتمد على درجة لون‬
‫الطبا�شري و�شكل العالم ّة!‬
‫‪64‬‬
‫يف ميالنو ال بد أ�ن تعلم أ�ن حقيبتك‬
‫�ستكون أ�ول م�ستقبليك باملطار مبجرد‬
‫انتهائك من �إجراءات الدخول املعتادة‬
‫والتي ال تتجاوز الع�شر دقائق‪ ،‬و أ�ن أ�حدا‬
‫ما لن ينظر �إليك نظرة جتعلك أ�مام‬
‫نف�سك وك أ�نك جمرد من مالب�سك‪ .‬الكل‬
‫هنا يف حاله‪ ،‬كما يقال‪ .‬وال�شاهد من بني‬
‫احلكايات التي رواها لنا بع�ض املقيمني‬
‫أ�ن أ�حدهم أ�م�ضى خم�سة وع�شرين عاما‬
‫دون أ�ن يعرف‪ .‬مدن قوامها مبان من الزجاج واال�سمنت‪ .‬حركة د ؤ�وبة ال تتوقف‪.‬‬
‫ومطار أ��شبه ما يكون مبدينة جتارية منف�صلة عن املدينة أالم‪ ،‬ولي�س جمرد متجر‬
‫عتيق ي�ضيق ‪-‬على م�ساحته املتوا�ضعة‪ -‬مبا يجمعه من تناق�ضات وخليط غري متناغم‬
‫من �سلع ومنتجات ت�صور عاملك الذي يبعث على الك آ�بة‪ ،‬ويذكرك مبتجر املرحومة‬
‫«تقيه ال�سوداء» املتاخم يف أ�ق�صى حدود الذاكرة وكم حتملته منك و أ�نت ت�ستغل حبها‬
‫ل�شقاوة طفولتك باحل�صول على قطع احللوى دون مقابل!‬
‫يف مطار ميالنو متاجر توفر لك كل ما �سيخطر على بالك من ال�سلع واملنتجات‪،‬‬
‫وبكميات تفوق توقعاتك املحدودة جدا‪ ،‬ولي�س كما هو احلال يف بلدان كثرية‪ ،‬حيث تثري‬
‫فيها الكميات املوجودة نزعات اجل�شع واالحتكار لدى البع�ض‪ ،‬متاما كما تدعو البع�ض‬
‫ا آلخر من الب�سطاء للتزاحم والتدافع ورمبا اجلوع حتى املوت!‬
‫من املهم أ�ن تعرف أ�ي�ضا أ�نك �إذا كنت ال حتب النظام والرتتيب وااللتزام باملواعيد‬
‫و�ساعات العمل الر�سمية التي ت�ستمر يف الكثري من بلدان أ�وروبا طوال �ساعات‬
‫النهار‪ ،‬وهذه طبعا ميزة �شرق �شرقية؛ ف أ�نت –�إذن– رجل يحب املتاعب و�سيواجه‬
‫الكثري من امل�شاكل واالنتقادات‪� ،‬سواء عرب النظرات املليئة باالحتقار أ�م كلمات‬
‫الو�صول‬
‫يف حالة مثل حالتنا كان من الطبيعي‪ ،‬بعد رحلة طويلة من م�شقة وعناء ال�سفر‬
‫بد أ�ت من ال�ساعة التا�سعة م�ساء االثنني ‪ 2/16‬وا�ستمرت حتى �ساعات مت أ�خرة من‬
‫م�ساء يوم الثالثاء‪ ،‬أ�ن يكون أ�ول ما نفكر به هو البحث عن الفرا�ش و أ�خذ ق�سط من‬
‫الراحة لتعوي�ض �ساعات احلرمان من النوم يف مدينة ال تنام وال تعرف ال�صمت‪،‬‬
‫عدى ذلك ال�صمت اخلجول امل�سترت خلف أالبواب والنوافذ املو�صدة‪.‬‬
‫عند متام اخلام�سة ع�صر االثنني كان من البديهي ل�شخ�ص �شغوف با�ستطالع‬
‫املدن واكت�شاف أ��سرارها بعد �ساعات من النوم امل�ضطرب‪ ،‬اخلروج يف جولة‬
‫ا�ستطالعية للمدينة‪ ،‬حيث ت�ستقبلك لفحات حادة من موجة طق�س بارد تنهال‬
‫على ج�سدك كال�سكاكني حتى تكاد متزقه‪ ،‬وتتمنى لو أ�نك ا�صطحبت معطفك أ�و‬
‫حلافك‪ .‬أ�ما ال�سماء فهي كما هي مكتظة بالظلمة‪ ،‬تتوارى خلف كومة معتمة من‬
‫ال�سحب أ‬
‫والدخنة املت�صاعدة من امل�صانع التجارية التي تكتظ بها املدينة‪.‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫كان ذلك �ول انطباع عن املدينة املكتظة بامل�صانع‪ ،‬وهي متثل �غنى املدن‬
‫االيطالية‪ .‬لكن ورغم ثراء املدينة و�سكانها‪� ،‬إال أ�ن املالحظات املهمة أ�نك ال ت�شعر‬
‫بفرق ما بينك وبني املواطن أال�صلي‪� ،‬إن مل تكونا مت�ساوين يف جميع احلقوق‬
‫والواجبات ك أ��سنان امل�شط حتت �سيادة وهيبة النظام والقانون‪ .‬أ�مر �آخر أ�نك‬
‫لن تتمكن ‪-‬وهذه ميزة أ�وروبية بحتة‪ -‬من التمييز بني الغني والفقري من جمرد‬
‫املظهر‪ ،‬فالكل �سواء‪ ،‬وهذا ما يف�سر االلتزام باملظهر أالنيق لدى ال�سواد أالعظم‬
‫من النا�س‪ ،‬وال يوجد ما يدعو للتماثل رمبا �سوى أ�ن ترمق �شخ�صا هنا أ�و هناك‬
‫خارج نطاق الوعي يتبول يف ال�شارع!‬
‫ال�صور الفوتوغرافية وال�سيديهات والربو�شورات والكتيبات وا إل�صدارات التعريفية‬
‫املختلفة بجميع اللغات‪ ،‬وهي تقدم نبذة تعريفية عن اليمن ومواقعه ومعامله‬
‫التاريخية واحل�ضارية‪.‬‬
‫يف ميالنو‪ ،‬مدينة املعار�ض‪ ،‬املالحظ �إىل جانب م�ساحة املعر�ض الوا�سعة‬
‫والتجهيزات الفنية املهولة للمعار�ض عموما‪ ،‬وهي تتبع أ�حدث التقنيات احلديثة‬
‫املعا�صرة‪ ،‬من حيث التق�سيمات وتقنيات العر�ض والديكورات التخطيط الهند�سي‬
‫وتزويدها ب�شبكات الكهرباء واملياه واالت�صاالت‪ ،‬أ�ن حركة املعار�ض فيها ال تتوقف‬
‫مدينة املعار�ض‬
‫كانت ال�ساعة ت�شري �إىل متام التا�سعة من �صباح أالربعاء ‪ 2/18‬عندما انطلقت على مدار العام‪.‬‬
‫فعاليات معر�ض بور�صة ميالنو‪ ،‬لتمتد بنا على مدى أ�ربعة أ�يام من ال�ساعة‬
‫التا�سعة �صباحا وحتى ال�ساد�سة م�ساء‪ .‬وكان من بني أ�برز ما يثري االنتباه يف جولة يف املدينة‬
‫معار�ض �سياحية دولية كهذه‪ ،‬أ�ن جتد احلدود اجلغرافية املتعارف عليها بني بالعودة �إىل مقر ا إلقامة يف الفندق التقليدي بطابعة الكال�سيكي وعمره املمتد‬
‫الدول قد ذابت‪ ،‬بحيث ميكنك بتذكرة �سفر واحدة ال تتعدى قيمتها �سبعة �إىل أ�ربعينيات القرن املا�ضي‪ ،‬والواقع و�سط املدينة بالقرب من �ساحة الدوما‬
‫وع�شرين يورو‪ ،‬أ�ن تزور جميع أ�نحاء العامل وتتعرف على خ�صائ�ص كل بل ال�شهرية‪ ،‬ف�إن تعب و�إجهاد �ساعات العمل الطويلة تتبدد‪ ،‬وتبد أ� املدينة بدعوتك‬
‫وتقاليده ومميزاته و�سماته ومقوماته ال�سياحية والثقافية واحل�ضارية‪ ،‬من للت أ�مل يف جمالها ال�ساحر واكت�شاف معاملها والكثري من أ��سرارها وخ�صائ�ص‬
‫خالل اجلناح اخلا�ص بكل دولة من الدول امل�شاركة‪ ،‬وهي حتاول أ�ن تختزل وطبائع �ساكنيها‪.‬‬
‫الكثري من كل ذلك وتقدمه آ‬
‫تبدو لك ميالنو مثل قطعة حلوى حتاول أ�ن ت�ستغل كل ركن وزاوية فيها لتنفيذ‬
‫للخر‪.‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫آ‬
‫تنق�ضي �ساعات الدوام الر�سمي يف املعر�ض‪ ،‬وال تنتهي طوابري الن�ساء االيطاليات م�ربك وم�شاريعك و�حالمك‪ ،‬ك�ن تكون جزءا من معر�ض للفوتوغرافيا‪ .‬لكن‬
‫الطويلة أ�مام اجلناح اليمني‪ ،‬اللواتي يردن احل�صول على ح�صتهن من النق�ش هيهات أ�ن يت�سنى لك ذلك؛ فهي على ات�ساعها مدينة ال تقبل اال�ستغالل!‬
‫على اجل�سد مبادة اخل�ضاب واحلناء‪ .‬كما ال تتوقف أ��سراب الزوار عن التوافد ت�شد انتباهك املدينة بحركة النا�س الد ؤ�وبة‪ ،‬واحلر�ص على االنتظام والنظام‬
‫�إىل اجلناح للتعرف على خ�صائ�ص اليمن ومميزاته‪ ،‬من خالل العرو�ض الفنية املتبع مثل حركة ال�ساعة‪ ،‬حمالت بيع الزهور والورد املنت�شرة‪ ،‬متاما كما ت�شد‬
‫الراق�صة ألنواع الفلكلور اليمني أ‬
‫بالزياء ال�شعبية التقليدية‪ ،‬واحل�صول على انتباهك حمال بيع ال�صور الفوتوغرافية والر�سومات ب أ�ناقتها وما حتتويه من‬
‫‪65‬‬
‫من حقيبة مسافر‬
‫دون االكرتاث لتو�سالتها وت�ضرعاتها له با�سم احلب و�سنوات ال�صرب والكفاح التي‬
‫ق�ضياها معا يف الوطن أالم قبل أ�ن يفتح اهلل عليه ويكرمه بفر�صة ال�سفر والعمل‬
‫يف أ�وروبا‪ ،‬جم�سدا بذلك اخل�سا�سة يف أ�ب�شع �صورها‪.‬‬
‫جملة لوحات فنية غاية يف الده�شة‪ .‬فيما تبقى هناك الكثري من الن�صائح التي‬
‫تقدمها املدينة لزائرها‪ ،‬مبا ميكنه من التعاي�ش مع املجتمع االيطايل أ‬
‫والوروبي‬
‫ب�شكل عام‪ ،‬خ�صو�صا �إذا ما كانت هي فاحتة البلدان أالوروبية التي يزورها‪.‬‬
‫من أ�هم هذه الن�صائح التي تقدمها ميالنو على �سبيل املثال أ�نه ال وقت للتخبط‬
‫واال�ستهبال والتباط ؤ�‪ ،‬ألن معنى ذلك أ�نك جتاوزت الوقت املحدد لبقائك وحملت‬
‫نف�سك ما ال تطيقه من املال الوقت واجلهد‪.‬‬
‫ن�صيحة أ�خرى مهمة تقول‪« :‬و�إذا كنت ال تتحدث االيطالية ‪-‬وهذه م�شكلتك‪ -‬ف�إن هذا‬
‫ال يعفيك من حفظ بع�ض الكلمات املهمة التي ترددها من قبيل املالطفة واملجاملة‬
‫واالعتذار وال� ؤس�ال‪...‬الخ‪ ،‬حتى ال تبدو وك أ�نك مثل قروي غليظ قادم من أالدغال‪.‬‬
‫وتربز من بني الكلمات التي ما تزال عالقة يف الذهن كلمة «قرات�سي» (�شكرا)‪.‬‬
‫يف ميالن‬
‫تك�شف لك مدينة ميالنو عن ت�صنفها كواحدة من أ�هم املراكز العاملية احلديثة‬
‫�شهرة أ‬
‫بالزياء‪ ،‬و أ�هم املدن التاريخية االيطالية الكبرية التي حتظى ب�إعجاب‬
‫وده�شة الكثري من زوارها‪ ،‬بجملة ما حتت�ضنه من معامل وم آ�ثر تاريخية عريقة‪،‬‬
‫تت�سم بالعودة �إىل خليط من قرون ع�صر النه�ضة االيطالية ما بني الثالث ع�شر‬
‫والتا�سع ع�شر امليالديني‪ .‬وهي جت�سد يف روحها امتدادا لالمرباطورية الرومانية‬
‫القدمية‪ ،‬وت�شتمل‪ :‬كنائ�س‪ ،‬كاتدرائيات‪ ،‬ق�صورا‪� ،‬ساحات‪ ،‬مباين‪ ،‬جم�سمات‬
‫معمارية‪ُ ،‬ن ُ�صبا تذكارية‪ ،‬جداريات‪ ،‬وم�سارح فنية متنوعة يراوح أ��سلوبها يف‬
‫مزجه بني الكال�سيكي واحلديث‪.‬‬
‫كما أ�ن كميالنو تكت�سب �شهرة عالية يف الغذاء وكرة القدم‪ ،‬حيث حتت�ضن أ�قدم‬
‫و أ�كرب مالعب كرة القدم يف أ�وروبا‪ :‬ملعب «�سان �سريو» بعمره املمتد �إىل عام‬
‫‪ .1925‬كما ت�ستوطن فيها أ�قدم و أ��شهر الفرق الكروية أالوروبية‪ :‬انرت ميالن‬
‫ال�شهري‪ .‬وهي كذلك موطن الكثري من املراكز التجارية الرائدة ذات املاركات‬
‫العاملية وامل ؤ��س�سات وامل�صارف املالية والبور�صة يف ايطاليا‪.‬‬
‫ما يجب أ�ن يعرفه زائر �شرقي مليالنو أ�نها مدينة مق�سمة �إىل ‪ 20‬منطقة معروفة‬
‫على م�ستوى العامل‪ ،‬ل�شهرة كل منها يف عامل املو�ضة وجمال ت�صاميم أالزياء‬
‫‪66‬‬
‫ب أ��صنافها و أ�نواعها املختلفة‪ ،‬عالوة على ت�صاميم الديكورات الراقية ذات الطابع‬
‫الكال�سيكي أالخاذ‪.‬‬
‫أ‬
‫ومن املهم معرفة أ�ن املدينة ت�ضم واحدة من �كرب اجلاليات العربية‪ ،‬وهي اجلالية‬
‫امل�صرية‪ ،‬حيث جتد البيتزا االيطالية أال�صل‪ ،‬املاالوية الطابع والهوى‪ ،‬قد احتدت‬
‫مع البيتزا امل�صرية يف �شكل قطعة كبرية من اخلبز املليئة بال�شاورما‪ ،‬التي تقدمها‬
‫لك الكثري من املطاعم امل�صرية املنت�شرة يف أ�نحاء خمتلفة من املدينة‪.‬‬
‫تن�س هنا أ�ن تتغا�ضى عن الكثري من املواقف والت�صرفات التي قد تت�سبب يف‬
‫وال َ‬
‫�شعورك باخلجل من أ�بناء اجلاليات العربية عموما‪ ،‬خ�صو�صا ما ي�صر منها على‬
‫كبت أ�نفا�سك وهو يغت�صب ذهنك بني احلني وا آلخر‪ ،‬كذلك املوقف الذي جتد‬
‫نف�سك فيه م�ضطرا بال�صدفة ألن ت�ستمع ألحدهم يبعث ر�سالة �إىل أ�هله عرب‬
‫االنرتنت قبل أ�ن أ�فهم منها أ�نه قرر من خاللها �إخالء �سبيل زوجته و أ�م أ�بنائه‬
‫يف بحرية كومو‬
‫على الرغم من أ�ن مدينة ميالنو ال حتظى بجمال روما و�آثارها التاريخية‪ ،‬أ�و‬
‫فيني�سيا و�شوارعها املائية‪ ،‬أ�و جزيرة �سردينيا ببحرها أالزرق اخلالب؛ لكنها‬
‫عا�صمة ال�شمال ب�ساحاتها العريقة مثل �ساحة الدومو‪ ،‬ودار أ�وبرا ال�سكاال‪ ،‬ومدنها‬
‫الغنية القريبة من احلدود ال�سوي�سرية‪ ،‬مثل بريجامو وبري�شا ومانتوا امل�شهورة‬
‫تاريخيا‪ ،‬وبحرياتها ال�شاعرية الفريدة يف جمالها مثل بحرية كومو التي تبعد عن‬
‫ميالنو ‪ 45‬كيلومرتا‪ ،‬وبحريتي جاردا وماجوري‪.‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫ف�ضول زيارة بحرية كومو وجاذبيتها عجيب! وال �دري كيف �ثار مثلي ‪-‬ال يعرف‬
‫عن ايطاليا واللغة االيطالية أ�كرث من حدود «قرات�سي» وباب الفندق وحميطه‪-‬‬
‫على زيارتها مبفردي‪ ،‬وكانت النتيجة فقدان طريق العودة‪ ،‬و�شعورا غريبا‬
‫باخلوف مل أ��شعر مبثله يف حياتي‪ ،‬اجتاح املفا�صل وترك �آثاره يف املعدة عرب‬
‫نوبات رعا�ش ومغ�ص تنتابني كلما تذكرت املوقف‪.‬‬
‫أ‬
‫عدت �إىل مقر ا إلقامة يف الفندق و�سط املدينة الواقعة �شمال �إيطاليا ب�عجوبة‪،‬‬
‫مقتفيا أ�ثر ما تبقى يل من مراحل الدرا�سة الثانوية واجلامعية من كلمات اللغة‬
‫االجنليزية ولغة ا إل�شارات‪ .‬وكان أ�ول طلب أ�طلبه من م� ؤس�ول الفندق هو املاء‪،‬‬
‫والكرت اخلا�ص بعناوين الفندق حتى ال أ�جد نف�سي �ضائعا مرة أ�خرى يف مدينة‬
‫يبلغ عدد �ساكنيها‪ ‬مليونا و‪� 308‬آالف ن�سمة من �إجمايل ت�سعة ماليني ون�صف‬
‫املليون ن�سمة هم �سكان �إقليم لومبارديا أ�كرب أ�قاليم البالد والذي متثل ميالنو‬
‫عا�صمته‪.‬‬
‫جتل�س يف �ساحة الدومو‪ ،‬أ��شهر املعامل التاريخية فيها‪ ،‬والتي فيها أ�حد أ�هم‬
‫املباين يف أ�وروبا وثالث أ�كرب كني�سة‪ ،‬حيث ت�صادف وجوها ال ح�صر لها من‬
‫خمتلف اجلن�سيات أ‬
‫والعراق‪ ،‬حتى أ�بناء أ�كرب اجلاليات العربية جتدهم‬
‫هناك‪ ،‬وهم ي�ضايقون بتطفلهم الزوار واملارة ممن يحلو لهم التقاط ال�صور‬
‫بغر�ض ابتياعهم بع�ض حبوب الذرة امل�ستخدمة جلذب طيور احلمام املنت�شر يف‬
‫ال�ساحة ب�شكل الفت لالنتباه م�شكلة مع أ��سراب الب�شر نوعا من أاللفة واحلميمية‪.‬‬
‫تقول املراجع عن �إيطاليا �إنها جتمع ما بني عدة أ�عراق‪ .‬أ�ما أ�هل ميالنو واملقاطعة‬
‫املحيطة بها‪ ،‬وهي مقاطعة لومبارديا‪ ،‬أ�غنى مقاطعة �إيطالية‪ ،‬فهم من أ��صل‬
‫جرماين ومن قبائل جرمانية غزت �شمال �إيطاليا يف القرن ال�ساد�س امليالدي‪،‬‬
‫وكانت جزءا من االمرباطورية الرومانية التي ق�ضت على الرومان وحكمهم يف‬
‫روما‪.‬‬
‫لكن ما يالحظه الزائر أ�ن هناك فرقا يف التنظيم واحرتام القانون وحركة ال�سري‬
‫أ‬
‫والداء بني ميالنو وروما‪ ،‬فميالنو تنتمي �إىل �شمال أ�وروبا وت�شبه فيينا وميونخ‬
‫نوعا ما‪ ،‬بينما تنجذب روما �إىل اجلنوب و�شم�س البحر أالبي�ض املتو�سط و�شطارة‬
‫أ�بنائه‪.‬‬
‫أ‬
‫أ‬
‫من أ�هم امل�شاهد التي ال ميكن �ن تن�سى عند زيارة ميالنو‪ :‬الوقوف �مام‬
‫املبنى ال�ضخم لكني�سة الدومو يف و�سط املدينة‪ ،‬املعروفة ب أ��سلوب البناء‬
‫القوطي املت أ�ثر بالنموذج أالملاين والفرن�سي‪ .‬واملعروف أ�ن هذا الطراز‬
‫يقوم على ا�ستخدام العقود املدببة التي أ�خذها الغرب عن العمارة‬
‫ا إليرانية ال�سا�سانية وا إل�سالمية وعلى أ��سا�س لوحات الزجاج املع�شق‬
‫امللون والتماثيل البارزة على اجلدران أ‬
‫والبراج خارج الكاتدرائية‪.‬‬
‫وميكن للزائر أ�ن يرى جبال أاللب من �سطح الكني�سة يف يوم م�شرق كالذي‬
‫كان من ح�سن حظنا أ�ن �سطعت فيه ال�شم�س‪ .‬وبالقرب من هذا املكان‬
‫يقع رواق فيتوريو اميانويل‪ ،‬بقبته الزجاجية وجدرانه املزخرفة وحوانيته‬
‫التجارية الراقية‪ ،‬وينطلق من الطرف ا آلخر �إىل دار أ�وبرا ال�سكاال‪� ،‬إحدى‬
‫أ�عظم دور االوبرا يف العامل عموما ويف �إيطاليا على وجه اخل�صو�ص‪.‬‬
‫ومن أ�هم ما تتميز به مدينة ميالنو ا إليطالية‪ :‬املالب�س الفاخرة والت�صميمات‬
‫املبدعة والب�ضائع التي لن جتد مثلها �إال يف ميالنو‪ ،‬والتي ال ميكنك مقاومة‬
‫�إغرائها‪ ،‬وتكفي جولة يف �شارع «مونتي نابوليون» وال�شوارع املحيطة به لتقتنع بذلك‬
‫وترى كافة العالمات التجارية املعروفة واخلا�صة لل�صفوة من أالثرياء وهي حتتل‬
‫م�ساحة فيه مبا فيها (‪ )gaterpillar‬التي اقتنيت منها أ�حد أالحذية اجللدية‪.‬‬
‫أ�ما من املعلومات املهمة التي ينبغي معرفتها أ�ن ميالنو أ�غنى مدن �إيطاليا كانت‬
‫فازت قبل عدة أ��شهر باختيارها عا�صمة الت�صميم احلديث واملعار�ض يف العامل‪،‬‬
‫ومن املقرر أ�ن يقام فيها املعر�ض الدويل عام ‪ 2015‬والذي يعد وريثا ألول معر�ض‬
‫دويل أ�قيم يف باري�س لالحتفال بالذكرى املئوية للثورة الفرن�سية حني ُبني برج‬
‫�إيفل عام ‪ 1889‬يف تلك املنا�سبة‪ .‬كما من املقرر أ�ن ي�ستمر هذا املعر�ض ملدة‬
‫�ستة أ��شهر من أ�ول مايو‪ /‬أ�يار �إىل �آخر أ�كتوبر‪ /‬ت�شرين أالول‪ ،‬و�سي�شتمل على‬
‫�سبعة �آالف حدث ون�شاط جتاري وفني‪ ،‬والهدف هو بناء مدينة امل�ستقبل‪ ،‬وال‬
‫�شك أ�نها �ستفاجئنا ب�إبداعاتها ال�شهرية التي جعلت منها عا�صمة التجارة واملال‬
‫والثقافة الرفيعة املطلعة على أ�حدث ا آلراء واالبتكارات يف العامل و أ�حد مراكز‬
‫أالزياء الدولية‪ ،‬ومركزا أ�وروبيا أ��سا�سيا أ‬
‫للعمال والبنوك‪ ،‬ففيها ‪ 400‬بنك على‬
‫أالقل‪ ،‬ح�سب مرافقنا “ما نوفيال” املولع بـ”اال�سبكتي” (املكرونة) االيطالية‪.‬‬
‫وكما هو حال مرافقنا‪ ،‬فال غرابة أ�ن تعرف أ�خريا أ�ن ا إليطاليني ي�شتهرون‬
‫بع�شقهم أ‬
‫للناقة‪ ،‬كع�شق ليوناردو دافين�شي‪ ،‬أ��شهر فناين العامل االيطاليني مليالنو‪،‬‬
‫التي متثل عنوان الذوق ا إليطايل الفاخر‪ ،‬ومعقل م�صممي أالزياء الكبار‪ ،‬حيث‬
‫تتنوع املو�ضة العاملية‪ ‬كل مو�سم ح�سبما جتري الرياح وتتجه النزعات اجلمالية‬
‫اخلالقة يف ميالنو‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫بورتريه‬
‫السياحة لن تصبح هدفا سهال للمجرمين الذين‬
‫يس���تهدفون كل ما هو جمي���ل في هذا البلد‬
‫تحدث عن بداياته في مجال‬
‫العمل السياحي‬
‫عبد الكريم أبوطالب‪:‬‬
‫العمل في المجال السياحي‬
‫«صفعة بصفعة»!‬
‫رئي�س التحرير‬
‫رغم �إقراره بحجم وفداحة أال�ضرار التي يتكبدها القطاع ال�سياحي‬
‫واالقت�صاد الوطني عموما‪ ،‬نتيجة أالعمال ا إلرهابية التي ت�ستهدف الرعايا‬
‫أالجانب‪ ،‬و�إحلاق ما قدره بخم�سني باملائة من اخل�سائر على �شركته نتيجة‬
‫أالحداث ا إلرهابية أالخرية‪� ،‬إال أ�ن رئي�س جمموعة « أ�بوطالب لل�سفريات‬
‫وال�سياحة» (ياتا)‪ ،‬عبد الكرمي أ�بوطالب‪ ،‬أ�بدى �إ�صرارا وت�صميما كبريين‬
‫على موا�صلة العمل باملجال ال�سياحي مهما كانت اخل�سائر‪.‬‬
‫وقال عبد الكرمي أ�بوطالب‪ ،‬رئي�س املجموعة‪ ،‬يف حوار مع «ال�سياحة»‪،‬‬
‫أ�جرته على هام�ش امل�شاركة يف فعاليات معر�ض بور�صة برلني ال�سياحي‬
‫الدويل املختتم فعالياته يف مار�س املا�ضي‪« :‬ال بد من �صفعة ب�صفعة؛ أ�عداء‬
‫اليمن يحاولون أ�ن ي�صفعونا‪ ،‬وال بد أ�ن نرد ال�صفعة ب�صفعة‪ ،‬ومهما كانت‬
‫اخل�سائر أ�و التعب واجلهد‪ ،‬ال بد أ�ن نوا�صل العمل‪ ،‬و�إال ف�إننا لن نكون أ�هال‬
‫لل�سياحة‪ ،‬وال حمبني لبالدنا»‪.‬‬
‫أ‬
‫و أ��ضاف‪ « :‬أ�نا وغريي من العاملني يف املجال ال�سياحي ��صبحنا متعودين‬
‫على اخل�سارة‪ ،‬ومثل هذه اجلرائم ا إلرهابية وا�ستهدافها للرعايا أالجانب‬
‫وحماولتها �إ�صابة �سياحة هذا البلد واقت�صاده يف مقتل لن تثنينا عن‬
‫موا�صلة العمل باملجال ال�سياحي»‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫‪69‬‬
‫بورتريه‬
‫المنافسة بين‬
‫الشركات الوطنية‬
‫المصدرة للسياح في‬
‫السوق السياحية‬
‫األلمانية تمثل مبعث‬
‫فخر واعتزاز بالنسبة‬
‫لشركتنا‪ ،‬كونها‬
‫تعود بالمنفعة على‬
‫اليمن ككل‪ ،‬وتسهم‬
‫في زيادة حصته من‬
‫السياحة الدولية الوافدة‬
‫‪70‬‬
‫و أ�كد أ�بوطالب أ�ن مثل هذه اجلرائم لن توقف عجلة‬
‫التنمية التي انطلقت يف هذا القطاع احليوي الهام‪،‬‬
‫كما لن تقلل من أ�همية اليمن على اخلارطة ال�سياحية‬
‫الدولية ك أ�ف�ضل وجهة خمتارة ل�سياحة املغامرات‬
‫واملنتجات ال�سياحية النوعية على م�ستوى املنطقة‪،‬‬
‫بقدر ما �ستجعل من اليمن بف�ضل قيادته احلكيمة‬
‫وال�شرفاء من أ�بنائه أ�كرث ت�صميما على الوقوف �صفا‬
‫واحدا مع اجلهات أالمنية املعنية لتجفيف منابع‬
‫ا إلرهاب والق�ضاء على خالياه النائمة‪ ،‬أ�ينما كانت‬
‫وقبل أ�ن ت�صحو من غفوتها‪ .‬م�شريا �إىل أ�ن اليمن‬
‫اعتمد �سل�سلة من ا إلجراءات الهادفة �إىل تعزيز‬
‫أالمن واال�ستقرار وحماية الرعايا أالجانب‪.‬‬
‫يف حواره هذا‪ ،‬اعترب أ�بوطالب اجلرائم ا إلرهابية‬
‫التي ت�ستهدف ال�سياحة ردة فعل مبا�شرة على ما‬
‫ي�شهده قطاع ال�سياحة من تطورات على خمتلف‬
‫االجتاهات وال�صعد يف الوقت الراهن‪ ،‬وعلى جناح‬
‫اجلهود التي يبذلها اليمن جنبا �إىل جانب مع‬
‫املجتمع الدويل يف �إطار مكافحة ا إلرهاب و أ�عمال‬
‫القر�صنة البحرية‪ .‬وقال �إن «ال�سياحة لن ت�صبح‬
‫هدفا �سهال للمجرمني الذين ي�ستهدفون كل ما هو‬
‫جميل يف هذا البلد»‪.‬‬
‫أ‬
‫و أ��شار أ�بوطالب �إىل �ن اليمن رغم ما يواجهه من‬
‫حتديات أ�همها �إ�صدار بع�ض البلدان أالوروبية‬
‫للتحذيرات اجلائرة وغري املربرة يف الكثري من‬
‫أالحيان ومنع رعاياها من ال�سفر �إىل اليمن مبا‬
‫يفر�ض نوعا من العزلة واحل�صار ال�سياحي على‬
‫اليمن‪ ،‬ب�إيعاز من قوى خارجية‪ ،‬مل ي�سمها؛ ف�إن‬
‫اليمن بف�ضل تفهم أال�سرة الدولية والكثري من‬
‫البلدان ال�صديقة التي ترف�ض التواط ؤ� �ضمن هذا‬
‫املخطط الذي يخدم ا إلرهاب و أ�ن�صاره ويحقق‬
‫م آ�ربه وال ي�صب يف خدمة توجهات املجتمع الدويل‬
‫نحو مكافحة ا إلرهاب‪� ،‬سيتمكن من جتاوز كل‬
‫ال�صعوبات‪.‬‬
‫أ�بوطالب‪ ،‬ع�ضو جمل�س الرتويج ال�سياحي‪ ،‬الذي فتح‬
‫�صدره لنا يف هذا احلوار‪ ،‬حتدث أ�ي�ضا عن جتربته‬
‫الطويلة يف جمال العمل ال�سياحي و أ�برز املواقف‬
‫واملحطات التي تخللت م�سرية حياته العملية‪،‬‬
‫والكثري من التفا�صيل املثرية حول بدايات عمله‬
‫يف هذا املجال منذ مطلع ال�سبعينيات على ر�صيف‬
‫«باب �شعوب» و�سر اهتمامه بالعمل ال�سياحي‪ .‬ف�إىل‬
‫ن�ص احلوار‪:‬‬
‫«ال�سياحة»‪ :‬بداية‪ ،‬ما هي النتائج التي ميكن‬
‫أ�ن تطلعونا عليها وحققتها �شركتكم من خالل‬
‫م�شاركتها يف فعاليات هذا املعر�ض؟‬
‫أ�بوطالب‪ :‬متكنت املجموعة ‪-‬واحلمد هلل‪ -‬من‬
‫حتقيق الكثري من النتائج الطيبة‪ ،‬منها عقد أ�كرث‬
‫من ‪ 10‬اتفاقات مبدئية لت�صدير ال�سياح �إىل اليمن‬
‫مع ‪� 10‬شركات �سياحية أ�ملانية جديدة‪ ،‬با إل�ضافة‬
‫�إىل اتفاقاتها املبدئية املربمة مع أ�كرث من ‪� 30‬شركة‬
‫من ال�شركات أالملانية العميلة‪.‬‬
‫«ال�سياحة»‪ :‬من املالحظ أ�نكم ت�شاركون عرب ك�شك‬
‫خا�ص بكم يف املعر�ض‪ ،‬ملاذا؟‬
‫أ�بوطالب‪ :‬ال يوجد �سبب مبا�شر �إال حماولة تو�سيع‬
‫امل�شاركة اليمنية فيه‪ ،‬وال�شركة تواظب على امل�شاركة‬
‫فيه منذ �سبعينيات القرن املا�ضي عرب ك�شك خا�ص‪،‬‬
‫كنا ن�شارك فيه طبعا يف وقت مل يكن ي�شارك فيه‬
‫اليمن عرب جمل�س الرتويج وبقية الوكاالت بهذا‬
‫ال�شكل واحل�ضور الرائع وبات أالمر تقليدا �سنويا‬
‫منذ أ�ن بد أ�نا بني عامي ‪ 75‬و‪76‬م‪.‬‬
‫ونحن مقتنعون متاما بامل�شاركة عرب ك�شك خا�ص‪،‬‬
‫رغم أ�ن ذلك مكلف طبعا‪ ،‬ولهذا نحن ن�شارك يف‬
‫معار�ض دولية أ�خرى عرب ك�شك خا�ص‪ ،‬مثال كنت يف‬
‫�سنة ‪81 /80‬م قد بد أ�ت دخول ال�سوق اليابانية عرب‬
‫ك�شك خا�ص‪ ،‬وكان أالمر مكلفا بالن�سبة لنا كيمنيني‪،‬‬
‫ولكن الت�ضحية �ضرورية والرتويج لليمن يحتاج �إىل‬
‫مبالغ ونفقات باهظة‪ ,‬ومعر�ض اليابان مثل أ�ملانيا‬
‫بال�ضبط‪ ،‬حيث كنا أ�ول من روج لليمن يف ال�سوق‬
‫اليابانية‪ .‬بعد ذلك جاء املجل�س بعدنا ب�سنوات وجاء‬
‫�آخرون‪ .‬لكن نحن �إىل اليوم مازلنا الوحيدين نعمل‬
‫ك�شكا خا�صا يف اليابان ودول أ�خرى‪ ،‬ور ؤ�يتنا أ�نه ال‬
‫بد أ�ن ي�ضحي النا�س و أ��صحاب ال�شركات واملكاتب‬
‫ويتعبوا‪ ،‬و�إذا مل يكن اخلري قريبا ف�سيعم اجلميع‪.‬‬
‫«ال�سياحة»‪ :‬آالن كيف ت�صفون امل�شاركة اليمنية‪،‬‬
‫وهل هي بامل�ستوى املطلوب؟‬
‫أ�بوطالب‪ :‬أ�نا �سعيد بامل�شاركة اليمنية يف فعاليات‬
‫املعر�ض وبهذا احل�ضور امل�شرف وما ت�سفر عنه‬
‫وما حتققه من نتائج �إيجابية تعود بال�صالح العام‬
‫على اليمن‪ ،‬باعتبار ال�سياحة «برتول اليمن» الذي مل‬
‫ي�ستغل بعد‪ ،‬وما زلنا بحاجة �إىل بذل املزيد‪.‬‬
‫وكما تعرف‪ ،‬امل�شاركة مثل كل عام‪ ،‬وهناك بع�ض‬
‫امل�شاكل والتحديات‪ ،‬ولكن لي�ست كما كانت قبل‬
‫�سنوات‪ ،‬و أ�نا مت�شجع ومتفائل مبا و�صلنا �إليه هذه‬
‫املرة وبالنا�س الذين يحاولون االت�صال بالك�شك‬
‫وبجناح اليمن‪ ،‬وهذا �شيء رائع‪.‬‬
‫«ال�سياحة»‪� :‬شركتكم تعد اليوم من اكرب ال�شركات‬
‫امل�صدرة لل�سياح من ال�سوق أالملانية‪ ،‬ما ر أ�يكم يف‬
‫مناف�سة �شركات وطنية �آخرى لكم ؟ �إال يثري ذلك‬
‫�شيء يف نفو�سكم؟‬
‫يرتب�صون بها‪ ،‬بالرغم من اعتماد قرابة مليون‬
‫ون�صف املليون �شخ�ص من �سكان اليمن على‬
‫عائدات ال�سياحة‪.‬‬
‫وعلى العك�س‪ ،‬حتى ولو ناف�سوين فالذي يناف�س هو‬
‫ابني‪ ،‬و أ�نا الذي ربيته‪ .‬بالعك�س املهم أ�ن يعود ذلك‬
‫مل�صلحة اليمن يف النهاية‪ ،‬وهذا الذي يهمني‪ .‬فمن‬
‫يحب أ�ن ي�ساعد ا آلخرين ويفتح املجال أ�مامهم‬
‫لدخول ال�سوق أالملانية‪ ،‬وهي ت�شمل أ�ملانيا ورومانيا‬
‫والنم�سا و�سوي�سرا وهولندا‪ ،‬ال تزعجه املناف�سة‪.‬‬
‫واحلمد هلل كل �شيء على ما يرام طاملا ونحن‬
‫خمل�صون يف عملنا ونثق ونت أ�كد أ�ن هذا العمل يف‬
‫النهاية ل�صالح اليمن‪.‬‬
‫«ال�سياحة»‪ :‬حدثونا عن البداية أالوىل لكم يف‬
‫العمل ال�سياحي؟‬
‫أ�بوطالب‪ :‬كانت البداية مثل امل�ستحيل؛ بد أ�ت مبكتب‬
‫يف �صنعاء يف �شارع القيادة‪ .‬وال�سياحة كانت غري‬
‫معروفة‪ ،‬بل ومعظم النا�س كانوا �ضد العمل يف‬
‫جمال ال�سياحة‪ .‬وكنت أ�حاول من وقت آلخر أ�ن أ�قوم‬
‫أ�بوطالب‪ :‬املناف�سة بني ال�شركات الوطنية امل�صدرة‬
‫لل�سياح يف ال�سوق ال�سياحية أالملانية متثل مبعث فخر‬
‫واعتزاز بالن�سبة ل�شركتنا‪ ،‬كونها تعود باملنفعة على‬
‫اليمن ككل‪ ،‬وت�سهم يف زيادة ح�صته من ال�سياحة‬
‫الدولية الوافدة‪ ،‬وتعرب عن ارتقاء الوعي االجتماعي‬
‫ب أ�همية وقيمة ال�سياحة التي ما يزال أ�عداء اليمن‬
‫‪71‬‬
‫بورتريه‬
‫سر حبي للسياحة حبي لبالدي‪ ،‬حبي لبالدي‬
‫قبل كل شيء‪ ،‬ولو عرفت أن السياحة خطر‬
‫على اليمن لن أعمل فيها يوما واحدا‪..‬‬
‫بالتوعية ب أ�همية ال�سياحة بالن�سبة لليمن ح�ضاريا‬
‫وتاريخيا وتنمويا‪.‬‬
‫أ‬
‫واحتاج بع�ض النا�س لوقت طويل حتى يدركوا �همية‬
‫ال�سياحة‪ .‬وقمت ب�إر�سال أ��شخا�ص للدرا�سة يف اخلارج‬
‫يف جمال ال�سياحة‪ ،‬وبلغ عددهم ‪� 172‬شخ�صا‪ ،‬ومل‬
‫أ�كن أ�لزمهم بالعمل عندي عند عودتهم بعد انتهاء‬
‫درا�ستهم‪ ،‬كان لهم مطلق احلرية يف اختيار مكان‬
‫العمل‪ .‬كل ما يف أالمر امل�ساهمة يف ت أ�هيل كوادر‬
‫لل�سياحة يتمكنون من فتح مكاتب خا�صة لهم‪ ،‬كان‬
‫الهدف تو�سيع نطاق امل�شاركني وامل�ستفيدين من‬
‫العمل يف املجال ال�سياحي‪.‬‬
‫وحينما بد أ�ت العمل �سنة ‪73‬م‪ ،‬كان العمل ال�سياحي‬
‫يف منتهى اخلطورة‪ ،‬فعلى �سبيل املثال‪ :‬اليوم‬
‫نحن ن�شكو من االختطاف و أ�عمال التقطع يف بع�ض‬
‫املناطق النائية من اليمن‪ ،‬بينما كانت أ�عمال‬
‫التقطع واالختطاف يف تلك أاليام حتدث يف �صنعاء‪،‬‬
‫‪72‬‬
‫و أ�ذكر من املواقف أ�نه مت أ�خذ كامريا على �سياح يف‬
‫و�سط �صنعاء‪ ،‬وبالتحديد يف “باب �شعوب”‪ ،‬وح�صل‬
‫ذلك أ�مام مدير ق�سم �شرطة “باب �شعوب” الذي‬
‫كان ينظر حينها للحادثة من النافذة‪ ،‬ومل يتحدث‬
‫بكلمة‪ ،‬بعد ذلك قمت بجمع القبائل‪ ،‬وقلت لهم‪:‬‬
‫“�شوفوا أ��صحابكم كيف يتعاملون مع ال�سياح!”‪،‬‬
‫واحتلت امل�شكلة‪ .‬و أ�ول جمموعة و�صلتنا من أ�ملانيا‬
‫على ما أ�تذكر كانت يف أ�بريل ‪73‬م وكانت هذه‬
‫املجموعة مثل أ�رانب االختبار‪.‬‬
‫«ال�سياحة»‪ :‬ما تزال ال�سياحة تواجه حتديات‬
‫كثرية‪ ،‬أ�همها ا إلرهاب أ‬
‫والعمال ا إلرهابية التي‬
‫ت�ستهدف ال�سياح‪ ،‬وال �شك أ�نكم �سمعتم باحلادث‬
‫أالخري‪ ،‬فكيف تنظرون �إىل ذلك يف �ضوء ما‬
‫تنفقونه يف حمالت الرتويج؟‬
‫أ‬
‫أ�بوطالب‪ :‬اليوم احلمد هلل ن�ستطيع �ن نقول �إن‬
‫هناك وعيا اجتماعيا جماهرييا مقارنة باملا�ضي‪،‬‬
‫خ�صو�صا جتاه التعامل مع مفردات ال�سياحة‪ ،‬و�إن‬
‫مل يكن يرتقى �إىل امل�ستوى املطلوب وما يزال يحتاج‬
‫�إىل املزيد من اجلهد‪ ،‬خ�صو�صا جتاه ما يجري من‬
‫أ�عمال �إرهابية م�شينة ت�ستهدف ال�سياح وال ير�ضى‬
‫بها دين وال خلق‪ ،‬و أ�عتربها دخيلة على جمتمعنا‬
‫وعاداته وتقاليده أال�صيلة التي تقوم على الكرم‬
‫واحلفاوة بال�ضيف‪.‬‬
‫وما تواجهه ال�سياحة اليوم من حتديات‪ ،‬هي تواجهه‬
‫منذ فرتة طويلة‪ ،‬مثلنا (يف ذلك) مثل بقية املجتمعات‪.‬‬
‫لكن مهما كانت ال�صعوبات واخل�سائر واجلهد املبذول‬
‫ف�إن التحدي احلقيقي يكمن يف موا�صلة العمل نحو‬
‫االرتقاء بوعي املجتمع ب أ�همية �صناعة ال�سياحة‬
‫وتنميتها وتطويرها‪ ،‬باعتبارها قارب النجاة الذي من‬
‫خالله ميكن حت�سني أالو�ضاع املعي�شية للكثريين من‬
‫خالل �إ�شراكهم يف اال�ستفادة من عائداتها‪.‬‬
‫وعلى كل حال‪ ،‬ال بد من أ�ن ن�شري هنا �إىل أ�ن‬
‫ال�صناعة ال�سياحية يف اليمن ما تزال يف البدايات‪،‬‬
‫لكنها قطعت حتى اليوم �شوطا كبريا ملحوظا‪،‬‬
‫يف ظل ا إلدراك الواعي واملتطور للحكومة اليمنية‬
‫والقيادة ال�سيا�سية احلكيمة برعاية فخامة علي‬
‫عبد اهلل �صالح رئي�س اجلمهورية ألهمية �صناعة‬
‫ال�سياحة يف �صنع الغد امل�شرق لليمن‪ .‬وبالن�سبة ملا‬
‫أ��شرت �إليه عن حتدي ا إلرهاب واحلادث أالخري‪،‬‬
‫أ�قول‪ :‬ال بد من �صفعة ب�صفعة؛ أ�عداء اليمن‬
‫يحاولون أ�ن ي�صفعونا‪ ،‬وال بد أ�ن نرد ال�صفعة‬
‫ب�صفعة‪ ،‬ومهما كانت اخل�سائر أ�و التعب واجلهد‪،‬‬
‫ال بد أ�ن نوا�صل العمل‪ ،‬و�إال ف�إننا لن نكون أ�هال‬
‫لل�سياحة‪ ،‬وال حمبني لبالدنا‪.‬‬
‫أ‬
‫«ال�سياحة»‪ :‬طيب‪ ،‬كم حجم اخل�سائر بالرقام على‬
‫�شركتكم نتيجة أالحداث أالخرية؟‬
‫أ�بوطالب‪ :‬اخل�سائر كبرية‪ ،‬لي�س على �شركتنا‬
‫وحدها‪ ،‬بل على ال�سياحة واالقت�صاد الوطني ب�شكل‬
‫عام‪ ،‬وعلى غرينا من ال�شركات ال�سياحية العاملة يف‬
‫املجال ال�سياحي‪ ،‬التي أ��صبحنا معا متعودين على‬
‫تكبد اخل�سائر‪ .‬و أ��ستطيع القول �إن �شركتنا تكبدت‬
‫خ�سائر بن�سبة خم�سني باملائة‪.‬‬
‫أ‬
‫أ�نا وغريي من العاملني يف املجال ال�سياحي ��صبحنا‬
‫متعودين على اخل�سارة‪ .‬ومثل هذه اجلرائم‬
‫ا إلرهابية وا�ستهدافها للرعايا أالجانب وحماولتها‬
‫�إ�صابة �سياحة هذا البلد واقت�صاده يف مقتل لن‬
‫تثنينا عن موا�صلة العمل باملجال ال�سياحي‪.‬‬
‫ورغم ذلك ا�ستطيع القول �إن مثل هذه اجلرائم لن‬
‫توقف عجلة التنمية التي انطلقت يف هذا القطاع‬
‫احليوي الهام‪ ،‬كما لن تقلل من أ�همية اليمن على‬
‫اخلارطة ال�سياحية الدولية ك أ�ف�ضل وجهة خمتارة‬
‫ل�سياحة املغامرات واملنتجات ال�سياحية النوعية على‬
‫م�ستوى املنطقة‪ ،‬بقدر ما �ستجعل من اليمن بف�ضل‬
‫قيادته احلكيمة وال�شرفاء من أ�بنائه أ�كرث ت�صميما‬
‫على الوقوف �صفا واحدا مع اجلهات أالمنية املعنية‬
‫لتجفيف منابع ا إلرهاب والق�ضاء على خالياه‬
‫النائمة أ�ينما كانت وقبل أ�ن ت�صحو من غفوتها‪.‬‬
‫وال نن�سى أ�ن اليمن اتخذ �سل�سلة من ا إلجراءات‬
‫والتدابري الرامية �إىل تعزيز أالمن واال�ستقرار‬
‫وحماية الرعايا أالجانب‪.‬‬
‫و أ�عترب أ�ن مثل هذه اجلرائم ا إلرهابية التي ت�ستهدف‬
‫ال�سياحة لي�ست �سوى ردة فعل مبا�شرة على ما ي�شهده‬
‫قطاع ال�سياحة من تطورات على خمتلف االجتاهات‬
‫وال�صعد يف الوقت الراهن‪ ،‬وعلى جناح اجلهود التي‬
‫يبذلها اليمن جنبا �إىل جانب مع املجتمع الدويل يف‬
‫�إطار مكافحة ا إلرهاب و أ�عمال القر�صنة البحرية‪.‬‬
‫لكن أ�قول ملثل هذه العنا�صر ا إلجرامية‪ :‬ال�سياحة لن‬
‫ت�صبح هدفا �سهال للمجرمني الذين ي�ستهدفون كل‬
‫ما هو جميل يف بالدنا‪.‬‬
‫وال بد أ�ن ن�شري �إىل أ�ن �إ�صدار بع�ض البلدان‬
‫أالوروبية للتحذيرات اجلائرة وغري املربرة يف‬
‫الكثري من أالحيان ومنع رعاياها من ال�سفر �إىل‬
‫اليمن مبا ي�سعى �إىل حماولة فر�ض نوع من العزلة‬
‫واحل�صار ال�سياحي علي اليمن ب�إيعاز من أ�ي قوى‬
‫كانت‪ ،‬هو ال يخدم اجلهود الدولية الرامية �إىل‬
‫مكافحة ا إلرهاب‪ .‬هذا ما يجب أ�ن تتفهمه هذه‬
‫الدول‪ ،‬متاما كما هو حال تفهم الكثري من البلدان‬
‫ال�صديقة التي ترف�ض التواط ؤ� �ضمن هذا املخطط‬
‫الذي يخدم ا إلرهاب و أ�ن�صاره ويحقق م آ�ربهم‪،‬‬
‫واليمن بف�ضل هذا التفهم �ستتمكن من جتاوز كل‬
‫ال�صعوبات‪.‬‬
‫أ‬
‫«ال�سياحة»‪ :‬ما �سر حبكم لل�سياحة‪ ،‬ولملانيا بالذات؟‬
‫أ�بوطالب‪ :‬أ�نا در�ست يف معهد ا آلداب والرتجمة‬
‫وهو يحتوي أ�ق�سام لغات‪ ،‬وهي أ�ربع لغات تدر�س يف‬
‫املعهد �إىل جانب درا�سة يف جمال ال�سياحة والفن‬
‫ال�شعبي‪ .‬بعدها عدت لليمن وفكرت يف العمل‬
‫باملجال ال�سياحي‪ .‬وحقيقة لو ا�شتغلنا �صح وبنية‬
‫طيبة �سنلقى كل خري‪.‬‬
‫«ال�سياحة»‪ :‬طيب �سر حبكم للعمل ال�سياحي‬
‫وميلكم له؟ وهل كنتم تتمنون العمل مبجال‬
‫�آخر؟‬
‫أ�بوطالب‪ :‬ال‪ .‬و�سر حبي لل�سياحة حبي لبالدي‪ ،‬حبي‬
‫لبالدي قبل كل �شيء‪ ،‬ولو عرفت أ�ن ال�سياحة خطر‬
‫على اليمن لن أ�عمل فيها يوما واحدا‪ ،‬ولو ت أ�كدت‬
‫أ�ن املتاجرة باملواد يف �صالح اليمن � أس�عمل يف هذا‬
‫املجال‪ .‬لكني ت أ�كدت أ�ن ال�سياحة هي برتول اليمن‬
‫الذي مل ي�ستغل بعد‪ .‬ونعرف أ�ن البرتول أ�عاد �إلينا ‪3‬‬
‫ماليني عامل‪ ،‬بينما ال�سياحة مل تعد لنا أ�ي عامل‪،‬‬
‫بالعك�س �شغلت‪ ،‬واليوم لدينا ‪ 1.5‬مليون �شخ�ص‬
‫ي�شتغلون يف جمال ال�سياحة كما قلت يف جماالت‬
‫خمتلفة‪ :‬فندقة‪ ،‬مطاعم‪ ،‬مرافق‪� ،‬سائقني‪ ،‬أ�ي�ضا‬
‫حرفيني‪.‬‬
‫«ال�سياحة»‪ :‬أ�خريا‪ ،‬من خالل كالمكم يبدو أ�ن‬
‫العمل يف املجال ال�سياحي كان من ثالثي املحرمات‬
‫يف الوقت املا�ضي (حرام) و أ�نتم من عائلة علمية‬
‫حمافظة‪ ،‬هل واجهت م�شاكل مع عائلتك؟‬
‫أ�بوطالب‪ :‬نعم‪ ،‬واجهتني م�شاكل عدة‪ ،‬لكني اتبعت‬
‫للقناع ب أ�ن ما‬
‫طريق ا إلقناع وكنت أ��سعى دائما إ‬
‫أ�عمله هو يف �صالح اليمن ولي�س فيه ما ي ؤ�ثر على‬
‫الدين أ�و ي�سيء لل�سمعة بقدر ما ي�شرف البلد ويقدمه‬
‫آ‬
‫للخر ليعرفوا الكثري من أ��سرار تراثه احل�ضاري‬
‫والثقايف‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫تراث‬
‫الشبواني‬
‫لعبة الكر والفر وااللتحام‬
‫تعترب لعبة ال�شبواين من ابرز أاللعاب ال�شعبية اليمنية التي متار�س يف ح�ضرموت وتن�ضوي حتت لوائها‬
‫بقية أاللعاب أالخرى من �شرح وزف وغريه‪.‬‬
‫و لعبة ال�شبواين من أاللعاب القدمية جدا‪ ،‬وال يعرف لها تاريخا حمددا من الناحية العلمية وال امل�صدر‬
‫الذي جاءت منه �إال أ�ن هناك‪ ‬أ�حاديث تتناقلها أالجيال تقول أ�ن اللعبة ذات جانب وطابع ع�سكري بحت‬
‫وتعتمد على فكرة الكر والفر والتحام ال�صفوف حيث يرت أ��س العدة �شخ�ص ي�سمى املقدم وله م�ساعدين‬
‫ي�سمون حاليا ـ جلنة العدة ـ‬
‫كتب ‪:‬ربيع �صالح ربيع بل�سود‬
‫فجاءت فكرة التح�ضري حيث يقوم احد أ�ع�ضاء‬
‫الفرقة يف �صباح اليوم الذي �سيقام فيه ال�شبواين‬
‫ع�صرا مثال بال�ضرب على أ�لطا�سه ـ من أ�نواع الطبول‬
‫ـ وعندما ي�سمع أالفراد �صوت الطا�سه يعرفون أ�ن‬
‫هذه الليلة �شبواين وهنا يت�ساءلون ويتعرفون على‬
‫التفا�صيل من قبل املقدم والذي بوظيفته يعرفهم‬
‫باملنا�سبة والوقت واملكان والزمان ‪ ،‬وظل هذا‬
‫م�ستمرا رغم وجود البدائل من هاتف وغريه �إال انه‬
‫مل ي�ستغنى عن هذه العادة حتى يتم املحافظة على‬
‫هذا الرتاث أال�صيل‪.‬‬
‫واملقدم له �سلطه غري عاديه على اجلميع فكلمته‬
‫دائما نافذة واجلميع طوع أ�مره وال جمال للنقا�ش‬
‫الزائد خا�صة بعد أ�ن تبد أ� العدة باالنطالق ـ‬
‫هذا مما ي ؤ�كد طابعها الع�سكري ـ أ�ما هيئة العبي‬
‫ال�شبواين فهو مميز فاجلميع يلب�س عمامة خا�صة‬
‫ن�سميها‪ ‬ـ الر ّمال ـ ويحمل كل واحد منهم ع�صا يف‬
‫يده ي�ستعملها يف الرق�ص ‪ ،‬هذه الع�صا‪ ‬ت ؤ�دي وظيفة‬
‫مهمة جدا ف�ساعة االنطالق و�ساعة التوقف كلها‬
‫تعتمد على تقابل كل �صفني ‪.‬‬
‫ويقوم كل فرد منهم برفع ع�صاه لتتقابل مع ع�صا‪ ‬‬
‫الفرد املقابل له من ال�صف وبحركة واحده وقويه‬
‫تتقارع الع�صيان ب�صوت قوي معلنه �ساعة االنطالق ثانيا‪ :‬بدء اللعبة‬
‫أ�و �ساعة التوقف وال يفرط احد الالعبني يف ع�صاه تبد أ� اللعبة مبا ن�سميه اخلابه حيث يتم التمهيد‬
‫ف�إذا طلبت منه الع�صا يرد عليك قائال ال لن أ�عطيك ويجتمع الالعبون يف �صفني طويلني ي�سميا ـ ال�شنف‬
‫ـ ويطلقون هذا ال�صوت ـ ووال كب‪ ‬ووال كب ـ وهو‬
‫�سالحي‪ ‬‬
‫أ‬
‫م�صطلح قدمي ‪ ،‬بعد ذلك يدخل �و احد هواة ال�شعر‬
‫ويعطي �صوت خفيف نطلق عليه �صوت اخلابه‬
‫كيف متار�س لعبة ال�شبواين‬
‫أ‬
‫ال�سريعة التتداخل فيه الحلان كثريا فتنطلق‬
‫أ�وال‪ :‬التح�ضري للعبة ال�شبواين‬
‫قد ت� أس�ل معي ماهية الطريقة التي يجتمع بها أ��صوات الهاجر واملراوي�س والدف والطوي�س ـ‬
‫الالعبون ملمار�سة هوايتهم فالو�سائل املتاحة �آنذاك جمع طا�سه ـ ويبد أ� أ�لغنا اجلماعي لبيت واحد من‬
‫للعالن عن فعالية ال�شبواين ال�شعر حيث تغني ال�صفوف الثالثة أالوىل �شطر‬
‫بدائيه وال توجد �سبل إ‬
‫‪74‬‬
‫في بعض األحيان‬
‫يريد الشاعر‬
‫أن يهجو بعض‬
‫المسئولين‬
‫المقصرين وبدال‬
‫من أن يذكر‬
‫اسم المسئول‬
‫المقصر‪ ‬يذكر‬
‫بدال عنه اسم‬
‫زميله الشاعر‬
‫الذي يقارعه في‬
‫الحلبة فيسلم‬
‫الشاعر من اإلحراج‬
‫والمساءلة في‬
‫اليوم التالي‪ ‬‬
‫‪75‬‬
‫تراث‬
‫مما يميز هذه الرقصة أن الجميع يؤدون‬
‫حركه واحده وفي وقت واحد معتمدين في‬
‫ذلك على اإلشارة التي يصدرها صاحب الطلعة‬
‫والذي تقترن إشاراته دائما بصوت اإليقاع الصادر‬
‫من الهاجر فصاحي الهاجر له دور كبير في‬
‫تطبيق الكسرات وإتقانها ويكون بمثابة‬
‫القائد لبقية اإليقاعيين ‪..‬‬
‫البيت وبقية ال�صفوف عجز البيت وتنطلق العدة‬
‫ب�إيقاعات خفيفة و�سريعة وي�ستمر هذا �إىل أ�ن ت�صل‬
‫�إىل �ساحة أ�و مكان وا�سع ـ يف هذه اللحظات يكون‬
‫جميع الالعبني قد اكتملوا وح�ضر ال�شاعر أ�و املغني‬
‫املتخ�ص�ص يف أالحلان ليعطي ال�صوت اجلديد‬
‫في�صطف الالعبون مره أ�خرى يف �صفني طويلني‬
‫لرت�سيخ ال�صوت ‪ ،‬وبعد تر�سيخ ال�صوت يبد أ� اللعب‬
‫املرتوي واملت أ�ين ويعترب كل العب انه قد �آن أالوان‬
‫إلظهار مهارته يف الرق�ص‬
‫وتنطلق العدة من جديد ب�إيقاعات غري �سريعة‬
‫وغناء مرتوي وي�صطف الالعبون يف �صفوف منظمه‬
‫ال اعوجاج فيها على أ�ن يكون ال�صف أالول والثاين‬
‫يحمل خرية الالعبني ومن اجلدير بالذكر انه يوجد‬
‫قائد للعدة أ�ثناء اللعب ي�سمى �صاحب الطلعة موقعه‬
‫يكون يف و�سط ال�صف أالول فهو مبثابة الدينمو‬
‫املحرك الرئي�سي للعدة أ‬
‫فالعني جميعها ت�شرئب �إليه‬
‫ومنه ي�ستمد الالعبون حركات الكر والفر وااللتحام‬
‫‪76‬‬
‫‪ ،‬وجدير بالذكر أ�ن هذه الطلعة والتي ت�ضفي على‬
‫اللعبة جماال فوق جمالها لي�ست قدميه جدا و�إمنا‬
‫أ��ضيفت حديثا قبل حوايل ‪ 50‬عاما بالتحديد على‬
‫يد احد ال�شباميني وهو مازال حيا يرزق أ�مده اهلل‬
‫بال�صحة والعافية وهو علي عو�ض باحجر حيث انه‬
‫يعترب من أ��شهر من حمل لواء الطلعة يف ال�شبواين‬
‫يف مدينة �شبام وهو بحق يعترب املبتكر أالول للطلعة‬
‫املعروفة اليوم يف جميع عدد ال�شبواين يف وادي‬
‫ح�ضرموت ومما يجدر ذكره أ�ن هناك حماوالت‬
‫لتجديد هذه اللعبة ب�إ�ضافة بع�ض‪ ‬ـ الك�سرات ـ‪ ‬‬
‫أالخرى منها ما يطبق حاليا ومنها ما �سوف يراه‬
‫املتذوقون لهذا الفن اجلميل‪.‬‬
‫وعدد �صفوف العدة‪ ‬يف الغالب ال يقل عن �ستة يف‬
‫كل �صف من ‪ 8‬ـ ‪ 12‬فرد ومما مييز هذه الرق�صة أ�ن‬
‫اجلميع ي ؤ�دون حركه واحده ويف وقت واحد معتمدين‬
‫يف ذلك على ا إل�شارة التي ي�صدرها �صاحب الطلعة‬
‫والذي تقرتن �إ�شاراته دائما ب�صوت ا إليقاع ال�صادر‬
‫من الهاجر ف�صاحي الهاجر له دور كبري يف تطبيق‬
‫الك�سرات و�إتقانها ويكون مبثابة القائد لبقية‬
‫ا إليقاعيني وغالبا ما يحر�ص أ�ن بقية ا إليقاعيني عن‬
‫ميينه وي�ساره‪ ، ‬وبني الفينة أ‬
‫والخرى يدخل ال�شاعر‬
‫إلعطاء أ�بيات على نف�س اللحن الذي انطلقت به‬
‫العدة‬
‫أ‬
‫هذه الفعاليات التي ذكرت �ن كانت ع�صرا ت�سمى‬
‫أ�لرتويحه وان كانت ليال ت�سمى ال�سرية‬
‫ثالثا ك�سر ال�صوت‬
‫يف غالب أالحيان يعقب ال�سرية �سمر تلقى فيه‪ ‬‬
‫الق�صائد ال�شعرية وتعقبه امل�ساجالت ال�شعرية وقبل‬
‫احلديث عن هذا ال�سمر يجب �إلقاء بع�ض ال�ضوء‬
‫على رق�ص ميار�س قبل �إلقاء ال�شعر وهو ك�سر‬
‫ال�صوت حيث تكون هذه الرق�صة مبثابة اال�ستعداد‬
‫النف�سي لل�شعراء واجلمهور ‪ ،‬حيث يقوم بهذه‬
‫الرق�صة عدد قليل من �إفراد العدة ليتجاوز ‪ 24‬فرد‬
‫وال ي�صطحبون معهم الع�صي ي�صطفون يف �صفني‬
‫متقابلني يف حلبه قطرها حوايل ‪ 5‬أ�متار يقف بكل‬
‫�صف ‪ 12‬فرد وهنا يربز دور املغني الذي �سيغني‬
‫أ��صوات أ�دان اخلا�ص بال�شبواين‬
‫تبد أ� الرق�صة بعد أ�ن ي�صدر املغني ترنيماته العذبة‬
‫ببيت من ال�شعر �سريدده الراق�صون والبد له من أ�ن‬
‫يختار احد أالبيات اجلميلة التي تدغدغ عواطف‬
‫الالعبني الذين �سيتمايلون بالغناء اجلماعي فعلى‬
‫�سبيل املثال يغني املغني هذا البيت‪:‬‬
‫و�سالم من عند املغني عا �شبام العالية‬
‫أ�م الروا�شني العجيبة والق�صور العاليات‬
‫هنا يبد أ� الالعبون برتديد هذا البيت بحيث يغني‬
‫احد ال�صفني �شطر البيت ويغني ال�صف ا آلخر‬
‫العجز لتنطلق ا إليقاعات التي يقودها �صاحب‬
‫الهاجر فيتمايل الراق�صون ميينا و�شماال بحركات‬
‫ر�شيقة وخفيفة وجميله وي�ستعملون أ�يديهم يف‬
‫الت�صفيف‪ ‬ـ الرق�ص ـ على حركة ا إليقاعات ولهم‬
‫ك�سرات خا�صة يتقابلون فيها ويلتحم ال�صفان‬
‫أ�كرث من مره ويعود كل واحد �إىل مكانه بطريقه‬
‫ممتعه و�شيقة وهكذا حتى تنتهي الرق�صة لتبد أ�‬
‫ليلة �سمر جميله و�ساحره لها جمال و�سحر مدن‬
‫ح�ضرموت‬
‫رابعا‪� :‬شعر ال�شبواين وال�سمر‬
‫وهذا يعترب مدر�سه يتعلم فيها ال�شعراء النا�شئون‬
‫ارجتال ال�شعر وهو من اكرب العوامل ل�سرعة البديهة‬
‫و�شحذ الذاكرة وتقوية ملكة ال�شعر وفيه تظهر موهبة‬
‫ال�شعراء وعبقريتهم ‪ ،‬والقارئ للموروث ال�شعري يف‬
‫ح�ضرموت يجد أ�ن ن�سبه كبريه من ال�شعر الذي قر أ�ه‬
‫أ�و‪� ‬سمعه قيل يف ال�شبواين فقد ي�صل عدد ال�شعراء‬
‫الذي ي�شاركون يف ال�سمر �سبعة �شعراء‬
‫طريقة ال�سمر‪ ‬‬
‫يبد أ� املغني بغناء حلن متعارف عليه ثم يدخل �إىل‬
‫احللبة �شاعر العدة ويلقي ق�صيدته التقليدية فغالبا‬
‫تبد أ� بالب�سملة وال�صالة على النبي ثم الرتحيب‬
‫بال�شعراء امل�شاركني ثم ا إل�شادة بعدته ثم يعرج على‬
‫املنا�سبة التي أ�قيم من اجلها ال�سمر ( مطلع �سنوي‬
‫‪ ،‬زواج ‪ ،‬عيد وطني ‪ ،‬وغريه ) وبد ذلك يتطرق‬
‫ال�شاعر أ‬
‫للو�ضاع ال�سيا�سية واالجتماعية ويتناولها‬
‫بالنقد ويقول راية فيها بكل �صراحة م�ستخدم الرمز‬
‫أ�حيانا والت�صريح أ�حيانا أ�خرى ومن طرائف القول‬
‫أ�ق�ص هذه الطرفة فقد ابتليت �إحدى املدن بقا�ض‬
‫مرت�ش مل ت�ستطع الفكاك منه �إال على يد احد ه ؤ�الء‬
‫ال�شعراء يف قوله‬
‫و�سعادة القا�ضي بغى �إال �إن�سان يعرف رطنته‬
‫رطن وبا تلحق أ�وراقك جاهزة ومطنطنات‬
‫وان ماعرفته رطنته تلقاه يكر�ش حليته‬
‫ويقول لك بكره دخل أالوراق ماهن �صاحلات‬
‫وان جيتله بكره �إذا �شافك يقفل خلفته‬
‫وان باتدق اللهي بايكتب عليك خمالفات‬
‫‪77‬‬
‫تراث‬
‫وهكذا �سمع اجلمهور هذه أالبيات ال�ساخرة والالذعة‬
‫وال�صريحة واخذ يرددها عن ظهر قلب يف أاليام‬
‫الالحقة مما أ�دى أ�ن يطلب القا�ضي حتويله �إىل‬
‫منطقه أ�خرى فرارا من �سماع هذه أالبيات ال�سابقة‬
‫لل�شاعر ال�شعبي املعروف �صالح ربيع بل�سود‪ ‬ـ الذي‬
‫خ�ص�صنا �صفحه كاملة يف هذا املوقع للتعريف به‬
‫وب�شعره ـ ال�شاعر اجليد يف ال�سمر هو الذي ي�ستطيع‬
‫جذب اجلمهور �إليه لرتديد أ�واخر أ�بياته مبعنى �آخر‬
‫هو الذي يطرب �إليه اجلمهور ويتجاوب مع أ��شعاره ‪.‬‬
‫ويف أالخري يختم ال�شاعر أ�بياته بدعوة‪ ‬غريه‬
‫من ال�شعراء باال�سم وهذا يتكرر مع كل �شاعر‬
‫ح�سب اتفاقهم امل�سبق بينهم �إىل أ�ن يدخل �آخر‬
‫�شاعر والذي بدوره ي�ستدعي جميع ال�شعراء لتبد أ�‬
‫امل�ساجالت ال�شعرية ال�شيقة واملرحة واملمتعة‪.‬‬
‫امل�ساجالت ال�شعرية‬
‫حيث يتقابل فيها جميع ال�شعراء امل�شاركني يف ال�سمر‬
‫وقد ت�ستمع فيها �إىل بع�ض املهاترات فيما بينهم‬
‫واحذر عزيزي أ�ن تعتقد ب أ�ن هناك عداوة فيما‬
‫بينهم أ�و أ�ن هذه املهاترات حقيقية بل أ�ن لها �إغرا�ض‬
‫أ�خرى نذكر بع�ضها فيما يلي‬
‫‪ n‬كل �شاعر يريد �إظهار ح�سن الرد‪ ‬املبا�شر و�إبراز‬
‫قدرته يف ا إلتيان ب أ�بيات جديدة وب أ�ق�صى �سرعه‬
‫‪� n‬إمتاع �صاحب ال�سمر واجلمهور الذي ي�ستمتع بهذه‬
‫املهاترات فغالبا ما تكون م�ضحكه لتخفف قليال من‬
‫�إحزانه وهمومه‬
‫‪ n‬يف بع�ض أالحيان يريد ال�شاعر أ�ن يهجو بع�ض‬
‫امل�سئولني املق�صرين وبدال من أ�ن يذكر ا�سم امل�سئول‬
‫املق�صر‪ ‬يذكر بدال عنه ا�سم زميله ال�شاعر الذي‬
‫يقارعه يف احللبة في�سلم ال�شاعر من ا إلحراج‬
‫وامل�ساءلة يف اليوم التايل‪ ‬‬
‫‪ n‬ي�ستعمل ال�شعراء يف امل�ساجالت ال�شعرية الرمز‬
‫لنقد و�ضع �سيا�سي معني فيتعرف ال�شاعر ا آلخر على‬
‫رمز زميله فيتحدثان ب أ�بيات مبهمة عن هذا الو�ضع‬
‫يف �شعر الذع و�ساخر يذهب اجلمهور �إىل تف�سريه‪ ‬‬
‫كل مذهب وهذا عزيزي احد النماذج‪: ‬‬
‫قال ال�شاعر ـ‬
‫يل ذبحوا ال�ضانة جملتهم ثالث تع�شر نفر‬
‫ال�صبح ذبحوها وبعد الع�صر �شفها عا ت�صيح‬
‫فريد عليه زميله ـ‬
‫ذا اي�ش من �ضانه مائة ذباح فيها يعتكر‬
‫هذا كالمك �صدق وال مزح من �ضمن املزيح‬
‫فريد ال�شاعر أالول ـ‬
‫�ضانه ركيكه حال غ�شوها وقب�صها الذبر‬
‫ال بوي راعيها وال لها حد يف الدنيا ن�صيح‬
‫‪78‬‬
‫وهكذا ت�ستمر وتتواىل تلك أالبيات على تلك ال�ضانة‬
‫امل�سكينة وما أ��ضنها �ضانه حقيقية و�إمنا هي رمز‬
‫ا�ستخدمه ال�شاعران للتعبري عن نقد و�ضع �سيا�سي‬
‫معني وكما يقولون ـ املعنى يف بطن ال�شاعر ـ وقد‬
‫ت�ستمر تلك ال�سمرات �إىل قرب أ�ذان الفجر‬
‫�شعر اخلابه و�إغرا�ضه‬
‫يعتمد هذا ال�شعر على ما يطلق عليه النا�س التخمي�س‬
‫(ال�صوت بامل�صطلحات ال�شبوانيه) والتخمي�س‬
‫معروف يف ال�شعر احلميني والعامي وال�شعر الغنائي‬
‫وبرغم أ�ن ا إليقاع واحد ال يتغري يف جميع أال�صوات‬
‫�إال أ�ن أالحلان تختلف من �صوت �إىل �آخر‪ ‬‬
‫و�سنتحدث هنا عن �إغرا�ض أال�صوات فال�صوت‪ ‬‬
‫مهم جدا ويعتمد على الكالم القوي واملعرب فجميع‬
‫الالعبني ال يتقبلون أ�ي �شيء يقال لهم أ�نهم‬
‫يرف�ضون املقولة التي تقول ( قل أ�ي �شيء وغنه )‬
‫فهم ال يطربون وال يتمايلون مع ا إليقاع ومع أالحلان‬
‫�إال �إذا كان الكالم الذي يرددونه بعد كل مقطع من‬
‫مقاطع ال�شعراء يحمل يف طياته حكمه بالغه أ�و عربه‬
‫أ�و مقوله �إن�سانيه أ�و وطنيه‪ ‬‬
‫�شعر احلكمة والعرب‬
‫وهذه بع�ض النماذج من هذه التخامي�س‪ ‬‬
‫التبت ربك يقبل التواب‬
‫باب الكرم وا�سع‬
‫التبت ربك يقبل التواب‬
‫واليك هذا التخمي�س أ�ي�ضا الذي يتحدث عن نف�سه‪:‬‬
‫عربه واللي بار يف أ�هله من �صدق با تتلقيه النا�س‬
‫أ�ي�ضا هذا التخمي�س الذي يدعو �إىل ال�شورى‬
‫والدميقراطية‪:‬‬
‫عطنا �شوي يف ال�شور‪ ‬‬
‫الت�شل ال�شور كله رد نف�سك‬
‫عطنا �شوي يف ال�شور‬
‫لي�س هذا فح�سب بل هناك تخمي�س يدعو �إىل نبذ‬
‫العنف واحلرب‪ ‬‬
‫لل�سلم ناديت‬
‫ماهو �سبيلي احلرب والعدوان‬
‫وهذا تخمي�س يدعو �إىل التوا�ضع وترك الغرور‬
‫ياطري يف جو ال�سماء طاير‬
‫ماعذر ماتربح وتهوي المكان‬
‫ال�شعر القومي والوطني‬
‫حب الوطن غريزة وفطره فطر عليها كل �إن�سان ويف‬
‫يل يروم العز والنامو�س‬
‫كل زمان ومكان ولهذا جند‪ ‬أ�ن التخامي�س قد طرقت ال داخل الوديان‬
‫واليك �آخر‬
‫هذا املو�ضوع بكالم جميل معرب فهذه دعوه �إىل مل وهذا �آخر‬
‫ما قال هذا حق من يا نا�س‬
‫ال�شمل العربي يف طول الوطن العربي وعر�ضه‬
‫�شربي �إال بغيه من جبوح النوب‬
‫من �شاف �شي يف الطريق �شله‬
‫ال التقى الفرات هو والنيل أ��شرقت ع العروبة‬
‫عادنا ما �شربتك يا لكدر‬
‫ما قال هذا حق من يا نا�س‬
‫الالتقى الفرات والنيل‬
‫�شربي �إال بغيه من جبوح النوب‬
‫وهذا �آخر‬
‫ويبلغ احد التخامي�س القمه يف دعوته �إىل حب وهذا �آخر‬
‫الوطن قائال‬
‫ألهل املالمة ما با يوطي الر أ��س‬
‫�إىل ال�صفراء �شبام‪ ‬‬
‫كل من تربى عا العز دامي‬
‫�سعيد من له وطن‬
‫والدو�سوي با يحمل يل حمويل‬
‫وهذا كله غي�ض من في�ض كما يقولون ولو ا�ستمريت‬
‫يحن دامي �إىل أ�وطانه ولو جارت عليه‬
‫�إىل ال�صفراء �شبام‬
‫ال�شعر الذي يدعو �إىل �إ�صالح املجتمع واىل النقد حتى أ�تق�صى جميع التخامي�س لطال بنا احلديث‬
‫ويقول تخمي�س �آخر‬
‫أ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫الذاتي‪:‬‬
‫ولكني �حببت �ن ��ضع بني يدي القارئ الكرمي‬
‫مين يامهد را�سي‬
‫نفديك يامين بالوح والدال وامليم (دم )‬
‫واليك بع�ض النماذج منه‬
‫بع�ضا من اجلوانب أالميان وا إلن�سانية والوطنية‬
‫وال ين�سى هذا التخمي�س دور ال�شهيد فيقول‬
‫يا �ساري الليل قدامك حويره‪ ‬‬
‫ومازال املجال وا�سع ومرتوك للمتخ�ص�صني‬
‫اهلل يعينك عا عر�ضها والطول‬
‫ماتوا ولقوا للوطن تاريخ‬
‫ليغو�صوا يف أ�عماق هذا الفن اجلميل والرائع‬
‫آ‬
‫نا�س حاموا عا الوطن‬
‫وهذا �خر‬
‫ويكت�شفوا الدرر الثمينة والتي وال �شك �سترثي‬
‫الواقع الثقايف‬
‫ماتوا ولقوا للوطن تاريخ‬
‫النوخذه ماح�سب للبحر حا�سبه هادي‬
‫واختتم هذا البحث عن ال�شبوين هذا الفن اجلميل‬
‫كذها ف�ضيله على اجلزوه وعا الربان‬
‫�شعر االعتزاز بالنف�س‬
‫من تراثنا العريق بهذا التخمي�س ‪:‬‬
‫وهذا‪� ‬آخر‬
‫والتخامي�س هنا وا�ضحة وجليه واليك بع�ض منها‪:‬‬
‫يل يروم العز والنامو�س‬
‫عاد حد غوا�ص ماهر‪ ‬‬
‫ال داخل الوديان‪ ‬‬
‫يحتكم ويقيد ل�سانه‬
‫ال�صدف واللول يف البحر املالن‬
‫زفيت بك يا اللي تكابر من فوق ر أ��س اجلبل‬
‫‪79‬‬
‫سفرة‬
‫بنـت‬
‫الصحـــــــن‬
‫مرســـــى‬
‫حتفل املائدة اليمنية بالعديد من أ��صناف أالكالت ال�شعبية‬
‫اليمنية ال�شهرية واملميزة‪ ،‬والتي رغم تفاوت القيمة الغذائية‬
‫لكل منها‪ ،‬ف أ�ن جميعها يكاد ي�شرتك يف حجم القبول وال�شعبية‬
‫الوا�سعة التي يحظى بها‪ ،‬لي�س يف نفو�س اليمنيني فح�سب‪ ،‬بل‬
‫ويف نف�س كل من يتذوقها من زوار اليمن‪ ،‬لت�شكل مثل هذه‬
‫االكالت أ�حد أ��سرار حب وع�شق و�إعجابهم باليمن‪.‬‬
‫سيدة المائدة اليمنية‬
‫و “بنت ال�صحن” من أالكالت ال�شعبية اليمنية أال�صل والطابع والهوى‪،‬‬
‫ومتثل واحدة من االكالت ال�شعبية ذات الداللة على ا�صولها اليمنية متاما‬
‫كما حال غريها من االكالت ال�شعبية املنت�شرة يف انحاء متفرقة من العامل‬
‫وترمز �إىل بلدانها كـ “البيتزاء” االيطالية‪“ ،‬و أ�م علي” امل�صرية ‪.‬‬
‫ويختلف وقت تقدمي هذه أالكلة من مكان �إىل أ�خر يف اليمن‪ ،‬بني من يحر�ص‬
‫على تقدميها ك أ�ول وجبه وفاحته ملائدة الغداء كما هو احلال يف مدينة‬
‫�صنعاء‪ ،‬وبني من يقدمها بعد أالكل أ�و وقت ال�شاي كتحليه وخامتة ملائدة‬
‫الغداء العامرة يف اليمن‪.‬‬
‫وال يوجد تف�سري علمي وا�ضح عن �سبب ت�سميته مثل هذه االكلة ببنت‬
‫ال�صحن‪� ،‬إال أ�ن االعتقادات على كرثتها تتفاوت فيما بينها يف تف�سري �سبب‬
‫الت�سمية من �شخ�ص �إىل اخر‪ ،‬فبني من يذهب لالعتقاد ب أ�ن �سبب ت�سميتها‬
‫يرجع �إىل وقت تقدميها (بني مفتتح وم�سك ختام مائدة الغداء) اليمنية‪،‬‬
‫ف أ�ن ثمة من يرى أ�ن بنت ال�صحن �سميت بهذا اال�سم النها �سيدة املائدة‬
‫اليمنية مليزتها اخلا�صة من بني االكالت والوجبات ال�شعبية اليمنية املختلفة‬
‫كونها مكملة للمائدة اليمنية ف�ضال عما ترتكه من وقع يف نف�س ال�ضيف عند‬
‫تناولها وهو تت�شكل يف عالمات االرتياح والر�ضا التي ترت�سم على حمياه مبا‬
‫ي�سهم يف اح�سا�س امل�ضيف اليمني بال�سعادة والفخر واالعتزاز ب أ�نه اكرم‬
‫�ضيفه كما يجب‪ ،‬ول�سان حالة يقول « وجبه تبيي�ض الوجة»‪.‬‬
‫وتعترب بنت ال�صحن من املعجنات احللوة‪ ،‬رغم ما يرافق ا�سمها من غرابه‬
‫مثلت �سر الولع واالجنذاب �إليها ورمبا ع�شقها وم�صدر الت أ�ويل‪ ،‬وكلما‬
‫ح�ضرت كانت حمور احلديث ‪� ،‬إىل حد يتجاوز رمبا التندر على الت�سمية‪.‬‬
‫وحتتاج طريقة أ�عدادها �إىل �صرب وخربة يف العجن تبد أ� باملقادير والتي‬
‫على �ضوءها يتم حتديد حجم ما يحتاج �إلية‪ ،‬ولعمل طبق متو�سط احلجم‬
‫مثال ف أ�نه يحتاج �إىل الت أ�يل‪:‬‬
‫‪ n‬ن�صف كيلوا دقيق‬
‫‪ n‬أ�زبع بي�ضات‬
‫‪ n‬كوب ون�صف �سمن ذائب‬
‫‪80‬‬
‫الطريقة ‪:‬‬
‫أ�وال ‪ :‬يتم عجن هذه املقادير مع ملعقة من اخلمرية ومقدار منا�سب من امللح‬
‫وقليل من احلبة ال�سوداء وقليل من املاء‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تقطع العجينة قطع متو�سطة احلجم وتكور على �شكل كرات دائرية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يدهن ال�صحن بالزيت ويبطن بالدقيق‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تفرد كرات العجني على ال�صحن يف �شكل اقرا�ص رقيقة على �شكل طبقات‬
‫وير�ش بني كل طبقة أ�و رقاقة عجني واخرى قليل من الزيت بحيث مينع من‬
‫الت�صاقها ببع�ض‪.‬‬
‫خام�سا‪ :‬يكتفى بعمل �ست �إىل ثمان طبقات من هذه الرقائق ‪.‬‬
‫�ساد�سا‪ :‬الطبقة االخرية “وجه بنت ال�صحن” تدهن ب�صفار البي�ض وير�ش عليها‬
‫احلبة ال�سوداء وتركها ملدة ترتاوح من �ساعة �إىل ن�صف �ساعة حتى تختمر وتنتفخ‬
‫�سابعا‪ :‬يتم و�ضع بنت ال�صحن بعد ذلك يف تنور الغاز او الفرن قرابة ربع �ساعة‬
‫ح�سب درجة احلرارة لكي ت�ستوي ويتحمر الوجه‪.‬‬
‫�صادق نا�شر‬
‫سمعتنا في خطر‬
‫نعي�ش أ�جواء قلق من جراء انهيار قطاع ال�سياحة يف البالد‪ ،‬بخا�صة يف ال�سنوات أالخرية‪ ،‬بعدما‬
‫اقتحم اخلاطفون �ساحة هذا القطاع من كل االجتاهات‪ ،‬وبد ؤ�وا بتجريد اليمن من �سمعته املرتبطة‬
‫بالكرم أ‬
‫والخالق‪ .‬لكن اخلاطفني ال يدركون حجم ا إل�ساءة التي يتعر�ض لها اليمن يف اخلارج من‬
‫جراء ا�ستمرار عمليات اخلطف التي ا�ستمر أ�ها البع�ض وحولها �إىل جتارة رابحة‪.‬‬
‫اليوم يحتاج اليمن �إىل �إعادة ترتيب أ�ولوياته يف هذا القطاع‪ ،‬على أ�ن ترتبط �إعادة الرتتيب هذه‬
‫ب�إعمال امل�صلحة الوطنية‪ ،‬مبعنى أ�ن تبد أ� ال�سلطات بدرا�سة ظاهرة اخلطف التي ات�سعت لت�شمل‬
‫مناطق عدة‪ ،‬و أ�ن تعمل على �إيجاد حلول‪ ،‬لي�ست أ�منية فقط‪ ،‬بل وتنموية‪ ،‬فالكثري من عمليات اخلطف‬
‫ترتبط مبطالب تنموية ملناطق الذين يقومون بعمليات اخلطف‪ ،‬با إل�ضافة �إىل ق�ضايا أ�خرى ترتبط‬
‫بغياب القانون من خالل عدم قيام الق�ضاء بدوره املطلوب‪.‬‬
‫ومن املهم أ�ن تبد أ� وزارة ال�سياحة بعملية ترويج وا�سعة لل�سياحة يف اخلارج‪ ،‬و�إيجاد بنية حتتية‬
‫حقيقية لل�سياحة يف الداخل‪ ،‬بحيث ت�صبح ال�سياحة يف �صلب اهتمام الوزارة يف الداخل واخلارج‪.‬‬
‫وال يجب أ�ن تغفل الوزارة عن مهمة تنمية ال�سياحة الداخلية‪ ،‬التي ميكن أ�ن تلعب دور ًا مهم ًا يف‬
‫الرتكيبة الداخلية لليمن؛ ألننا نالحظ أ�ن اليمنيني ال يعرفون مناطقهم‪ ،‬ب�سبب عدم وجود أ�جندة‬
‫حقيقية من قبل الدولة‪ ،‬ممثلة بوزارة ال�سياحة‪ ،‬لت�شجيع هذا القطاع الهام من ال�سياحة؛ �إذ ال يكفي‬
‫أ�ن ي أ�تي لنا ال�سياح أالجانب ونعمل على تقدمي الت�سهيالت أ‬
‫للفواج التي ت أ�تي �إلينا من اخلارج‪ ،‬فيما‬
‫نهمل ال�سياحة الداخلية التي ميكن أ�ن تعزز ترابط اليمنيني يف خمتلف مناطقهم‪.‬‬
‫يحتاج اليمنيون �إىل �إثبات حقيقة أ�نهم كرماء مع �ضيوفهم‪ ،‬كما ي�شاع عندما تتم عملية خطف هنا‬
‫وهناك‪ .‬لكن على الدولة أ� َّال تركن �إىل هذا املفهوم الذي ن�سمعه منذ بداية الت�سعينيات وحتى اليوم‪.‬‬
‫فعمليات اخلطف‪� ،‬سواء مت فيها أ�ذية املخطوفني أ�م ال‪ ،‬فهي يف النهاية �إ�ساءة لليمن‪� ،‬شئنا ذلك‬
‫أ�م أ�بينا؛ ذلك أ�ن ت�صوير الق�ضية بهذا ال�شكل ي�شجع اخلاطفني على تكرار عمليات اخلطف ألتفه‬
‫أال�سباب‪ ،‬وعندما ال يجدون رادع ًا من الدولة يكررون ما يقومون به‪ ،‬ألنها الطريقة الوحيدة بر أ�يهم‬
‫للن�صاف من غنب حلق بهم‪.‬‬
‫للح�صول على املال أ�و إ‬
‫عندما ي أ�تي �إلينا ال�سياح ف�إننا ننفق عليهم كذلك‪ ،‬فالدولة ت�ضطر �إىل �إر�سال كتائب ع�سكرية‬
‫ملرافقتهم وحمايتهم‪ ،‬وهذا أالمر ي�ستنزف الكثري من أالموال والعتاد والرجال‪ ،‬ويف النهاية ال ي�شعر‬
‫ال�سائح �إال بكونه حما�صر ًا من اخلاطفني ورجال أالمن على ال�سواء‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫‪81‬‬
Every Tuesday
And Saturday
OF EVERY WEEK
Your Eyes to the World
.%730!0%2
83
Yemen’s Most professional & Widely Circulated
English Language Newspaper
6ISITOURWEBSITEATWWWYOBSERVERCOM
The light of the
FANOUS
GROWS
DIMMER
in Yemen
7RITTEN"Y+AWKABAL4HAIBANI
36
O
ld lamps like these are very popular
with tourists and can fetch high prices.
Ten decades ago, Yemenis lived
without electricity, and were dependent
for light on the traditional lanterns,
called fanous. The word fanous comes
from both Greek and Arabic, and means “light” in both
languages. These lanterns once hung on the walls of
nearly every Yemeni home. But now, they mostly hang
from the shelves and the sides of silver shops in the old
souks.
Their popularity is in decline, and they are used
primarily for ornamental purposes, and not for
light. “Only the rich people would buy the lanterns,
because they give the house more attractive look,”
said al-Montaser Mohamed, 34, the head a Sana’a
silver shop. His shop was full of many tourists who
were interested in all the items on display. “I don’t
have room in my baggage, otherwise I would buy
them,” said Regmantas Buozius of Lithuania. Buozius
said that he has been on a tour to Socotra, and then
to Sana’a, because he heard that these places were
wonderful to visit.
In fact, the lanterns these days seem to
have more admirers among foreigners than
they do among Yemeni people. “There are
the best selling products with the foreigners
because they are cheap and beautiful,” said
Ali al-Saigal, 34, a vendor. “The foreigners
like them foremost because they are very
traditional. Then, they like their appearance
when they are lighted, particularly when the
candle inside is replaced by an electric bulb.”
The oldest form of the lanterns, which are
fueled by oil with a woolen wick, are not
purchased by Yemenis, only by foreigners,
said al-Saigal.
Unfortunately, these foreigners have been
dwindling in number due to the violent clashes
in the northern province of Sa’ada between
the government and the al-Houthi rebels, said
sellers. “The selling is decreasing this year due
to the al-Houthi problem. And more specifically
during the past five years, when many foreigners were
kidnapped, the tourism was not as good as before,” said
al-Saigal. “I still remember that I could not catch my
breath I had so many tourists,” he said about the past.
The price of the lanterns is between $8 and $100.
Yemenis are turning away from fanous, favoring more
modern lamps.
Al-Saigal agreed that these sorts of lanterns have
a certain appeal for the rich. “Through my long
experience, the rich people would like to possess the old
and traditional works,” he said. A customer, Nadheer
al-Qoubati, a 25-year old electricity technician, said
that he did not like these lanterns. “I could buy a brand
new electric lantern rather than this one,” he said. “I am
more attracted to the silver work, I am coming to buy my
daughter a silver anklet,” he said.
Yahia Ismael, 35, a silver seller, said that the sales
of the lanterns are generally good, but it began to
decrease at the beginning of the al-Houthi crisis. Many
different kinds of fanous were used in ancient Yemen,
and some are still used today. The best-selling fanous
is a cylindrical cloth lantern, said Ismael. Its exterior is
made from a cheap cloth, and it is closed on each end
by copper covers. The covers are decorated with pieces
of agates, which were expensive, and usually only
affordable for the rich people at that time, he said. The
Masrajah is another form of lantern crafted from marble.
It was used almost 150 years ago, he said. The Misraj
is one of the oldest forms of the portable lanterns that is
used to light the way from room to room, he said. The
Masrajah and the Misraj are the oldest kind of lanterns
used by the high-class people at that time, he said. “They
are not bought by the Yemenis anymore, unlike the
fanous.” Mohamed Motaher, 24, another seller, is not
interested at all in selling the fanous and the other kinds
of lanterns. “The fanouses and the other kinds are not
rewarding any more,” he said. Although he has on his
shelves a fanous that is 100 years old, Motaher does not
sell the other forms of lanterns. “They are not sold any
longer,” he said.
“They are also expensive; they cost $40 to $100.”
Recently, a new form of the fanous has popped up in
the markets of Sana’a. “They are Indian made, and of
course, they are cheaper,” said Hassan Ismael, 21, a
shawls vendor. “See this big fanous? It costs only $6,”
he said, pointing to the Indian form of fanous, which has
bright colors and embroideries.
His colleague, Hani Abdullah, 26, interrupted. “I
used to work in a silver shop, and the fanouses had
their own markets. Some come only to buy them, even
if they are more expensive,” he said. They are used in
some offices and houses, he said. “Many foreigners
and Yemenis as well will buy them, for they are
traditional Yemeni products.”
37
Thesecrettohappiness
ASOAK
&
ASCRUB
S
By Fares Anam
ana’a has long been famous for its
hammams, those steamy subterranean
bathhouses, also known as Turkish baths.
The city currently has 14 baths, generally
assumed to date back to Islamic times;
however, there is evidence that some are
even older, reaching back to the pre-Islamic period.
One of the most important models of this distinctive
historic structure is the al-Maidan hammam—one of
the best and most famous hammams in Sana’a—and
characterized by its beautiful architecture. “The Ottoman
sultan, Hassan Basha had it built in Sana’a in 1597,
along with the Saba and Yasser hammams, which
represent a historic era,” said Eng. Mohammed al-Namir,
Director General of Projects at the Public Authority for
Antiquities.
Ahmed Gahwash, the owner of al-Maidan hammam
said that this bath built in the Ottoman era of AbdulHamid al-Basha. “We experience a high attendance
of people coming to our bath to get clean and relax of
34
course, but also because of its history and architecture,”
he said. “The hammam has a room that in the past was
used privately by the Imam for washing in; we get it very
hot by burning diesel or gas or charcoal.” Gahwash went
on to thank the government represented by the Public
Authority for Antiquities for its concern for these ancient
baths.
The Turkish baths are considered to be among the
basic facilities of Sana’a city. Every district of Old
Sana’a has a hammam to help confer cleanliness and
hygiene and to provide medical and health benefits.
“Yemeni people are interested in Turkish baths because
they are a part of our heritage, but also for several other
reasons, such as health,” said Fadhel al-Qadasi, General
Director of printing at Saba News Agency, and steam
bath enthusiast.
Visiting the baths regularly helps to get rid of dirt and
dead skin and helps moderate muscle and joint pain by
increasing circulation, says al-Qadasi. “But there is also
social factor in using these baths; it’s a nice place to
relax and meet friends and sped a pleasant time.”
Some sources say that these “Turkish” baths actually
came to Yemen with the Persians, who were invited by
the Yemeni leaders in the period before Islam to help
them expel their Ethiopian occupiers. The Persians
were successful, and eventually came to rule Yemen
themselves. A number of archaeological finds hint at the
existence of bath facilities dating back to the state of
Sheba, in Yemen (the first millennium BC), indicating
that hammams were indigenous to Yemen, at least by the
time the Ottomans arrived.
These bathhouses are constructed below the ground
level, to help trap heat and keep it nice and sultry inside.
There are only two small apertures in the ceiling to let
in the light. As you enter, you descend a flight of stairs
to the basement level. There are usually three rooms
of different temperatures: the first chamber is hot, the
second is warm and the third is cool. Visitors usually
sit in the hot room until they feel they cannot stand it
anymore, and then dip into the water to cool off a bit.
Then the cleaning begins. For a small fee, an attendant
will scrub your body with a luffah, to remove dirt and
dead skin and increase the circulation. These attendants,
also known as hammamis, also provide massage, upon
request. After the scrub down, return to the hot room,
before retiring to the cool room to rinse off and ready
yourself to return outside world.
The cost of using the hammam is cheap, as they are
fundamentally meant for the masses. You will find
people in the baths at all hours; of course, there are
days designated for men only and women only, with no
mixing.
Among the most famous Turkish baths in Sana’a that
still enjoy great popularity are al-Sultan, al-Tawshi,
al-Gulimi, al-Gala’a, and Shukor, all of which carry
the names of neighborhoods where they are located. In
recent years, Sana’a has witnessed a number of modern
steam-rooms and saunas cropping up around the city;
despite this, the old baths still retain their appeal and
popularity.
“The 14 baths that remain are considered among the
basic characteristics of the city, as they emerged as
manifestations of the civilized Islamic city in an era of
prosperity,” al-Namir said. “There are similarities among
the hammams in Yemen and Turkey, due to the Ottoman
occupation of Yemen.
These popular baths have maintained their character
for centuries; however, there have been changes to the
way they operate compared to the past. For instance,
proprietors formerly burned animal dung to heat the
hammam’s hot room, whereas now natural gas is used,
for the sake of convenience and cost.
Tourists are particularly fond of visiting the baths
after their long and arduous treks around the country.
Local residents, who may live far from the baths in Old
Sana’a, still make it a point to visit, especially during
the holidays and other social occasions. “Traditional
baths are cheap and accessible to everyone; most days
are reserved for men, but there are certain days that are
reserved for women as well,” Gahwash said.
It seems that the Turkish baths will continue to add
character to Old Sana’a for a long time, not only because
of the widening base of patrons and their continued
popularity, but also due to domestic and international
efforts to preserve them as part of the city’s historic
legacy. These efforts got a boost in 1986, when the Old
Sana’a was placed on UNESCO’s list of World Heritage
Sites.
“There are certain things that must be taken into
consideration if these baths are to be preserved and
people continue to visit them. For instance, owners must
be extra vigilant in keeping them clean and hygienic, and
burn non-toxic materials to heat them,” al-Qadasi said.
35
Adventure
Across the
Arabian
Peninsula
to South Africa on
motorbike
7RITTEN"Y&ARES!NAM
The 2000 km long stretch of pavement along the Yemeni
coastline is part of a large network of roads representing
a thirst for motorcyclists to practice their adventurous
journeys. The latest adventure was made by two
adventures; an American and South African. The two
men, who met 6 years ago in Cape Town, South Africa
as members of a hiking club. They share a love for
nature and the great outdoors, The pair arrived in Sana’a
on the current leg of their trip by motorcycle around the
Arabian peninsula, and has plans to continue on to the
southern tip of the African continent.
For the past four years they have been planning
and discussing the trip, which started in Dubai. Their
journey is to encompass the east coast of the Arabian
peninsula and eventually pass through 13 countries in
Africa before culminating in Cape Town.
Jerry Finely is from California, USA and has traveled
extensively around the world. Lionel Haggard is from
South Africa and is currently living in Dubai, working
there as a construction project manager for the Famaco
32
Company.
Finely decided to do a trip around the Arabian
Peninsula and into the African Horn and extended an
invitation to his friend. Haggard thought the trip was a
great idea, saying, “We want to know more about the
Arab people and their culture.”
Finely and Haggard left Dubai in the United Arab
Emirates on January 18, 2008. They had traveled for 15
days and almost 3,000 kilometers before they arrived in
Yemen, where they rested up and recharged batteries in
Sana’a in preparation for the African adventure ahead.
They continued on their trip for another two and a half
months.
Finely was riding a 104 KTM-950 Adventure bike
made in Austria and his friend Haggard rides a 104
BMW-65-1150 made in Germany. The German bike
is a heavier bike and able to carry more goods. “It is a
friendly competition on how the motorbikes will do over
the entire trip,” laughs Finely.
The team crossed the Yemeni border from Oman
and moved towards the coastal areas, where they were
entranced by the beautiful geography of Yemen. “We
have traveled in rural Yemen along the coast and through
the mountains, which we have found to be a delight
- camping in quiet spots and waking up to beautiful
surroundings,” Finely said.
“It is not often in the world that you can travel on
roadways and not encounter a traffic light, but we
managed it in Yemen,” they said, adding that their hearts
were full of love for the country. They also love the
Yemeni people for their hospitality and generosity. “The
Yemeni people, from our personnel experience, have
been very friendly, cheerful and extremely helpful and
supportive. They are quick to smile and happy to wave
as we pass by,” they said.
Finely and his travel mate thoroughly enjoyed Yemeni
food. “Yemeni food is absolutely delicious - excellent
and very tasty. We frankly envy you for this food, you
are lucky,” said Finely. During their stay in Sana’a they
have eaten the famous Yemeni food, salta, and loved it
very much.
Finely and Haggard expressed that their experience
so far has been a good one and that they hope to return
someday. Their wish is to see the same natural beauty
that they have encountered this go around - the coastal
mountain ranges of Yemen, the stunning architecture and
the warm friendly people.
“We can definitely say that tourism in Yemen should
prosper from we have seen and experienced,” they said.
“It is worth a visit.” They added that they had heard
reports of concerns with regards to the safety of tourists
in the country, but in their travels they had felt very
secure and not at all threatened.
The team stated that the highlight of this trip for
them has definitely been their Yemen experience. “It
is quite refreshing to see that the ancient Arab culture,
architecture and tradition is still alive and thriving,” they
said. “Yemen should strengthen its efforts to enhance
tourism. Our hope is that Yemenis will continue to
prosper and preserve this rarity in today’s world.”
33
“I will never say to them that I believe in the powers of
these stones. I am very honest with them and tell them
that there has been no scientific research that proves
the existence of supernatural powers being contained in
agate.” Nevertheless, Rawdhan does not discount the
idea entirely. He believes that it is necessary to conduct
academic research to investigate this field saying, “I
suggest scientists chose two focus groups, one who
wears agate rings and another that does not and the
observe these groups to see if there are any effects. We
need a complete study like this to determine the truth.”
Until a scientific study is completed, he says that he will
never guarantee that any of his stones possess special
powers.
Of course, there are those who disagree. Sheikh
Abdullah Sablani is one of a select few who are believed
to possess the ability to identify the powers of agate
stones. This is reportedly done by performing secret
ancient rituals. It is rumored that some possess books
with special diagrams. These diagrams help these seers
identify the illnesses in which certain stones are capable
of healing. Rawdhan said that Sablani and others
actually offer certificates of authenticity for rings with
special powers.
different colored agate stones makes the glass cases
in agate shops that hold these stones resemble a candy
store’s jelly bean display. These stones are used for
making beautiful jewelry and are popular with both
tourists and locals. However, while it is true that
some customers buy agate jewelry for its beauty,
Rawdhan says that ninety percent of his customers
purchase agate because they believe that the stones
contain magical powers.
Magical Powers:
In many traditions certain agate stones, when set into
rings, are believed to transmit supernatural powers to
their owners. These can by physical or spiritual powers.
Many believe that their rings bring them luck or great
fortune. Others feel that they will be blessed with true
love or with grandiose thoughts, or that their rings will
make them charming and elegant. Some believe agate
rings have medicinal affects and that they improve blood
circulation or stop profuse bleeding. Rings have been
rumored to cure the sting of the scorpion or snake bites.
Also, they have cured the crazy and prevented the spread
of contagious disease. Most impressively, many believe
that agate rings have been used in the past to quiet
lightning and divert storms and to conquer enemy forces
in great numbers.
However, as Frodo Bagins of Lord of the Rings fame
can attest, the possession of a powerful ring will not
always lead to great fortune. Many believe that there
are certain agate stones that have negative powers and
can bring their bearers poverty, heartbreak, and tragedy.
30
Rawdhan tells the story of a man who claims he bought
an agate ring. He put on the ring and his son was
immediately crushed in a car accident. The man never
put on the ring again. Another story is of a ring whose
powers were fickle. Its owner believed he gambled
every time he wore the ring, it could be the best day of
his life where he was lucky in love or the worst and close
family members passed away.
The highest profile case regarding the mythical powers
of Yemeni agate is the case of the Qasim Mohammad,
a trader from Sana’a, Yemen. He claims that he came
across a stone whose natural markings resembled a rifle.
On a hunch, he tied the stone around the neck of a sheep
and shot at it from point blank range in front of witnesses
on four separate occasions. He swears that on each shot,
the bullet bounced off the sheep and he was convinced
that he was in the possession of a stone whose powers
made its beholder bullet proof. Mohammad traveled to
Dubai with his wife and placed an advertisement in a
local paper for the bullet proof ring. His asking price?
$500 million dollars.
Qasim Mohammad was arrested and is now in a UAE
prison on charges of fraud. However, he is steadfast
in his belief in the power of the stone and insists that a
simple test will reveal the stone’s powers to the world.
So confident is he that he told reporters, “If my claims
are not true, I’m willing to take the death penalty.”
However, not everyone shares Qasim Mohammad’s
unwavering belief in the magic powers of agate.
Despite the fact that the overwhelming majority of his
customers but stones for their powers Rawdhan says,
Islamic Significance:
In addition to buying Yemeni agate for its special
powers, many customers purchase agate rings because
they believe agate has a special Islamic significance.
The Prophet Mohammed wore a red agate ring on his
right hand and people quote a Hadith that says that he
told his followers to wear agate rings because they bring
wealth and material to its owners. Shamia says that
many of his customers believe that agate stones will give
them the power to do good in this life and will ultimately
assist them in making it to paradise in the next. He says
his best selling rings are those whose natural colors
closely resemble the Ka’aba in Mecca. Other very
popular rings contain stones in which the name of Allah
or the names of Imams appear naturally.
Buying Agate:
The Samsarat Al Nahhas in Souq Al Milh in Old
Sana’a is the country’s main center for the buying and
selling of Yemeni agate. There are several floors of
shops in this old caravanserai selling agate set in rings
and other jewelry. It is also possible to buy the stones
individually and have them set in a ring of your choice.
Several of the shops even sell agate in rough form before
the cutting and polishing processes.
Browsing the agate shops in Samsarat Al Nahhas
is a great way to spend an afternoon, and you never
know, you may find an agate ring or necklace you like.
At the very least you will have a beautiful piece of
jewelry. However, perhaps you will have purchased
an agate stone that has been waiting patiently to
use its magical powers to bring its bearer fame and
fortune.
31
use two techniques to search for agate. The first is
using jackhammers to dig deep into the earth to find the
gemstones, and the second is to use dynamite to blow
away rock to search for veins of agate. The depth at
which agate is found varies. Rawdhan says that agate is
typically discovered in his mines in Anis at more than
15 meters deep and at between five to ten meters deep
in ‘Ans. Workers spend all day collecting agate stones
and then go to work sorting them to choose only superior
quality agate.
After the most promising agate is collected, it is heated
over fire for fifteen minutes. The heat softens the agate
slightly and exposes any blemishes. The agate is again
inspected carefully by workers who will determine the
pieces acceptable for cutting and polishing and if there
are any pieces with potential for shapes or lettering in the
stone. They then take the rough stones and cut them into
smooth oval shapes by hand or with the use of machines.
In order to cut large quantities of stone, Rawdhan uses
a machine that can cut 500 stones in three days. In
comparison, it would take three workers three full days
to shape the same 500 stones by hand. After they have
been cut, the stones are placed into a polishing machine,
which takes over two weeks. Yemeni agate requires a
longer polishing period than agate found in other parts of
the world because of its greater hardness.
Yemeni agate is most commonly used as the gemstone
for rings according to Mohammed Yahia Jabr Al Sheikh,
an agate dealer in Old Sana’a. His rings are made
of Yemeni silver and he has both preset rings or his
customer can choose a ring and a stone and he will set it
for them. In addition, he sells independent stones which
his customers then choose their preferred ring elsewhere.
He adds that agate prayer beads and necklaces are also
popular and recently, he has started selling bracelets
made entirely of agate. However, there are other
What is Agate?
Agate, also called onyx, is a semi-precious stone
most commonly found in volcanic rock. It is a
metamorphosed and hardened version of quartz and is
actually identical to quartz in composition and physical
properties. Agate is formed when water containing
alkali and silica fills vacancies inside solidifying lava
and coagulates into a gel. The alkali begins to react
with the iron present in the surrounding lava and this
creates bands of iron hydroxide. With time, the water
evaporates and the gel crystallizes into solid bands.
Agate is characterized by the fineness of its grain and the
brightness and variety of its colors. Many agates, when
cut in cross-sections, reveal striking forms and unique
shapes, amazing examples of nature’s creativity.
Yemeni Agate:
Agate can be found around the world, but Ahmed
Rawdhan, General Manager of the Yemeni Agate
28
creative uses for agate and Rawdhan says that he was
commissioned by the Omani Ambassador to Yemen to
make a jambiya handle entirely out of agate. Shamia is
currently working on shaping the buttons for his Nokia
mobile phone entirely of deep red agate.
Types of Yemeni Agate:
A pure, unblemished dark red agate stone is the most
expensive type of Yemeni agate. Rawdhan explains that
this brilliant red coloring is natural in Yemen, and that
many countries actually dye their agate to match this
color. He says that the hardness of Yemeni agate would
make it very difficult to dye, so that one can be quite
confident that Yemeni agate stones are pure.
The second type of agate found in Yemen contains
natural pictures or writing and comes from bands of
agate. Before cutting these bands, the Yemeni agate
cutters look closely for the existence of any natural
shapes or strands of color present inside the agate stone.
It is very common to see agate stones whose natural
colors bleed through the stone to resemble eyes, the
human form, animals, or that spell words. Rawdhan
gives the example of what he calls tree agate that is only
found in mines in Khawlan. He says that this particular
agate carries a distinctive marking of natural color that
closely resembles the branches or a tree or the leaves of
a plant. The most valuable ring that he possesses is a
dark red agate stone in which the image of a deer appears
naturally. The stone has no blemishes and was expertly
cut and polished. What does a unique agate ring like this
cost? The price is set at $100,000.
While not as valuable as the dark red agate or
the agate containing natural images or writing, the
third type of Yemeni agate is also beautiful. This
agate is whole pieces of solid color ranging from
white, opaque, black, blue and green. The variety of
Company, says that Yemeni agate is the best and most
expensive. This is because Yemeni agate has the hardest
composition and can be found in a remarkable diversity
of colors. In addition, he says that through centuries
of experience, the Yemeni craftsmen have developed
an expertise in cutting and shaping agate stones that is
rarely found in the rest of the world.
Agate is found in all areas of Yemen except the capital
according to Khaled Shamia, an agate merchant in the
old city of Sana’a. He says that Anis and ‘Ans in the
Dhamar province, are both known for their top-quality
mines. Al Sha’er is also home to rich agate mines, and
new ores were recently discovered in the provinces of
Ibb, Taiz, and Lahj.
Processing Agate:
Yemeni workers mine year round and can discover
agate in either raw veins or inside whole stones
scattered along the countryside. In general, miners
29
Yemeni
Agate
the
Power
of the
Ring
"Y*OSHUA-ARICICH
!
GATEHASBEENMINEDANDMANUFACTURED
INTHE-IDDLE%ASTFORCENTURIESANDWAS
DISTRIBUTEDBYMERCHANTSTHROUGHOUT
THEREGIONONTHEOLDTRADEROUTES
!RCHAEOLOGISTSHAVEDISCOVEREDEVIDENCE
OFTHEPROCESSINGOFAGATEDATINGBACKTO
THETIMEOF1UEEN3HEBA,EGENDHASITTHATTHEQUEEN
POSSESSEDSTOCKPILESOFAGATESTONESINHERCOLLECTION
OFTREASURESASTHESTONESWEREVALUEDFORTHEIRUNIQUE
BEAUTY(OWEVERITISALSOPOSSIBLETHATTHEQUEEN
COLLECTEDAGATEBECAUSEOFTHESURPRISINGLYCOMMONLY
HELDBELIEFTHATCERTAINAGATESTONESTRANSMITMAGICAL
POWERSTOTHEIRBEHOLDERS
26
27
The
By Carolyn Han
L
for skilled local builders as well as create an increase in
demand for building materials.
City residents expressed their willingness to cooperate
with the project but also voiced the fear that they might
not be compensated for the modern buildings that are
slated to be demolished. Al-Hajri reassured them that
a compensation fund will be established in order to
reimburse them fair damages as a way to prove the
credibility of the Yemeni to the German donors who
promised open financing.
His Excellency the German Ambassador in Sana’a said
that the project will provide locals with jobs in erecting mud
buildings and renovating stores and ancient markets. As a
result it will upgrade people’s economic, commercial, and
agricultural life and will support women’s products.
Zabid District Chief Mr. Abdullah Al-Medhwahi said
that population growth and the need for housing have led
to the construction of modern, random buildings because
traditional building materials are scarce and expensive.
He demanded that the concerned authorities have
expedited work on civic plans to solve this problem.
According to Mr. Ali Qassem, a spokesman for the
German development bank KfW, the financial institution
is determined to pave the city streets in order to protect
24
the recently-upgraded sewage system. The new sewage
system was completed for $9.2 million, of which 60%
was contributed by KfW and the remaining 40% by the
Yemeni government.
Mr. Abdullah Al-Dailami, Director of the SFD
Cultural Heritage Department, promised the people
of Zabid unlimited support in the city’s preservation.
During the project launch ceremony, the Historical
Cities Development Bureau was inaugurated,
agreements were signed to offer financial support
to four private societies, and grants were paid to
refurbish ancient buildings.
The German financial support is a part of the 20072008 grants provided to Yemen which total around $73
million. Germany has put Yemen among the countries
with support priority and allocated $870 million through
2015.
German government has also paid up to 85% of
the new sewage systems built in Bajil and Bait AlFaqih, both in Hodeidah governorate, which cost
$20.76 million. Thankfully, it appears that because of
cooperation between Yemen and Germany, this ancient
city, one of Yemen’s greatest treasures, will be rescued
from the attacks of time.
Riddle
ong, long ago an intellectual from Egypt,
who had heard of Zabid’s amazing
reputation for advanced education, came
to see the truth for himself. While walking
inside the city he saw many sights and met
interesting people, but he was not convinced
that Zabid excelled.
Because the Egyptian was a celebrity, a public meeting
was held in the Citadel. People gathered in the open
square. There was standing room only as they surrounded
the Egyptian. He waited until the crowd quieted. In his
hand he held a pumpkin with a small cut-out and stuffed
inside a plump cat, he asked, “Can anyone release the cat
without breaking the pumpkin?”
The people scratched their heads wondering how to
solve the problem. Faces turned red with embarrassment
when the Egyptian challenged them a second time, “Who
can solve the riddle?”
A man ran to tell ibn Nasser, since he was the most
brilliant Zabidi scholar, perhaps he could solve the puzzle.
Known for his wisdom and wit, ibn Nasser laughed.
“Yes,” he said. “I can solve the problem.”
The Egyptian still held the pumpkin in his hand and
was challenging the crowd when ibn Nasser arrived. “I
can liberate the cat without breaking the pumpkin,” ibn
Nasser assured. “But it will take time.”
“You have one week,” the Egyptian replied.
Ibn Nasser agreed with the terms. He reached through
the small opening in the pumpkin and scratched the cat
playfully on its head. At home, he fed the cat a tiny piece
of fish and small bowl milk. For five days he did the same.
The cat grew thinner and thinner. On the sixth day, he did
not feed the cat. However, on the seventh day he held a
fish in front of pumpkin tempting the hungry cat. The
poor cat was so thin that she was able to squeeze through
the pumpkin’s small opening.
Now that the cat was free, ibn Nasser fed her a proper
meal and took her to the Egyptian. The Egyptian
congratulated ibn Nasser on his cleverness.
They following day, ibn Nasser returned to the
Egyptian’s house carrying a large pumpkin and inside it
a full-grown watermelon. “Can you eat the watermelon
without breaking the pumpkin?” ibn Nasser questioned.
People gathered to see if the Egyptian could solve the
riddle.
A week passed. “I give up,” the Egyptian said.
Then ibn Nasser respectfully placed his hands on
the Egyptians shoulders, “Science is not a subject
of challenge,” ibn Nasser replied, “rather its rational
thought,” and with a knife cut open the pumpkin. The
watermelon he sliced for all to enjoy.
25
project whose overall aim is the protection of one of
Yemen’s most ancient cities. This same project has
already refurbished the city of Shibam in Hadramout.
The Shibam Hadramout effort won the Aga Khan
Award for Architecture, a prize established in 1977
to enhance the understanding and appreciation of
Islamic culture as expressed through architecture.
The Governor of Hodeidah, Qadi Ahmed Abdullah
Al-Hajri, along with Dr. Irin Felminn, Consultant
from the German International Cooperation Ministry,
said that Zabid will not be crossed off the World
Heritage list thanks to the endeavors made by these
two countries to save it. He added that the neglect
of the city was largely due to the 1994 war and the
economic difficulties that followed.
Al-Hajri, in November 2007, inaugurated the
Historical Cities Economic Development Project
financed by the German government and the Social
Fund for Development (SFD) for $7.5 million, said
that the government would not allow any actions that
might compromise the historical value of the city.
Zabid is situated in the narrow, torrid Tihama plain
which follows the Red Sea at a distance of 25 km
from the coast. It was founded in the ninth century
and was the center of an influential Islamic school
and the famed University of Zabid.
Named after its first governor and founder, Zabid
is one of the oldest towns in Yemen and one of the
first to convert to Islam during the lifetime of Prophet
Mohammed [PBUH]. It boasts several families
whose lineage can be traced to the great prophet.
Zabid was the capital of Yemen from the 13th to
the 15th century and a center of the Arab and Muslim
world due in large part to its famed University of
Zabid and its being a center of Islamic education.
It was the capital of the Ziyadite dynasty from 8191018 and the Najahite dynasty from 1022-1158.
The Prophet’s descendants founded the Great
Mosque and enlarged the earlier Asair Mosque. After
being destroyed and reconstructed twice, the city
underwent further destruction by the Najahids (10211156) and the Mahdis (1159-1173). Its fortifications
and palaces were damaged and its area was reduced.
The reign of the Rasulids over the Tihama plain
and southern Yemen, between 1228 and 1454, was
the most prosperous period in the countryís ancient
and medieval history. Zabid became the political
and cultural center once again. The influence of its
university spread throughout the Muslim world and
22
across the Indian Ocean. Like the Ayyubids who ruled
before them (1173-1229), the Rasulids were builders.
They constructed mosques, madrassas, fountains,
and roads. Their architectural innovations, such as
the cupola, are still prominent in Islamic architecture.
However, of this period, few architectural vestiges have
been preserved; in Zabid, only the Fatiniya madrassa
remains. The decline of Zabid, which started under the
Tahirids (1454-1517), was accentuated during the first
Ottoman Conquest (1545-1638).
In 2000, Zabid was placed on the List of World
Heritage sites in danger; the listing was made on the
behest of the Yemeni government due to a state of poor
upkeep and conservation from a lack of funding.
The international group, UNESCO, has since declared
Zabid a World Heritage Site and has funded excavations
of the old schools. Visitors can enter the ruins of the
ancient university and inspect the intricate designs
formed from the mud bricks.
Nonetheless, Al-Hajri admitted that, like other Yemeni
historical cities, Zabid’s antiquities are subject to looting,
and that lack of cooperation from the people has made
it even harder for the government to overcome this
problem.
The governor also said that the project would have a
positive impact on the local economy because it is not
only about renovating the architecture, but also about
advancing the life of its habitants - as proved to be the
case with Shibam Hadramout. The average income
of local families is expected to increase by about 20
percent as a result of the project work - work which will
continue through 2010 and will provide job opportunities
23
Saving
a Dying
City
By Abdul Aziz Oudah
I
t is on the brink of vanishing, under threat of
falling off the UNESCO list of world heritage
sites and into oblivion. It is Zabid, on Yemen’s
forefront, a city of knowledge and scholars over
11 centuries old, and it faces an uncertain future.
But there is hope for this precious place;
a partnership between the Yemeni and German
governments is working to keep the light on and save
Zabid. Germany has donated $5 million and Yemen
offered another $2 million to restore the city through a
20
21
fish that you would never think would go together but
somehow the yellow and purple look great.” Maha
admits though that not all designing is easy. “Sometimes
I will change a dress maybe 10 times before it is right.”
Maha has come a long way since she first set up shop
in Sana’a over 15 years ago but she says it has not
been easy. “In the past many didn’t pay attention to
my designs but now they are taking note and starting to
accept and in some instances embrace them.”
Unfortunately Maha says there is still some stigma
attached to Yemeni designs which is rooted in foreign
influence. Throughout Yemen’s history the country
has been influenced by foreign trends in fashion. In
the past they came from Africa and India as Yemen lay
at the centre of important east and west trade routes.
Later Yemen adopted the fashions of the Emirates.
‘Yemeni’s will often refer to the abaya as traditional
dress but again this is a garment that originally came
from Turkey and was originally worn as a 2 piece.
The black abaya then spread to the Emirates and today
Yemen continues to be greatly influenced by Emirati
designs.
It seems Yemeni’s are keen label followers and there
often remains a stigma attached to Yemeni clothing,
which is seen as old and non-progressive. Maha told me
about a seller of Emirati clothing who was apprehensive
about stocking her designs with their original ‘Made
in Yemen’ labels attached as he feared the label would
prevent the items from selling. Thankfully he was proven
wrong and now he cannot get enough of her designs.
18
‘‘Made in Yemen’ is an important brand that needs to
be marketed positively and I will not remove this ticket
from my garments. We should have more faith in our
own country,” says Maha.
Indeed Yemeni clothing has a deep history which
should be embraced. Wandering through the old
city of Sana’a one can see how much Yemeni design
is connected. ‘Everything in Yemen was once
connected, the patterns of Yemeni architecture were
reflected in their furniture designs and these were also
seen in everyday fashion,’ she says.
‘Everything we have is one line. You must consider
everything together. Go to the villages where you still
see an even greater connection.’
Maha takes her ideas from all walks of Yemeni life
from both the city and the country and she is never
elitist in her designs. Maha believes in the importance
of ensuring her designs affordability, and despite having
only limited control over mark-ups outside Yemen she
continues to keep a tight control over her stock in the
country. “I want to keep prices low because I don’t want
them to be a reserve of the rich only; I want everyone to
enjoy them.”
The prices of Maha’s garments vary considerably
but they are all based on the time taken to create the
garment. Sometimes there is intricate stitching on them,
but there are also many others that are affordable to
nearly everyone.
Maha wants to keep widening her market appeal and
she is constantly thinking of new ways to combat the
influx of cheaper clothing by creating more versatile
garments that will allow greater wear for ones money.
One of her more original designs is the reversible
abaya. Her most recent design, the interchangeable
abaya, will be one of the highlights of her upcoming
fashion show. “The problem with the reversible
abaya was that people often wanted to have a shorter
garment; the interchangeable abaya hopes to rectify this
by allowing the wearer to shorten the length and the
sleeves,” she says.
Maha’s own take on the abaya offers a compromise
for those that are still uncertain about branching out into
her more vibrant designs. “I am happy when people are
happy. There is no point trying to push a modern design
on people as they won’t accept it. What I want though is
to make peoples lives easier.”
A single, versatile, and good quality abaya can be worn
more often and is more economical for the financially
challenged. The addition of interchangeable sleeves in a
variety of colours and designs will also allow the wearer
to modify the garment to suit the occasion and their
tastes.
“It is nice to think I can make a garment last a long
time – something that someone will treasure, a timeless
piece.”
She continued, “I get very attached to my pieces and
am glad times are changing and my designs are more
accepted today.”
Maha is ever keen to market her designs further afield
and she plans to re-instate her website soon. She also
produces a catalogue and has considered opening her
business to mail order, but she says there is a problem
finding high quality photographers and models in Yemen
as people lack the correct training needed. “It is not
difficult to find beautiful women in Yemen but they don’t
know how to model, I have to teach them.”
However despite the restrictions of running a business
from Yemen Maha has successfully sold to the European
market and her designs have been well received by all.
“Foreigners go crazy about these things,” she says.
Ultimately Maha dreams of becoming the Vivienne
Westwood of Yemen, in my mind she has achieved this
already, as ever the vibrant character brimming with
creativity.
19
Maha studied fashion design at college and she
later worked in a number of studios across Europe
including that of the famous designer Safanel.
Design provided Maha with the perfect outlet
for her creativity. Today Maha’s creativity
continues boundlessly and her Yemeni heritage
has given her a wealth of inspiration for her
ever evolving designs. Maha creates a variety
of traditional Yemeni clothing such as abaya’s
as well as Western fashions and now owns three
shops, in the Yemeni capital Sana’a.
Maha designs her dresses from scratch and every
design is unique. Due to the market conditions
in Yemen, Maha has been forced to diversify into
a variety of other lines to survive. “I have lots of
things on the go because you cannot make a living
from one thing alone. The market is still relatively
small and there are not enough buyers for my dresses
in Yemen alone and not all people accept them. It is
very different from Europe.”
To combat market conditions Maha has began
to create more specialist pieces including wedding
dresses and veils. She is also producing a wide
range of accessories including jewellery, bags and
scarves to go with her designs and has recently
branched into home furnishings.
Maha creates many of her designs from old
patterns – which she praises for their simplicity
and ingenuity. “I use a lot of old patterns in my
designs, modernising them though and making
them easy to wear. I don’t want the garment to
look old though like some antique that someone
dragged from the souk.”
16
Her designs are becoming known throughout the
Middle East and have also been well received in Europe.
The daughter of Sheikh Sabah of Kuwait recently visited
Maha’s store and loved it. She was keen to purchase
many of the antique dresses which today, simply do not
exist in Kuwait.
Unfortunately like Kuwait, Yemen’s traditional
clothing is also fast disappearing. The influx of cheap
disposable fashion from China alongside the cheaper
fabrics from India is slowly beginning to erode Yemen’s
own identity.
Maha also worry’s about the growing popularity
of garments from Africa which are diluting many of
Yemen’s original designs. “We see many Africa dresses
coming into Yemen today and they come predominantly
via Aden and Djibouti, over 95%. The garments are
loose and transparent, designed for hot climates they do
not show the body.” Such designs are becoming popular
in Taiz where the climate is hotter.
Maha used to buy much of her fabric from Zabeed
where she would often commission designs, but soon
the villages realized they could also make money from
selling the patterns in the local market so they were no
longer exclusive.
In the past Maha also bought fabrics from the
Duramee, Bitafaki and Tehmah regions but today there is
very little cotton industry left. “I remember one man that
lived in the south of Yemen, in Housta who used to make
linen,” she said. “He used to make it in an old building
with no lighting. He worked into his 70’s but his son
refused to carry on the business after his father died,
preferring instead the bright lights of the city and today
there is nothing left of this small linen business.”
Maha is keen to support the local industry with her
fabric commissions, and involve more families but she
is unable to give them work because they just sell her
designs.
Indeed copying in Yemen is a big problem and Maha is
constantly trying to keep ahead of the market. ‘As soon
as my design comes out there is a copy. I have to change
all the time to keep ahead’. Thankfully Maha is never
short of inspiration and although she considers the copies
a problem they also prove how popular her influence is
becoming.
Maha loves Yemeni designs due to their
innovativeness, ‘the dresses are interesting as the lines
are very different from typical dresses,’ she says. “Also
in the original Yemeni dresses you will see that they
had very long tapered sleeves, when the women were
working they would pull up their sleeves and tie the ends
in a knot across their back to keep them out of the way.”
Yemen offers Maha countless inspiration even when
she is diving in the Red Sea she is constantly looking at
the colors underwater. “I see colors in the seas tropical
17
The
Vivienne
Westwood
of
Yemen
M
By Sarah Copplestone
aha’s introduction to fashion
came early on. With an
Italian mother and Yemeni
father, Maha had a distinct
look which was welcomed
by the modelling industry.
She modelled throughout Europe and through
her modelling work she became increasingly
interested in fashion design.
14
riding stable, competed in a variety of events across
the world, and now teach anyone from age five right
through to, well, I have no upper age limit! As long as
they can get on the horse, I’ll teach them, although the
oldest I’ve ever taught is probably 63. In Canada the
majority of those that I teach and who come to ride at the
school regularly are the horse-crazy young girls. This is
a big difference to Yemen, obviously. So when I came
to Yemen, many of the expats were excited about the
possibility of riding lessons in English, here. Because
Captain Mohammad does not have that much time and is
often abroad competing, foreigners were excited because
I had the expertise they needed.
Julia Thielebein: I have ridden extensively throughout
Europe but without formal training.
What were your first impressions of riding
in Yemen?
JT: I came to Yemen 8 or 9 years ago and rode at the
club. Back then, it was very different than how it is
now. The club was run down and there were hardly any
members. Since I’ve been back, I’ve been riding here for
two or three years, and the club is coming on stronger
and stronger. Because Captain Mohammad is responsible
for the care and maintenance of the horses they are much
healthier. They used to be thin and have sores and cuts
from over riding. Now they are fit and healthy; it is great
to see the club in such good shape.
SP: I first visited the Horseman’s Club in December.
The grooms were extremely friendly and asked if we
wanted to ride. Although we declined, they promptly
produced a saddled horse! As I mounted the pony, the
groom behind me was holding a crop. This did make me
a little nervous; bear in mind that I was wearing sandals,
no safety hat, and my stirrups were way too short. After
a quick flick of the groom’s wrist, the horse set off at a
mad gallop. As soon as I managed to get control of the
12
horse, I slowed it right down to a walk, to the evident
disappointment of the groom who put me on.
JT: But it’s not just about riding in paddocks, it is also
about getting out in the countryside. You can either ride
on the roads, or the countryside, which is very stony and
hard for the horse, but it is absolutely stunning. If you’ve
been out walking around Sana’a, you’ll know what I’m
talking about.
How about your teaching how have your
lessons being going in Yemen?
SP: I returned in January and have been teaching Julia
and another lady.
They are both experienced, so for them it is a matter
of honing technique. Sadly, at the moment I don’t teach
any Yemenis, but I have been approached in the past and
I was even approached last weekend by a group of guys,
so maybe in the near future. They [the Yemenis] are so
keen, and love hearing about riding in Canada, and my
views and opinions on riding in Yemen.
What do you feel about the future of riding
in Yemen, particularly regarding competing
on an international stage?
SP: The thoroughbred racing industry is huge in the
Middle East. And there is definitely enough financial
support for this, which, I hope might extend to Yemen.
For the three standard riding disciplines -Show Jumping,
Dressage or Three Day Eventing- this [funding] would
be absolutely essential for Yemen to get near sending
someone to the Olympics or to compete on the world
stage. The main problem is the fact that the infrastructure
required to compete at such a level is enormous- training
staff have to be contracted, and they then need support
staff. If they don’t have that [support] they need to get
other jobs, which jeopardizes their ability to dedicate
themselves to the riding. Something that has been
getting bigger and bigger in Europe and North America
is endurance riding, where Arabian horses dominate the
event because of their breeding and genetic make-up.
That is a huge area that Yemenis may be suited for. It
would be fantastic if they could develop a club to add
structure to the riding program, to bring in beginners and
encourage intermediate riders.
JT: Besides the involvement of the children, I think
that the status of the club itself is extremely important.
To encourage local involvement and excellence is
the key, as well as increase the stability of the club’s
finances.
What is the standard of riding like in
Yemen?
SP: The riders themselves are generally of a lower
standard to those back home, purely because of
the lack of experience. It is nothing to do with the
enthusiasm of the riders or quality of the horses out
here; the Arabian horses are fantastic. But it is more to
do with the lack of available money or time to put into
riding. Despite that, many of the trainers are good
riders, particularly Captain Mohammad, as well as the
grooms, who have clearly spent a lot of time around
the horses. JT: Yes, I agree. Captain Mohammad
has been reasonably successful in introducing more
Yemenis to the sport from the international school.
The involvement of children is crucial. Also, some 60
percent of the members are Yemeni, so I’m sure that
the future is bright.
And finally, a word on Arabian horses?
SP: Fantastic.
JT. I prefer them to horses at home. They are more
responsive, have more power, are more willing to run,
and seem to understand people better! They have strong
links with riders and understand humans. You can do
a lot just by talking to them, which helps enormouslyeven if you speak in German!
13
here; discussing the sport in Yemen with two of its
biggest advocates; and delve into the past and present,
history and mythology of this highly influential breed.
Riding in Yemen is currently undergoing a serious
revival. The main riding center in Sana’a is the Nadi
Farousia, the Horseman’s Club, a public club consisting
of some 200 members split 25/75 foreigners to Yemenis.
Founded in 2000, the Nadi Farousia is run by the Captain
Mohammad Al Kumali, an audacious rider, who divides
his time between running the club and participating in
competitions in the Gulf and Egypt (he is amongst the
top five riders in Yemen). Captain Mohammad also
spends time giving lessons; but much of the tuition
of foreigners is done by Captain Anis Al Hadrami, a
banker, who spends his free time teaching riding, and
Canadian expat Selena Pellizzari. Three years ago,
Captain Anis’ five year-old son encouraged him to ride,
and after making rapid progress, he now offers lessons
for all standards: anything from a gentle walk around
the paddock for a beginner to advanced dressage tuition.
One of the most popular options for experienced riders
are adventure trails across the stunning countryside
surrounding Sana’a. The opportunity to ride Arabian
horses is itself a major attraction of the club, which
keeps some 80 horses, the majority of which were owned
by Sheikh Hashid Abdullah Al Ahmar. The Arabian
horse possesses a rich history. As one of the world’s
oldest human-developed breeds, its origins are shrouded
10
in mystery. Indeed, it is hard to over-estimate the impact
the Arabian has had on modern global horse breeding
and sport; as its reputation and temperament have made
it one of the most popular genetic strains. The origins
of the breed are a source of some controversy. While
some researchers, including the pre-eminent Gladys
Brown Edwards, believe that the breed developed
from one of the four foundation subtypes; which had
adapted specific characteristics based on their natural
environments. Others believe that the original horse
was a “proto-Arabian,” of oriental subtype. These
were the oriental horses, which appeared in ancient
art throughout the Middle East, particularly Ancient
Egypt, and in rock paintings as far back as 2,500 BC.
Yet beside these perhaps more academic theories sits a
rich mythological history, often closely tied to religion.
The horse quickly became essential for the survival of
the Bedouin. As such, it gained an almost mythological
status within society and tribes created an oral history
based on the genealogy and exploits of their horses.
They even went so far as to mythologize the breed’s
very beginnings. There are four central mythological
creation stories, connected to religious figures. One
tale tells of Mohammad testing the loyalty and courage
of his herd to choose his founding mares. During an
arduous journey through the desert, the prophet sighted
an oasis and let his horses loose. They raced towards
the oasis to slake their thirst, but as the herd neared, he
called them back. Only five loyal mares returned, and
they became the chosen five, Al Khamsa, which are
reputed to have begat the five choice strains of the breed.
Some breeders still attest to the fidelity of the tale. An
alternative story relates how the Queen of Sheba, whose
role centralizes Yemen within Arabian mythology, gave
King Solomon a stallion named Safanad (the pure).
Such were the abilities of the beast (who was reputed
to be swifter than a gazelle, and that a hunt on him was
never fruitless) that he was chosen to stud the Arabian
line. A further tale relates how the angel Gabriel woke
Ishmael, the son of Abraham, with a “wind spout” that
roared towards him. As the angel ordered the winds to
stop, it scattered dust and rain, gathering itself into a
powerful galloping horse. The Bedouins thus named the
first Arabian stallion Kuhaylah, “Drinker of the Wind.”
The final myth is the tale of Allah’s creation of the
Arabian horse from the winds; one story attests Allah
calling on the south wind to condense and then creating
the breed, the other relating how Allah harnessed the
characteristics of all four winds to form the Arabian: the
spirit of the north, the strength of the south, the speed of
the east and the intelligence of the west. The very form
of the horse itself is subject to mythical interpretation.
Only bay, grey, chestnut, black and roan are colors
recognized by the Arabian Horse Association. Physically,
the bulging head, known to Bedouins as a “jibbah,” is
a sign of blessing; the “mitbah,” the arching neck, a
sign of courage, and the tail signifies pride. But there
is no doubt that the horse deserves its reputation. The
Arabian is globally respected. Indeed, their bloodlines
are found in almost every modern breed of horse around
the world. Because Arabian horses have evolved and
developed around people, often forming extremely
close relationships with their Bedouin owners (as they
invariably slept in their tents amongst their families for
protection from theft and shelter from the cold desert
nights) they have remarkable temperaments. Now in
Yemen, the heir to a rich equine history, the Arabian is
enjoying something of a revival. Although the days of
the Bedouin sheltering mares in their tents are long gone,
with a thriving thoroughbred racing industry in the Gulf,
horses and the culture surrounding riding, which has
been imbedded in Yemen’s psyche, is re-emerging. Not
only is this a country home to some of the finest Arabian
specimens, which can trace their roots, both historically
and mythically, to Yemen’s antique past, but there are
fantastic opportunities for beginners and experts alike
to engage in a variety of riding disciplines. I caught up
with Selena Pellizzari, a riding coach and Equinologist,
and Julia Thielebein, a Cultural Heritage Advisor, down
at Captain Mohammad’s Horseman’s Club, to listen to
their views on Yemen’s riding scene.
Can you both briefly tell me about your
riding backgrounds?
Selena Pellizzari: My mother was a riding instructor
in Canada and owned her own school, so I grew up with
horses. I basically don’t remember actually learning
how to ride. Since then I have taken over the family’s
11
Legends
ofTheArabian
Horse
The
By Fergus Argyle
Equestrianism in Yemen
8
A
controversy over the origin of horse
breeds as many mythological historians
and researchers have discussed this
issue in details coming out with
several tales. They even went so far
as to mythologize the breed’s very
beginnings.
Somewhere in the inhospitable deserts of the Middle
East, along the banks of the Tigris and Euphrates rivers,
developed a breed of horse so special that horse owners
believed them to be a gift directly from God. This is
what we have come to know as the Arabian. Now, in
Yemen, one of the original crucibles of its creation
and development, we explore the state of riding
9
– like the alhoto dance – where dancers continuously
kick their legs up over their heads for almost an hour,
nonstop,” says Bhaydar. He credits the dance with
building the strong body with strong legs and hips that a
person needs in order to jump high and wide.
Another dance, called the tala, has the dancers jump
as high as possible from a standing position for as
long as possible. Most often performed at festivals
and other celebrations, the tala is performed in a kind
of tournament. Participants form a circle in the center
of the field; then two dancers meet in the center of the
circle, each jumping higher and higher in an attempt to
outperform the other. The audience and other participants
determine which of the two is the better dancer. Then
another pair of dancers takes the stage and the scene is
repeated. Winners compete with each other in succession
throughout the duration of the festival. The dancer who
jumps highest and lasts the longest is considered the best
dancer. The by-product of this kind of strenuous activity
is a physique capable of jumping over any number of
camels.
According to Bhaydar Qubaisi, anyone with the
ambition to become a champion camel jumper has to
adopt a special diet composed strictly of local products.
Upon awaking in the earliest hours of the morning, he
should energize himself with cakes, dates, and other
sweets. Later, he can have a breakfast of fresh milk,
cultured milk, fish cooked in sesame oil, and bread made
from local sorghum flour. For lunch, he has marsah,
which is made from local wheat flour, ghee, local honey,
and bananas. Lunch must also include lamb meat or
6
possibly fish, and sorghum bread. Dinner is composed of
sorghum bread and laban, or sorghum bread with lamb
or beans. Furthermore, this diet of champions should
feature lots of fresh fruits and vegetables and occasional
draughts of camel milk.
Bhaydar’s 96 year-old father, Mohammed Yusuf
Qubaisi, believes that natural locally grown food is the
source of his good health and longevity. He says that
he has never eaten artificial foods or drank refrigerated
water; he has never been seriously ill and has never been
to a doctor. He says proudly that he still works everyday
on his farm, rides camels unassisted, and still makes love
to his wife.
Yusuf named his sons after wild animals that run fast
and jump high. He named his eldest son Numair, which
means “little tiger”; his middle son Bhaydar, or leopard;
and his third son Butaily, which means “brave lion.”
The Zaranique tribe has been famed for centuries
for its feats of strength and athleticism. Their physical
prowess is still very much a part of their identity and
daily lives, and their reputation for skill in battle remains
undiminished in the minds not only of the Yemeni
people, but of people throughout the Arabian Peninsula.
It may therefore seem incongruous that the manly men
of the Al Qubaisi family and the rest of the Al Zaranique
tribe make their living growing jasmine flowers and
stringing them into garlands to be worn by brides and
grooms all across Arabia.
In 2006, several tons of these flowers, valued at half
a million dollars, were exported from the Zaranique
region to the Gulf States. However, with camel jumping
champions, fantastic
dancers, and militarty might,
it would seem the men of Al
Zaranique aren’t comfortable
resting on their laurels.
The Zaraniqe tribe is well
known in Yemeni history
for its bravery and ferocity.
History tells us that the
Zaranique tribe revolted
against Imam Ahmed in the
1950s. The Imam sent his
troops to the Tihama to bring the tribe back into line. The
Zaranique had no weapons like those of the Imam’s troops
with which to defend themselves. Legend says that the
tribesmen hid high in the palm trees on their farms and
managed to defeat the troops by falling upon them and
stripping them of their weapons before ultimately killing
them. Other stories tell of the tribesmen hiding in the bushes
before seizing the troops in their arms and breaking their
bones with a python-like grip.
Amro bin Ma’adi Karib, one of the most famous
warrior kings of pre-Islamic Arabia. Ma’adi Karib, who
was from the Zaranique tribe, was famous for his warlike ways and his unparalleled skill in battle. His military
exploits, in which he is said to have been undefeated,
were as often as not waged in pursuit of a beautiful
woman, and he would make war on other tribes in order
to possess her.
When the Prophet Mohammed announced his mission,
Amro bin Ma’adi Karib converted to Islam and went to
Madinah to be one of the soldiers of the Islamic army.
However after the death of the prophet, he relapsed into
paganism and joined the army of Al Aswad Al Ansi, who
had declared himself a prophet in Yemen. Later, once Al
Aswad Al Ansi was defeated by the Islamic army, Ma’adi
Karib converted to Islam for a second time and served as
a commander in the Islamic invasions of Al Sham (present
day Syria, Palestine, and Jordan) and Iraq, having played a
key role in the victories achieved there.
It happened that during the battle of Al Qadisyah in
Iraq, the leader of the Islamic army in there, Sa’ad Bin
Abi Waqas called on the Caliph Omar Bin Al Khattab
to send him more troops. The Caliph sent him only two
soldiers, one of which was Amro bin Ma’adi Karib, who
had been serving in Syria at the time. In his message
to Sa’ad Bin Abi Waqas, the Caliph told him, “I sent
you only two warriors, but each of them is equal to two
thousand warriors.”
Among the many legends about Amro bin Ma’adi
Karib, besides his penchant for squeezing adversaries in
his arms, crushing them to death, is that he was deadly
with a sword – being able to slice a man in two with
only one blow. This was a popular tale even during
his lifetime, and Caliph Omar was well aware of it.
The Caliph ordered Amro to bring him the sword and
to make similar swords for the rest of the army. Amro
delivered the sword to Omar but told him, “I have given
you the sword, but not the arm that weilds it.”
7
year-old boys are given a chance to show off their skills,
jumping over one sitting, one standing, and two standing
camels, respectively.
The people of Al Abasi village begin training their
sons to jump over camels when they are five years old.
The youngsters begin their training by jumping over a
single sitting camel. With practice they are soon able to
leap over a standing camel, and eventually over another
and another until, by age 18, they are usually able to
make it successfully over a full seven.
Camels are big, standing approximately 2.2 meters
high at the hump with a girth of between 50 and 70
centimeters. Seven side by side creates a hurdle some
6.2 meters wide that, in order to jump and clear without
making contact, requires a leap considerably greater.
The leap is highly stylized and is in itself something
to behold. To get sufficient momentum, a jumper
accelerates for approximately 50 meters before reaching
the ammithab, or jumping off point, where he pushes
off with his right leg, propelling himself through the air
“like a tiger.” At the apex of his jump, he pulls his legs
up into his chest while extending his head forward and
his arms outward “like a hawk in flight.” As he reaches
the final two camels of a seven-camel leap, he stretches
his legs out in front of him for landing – again, like a
hawk – before alighting on the soft desert sand.
Key to the Zaranique’s athleticism and their success
at leaping through the air is the training they get while
engaging in their local dances, which are in themselves
spectacular feats of strength and stamina. “To train a
person and prepare him to jump over camels, he has
to take part in the unique dances of Al Zaranique tribe
4
5
Leaplikeatiger
flylikeafalcon
A
BY MOHAMMED AL KIBSI
l-Husaineyah, al-Tuhaita,
al-Duraihimi and al-Munira
districts of Hudidah
province are well known
for the unique sportive
carnivals they host
annually. In particular, they are famous
for the unique sport of camel jumping.
Bhaydar, Numair, and Butaily Mohammed Yusuf
Qubaisi are champions of this uniquely Yemeni sport.
The three brothers from Al Abasi village in Bait Al
Faqih are the finest camel jumpers still engaging in this
little seen but spectacular sport.
“Jumping over seven camels is not an easy task,”
says Bhaydar Qubaisi, a camel jumping trainer and
a champion in his own right. “To jump over seven
camels a person needs to combine his soul and his
strength – there should be a harmony of courage,
strength and soul, in addition to good training.”
The sport of camel jumping is unique to the
Zaranique tribe, which they inherited from their
ancestors. Some believe it has been practiced by the
men of that tribe for as many as 2000 years. Camel
jumping competitions take place during wedding
celebrations and festivals throughout the Tihama
1219
region, such as the Al Husseiniyya village festival in
Bait Al Faqih district, and Al Tuhaita village festival in
the district of Zabid. The competition usually begins
with younger competitors jumping over three camels.
The winners of this round earn the right to compete
in the next round and a fourth camel is added to the
line-up. This continues, with an additional animal
being added after each successive round; most of
the competitors will have been eliminated by the
end of the six-camels round, when only the best and
most experienced jumpers are left to compete in the
final contest. First, second and third place prizes are
awarded to the three best jumpers, and the first place
winner earns the title of that festival’s champion of the
year.
Following the determination of the festival’s
champion camel jumper, the 5-10, 7-11, and 12-14
1318
Republic of Yemen
*ÕLˆÃ…i`ÊLÞÊ̅iÊ9i“i˜Ê/œÕÀˆÃ“Ê
Ministry
of Tourism
*Àœ“œÌˆœ˜Êœ>À`ʈ˜Ê
œœ«iÀ>̈œ˜Ê܈̅
Yemen Tourism Promotion Board
Tel. 009671-251033/5/6/7
Fax 009671-251034
WWWYOBSERVERCOM
P.0.BOX 5607
E-mail: œ˜ÃՏ̈˜}Ê`ˆÌœÀ
[email protected]
œÃ…Õ>Ê>ÀˆVˆV…
Published by the Yemen Tourism
*Ài«>Ài`ÊÞ
Promotion
Board in Cooperation with Yemen Observer
œ…>““i`ʏʈLÈ
www.yobserver.com
/iV…˜ˆV>ÊEÊiÈ}˜Ê*Àœ`ÕV̈œ˜
-ՏÌ>˜ÊÊ->…ˆ
Consulting
Editor
Joshua Maricich
*…œÌœ}À>«…Þ
œ…>““i`ÊL`ՏÃ>>“
Prepared
By
Mohammed Al Kibsi
Technical & Design Production
Sultan Al Salhi
Photography
Mohammed Abdulsalam
index
Ó n £{ Óä ÓÈ Î{ ÎÈ